إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مشروع جديد] جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته


    السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حيا الله الجميع على البر والتَّقوى والنَّفع الخاص والعام
    وبعد:


    كما هو ظاهرٌ من عنوان الموضوع
    أطرح بين أيديكم معاشر الأعضاء والزوار مشروعًا مهًما ومفيدًا جدًا
    مضمونه هو محاولة استخراج الدرر التي نثرها
    الشيخ صالح آل الشَّيخ -حفظه الله- عبر سنين عديدةٍ من العطاء
    خاصةً فيما يتعلَّق
    بالوصايا والتوجيهات الموجهة لطالب العلم من أجل تسهيل طريقه وترقيته!

    طريقة المشروع هي محاولة الغوص في شروح الشَّيخ المتون العلميَّة وباقي محاضراته وكلماته العامة
    وانتقاء الأسئلة والأجوبة الَّتي تصبُّ في الموضوع المشار إليه آنفًا

    ملاحظةٌ مهمةٌ: المشروع لا يتعلَّق بجمع التَّوجيهات المنثورة في محاضرات الشَّيخ المنهجيَّة فتلك قد كفانا الله من قام بتفريغها ونشرها ويسَّر الله لي أن جمعتها في مؤلفٍ واحدٍ هو في هذا الموضوع.

    سأحاول فيما يلي من المشاركات أن أضع بعض المقتطفات
    فما وجدته مفرغا (WORD) فبها وننعمت وما وجدته مصورًا سأضعه شكل صور (PNG)
    [ومن أمكنه ذلك فليفعل أيضًا مشكورًا مأجورًا]

    وبما أنِّي لا أملك -كغالب أهل زماني- الوقت الكافي لتفريغها
    فأحتاج المُساعدة منكم جميعًا للقيام بهذا العمل
    ومن ثمَّ لجمعها في ملفٍ واحدٍ مرتَّبٍ على أبوابٍ ينشر في الأخير وينفع الله به من شاء من عباده


    ونسأل الله التَّوفيق والسَّداد
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 22-Mar-2016, 12:53 PM.

  • #2
    رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه العلمية

    1- التفسير:
    س1/ تكلمتم عن ضوابط في فهم السيرة فهلا تُكُلِّم عن أخرى في هم التفسير؟
    ج/ أما ضوابط في فهم السيرة فإنها لم تَكْمُل بحاجة إلى زيادة في ملاحظة كثير من الكتابات في سيرة المصطفي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما ذكر إنما فتح باب لهذا الموضوع المهم.
    وأما التفسير فالتفسير أجل العلوم لاحتوائه على العلم بالله جل وعلا وأسمائه وصفاته وكل علوم الشريعة في التفسير، ومعرفة الضوابط في فهم التفسير، أو في إدراك كلام العلماء على التفسير مبني على فهم مناهجهم في تفاسيرهم، وهذا يرتبط بفهم مواقع الإجماع في التفسير، ومواقع الخلاف، وقواعد الترجيح بين الأقوال المختلفة في التفسير.
    وهذا الأخير وهو قواعد الترجيح يشترك فيها جملة من العلوم، منها علم اللغة، ومنها علم الإسناد، ومنها علم الأصول.
    فكتبت كتابات في قواعد الترجيح بين أقوال المفسرين سواء كانت تفاسير السلف أو تفاسير الخلف.
    وهذا كما ذكرتُ ينبني على معرفة اللغة، فكثير من الأقوال في التفسير يرجّح قول على قول باعتبار اللغة؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين.
    ومنها ما يرجح باعتبار قواعد الترجيح عند علماء الأصول، فإن الأصوليين في الترجيح بحثوا ذلك بحثا طويلا، وأيضا في أثناء كلامهم على دلالات الألفاظ أو على الدّلالة بشكل عام يمكن أن يرجح بها كثير من المسائل، وابن جرير رحمه الله رجح بالأصول في كثير من المواضع المشكلة، شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا رجح بالأصول في كثير من المواضع المشكلة في التفسير.
    والثالث الإسناد، والإسناد المراد به معرفة أسانيد المفسرين، وأسانيد المفسرين كما ذكرته في غير هذا المجلس ليست مبنية على أسانيد المحدّثين بشكل مطابق لها؛ يعني أن أسانيد المفسرين إذا نُظر إليها في بعضها من جهة الرجال الذين تناقلوا هذا الإسناد، و[...] بالكلام عليهم من جهة الجرح والتعديل ربما ظن الظان أو وصل الناظر إلى أن هذا الإسناد غير مقبول أو ضعيف، بينما هو حجة عند المفسرين من السلف بالإجماع.
    وهذا له أمثلة كثيرة وله قواعد معلومة، وخاصة في النسخ التي رُوي بها التفسير.
    ومثلا تجد أن الكلام على صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قد قدح فيها بعض أهل الحديث لأنها وجادة ومنقطعة؛ لأن عليّا لم يدرك ابن عباس وهي عند علماء التفسير في غاية الحجة عن ابن عباس وحرّرها بعض علماء الحديث كالحافظ ابن حجر وقال إن الواسطة علمت وهي أن عليا أخذ هذه الصحيفة من مجاهد ومجاهد أعلم الناس بتفسير ابن عباس.
    مثلا تفسير أسباط بن نصر عن السدي، والسدي وأسباط بن نصر فيهما كلام؛ لكن أسباط بن نصر روى كتاب السدي، فهي رواية كتاب محفوظة تناقلها العلماء إلى آخر ذلك؛ يعني هذه لها أمثلة كثيرة، فلا ينظر في أسانيد المفسرين إلى قواعد أهل الحديث بإطلاق؛ بل معها يُنظر إلى صنيع المفسرين.
    لهذا لو نظرت في تفسير ابن أبي حاتم وهو من أصح التفاسير السلفية المنقلولة بالأسانيد لوجدت أنه شرط في أوله أن يكون ما رواه بالأسانيد من أصح ما وجد، وإذا نظرنا في كثير منها من جهة رواية الحديث لا انتقد ذلك ولعُدّ ضعيفا أو ضعيفا جدا بحسب الرواية، منها ما هو ضعيف نعم؛ لكن منها ما هو متعاهد أو مقبول باطراد عند علماء التفسير.
    وهذه تحتاج إلى تفصيلات وأمثلة.
    المقصود أن فهم ضوابط التفسير لا شك أنه من العلم المهم، وخاصة كما ذكرت لك مواقع الإجماع والترجيح؛ يعني ما أجمعوا عليه وما رجحه طائفة أو الخلاف وكيف ترجّح.
    فمثلا في المسألة المشهور عند قوله تعالى ?فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ?[الأعراف:190]، التفسير المشهور فيها أن المراد بالذيْن آتاهما صالحا وجعل له شركاء أنهما آدم وحواء، وهذا التفسير المشهور بل هو تفسير السلف يعني الصحابة.
    وهناك من رد هذا التفسير وقال كيف يكون من آدم وحواء شركا، ولم يفقه حقيقة المسألة.
    لكن المقصود من التمثيل أن السلف أعني الصحابة ليس بينهم خلاف في ذلك وإنما بدأ الخلاف من الحسن البصري في هذه المسألة، ولهذا لما ساق ابن جرير رحمه الله كلام الحسن بأن المراد هنا اليهود والنصارى أو المشركين الوثنيين أو المشركين من أهل الكتاب قال ابن جرير في آخر ذلك: والقول في ذلك عندنا أن المراد بـ?فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء? آدم وحواء لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك.
    وهذا الإجماع منعقد قبل الخلاف.
    وهذا من المسائل المهمة فإن بعض المفسرين قد يأخذ قولا، مع أن الصحابة لا يعرف فيهم هذا القول قالوا بخلافه، ومعلوم أنه لا يجوز أن يعتقد أو يظن أن الصحابة ينقرضون ولا يكون فيهم من يقول القول الصواب في الآية؛ لأن العلم لابد أن يكون محفوظا فيهم، ومَن بعدهم لا يدركون صوابا خفي على الصحابة.
    ولهذا نقول: إذا أجمع الصحابة على قول فهو الحجة؛ بل إذا اختلف الصحابة في الآية على قولين لم يجز إحداث قول ثالث إلا إذا ظُن أن بعض الصحابة المشهورين في التفسير لم ينقل له كلام في هذه الآية وكان هناك دليل يساعده.
    أما إذا كانت المسألة اجتهادية يعني راجعة إلى العلم بالاجتهاد في التفسير وليس فيها أثر ولا عموم آية فلا يجوز إحداث قول خفي أو لم يقل به صحابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذه قواعد فهم التفسير متنوعة، كتب فيها كتابات أصول التفسير أو قواعد في فهم التفسير؛ لكن بحاجة إلى تحقيق وكتابات مركّزة ولاشك أن طالب العلم يحتاج إلى هذا كبير الحاجة..
    -------------

    2- اللغة وعلومها:
    س/ ما نصيحتكم لطلبة العلم الذين زهدوا في تعلم علم النحو؟
    ج/ لا علم شرعي إلا بنحو؛ لأن العلم الشرعي عربي تفقه النصوص، الكتاب والسنة وتعبر عن فهم السلف لها، فهم العلماء لها، وهذا لا يكون إلا بفهم اللغة، وأول درجات فهم اللغة فهم النحو تفهم معاني الكلام إذا تركب، فمن لم يفهم النحو لا فهم له في الشريعة .
    ------------------

    3- التعامل مع العلماء:
    س/ بعض طلاب العلم جعل لنسه حكما على العلماء الراسخين في العلم، يخطئ بعضهم ويصوب بعضهم ممن هو أو يصوب غيرهم ممن هو أدنى فما نصيحة فضيلتكم لمن هذا حاله وفقكم الله؟
    ج/ أسأل الله جل وعلا التوفيق للجميع.
    هذه المسألة لاشك أنها من آثار ضعف العلم؛ لأن طالب العلم إذا تعلم بان الفضل لأهله واحتقر نفسه عند الراسخين في العلم؛ لأنه يجل العلم، أما إذا كان العلم عنده لا شيء، ليس له تلك القيمة في نفسه، فإنه سيتجرأ كثيرا، وكلما كان المرء أكثر علما كان أكثر عملا، وكان أكثر توقيرا لأهل العلم.
    مثلا أنظر بعضهم تكلم في بعض الأئمة كأبي حنيفة رحمه الله وكغيره من بعض السلف أو من تبعهم -السلف نعني به المتقدمين-، بينما إذا نظرت إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية العالم الإمام شيخ الإسلام فلا تجد في كتبه قدحا في أبي حنيفة، كان يخفى عليه ما قيل فيه؟ لا؛ بل هو معروف، بل صنف كتابه المعروف رفع الملام عن الأئمة الأعلام، من هم؟ أحمد والشافعي ومالك وأبو حنيفة، فأهل العلم يرفعون راية العلماء، ولا يزهدون الناس فيهم، ينشرون محاسنهم، ويطوون ما يظن أنه نقص بحقهم؛ لأنه من المعلوم أنه ليس من شرط العالم أن يكون مصيبا في كل مسألة، أو أن يكون تقيا في كل مسألة، ليس هذا من شرط العالم، إنما هذه كمالات النبوة أما العلماء فإذا أن صوابهم أكثر وكان نفعهم أكثر هم العلماء، وهكذا أهل العلم في كل زمان؛ يعني أهل العلم المتابعين لطريقة السلف دائما يكون خطؤهم قليلا، بجانب صوابهم.
    وإذا كان كذلك فإن طالب العلم ينشر محاسن العلماء، وإذا وقع في نفسه شيء مما لم يصيبوا فيه، أو يظن أنهم لم يصيبوا فيه، إما أن يراجعهم في ذلك ليستفسر أو أن يترك قوله لقولهم، إذا أجمعوا على شيء أو اتفقوا عليه، أو يذهبوا إلى قول بعضهم بدليله، هذا الذي ينبغي.
    أما نشر أخطائهم هذا جناية على الشريعة بعامة لأنك إذا زهّدت الناس في العلماء فمن يتبعون؟ يوشك أن يأتي الزمان الذي وصغه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ بقوله «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء لكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يبق عالما -وفي رواية حتى إذا لم يبق عالم- اتخذ الناس رؤوس جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» هم اتخذوا رؤوسا لم؟ لأن هذه الرؤوس ظنوا فيها العلم؛ لكن في الحقيقة هم جهال، وسئلوا لأنه ظن أنهم من أهل العلم فأفتوا فضلوا وأظلوا.
    ولهذا ربط الناس بالعلماء بذكر مزاياهم بذكر فضائلهم بذكر بذلهم بذكر جهادهم بذكر ما يعملونه للمسلمين هذا ينشر الشريعة ويزيد بتعلق الناس بأهل العلم وإقتداء بهم، وسؤال أهل العلم عما أشكل، والتزهيد في العلماء أو انتقاص العلماء أو ذكر أخطائهم والعالم كما ذكرت ليس من شرطه أن لا يكون مخطئا؛ بل قد يخطئ، لكن نشر هذا يزهد الناس فيهم فيبقى في الناس نشر الأخطاء والناس مولعون دائما بنسيان الفضائل وذكر المثالب من القديم:
    فإذا رأوا سُبَّة طاروا بها فرحا وإن يجدوا صالحا فله كتموا
    مثل ما قال الأول.
    إذن فالواجب على طلاب العلم أن يحسنوا الظن بأهل العلم وأن يأخذوا منهم فهم الشريعة لأنه بذلك يحصل الخير في الأمة.
    ------------------

    4- طالب العلم والعبادة
    س/ ....؟
    ج/ في رمضان الأفضل أن يشتغل المرء بالقرآن وبتفسيره لا غير، هكذا كانت سنة المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ يأتيه جبريل في رمضان يدارسه القرآن كل يوم فيختم معه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، ثم لما كان في العام الذي توفي فيه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أتاه جبريل فعارضه بالقرآن مرتين.
    وكان مالك رحمه الله تعالى يترك حِلق الحديث وتدريس الحديث في رمضان ويتفرغ للعبادة ولتلاوة القرآن ?شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ?[البقرة:185]، فهو خاص بالقرآن.
    ------------------

    5- طالب العلم والرحلة:
    س/ لكل طالب علم رحلة في طلب العلم فهل ذكرت رحلتك في طلب العلم؟
    ج/ لا يلزم أن يرحل طالب العلم للعلم، إذا كان العلم حوله، فالرحلة للعلم فإذا كان العلم موجود عندك فلماذا ترحل؟
    مو صحيح، طالب العلم إذا رحل فإنه لابد أن يتعلم هذا لابد منه فإذا رحل إلى أي بلد يحرص على التقاء بعلمائها والأخذ عنهم وسؤال العلماء عما يُشكل وأشباه هذا.

    مصدر جميع هذه الأجوبة من (شريط أسئلة كشف الشبهات).

    تعليق


    • #3
      رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه العلمية

      جزاك الله خيرا صاحبي على هذا الاقتراح الجميل


      7- على طالب العلم أن يكثر الثناء على ربه عز وجل

      يقول الشيخ صالح آل الشيخ معلقا على خطبة الإمام ابن قدامة عند الحمد لله:
      ومن الحسن بل من المتأكد أن يعود طالب العلم نفسه كثرة الثناء على ربه عز وجل وأن يكون لسانه لهجا ذاكرا
      لأن من الألسنة من لا يحسن الثناء على الله جل وعلا وحفظ أمثال هذه الخطب في الكتب التي فيها الثناء على الرب جل وعلا من كتب أهل السنة
      يساعد على هذا الأمر
      ويجعل طالب العلم يتعود على طريقة أهل العلم وكلامهم في الثناء على ربهم جل وعلا

      المصدر: كتاب شرح لمعة الاعتقاد (ص: 15-16)
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 20-Mar-2016, 10:26 AM.

      تعليق


      • #4
        رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

        8- طالب العلم والفهم:

        س/ كيف يأخذ طالب العلم تصوير المسائل ؟
        ج/ يأخذها بالتلقي، تصوير المسائل؛ أهم العلم، أهم من الحكم والدليل ووجه الاستدلال والتفصيل والخلاف، أهم منه ما بني عليه ذلك كله وهو (صورة المسألة)، صورة المسألة في العقيدة ما هي؟ صورة المسألة في الفقه ما هي؟، معنى الحديث؟ معنى الآية، وبعضهم يستدل بشيء ليس في الآية، التصوير مهم، إذا عرفتَ صورة المسألة أولاً؛ فما بعده يتنزل علي الصورة، يأتيك التعريف فينزل على الصورة، والدليل على الصورة، وجه الاستدلال على الصورة، الحكم على الصورة وهكذا.
        يقول هذا حرام والصورة غير واضحة، سدل الشعر مكروه، ما معنى سدل الشعر صورته غير واضحة، اشتمال الصماء والله منهي عنه، طيب إيش معنى اشتمال الصماء؟ تقول مثلا الإقعاء مكروه أو منهي عنه، ما هو الإقعاء المحرم أو المنهي عنه، أوش الإقعاء المسنون، يأتيك مثلا صورة الاستحاضة ما هي صورة الاستحاضة، ما هي صورة دم الفساد، الإسباغ واجب أو سنة؟ الإسباغ واجب ووش معنى الإسباغ؟ يعني هناك صور المسائل .
        في العقيدة مثلا يأتيك صورة العلو علو الله جل وعلا إيش معناه ما معنى علو الذات علو الصفات الاستواء على العرش والفرق بينه وبين العلو هذه الصور التي تحدد المعاني بعد ذلك إذا جاءك الدليل يأتي الدليل على صورة صحيحة مثل الذي بنى بينيان خطه خط صحيح وبدأ يركب يكون صح، البناء يقوم صحيح.
        أما إذا صار الصور مشوهة وأيضا الأدلة مشوشة يعني الاستدلال ما هو بواضح يستدل بشيء في غير مكانه فهذا ينبني العلم عنده مشوشا، ولا يهدم العلم والدين إلا نصف فقيه مثل ما قال ابن تيمية، يقول إنما يهدم اللغة نصف نحو، ويهدم الفقه والدين نصف فقيه يعرف شيء ولا يعرف شيء مشوش ما فيه وضوح.
        وفقه الله الجميع لما فيه رضاه.
        ... يأخذها تلقي أو يقرأها فإذا صارت غير واضحة يتثبت منها لأن العالم أو المعلم أو الشيخ يعطيك أشياء لكن ما يعطيك كل العلم كل واحد يأخذ بقدر كم من طالب هو أعظم من شيخه، كم من طالب توسع أكثر ، لكن المعلم يضبط الذهن ، تصور العلم على هذا النحو، مثل الذي يعلم الخط علمه كيف اكتب الحروف هذا شكل الحرف يطع الطالب خطه أحسن من الذي علمه الحمد لله لأنها سلسلة لابد أن تمشي؛ لكن المسألة أن يكون تصور العلم واضح لهذا أهم من كثرة المعلومات أن يصاغ ذهن الطالب، ما هو مهم أعطيك كَمًّا: بسم الله الرحمن الرحيم وأعطيك معلومات، أنا ممكن نأخذ كتاب فتاوى ابن تيمية نحفظ ونسرد ما هي مهمة المعلم، المعلم مهمته: أن يصيغ ذهن الطالب في العلم، كيف يصوغ ذهن الطالب؟
        يصوغه:
        أولا: في الأناة في العلم وهذه من أهم ما توصون من بعدكم الأناة في العلم؛ لأنه من لم يكن متأنيا بالعلم تشتت عنده الصور، ويكثر الغلط؛ لكن التأني والرفق معه حسن التصور ومعه حسن الاستدلال ومعه حسن الأداء.
        الثاني: الاهتمام بالتحري؛ التحري في اللفظ، التحري في المعنى تنقل لمن تعلم التحري في الألفاظ، كيف يؤدي العلم كيف يعبر عنه لأن هذا العلم هو تبليغ رسالة محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لابد أن تبلغ بلغة العلم بلغة الدين، ليس بأي لغة ليس ميدان ثقافة ولا ميدان مواعظ، هذا علم العلم غير الموعظة الأمر واسع، لكن العلم يجب أن يؤدى بطريقة أهله فإذا عُلم اللغة؛ كيف يبلغ العلم هذه ستجعل الطالب يفهم كيف يتعامل مع كتب العلماء، كتب العلماء صيغت بعلم كيف أنت تفهم الدين؟ إلا بالرجوع إلى كتب العلماء، إذا كان هو ما تعود على سماع لغة أهل العلم اللغة العالية ولا الحذر في هذا اللفظ أوش يدخل وأوش يخرج؟ ما عنده هذا الإحساس والحساسية.
        أيضا في تعامله مع كتب العلماء لازم يصير عنده حساسية بأخذها ويمشي، لا العالم كلمته لها دلالة والكلمة الثانية لها دلالة وهكذا، هذا الأمر الثاني.
        الأمر الثالث: أن يعلم الطالب كيف يتعامل مع شيخه، كيف يتعامل مع المجتمع، كيف يتعامل الكتاب، هذه لا يمكن أن يقرأها لا في كتاب، هذا هدي طريقة لابد أن يقلها العلماء من وقت السلف إلى زماننا هذا تنقل هكذا بالتلقي، نعم موجود كتب في الآداب لكنها تنقل بالسمت والتلقي حتى تبقى سمة أهل العلم وسمة الرصانة والسنة والتؤدة والحكمة إلى آخره.
        فالتعامل مع الكتاب، التعامل مع الشيخ، التعامل مع المسائل، هذا مهم.
        الرابع: أن يعطي المعلم للطالب أن العلم ليس كل علم يجاب عنه، ولا يفتح الباب أمامه، يعني من الغلط أن يكون الطالب متجرئا على المعلم، إذا وجدت الهيبة استفاد أكثر تنظر مع من تخالطه في البيت القريب إذا كثرت المخالطة كلامك ما له ذاك الوزن، وكذلك درج العلماء أنهم ما يخالطون الخلطة المعتادة عند الناس، رايح جاي مع فلان ومع علاّن هذه تسقط قوة الاستفادة، طبعا ليس عدم نفع الناس أو العزلة أو التكبر هذه كلها معاني مذمومة لكن كلما كان المعلم أهيب في قلوب من يأخذ عنه كلما كان انتفاعهم أكثرن إذا صاروا دارجين عليه ما هم مهتمين إذا صار دائما معهم كلامه ما عاد يسمع، هذا من جهة التعليم.
        أما من جهة الدعوة والإصلاح والتربية ذاك له باب آخر.
        فإذن المعلم ينقل العلم وينقل معه أشياء.
        أما القراءة في الكتب هذا الطالب إذا صار استقام، العجينة إذا كانت تكونت صح والبنيان إذا تكون عنده صح يتوسع في القراءة الطالب يكون أكثر من شيخه حفظا هذا ما هو غريب الحمد لله، فيكون أكثر بحث يجيء المعلم بجبي بجواب مختصر يكون الطالب عنده جواب صفحات من حفظه ومطالعاته .
        لكن المهم أن يكون تعامل مع العلم على طريقة صحيحة ، إذا صار المعلم نقل للمتعلم هذا الأصل أن يتعامل مع هذا العلم تصورا واستدلالا وأدبا بطريقة صحيحة هذا كفاية، المعلومات تزيد تنقص هذا من الفوائد بحسب ما يقدر الكل بعضهم يعطي فوائد قليلة وبعضهم يعطي فوائد أكثر بحسب كل واحد ما قدر له مو الغرض من التعليم كثرة المعلومات والفوائد، لا، الغرض أن يكون البنيان صحيحا، مثل الذي يعلم الخط إذا صارت قاعدته في التعليم صحيحة...
        من العلم ما لم تسمعه من شيخ أو من معلم إنما قرأته، إذا أشكل شيء تقف فيه، وتسأل عنه، لا تتصور شيئا مشكلا، شيء ما تدري أوش وجه تقول هذه فائدة، وتعرف أنها مخالفة للذي أخذته مخالفة لأصول العلم مخالفة للمعلومات المجمع عليها المتفق عليها ، تأتي تحفظها تشوش معلوماتكن نسأل ما وجه هذه؟
        مرة ابن حجر في موضع قال: قد كان في نفسي من هذه المسألة إشكال ثلاثين سنة. ثلاثين سنة وهي مشكلة عليه، ما فيه شيء أنها تبقى مشكلة، يبقى على الإنسان شيء مشكل ما يعرف وجهه، المهم التمسك بالأصول بالقواعد ما أنت مخاطب تخوض كل لجة وتخرج منها مو كل أحد يخوض كل لجة ويخرج منها، الأئمة الكبار من لهم قدم راسخة في الإسلام مو كل أحد دخل لجة العلم يخرج سالما، قد تخوض في لجة وتخرج غير سالم.
        فإذن إذا صار فيه مشكل تسأل ما وجهته تأخذه برفق شيئا فشيئا حتى تكتمل المعلومات بدقة. والله المستعان.
        ... لغة العلم تأخذها عن طريق المعلم وعن طريق الكتب ، المعلم والكتب ما فيه غيرهما تأخذها بحسب الاستعداد.
        نكتفي بهذا.
        ... لا بأس إذا كان فيه همة قوية إذا كان فيه همة قوية أطلب أكثر من فن، إذا صار الواحد يعرف نفسه يركز على الأهم وهو التوحيد والفقه التوحيد بدلائله والفقه بدلائله، هذا أهم علم التوحيد والحلال والحرام، العبادات والمعاملات، هذا هو النجاة.
        ... المتون هي التي تدرجك من الأصغر للأكبر من الأسهل للأوسع، لأن السهولة قد تكون من جهة الاختصار يسهل لك أن تكمل العلم وتتلقاه، وتكون السهولة من جهة أن المسائل ما فيها إشكال، المسائل تصورها سهل وقريب.
        المتون في العقيدة تنتقل من المتن الأقل إلى الأكثر هذا تنقلت من السهل إلى الأقوى منه قليلا.
        ... هو إذا جاءتك مسألة وما دققت فيها في متن في مختصر قد تفوت وما ترجع لها مرة ثانية ، صحيح؟ يجيء وقت الحاجة تقول يا ليتني دقت فيها في شرح الواسطية، ما دمت أن ماشي دقق فيها، والتوسع يكون بعد ذلك .

        المصدر: شريط شرح كتاب أصول الإيمان

        تعليق


        • #5
          9- طالب العلم والعبادة:

          سؤال: هلا دللتنا على بعض كتب الآداب والسلوك التي ينتفع بها طالب العلم؟
          الشيخ: لا شك أن العناية بكتب الآداب والسلوك والأخلاق من المهمات ، ومنها ما يدلك على ذلك وتنتفع به كتاب (رياض الصالحين) ، فإنه من أنفع الكتب في الأدب والسلوك النبوي ، والإرشاد إلى الأخلاق والآداب ، والواجبات في التعامل ، والخُلق ، والأدب ، ومن جهة الزهديات ، كتب السلف في الزهد كــ(الزهد لابن المبارك) ، و(الزهد للإمام أحمد) ، وكــ(كتاب الرقاق) في صحيح البخاري ، و(البر والصلة) في كتب أهل الحديث ، هذه فيها مع شروح أهل العلم عليها ما ينتفع به طالب العلم كثيراً.

          ومن الكتب المتأخرة في ذلك كتاب ابن القيم (مدارك السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين) شرح به كتاب (منازل السائلين) للشيخ العروي رحمهما الله تعالى ، وكذلك كتاب شيخ الإسلام (التحفة العراقية) ، وكذلك كتاب (شرح كلمات من فتوح الغيب) له أيضاً لشيخ الإسلام ، ونحو ذلك من الكتب المفيدة العظيمة.

          ومن جهة تطبيق السلوك ، تنظر في سير أهل العلم ـ تنظر في التراجم في (سير أعلام النبلاء) ، أو في (تذكرة الحفاظ) ، أو في(حلية الأولياء) ، مع الانتباه لمواقع الغلو ، أو الجفاء في بعض التراجم ، هذه تنتفع بها من الجهة العملية جداً ، والمسألة فيها طول من حيث المراجع ، والاستفادة منها.

          المصدر: شريط الأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية.


          10- طالب العلم والفهم

          س1/ أشكل علينا نحن مجموعة من طلبة العلم الفرق بين الاختلاف في العقائد والاختلاف في المذاهب وما معنى الأصول والفروع، وهل في الإسلام ذلك؛ أي فيه أصول وفروع أرجو التوضيح مشكورا؟

          ج/ الجواب أن الخلاف أو الاختلاف الذي وقع في الأمة نوعان:
          * اختلاف مذموم.
          * واختلاف معذور أصحابه فيه.
          والاختلاف المذموم هو كل اختلاف ليس لصاحبه مستند من النص، فعارض النص برأيه، وحصل الخلاف باقتفاء رأيه الذي يعارض به النص، أو الذي يخالف النص، فكل اختلاف مبني على رأي يعارض النصوص، سواء أكان في العقائد أم في الشرائع أم في الشريعة أو في الأحكام، فإن هذا اختلاف مذموم.
          والقسم الثاني من الاختلاف اختلاف معذور أصحابه فيه، وهو ما يسوغ فيه الاجتهاد قد ثبت في الصحيح أن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد والحاكم فأخطأ فله أجر واحد» يعني له أجر اجتهاده؛ لأن الاجتهاد طلب حكم الله جل وعلا في المسألة، وهذا الطلب عبادة كونه يجتهد ويتعب لكل يحصل أمر الله جل وعلا في هذه المسألة هذا عبادة؛ لذلك له أجر واحد، والمصيب له أجران أجر على اجتهاده وأجر على إصابته، فما ساغ فيه الاجتهاد وهو ما لم يأت النص به أو كان النص محتملا، النص نعني به الدليل، ليس النص عند الأصوليين؛ لأن النص ليس محتملا وإنما النص بمعنى الدليل، إذا كان الدليل محتملا الدليل من الكتاب والنية محتملا فاجتهد المجتهد في أني كون في فهمه للدليل، هذا فيه سعة.
          لهذا نعذر الأئمة في اختلافهم قد ألّف ابن تيمية رحمه الله كتابا سماه رفع الملام عن الأئمة الأعلام، وعلماء المذاهب في وقته رضوا هذا الكتاب منه أو هذه الرسالة لثنائه فيها وعذره للعلماء الذين اختلفوا في المسائل الفقهية.
          إذا تقرر ذلك فمسائل العقيدة؛ الإيمان، التوحيد، العقائد بعامة، هذه ليست المسألة نص واحد دليل واحد إنما في كل مسألة فيها أدلة متكاثرة، إما عامة أو خاصة، إما إجمالية أو تفصيلية، لهذا لا مجال للاجتهاد في مسائل الغيبيات البتة، ولا مجال للاجتهاد في أمور العقائد والتوحيد؛ لأن هذه النصوص فيها كثيرة والاجتهاد أو الرأي معناه مخالفة الدليل من الكتاب والسنة؛ لأنه ليس في المسألة دليل واحد، نقول: هذا نزع فيه إلى كذا وهذا نزع إلى كذا. ثم ينزل هذه المسائل على فهم الصحابة، ونحن نعلم قطعيا أن الصحابة رضوان الله عليهم ما اختلفوا في مسائل العقيدة التوحيد وإنما اتفقوا على ذلك، وما ينقل أنهم اختلفوا في مسألة أو مسألتين في كل مسألة لها تخريجها عند المحققين من أهل العلم، ونقصد بها المسائل الأصلية، أما الوسائل فقد يكون فيها اجتهادات أو بعض تطبيقات السنن كفعل ابن عمر في مسائل وابن عباس في بعض المسائل المعروفة التي هي ليست من التوحيد والعقيدة وإنما من المتممات أو من الوسائل.
          كذلك المسائل الفقهية سماها بعض أهل العلم الفروع.
          وتقسيم الشريعة يعني الدين إلى أصول وفروع يكون صوابا باعتبار ويكون خطأ باعتبار:
          فيكون صوابا إذا التقسيم فنيا بأن يكون الأصول ما عليه المعتمد والرجوع من المسائل العقدية والعملية يعني المسائل الكبار العامة، العقيدة كلها أصول وكذلك المسائل العملية الكبار المجمع عليها تكون أصولا، وتكون المسائل الأخرى باعتبار أنها فروع للأصول كتقسيم، حتى يفرق بين مسألة العقيدة ومسائل الأحكام.
          إذا كان هذا المراد فهذا تقسيم لا بأس به، ولهذا ألف عدد من علماء السنة واتباع المذاهب ألفوا كتبا أسموها الفروع، الفروع لابن مفلح وغيره يريدون منها الأحكام الفقهية.
          التقسيم الثاني أن تقسم إلى أصول وفروع، ويقال فيها: الأصول يكفر المخالف فيها والفروع لا يكفر المخالف فيها، وهذا باطل؛ لأن الفروع مقسمة إلى ما يكفر المخالف فيها أيضا وإلى ما لا يكفر وهذا تقسيم للمعتزلة.
          أو يقال الأصول قطعية والفروع ظنية، وهذا أيضا ليس بصحيح، أخذوا منه أن الأحاديث أحاديث لا تثبت بها الأصول والعقائد، وهذا باطل، إلى غير ذلك من المذاهب.
          لهذا تجد في كلام بعض الأئمة إنكار لهذا التقسيم، وأن التقسيم الدين إلى أصول وفروع باطل وهذا ليس علا إطلاقه، كما ذكرت لك يقر هذا التقسيم باعتبار ولا يقر باعتبار آخر.
          فتحصّل لك من الجواب أنّ كل خلاف في العقيدة عمّا كان عليه السلف الصالح الذين قالوا بأقوالٍ متابعة للنصوص فهو افتراق في الدين وخطأ واختلاف لا يعذر أصحابه به تعد على الشريعة.
          وأن الاختلاف في الفروع التي يسع فيها الاجتهاد هذا لا بأس به والمجتهد ـأر إذا اجتهد فيما يسوغ فيه الاجتهاد.
          ------------------
          11- طالب العلم والفهم

          س2/ كيف يمكن لطالب العلم أن يتوصل إلى قضية ما أنها من منهج السلف مع تشعب الأقوال وكثرتها؟
          ج/ الجواب أنّ منهج السلف يعرف بكتب السلف، وهذه المسألة في تأصيلها واضحة، فهناك أصول عامة وقواعد عظيمة قررها أهل السنة والجماعة في كتبهم من أئمة الإسلام كسفيان والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وابن خزيمة وسائر الأئمة فيما دوّنوه في كتبهم، نقلوا عن الصحابة فهمهم للدين، ونقلوا عن التابعين فهمهم للدين، ودوّنوا ذلك على ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة، فتفهم وتأخذ منهج السلف الصالح من كتب أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح أهل الحديث والأثر هذه فيها صفاء العقيدة وصفاء المشرب واعتمادهم على أمور واضحة لا لبس فيها يعني من حيث الاستدلال، وهذا من حيث الإطار العام.
          أما تفصيلات منهج السلف، فهذه مسألة ألناس فيها طرفان ووسط كما يقال في غيرها من المسائل:
          منهم من يغلو ويجعل منهج السلف محددا في كل قضية، هذا غير صحيح، فإن السلف في بعض المسائل اختلفوا في تنزيل بعض الأمور على الواقع.
          ومنهم من يجفو ويقول منهج السلف مضطرب فخُذ أنت أصلا من الكتاب والسنة أو خذ ما تجتهد فيه كما هو حال طوائف، وهذا لاشك أنه جفاء؛ لأن الواجب اتباع النصوص على هدي ونهج السلف الصالح رضوان الله عليهم.
          والوسط أن المسائل المختلف فيها هل هي من منهج السلف أم ليست من منهج السلف؟ يجب ردها إلى أهل العلم الراسخين في العلم لأنها تكون من النوازل التي تحتاج إلى تحقيق مناط فيها، والله جل وعلا أمر عباده أن يرجعوا إلى أهل العلم فقال ?فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ?(1) فإن كنت لا تعلم فاسأل أهل الذكر.
          ومنهج السف كما ذكرت لك قد تجد منه مسائل مشكلة وهي في الموافق في الحكم بالتعامل وهذا راجع إلى ما ذكرته لكم آنفا في المحاضرة التي قبل هذه، من أن كلام السلف قام على بساط حال عاشوه، والفقيه لابد أن ينزل منهجهم على بساط حالهم، فإذا نزل منهجهم على غير بساط حالهم فإنه لا يفقه منهج السلف تجد أن بعض الأئمة له كلام اجتهد فيه ربما يعارض بعض كلام السلف؛ لكن في الحقيقة يتفق معهم، فالناظر يقول هذا الكلام مثلا لابن تيمية أو بعض علماء أو نحو ذلك يخالف طريقة السلف يخالف منهج السلف، وفي الواقع إذا تأمله الفقيه الراسخ في العلم بجد أن هذا وهذا يسير أو يخرج من مشكاة واحدة؛ لأن السلف في بعض المسائل اجتهدوا واختلفوا فيها، وفي بعض المسائل يصير الصواب مع أحد الفريقين على الآخر في وبعضها تكون المسألة مورد الاجتهاد.
          أما في منهج العقيدة ولله الحمد والمنهج العام التأصيل العام لم يختلفوا في ذلك، والمسألة مهمة وإذا جُهل شيء ولابد أن يرجع فيه الشباب إلى أهل العلم الراسخين فيه حتى يأتلف الناس وتجتمع الكلمة ولا يتفرق أهل الملة الواحدة.

          -------------
          12- طالب العلم والفهم:

          س/ ما الفرق بين العلم والمعرفة ؟
          ج/ العلم والمعرفة هذه التفريق تقرأها في شروح الكتب والحواشي في التفسير أيضا.
          العلم والمعرفة ليس بمترادفين؛ لأن على التحقيق في اللغة لا ترادف في اللغة العربية البتة؛ بل تختلف الألفاظ أصل المعنى يزيد لفظ على لفظ في بعض المعنى الذي دل عليه اللفظ.
          المعرفة والعلم لفظان يجتمعان في إدراك المعلوم.
          ويفترقان في أن العلم قد لا يسبقه جهل، والمعرفة قد يسبقها جهل، ولهذا أُطلق العلم في صفات الله جل وعلا ولم تُطلق المعرفة. هذا من جهة.
          والجهة الثانية في التفريق أن العلم والمعرفة يتواردان في أن كل منهما أُدرك به الشيء بطريقة من طرق الإدراك، يتواردان يتفقان لأن يدرك بهما الشيء بطريقة من طرق الإدراك، قد يدرك بالحواس قد يدرك الكتابة قد يدرك بالتعلم إلى آخره فهذا وهذا يشتركان أن وسيلة إدراك العلم ووسيلة إدراك المعرفة واحدة، وأقول هذا تبعا لما قال أهل العلم بذلك؛ لأن المناط يشمل الفلاسفة يسمون إدراك المعلومات بنظرية المعرفة، نظرية المعرفة هذه عندهم يعني تلقي المعلومات ?وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا?[النحل:78] الآية.
          الفرق الثالث بينهما أو الناحية الثالثة التي يعرف فيها إلى العلم والمعرفة أن العلم في القرآن محمود، وأما المعرفة فإنما وُصف بها أهل الإنكار، وُصف بها اليهود، وصف بها أهل الكتاب، وصف بها أهل الكفر والإشراك فقال جل وعلا ?يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ?(2) وقال سبحانه وتعالى ?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا?[النحل:83]، فجاءت لفظ المعرفة بالكتاب مذمومة إذ نُسبت المعرفة لحال مذمومين، فكأن المعرفة في القرآن علم أُنكر؛ أُدرك ثم أنكر، فعرف ثم أنكر، لهذا قال ?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا? وأما العلم فهو محمود في القرآن.
          في السنة جاءت المعرفة في بعض الأحاديث بلفظ عرف في نحو قول النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في حديث معاذ الذي ذكرناه «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة لأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم عرفوا ذلك» في مسلم الحديث فهنا قال «فإن هم عرفوا ذلك أدركوا ذلك» لهذا قلنا الفروق قد يسبقها أن المعرفة قد يسبقها جهل والعلم قد لا يسبقه جهل .
          على العموم التفريق هذا يطول الكلام عليه، هذه تأخذها من الشروح المطولة.
          -------------
          13- طالب العلم والفهم

          س/ ما دورنا تجاه الاختلاف في الكتاب والسنة؟
          ج/ الجواب: دورك الاعتصام بالكتاب والسنة والتعلق بأهل العلم وسؤالهم عما يشكل.
          -------------
          14- طالب العلم والكتب:

          س/ هذا سائل يقول نرجو أن تذكر لنا بعض كتبكم المطبوعة؟
          ج/ هذا لا يحسن مثل هذا السؤال؛ ولكن بما أنه ولله الحمد أكثر الكتب التي نطبعها وقف لله جل وعلا، وليس لنا من نصيبها أو من مؤلفها شيء بل كل الكتب ولله الحمد سنذكرها من باب التعاون على البر والتقوى والدلالة.
          الكتب المطبوعة:
          أولها كتاب هذه مفاهيمنا.
          والثاني كتاب المعيار.
          والثالث المنظار.
          والرابع الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن.
          والخامس والأخير التكميل لما فات تخرجه من إرواء الغليل.
          هناك إن شاء الله عدد من الكتب التي ستأتي.
          نسأل الله جل وعلا أن يتقبل منا أعمالنا الصالحة وأن يعفو عنا زللنا وخطلنا وأن يثيبكم خيرا على هذا الجلوس والاستماع وأن يجعله في موازين أعمالكم وأن يرفعكم به يوم لقاء ربكم.


          المصدر: من شريط الاعتصام بالكتاب والسنة
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 21-Mar-2016, 02:40 PM.

          تعليق


          • #6
            رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

            ستجد هنا بعض ما يعينك: http://www.islamspirit.com/play.php?catsmktba=1642

            تعليق


            • #7
              رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

              جزاك الله خيرا أخي الحبيب فريد

              15- طالب العلم والاختلاف:


              س2: وهذا يقول فضيلة الشيخ: ما العمل في أمر اختلف فيه الناس بين مصحح ومخطئ، وقد اشتبه علي الأمر؟، والمشكل أنه ليس أمر يمكن تحديده، فهو يتعلق بمنهج دعوي وأمر ونهي، طلبة العلم الكبار اختلفوا فيه اختلافا شديدا، والعلماء لم يصرحوا فيه بشيء يشفي الغليل؛ بل إنهم يقولون بكلام يشمل التأويل فأرشدونا رفع الله درجتكم.
              ج/ لم يظهر لي مراد السائل بيقين بالحال التي يريدها، ولكن العلماء ورثة الأنبياء، فإذا أجملوا فإن الإجمال مقصود وليس هروبا، وإذا فصلوا فإن التفصيل مقصود.
              فقد اثني عمر بن عبد العزيز على صحابة رسول الله ( بقوله: إنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا. والراسخون في العلم هم ورثة الأنبياء فقد أخذوا بهذه الخصلة العظيمة، فإذا تكلّموا تكلموا بعلم، وإذا وَقفوا وقفوا بعلم، وقد يكون الإجمال في بعض الحالات من الحكمة ويكون مقصودا ويكون أفضل من التفصيل، وإن كان في الإحكام الشرعية على وجه العموم التفصيل هو المتعين إلا لحكمة، كما قال ابن القيم في النونية:
              عليك بالتفصيل والتبيين فالإطلاق والإجمال دون بيان قد أفسد هذا الوجود
              ولكن نجد أن من النصوص الشرعية ما هو مجمل فيبقى على إجماله.
              والمجمل معناه: ما لم يتبن معناه.
              لهذا نقول للسائل ولغيره: أهل العلم في واقعة أو في مسألة أوفي تقييم لحال أو غير ذلك إذا أجملوا فكن مجملا مثلهم، وإذا فصلوا ففصل مثل تفصيلهم؛ لأنك تكون تابعا غير محكِّم لرأيك ولهواك، وهذه لاشك الناس فيها طبقات ودرجات ? هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ?[آل عمران:163].

              المصدر: شريط بعنونا (وقفات مع كلمات لابن مسعود).
              --------------------

              16- طالب العلم والكتب:

              س1/ هل من الأهمية في طلب العلم أن يقرأ الإنسان في كتب أهل السنة والجماعة ويترك الكتب التي كتبها من عليه ملاحظات في عقيدته وتطّرح ولا يرجع إليها؟
              ج/ الجواب أن العلم لابد أن يؤخذ عن مأمون في عقيدته، وكتب أهل السنة والجماعة كفيلة بهذا.
              وأما الكتب العصرية فإنها لا يحتاج إليها في العلم إنما هي من جهة الثقافة والإطلاع على ما في العصر أو على الأفكار أو على التحليلات ونحو ذلك.
              أما العلم من حيث هو فإنما يؤخذ عن كتبه التي بها تعلّم العلماء وتخرج العلماء.
              هذه الكتب لا بأس من مطالعتها –الكتب العصرية- لكن بشروط:
              منها أن يكون المطالع عنده تمييز في عقيدته بين الحق والباطل؛ لأنه ربما قرأ كتبا فيها تعبير من الباطل ولم يلحظ هذا، فكم رأينا من قرؤوا كثيرا من هذه الكتب الشرعية شاع على ألسنتهم بعض العبارات التي تخالف العقيدة الصحيحة ممن مثل شاءت الأقدار، ونحو ذلك من العبارات التي فيها مخالفة، أو من مثل ما هو أعظم من ذلك من سؤال صفات الله ومناداتها كـ: يا رحمة الله، يا عفو الله. أو ما شاكل ذلك.
              أنا ذكرت هذا الشرط وبقية الشروط نذكرها على وجه الإختصار:
              الثاني: أن يكون الكتاب ليس متمحضا للفساد، ليس متمحضا للضلال، أما إذا كان متمحضا للضلال فهذا لا تجوز قراءته أصلا، أما إذا خلط فيه حق وفيه باطل فهذا يقرؤه من يميز بين هذا وهذا.
              الثالث: أنه إذا قرأ ذلك قصره على نفسه، وإذا كان في هذه الكتب بعض حق فإنه يأخذها إذا دل عليها الدليل ويأخذ الحق ولا يدلّ على الكتاب الذي قرأ فيه تلك الأمور ومن لا يحسن التفرقة بين الحق والباطل؛ لأنه إذا دله عليه ربما ضره ذلك في دينه.
              --------------

              17- طالب العلم والكتب:

              س/ إن أهم المهمات هو التوحيد فما هي الكتب والشروح والأشرطة التي تفيد في تعلم هذا الأصل العظيم؟
              ج/ التوحيد قسمان: توحيد علمي خبري، وتوحيد عملي إرادي.
              التوحيد العلمي الخبري هذا هو الذي يسمى العقيدة عقيدة أهل السنة والجماعة هذا له كتب خاصة.
              والتوحيد العلمي الإرادي هو التوحيد -الذي ضده الشرك- العملي هذا هو توحيد العبادة .
              هذا وهذا يحتاج إلى تعلمه تعلم التوحيد الذي ضده الشرك نعلم العقيدة الصحيحة التي ضدها العقيدة الباطلة.
              أما العقيدة الصحيحة فهي عقيدة أهل السنة والجماعة وأهم الكتب فيها لمعة الإعتقاد وخذ شرح اللمعة لأحد علماء هذه البلاد، وكذلك كتاب الواسطية وخذ شرحا له، وتسلسل في كتب العقيدة عقيدة أهل السنة والجماعة وكتب شيخ تإسلام ابن نيمية رحمه الله فيها بيان ذلك على وجه التفصيل .
              كتب التوحيد توحيد العبادة أقربها وأولها كتاب ثلاثة الأصول للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكتاب التوحيد أيضا وكتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية وما شابه هذه الكتب مع شروحها كتيسير العزيز الحميد لكتاب التوحيد، وشرح فتح المجيد ونحو ذلك من الشروح.
              ----------------

              18- طالب العلم والفهم:

              س/هل هناك فرق بين التوحيد والعقيدة؟
              ج/التوحيد قسمان كما ذكرت وبه يظهر التفرقة بين التوحيد والعقيدة، وهما متلازمان التوحيد والعقيدة بمعنى واحد؛ لكن عند التصنيف يختلف ذلك.
              -------------

              19- طالب العلم والدعوة:

              س/ الناس ولله اللحمد في مجتمعنا عقيدتهم سليمة وعلى الفطرة؛ ولكن يحتاجون إلى تعلم الفقه وهل يبدأ لهم بالتعلم في التوحيد أو بالتفقه في الدين؟
              ج/ العلم بالتوحيد وتعليم بالتوحيد أولا، العقيدة أولا، والتوحيد أولا؛ لأنه يراد منه صلاح القلب وأيضا يحدث الخوف من الشرك، وبقاء ذلك في الناس، هذا بقاء الدين في الناس، ولا يقدم عليه الفقه، ونحن نرى أن كثيرا من الشركيات بدأت تنشر في الناس في مجتمعات، فلا يقال إننا لا نحتاج إلى التوحيد، ألا ترون أن السحرة والكهتة كثر تسامع الناس بأحوالهم، ألا أن التطير وأن التمائم كثر تعليقها، تجد في السيارات صور الحيوانات، حذوة فرس، جلدة فيها عين، يأتي في باب بعض البيوت رأس فيه حيوان محنط أو نحو ذلك أو عليها حذوة فرس أو رسمة عين هذه كلها من التمائم التي هي من الشرك الأصغر، ألا ترون وجود تمائم مربوطة أو ربط خيط أو نحو ذلك، ألا ترون أن مولاة أعداء الله ومودتهم وتكريمهم ونحو ذلك هذه كلها أمور مخالفة للعقيدة والتوحيد.
              فلا بد تعليم التوحيد فيه وبقاء للتوحيد، لابد أن نخاف من الشرك، فمن خاف سلم ونبي الله ورسوله إبراهيم عليه السلام دعا ربه بقوله ?وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ?[إبراهيم:35] قال إبراهين التيمي من علماء السلف الصالحين الأئمة قال لما تلى هذه الآية: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم.
              فإبقاء التوحيد وتدريسه ونعليمه هذا فيه التخويف من الشرك والشرك أسرع ما يكون في الناس، وتذكروا قول النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في الحديث الصحيح في الصحيحين وغيرهما «لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى» «لا تقوم الساعة حتى لا يذكر الدجال» يغفل الناس عن ذكر هذا الأمر، هذه المسألة من مسائل العقيدة ذكر الدجال والاعتقاد منه يغفلون عن ذلك لا يعلمونه فيخرج في غفلة من ذكر الناس له من تحذيرهم منه، لا يخرج الدجال حتى لا يحذر منهـ لا يخرج إلا في غفلة، كذلك الشيطان يأتي إلى الناس إذا غفلوا عن الأمر، التوحيد والفقه قرينان وابن القيم قال في نونيته:
              والعلم أقسام ثلاث ما لـها من رابع والحق ذو تبيــانِ
              علم بأوصاف الإلـه وفعله وكذلك الأسماء للديــانِ
              والأمر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثانــي
              والكلُّ في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان
              والله ما قال امرُؤ متحذلـق بسواهما إلا من الهذيــان
              إلى آخر كلامه، فالعلم بحق الله التوحيد والعلم بالشرائع بالأمر والنهي والعلم بإجزاء، التوحيد والفقه مقترنان يعلم هذا وهذا؛ لأن في التوحيد اصلاح الباطن وفي الفقه اصلاح الظاهر وكل منهما مهم والتوحيد أهم.
              --------------

              20- طالب العلم والدعوة:

              س/ حيث إنكم أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إمام الدعوة إلى الكتاب والسنة في هذه البلاد، أرجو إرشاد الشخص الذي جاء إلى هذه البلاد من بلد مجاور مسلم ولكن في بلده متعلقون بالقبور والأضرحة والتمسح بها والذبح عندها فما هو الطريق لاصلاحهم.
              ج/ الطريق لإصلاحهم من جهتين:
              الجهة الأولى التعليم.
              والجهة الثانية: الترغيب والترهيب وبيان مآل هؤلاء ومآل هؤلاء .
              أما من جهة التعليم فهذا واضح، وهو أن التوحيد يحتاج إلى التعلم والناس في تلك البلاد كما قد خالطت بعضهم، يجهلون معنى التوحيد، مثلا إذا سألته عن قول معنى لا إله إلا الله ظنّ أن معناها لا رب موجود إلا الله، والربوبية غير الألوهية؛ لأن الله جل وعلا قال ?الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ?(1) وبيّن أن المشركين يقرون أن الله هو ربكم وأنه هو خالقهم ?قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ?[المؤمنون:86-87] فهم يوقنون بأن الله هو الرب وحده؛ ولكن الابتلاء وقع في تعلق القلب هل للمرء أن يتوجه بالسؤال للموتى وللأوثان للأصنام للصالحين؟ فالله جل جلاله بين أن عيسى عليه السلام أدعي إلها، وأن اللات هو رجل صالح كان يلت السويق يحسن إلى الناس فلما مات عكفوا على قبره كان اتخذه الناس وثنا اتخذوا قبره وثنا واتخذوا له صورة وجعلوها صنما، وهكذا، كان الناس يشركون لا في الربوبية ولكن في الألوهية باعتقادهم أن هذه الأوثان والأصنام وأن أصحابها يرفعون الحاجات إلى الله قال سبحانه وتعالى ?وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى?[الزمر:3] يعني يقولون كما قاله أهل التفسير والذين اتخذوا من دونه أولياء يقولون ?مَا نَعْبُدُهُمْ? يعني ما نعبد تلك الأشياء ما نعبد الأولياء ?مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى?، ما نعبدهم استقلالا نعلم أنهم بشر ولكن نريد أن يرفعوا بحاجاتنا إلى الله لأن لهم المقام العالي عند الله.
              ذكرهم بالآيات اتلو عليهم القرآن وفسر لهم القرآن، فسر لهم قوله تعالى ?وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13) إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ?[فاطر:13-14]، قال الله جل وعلا ?وَالَّذِينَ? وهذا اسم موصول لمن يعقل ?وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ? يعني ما يملكون في قبورهم ولو قطمير اللفافة التي تكون على نواة التمر ?مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13) إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ? لم؟ لأنهم أموات كما قال ?أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ?[النحل:21] فإذن هناك آيات كثيرة في القرآن فيمن يبعث في ميت ليس بحي وهذه ظاهرة لو تليت على أولئك لتنبهوا إذا كان جل وعلا مريدا بهم خيرا.
              فاتْلُ عليهم الآيات، وعلمهم وبين لهم ذلك، ثم بعد ذلك أسلك معهم طريقة الترغيب والترهيب والتخويف، والترغيب والتخويف من عاقبة الشرك، وبيان فضل التوحيد على أهله بعد التعليم بمعنى الشهادتين ، معنى التوحيد، العبادة لا يجوز صرفها إلا لله، معنى التوحيد وأنه حق الله ?بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ?[البقرة:112] ونحو ذلك من الآيات.
              واسْألْ الله لك ولهم الهداية، فإن الله جل وعلا قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه فلا تبخلْ بالهداية.

              المصدر: شريط بعنوان (الأهم فالأهم).
              ----------------

              21- طالب العلم والدعوة:

              س1/ فضيلة الشيخ يغلط بعض الشباب الذين ينكرون المنكر بأسلوب يزداد فيه البلاء شدة ويزداد فيه لمنكر ولا يتغير في مثل هذه بعض الشباب يأخذون الكاميرات ويكسرونها مما يجعل المنكر يزداد فما توجيهم لذلك جزاكم الله خيرا؟
              ج/ قاعدة مهمة في هذا وهي أن العلماء قرروا أن المسائل التي فيها خلاف قوي فإنه لا ينكر فيها المسلم على أخيه.
              الخلاف قسمان-يعني في الفقهيات-:
              خلاف قوي.
              وخلاف ضعيف.
              المسألة التي فيها خلاف قوي فلا يكن فيها إنكار، وهذا في مسائل كثيرة مثل أهل العلم بأمثلة نذكر منها مثلا في زكاة الحلي، من زكى أو لم يزكِّ، هذه المسألة فيها خلاف قوي فلا إنكار فيها ما يأتي واحد ينكر على أهله على أبيه أنه ما قال لأهله يخرجوا الزكاة أو القول الآخر، والذي كان عليه العلماء في هذه البلاد من قديم أن لا زكاة في الحلي كما هو معروف، والآن أفتى عدد من أهل العلم مثل سماحة الشيخ عبد العزيز حفظه الله الشيخ محمد بن عثيمين وغير أولئك بأن الزكاة فيها، فإذا كان في مثل هذه المسألة فيها خلاف قوي؛ يعني اختلف فيها المفتون عندنا وهم إنما يختلفون في المسائل التي فيها معه قوة من جهة الاستدلال وهنا لا ينكر هذا.
              كذلك مسألة قراءة الفاتحة، وفي مسائل من أشباه ذلك.
              منها مسألة التصوير الفوتغرافي فإن المفتين انقسموا منهم من قال إنه يحرم ومنهم من قال لا يحرم، وهؤلاء الذين أفتوا بعدم الحرمة فيه لهم حجة، وإن كان القول الصحيح عندنا أن جميع التصوير بأنواعه حرام؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن المصورين ونهى عن التصوير وهذا يعم جميع أنواع التصوير الذي يكون ثابتا، ولكن ما دام فيه خلاف لبعض المفتين في هذه البلاد الكبار الذي يصار إلى قولهم فإنك إذا أنكرت على ما يستعمل ذلك فإنك قد تنكر عليه أنه أخذ بفتوى ذلك العالم، وهذا يحصل فيه خلل في كثير من المسائل؛ لكن هنا يأتي مسألة الدعوة والبيان والنصيحة، بأنك تقول له أن هذا التصوير ما يجوز وتأتي له بالأدلة لعله أن يترك ذلك ويأخذ بالقول الصحيح فيها.
              المسائل التي فيها خلاف قوي؛ يعني اختلف فيها المفتون عندنا، يعني مثلا الشيخ ابن عثيمين يفتي بشيء الشيخ ابن باز يفتي بشيء آخر، هذه المسألة يصير فيها خلاف قوي الإنكار فيها معناه أنك تنكر على من أخذ بقول هذا المفتي وهذا فيه تضييق، وليس ماشيا مع قواعد أهل العلم.
              وإنما الإنكار يكون في المسائل التي الدليل فيها واضح أو التي الخلاف فيها ضعيف.
              ----------------

              22- طالب العلم والدعوة:

              س2/ فضيلة الشيخ -حفظه الله- كيف أوفق بين القيام بإبلاغ ما لدي من علم ومعرفة وبين الالتزام بالتعليمات التي توجب الحصول على إذن من الوزارة أو من الجهة المسؤولة بالكلام والدعوة؟
              ج/ الإذن مشترط للمصلحة العامة فيما فيه حديث مع أمام الناس.
              أما إذا أردت أن تمارس الدعوة وتقوم بهذا الواجب في بيتك ومع زملائك وفي المخيمات المجاورة لك؛ تذهب وتنصح هذا وتدعو هذا، فهذا مطلوب منك في كل مكان وفي كل زمان.
              لكن أن تتصدر وتوجه الناس على كرسي أو تجلس ويجتمع حولك جماعة أو تذهب إلى المساجد فتتكلم أمام العامة، فهذا لاشك يحتاج إلى إذن، واشتراط هذا الإذن قديم لأجل أن تتحقق المصلحة العامة بأن لا يوجه الناس إلا من علم علمه وتحريه للصواب فيما يذكر.
              أما في جهدك الخاص فيما تدعو فهذا في كل مكان، تجلس في الطائرة، أنت داعية، تجلس في السيارة أنت داعية، تجلس في بيتك، أنت داعية في كل مكان، أنت داعية بقولك أو بفعلك لابد، قولك محسوب عليك وحركتك محسوبة فلابد أن تنتبه لهذا.

              المصدر: شريط بعنوان (الحج عبادة وميدان دعوة).
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 21-Mar-2016, 02:39 PM.

              تعليق


              • #8
                رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

                23- طالب العلم والكتب:

                س8/ بماذا تنصح من الكتب المختصرة في تعلم السنة؟
                ج/ أرى أن يُبدأ بالكتب المختصرة لطالب العلم مثل عمدة الأحكام هذه فيها الأحاديث الفقهية المتفق عليها.
                وأما في أحاديث الزهد والرائق وما يتبع ذلك فهناك كتاب رياض الصالحين وهو كتاب مشهور نافع جدا، قد جعل الله له القبول في الأرض.
                ولعل السائل إذا كان من طلبة العلم يتصل بالسؤال بعد المحاضرة يفصل له القول في ذلك.
                -----------------

                24- طالب العلم والعمل:

                س10/ قلت إن العلم يتبعه العمل، وأنا أعرف صاحبا لي يقرأ وكثيرا ما يكذب وأعرفه بذلك وهو من حفظة القرآن؟

                ج/ أقول يجب عليك أن تعظه في نفسه، وتقول له اتق الله كيف تكذب وأنت تقرأ في القرآن في سورة النحل ?إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ?[النحل:105]، من قرأ القرآن لابد أن يمتثل ما فيه، فهذا الذي قرأ القرآن ولم يمتثل ما فيه يخشى عليه فيوعظ في نفسه وعظا بليغا، لعل الله أن يُذهب عنه هذه الخصلة الرديئة ألا وهي الكذب، والكذب من كبائر الذنوب لهذه الآية وبأحاديث في الصحيحين وغيرها لا مجال لذكرها الآن.

                المصدر: شريط بعنون (السنة النبوية).

                -------------

                25- طالب العلم والدعوة:

                س3/ ما نصيحتك لشباب الصحوة في هذا الوقت؟ هل تنصحهم بطلب العلم والعزلة بُعدا عن الجدال؟ أم أنهم يلزمهم التوضيح والبيان؟ وما نصيحتكم في من لا يقبل الحق ولو كان واضحا؟
                ج/ الجواب أن نصيحتي لشباب الصحوة أنهم لم يصحُ بعد، الصحوة تحتاج إلى صحوة، لا تزال الصحوة في تقليد، لا يزال كثير من شباب الصحوة بل الأكثر لم يتجه إلى العلم، لم يتعلم ويكون العلم عنده فوق الجميع، ينظر إلى الأقوال وإلى الأعمال من جهة فاعلها أو من جهة زملائه، وهذا ليس بجيد؛ بل الواجب أن يسعى في أن يكون على وفق السنة، وأن يطلب الحذر لنفسه، وما ذكره أئمة الإسلام في عقائدهم في عقائد أهل السنة والجماعة يلتزمه، وما لم يذكر يجتنبه وما اشتبه عليه، فهناك أمور مشتبهات فيما بين الحلال والحرام من واقع الشبهات واقع الحرام ومن ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
                فالعزلة مفيدة لمن إذا خالط الناس لم يؤثر فيهم؛ لكن كما قال المصطفى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في الأدب في الأدب المفرد، والحكام في المستدرك وجماعة أنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» لأن الصبر عبادة لأنك إذا خالطت الناس وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ودوت إلى الحق فهذه عبادة من العبادات، فالأكمل طريقة الأنبياء والمرسلين في أنهم خالطوا الناس ونهو وأوذوا وصبروا ?حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ?[الأنعام:34]، وأما الانسحاب إذا كان مع العجز فالسلامة لا يعدلها شيء، أما إذا كان المرء قويا في دين الله وإذا خالط الناس أثر فيهم ودعا إلى الله وبيّن الحق والصواب ونهى عن أسباب الضلال، فإن هذا من الأمور المحمودة التي هي طريقة الأنبياء والمرسبين فإنّ الرسل أمروا ونهوا وصبروا قال جل وعلا ?فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ?[الأحقاف:35]، وقال جل وعلا ?فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ?[الروم:60] فالمخالف للناس للدعوة والأمر والنهي يحتاج إلى صبر، وإذا صبر يكون صبره بحيث لا يُستخفّ من الذين لا يوقنون، كما قال جل وعلا ?وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ? ومن الناس من يخالط ويدعو ويأمر وينهى ولا يكون صابرا؛ بل يكون الذين لا يوقنون يستخفونه بالأقوال والأعمال، وكثير من المشاكل من المشكلات ومن العوائق جُعلت ونُصبت من أجل ذلك الاستخفاف.

                المصدر: من شريط بعنوان (السنة والبدعة)
                --------------

                26- طالب العلم والدعوة:

                س4/ فضيلة الشيخ بعض الشباب المتحمس للدعوة يشتم بعض طلبة العلم إذا كان عليه أخطاء، ولا يقبل منه أي حق، وإذا قيل له لا تغتابه قال أبين الحق للناس؟ وأيضا ترى كأنه يعلم ما يقصد الشيخ، ويفسر مقاصد الشيخ حسب رأيه، فهل هذا صحيح؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
                ج/ أولا ثم حق للمؤمنين بعضهم على بعض فالله جل وعلا وصف المؤمنين بقوله ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ?[التوبة:71]، ?بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ? يعني بعضهم ينصر بعضا ويحب بعضا، إذْ الولاية معناها المحبة والمودة والنصرة، فبين كل مؤمن ومؤمن ولاية يجب عليه أن يستحضرها وهي أن يحبها في الله وأن يواده في الله، أن ينصره في الله جل وعلا، ولاشك أن المؤمنين من حيث التزامهم بالدين والشرع والحق تختلف مراتبهم، فكلما كانت مرتبة هذا أقرب إلى الحق كلما كان حقه أعظم، فحق أهل العلم أعظم المؤمنين؛ لأنهم لهم الحق الذي جعله الله جل وعلا لهم في آيات كثيرة، وإذا كان لهم الحق فإن لهم حق الولاية في محبتهم ومودتهم ونصرتهم.
                وأهل العلم واجب احترامهم وواجب محبتهم كما أسلفت؛ لأن ذلك من الحقوق الواجبة.
                وهناك طلبة للعلم، وهناك دعاة، وهناك معلمون، وهناك خطباء وهناك أساتذة، فهؤلاء أيضا لهم حق ومن حقهم أن تحبهم وتودّهم وأن توادهم وأن تنصرهم في الحق الذي أصابوا فيه بما صوبهم فيه أهل العلم الراسخون؛ لأن طلبة العلم والخطباء والمعلمين ونحو ذلك قد يكون عندهم خطأ؛ لأن العلم عزيز وهو حاكم لا محكوم، فإذا خالف من البشر من الناس يعني من أهل الإيمان خالف ما يقتضيه الحق والعلم والدليل إما بقول أو تصرف أو رأي تبناه أو نحو ذلك، فإنه يجب أن يوادّ فيما أصاب فيه، وأن يخطا فيما أخطأ فيه.
                وهذه التلازمية هذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة، والرد على من أخطأ ليس تبرءا من حقه؛ بل هو عين حقه، ولهذا قيل للإمام أحمد ولغيره: إنكم تردّون على هؤلاء؛ يعني الذين أحدثوا بعض المقالات البدعية، قال رحمه الله: اذهب عني أو إليك عني نحن لهم أنصح من آبائهم وأمهاتهم، ألا تجد نُصحي له كيف أبيّن خطأه حتى لا يتبعه الناس في ذلك فتعظم أوزاره.
                وهذه مسألة قل من يفقهها؛ لأن النفس قد تعلق بمعظم قد تتعلق بكبير، فيكون الرد عليه فيما أخطأ فيه محزنا للنفس وحرجا، وهذا في الحقيقة من ردّ عليه وبين ما أخطأ فيه أنصح له ممن تابعه في الخطأ؛ لأن هذا حجز الناس عن أن يتبعوه، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة» فالناس صار عندهم شيء من عدم التصور للواجب الشرعي، فالواجب الشرعي في هذه المسائل أنه إذا أحطا مخطئ فإن تبيين خطئه لا يعني سلخه من القلب؛ لا يعني أن لا يحب أن لا يود أن لا ينصر؛ بل يكون المرء في محبة له بما معه من الإيمان والصواب والإخلاص الذي ظهر منه، ويكون فيما أخطأ فيه يبين ما عليه.
                وأنّ ما ذكر من مسألة أن من بين الخطأ قيل له هذه الغيبة الجواب أن لا تكون في بيان الواجب إذا كان ثم بيان واجب فلا غيبة الغيبة تكون بذكرك أخاك لما يكره.
                وما ذكره في آخر السؤال هذا داء صحيح أنه فشا في ضعاف العلم وهو أنهم يفسرون كلام الناس بما يُدّعى فيه أنه مقاصد لهم، وهناك عند الأصوليين تأصيل في فهم العبارات، فهناك دلالة للكلام وضعية، وهناك دلالة للكلام حملية؛ يعني تستدل من الكلام على معناه بمجمله، ولا تأخذ كل لفظة وتحلّلها؛ لأن الكلام المجمل نقصد بالمجمل الجمل المتتابعة توضح القصد الخاص، توضح القصد للمتكلم وأما إذا أتى للحمل النفسي؛ يعني يتصور هذا الكلام على نحو ما ويأتي يحلله على وفق شهوة هذا الذي حلل كلام الناس، هذا يوقعه في باطل وهو أن يحكم على الناس بما لم يدلّ عليه صريح كلامهم والناس إنما يحكم عليهم خاصة أهل العلم وخاصة طلبة العلم ونحو ذلك بما دل عليه الصريح، لا بما دل عليه ما يظن أنه مقصد له.
                والله جل وعلا أمرنا باجتناب كثير من الظن، فالأصل أن يحمل طلبة العلم على القصد الحق، فإذا كانت كلمة تحتمل معنيين، فتحمل على المعنى الخير، وإذا ظهر الخطأ منه فإنه ليس ثم معصوم في الأمة بعد محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلا بالإجماع وإذا كان كذلك ليس ثم معصوم، فقد يكون ثم مخطئ في مسألة في قول في رأي في قول إلى آخره، فيجاب عنه.
                والفرق بين طريقة أهل العلم وطريقة من ليس من أهل العلم أن أهل العلم يبينون الحق فيما أخطأ فيه المؤمن الذي له ولاية يعني محبة وله نصرة يبينون ذلك بدليله وبوضوحه ولا يوجبون قطيعة ولا يوجبون براءة لأنهم يحذرون من أن يتبع المخطئ في خطئه، وأما من جهل فإنه يوجب أن يكون المرء إما أن يصيب تماما وإما أن لا يفعل شيئا، ولا شك أن هذا ليس بصحيح وهدي علمائنا كما علمتم أنهم يفعلون أو يتبعون طريقة آهل السنة الذين ذكرت تأصيلهم في هذه المسائل في الموالاة والمعاداة عند المؤمنين وحقيقة الرد وكيف يكون التلازم بين [...] المحبة.
                هذا كله إذا كان المردود عليه من أهل السنة والجماعة أما إذا كان من أهل البدع إذا كان من المخالفين للسنة المحببين للبدع والشركيات ومخالفة طريقة السلف الصالح، وهذا لاشك أن الحديث في شأنه ليس داخلا في السؤال، وإنما عنى السائل بعض ما جرى في الواقع .... الغصب والرضا في كلمة الحق في كل حال والله المستعان.

                المصدر: شريط بعنوان (الضوابط الشرعية في الدعوة إلى الله)
                --------------

                27- طالب العلم والعلماء

                س2/...؟

                ج/ الله جل وعلا أمر بالرجوع إلى أهل الذكر قال ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾([3]) وأهل الذكر هم أهل الكتاب والسنة.

                ومن المتقرّر في الأصول في مباحث الفتوى والمستفتي أن المرء يجعل أوثق الناس عنده، يسأل في دينه وما أشكل عليه أوثق الناس عنده، وتبرأ ذمته إذا كان هذا الذي سأله متحققا بالعلم، ولم يسأله عن جهة هوى أو تعصب له دون غيره، تبرأ ذمته.

                وهؤلاء العلماء الذين تبرأ بسؤالهم الذمة الراسخون في العلم لأن الله جل وعلا وصف الراسخين في العلم بقوله ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا﴾[آل عمران:7]، ونصوص الشرع من الكتاب والسنة فيها محكم ومنها متشابه، والمحكم والمتشابه موجودان في القرآن، وموجودان في السنة.

                من الذي يفصل هذا من ذاك؟ من الذي يرجع المتشابه إلى المحكم ويعلم معاني الأدلة ويفهم القواعد؟ إنما هم الراسخون في العلم لأن الله جل وعلا قال ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾[آل عمران:7]، كما هو أحد وجهي الوقف عند السلف الراسخون في العلم يعلمون التأويل وإذا كانوا كذلك وهم الذين يسألون عما يشكل عن المسائل والمصالح المهمة.

                من هو الراسخ في العلم؟

                هو الذي رسخت علومه بحيث تحقّق بشهادة الناس له، أنه عالم حق، وأنه قد استوعب فهم نصوص الكتاب والسنة، فهذا هو الذي يسأل، والمسألة تحتاج إلى تجرد وإلا فالعلماء الراسخون معروفون مشار إليهم.

                المصدر: شريط بعنوان (الغثاء والبناء).

                تعليق


                • #9
                  رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

                  23- طالب العلم والهمة

                  س2/ أردت أن أخدم الدين فطلبت العلم؛ ولكن يحصل إلا القليل منه، وذلك بسبب ضعف حفظي وسرعة النسيان ما رأيكم هل استمع أو أشتغل بشيء آخر ؟

                  ج/ أولا أوصي نفسي وأخي السائل بأن نصلح النية في العلم، العلم إصلاح النية فيه أن ترفع الجهل عن نفسك، لا تنوي أن تأخذ به شهادة، ولا أن تلقي محاضرة ولا أن تبدأ في درس وتعلم الناس؛ ترفع الجهل عن نفسك؛ لأن العلم هو علم بالله وبدينه وبشرعه وبنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذا هو العلم فالنية الصالحة فيه أن تنوي به أرفع الجهل عن نفسك، فإذا كان كذلك فثابر عليه يحدث على أن تكون عالما وأن ترفع الجهل عن نفسك.
                  المرتبة الثانية لمن آنس من نفسه رشدا وقوة حافظة وفهم وبذل، فإن عليه أن يصلح النية في أن ينوي رفع الجهل عن نفسه وأن ينوي رفع الجهل عن غيره، بتعليمه للعلم إذا تمكن فيه، لهذا سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى قال: ما النية في العلم؟ قال: أن تنوي رفع الجهل عن نفسك وأن تنوي رفع الجهل عن غيرك.
                  العلم الذي يطلب العلم ليتصدر أو ليلفت وجوه الناس، فهذا والعياذ بالله وبال على وبال؛ لكن من طلب العلم بنية صالحة أثر فيه.
                  لهذا قال ابن المبارك وغيره: طلبنا العلم وليس لنا فيه من نية، ثم جاءت النية بعد، النية من الإخلاص ونية رفع الجهل ومعرفة المطلوب، فطلب إما من الأصحاب ثم بعد ذلك فتح على قلبه صحة النية.
                  لكن العلم عظيم، وأنا أذكر ذكرت عدة مرات قصة في ذلك ذكرها الخطيب البغدادي في الجامع لبيان أخلاق الراوي وآداب السامع في أن بعض أهل الحديث طلب العلم فوجد أنه لم ينتفع لم يحفظ، قال فتركه، ثم قال: بينا أنا أتنزه إذ وجدت ماء يتقاطر على صخرة وقد أثر في الحجر بحسبها، تقاطر ماء قليل قطرة لكنه حفر قال فقلت في نفسي: والله ما العلم بأخف من الماء -العلم أثقل ?إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا?[المزّمّل:5]-، ما العلم بأخف من الماء، وليس قلبي بأقصى من الحجر، فلابد إذن من تكرارا العلم لينتفع به قال: فرجعت فأخذت حديث وفتح عليّ.

                  المصدر: تفاني السلف في الدعوة إلى الله

                  تعليق


                  • #10
                    رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

                    24- طالب العلم والكتب:

                    س1/ لو ذكرت لنا الكتب التي ألفها الشيخ محمد رحمه الله تعالى...؟
                    ج/ الحمد لله، يعني أن نذكر مصنفات الإمام رحمه الله تعالى، ولا بأس أن نذكر طرفا منها.
                    أما في التوحيد فله عدة مصنفات منها المختصر ومنها المطول ومنها ما هو رسائل فيها تقرير العقيدة.
                    فكتب رحمه الله تعالى كتاب التوحيد، وهو أول الكتب تأليفا؛ لأنه ابتدأ تأليفه في البصرة لما كان فيها، ثم توسع فيه إلى أن صار على هذا الذي تروه.
                    ومنها رسالة ثلاثة الأصول، ومنها رسالة كشف الشبهات، ومنها كتاب فضل الإسلام، ومنها كتاب أصول الإيمان، وهذه بين موجزة ومطولة، ومنها أيضا القواعد الأربع ونحو ذلك.
                    أما في التفسير فله تفسير سورة الفاتحة، وله تفسير المعوّذتين، وله تعليق على تفسير الآيات على شكل مسائل، طُبع في نحو ثلاث مجلدات؛ يعني الفوائد كأنها فواد من تفسير الآية.
                    واختصر رحمه الله تفسير ابن كثير، ويوجد الآن قطعة من اختصاره لتفسير الحافظ ابن كثيرة.
                    وكان رحمه الله متميزا في علم التفسير مبرّعا فيه، مستخرجا منه فوائد عظيمة، لهذا تجد أن تلامذته من أبنائه وتلامذة الشيخ الأقربين تجد لهم عناية بالتفسير كثيرا، فحصيت التفاسير التي اعتمدها الشيخ سليمان بن عبد الله في شرحه لكتاب التوحيد بأكثر من ثلاثين أو أربعين تفسيرا.
                    بالنسبة للفقه فإنه صنّف آداب المشي إلى الصلاة وهذه تشتمل على أحكام الصلاة والزكاة والصيام.
                    وكتب في الفقه تحريرا للمسائل التي فيها الخلاف في كتاب سماه مختصر الإنصاف والشرح الكبير.
                    الإنصاف كتاب فيه الخلاف في مذهب الحنابلة والشرح الكبير كتاب فيه الخلاف مع المذاهب الأربعة ومذاهب السلف عموما، فكتب مختصرا جمع فيه ما بين الخلاف في المذهب والخلاف في العالي يعني فيما بين الأئمة، وهذا موجود ومطبوع، وهو كتاب نافع جدا للفقيه ومختصر وسهل الوصول إلى الانتفاع منه.
                    أيضا له في الحديث مجموع حديث الأحكام كما ذكرت لك في أربعة مجلدات، غلط من ظنه مختصر من كتاب المنتقى أو من كتاب المحرر لابن عبد الهادي أو من كتاب ابن دقيق العيد، فطريقته فيه مختلفو عن هذه الكتب إن كان استفاد منها.
                    وبالمناسبة هذا المجموع طُبع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعلّق عليه اثنان من المختصين بتدريس الحديث في الجامعة في ذلك الوقت من نحو عشرين سنة؛ ولكنهما لم يكونا محترمين للإمام ولا يعرفان فضله وعلمه، فاعترضا عليه في تخريج الأحاديث في مواضع كثيرة متعددة بعبارات فجة لا تليق، والصواب فيها كلِّها كما تتبعت مع الإمام رحمه الله تعالى.
                    فمن الأمثلة مرة من عدم الفهم طبعا أهل العصر عندهم إعجاب بنظرهم ويعطون للأئمة علمهم وفضلهم من الأمثلة ما يقول مثلا في حديث: ولأحمد في المسند كذا. ولما ساقه علق عليه وقال: ليس هذا الحديث في المسند.
                    ولما رجعتُ إلى المسند وجدته في المسند أحمد في مسند الصحابي.
                    مثلا قال الشيخ في حديث: وعن أنس عن ربيعة هكذا قرأها المحقق، وقال: ليس ثم أنس يروي عن ربيعة حديث عمر قبلت الحجر لولا أني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبله ما قبلتك.
                    وهو في كتابة الشيخ وعن عابس بن ربيعة، فنظرا إليها فجعلها أنس عن ربيعة وعلقا بتوهيم الشيخ.
                    في موضع قالا الحديث الذي أورده المصنف لفّقه من عدة أحاديث بهذه العبارة لفّقه من عدة أحاديث نسأل الله السلامة.
                    وهو بطوله وبألفاظه التي أوردها الإمام في صحيح البخاري لكنه في غير مظنه، والبخاري كما هو معلوم يقطّع الأحاديث، والشيخ رحمه الله بطوله ناقلا عن البخاري في كتاب من كتبه في الصحيح.
                    المقصود أن هذا الكتاب مهم لكنه لم يحظَ بإخراج منا ينبغي.
                    من تآليفه في الحديث أحاديث الفتن والحوادث.
                    أما في السيرة فكتب في السيرة مختصر سيرة ابن هشام أو سيرة ابن إسحاق وضمّن هذا المختصر فوائد دعوية تناسب الداعية؛ يعني ما يستفاد من السيرة في الدعوة، كأنها دروس وعبر من السيرة، ومصنفاته متعددة ومتنوعة.
                    --------------

                    25- طالب العلم والكتب:

                    س2/ أرجو من فضيلتكم ذكر كتاب في سيرة إمام الدعوة، وخاصة هذه الفوائد التي ذكرتها......؟
                    ج/ كُتِب عن إمام الدعوة رحمه الله تعالى كتابات كثيرة متنوعة ما بيم مطول ومختصر، وأشاد بفضله أعداء من النصارى وغيرهم في دراساتهم، فجعلوا الإمام إماما بحق كما يقولون، وأنه هو المصلح الذي يستحق اسم المصلح في زمنه.
                    هناك دراسات مختلفة عن الإمام الشيخ رحمه الله ما بين تراجم فيها سيرته مجردة حياة الشيخ هذه تراها في كتاب تاريخ نجد ابن بشر تاريخ نجد ابن غنام ونحو هذين الكتابين، وهناك ما هو للاستخلاص من مواقف الشيخ أشياء من العبر والنظر، وهذا في كتاب للإمام عبد الرحمن بن حسن المجدد الثاني رحمه الله للدعوة في هذه البلاد سمّى رسالته المقامات، وهي رسالة على وجازتها عظيمة بيّن فيها مقامات التوحيد مع الأعداء، فهي كسيرة متنوعة الطّرح متنوعة المعلومات عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
                    يعني كتب كثيرة عن الإمام؛ لكن كتاب -في نظري- وفّى بأن نظر إليه نظرا تاريخيا ودعويا وجمع ما بين التأريخ والعبرة لم أر في ذلك كتابا ترجم فيه صاحبه للإمام؛ ولكن مجموع الكتب يخرج منها طالب العلم بنتيجة.
                    ثَم كتابان تُرجم فيهما للشيخ محمد بن عد الوهاب من علماء خارج هذه البلاد:
                    الكتاب الأول كتاب دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب الإصلاحية وسيرة دعوته للشيخ محمد بت حامد الفقي، وهو كتاب جيد في بابه، فيه فوائد.
                    والكتاب الثاني لمسعود الندوي الشيخ محمد بن عبد الوهاب إمام ومصلح مظلوم ومفترى عليه، وهو كتاب نافع في بابه.
                    وثَم لأديب العراق العالم الموحد محمد بهجة الأثري كتاب أيضا في سيرة دعوة محمد ابن عبد الوهاب طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفي مجموع مؤلفات التي طبعتها الجامعة جزء خاص بتراجم للإمام.
                    المقصود أن هذا الموضوع يطول؛ لكن ليس ثم كتاب جمع بين التاريخ والعظات والعبر.
                    --------------

                    26- طالب العلم والكتب

                    س3/ هل جميع كتب الشيخ مطبوعة أم لا يزال....؟

                    ج/ لا أعلم كتابا كاملا للشيخ لم يطبع، فيه قطع مختلفة، قطعة من مختصر فتح الباري، قطعة منه موجودة لا تصلح أن تطبع، وكذلك قطعة من مختصر تفسير ابن كثير لا يصلح أن تطبع، وأما كتبه الكاملة قد طُبعت، وقد تولت الجامعة مشكورة جمعها وطباعتها في السابق
                    ويرجى أن يكون لها طبعة ثانية يكون فيها مزيد من النظر والتحقيق.
                    ---------------

                    27- طالب العلم والدعوة:

                    س5/ هل الدعوة في هذه الأيام متجهة إلى التوحيد كما فعل إمام الدعوة أم هي....، وإن لم يكن كذلك فكيف ننشر التوحيد في هذه الأيام...؟
                    ج/ لاشك أن ما حصل من الانشغال بالدنيا يضعف التوحيد؛ لأن التوحيد ليس قضايا عقلية، التوحيد علم وعمل، تذلّل لله جل وعلا، وكلما قوي بدخول الدنيا إلى القلوب والانشغال بالشهوات المباحة فضلا عن المحرمة، كلما ضعف الاهتمام بالتوحيد.
                    خذ مثلا الذين يعتنون بكتب أئمة الدعوة كم نسبتهم؟ كل واحد يقول كتاب التوحيد وشروح كتاب التوحيد نعرفها؛ لكن تسأله عن أشياء فيها لا يعرفها وربما كان منتسبا إلى العلم أو لطلب العلم، وها لاشك قصور.
                    مسائل كثيرة تعرض لها أئمة الدعوة في كتبهم في الدرر السنية أو في المسائل والرسائل لم يطلع عليها بعض الناس، ولم يُقرأ في هذه الكتب الصلة بها صلة بالدعوة؛ لأن الصلة بالدعوة صلة بالتوحيد يكون عن طرق من أهمها:
                    أن يعتني الناشئة وأن يعتني طلاب العلم بكتب أئمة الدعوة، واحد.
                    الثاني أن يتصلوا بالعلماء الذين يبينون لهم معاني كلام أئمة الدعوة لأن القراءة وحدها لا تكفي.
                    فإذن ثم مسائل كثيرة لابد أن تنشر بين الناس.
                    خذ مثلا مسائل السحر الآن النساء يدخل عليهم من يدخل ويسهّل عليهم الذهاب للمشعوذين، وربما الرجل ما أدرك تقول المرأة رايحة [للمطوع] يقرأ، ولا تخبر الحقيقة ما رأت ولا ما حصل لها أو ما فعل، وكثير من الناس يتعاطون الشعوذة إما ظاهرا وإما باطنا، السحر فيه انتشار، ورده إنما يكون بالتوحيد.
                    وكما قال شيخ الإسلام بن تيمية كلما ضعف التمسك بآثار الأنبياء؛ يعني بالتوحيد -آثار الأنبياء الإيمانية- في أرض كلما قوي السحرة فيها؛ لأن السحرة يتعاونون مع الشياطين في الإمراض وفي الإضلال، وإذا كان الساحر حده كحد المرتد؛ لأنه فعلا مرتد لأنه كافر؛ الساحر كافر لأنه لا يمكن أن يسحر إلا بالشرك.
                    فتبصير الناس في هذا الأمر تبصير في أصل الدين، تساهل الناس في أمر السحرة والمشعوذين مطوع يقرأ وشعوذة وأشياء مثل صنيع الكهنة والمشعوذين.
                    تساهل مثلا بمظاهر من مظاهر الشرك مثلا البروج، الآن يأتي واحد يدخل بيتك مجلة فيها البروج، ويأتي الشاب والشابة وربما المرأة وأيضا صاحب البيت ويرى هذه البروج، يرى فيها برج الجوزة فيه يحصل لك يأتيك مال ويأتيك سعادة وستسافر، هذا كهانة، هذا كهانة ومن قرأ ذلك فقد أتى كاهنا؛ لأن الكاهن إذا أتيته ستأتيه إما أن تسمع وإما أن تصدق، فمن أتى بها وقرأها فهو في حكم من أتى كاهنا، فإن من صدّق ففي حكم من صدق كاهنا، ومن صدق كاهنا فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد، فهذا الآن كفر أصغر أو كهانة تدخل للبيوت.
                    فأين أهل التوحيد من إنكارها.
                    ففيه مسائل كثيرة من الألفاظ يستعملها الأطفال، عندنا الألفاظ الشركية الشرك الأصغر، كثير من الناس يعزو الفضل للبشر، لولا الطيار لحصل كذا، لولا فلان لحصل كذا، وهذا لاشك أنه من أنواع الشركيات التي ردتها دعوة التوحيد.
                    أنا في مكان في الرياض رأيت بنفسي مرة خروف يذبح عند الباب وصاحبه؛ يعني صاحب الدار الذي يذبح بعض جهلة المسلمين بعض البلاد طلبت صاحب البيت يأتي ما خرج ثم بعد ذلك حصل أشياء وخرج.
                    المقصود كيف هذا الجهل يوقف، أتاه شخص وقال له لابد نذبح، يأتي بعض الناس من المقاولين إذا أتى عند العمد وصبت الصلة الأولى -ولا أدري إيش بقولون- ويقول يذبحون ذبيحة، هذا إيش كل ذبح لدفع شر الجن.
                    إذن فثم مسائل كثيرة من التوحيد يجهلها أهل هذه البلاد، وهم على فطرة يجهلونها خذ أعظم من ذلك مسائل الولاء والبراء من يحبّ أهل الشرك، ما يجد في قلبه تغيض ونصرة من المشرك، يرى الشرك فلا يتغيض قلبه، هذا كيف يكون موحد صادق التوحيد، كيف يكون يعلم التوحيد يفهم التوحيد، لماذا؟ لأن الشرك مسبة لله جل وعلا الواحد لو سب أبوه أو سب هو لقام أو قعد، فكيف لا يتغيض قلبه لمسبة الله جل وعلا، يرى عبادة غير الله جل وعلا يرى أشياء.
                    بعض الناس يجلب في بعض القنوات أشياء معارضة للتوحيد يراها من فعل سحرة أو كهنة أو عبادة أو ذكر أحوال أولياء أو أحوال صوفية ونحو ذلك وكأنه شيء عادي.
                    بعض الناس يتساهل في حضور الموالد.
                    يعني أن ثم أشياء كثيرة دخلت علينا تحتاج إلى توعية والتوحيد إذا لم يتواصل في الجهر به وفي بيانه يُنسى.
                    وتذكر حديث ابن عباس الذي في البخاري أن سبب عبادة الآلهة في عهد نوح عليه السلام ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسرا سبب عبادتهم أنهم اتخذت الصور فعظمت فلما تُنسّخ العلم أو تَنسّخ العلم عُبدت، ذهاب العلم، الناس يرثون شيء ما نهوا عنه يأتوا الجيل بعد ذلك ما فيه شيء، تجد أن الكبار الآن عندهم تميز؛ لكن الصغار هل ورث فيهم التوحيد، لابد من العلم.
                    أعظم ما يورث في قلوب الناشئة التوحيد لأنه من أتى الله موحدا غير مشرك غفر ذنبه «يا ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة» فأعظم وسيلة لمغفرة الذنوب وأعظم حسنة التوحيد.
                    وهذا أمر يطول ذكره فواجب على الخطباء أن يتتبعوا هذه المظاهر الشركية، فيبلغونها للناس ويحذرونهم منها، واجب على الخطباء والدعاء أن يعرضوا مسائل التوحيد، توحيد يدعى إليه إجمالا ويدعى إليه تفصيلا، في كل مسألة من مسائل التوحيد تبيّنها، توحيد القلوب التذلل لله المحبة الرجاء الإخبات الإنابة التوكل الخوف من الله جل وعلا، الآن كثير من الناس ما فيه خوف من الله تمر الجنائز ما فيه خوف، المصائب تقع ما فيه خوف، يسمع الآيات ما فيه خوف، الخوف ضعف، الخوف باب من أبواب التوحيد وعبادة من عبادة التوحيد العظيمة.
                    الملائكة الموحدون يخافون ربهم من فوقهم ?حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ?[سبأ:23]، فالخوف من الله جل وعلا عبادة عظيمة، لابد أن يربى الناس على مسائل التوحيد؛ لكن من لم يعش مع التوحيد لا يُحسن الدعوة إليه إجمالا ولا تفصيلا، فلابد أن نعيش معه حتى نُحسن الدعوة إليه.

                    المصدر: دروس وعبر من سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

                      28- طالب العلم والكتب:

                      س4/ ما هي الكتب المبسطة في العقيدة تنصحونا بقراءتها، وما هي الكتب التي تحذرون منها؟
                      الكتب في العقيدة كثيرة، ولكن أضرب لك مثلا لكل فن منها:
                      أما في توحيد العبادة؛ يعني توحيد الألوهية: فأنصحك بقراءة رسالة العبودية لشيخ الإسلام، وبقراءة رسالة كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، هذان الكتابان متكاملان؛ يكمل أحدهما الآخر.
                      وأما في توحيد الأسماء والصفات: فتقرأ العقيدة الواسطية؛ فإنها عقيدة على اختصارها ووجازتها مباركة، وفيها علوم كثيرة تحت ألفاظها، وقد شرحها جمع من أهل العلم، فهذه الكتب نافعة للمبتدئ الذي يريد أن يسلك هذا السبيل.
                      أما الكتب التي يحذر منها فهي كل كتاب ليس على طريقة السلف؛ ليس على طريقة أهل السنة والجماعة، وهي كتب كثيرة لا حصر لها، والمؤمن إذا وجد كتابا لا يعلم عقيدة صاحبه ولا يعلم صحة ما فيه، أو لا يأمن قراءته فيسأل عنه أهل العلم، فهم يجيبوه، وإلا فهي كثر ولا يمكن تحديدها.

                      المصدر: من شريط بعنوان (شرح معاني سورة الفاتحة).
                      -------------

                      29-طالب العلم والدعوة

                      س/ سبب اللجوء ما سبب لجوء الشباب إلى هذا المصطلح الجديد عصرية المواجهة رغم سلفية معتقدهم؟
                      ج/ هناك أسباب عدة، منها ما رأيتم الإفصاح عنه في هذا المجلس ومنها ما لا يمكن بيانه.
                      من تلك الأسباب ضيق النفس في الواقع والرغبة في الخلاص منه، الواقع في الأمة اليوم ويعيشه المسلمون سواء من جهة الأحكام أو من جهة الناس أو من جهة الحكومات، هذا لاشك أنه واقع يضغط على نفس أي مؤمن في قلبه اهتمام ويَقصره ربما على أشياء أكبر، ما لم يكن عنده قوة من اليقين والعلم بتوفيق الله جل وعلا، هذا الضغط أنتج أشياء منها الرغبة في الخلاص من هذا الواقع المرير، الرغبة في الخلاص في هذا الواقع المرير، لأجل الخلاص من هذا الواقع المرير تنوعت الفئات والاتجاهات والجماعات، فصار السبيل للخلاص منه يختلف فيه الناس، أحد تلك السبل أو السبيل من تلك السبل خرجوا على المعتقد الصحيح خرجوا بهذا المصطلح فمن أسبابه ضغط الواقع.
                      من أسبابه بالنسبة ظهور المصطلح قلة العلم؛ لأن العلم كلما كان قويا كلما جعل الله في نفسه أقل في الاجتهاد أكثر، فتجد أن العلماء الكبار أقل من الشباب اجتهادا والشباب أجسر في الاجتهاد من العلماء المتقدمين؛ لأن العالم كلما رسخت قدمه في العلم كلما كان أحرص على المتابعة، لم؟ لكي يخلص من التبعة، يعني تبعة الاجتهاد الآراء الأقوال ليست بسهلة، يتبعه واحد عشرة ألف ألفين ثلاثة آلاف ليست بسهلة، فكلما كانت قدم العالم أرسخ كلما كان خلوصه عن الاجتهاد أكثر، ورغبة في الاتباع إلا إذا وجد أنه لا مناص من الاجتهاد في المسألة لعدم مجيئها في النص.
                      ----------------

                      30 - طالب العلم والدعوة
                      س/ يقول السائل: ..سلفية معتقدهم؟
                      ج/ سلفية المعتقد في الواقع كلمة مطاطة، سلفية المعتقد كلمة فيها شيء من السعة، بحسب رغبة المتكلم؛ لأن السلف لهم أبواب في مسائل الإيمان باب، باب الإيمانـ الأسماء والصفات باب من أبواب المعتقد، نتهج التلقي من أبواب المعتقد، الكلام في الغيبيات وما يتعلق بها هذه من أبواب المعتقد، هذه الأبواب تجد أن الملتزم بها اليوم كثير.
                      لكن هناك أبواب كتب العقيدة للسلف منها مثلا في مسائل الإمامة والولاية وما يتعلق بها، منها مسائل إنكار المنكر ومخالفة أهل السنة والجماعة للمعتزلة وللخوارج وما شابههم في طرق إنكار المنكر، ومنها الكلام في الأخلاق وما يتبع ذلك، لشيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية هذه ذكر عدة أشياء، منها فصل في الإمامة وما يتعلق بها، وفصل في إنكار المنكر وما يتعلق به، مخالفة أهل السنة للمبتدعة في ذلك، ومنها كلامه في الأخلاق وما يتعلق بذلك، ومنها أن أهل السنة والجماعة يبغضون التفرق والتحزب ويأمرون بالاجتماع والائتلاف.
                      إذن إذا قالوا: نحن على معتقد السلف الصالح، نقول: الاختبار أن نأخذ أبواب معتقد أهل السنة والجماعة نبحث فيها الباب الأول الباب الثاني إلى أن تصل إلى هذه الأبواب، هل يلتزم بها أولئك بهذه الأبواب، تجد أنهم مثلا إذا أتت إلى مسائل الإمامة يفسرونها بالإمامة العظمى؛ يعني بعضهم يفسرون الإمامة الإمام الذي له الحق الإمام الأعظم الذي تجتمع عليه الأمة، وهذا مخالف لما جاء في السنة، مثلا في مسائل إنكار المنكر فيه أشياء مخالفة لما ذكروا.
                      حتى إنه من العجيب أن بعضهم استدل للمظاهرات وتجويز المظاهرات في الدعوة وأنها وسيلة من وسائل الدعوة بأي شيء؟ بما نقل في التاريخ بأن عوام بغداد خرجوا وفعلوا كذا وكذا، يعني أهل بغداد خرجوا وفعلوا وكسروا، وأهل دمشق خرجوا وعملوا ، هذا منهج جديد من الاستدلال.
                      نقل عن عوام في بلد من البلاد، يقولون: لم يزل التاريخ يحدثنا أن أهل دمشق خرجوا واجتمعوا إثارة للواليـ ولم يزل التاريخ يحدثنا أن أهل بغداد خرجوا حتى ذهبوا...
                      ما هذا يعني دخول مسألة مقررة ويذهب يتلمس إلى شيء من التاريخ، والعجب أن يقتنع ناس بمثل هذا.
                      كيف فهت أنها دليل على المظاهرة، المظاهرات ما هي؟ ليست إظهار الدين، المظاهرة المطالبة بأشياء، المشكلة هذا تلمس، واحد يكون على شيء مقرر عنده شيء، ويبحث إذا قرأ في السيرة شيء قال هذا ...
                      عنده مبدأ السرية يأتي إلى قصة أبو بكر وأنه لما أتت أحد الصحابيات، أحد الصحابيات أتت تسأل عن أبي بكر....
                      المقصود أن حال بحادث سيرة أُستدل به على السرية، سمعنا الاحتجاج به في وقت مضى، يأخذون مثل هذه الحوادث التي عند أهل العلم تحتمل أشياء كثيرة لا يكون بها الاستدلال ولا الحجة ولا البرهان، فتجد أنه يقرر عنده شيء وهذا اتباع الهوى أنه تقرر عنده شيء وطريقة اجتهادية عقلية أخذها لنفسه، وإذا ناقش أو حصل سؤاله كيف، ذهب يتلمس هذه من السيرة هذه من كلام العلماء، هذا بلا شك ليس هو سبيل الاحتجاج الصحيح، الحجة الصحيحة واضحة من الله جل وعلا وبكلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كلام الصحابة ولا معارض له، أو من كلام أحد أئمة أهل السنة، وأيضا لا يخالفه في الدليل.

                      المصدر: من شريط بعنوان (أفمن كان على بينة من أمره).

                      تعليق


                      • #12
                        رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

                        31- طالب العلم والوقت:

                        1/ صاحب الفضيلة أسئلة تواردت عن التوجيه لقضاء الإجازة الصيفية سيما مع اقترابها ومع كثرة الذين حزموا حقائبهم استعدادا للسفر وللضرب في الأرض، ولعل معاليكم أنْ يوجه توجيها لهؤلاء ولشباب المسلمين جميعا، جزاكم الله خيرا.
                        أولا كلُّ شيء تجده في الكتاب والسنة؛ إخبارا وحكما وبيانا لأثره وآثاره. والسفر من ذلك في عدة آيات، ومنها قوله جل وعلا لما ذكر قصة سبأ ممتنا عليهم في بلادهم بقوله ?وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ?[سبإ:18] هذا الأمر (سِيرُوا) للامتنان ”أمر امتنان“ وهو أحد معاني الأمر السبعة والعشرين كما هو معروف عند الأصوليين، (سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ) يعني امتن الله عليهم بأن يسيروا مسافرين آمنين ليالي وأياما، ثم عابهم بقوله ? فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ?[سبإ:19]، عاب الله عليهم أنهم لما سافروا ظلموا أنفسهم في أسفارهم.
                        فالسفر مباح وإذا خالطته أو صار القصد منه معصية، القصد من السفر أنشئ لمحرم صار سفرا محرما، وإذا كان أصله سفر طاعة فخالطته معصية أو ذنوب فإن هذا من جنس الذنوب التي يغشاها الإنسان.
                        إذن السفر المباح كما هو معلوم وقد يكون الإنسان يختار ذلك لأنسه أو لأنس أولاده أو نحو ذلك مما أباحه الله جل وعلا، لكن الإجازة فرصة عظيمة وهذا الفراغ بأن يكسب الإنسان فيها، هي طويلة قد لا يسافر فيها كلها، حتى لو سافر يكسب فيها ما يؤنسه وما يستفيده في دينه، أما أن تكون لهوا ولعبا بدون أن يعود له منها فائدة هذه ليست من سيمات عباد الله جل وعلا الصالحين، قال جل وعلا لنبيه ?فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ(7)وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ?[الشرح:7-8]، وقال نبينا عليه الصلاة والسلام «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِن النّاسِ الصّحّةُ وَالْفَرَاغُ» (مَغْبُونٌ فِيهِمَا) يعني أنّ الناس يتمنون أن عندهم فراغ مثل ما عند هذا الذي عنده فراغ فإذا كان الأمر كذلك، فالمطلوب من الجميع أن يتقوا الله جل وعلا في أي أمر يكونون فيه إذا كانوا في حضر أو في سفر أو إذا عزموا أن يقتفوا نيتهم صالحة «إنما الأعمال بالنيات» وأن يكون قصدهم حسنا، وأن لا يعزموا على شيء فيه مضرة لأنفسهم لدينهم أو في دنياهم.
                        الأمر الثاني ألاّ يتركوا أنفسهم من نفعها، الفراغ فرصة تنفع نفسك وأولادك بالعلم النافع، التعويد على العبادة بإلحاقهم بدورات علمية، أو بإحسان القرآن، أو إحسان القراءة عَشَان قراءة القرآن أو بإحسان القراءة العامة أو بتحبيبهم للمطالعة للكتب، أو الصلة بأهل العلم، أو بالصالحين حتى يكون هناك تربية صالحة هذا من أعظم ما يصلح.
                        أما الأمر الثالث فإن كل إنسان قدوة في بيته، وقدوة لمن تحت رعيته، فلذلك ينبغي له أن يقبل على الخير، وأن يدعو من تحت يده للإقبال على الخير سواء في العلم أو في العمل. وفق الله الجميع لما فيه رضاه .

                        المصدر: شريط بعنوان: (فضل التوحيد وتكفيره للذنوب).

                        -------------
                        32- طالب العلم والقرآن:

                        س3/ هل يجب على الشاب الملتزم أن يترك طلب العلم من أجل حفظ القرآن الكريم؟
                        ج/ أولا حفظ القرآن من الأعمال الصالحة والقربات العظيمة؛ لأن قارئ القرآن له بكل حرف يقرؤه عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وكثرة القراءة تتهيأ مع الحفظ، ولذلك هو عمل صالح عظيم، وعبادة كبيرة لله جل جلاله فأحث نفسي والجميع أن نستزيد من القرآن تلاوة وحفظا وتدارسا، فهو النور الهدى وهو حجة الله على الأولين والآخرين.
                        أما مسألة طلب العلم والحفظ، فحفظ القرآن مستحب وطلب العلم نوعان: منه واجب، ومنه مستحب.
                        فأما العلم الواجب الذي لا يصح العمل إلا به، فإن هذا مقدّم على المستحب، فيقدم العلم الواجب على الأمور المستحبّة أو العلم الواجب تارة يكون في العقيدة تارة يكون في العبادات، تارة يكون في المعاملات بحسب حاله، عامة المسلمين لابد أن يتعلموا العلم الواجب في تصحيح قلوبهم وتوحيدهم لله جل وعلا حتى تكون شهادتهم بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله على علم، ?إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ?[الزخرف:86]، ?فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ?[محمد:19].
                        العبادات الصلاة الزكاة لابد فيها أيضا من العلم حتى يصلي على بينة وعلى علم، حتى يزكي على بينة، يصوم على بينة وهكذا.
                        كذلك إذا كان من أصحاب البيع والشراء لابد أن يتعلم بعض الأحكام الضرورية المتعلقة بذلك.
                        فإذن إذا كان العلم مما لا يجوز تركه أو لا يسعه جهله لطلبه من المكلّف، فإن هذا يقدم على جميع النوافل باتفاق العلماء.
                        وأما إذا كان العلم زائدا على ذلك -مستحبّا- فهل يقدم على حفظ القرآن أم لا؟
                        العلماء اختلفوا في ذلك:
                        فمنهم من قال يقدم حفظ القرآن.
                        ومنهم من قال يقدم العلم؛ لأن تعلم العلم أثره متعد وحفظ القرآن أثره من جهة العبادة غير متعد، فنقدم العبادة المتعدية على العبادة اللازمة.
                        والصحيح في ذلك هو التفصيل وهو أن الناس يختلفون:
                        فمنهم من يكون عنده ماكة في الحفظ قوية وعنده رغبة جازمة في العلم فهذا يوجه لحفظ القرآن ومعه أو بعده يتعلم.
                        وأما من كان لا يمكنه إلا أن يتعلم وليس عنده استعداد للحفظ ولو حفظ فإنه سيمضي سنوات طويلة يَمضي فيها فهمه وفترة شبابه ونحو ذلك وهو يحفظ.
                        أنا أعرف من مكث يحفظ ولم يثبت القرآن اثنا عشرة سنة وأربعة عشرة سنة لأجل ضعف الاستعداد وعدم القدرة على الحفظ، فهذا في حقه يكون تعلّم العلم والحضور عند العلماء أولى.
                        فإذن المسألة الصواب فيها التفصيل في الحال الثانية.
                        -------------
                        33- طالب العلم والدعوة:

                        س5/ كيف يجمع طالب العلم بين العلم والدعوة وهل الأفضل التفرّغ للعلم؟
                        ج/ العلم دعوة، العلم والتعليم موعظة عظيمة ودعوة عظيمة، لا يُظن أن العلم والتعليم ليس دعوة، العلم أساس الدعوة لأنك من ستدرس وستعلم هؤلاء دعوتهم أصلا، وقويت الإيمان في قلوبهم بالعلم بالله جل وعلا وبحقوق رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبشريعة الإسلام، وأيضا هم سينتشرون بذلك.
                        من الذي اثر في الناس بالدعوة؟ العلماء والعلماء كانوا طلبة عند من قبلهم وهكذا، فالعلم دعوة إلى الله جل وعلا.
                        والناس جعلهم الله جل وعلا طبقات واستعدادات.
                        سئل الإمام مالك رحمه الله تعالى -وأنا اليوم مالكي- فقيل له: نراك في العلم، أين أنت من الجهاد في سبيل الله؟ أين أنت من الرباط في الثغور؟ مثل ما يقول اليوم بعض الجهلة يقول: هذا عالم جالس في المسجد وِينَه من الجهاد وأن هو من كذا؟ إلى آخر كلمة من لا يعلم.
                        فقال الإمام مالك رحمه الله كلمة تعتبر قاعدة شرعية في هذا الباب قال: يا هذا، إن من عباد الله من فتح له باب الصلاة -يعني كثرة العبادة بالصلاة النوافل-، ومنهم من فتح لهم باب الصلاة والصدقة -باب الصدقة-، ومنهم من فتح له باب الصيام، ومنهم من فتح له باب الحج والعمرة، ومنهم من فتح له باب الجهاد، ومنهم من فتح له باب العلم، وأنا -يقول الإمام مالك- ممن فتح له باب العلم ورضيت بما فتح الله لي.
                        لا يمكن أنّ الأمة تكون شيئا واحدا؛ لكن لابد أن يكون منهجها واحدا، لكن أن يكونوا جميعا علماء؟ لا يمكن، أن يكونوا جميعا دعاة بلغة معينة؟ لا يمكن، أن يكونوا جميعا مسافرون؟ لا يمكن، لأن يكونوا جميعا معلمون في مكاتب للدعوة؟ لا يمكن.
                        إذن نعين بعضنا بعضا على ما أعطاه الله جل وعلا، ونتعاون على البر والتقوى؛ لكن تحت مضلة واحدة وهي سلامة المنهج في الدعوة إلى الله جل وعلا وفي سلوكنا جميعا لنتوحد ولا نختلف.
                        ----------------
                        34- طالب العلم والتزكية:

                        س6/ يفرّق بين طلب العلم والتربية ويقول إن بعض الأشياء في الكبار في السن ليس لديهم تربية وإنما هام مجرد؟
                        ج/ إذا صلح العلم وصلح الاستقبال له فإنه أعظم تربية، يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى: كنا نحضر عند شيخنا أبي عبد الله -يعلمهم العلم- وكنا نستفيد من بكائه أكثر من استفادتنا من علمه، تعلّموا منه -يقول- أثر فينا ببكائه بسمته بخشوعه.
                        طالب العلم إذا اتصل بالعالم فإنه لا يقتصر الأثر على سماع العلم، لا، عبادته ومسابقته للصلاة، كيف يعامل الصغار؟ يرحم، كيف يتعامل مع الأمور الكبار، كيف ينظر إليها؛ لأن الشباب عادة فيهم اندفاع، وفيهم قوة، وفيهم إقبال، فإذا لم يكونوا تحت مضلة المشايخ والعلماء بالاستفادة من هديهم وسمتهم ودلّهم حكمتهم فإنه يكون هناك نقص كبير في تربيتهم.
                        إذن العلم والعلماء هم مصدر التربية الصالحة.
                        ----------------
                        35- طالب العلم والدعوة:

                        س7/ هذا أيضا في نفس الموضوع يقول: بعض الشباب الملتزم يقللون من شأن طلب العلم؛ بل وربما يفصلون بينه وبين الدعوة إلى الله، ولذلك كثير من الشباب يهجرون الدروس العلمية ومجالس العلماء بحجة أنهم عندهم برامج يقومون بها إلى آخره.

                        ج/ كما ذكرت لك التوازن مطلوب، من آنس في نفسه رشدا فالعلم أفضل النوافل، العلم ما بعد العلم الواجب هو أفضل القربات كما نص العلماء عليه؛ يعني قربات التطوع.
                        من آنس في نفسه ردا وقوة فالعلم أفضل.
                        من لم يأنس من نفسه ذلك فلا يدعو إلى شيء إلا إذا تعلمه بحجته الصحيحة من كلام أهل العلم المأمونين.

                        المصدر: من شريط بعنوان: (كن داعيا)

                        تعليق


                        • #13
                          رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

                          35- طالب العلم والقرآن:

                          س1/ أيهما أولى لطالب العلم المبتدئ حفظ القرآن وتفسيره أو الاهتمام باللغة العربية دراسة وحفظا وغير ذلك؟
                          ج/ هذا لا يمنع من هذا، حفظ القرآن ومعرفة تفسيره هذا هو الواجب، فأن تحفظ القرآن إذا كنت طلب علم، لا يمكن أن تكون طالب علم إلا بحفظ والعلم بما فيه؛ لأن الحجة هي كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن لم تحفظ ولم تعرف معناها، فكيف تكون حجتك قائمة، وكيف تدلي بها وكيف تكون أنت مقتنعا أصلا بما سلكت، ولهذا الاعتناء بالقرآن هذا من الضروريات.
                          وقد كان عدد من المشايخ المتقدمين رحمهم الله تعالى لا يأذنون للطالب أن يحضر عليهم في الدرس حتى يحفظ القرآن، فإذا حفظ القرآن فإنه حينئذ يحضر الدرس ويحفظ بقية المتون أو يسمع الشرح ونحو ذلك لأنه يكون أمتن لعوده.
                          فإذن القرآن في حفظه ومعرفة تفسيره أولى من تعلم اللغة العربية على ما هو معروف في درس النحو؛ لكن يعمل هذا وهذا، المرء لن يستغرق القرآن منه وقته كله وإنما سيأخذ منه شيئا، فالوقت الباقي أن يمضيه في غير ذلك.
                          القرآن لا يقدم عليه غيره بل يقدم القرآن على غيره.
                          وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يحفظوهن ويتعلموهن ويعملوا بما فيهن. قال: فأخذنا العلم والعمل جميعا. وهذا بإعانة الله جل وعلا وتوفيقه يحصل.
                          ---------------

                          36- طالب العلم والكتب:

                          س3/ الأخ جزاه الله خيرا يطلب شرحا على رسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية لتبيين مُشكلها إلى آخره؟

                          ج/ الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله، لها شروح عدة منها المكتوب ومنها المسموع.
                          فالرجوع إليها فيه خير وبركة إن شاء الله؛ لأنها تشتمل على أصول العلم في مسائل الاعتقادـ وفي مسال الشرع والقدر، فالعناية بها للمتقدم طلاب العلم مهمة.
                          ---------------

                          37- طالب العلم والإخلاص:

                          س4/ يقول بعض العلماء: إن من أكبر مزالق العلم الخفية طلب العلم من اجل العلم ذاته، فما تعليق فضيلتكم على هذا، وكيف يستطيع طالب العلم أن يفرق بين كونه يطلب العلم لله أم من أجل العلم؟ وكيف الطريق التخلص من تلك الآفة؟
                          ج/ أما هدي السلف رضوان الله عليهم فهم يحثون على العلم ويقبلون عليه ولا يفتشون قلوبهم في طلبهم للعلم؛ يعني يقبل على العلم لأن الله أمر به ?فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ?[محمد:19]؛ يحرص على تعلم العلم النافع ويُتبع العلم النافع بالعمل الصالح ولا يفتش عن نيته.
                          إصلاح النية يكون بعد، وهذا معنى قول عدد من أئمة الحديث: طلبنا العلم وليس لنا فيه نية، ثم جاءت النية بعد. كما قاله سفيان الثوري وجماعة.
                          وقال آخرون: طلبنا العلم لغير فأبى أن يكون إلا لله.
                          يعني أنهم أول ما بدؤوا ما كان عندهم نية صالحة ثم لما تعلموا أول ما يبدؤون يدرسون في الحديث «إنما الأعمال بالنيات» فيصحح نيته بعد العلم، أما أن يقول القائل لا تدخل في العلم حتى تفتش قلبك وتصلح نيتك هذا من مداخل الشيطان أصلا على القلوب.
                          فالواجب على العبد أن يستعين بالله جل وعلا وأن يعمل بطاعة الله ولا يلتفت إلى تسويل الشطان وإلى ترديده، ثم هو وهو يتعلم وهو يتعبد وهو يجاهد؛ يجاهد نفسه في التزام الإخلاص والصدق في القول والعمل، لا يترك حتى يحدث له الإخلاص.
                          وقد ذكر بعض العلماء مثالا على ذلك فقال: القلب في مسيره إلى الله كمن أراد أن يذهب في طريق فيه من الحيّات والعقارب والسباع ما فيه وهو راكب، فإما أن يكون حاله وهو سائر في الطريق أن يلتفت يمينا وشمالا كل حين فينظر هذه حية سأقتلها، وهذه عقرب أقتله، وهذا سبع لا يأتيني، وهذا ويخاف من هنا وهنا هذا لا يمشي سيكون مترددا ولن يمشي في الطريق كما ينبغي، وإما أن يسير في الطريق متوكلا على الله عزيمة وما قابله عالجه وصده وقضى عليه بحسب ما قدر الله له؛ لكن يفتش؟ لا تفتش.
                          وبعض أهل العلم أيضا من أرباب السلوك، ضربوا مثلا للقلب بالإسفنج فإن الإسفنج يشرب ويثقل فإن كان العبد كثير التردد فإنه تكون الإسفنجة هذه ضعيفة تقبل أكثر، وإذا كان عازما مثل الماء القوي الذي يأتي عليها يزل عنها ولا تتشرب منه.
                          وهكذا فإذن العلماء سواء علماء السلف أو من تكلموا في السلوك وبعض المفسرين عند بعض الآيات نصحوا وأرشدوا إلى أن العبد يمضي في طريقه إلى ربه جل وعلا مستعينا ولا يكثر تفتيش قلبه ولا يكثر تفتيش نفسه لأن هذا قد يكون مصيدة من مصايد الشيطان عليه.
                          ---------------

                          38- طالب العلم والمنهجية:

                          س/ يرى بعض طلاب العلم أن الأنفع والأخصر من طرق طلب علمي التوحيد والفقه وجمع المسائل ثم الاستدلال على كل مسألة منها بما يفي للمراجع كل مسألة إلى آخره؟
                          ج/ هذه المسألة سبق أن ذكرتها في عدد من المحاضرات؛ في كيف أنواع مثلا كيف دراسة الفقه ودراسة كتب الحديث، الفرق بين كتب الحديث وكتب الفقه، المنهجية في طلب العلم فيمكن للسائل أن يرجع إليها مفصلة أعاننا الله وإياكم.
                          ------------

                          39- طالب العلم والدعوة

                          س/ طريق الدعوة طريق صعب وشاق، فما هي الطريقة المثلى في الدعوة إلى الله حيث يستمر الداعي في الدعوة لا يمل منها؟
                          ج/ الدعوة إلى الله جل وعلا هي عمل وعبادة الأنبياء والمرسلين، الدعوة إلى توحيد الله وإلى العلم به وإلى الكفر بالطاغوت ونبذ الشرك بأنواعه والبراءة منه ومن أهله، ولوازم ذلك من اتباع السنة وترك البدعة وامتثال الأوامر واجتناب النواهي.
                          هذه حقيقة بعثة الأنبياء والمرسلين قال جل وعلا ?وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ?[النحل:36]، وقال جل وعلا ?وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ?[فصلت:33] وثبت عنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أنه قال «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمْر النعم» حمر النعم يعني الإبل الحمراء كانت غالية معروفة بغلائها عند العرب، ولا تقل حمُر النعم لأن الحمر جمع حمار وإنما هي حمْر النعم جمع أحمر، فدل على هذا أن الدعوة إلى الله جل وعلا هي طريقة الأنبياء والمرسلين هي أفضل من كذا وكذا من الدنيا، وهذا يوجب على الناس أن يجتهدوا فيها .
                          لكن الدعوة لها شرط وهو العلم لقول الله جل وعلا ?قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ?[يوسف:108]، والبصيرة للقلب كالبصر للعين، وبصيرة القلب هي العلم فبصر القلب في المسائل هو بالعلم، ولهذا لا يحل لأحد أن يدعو إلا إذا علم ما يدعو إليه، أما إذا لم يعلم ما يدعو إليه بحسب ظنه بحسب ما يرتئيه بحسب هواه فإنه لا يجوز له أن يدعو إلا إذا علم؛ علم بما يدعو بدليله من الكتاب والسنة أو قول من يثق به من أهل العلم ينقل ذلك، فلهذا الدعوة تكون حينئذ مجزأة تكون مبعضة، لا يشترط أن يدعو إلى كل شريعة، أو يترك أن يكون عالما بكل الشريعة أو بأكثرها أو يترك، إنما الدعوة بحسب العلم، فإذا علمت شيئا فأنقله وعلّمه، وهذا هو الذي ثبت من سنة الصحابة من هدي الصحابة رضوان الله عليهم، وقد صح عنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «بلغوا عني ولو آية»، وقال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أيضا «نضر الله وجه امرئا سمع منا حديثا فوعاه فأداه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع» وهذه آية وهذا حديث، علمها بتغييرها من طريق أهل العلم الموثوقين فبلغها ودعا إليها هذه دعوة مبعضة.
                          فإذن الدعوة تكون بحسب ما تستطيع؛ لكن لا تقتحم على شيء لا تحسنه، تتكلم في مسائل كبار عظيمة، وأنت إلى الآن ما ختمت جزء عم ولا عرفت تفسيره ونحو ذلك، مثل من يتكلم في مسائل التكفير والإيمان، مثل من يتكلم في مسائل السنة والبدعة وهو لا يعرف أصول الشريعة ولم يتعلم حق التعلم، إنما علمت معنى لا إله إلا الله بدليلها تنقل هذا المعنى علمت معنى السنة طاعة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تنقل ذلك علمت فرضية الصلوات حيث ينادى بهن تنقل ذلك، علمت حرمة كذا وكذا من المحرمات تنقل ذلك وتدعو إليه، وخير لك أن تدعو إلى ما تعلم فهذا فضل عظيم من أن تتقحم ما لا علم لك به فقد قال الله جل وعلا ?وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ? يعني في ذكر المحرمات ?مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ?[الأعراف:33]
                          ------------

                          40- طالب العلم والمتون:

                          س/لاشك أن كتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الثواب كتاب مهم ومفيد جدا لطالب العلم؛ لكن كما تعلمون ورد في بعض أبواب هذا الكتاب بعض الأحاديث الضعيفة، ما هو توجيهكم على ذلك؟ وجزاكم الله خيرا.
                          ج/ الأحاديث الضعيفة صنيع أئمة الحديث المتقدمين أنهم يوردون الحديث الضعيف في تصانيفهم؛ وذلك لأسباب:
                          منها أنه قد يكون ضعيفا عند مجتهد ليس ضعيفا عند الآخر.
                          والثاني أنه يكون مؤيدا للأصول.
                          وقد قال شيخ الإسلام في معرض كلام له في مجموع الفتوى عندما ذكر طريقة أهل الحديث في الاستدلال قال: أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول -هذا معنى كلامه-؛ بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع.
                          يعني أن الاستدلال بالأحاديث الضعيف والاستشهاد بها في أصل ثابت لا بأس به، وهذا صنيع العلماء وصنيع المحدثين، وقد نسب ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أئمة أهل الحديث.
                          وغير ذلك من الأسباب.
                          فالحديث الضعيف قد يكون ضعيفا عند فئة ليس ضعيفا عند فئة أخرى، مثاله في كتاب التوحيد حديث أبي سعيد الخدري، حديث أبي سعيد الخدري في أوله قال: موسى يا رب علمني شيئا أدعوك وأذكرك به، قال: يا موسى قل لا له إلا الله. قال: يا ربّ كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأراضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إلا الله.
                          هذا الحديث هو من رواية درّاج...، وعن أبي سعيد، وقد ضعف هذه النسخة وهذا الإسناد جماعة من أهل العلم، في نسخة فيها أحاديث كثيرة معلومة؛ لكن صححه الحافظ ابن حجر في فتح الباري حيث قال فيه: رواه النسائي وغيره بإسناد صحيح.
                          فهذا نوع من اختلاف المجتهدين فيه، ما الوجهة؟ أنه عند النسائي هو من رواية عمر بن الحارث وهو أحد علماء مصر وفقهاء مصر، وكان ذكروا في ترجمته أنه كان ينتقي من أحاد درّاج.
                          المقصود أن بعض الأحاديث يحكم عليه بعض طلبة العلم أو بعض العلماء المعاصرين أو من قبلهم أنه حديث ضعيف وليس معناه أنه ضعيف عند الجميع، الاجتهاد في التصحيح في التصحيح والتضعيف أعظم من الاجتهاد في المسائل الفقهية كما ذكرته لكم مرارا.
                          فخلاف المختلفين في الرجال هو من جنس اختلاف المختلفين في المسائل الفقهية في بيان الأحكام.
                          لهذا لا يعني أن قول من ضعف هو الصحيح وقول من حسن أو صحح ليس هو الصحيح.
                          ثم فرضا ضعيف باتفاق أو أنه ليس له شواهد أو نحو ذلك فإن الحديث الضعيف إذا كان في تأييد أصل من الأصول كمنهج أهل الحديث أنه لا بأس من إيراده.
                          وأما ما حصل مؤخرا من الشدة على إيراد الأحاديث الضعيفة ونحو ذلك فإنما يراد منها الأحاديث الضعيفة التي تبني أصولا وتهدم أصولا، أما ما كان منها في تأييد أصل من الأصول في شواهده المعنوية أو اللفظية وصنيع أهل العلم السابقين وأئمة الإسلام ثابت على ذلك، ومن رأى وطالع كتب الحديث وكان له بصيرة وجد ذلك ماثلا.

                          المصدر: شريط بعنوان (لقاء مفتوح 19/11/1411هـ).

                          تعليق


                          • #14
                            رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

                            41- طالب العلم والمتون:

                            س/ فضيلة الشيخ بعض الشباب يبدأ بحفظ بعض المتون في بداية كل فن كالأصول الثلاثة في التوحيد والأربعين النووية في الحديث وغيرهما، فإذا قطع فيها شوطا توقف وقال أنا فهمي وإدراكي أكبر من هذه المتون الصغيرة وينتقل بعد ذلك إلى متن أكبر العقيدة الواسطية وبلوغ المرام، فهل فعله صحيح وإذا كان خطأ فما هو الصواب وما هي طريقة السلف في تعلمهم للعلم؟ والله يحفظكم
                            ج/ هذا الذي ذكره الأخ في السؤال لاشك أنه واقع، وكثير من الإخوة من الشباب دائما عندهم مثل هذه العجلة؛ لأن من طبيعة الشاب الاستعجال، فهو إذا نظر إلى الأربعين النووية قال أنا أمضي كذا وكذا، والأربعون النووية هذه ليبست في مستواي وأنا أنتقل إلى ما هو أعظم من البلوغ وبعض الناس قد أعطته الله جل وعلا قوة حفظ فقالوا أنا أعظم من البلوغ قال في نفسه أنا أكبر من البلوغ سأبدأ بالكتب السنة بأسانيدها، وهكذا في أوهام كثيرة.
                            وهذه المتون التدرج فيها مثل الغذاء، التدرج فيها مثل الغذاء الذي تغذوه وأنت صغير؛ لأنك إذا أخذت الأول فقد نمت محفوظاتك بصحة ونمى عقلك أيضا في إدراك العلم في صحة وترقّيت في مدارجه شيئا فشيئا على ما جعله من سبقك في العلم وبرزوا.
                            فسل من شئت من أهل العلم الراسخين من كبار أهل العلم سلهم هل حفظوا هذه المتون في صغرهم أم لم يحفظوها؟ فسيجيبون: نعم قد حفظناها، وهذه المتون مثل متن الأربعين النووية يحتاجها المسلم يحتاجها طالب العلم دوما، يحتاجها إذا أراد أن يتكلم في نفسه، يحتاجها إذا أراد أن يتكلم مع أهله يحتاجها إذا تلكم مع زملائه، وهكذا، لماذا؟ لأنها مشتملة على أصول الإسلام فإنها أربعون وفيها علم مئات الأحاديث؛ بل فيها أحديث يدور الإسلام عليها كما تعلمون من شرح الأربعين النووية، لهذا لابد من التدرج، إذا كان ذهنك حديدا جيدا حافظا فاحفظ هذه في يوم أو في يومين أو ثلاث، ثم انتقل إلى ما بعدها.
                            أما أن تحتقر بعض العلم في أنك ستتجاوزه إلى غيره، فربما زلت منك القدم، وهكذا في علوم العقيدة تتدرج فيها؛ لأن الأول يسهل عليك الثاني مثل الذي يدرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، هل يأتي رجل يقول أنا ذكي أتجاوز الابتدائي وأدخل المتوسط؟ ما يستطيع ولو فهم فهم لكن أساسه لا يكون قويا، لهذا نعاني مثلا من فهم اللغة، فهم النحو، نجد أن كثيرين من طلاب العلم لا يحسنون النحو، ما السبب؟ السبب أن أساسهم فيه ليس بقوي، درسوه في الابتدائي دراسة من لا يحسنه..... في الثالثة ابتدائي نحو ذلك لم؟ لأن الأساس لم يكن جيدا والعلم لا ينال جملة العلم ينال مرحلة بعد مرحلة.
                            وقد قال محمد بن شهاب الزهري الإمام المعروف قال: من رام العلم جملة ذهب عنه جملة وإنما يطلب العلم على مر الأيام والليالي وما أحسن قول أحد أهل العلم قال:
                            اليوم علم وغدا مثلُـه من نُخب العلم التي تُلتقط
                            يُحصِّل المرء بها حكمة وإنما السيل اجتماع النُّقط
                            ليكن لك عبرة في المطر الذي ينزل في السماء هو نقطة تلو نقطة، ولو كان قليلاً قليلا لمدة أيام سال منه أودية وهذا ليس بعزيز.
                            وأنا أذكر دائما قصة رواها الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لآداب الراوي وأخبار السامع، فيها أن رجلا رام طلب علم الحديث؛ ولكنه وجد أنه لم يحصله تعب فتعب فلم يحفظ ولم يحصّل فقال هذا العلم لا يناسبني، فذهب عنه وتكر العلم، ثم إذا به ذات مرة يمشي في يوم وإذا بنقط ماء تتقاطر على صخر، وإذا بنقط الماء قد أثرت فيها حفرة، فوقف يقول متعجبا فقلت: هذه عظة لي، ليس العلم بأخف من المال، وليس قلبي بأقصى من الصخر، وهذا الماء قد أثّر في الصخر ورجع وطلب العلم وصار من رواة الأحاديث المشاهير.
                            هذان طرفان طرف يستعجل في العلم وطرف إذا رأى صعوبة في أول الطريق أحجم ونكث وابتعد عن طريق العلم، فكلا الأمرين ليس بمحمود:
                            فلا تكن فيها مفرطا أو مفرطا كلا طرفي قصد الأمور ذميم
                            فيجب أن تمشي كما مشى أهل العلم من قبلك خطوة فخطوة، ثم بعد ذلك تحصل، والمطالعة لها أهمية المطالعة؛ يعني القراءة، تجعل وقت للمحفوظات ووقت للقراءة، تنمي معلوماتك وترى، تقرأ ما شئت من الكتب كتب أهل العلم في الحديث وفي العقيدة من المطولات وغيرها، ولكن تشغل من وقتك القليل، وأما الأكثر بالعلم المنهجي المؤصل.

                            المصدر: شريط بعنون (لقاء مفتوح)
                            ---------------
                            42- طالب العلم والشبهات:

                            س2/ يتعرض كثير من الشباب لبعض من الشبهات من خلال دراسته للعقيدة والفرق، أرجو حل هذه المشكلة كيف يتعامل الشخص مع هذه الشبهات؟

                            ج/ لاشك أن هذا كائن وكثير من المسائل يرغب المعلم ربما في تفصيلها للخاصة من طلاب العلم، لكن لحضور من ليس مستواه مهيئا لتلقي العلم العالي فإنه يُحجم، فذكر المسائل العقدية وذكر التفصيل وكلام أهل الفرق والشبهة وردها الحقيقة في الأصل أنه لا يناسب؛ لا يناسب المبتدئ في طلب العلم بل لابد أن يتلقاه من علم أصول أهل السنة والجماعة وفهم مذهبهم وطريقتهم وسنتهم في ذلك بعد قراءته الكتب الأولى، لهذا نوصي دائما بالمنهجية، إذا علم مذهب أهل السنة والجماعة من خلال لمعة الاعتقاد كمنهج عام في تقرير مسائل الإيمان بأجمعها؛ عرف مذهبهم في الإيمان، مذهبهم في الصفات، مذهبهم في الأسماء، في القدر، في الغيبيات، في الصحابة، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في ولاة الأمر، وهكذا المسائل التي يعرضونها، في القدر، في اليوم الآخر، فيما يعرض، علم قول أهل السنة، بعد ذلك ينتقل إلى مرحلة تلي ذلك؛ حتى لا يطلع على بعض الشبهات فيظن أن هذه مؤثرة على مذهب أهل السنة والجماعة، فيعرض له شيء من التفصيل من الزيادة بقول أهل البدع مع الرد عليهم، ثم يترقى حتى يتوسع في ذلك.
                            فلهذا من رأى أن حضوره لمجالس العلم التي فيها تفصيل يورد عليه الشبهات فينبغي له أن لا يحضر، وأن يبتدئ العلم من أوله، وأن لا يعرض نفسه للشبهة؛ لأن الشبهة ربما استحكمت فأثرت.
                            --------------------
                            43- طالب العلم والخلاف

                            س3/ ما موقف طالب العلم في المسألة التي فيها قولان، وكل قول يستند على حديث صحيح؟

                            ج/ أما في مسائل التوحيد والعقيدة فليس ثَم صورة تطابق ما ذكر أن حديثا صحيحا يعارض حديثا صحيحا آخر في مسألة، وذلك أن الكل من مشكاة رسول الله ( الموحى إليه من رب العالمين، والحق لا يعارض حقا بل يؤيده، فلا يمكن أن يكون في مسألة قولان من مسائل الاعتقاد ويكون القولان يعتمد فيها على أحاديث صحيحة.
                            أما إذا كانت المسألة من مسائل الفقه العمليات ونحو ذلك فطالب العلم لابد أن يرجع إلى من يثق به من أهل العلم فيرجح له أحد القولين، فيذكر له وجه الاستدلال الذي به رجح هذا القول على غيره.

                            المصدر: الدرس العاشر من شرح الطحاوية المعنون له بـ (مذهب أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم)

                            تعليق


                            • #15
                              رد: جمع توجيهات الشَّيخ صالح آل الشَّيخ الخاصة بمنهجية طلب العلم المبثوثة في شروحه وصوتياته

                              44- طالب العلم والتدريس:

                              1/ يقول: ما رأيكم فيمن يقول: إن على العالم أن يعلم منهج السلف الصالح دون التطرق إلى الفرق الضالة وأصحاب المناهج الضالة ألا يدخل في مقولة عمر رضي الله عنه تنقض عرى الإسلام عروة عروة؟
                              والجواب: أن هذا الكلام غير دقيق وليس بصحيح بل هو غلط؛ لأن الرد على المخالف في دين الإسلام، الرد على المخالف من أصول هذا الدين؛ لأن الله جل وعلا هو أول من ردّ، وأعظم من رد على المخالفين لرسول الله (، وهو الذي حاجهم بنفسه جل وعلا، فالرد على المخالفين من أعظم القربات، يقول شيخ الإسلام: وهو من أعظم أنواع الجهاد. وهذا صحيح وقد يفوق جهاد الأعداء الخارجيين؛ يعني أن مجاهدة العدو الداخل أعظم من مجاهدة العدو الخارج؛ لأن العدو الخارج بينةٌ عداوته أما العدو الداخل فهذا قد يخفى، ومن أعظم العداوات أن ينشأ في المسلمين من يدعوهم إلى غير منهج السلف لأن هذا -كالبدع والشركيات والمناهج الضالة من منحرفة كالرافضة والخوارج ونحوها- فإن هذا لا شك أنه الرد على هؤلاء من أعظم القربات، الخرافيين الصوفيين أهل الطرق ونحو ذلك كل هؤلاء الرد عليهم من أفضل القربات وأعظم الطاعات، وهو نوع من الجهاد لا بد منه قال جل وعلا ?فَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا?[الفرقان:52] ومجاهدهم بالقرآن وبالعلم من أعظم أنواع الجهاد، أما أن يتركوا ويسكت عنهم، فمتى يعرف الحق؟ إذا سكت العالم على بيان ضلال الضالين، متى يعرف الحق؟ لأننا يجب علينا أن نرعى الدين، الدين علينا أهم من الأشخاص فإذا كان الرد على فلان يحمي حمى الدين –هذا المخالف- ولا مفسدة راجحة في الرد؛ من سفك دماء ونحوه، فهذا يتعين الرد، فالرد على المخالفين من أصول الإسلام ولا شك.
                              فقوله أنه عليه أن يبين منهج السلف دون التطرق إلى الفرق الضالة كلام غير دقيق وغير صحيح.
                              ---------------
                              45- طالب العلم والقرآن:

                              6/ هل يستطيع المسلم فهم العقيدة وشرحها دون حفظ القرآن الكريم وما هو السبيل إلى ذلك؟
                              يمكن أن يفهم العقيدة سواءً العقيدة الإجمالية يعني مجمل الاعتقاد أو توحيد العبادة بخصوصه، يمكن أن يفهمه بدون أن يحفظ القرآن، لكن إذا حفظ القرآن استقامت عنده الحجة ووضح له البراهين التي يأتي بها أهل السنة في تلك المسائل.
                              --------------
                              46- طالب العلم والدعوة:

                              4/ فيه بعض طلبة العلم يترفع عن مخالطة العوام، ويقول لا أخالط إلا من فيه خير، هل هذا من التكبر والأنفة؟
                              يخالط العوام الذين فيهم خير، أما العوام الذين ليس فيهم خير لا يخالطهم، العامي قد يكون في عقيدته وفي استسلامه لله أحسن من بعض المنتسبين, وهذا ظاهر قد يكون عليه بعض مظاهر التقصير أو مظاهر المخالفات لكنه في حقيقة الأمر هي أقوى يقينا وإيمانا –يعني في مسائل إيمان القلوب- من غيره فخالطه العوام لأجل دعوتهم التأثير فيهم ونحو ذلك مطلوبة، لكن مثل ما قال «لا تصاحب إلا مؤمن ولا يأكل طعامك إلا تقي», يحرص المرء على أنه إنما يخالط من ينفعه أو يؤثر عليه.

                              المصدر: من شرح بعض مسائل الجاهلية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X