الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا سؤال طرحة صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله الغديان على الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز في لقاء جمع كبار العلماء في مدينة جدة عام 1412 رحم الله الجميع.

الشَيْخُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَحْمَنِ الغُدَيَّان : وَهَذَا يُرِيدُ مِنْكُم وَصْفَةً نَاجِعَةً فِي إِزَالَةِ قَسْوَةِ الْقَلْبِ.

الشَيْخُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ بَاز: قَسْوَةُ القَلْبِ لَهَا أَسْبَابٌ أَعْظَمُهَا: البُعْدُ عَنِ اللهِ وَ الْإِقْبَالُ عَلَى الدُنْيَا وَعَلَى الشَهَوَاتِ وَالمَعَاصِي.
الْبُعْدُ عَنِ اللهِ هُوَ سَبَبُ الْقَسْوَةِ وَكُلُّ مَعْصِيَةٍ مِنْ أَسْبَابِ الْقَسْوَةِ قَالَ تَعَالَى: { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف/36] وَقَالَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ { فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } [الحديد/16] بِسَبَبِ عَدَمِ خُشُوعِهِمُ وَعَدَمِ ذِكْرِهْمُ للهِ وَطُولِ الْأَمَدِ قَسَتْ الْقُلُوبُ.
وَقَالَ عَلَيْهِ الصَلَاةُ وَالسَلَامُ : أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ اللهِ - عَلَيْكُم بِالإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ فَإِنَّهُ [...] مِنَ اللهِ [...].

وَالمَقْصُودُ أَنَّ ذِكْر اللهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ وَالتَسْبِيحِ وَالتَهْلِيلِ وَالتَحْمِيدِ وَالتَكْبِيرِ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ لِينِ الْقَلْبِ وَيَقَظَتِهِ [...] وَالْمَعَاصِي وَالْغَفْلَةُ مِنْ أَسْبَابِ قَسْوَتِهِ وَبُعْدِهِ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَوَصِيَّتِي لِلْجَمِيعِ الْإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ، التَسْبِيحِ وَالتَهْلِيلِ وَالتَحْمِيدِ وَمُجَالَسَةِ الذَاكِرِينَ وَالْإِكْثَارِ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ لَيْلًا وَنَهَارًا مِنَ المَصْحَفِ وَعَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، كُلُّ هَذَا مِنْ أَسْبَابِ لِينِ الْقَلْبِ مَعَ الْحَذَرِ مِنَ المَعَاصِي كُلِّهَا وَمَعَ المُحَافَظَةِ عَلَى صَلَاةِ الجَمَاعَةِ، كُلُّهَا مِنْ أَسْبَابِ لِينِ الْقَلْبِ وَالمَعَاصِي كُلُّهَا مِنْ أَسْبَابِ قَسْوَتِهِ وَالْغَفْلَةُ عَنِ اللهِ مِنْ أَسْبَابِ قَسْوَتِهِ وَهَكَذَا مُجَالَسَةُ الغَافِلِينَ مِنْ أَسْبَابِ قَسْوَةِ القُلُوبِ. نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلِلْجَمِيعِ التَوْفِيقَ وَالهِدَايَةَ .
وَفَّقَ اللهُ الجَمِيعَ وَثَبَّتَنَا عَلَى الهُدَى وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ.

الملفات المرفقة