إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

بعض ما جاء في السير من سيرة الشيخ الهروي رحمه الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعض ما جاء في السير من سيرة الشيخ الهروي رحمه الله تعالى

    قال الدهبي عليه رحمة الله :

    قال المؤتمن : كان يدخل على الأمراء والجبابرة ، فما يبالي ، ويرى الغريب من المحدثين ، فيبالغ في إكرامه ، قال لي مرة : هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن - يعني طلب الحديث - وسمعته يقول : تركت الحيري لله . قال : وإنما تركه ، لأنه سمع منه شيئا يخالف السنة .

    قلت : كان يدري الكلام على رأي الأشعري ، وكان شيخ الإسلام أثريا قحا ، ينال من المتكلمة ، فلهذا أعرض عن الحيري ، والحيري : فثقة عالم ، أكثر عنه البيهقي والناس .

    ولقد بالغ أبو إسماعيل في " ذم الكلام " على الاتباع فأجاد ، ولكنه له نفس عجيب لا يشبه نفس أئمة السلف في كتابه " منازل السائرين " ففيه أشياء مطربة ، وفيه أشياء مشكلة ، ومن تأمله لاح له ما أشرت إليه ، والسنة المحمدية صلفة ، ولا ينهض الذوق والوجد إلا على تأسيس الكتاب والسنة . وقد كان هذا الرجل سيفا مسلولا على المتكلمين ، له صولة وهيبة واستيلاء على النفوس ببلده ، يعظمونه ، ويتغالون فيه ، ويبذلون أرواحهم فيما يأمر به . كان عندهم أطوع وأرفع من السلطان بكثير ، وكان طودا راسيا في السنة لا يتزلزل ولا يلين ، لولا ما كدر كتابه " الفاروق في الصفات " بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها ، والله يغفر له بحسن قصده ، وصنف " الأربعين " في التوحيد ، و " أربعين " في السنة ، وقد امتحن مرات ، وأوذي ، ونفي من بلده .

    قلت : قد انتفع به خلق ، وجهل آخرون ، فإن طائفة من صوفة الفلسفة والاتحاد يخضعون لكلامه في " منازل السائرين " ، وينتحلونه ، ويزعمون أنه موافقهم . كلا ، بل هو رجل أثري ، لهج بإثبات نصوص الصفات ، منافر للكلام وأهله جدا وفي " منازله " إشارات إلى المحو والفناء ، وإنما مراده بذلك الفناء هو الغيبة عن شهود السوى ، ولم يرد محو السوى في الخارج ، ويا ليته لا صنف ذلك ، فما أحلى تصوف الصحابة والتابعين ! ما خاضوا في هذه الخطرات والوساوس ، بل عبدوا الله ، وذلوا له وتوكلوا عليه ، وهم من خشيته مشفقون ، ولأعدائه مجاهدون ، وفي الطاعة مسارعون ، وعن اللغو معرضون ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

    قال ابن طاهر : حكى لي أصحابنا أن السلطان ألب أرسلان قدم هراة ومعه وزيره نظام الملك ، فاجتمع إليه أئمة الحنفية وأئمة الشافعية للشكوى من الأنصاري ، ومطالبته بالمناظرة ، فاستدعاه الوزير ، فلما حضر ، قال : إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك ، فإن يكن الحق معك رجعوا إلى مذهبك ، وإن يكن الحق معهم رجعت أو تسكت عنهم . فوثب الأنصاري ، وقال : أناظر على ما في كمي . قال : وما في كمك ؟ قال : كتاب الله . - وأشار إلى كمه اليمين - وسنة رسول الله - وأشار إلى كمه اليسار - وكان فيه " الصحيحان " . فنظر الوزير إليهم مستفهما لهم ، فلم يكن فيهم من ناظره من هذا الطريق .

    وسمعت خادمه أحمد بن أميرجه يقول : حضرت مع الشيخ للسلام على الوزير نظام الملك ، وكان أصحابنا كلفوه الخروج إليه ، وذلك بعد المحنة ورجوعه إلى وطنه من بلخ - يعني أنه كان قد غرب - قال : فلما دخل عليه أكرمه وبجله ، وكان هناك أئمة من الفريقين ، فاتفقوا على أن يسألوه بين يدي الوزير ، فقال العلوي الدبوسي : يأذن الشيخ الإمام أن أسأل ؟ قال : سل . قال : لم تلعن أبا الحسن الأشعري ؟ فسكت الشيخ ، وأطرق الوزير ، فلما كان بعد ساعة ; قال الوزير : أجبه . فقال : لا أعرف أبا الحسن ، وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله في السماء ، وأن القرآن في المصحف ، ويقول : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - اليوم ليس بنبي . ثم قام وانصرف فلم يمكن أحدا أن يتكلم من هيبته ، فقال الوزير للسائل : هذا أردتم ! أن نسمع ما كان يذكره بهراة بأذاننا ، وما عسى أن أفعل به ؟ ثم بعث إليه بصلة وخلع ، فلم يقبلها ، وسافر من فوره إلى هراة .

    قال : وسمعت أصحابنا بهراة يقولون : لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته ، اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ، ودخلوا على أبي إسماعيل ، وسلموا عليه ، وقالوا : ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ، ونسلم عليه ، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك ، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا ، وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ ، وخرجوا ، وقام الشيخ إلى خلوته ، ودخلوا على السلطان ، واستغاثوا من الأنصاري ، وأنه مجسم ، وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله - تعالى - على صورته ، وإن بعث السلطان الآن يجده . فعظم ذلك على السلطان ، وبعث غلاما وجماعة ، فدخلوا ، وقصدوا المحراب ، فأخذوا الصنم ، فألقى الغلام الصنم ، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري ، فأتى فرأى الصنم والعلماء ، وقد اشتد غضب السلطان ، فقال له السلطان : ما هذا ؟ قال : صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة . قال : لست عن ذاك أسألك . قال : فعم يسألني السلطان ؟ قال : إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا ، وأنك تقول : إن الله على صورته . فقال شيخ الإسلام بصولة وصوت جهوري : سبحانك ! هذا بهتان عظيم . فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه ، فأمر به ، فأخرج إلى داره مكرما ، وقال لهم : اصدقوني . وهددهم ، فقالوا : نحن في يد هذا في بلية من استيلائه علينا بالعامة ، فأردنا أن نقطع شره عنا . فأمر بهم ، ووكل بهم ، وصادرهم ، وأخذ منهم وأهانهم .

    قال أبو الوقت السجزي : دخلت نيسابور ، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجويني ، فقال : من أنت ؟ قلت : خادم الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري ، فقال : - رضي الله عنه .

    قلت : اسمع إلى عقل هذا الإمام ، ودع سب الطغام إن هم إلا كالأنعام .


    وقال عبد الغافر بن إسماعيل : كان أبو إسماعيل الأنصاري على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب ، إماما كاملا في التفسير ، حسن السيرة في التصوف ، غير مشتغل بكسب ، مكتفيا بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ ، فيحصل على ألوف من الدنانير وأعداد من الثياب والحلي ، فيأخذها ، ويفرقها على اللحام والخباز ، وينفق منها ، ولا يأخذ من السلطان ولا من أركان الدولة شيئا ، وقلما يراعيهم ولا يدخل عليهم ، ولا يبالي بهم ، فبقي عزيزا مقبولا قبولا أتم من الملك ، مطاع الأمر نحوا من ستين سنة من غير مزاحمة ، وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة ، وركب الدواب الثمينة ، ويقول : إنما أفعل هذا إعزازا للدين ، ورغما لأعدائه ، حتى ينظروا إلى عزي وتجملي ، فيرغبوا في الإسلام . ثم إذا انصرف إلى بيته ; عاد إلى المرقعة والقعود مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم ، ولا يتميز بحال ، وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالفجر ، وتسمية الأولاد غالبا بعبد المضاف إلى أسماء الله - تعالى - .

    قال أبو سعد السمعاني : كان أبو إسماعيل مظهرا للسنة ، داعيا إليها ، محرضا عليها ، وكان مكتفيا بما يباسط به المريدين ، ما كان يأخذ من الظلمة شيئا ، وما كان يتعدى إطلاق ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة ، معتقدا ما صح ، غير مصرح بما يقتضيه تشبيه ، وقال مرة : من لم ير مجلسي وتذكيري ، وطعن في ، فهو مني في حل .

    قلت : غالب ما رواه في كتاب " الفاروق " صحاح وحسان ، وفيه باب إثبات استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة بائنا من خلقه من الكتاب والسنة ، فساق دلائل ذلك من الأيات والأحاديث إلى أن قال : وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش ، وعلمه وقدرته واستماعه ونظره ورحمته في كل مكان .


    -------------------------------------
    المصدر "سير أعلام النبلاء " الدهبي
يعمل...
X