إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ترجمة] ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
    أما بعد
    فأقدّم إليكم ترجمة علّامةٍ كبير, ومسنِدٍ شهير, وشيخٍ نِحْرير, اتفق على جلالته الصغير والكبير, ولم يكن له في عصره نظير
    ذاع صيته في الأمصار, وبلغت شهرته الأقطار, وصار شيخ شيوخ متأخِّرِ الأعصار
    هو محدث الأقطار الهندية شيخ الكل العلامة نذير حسين الدهلوي رحمه الله
    وسيرة هذا الإمام بما أنها مفرَّقةٌ في الكتب, فقد اجتهدتُ بقدر استطاعتي في جمع ما يتيسر لي منها وتهذيبه واختصاره, وسأضع ذلك في هذا الموضوع تباعاً إن شاء الله تعالى

  • #2
    رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

    اسمه ونسبه
    هو نذير حسين بن جواد علي بن عظمة الله بن الله بخش الحسيني البهاري ثم الدهلوي
    فائدة: (الله بخش) معناه: نعمة الله, وانظر للفائدة هنا , وهنا
    بينه وبين الحسين بن علي رضي الله عنهما ثلاثون أباً, كذلك العدد من جهة أمه.
    نشأته:
    جاء في كتاب (تذكير النابهين) للعلامة ربيع السُّنة نقلاً عن كتاب (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر) لعبد الحي الحسني ما نصه:
    ولد سنة عشرين وقيل خمس وعشرين ومائتين وألف، بقريته سورج كدها من أعمال بهار - بكسر الموحدة - ونشأ بها، وتعلم الخط والإنشاء، ثم سافر إلى عظيم آباد وأدرك بها السيد الإمام الشهيد أحمد بن عرفان الحسني البريلوي، وصاحبيه: الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، والشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، سنة سبع وثلاثين، ومائتين وألف، فملأ قلبه من الإيمان وغشيه نور المعرفة، فسافر للعلم وأقام ببلدة إله آباد أياماً، وقرأ المختصرات على أعيان تلك البلدة، ثم سافر إلى دهلي وأقام في مقامات عديدة في أثناء السفر حتى دخل دهلي سنة ثلاث وأربعين.
    فقرأ الكتب الدرسية على السيد عبد الخالق الدهلوي، والشيخ شير محمد القندهاري، والعلامة جلال الدين الهروي، وأخذ الأصول والبلاغة والتفسير، عن الشيخ كرامة العلي الإسرائيلي صاحب السيرة الأحمدية، والهيئة، والحساب، عن الشيخ محمد بخش الدهلوي، والأدب عن الشيخ عبد القادر الرامبوري، وفرغ من ذلك في خمس سنين، ثم تزوج بابنة الشيخ عبد الخالق المذكور، ولازم دروس الشيخ المسند إسحاق بن محمد أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وأجازه الشيخ المذكور سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف حين هجرته إلى مكة المشرفة، فتصدر للتدريس والتذكير والإفتاء.
    ودرس الكتب الدرسية من كل علم، وفن، لاسيما الفقه والأصول إلى سنة سبعين ومائتين وألف.
    وكان له ذوق عظيم في الفقه الحنفي، ثم غلب عليه حب القرآن والحديث، فترك اشتغاله بما سواهما إلا الفقه.

    تعليق


    • #3
      رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

      ابتلاؤه بالظالمين الحاسدين
      نقل ربيع السنة في كتابه السابق ما نصه:

      وكان - رحمه الله - ممن أوذي في ذات الله سبحانه غير مرة، واتهمه الناس بالاعتزال عن أهل السنة والجماعة، وبالخروج على ولاة الهند، فقبض عليه الإنكليز سنة ثمانين أو إحدى وثمانين، فنقلوه إلى بلدة راولبندي من أرض بنجاب، فلبث في السجن سنة كاملة، ثم أطلقوه، فعاد إلى دهلي واشتغل بالدرس، والإفادة، كما كان يشتغل بها قبل ذلك، ثم إنه لما رحل إلى الحجاز سنة ثلاثمائة وألف، رموه بالاعتزال وبأنه يقول بحلِّيَّة شحم الخنـزير، وبأن النكاح بالعمة والخالة جائزة، وبأن الزكاة ليست في أموال التجارة، وهكذا رموه بما هو بريء عن ذلك، فرفعوا تلك القصة إلى والي مكة فقبض عليه الوالي، واستنطقه وحبسه يوماً وليلة، ثم أطلقه، ثم إنه لما عاد إلى الهند وكفروه، كما كفر الناس في الزمن السالف كبار العلماء من الأئمة المجتهدين، والله سبحانه مجازيهم في ذلك.
      فإن الشيخ كان آية ظاهرة، ونعمة باهرة من الله سبحانه في التقوى والديانة، والزهد والعلم والعمل, والقناعة والعفاف، والتوكل والاستغناء عن الناس، والصدق وقول الحق، والخشية من الله سبحانه، والمحبة له ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، اتفق الناس ممن رزقه الله سبحانه حظاً من علم القرآن والحديث على جلالته في ذلك.

      تعليق


      • #4
        رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

        مؤلفاته
        نقل ربيع السنة في كتابه السابق ما نصه:
        ولم يكن للسيد نذير حسين كثرة اشتغال بتأليف، ولو أراد ذلك لكان له في الحديث ما لا يقدر عليه غيره، وله رسائل عديدة، أشهرها:
        1- معيار الحق.
        2- وواقعة الفتوى ودافعة البلوى.
        3- وثبوت الحق الحقيق.
        4- ورسالة في تحلي النساء بالذهب.
        5- والمسائل الأربعة- كلها باللغة الأردوية.
        6- وفلاح الولي باتباع النبي.
        7- ومجموعة الفتاوى بالفارسي.
        8- ورسالة في إبطال عمل المولد - بالعربي.
        وأما الفتاوى المتفرقة التي شاعت في البلاد، فلا تكاد أن تحصر، وظني أنها لو جمعت لبلغت إلى مجلدات ضخام.

        تعليق


        • #5
          رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

          تلاميذه
          نقل ربيع السنة في كتابه السابق ما نصه:

          وأما تلامذته فعلى طبقات، فمهم العالمون الناقدون، المعروفون، فلعلهم يبلغون إلى ألف نفس، ومنهم المقاربون بالطبقة الأولى في بعض الأوصاف، ومنهم من يلي الطبقة الثانية، وأهل هاتين الطبقتين يبلغون إلى الآلاف.
          وأما أشهرهم في الهند، فمنهم:
          1- ابنه السيد الشريف حسين المتوفى في حياته.
          2- والشيخ عبد الله الغزنوي العارف المشهور وبنوه الأتقياء محمد، وعبد الجبار، وعبد الواحد، وعبد الله.
          3- ومنهم الشيخ محمد بشير العمري السهسواني.
          4- والسيد أمير حسن، وابنه، أمير أحمد الحسيني السهسواني.
          5- والشيخ المحدث عبد المنان الوزير آبادي.
          6- والشيخ محمد حسين شيخ البطالوي صاحب إِشاعة السنة.
          7- والعلامة عبد الله بن عبد الرحيم الغازيـبوري.
          8- والسيد مصطفى بن يوسف الشريف الحسنى الطوكي.
          9- والسيد أمير علي بن معظم علي الحسيني المليح آبادي.
          10- والقاضي طلا محمد بن القاضي محمد حسن البشاوري.
          11- والشيخ غلام رب الرسول القلعوى.
          12- والمحدث شمس الحق بن أمير علي الديانوي صاحب عون المعبود.
          13- والشيخ عبد الله بن إدريس الحسني السنوسي المغربي.
          14- والشيخ محمد بن ناصر بن المبارك النجدي.
          15- والشيخ سعد بن حمد بن عتيق النجدي، وخلق لا يحصون.

          تعليق


          • #6
            رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

            ثناء العلماء عليه:
            قال العلامة حسين بن محسن الأنصاري اليماني إن الذي أعلمه، وأعتقده، وأتحققه في مولانا السيد الإمام، والفرد الهمام، نذير حسين الدهلوي، أنه فرد زمانه، ومسند وقته وأوانه، ومن أجل علماء العصر، بل لا ثاني له في إقليم الهند، في علمه، وحلمه، وتقواه، وأنه من الهادين، والمرشدين إلى العمل بالكتاب والسنة، والمعلمين لهما، بل أجل علماء هذا العصر المحققين في أرض الهند أكثرهم من تلامذته، وعقيدته موافقة لعقيدة السلف الموافقة للكتاب والسنة
            وفي رؤية الشمس ما يغنيك عن زحل
            فدع عنك قول الحاسد العذول، والأشر المخذول، فإن وبال حسده راجع إليه وآيل عليه , ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )، فمن نال من هذا الإمام الهادي إلى سنة خير الأنام، فقد باء بالخسران المبين، وما أحسن ما قال القائل:
            ألا قل لمن كان لي حاسداً.....أتدري على من أسأت الأدب
            أسـأت على الله في ملكه.....لأنك لم ترض لي مـا وهب
            اللهم زد هذا الإمام شرفاً ومجداً، واخذل شانئه ومعاديه، ولا تبق منهم أحداً ؛ هذا ما أعلمه وأتحققه في مولانا السيد نذير حسين أبقاه الله، والله يتولى السرائر . اهـ
            وقال العلامة سعد بن حمد بن عتيق:
            وممن حضرت عليهم وسمعت منهم وأخذت عنهم من العلماء الأعلام المحدِّثين الكرام: الشيخ الفاضل النحرير, والعالم الكامل الشهير, حامل لواء أهل الحديث بلا نزاع, وحلية أهل الدراية والرواية والسماع: السيد ندير حسين الدهلوي, رفع الله درجاته, وبارك في حسناته. اهـ
            وقال العلامة القاضي أحمد بن إبراهيم بن عيسى النجدي: العالم العلامة, المحدث الفهامة, قدوة أهل الاستقامة. اهـ
            وقال العلامة النحرير المتفنن صدِّيق حسن خان الفنوجي: شيخ الإسلام, ومركز علوم الاستجازة والإجازة, والعالِم الخبيرُ حقيقَةَ ذلك ومَجازَه, ومن المثل السائر: لا يُفتى ومالك بالمدينة, ولا يُسنَدُ والحاكم ببغداد. اهـ
            وقال العلامة المحدّث شمس الحق العظيم آبادي: وجدتُه إماماً في التفسير والحديث والفقه, عاملاً بما فيهما, حَسَنَ العقيدة, ملازماً لتدريس القرآن والحديث ليلاً ونهاراً. اهـ
            وقال أيضاً: إنَّ حُبَّه من علامات أهل السُّنَّة, وإنه لا يبغضه إلا مبتدع معاند للحق. اهـ
            وقال أيضاً: العلامة المحدّث الفقيه سلطان العلماء. اهـ
            وقال أيضاً: إمام عصره وأستاذ دهره. اهـ
            وقال أيضاً: رئيس المحدثين في عصره, عمدة المحققين في دهره, مسنِد الوقت, شيخ الإسلام, جمال الملة والدين. اهـ
            وقال أيضاً: السيد العلامة, زَيْن أهل الاستقامة, المحدث المفسر الفقيه, الكامل النبيه, الورع الزاهد, ملحِقُ الأحفاد بالأجداد, الذي لم تر مثله العيون, وملئت المشارق والمغارب بتلاميذه, الإمام الهمام. اهـ
            وقال في كتابه "عون المعبود" عنده ذكره للمجددين عبر القرون: وعلى رأس الثالثة عشر: شيخنا العلامة النبيل, والفهامة الجليل, نبراس العلماء الأعلام, سامي المجد الأثيل والمقام, ذو القدر المحمود, والفخر المشهود, حسن الاسم والصفات, رب الفضائل والمكرمات, المحدث الفقيه, المفسر التقي الورع النبيه, الشيخ الأكمل الأسعد, السيد الأجل الأمجد, رُحْلة الآفاق, شيخ العرب والعجم بالاتفاق.... اهـ

            يتبع...

            تعليق


            • #7
              رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

              وقال شيخ شيوخنا العلامة المحدث عبد الرحمن المباركفوي صاحب تحفة الأحوذي: فَرْدُ زمانه, وقُطب أوانه, رُحلة الآفاق, شيخ العرب والعجم بالاتفاق, المجدد على رأس المائة الثالثة عشر, أعني المحدث المفسر الفقه شيخنا الأجلّ السيد نذير حسين الدهلوي.....أفاد شيخنا بعلومه, ونفع بإفاضته خلقاً كثيراً لا يُحصى عددهم, فأنارت بأنوار فيوضه البلاد, وأضاءت بأضواء علومه الأمصار, انتشر تلامذته في جميع أقطار الأرض, من الهند والعرب وغيرهما, فليس من بلدة ولا قرية إلا وقد بلَّغ بها نفحاته المسكيّة, ووصَّل إليها فوحاته العلمية, سيقت إليه المطايا, وشُدَّت نحوه الرحال, ليقتبس من أنوار معرفته, ويُغترف من بحار علومه, ويُتلقى من مكارم أخلاقه وشمائله, ويُستمسك بمحاسن آدابه وفضائله, فله على رقاب الناس منن عظيمة, وأيادٍ جسيمة, أفنى عمره العزيز في إشاعة الدين, وصَرَفَ متاعه وماله في نشر العلوم الدينية, وترويج السنن السنية, لم يوجد مثله في زمانه ولا بعده في علمه وفضله, وخُلُقه وحلمه, وجوده وتواضعه, وكرمه وعفوه, وكثرة عبادته لربه, وخشيته له واتقائه, وورعه وزهده, وجميع الخصال الحميدة والشيم المرضية, والصفات الجميلة والسمات الحسنة.
              وصنَّفَ تصانيف مفيدة تشهد له بطول الباع في العلوم والاطلاع على الكتب, وتدل على تبحره, وسعة نظره, وكثرة مطالعته, وجودة حفظه, ودقة فهمه, وإصابة فكره, حصل له من الشرف والفضل ما لم يحصل لأحد ممن عاصره, وبلغ من العلى والرفعة ما لم يبلغه غيره من المعاصرين. اهـ
              وقال شيخ شيوخنا القاضي عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل العقيل شيخ الحنابلة: إليه المنتهى والمرجع في وقته في الحديث. اهـ

              النقول السابقة هي من كتاب شيخ شيوخي/ محمد زياد التُّكْلَة الذي حوى ترجمة العلامتين ابن باز وعبد الحق الهاشمي وإجازة الشيخ عبد الحق للشيخ ابن باز - رحمة الله عليهما -

              تعليق


              • #8
                رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

                شيوخه:
                1- محدِّثَ عصره الشاه محمد إسحاق الدهلوي السلفي, لازمه المترجَم ملازمة تامة ثلاثة عشر عاماً، قرأ عليه أمَّات كتب الحديث كاملةً قراءةَ رواية ودراية وضبط وتحقيق، كالكتب الستة، والموطأ، والمشكاة، وغيرها كثير، كالجامع الصغير، وكنز العمال، وتفسير البيضاوي، وتفسير الجلالين، والأَمَم للكُوراني، وبعض رسائل الشاه ولي الله، كالمسلسلات وغيرها.
                وكان المترجَم أخصَّ تلامذة شيخه المذكور، وأخذ عنه ما لم يأخذه غيرُه، وبه تخرَّج، وهو الذي تولى عقد قران المترجم على ابنة شيخه عبد الخالق الدهلوي سنة 1246، وكان يجعله يفتي ويقضي بين الناس بحضرته، ويمتحنه كثيراً بالمشكلات ويجيبه، وأجازه غير مرة، ثم استخلفه على مسند تدريسه لما ارتحل للحجاز سنة 1258 وأعاد كتابة الإجازة له، ولُقِّب نذير حسين بميان صاحب، وهو لقب علماء أسرة الشاه ولي الله الدهلوي.
                والشيخ محمد إسحاق أخذ بالقراءة والسماع والإجازة عن جده لأمه الشاه عبد العزيز الدهلوي، وهو كذلك عن أبيه الشاه ولي الله الدهلوي صاحب "حجة الله البالغة"، وأسانيده مشهورة مبسوطة.
                عودة لشيوخ المترجَم له:
                ذكر تلميذُه العلامة الخانفوري في ثبته "الجوائز والصلات" (مخطوط) أن شيخه يروي عن ثمانية شيوخ بالإجازة الخاصة، وأربعة بالعامة لأهل العصر، ويهمنا القسم الأول، وهم:
                1- الشاه محمد إسحاق، بروايته عن جده كما سبق، وعن عمر بن عبد الكريم العطار المكي.
                2- شير محمد القندهاري، عن عبد القادر الدهلوي، عن أبيه ولي الله.
                3- محمد بخش.
                4- كرامت علي الإسرائيلي، كلاهما عن محمد رفيع الدين، عن ولي الله الدهلوي.
                5- عبد الخالق الدهلوي، عن محمد إسحاق.
                6- جلال الدين الهراني.
                7- عبد القادر الرامفوري، ولم يذكر شيوخهما.
                8- محمد إسماعيل الشهيد، عن أبيه عبد الغني، وعمه عبد العزيز كلاهما عن أبيهما ولي الله.

                وأما شيوخ الإجازة العامة لأهل العصر فذكر عبد الرحمن الأهدل، وعبد الرحمن الكُزْبَري، ومحمد عابد السندي، وعبد اللطيف بن فتح الله البيروتي.
                فهذا ما وقفتُ عليه من أسامي شيوخه، وقد كان المترجَم غالبا ما يقتصر في إجازته على عمدته الشاه محمد إسحاق لإكثاره عنه قراءة وسماعاً، واستغنائه به عن غيره.

                المصدر: ترجمة الشيخ التكلة للعلامة نذير حسين في شبكة الألوكة

                تعليق


                • #9
                  رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

                  الإفادة والتدريس:
                  قال الشيخ التكلة في المصدر السابق:
                  تصدَّر المترجَم للتدريس والتذكير والإفتاء مكانَ شيخه الشاه محمد إسحاق، ودرَّس جميع الفنون - ولا سيما الفقه وأصوله - إلى سنة 1270، وكان له ذوقٌ عظيم في الفقه الحنفي كما قال العلامة عبد الحي الحسني الحنفي، وأضاف العلامة العظيم آبادي: كان كلُّ مسائله بين عينيه؛ يأخذُ ما يريد ويدَعُ ما يريد.
                  ثم غلَب عليه حبُّ القرآن والحديث، فترك الاشتغالَ بما سواهما إلا الفقه.
                  وكان رحمه الله يدرِّس ليلاً ونهاراً، وكل وقته مقسم ما بين التدريس والإفتاء والعبادة، وكان له مجلس للوعظ بعد صلاة الفجر يحضرُه جمعٌ غفير، واشتُهر بتدريس كتب الحديث رواية ودراية، وكان على نهج السلف أهل الحديث اعتقاداً وعملاً، وآتاه الله قَبُولاً عظيماً، حتى ارتحل إليه الطلبةُ من سائر أنحاء الهند، بل تعدى صيتُه إلى ديار العرب، فارتحل إليه عددٌ من علمائها، وكثر طلبته بحيث لا يحصيهم إلا الله تعالى، حتى قال تلميذُه العظيم آبادي: "وقد نفع الله تعالى بعلومه خلقَه، وله منَّة عظيمة على خلق الله تعالى، أمَا رأيت كيف أنه أشاع علمَ الحديث، وكيف روَّج علم السُّنن، وما ترى من آثار السنَّة النبوية إلا أنها من أنوار فيوضاته - وإن كان غيره من النبلاء الأتقياء المحققين مشاركاً فيها - ليس في بلاد الهند بلدٌ بل ولا قرية إلا بلغت فيضانه، وتلاميذه موجودة فيها، يروون الأحاديث، وبروِّجون السنن، ويطهِّرون الناس عن اعتقاد الشركيات والبدعيات والمنكرات والمُحْدَثات، والله يتم نوره ولو كره الكارهون، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وليس انحصارُ تلاميذه ببلاد الهند، بل انتشرت تلاميذُه في الآفاق من العرب والعجم والهند..".
                  هذا قوله قبل وفاة شيخه بستة عشر عاماً، وبقي يدرِّس إلى وفاته، وقال العلامة عبد الحي الحسني: "وأما تلاميذه فعلى طبقات؛ فمنهم العالمون الناقدون المعروفون، فلعلهم يبلغون إلى ألف نفس، ومنهم المقاربون بالطبقة الأولى في بعض الأوصاف، ومنهم من يلي الطبقة الثانية، وأهل هاتين الطبقتين يبلغون إلى الآلاف... وخلق لا يُحصون".
                  قلت: وقد أحصى القائمون على مدرسة الشيخ[1] الطلبةَ الذين سكنوها في مدة سبع سنوات، فبلغوا اثني عشر ألفاً، هذا سوى الذين كانوا يحضرون ولا يقيمون في المدرسة!
                  ولهذا أقول: ما علمتُ عالماً تخرَّج عليه عددٌ يضاهي من تخرج على يدي المترجم، وقد درَّس بضعاً وستين سنة.
                  ونظراً لكثرة تلاميذه، وطول مدة تدريسه لُقِّب بشيخ الكل في الكل، أي: شيخ كل العلماء في كل العلوم.
                  وكان إلى جانب تدريسه العلمي يربي سلوكيّاً وعمليّاً بسَمْته وهديه، وله قصص ومواقف ذات عبرة، منها ما رواه الكاتب الشهير غلام رسول مهر في كتابه "يوميات رحلة إلى الحجاز" (ص37 الترجمة العربية، طبع دارة الملك عبد العزيز) عن رفيقه الحافظ محمد صدِّيق الملتاني أحد تلامذة المترجَم، قال: "ذات يوم في المساء هطلت أمطارٌ غزيرة، وامتلأت الأسواقُ والشوارع بالمياه، كان الفصلُ فصلَ الشتاء، وكان العالِمُ الجليل قد رجَع إلى بيته بعد صلاة المغرب، إلا أن جميع الطلبة ظلوا في داخل المسجد، ولم يستطيعوا تدبير أمر الطعام، واستمر المطر يَهْطِلُ حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، وسمع من في المسجد طَرَقات على باب المسجد، ولما فتحوا الباب وجدوا العالم الجليل ميان نذير حسين واقفاً وقد حمل جميع ما في بيته من طعام حتى لا يموت الطلابُ جوعاً، الله أكبر! أين نجد اليوم مثل هؤلاء العلماء الأجلاء"[2]؟

                  تعليق


                  • #10
                    رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

                    قال الشيخ التكلة في مقاله السابق:
                    وأُنشدت قصائد كثيرة في مدحه ورثائه، منها قصيدة محمد عبد الرحمن بقا الغازيفوري، ابن أخت العلامة عبد الله الغازيفوري، ومطلعها:
                    ظَعَنَتْ سُليمى فالسرورُ قبيحُ والعين تذرِفُ والفؤاد جريحُ
                    والصبر في يوم الفِراق محرَّمٌ أوَ ما ترى وُرْقَ الأراكِ تنوحُ
                    وله أيضاً:
                    أيا من يُضيعُ العمرَ في طول غفلةٍ أتحسَبُ أن المرءَ في الدهرِ خالدُ

                    ومنها قصيدة علي نعمت الفلواروي، مطلعها:
                    الحبُّ لا يستطيع الصَّبُّ يكتمُهُ حلَّ الغرامُ به ودمعُه دمُهُ
                    وقلبُه حَزِنٌ والعينُ باكيةٌ تَفيضُ في الخدِّ هتَّاناً وتسجمُه

                    وله فيه ميميةٌ مطلعها:
                    أسقى على طَلَلٍ دَرَسنَ معالمُه مُذ هاجَرَت هِنداتُه وفَواطِمُه
                    طَوراً أحنُّ وتارةً أبكي إذا تَبكي لهنَّ بذي الأراكِ حَمائمُه
                    وغيرها من القصائد بالعربية والأُردية، تنظر في كتاب "الحياة بعد الممات"، ومقدمة "غاية المقصود".

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

                      وفاته:
                      قال الشيخ التكلة في المقال السابق:
                      عاش رحمه الله مئة سنة، حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وكان ارتحالُه من الدنيا يوم الإثنين لعشر ليال مضين من رجب سنة 1320 في دهلي، رحمه الله - تعالى - وجزاه عن السنّة وأهلها خيراً[4].

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

                        أهم مصادر ترجمته:
                        قال الشيخ التكلة في مقاله السابق:
                        وقد أفرد ترجمةَ السيد محمد نَذير حسين تلميذُه الشيخ فضل حُسين المُظَفَّرْفُوري في كتاب حافل بالأُرْدية اسمه ((الحياة بعد الممات))، طبع في الهند قديماً، وجُدِّد طبعُه حديثاً، وله ترجمة في مقدمة "غاية المقصود" (1/51)، و"نزهة الخواطر" (8/523)، و"فهرس الفهارس" (2/593)، و"يوميات رحلة في الحجاز" (37)، و"مشاهير علماء نجد وغيرهم" (ص45، و"معجم المؤلفين" (3/749)، و"علماء العرب في شبه القارة الهندية" (ص875)، و"جهود مخلصة" (ص103)، و"معجم المعاجم والمشيخات" (2/313)، و"زهر البساتين من مواقف العلماء والربانيين" لسيِّد العفاني (2/191)، وانظر بقية مصادر ترجمته باللغتين العربية والأردية في حاشية كتاب ((حياة المحدّث شمس الحق وأعماله)) لمحمد عُزَير شَمْس (ص270).

                        تعليق


                        • #13
                          رد: ترجمة شيخ شيوخنا العلامة المحدث نَذِير حسين الدِّهْلوي رحمه الله

                          ثم قال الشيخ التكلة:
                          اتصالي به:
                          لعل من دلائل قَبول هذا الإمام أن جعله الله متفرداً بعلو اتصال أمَّات كتب السنّة بالسماع في عصره وبعده، فمن أراد سماعَها بعلوٍّ فلا بد أن يرويَها من طريقه، وبفضل الله تعالى فقد اتصلت لي الأَّمات عنه سماعاً بواسطتين - وهو أعلى ما يكون - فأكثر، وكل ذلك من طريق مدرسته من أهل الحديث السلفيين، وإنما أردفت هذا بترجمته لأتمثَّل بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في حق شيخه القدوة الفخر علي بن أحمد المقدسي المعروف بابن البخاري، إذ قال: ينشرح صدري إذا أدخلتُه بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                          وأكتفي بطرف إسناد كتاب واحد من طريقه، وهو صحيح الإمام البخاري:
                          فأخبرنا بالصحيح من أولِه إلى آخره الشيخان المسندان: الحافظُ ثناء الله بن عيسى خان المدني، وعبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي، بقراءتي مع غيري عليهما معاً في الجامع الكبير بالكويت.

                          قال الأول: أخبرنا شيخنا الحافظ عبد الله الرُّوبْري قراءة عليه لجميعه غير مرة، أخبرنا عبد الجبار بن عبد الله الغزنوي. (ح)
                          وقال الثاني: أخبرنا بجميعه والدي غير مرة، قال: أخبرنا جماعة، منهم محمد حسين البتالوي قراءة عليه لجميعه. (ح)
                          وقرأت قطعة من أوله على شيخي الفقيه عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم في أبها والرياض وما حولهما، وأجازني، قال: أخبرنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز قراءة عليه لجميعه غير مرة، أخبرنا عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي قراءة عليه لبعضه وإجازة. (ح)
                          وقرأته عالياً من أوله إلى آخره على شيخي العلامة عبد القيوم بن زين الله الرحماني في الهند، وبقراءتي عليه لأوله وثلاثياته مرة أخرى في منزل شيخنا عبد الله بن عقيل قرب المسجد الحرام بمكة المكرمة، قال: أخبرنا بجميعه أحمد الله المحدّث الدهلوي في المدرسة الرحمانية بدهلي. (ح)
                          وأخبرنا بقطعة صالحة من أوله مع ثلاثياته شيخي العلامة الجليل عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل في منزله بالرياض وأجازني سائره، قال: قرأته كله على شيخنا الضرير عبد الله بن محمد المطرودي - قال: وكان يحفظ البخاري سنداً ومتناً كالفاتحة - قال: أخبرنا علي بن ناصر أبو وادي قراءة عليه.
                          قال شيخنا ابن عقيل: وقرأت قطعة من أوله عالياً على شيخنا المعمر علي بن ناصر أبو وادي في مسجده بعُنيزة، وأجازني سائره، وناولنيه. (ح)
                          وأخبرنا بقطعة من أوله مع ثلاثياته كذلك الشيخ المعمر محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ في الرياض، وأجاز سائره، قال: قرأت ثلثيه على الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وأجازني. (ح)
                          قال خمستهم: أخبرنا السيد نذير حسين الدهلوي قراءة لجميعه في دهلي، أخبرنا الشاه محمد إسحاق الدهلوي قراءة لجميعه، أخبرنا جدي الشاه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي قراءة لجميعه.

                          وباقي السند السماعي حرّرتُه في كتابي "فتح الجليل"، فلا أطيل به.
                          والحمد لله أولا وآخراً.

                          وأقول أنا العبد الفقير علي المالكي:
                          وانا أيضاً والله ينشرح صدري إذا أدخلت شيخنا نذير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأنا أتصل بشيخنا نذير في عدد من كتب الحديث, فلا يكاد سند من أسانيدي إلا وهو فيه, من ذلك روايتي لأصح كتابين في الدنيا بعد كتاب الله تعالى
                          فأروي صحيح البخاري قراءة لأوله وثلاثياته وإجازة بسائره عن الشيخ نادر بن محمد غازي العنبتاوي, وهو عن عدة مشايخ, منهم الشيخ عبد القيوم البستوي سماعاً لكامله, (ح) وأرويه إجازةً عن الشيخ ثناء الله المدني, (ح) وأرويه قراءة لأوله وثلاثياته وإجازة بسائره عن الشيخ كمال بن محمد المروش, وهو يرويه سماعاً لقطعة صالحة منه وإجازة بسائره عن الشيخ نادر, (ح) ويرويه قراءة لأوله وثلاثياته وإجازة بسائره عن الشيخ التكلة وغيره, (ح) وأرويه قراءة لأوله وإجازة بسائره عن الشيخة أم حازم بنت حمدان آل عبد الله, وهي ترويه عن الشيخ نادر سماعاً لكامله.
                          وأروي صحيح مسلم قراءة وسماعاً لأكثره وإجازة بسائره عن الشيخ نادر بسنده السابق, وأرويه بإجازة خاصة عن الشيخ ثناء الله المدني بسنده السابق, وأرويه قراءة لأوله وإجازة بسائره عن الشيخ كمال, وهو يرويه سماعاً لقطعة صالحة منه وإجازة بسائره عن الشيخ نادر, ويرويه قراءة لأوله وإجازة بسائره عن الشيخ التكلة وغيره.

                          فرحم الله شيخنا نذير وجميع شيوخنا الأحياء والأموات, وجزاهم عنا خير الجزاء, ونضَّر وجوههم, وأعلى مقامهم, وأسكنهم فسيح جناته... اللهم آمين

                          تعليق

                          يعمل...
                          X