إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مواقف لم تنشر من سيرة المحدث محمد ناصر الدين الألباني {1333-1420ه}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقتطف] مواقف لم تنشر من سيرة المحدث محمد ناصر الدين الألباني {1333-1420ه}

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أمابعد : فهذه بعض الفوائد والمآثر من حياة العلامة سماحة الشيخ محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-
    وهي عبارة عن مقتطفات من جمع للأخ أبي معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي وهذا الجمع كان فيه ذكر للجديد وما لم ينشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- وقد اخترت منه بعض من المواقف والمشاهد والمواقف لهذا العلم -رحمه الله- وأسأل الله أن ينفعني بها وإياكم بها ونرحب بكل مشاركة في الموضوع تعنى بهذا الموضوع وفق الله الجميع لما فيه رضاه

    الجديد وما لم يُنشَر من سيرة الإمام المحدِّث محمد ناصر الدين الألباني (1333 - 1420 هـ)

    جمع وترتيب
    أبي معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي


    الحمد لله الذي عمّر كل حينٍ وزمان بعلماء وحفّاظ، وأولياء وزهّاد، وجعل كونهم في حياتهم سبب نجاة الخلق والأمان ( 1 ) ، وجعل ذكرهم بعد مماتهم سبب الرحمة والغفران .
    روي عن أحمد بن مهران قال : كنتُ أماشي أبا مسعودٍ الرازي في سوق أصبهان، فتذاكرنا فضائل سفيان الثوري، فقال أبو مسعود : أرجو أن الله يغفر لنا بذكر فضائل سفيان، وأنا أقول : ونحن نرجو أن يغفر الله لنا بذكر من ذكرناهم في هذا الكتاب من السادة الأخيار والعُبّاد الأبرار (2 ) .

    قال أبو معاوية البيروتي : أما بعد، فهذه شذرات عطرة، وفقراتٍ منمّقة، من سيرة الإمام المجدّد محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ورفع درجاته، دفعني إلى جمعها ما قاله أبو مسعود الرازي في الفقرة السابقة، ودفعني أيضاً إلى جمعها كثرة ما يمرّ بي من جوانب من سيرته لم أقرأها في الكتب التي ترجمت له؛ من أمور ووقائع ذكرها الإمام رحمه الله في أشرطته، أو مقالاتٍ أُنزِلَت في الشبكة كتبها أناسٌ عاصروه أو نُقِلَت عنهم، والأخيرة ما زالت تطل علينا كلَّ حينٍ وآخر بجديد رغم مرور أكثر من عشر سنوات على وفاة الإمام رحمه الله ورغم كثرة ما أُلِّف في ترجمته،

    وكان آخرها ما كتبه الأخ إياد الحوامدة منذ بضعة أيام؛ قال :

    قبل أيام في درس الشيخ صالح السحيمي بعد الفجر في المسجد النبوي ذكر تهجّم بعضهم على الشيخ الألباني رحمه الله واتهامه بالإرجاء، ودافع الشيخ عنه وأبطل التهمة، ثم قال:
    وقد زُرْتُ الشيخ الألباني رحمه الله في الأردن قبل وفاته بشهرين في المستشفى، وكان يُغَيَّر له صفائح الدم كل ساعتين ولم يغب ذهنه، فقدَّمَني من كان معي للشيخ الألباني، فقال الشيخ الألباني : أَتُعَرّفني به ؟ صاحب الجدل في صيام يوم السبت وتكرار الجماعة في المسجد ؟ فقلت : يا شيخ، أنا ما زلت على رأيي فيهما . فقبض الشيخ الألباني على يدي ( هنا بكى الشيخ صالح وأبكى من كان له قلب في المجلس ) لا أزال أذكر قبضته الى الآن، وقال لي : هكذا يكون طلاب العلم ! لا تقلِّدْني ولا تقلِّدْ غيري ! اهـ .
    ---------------------
    ( 1 ) لعلّه إشارة لِما رواه مسلم ( 2531 ) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذَهَبْتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " .

    ( 2 ) نقلته من مقدمة " سير السلف الصالحين " لقوّام السنّة الحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني ( ت 535 هـ ) .


    ملا حظة: نقل هذا كان بتصرف وفق الله الجميع لما فيه رضاه
    والموضوع متجدد بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • #2
    رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

    اهتمام الإمام الألباني منذ نشأته بقراءة وحفظ القرآن وابتعاده عن التغنّي بالأناشيد



    قال الإمام الألباني رحمه الله : أنا أعرف من نفسي – والحمد لله – منذ نعومة أظفاري كما يقولون، عندما كنتُ في الدُّكَّان أُصلِّح الساعات، كنتُ أضع المصحف أمامي، فأحاول ليس فقط أن أقرأ بل وأن أحفظ شيئاً وأنا في عملي، كنتُ أتأوَّل هذا العمل من قول النبي صلى الله عليه وسلّم : " تعاهدوا القرآن "، ولم يخطر في بالي يوماً من الأيام أن أتغنّى بنشيد إسلامي ، لكن كنتُ أتذكَّر أحياناً – مثلاً – قصيدةَ ابن الوردي ( ت 749 هـ ) التي مطلعها :

    اجتنبْ ذكرَ الأغاني والغزل .......... وقُلِ الفَصل وجانِبْ مَن هَزَل
    ودَعِ الذكرى لأيام الصِّبا .......... فلأيام الصِّبا نجمٌ أَفَل


    ومن جملة ما يقول هناك :

    أنا لا أختارُ تقبيلَ يدٍ .......... قطعُها أجملُ من تِلْك القُبَل

    فهذا نشيدٌ فيه تربية وأخلاق، وانظروا اليوم إلى الأناشيد التي تُسَمّى إسلامية، وانظروا تلحينها وتوقيعها على القوانين التي على خلاف الإسلام، فإذا فرضنا أنه خَلَت هذه الأناشيد من مخالفةٍ ما، فنحنُ على الأصل المذكور آنفاً، وهو الإباحة .

    تعليق


    • #3
      رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

      حفظ الله للشيخ الألباني من أعداء الدعوة السلفية

      الشيخ الألباني يُستَدعى للتحقيق حول عقيدته ودعوته السلفية !! وحفظ الله لوليِّه الصالح

      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه .

      أما بعد، كتب الشيخ الألباني رحمه الله في أوراقٍ في إحدى الكتب في مكتبته المحفوظة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية :
      9 - ... دُعِيتُ صباح يوم الاثنين 12 جمادى الأولى سنة 1378 هـ إلى الشُّرَط، وحققوا معي هناك عن عقيدتي ودعوتي التي أَدْعو إليها، بناءً على مضبطة قُدِّمَت إليهم موقَّعة بعشرات التواقيع، منها كلمة من المفتي أبي اليسر، واستمروا في التحقيق معي حتى بعد الدوام الرسمي بنصف ساعة، ثم أطلقوا سبيلي على أنّي أعود إليهم صباح الثلاثاء، بناءً على أن يحيلوني إلى النيابة للمحاكمة ! فعُدْتُ إليهم وقدَّمْتُ إلى أحدهم هدية كتابي " تحذير الساجد "، ويبدو أنه تبيَّن له منه كذبَ ما في المضبطة، وكان فيها أشياء كثيرة من الأكاذيب؛ منها أنني أقول :
      • إن محمداً صلى الله عليه وسلم رجلٌ عادي ! وإنّ كل شخص بإمكانه يصير أفضل منه !!
      فدُعِيتُ إلى رئيس ديوان الشّعبة السياسية، فسألني بعض الأسئلة، أجبته عليها بكل ( حرية ؟ ) وتفصيل، فكان جوابه : اذهب مع السلامة . فسبحان ربي الأعلى .


      =====================

      قال أبو معاوية مازن البحصلي البيروتي : كلام الشيخ الألباني رحمه الله موجود ضمن بضعة أوراق دوَّن فيها الشيخ بعض ذكرياته داخل إحدى الكتب في مكتبته في " الجامعة الإسلامية "، صوّرتها السنة الماضية أثناء اعتماري، وأقدم تاريخ كتبه الشيخ فيها هو ولادة ابنه عبد الرحمن يوم 3 رمضان سنة 1362 هـ .

      تعليق


      • #4
        رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

        قصة الشيخ الألباني مع أحد كبار الصوفية في الأردن



        قال الشيخ أبو اليسر أحمد الخشاب :
        كان شيخنا الألباني رحمه الله موضوعياً و جاداً في التعليم و المناقشة و الردود، وكان يصحح السؤال للسائل، وأشرطته تشهد بذلك، وكان يحاصر المخالف بالأدلة الصحيحة ويحاول المخالف الرد الضعيف فينقض عليه الشيخ بالأدلة و الفهم الصحيحين، فقد يتّهمه بعض هؤلاء (غير المنصفين) بأنه شديد أو حديد، وإنما هو وقّاف عند الحق الذي يظهر له ولا يحابي أحداً فيه، وبعض مواقف شيخنا التي تبين مدى رحمته بمخالفيه هذه القصة :
        اتصل هاتفيًّا بالشيخ الألباني رحمه الله أحد المشايخ الصوفيين في الأردن قبل عشرين عاماً في بداية مقدم الشيخ إلى عمان، قائلاً له : " يا شيخ ناصر! الغريب لا بد أن يكون أديباً " .
        فقال الشيخ الألباني رحمه الله : " ما هذه الإقليمية التي عندك يا شيخ فلان؟! "
        قال الشيخ الصوفي : " لأنك و تلاميذك تكفّرون المسلمين" .
        فقال الشيخ الألباني رحمه الله : " نحن؟! "
        فقال الشيخ الصوفي : "نعم".
        فقال الشيخ الألباني رحمه الله : "إني سائلك سؤالاً" .
        قال الشيخ الصوفي : " سَلْ ".
        قال الشيخ الألباني رحمه الله : " ماذا تقول في رجل يقف أمام قبر يقول ناوياً بصوت مرتفع : نويت أن أصلي ركعتين لصاحب هذا القبر؟!".
        قال الشيخ الصوفي : "هذا كافر مشرك".
        فقال الشيخ الألباني رحمه الله : "نحن لا نقول: كافر مشرك ! نحن نقول: جاهل، ونعلمه، فمن الذي يكفر الناس يا شيخ فلان ؟! نحن أم أنت؟".
        فإذا بهذا الشيخ الصوفي يستسمح الشيخ الألباني رحمه الله عما بدر منه ويأتي إلى الشيخ في بيته و يعتذر إليه ويقبل يده . وهذا معناه أن الشيخ يرى أن الصلاة لصاحب القبر كفر مخرج من الملة و لكن لا يكفر الفاعل حتى يقيم عليه الحجة . اهـ .

        ============

        نقل ضيفُ إسماعيل العمري كلامَ الشيخ في أحد المواقع في محرّم 1422 هـ / آذار سنة 2000 .
        قال أبو معاوية البيروتي : وذكر القصة د . عاصم القريوتي فقال : أذكر أن أحد كبار الصوفية في الأردن طلب لقاءه، ولما رأى الشيخ وموقفه من التكفير عجب أشد العجب، إذ لم يتوقع من الشيخ ذلك، حتى أصر على تقبيل يد الشيخ عند انصرافه لما وجد بلقاء الشيخ واعتداله مع قوة الحجة والبيان .


        __________________

        تعليق


        • #5
          رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

          كيف رضي الإمام الألباني أن يكتب له الشيخ الشيباني ترجمة عن حياته وهو حي ؟

          قال الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني : لم يكن ليرضى بعمل الترجمة عن حياته وهو حي، إلا أن إلحاحي وإبداء الأسباب المقنعة لذلك أدّيا إلى موافقته شريطة أن أقرأ عليه كل سطر أسطره في الكتاب، قضيتُ أربع سنوات وأنا في شغل دائم دائب، وكلّما كتبتُ مجموعة من الورقات فوق المئة .. ركبتُ الطائرة متوجّهاً إليه في جبل هملان في عمان لأقرأ عليه ما تم، ونبدأ بالنقاشات التي أستطيع أن أخرج منها مرة سليماً دون هزيمة ومرات كثيرة يحاججني وينتصر عليَّ، وكنا نتناقش في كلِّ شيء؛ في السياسة والاقتصاد والاجتماع والقصائد والتاريخ والحديث والفقه، وعلم المخطوطات الواسع الذي هو فارسه حيث استفاد من المكتبة الظاهرية في شبابه . الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ( يرحمه الله ) كان يحب الطبخ والتنزّه وإكرام الضيف، فقد قضينا معه بضع نزهات عندما كان يعيش في الشام؛ نذهب إلى غابات اللاذقية البحرية الجميلة، وعندما كنّا في الأردن كانت أغلب نزهاته قريباً من البحر الميّت حيث نرى من بُعد بيسان ونخلها .

          من يحبه الشيخ يفتح له قلبه ويمازحه ويضحك الضحكات التي لا يراها الناس عامة عنده في المجالس العامة .

          كان حريصاً على التمسّك بسنة المصطفى القذّة بالقذّة، لا يتركها ولا يشذ عنها إلا بدليل .. حياته كلها من الكتاب والسنة أو فعل السلف، لا يخاف في الحق لومة لائم، وعلى ضوء ذلك لا يهمه مدح المادحين أو قدح القادحين، فهو سائر على ما يحمل من عقيدة والتزام بالنص الشرعي الصحيح لا يهمه من وافقه أو خالفه، وفي المحاورات والمناظرات والمناقشات قليلون هم الذين يستطيعون مجاراته أو الانتصار عليه أو غلبته، فإذا تحدّث في الموضوع كان أمام عينيه كتاباً مفتوحاً يأخذ ما يشاء ويدع ما يشاء، أما مناظراته دعاة الضلالة أرباب الأهواء والعقائد والملل ودعاة النبوة والرسالة فالأشرطة المسجّلة تشهد على فروسيته فيها ...

          تعليق


          • #6
            رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

            بين الشيخين الألباني والشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمهما الله



            قال الدكتور محمد الصباغ : " كان الشيخ عبد الرزاق عفيفي ( ت 1415 هـ ) - رحمه الله - يتصف بسعة الصدر وحسن المناقشة والحلم وإلانة القول لمن يألفه ويناقشه فقد ذكر لي الشيخ ناصر الدين الالبانى - حفظه الله - أنه في أول قدمه جاء فيها إلى المملكة من بضع وأربعين سنة قابل عدداً من المشايخ وذاكرهم في مسألة قررها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، وهى مشكلة في نظره، وقد أنكرها، فاشتدّوا عليه إلا واحداً، وكان هو الشيخ عبد الرزاق عفيفي الذي تلطّف به، وناقشه في الموضوع، وكان الشيخ الألباني يذكر هذه القصة مشيداً بالصفات الكريمة التي تميز بها الشيخ - رحمه الله - " .
            وقال الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني - حفظه الله - عن الشيخ عبد الرازق عفيفي - رحمه الله -: " إنه من أفاضل العلماء ومن القلائل الذي نرى منهم سمت أهل العلم وأدبهم ولطفهم وأناتهم وفقههم ." .
            وقال فيه :" التقيت به غير مرة في مراسم الحج، وكنتُ أستمع أحياناً إلى إجابته العلمية على استفتاءات الحجاج المتنوعة، فكانت إجابات محكمة تدل على فقه دقيق واتباع ظاهر لمنهج السلف " .

            ================

            " إتحاف النبلاء بسيرة العلامة عبد الرزاق عفيفي "، تأليف : محمد بن أحمد سيد أحمد




            اللقاء الأخير بين الإمامين ابن باز والألباني رحمهما الله




            كان سماحة الشيخ عبد العزيز محباً للعلّامة المحدّث الألباني، عالماً بفضله، كثير الثناء عليه، كثير السؤال عنه، كثير الرجوع إلى تحقيقاته وكتبه.
            وكان لا يرضى أن يذكر عنده إلا بكل خير، وكان يشرف على صرف مستحقاته التي تجرى له من الجامعة الإسلامية، ويتابعها بنفسه.
            وكان يقول: الشيخ ناصر من خواص إخواننا.
            وكان سماحة الشيخ عبد العزيز يكنُّ للشيخ العلامة الألباني التقدير، والمودة، ويعرف فضله وعلمه منذ زمن طويل، وكان يرسل السلام إليه على البعد، ومما يشهد لذلك ما جاء في رسالة كتبها وأرسلها سماحة الشيخ في 2/5/1377هـ للشيخ عبد الفتاح الإمام من أهل العلم في الشام، حيث جاء في آخرها قول سماحته :
            وأرجو إبلاغ سلامي لمن حولكم من خواص المشايخ والإخوان، وأخص منهم فضيلة أخينا، ومحبوبنا في الله الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني .

            ... وفي عام 1410هـ تقريباً جاء الشيخ الألباني إلى مكة، واجتمع بسماحة الشيخ بعد صلاة الجمعة، وكان من عادة الشيخ يوم الجمعة أن يكون له درس في تفسير ابن كثير، ويستمر الدرس إلى الساعة الثانية تقريباً، فلما انتهى الدرس أخذ سماحته بيد الشيخ الألباني، وجلسا في ناحية من المجلس، وأخذ يناقش الشيخ ناصراً في بعض المسائل، والشيخ ناصر منصت لسماحته، متأدب معه غاية الأدب، وبعد أن انتهى الحديث قال له الشيخ عبد العزيز: والله يا شيخ ناصر إنني لا أحب أن أسمع عنكم إلا ما يسر، ففرح الشيخ ناصر بما سمع من سماحته، ودعا للشيخ، رحمهما الله جميعاً .

            ===============

            " جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز"، رواية : الشيخ محمد بن موسى الموسى
            إعداد : محمد بن إبراهيم الحمد .




            اتصال العلاّمة الفقيه ابن عثيمين بالإمام الألباني رحمهما الله، وبعض كلام ابن عثيمين فيه



            قال العلامة ابن عثيمين في اللقاء الشهري أثناء إجابة سؤال رقم 290 :
            إننا نسمع ما ينسب إلينا وما ينسب إلى شيخنا عبد العزيز بن باز وما ينسب إلى الشيخ ناصر الدين الألباني أشياء إذا محصناها وجدنا أنها كذب، قد تكون متعمدة وقد يكون الذي نقلها أخطأ في الفهم، أو أخطأ في صيغة السؤال الذي بني عليه الجواب، أو ما أشبه ذلك.
            اتصلت بالشيخ الألباني أسأل عن صحته فقال: إنه بخير، وقال: إن رجلاً من الناس قال لي إن معه كتاباً منك إليَّ، وإني قد قلت له: صلِّ معي يوم الجمعة الماضية، فقال: لا أستطيع، ولكن آتيك به يوم السبت، يقول الشيخ: فهل كتبت إليَّ شيئاً؟ قلت له : ما كتبت لك شيئاً، وإذا جاءك هذا الكتاب فليس مني، فأنا لا أدري ما في هذا الكتاب! وقد يكون فيه طامات كثيرة لا تقوى على حملها السيارات ولا السفن ولا الطائرات .
            فقال : لكن هو قال لي هذا .
            فقلت له: يا شيخ ! الناس يكذبون عليّ ويكذبون على غيري، وأنا قد كذبوا عليّ ! وقالوا: إن الشيخ الألباني مات!! فقلت له: لعلهم يريدون وفاة النوم؛ أن الله توفاك بالليل وأيقظك بالنهار .
            ثم قال ابن عثيمين :
            فالمهم أن الناس يتقولون على العلماء؛ لكن أوصيكم بكل شيء تسمعونه عني وأنتم تستنكرونه أن تتصلوا بي حتى تتحققوا هل هو صحيح، أو غير صحيح فقد يكون كذباً، وقد يكون حقاً صدقاً ولكن لي وجهة نظر لا يعرفها، وإذا سمعتم أيضاً ما تستنكرونه عن العلماء الآخرين أن تتصلوا بهم، وألا تشيعوا كل ما يقال، فنسأل الله السلامة، قال بعض العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم دعاء القنوت: ( وعافني فيمن عافيت ) ، قال: لا أجد عافية أكمل من أن يعافيك الله من الناس ويعافي الناس منك.


            ابن عثيمين و الدفاع عن الألباني رحمه الله :

            في لقاء إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر مع فضيلته ، بتاريخ :7/5/2000م سئل ابن عثيمين
            يقول البعض : عن الشيخ الألباني -رحمه الله- أن قوله في مسائل الإيمان قول المرجئة ، فما قول فضيلتكم في هذا؟!
            فكان جواب فضيلة الشيخ ابن عثيمين ما نصه :
            ( أقول كما قال الأول :
            أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ...... من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا

            و الألباني -رحمه الله- عالم ، محدث ، فقيه - وإن كان محدثاً أقوى منه فقيهاً ، ولا أعلم له كلاما يدل على الإرجاء - أبدا - لكن الذين يريدون أن يكفروا الناس يقولون عنه ، وعن أمثاله : إنهم مرجئة ! فهو من باب التلقيب بألقاب السوء ، وأنا أشهد للشيخ الألباني -رحمه الله- بالاستقامة ، وسلامة المعتقد ، وحسن المقصد،ولكن مع ذلك ؛ لا نقول : إنه لا يخطئ ؛ لأنه لا أحد معصوم إلا الرسول - عليه الصلاة والسلام . )


            وقال في موضع آخر :
            " من رمى الشيخ الألباني بالإرجاء فقد أخطأ ، إما أنه لا يعرف الألباني ؛ وإما أنه لا يعرف الإرجاء ، الألباني رجل من أهل السنة -رحمه الله- مدافع عنها ، إمام في الحديث ، لانعلم أن أحدا يباريه في عصرنا، لكن بعض الناس -نسأل الله العافية- يكون في قلبه حقد ؛ إذا رأى قبول الشخص ذهب يلمزه بشيء ؛ كفعل المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ، والذين لا يجدون إلا جهدهم؛ يلمزون المتصدق المكثر من الصدقة ، والمتصدق الفقير!
            الرجل -رحمه الله- نعرفه من كتبه ، وأعرفه -بمجالسته -أحيانا- : سلفي العقيدة ، سليم المنهج؛ لكن بعض الناس يريد أن يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به ، ثم يدعي أن من خالفه في هذا التكفير فهو مرجئ -كذبا وزورا وبهتانا- ؛ لذلك لاتسمعوا لهذا القول من أي إنسان صدر ".
            شريط " مكالمات هاتفية مع مشايخ الدعوة السلفية " رقم : 4- إصدار : مجالس الهدى للإنتاج والتوزيع - الجزائر ، وكان ذلك بتاريخ : 12/ 6/ 2000م



            كتبه
            عبد العزيز بن أحمد العباد
            الكويت
            15 رمضان 1431 هـ
            الموافق 25 / 8 / 2010



            زيارة الشيخ محمد جميل زينو للإمام الألباني في المستشفى قبل وفاته ببضعة أشهر


            قال أبو الحارث السمعاني : كنت ذاهباً لزيارة الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني في المستشفى الإسلامي - العبدلي/عمان برفقة الشيخ الفاضل: محمد جميل زينو ومعنا أخوين..قبل وفاته رحمه الله ببضعة أشهر لا أكثر .
            دخلنا على الشيخ في غرفته في المستشفى !
            كان جالساً على كرسي .. حاسر الرأس .. المغذي في يده وكذا أذكر لعله كيساً آخر ( أظنه من الدم ) .. وكان يصلي صلاة الظهر .. وعنده في الغرفة حفيده عبادة !.. كان التعب بادياً عليه رحمه الله .
            أثناء صلاة الشيخ .. دار حديث بيني وبين الشيخ زينو مفاده .. استغراب الشيخ زينو من كون الشيخ الألباني يصلي حاسر الرأس مع ما عرف عنه من التأكيد على سنية غطاء الرأس في الصلاة .. فأجبته : هذا الشيخ أمامنا فلنسأله .
            أنهى الشيخ صلاته فبادره الشيخ زينو بالسلام فرد عليه الشيخ بصوت ضعيف متعب .
            الشيخ زينو : عارفني يا شيخ ؟!
            الشيخ الألباني: زينو .
            الشيخ زينو: لا زلت أذكر فضلكم علينا يا شيخ ! فأنت كنت سبباً في هدايتي في سوريا .. فجزاك الله عنا خير الجزاء .
            الشيخ الألباني : الحمد لله الذي جعل من خلقه من يحفظ الفضل .

            بادرت حفيد الشيخ بأن يسأل لنا الشيخ عمّا استشكله الشيخ زينو من كون الشيخ الألباني يصلي حاسر الرأس !!
            وفعلاً وجّه الحفيد السؤال إلى الشيخ :

            عبادة : جدّو، عم يسألك الشيخ ليش عم تصلي وأنت حاسر الرأس ؟
            الشيخ الألباني ( موجهاً نظره إلى الشيخ زينو ) : ومثلك يسأل ؟
            فاستغرب الشيخ زينو رد الشيخ الألباني وقال : إيه إيه لا زال السؤال قائماً !
            فأجاب الشيخ الألباني : ( ليس على المريض حرج ) !!!

            فضحكنا كلنا بصوت رجل واحد – دون أن نشعر والله - وقلت للشيخ زينو : فعلاً يا شيخ ! كيف فاتنا أن الشيخ مريض بل ها هو يصلي الفريضة قاعداً ! أفنطالبه بسنة ؟!

            قال الشيخ زينو: إيه إيه ..لكن ماذا لو مر رجل من أمام غرفة الشيخ الألباني ورآه يصلي حاسر الرأس ! لاستدل علينا بفعل الشيخ !

            فسألت حفيد الشيخ أن ينقل الكلام بصوته للشيخ الألباني ففعل جزاه الله خيراً .

            فكان جواب الشيخ الألباني : وهل إذا رأونني أتيمم يتممون مثلي !

            فوالله ما ملكنا أنفسنا ضحكاً من جواب الشيخ المفحم .. رحمه الله .

            ثم دار بيني وبين الشيخ الألباني حوار كان كالآتي:

            السمعاني : شيخنا حفظك الله ! الشيخ زينو لا زال يؤكد علينا وعلى كل طالب علم ضرورة الخروج مع جماعة التبليغ بهدف نصحهم وتعليمهم ! وأنا لا زلت أخالف الشيخ فيما يراه ! فما قولكم حفظكم الله ؟

            الشيخ الألباني : إذا خرج التوحيدي معهم .. صبروا عليه ثم صبروا عليه ثم صبروا عليه .. ثم طردوه .

            فما تمالكت نفسي أن قلت : أقسم بالله يا شيخ أنك صادق فوالله إنهم طردوني .

            السمعاني: يا شيخنا – بارك الله فيك - ! أريد قولاً فصلاً من فيك إلى أذني في جماعة التبليغ أقول فيه : حدثني الألباني !

            الشيخ الألباني: قد تكون هذه الجماعة عندها من الإخلاص ما ليس عند غيرها من الجماعات الأخرى !وقد يكون عندهم من العمل ما ليس عند غيرهم من الجماعات الأخرى ! لكن حالهم كحال ذاك الكردي المتحمس الذي خرج يدعو للإسلام .. فالتقى بيهودي في الطريق .. فسل الكردي خنجره على اليهودي وقال له : ويلك أسلم .
            فقال اليهودي: نعم أسلم ! لكن ماذا أقول ؟
            فقال الكردي: ها ..... لا أدري .
            فوالله دمعت عيني لهذا التفصيل المبدع والحكم العدل الحق في هؤلاء.

            كنا أنا والشيخ زينو قد التقينا بأحد رؤوس جماعة التبليغ فحدثنا أنه عاد برفقة الشيخ أبو مصطفى الرفاتي أمير التبليغ في الأردن حينها .. عادوا الشيخ الألباني في بيته فما كان من الشيخ الألباني إلا أن طلب من أمير جماعة التبليغ المسامحة !!

            فاستغللناها فرصة للتأكد من الشيخ الألباني حول ما زعمه هذا المتهم !
            فما كان من الشيخ الألباني إلا أن نفى ذلك تمام النفي .
            وأذكر يومها أن الشيخ زينو استأذن الشيخ الألباني في إدراج بعض مجهودات الشيخ في مؤلفاته ؟
            فأجابه الشيخ الألباني: بشرط العزو .

            رحم الله شيخنا رحمة واسعة فوالله كان الإمام بحق.

            تعليق


            • #7
              رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

              الشيخ الألباني يدوِّن ولادة ابنته ( أُنَيسة ) والسنن التي فعلها عند ولادتها


              كتب الشيخ الألباني رحمه الله :
              6 - وفي الساعة الخامسة والربع ( عربية ؟ ) من ليلة الخميس الواقع في 12 ربيع الأول سنة 73 هـ رزقني الله منها ( يقصد الشيخ زوجته الثانية ناجية بنت لطفي جمال التي كتب أنه تزوّجها ليلة يوم الجمعة 29 جمادى الأولى سنة 1372 هـ = 13 شباط سنة 1953 م ) طفلة جميلة، جعلها الله تعالى من بنات السعادتين الدنيوية والأخروية، ومن لطائف الاتفاقات أن والدتها كانت ولادتها أيضاً في التاريخ والشهر المذكورَين كما ذكرت لي ذلك أمها .
              وفي اليوم السابع من ولادتها سمّيتُها ( أُنَيسة ) على اسم والدة أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، وذبحت عنها شاة، وحلقت شعر رأسها حسب السُّنَّة، وتصدّقتُ بوزنه ذهباً .

              قال أبو معاوية مازن البحصلي البيروتي : كلام الشيخ الألباني رحمه الله موجود ضمن بضعة أوراق دوَّن فيها الشيخ بعض ذكرياته داخل إحدى الكتب في مكتبته في " الجامعة الإسلامية "، صوّرتها منذ سنتين أثناء اعتماري، وأقدم تاريخ كتبه الشيخ فيها هو ولادة ابنه عبد الرحمن يوم 3 رمضان سنة 1362 هـ .



              الشيخ الألباني يؤمّ الناس فيُكبِّر للركوع، وأكثر من خلفه يهوي للسجود !!

              قال الشيخ الألباني في " أصل صفة الصلاة " ( 2 / 447 / ط . مكتبة المعارف ) – في معرض كلامه على عدم مداومة قراءة سورة السجدة في كل صلاة فجر يوم الجمعة - :
              كنتُ صيف سنة 1369 هـ في المصيف المشهور ( مَضَايا )، وحضرت لصلاة الصبح، فصلّيت بهم إماماً، فقرأت في الأولى من سورة ( يوسف )، ثم كبّرت للركوع، وإذا بمن خلفي يهوون أكثرهم إلى السجود، لغفلتهم عمّا يُقرأ عليهم، وكأنهم أعاجم، ولغلبة العادة عليهم !!



              من احترام الشيخ إحسان وتقديره لشيخه الإمام الألباني رحمهما الله


              قال الإمام الألباني لعابد أخو الشيخ إحسان : " لقد كان من الأذكياء، ولا أنسى أخلاقه وتأدّبه معي "، وذكر له أن الشيخ إحسان سافر معه – أي مع الألباني – إلى مدينة لندن، فكان يُدَلِّك قَدَمَي الشيخ الألباني احتراماً وتقديراً له .
              " الشيخ إحسان إلهي ظهير، منهجه وجهوده في تقرير العقيدة والرد على الفرق المخالفة " ( ص 114 / ط . دار المسلم )



              أمر الشيخ بالمعروف ونهيه عن المنكر حتى وهو في حادث سيارة !


              قال الشيخ علي خشّان : واللهِ ما أبصرت عيناي فيما أعلم أحداً أحرص على السنة، وأشدّ انتصاراً لها، وأتبع لها من الألباني .
              لقد انقلبت به السيارة ما بين جدّة والمدينة المنوّرة، وهرع الناس وهم يقولون : يا ستّار يا ستّار، فيقول لهم ناصر الحديث وهو تحت السيارة المنقلبة : ( قولوا يا سِتِّير، ولا تقولوا يا ستّار، فليس من أسمائه تعالى الستّار )، وفي الحديث : " إن الله حيي ستّير يحب الستر "، أرأيتم من ينصر السنة والحديث في مثل هذا الموطن في عصرنا هذا ؟ اللهم إلا ما سمعنا عن عمر بن الخطّاب وأحمد بن حنبل وغيرهما من سلف هذه الأمة . اهـ .
              " مقالات الألباني " ( ص 191 / دار أطلس للنشر والتوزيع )



              الإمام الألباني يناقش شيخه بحرمة الصلاة على القبور حتى هداه الله تعالى


              قال في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ( ص 173 / ط . مكتبة المعارف ) : كنت أذهب مع بعضهم - وأنا صغير لم أتفقه بالسنة - بعد إلى قبر الشيخ ابن عربي لأصلي معه عنده ! فلما أن علمت حرمة ذلك باحثت الشيخ المشار إليه كثيراً في ذلك حتى هداه الله تعالى وامتنع من الصلاة هناك، وكان يعترف بذلك لي ويشكرني على أنْ كنتُ سبباً لهدايته، رحمه الله تعالى وغفر له . والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . اهـ .
              قال أبو معاوية البيروتي : وشيخ الألباني المشار إليه توفي قبل سنة 1392 هـ؛ وهو تاريخ كتابة الشيخ الألباني لمقدمة كتابه .



              من كان من عائلة الإمام الألباني أخلصهم له وأشدّهم استجابة لدعوته


              قال الإمام الألباني في مقدمته على " بداية السول في تفضيل الرسول " ( ص 8 / ط . المكتب الإسلامي ) : فُوجئتُ أثناء ( تحقيقي للكتاب ) بخبر أزعجني جدًّا، وهو وفاة أخي الكبير محمد ناجي أبو أحمد وهو في موسم الحج، فقد مضيتُ في إتمامها مترحِّماً عليه صابراً على مصيبتي به، فقد مات وهو خير إخوتي، وأخلصهم لي، وأشدّهم استجابة لدعوتي، وغيرة عليها، وحماساً في الدعوة إليها، فرحمه الله رحمة واسعة، وصبّرنا وسائر إخوتي وأولاده وأحفاده وأصهرته على مصابهم به، وجعلهم خير خلف لخير سلف، وحشرنا جميعاً معه تحت لواء سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلّم . اهـ .
              وقال الألباني في " تلخيص أحكام الجنائز " : توفي شقيقي الكبير محمد ناجي أبو أحمد في موسم السنة الماضية ( 1401 ) على عمل صالح إن شاء الله في الجمرات آخر أيام التشريق وهو جالس مع بعض رفاقه الحجاج، وقد ذكر لي بعضهم أن أحد الجالسين معه قدم إليه بيده اليسرى كأساً من الشاي، فقال له : يا أخي أعطي بيدك اليمنى ولا تخالف السنة؛ أو كما قال، ومات من ساعته رحمه الله، وحشرنا وإياه ( مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) .



              رحلة الإمام الألباني إلى بريطانيا


              ذكرت في " الكنّاشة البيروتية " ( 201 ) أن الإمام الألباني سافر مع الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمهما الله إلى لندن، وكان في ظني أن الرحلة لم تُذكَر في ترجمة الإمام رحمه الله، وبينما كنت أُطالِع ما كتبت من فوائد على المجلد الثاني من " السلسلة الضعيفة " وجدتُ الألباني يذكر رحلته إلى بريطانيا بل إلى لندن تحديداً في رمضان سنة 1396 هـ ! قال رحمه الله :
              ولما سافرت في رمضان سنة 1396 إلى بريطانيا سرَّني جدًّا أنني رأيت المسلمين في لندن يقيمون صلاة الجمعة والعيد أيضاً، وبعضهم يصلون الجمعة في بيوت اشتروها أو استأجروها وجعلوها ( مصلّيات ) يصلون فيها الصلوات الخمس والجمعات، فقلت في نفسي : لقد أحسن هؤلاء بالمحافظة على هذه العبادة العظيمة هنا في بلاد الكفر، ولو تعصّبوا لمذهبهم - وجلّهم من الحنفية - لعطّلوها وصلّوها ظهراً ! فازددت يقيناً بأنه لا سبيل إلى نشر الإسلام والمحافظة عليه إلا بالاستسلام لنصوص الكتاب والسنة، واتباع السلف الصالح، المستلزم الخروج عن الجمود المذهبي إلى فسيح دائرة الإسلام، الذي بنصوصه التي لا تبلى يصلح لكل زمان ومكان، وليس بالتعصب المذهبي، والله ولي التوفيق .
              قال أبو معاوية البيروتي : وأُضيف على ما كتبته في الكُنّاشة البيروتية ما كتبه د . عاصم القريوتي؛ قال : انتُدِبَ الشيخ الألباني من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله للدعوة في مصر والمغرب وبريطانيا إلى التوحيد والاعتصام بالكتاب والسنة والمنهج الإسلامي الحق .



              إجازة الشيخ محمد راغب الطباخ لتلميذه الألباني برواية حديثٍ مسلسل بالمحبة


              روى أبو داود في سننه ( 1522 ) من حديث الصُنَابِحِي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بيده، وقال: " يا معاذُ! والله إني لأُحِبّكَ، والله إني لأُحِبُّكَ ". فقال:
              " أوصيك يا معاذ! لا تدعَنَّ في دُبُرِ كل صلاة تقول: اللهم! أَعِنّي
              على ذِكرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عبادتك " .
              وأوصى به الصُّنَابحي أبا عبد الرحمن . اهـ .
              قال الألباني في " صحيح أبي داود " ( 5 / 253 – 254 / ط . غراس ) : والحديث أخرجه أحمد (5/244- 245) ، وابن خزيمة في "صحيحه " (751) ، وكذا ابن حبان (2345) ، وأبو نعيم في "الحلية " (1/241 و 5/130) من طرق أخرى عن عبد الله بن يزيد المقرئ ... به؛ وزادوا: وأوصى أبو عبد الرحمن عُقْبَةَ بن مسلم .
              وزاد أبو نعيم : وأوصى عقبةُ حيوةَ، وأوصى حيوةُ أبا عبد الرحمن المقرئَ، وأوصى أبو عبد الرحمن المقرئ بِشْرَ بنَ موسى، وأوصى بشر بن موسى محمدَ بن أحمد بن الحسن، وأوصاني محمد بن أحمد بن الحسن .
              قال أبو نعيم رحمه الله: وأنا أوصيكم به.
              قلت ( أي الألباني ) : وهذا الحديث من المسلسلات المشهورة المروية بالمحبة، وقد أجازني بروايته الشيخ الفاضل راغب الطباخ رحمه الله، وحدثني به ... وساق إسناده هكذا مسلسلاً بالمحبة .


              تعليق


              • #8
                رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                بين الشيخين الألباني وحمّاد الأنصاري رحمهما الله


                الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

                أما بعد فإن من الصعوبة بمكان أن يجمع شخص ثناء أهل العلم على الشيخ المحدث الألباني وذلك لكثرة من عرف قدره وعلمه من أهل الفضل والعلم أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين وعبد العزيز آل الشيخ .. وغيرهم كثير فزكوه عن معرفة به واطلاع على ما قام به من نصرة السنة والذب عنها وقد جمع أخونا نفح الطيب الشئ الكثير منها .

                ومن أهل العلم والفضل الشيخ العلامة حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله فقد جمع ابنه عبد الأول نقولاً عديدة عن الشيخ حماد يثني على الألباني رحمه الله فيها .. في كتابه (المجموع..) وقد وجدت منها ما يلي :

                قال الشيخ حماد رحمه الله :

                1 - إن الشيخ الألباني قد سهّل لنا المسند تسهيلاً جيداً جداً حيث عمل فهرساً للصحابة المذكورين فيه , وكنا قبل ذلك نتعب تعباً كبيراً في الحصول على الحديث . (2/617)

                2 - إن الشيخ الألباني خرج من المدينة المنورة قبل أن أسكن بها ودرس في الجامعة قبلي وما اجتمعت به )) . قال عبد الأول ابن الشيخ حماد :علق الوالد رحمه الله تعالى بقوله :(( وقد تعرفت عليه بعد ذلك وعرفته حق المعرفة.(2/61

                3 - إن الشيخ ناصر الألباني أعرفه جيداً، ولم أدركه في الجامعة الإسلامية لأني لما جئت إليها كان قد خرج منها ).(2/622 )

                4 - ما كنت في دمشق كنت أزور الألباني في بيته في سفح جبل قاسيون , أسهر عنده بعد العشاء حتى يذهب الليل , وذلك لأنظر في كتبه , ومكتبته لا بأس بها . وإن الشام حُرمت من الشيخ ناصر الألباني فهو لا يوجد مثله في الشام , خاصة في تخصصه )). (2/625 )

                5 - لما كنا بدمشق سهرنا عند الشيخ ناصر الألباني في مكتبته للاطلاع عليها لعلنا أن نجد شيئا نصوره منها , وكان الشيخ الألباني نشيطا واشتغل معنا )).(2/750)

                6 - الألباني كان حنفيًّا , ثم دخل في علم الحديث حتى وصل فيه إلى الغاية , وهو ممن يقال في مثله دَرَس بنفسه )).(2/597 )

                7 - قال عبد الأول ابن الشيخ حماد :(وفي عام 1400ه خاطب مركزُ الملك فيصل للبحوث الوالدَ رحمه الله يستشيره من يرشح لجائزة الملك فيصل في علم الحديث وعلومه ؟
                فكتب الوالد لهم جوابا أنه يرشح الشيخ العلامة : محمد ناصر الدين الألباني , ولكن لم يرشح في هذه السنة , ثم رشح بعد وفاة الوالد عام 1419هـ ).(2/59

                8 - إن الشيخ الألباني درس العلم دراسة وافية , واتخذ اصلاح الساعات معيشة له كما كان يفعل الأئمة الأوائل , فإن كل واحد منهم له صنعة لمعيشته , فمثلا أبي حنيفة - كذا - كان قماشاً .(2/623)

                9 - أول مرة رأيت الألباني فيها سنة 1374ه عند الشيخ عبد العزيز بن باز في الرياض , وكان عندما رأيته يحمل معه تخريج سنن أبي داود له , وهو يقرأ منه على الشيخ , فقال له الشيخ عبد العزيز : هذا الكتاب ينبغي أن يقرأ كله ثم يطبع . ثم انفض المجلس ولم أر الشيخ الألباني بعدها إلا لما أصبح يدرس في الجامعة الإسلامية )) . (2/623 )

                قال عبد الأول : ( لعل الوالد زار المدينة تلك الفترة فرأى الشيخ الألباني فيها ) .

                10 - إن صاحب كتاب "تنبيه المسلم على تعدي الألباني على صحيح مسلم ليس له ذوق ولا علم )) (2/623)

                والحمد لله رب العالمين .

                ===============

                تعليق


                • #9
                  رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                  تعليق الإمام ابن باز على محاضرة حديثيّة للإمام الألباني
                  واعتراف الألباني له بغزارة العلم


                  قال د . محمد لقمان السلفي : ألقى في تلك الأيام شيخي المحدِّث العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني محاضرة علمية على طريقة المحدّثين، واستمع الحضور إليها استماع التلاميذ إلى درس شيخهم وهابوا لمكانته واعترفوا له بعلوِّ الكعب في مجال الحديث رواية ودراية؛ وكنتُ أظن ألاّ أحد يجرؤ على الحديث بعده، وإذا بشيخي ابن باز رحمه الله قام من مكانه وعلّق على محاضرة العلاّمة المحدِّث الألباني تعليقاً علميًّا دقيقاً، وأبدى ملاحظات حديثيّة، كلّها كان يتعلّق بعلوم الحديث سنداً ومتناً؛ ثم قام المحدِّث ناصر الدين الألباني وشكر الشيخ رحمه الله واعترف له بغزارة العلم، فكانت هذه الواقعة بمثابة دليل قاطع على علوِّ كعب شيخي ابن باز وبروزه من بين معاصريه في علوم الكتاب والسنة، وهكذا ارتسخ في ذهني علوّ مكانته، وأنه الشيخ الذي يجب أن يُحتذى .

                  ==============

                  " مجلة الدعوة " ( 1706 )،
                  نقلاً عن كتاب " الإنجاز في ترجمة الإمام ابن باز " ( ص 317 / ط . دار الهجرة ) لعبد الرحمن بن يوسف الرحمة

                  تعليق


                  • #10
                    رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                    قصة الورقة الضائعة التي لم يعثر عليها الإمام الألباني
                    وأدّت لتأليفه " معجم الحديث " في أربعين مجلداً

                    قال العلاّمة الألباني رحمه الله في مقدمة كتابه ( فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية) :
                    ( ولم يكن ليخطر على بالي، وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.
                    فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي بزعمي نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها ((ذم الملاهي)) للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ، فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها، وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات لكي لا أشق على نفسي! فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأقدره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها؟ والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة تحت عنوان (مجاميع)، وفي كل مجلد منها على الغالب عديد من الرسائل والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع، والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي، لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهواً في مجلد آخر، من هذه المجلدات! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها، على التسلسل. ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته، لم أعدم ما أتعلل به، من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه، لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية!
                    وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها، باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً ، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع) البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك، أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت من قبل من الصوارف عن التسجيل.
                    ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خيطت خطأ في مجلد من مجلدات الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث)! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها، لكني سجلت عندي ما شاء الله من المؤلفات والرسائل.
                    وهكذا لك أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر؛ حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف (10000) مخطوط، دون أن أحظها بها!
                    ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ (الدست)، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
                    وحينئذ يأست من الورقة، ولكني نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا رحمهم الله تعالى، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد.
                    فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي، استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة ، إلا سجلته، حتى ولو كانت ورقة واحدة، ومن كتاب أو جزء مجهول الهوية! وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة، وهي دراسة هذه الكتب، دراسة دقيقة ، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع دراسة أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد. فإني كنت أثناء المرحلة الثانية، ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفواً، فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.
                    ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد ، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدتها فيها، مع أسانيده وطرقه، ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات! فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثاً عن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. )

                    من رسائل الإمام الألباني إلى الإمام ابن باز رحمهما الله

                    الرسالة الأولى:

                    كتابٌ من الشيخ الألباني إلى الشيخ ابن باز حول ترشيح الشيخ الألباني ليَقُومَ على تصحيح نسخة «فتح الباري» المُعَدَّةِ للطَّبْعِ، وتتضمن اقتراحات للإمام ابن باز حول طباعة وإخراج " فتح الباري " لابن حجر :


                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    من محمد ناصر الدين الألباني إلى فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
                    فإنِّي أحْمَدُ إليكُمُ اللهَ الذي لا إله إلا هو، وأسْأَلُهُ أنْ يُدِيمَ عليْنا وعليْكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وبَاطِنَةً،
                    أما بعد؛
                    فقد تلقَّيْتُ منذُ أمَدٍ كتابَكُم الكريمَ المؤرَّخَ في 20 شوال سنة 1378هـ، وقد عَلِمْتُ ما فيه مِنْ عَزْمِكُم على طبْعِ «فتح الباري» طبْعَةً جيِّدَةً، وأشْكرُ لكُم حُسْنَ ظنِّكُم بأخيكم؛ حيْثُ رشَّحْتُمُوني لأقومَ على تصْحيحِ نُسْخَتِه المُعَدَّةِ للطَّبْع، ومقابَلَتِها بالنُّسَخِ المطبوعة، والمخطوطة .
                    ولكنِّي أرَى أنْ تعْفُونِي مِنَ القيامِ بذلك، وتُكَلِّفُوا به غيْري؛ لا لِشَيْءٍ إلاَّ لِأنِّي أرَى أنَّ الوقتَ الذي يتطلَّبُه هذا العملُ الهامُّ، إذَا صَرَفْتُهُ فيما هو أمَسُّ باخْتِصَاصي، من خِدْمَةِ السُّنَّةِ، وتمْييزِ الصَّحِيح من الضَّعِيفِ منها، واسْتِنْبَاط الأحكام، والتفقُّهِ فيها أوْلَى مِنْ ذلك .
                    ولهذا أقْتَرِحُ عليكم أنْ تَنْظُروا في اقْتِرَاحِنا الآتي:
                    أنْ تأمُروا بإرْسَالِ المَلْزَمَةِ بعد الانتهاءِ من تصحيحِها، وإعدادِها للطبع؛ لأُلْقِيَ عليها نظرةً سريعةَ؛ لعَلِّي أعْثُرُ على بعض الأخطاء؛ فأُصَحِّحَها، ثم أعلِّقَ على بعْضِ المواطن التي يبْدُو لي ضرورةُ التَّعليق عليها، ويُمْكِنُ حَصْرُ ذلك بالأُسُسِ التَّالية :
                    1 - التنبيه على حديث صحيح ضعَّفَه المؤلِّفُ، أو سكَتَ عنه.
                    2 - التنبيه على حديث ضعيف قوَّاه المؤلِّفُ، أو سَكَتَ عنه.
                    3 - التَّصْرِيحُ بالحَقِّ الموَافِقِ للكتاب والسنَّة في المسائِلِ الَّتي تَعَرَّضَ الشَّارِحُ لها بتفْصيلٍ دُون أنْ يُرَجِّحَ قوْلاً .
                    4 - تَوْضِيحُ بعْضِ الموَاطِنِ التي تحتاجُ إلى إيضاح ـ لا سيَّما ما كان فيها ذا صِلَةٍ بالعقيدة السلفية ـ، وليس ذلك على طريقة الاسْتِقْصَاء والتَّتَبُّعِ؛ فإنّ هذا يَتَطَلَّبُ فرَاغاً وجهداً كبيراً، وإنَّمَا على قَدْرِ ما يتيَسَّرُ لنا .
                    وباختصار: نرَى أنَّ إخْرَاجَ الشَّرْحِ بهذه التَّحْقيقَاتِ أنْفَعُ للنَّاس،لا سِيَّماَ وقد بَلَغَني مِنْ مَصْدَرٍ ثِقَةٍ، أنَّ أحَدَ المغَارِبَةِ مِنَ المُحَدِّثِين مِنَ المُتَصَوِّفَةِ، قَدْ أعَدَّ العُدَّةَ لطَبْعِ هذا الكتاب أيضاً، ولا شكَّ أنَّه سيُعَلِّقُ عليه تعليقاً يوجِّهُ فيه القُرَّاءَ إلى ضلالاتِه وبِدَعِهِ، التي مِنْها : حَمْلُهُ الحديثَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ...» قالوا : وفي نجْدِنَا يا رسول الله؟ قال: «هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ » الحديث... ممَّا يحْمِلُهُ على إخواننا المُوَحِّدِين من أهل نجد، ويُسَمِّيهِم؛ بَلْ يُلَقِّبُهُم بالقَرْنِيين.
                    وهذا الحديثُ في البخاري ـ كما تعلمون ـ، أفلا ترَوْنَ ضرورةَ التَّعْليقِ عليْهِ، وعلى أمْثَالِه ممَّا يصْرِفُهُ المُبْتَدِعُون عنْ حقيقته،ويسْتَغِلُّونَهُ للردِّ على الموَحِّدِين، وتَأْييدِ إشْرَاك الضَّالين من المسلمين ؟
                    ثُمَّ إنَّنا نغْتَنِمُ هذه المناسبةَ لنُقَدِّمَ إليْكُم بعْضَ الاقتراحَاتِ المتعَلِّقَةِ بطَبْعِ الكتاب، حتَّى يَخْرُجَ أنيقاً مَرْضِيًّا:
                    1 - ذِكْرُ الباب في نصف السطر.
                    2 - ترقيم الكتب والأبواب بأرقام متسلسلة بحيث ينحصر عدد أبواب كل كتاب؛ فإنَّ ذلك ممَّا يُسَاعِدُ على الانتفاعِ من الفهارس الموضوعة للبخاري ككتاب " مفتاح كنوز السنة "
                    3 - إعطاءُ كُلِّ حديثٍ رقماً متسلسلاً إلى آخر الكتاب ـ وبذلك يتَّضِحُ عددُ أحاديثِ البخاري ـ على أن يكون أول السطر.
                    4 - ذكر الباب كعنوان في منتصف الشرح.
                    5 - ذكر الباب في رأس كل صفحة.
                    6 - تشْكيلُ ما يُشْكِلُ من الشَّرْحِ.
                    7 - إصدارُ كُلِّ مجلَّدٍ على عِدَّة أجزاءٍ، كما فعلوا أخيراً بلسان العرب، والطبقات الكبرى؛ تيسيراً على الرَّاغبين في شراء الكتاب أنْ يَشْتَروه .
                    8 - تغْليفُ كُلِّ جُزْءٍ بغلاف ملوَّنٍ منْقُوشٍ، على نمط «اللسان» و«الطبقات».
                    هذا ممَّا يحْسُنُ لنا ذِكْرُه، ونسألُ اللهَ تعالى أنْ يُوفِّقَكُم لطبْعِ الكتاب على غايةٍ من الصِّحَةِ والكمال، واللهُ تبارك وتعالى يتولَّى جزاءَكُم .
                    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعلى مَنْ كان عندكُم من الشيوخ والأساتذة والإخوان.

                    أخوكم / محمد ناصر الدين الألباني
                    دمشق 28/11/1378هـ

                    الرسالة الثانية

                    كتاب من الشيخ الألباني إلى الشيخ ابن باز يتضمن شكراً ودعاءً على جهود بذلها الشيخ ابن باز في سبيل تيسير زيارة الشيخ الألباني وعلاجه .

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
                    إلى سماحة الأخ الشيخ أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز الموقَّر قوَّاكُم الله، وثبَّتَكُم، وأحْسَنَ إليْكُم .
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
                    وبعد؛
                    فإنِّي أتقدَّمُ إلى سماحتكم بالشُّكرِ الأخويِّ الجزيل، على ما بذلتموه من جُهودٍ حَثِيثَةٍ في سبيل تيْسِيرِ شَأْن زيارتي للملكة العربية السعودية، وتسهيلِ ظروف معالجتي في مستشفياتها.
                    وإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يختار لي الصَّالِحَ مِنْ أمْرِي، وأنْ يُهَيِّئَ لي في هذا الشَّأْنِ خَيْرَ ما يَنْفَعُني في ديني ودنياي .
                    وعملاً بقوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ: لَايَشْكُرُ اللَّهَ »؛ أقولُ لسَمَاحَتِكُم: جَزَاكُمُ اللهُ خيْراً على ماتبْذُلُونَه لإخوانِكُم وأبنائِكُم، وسدَّدَكُم بالحقِّ إلى الحقِّ، وثبَّتَ خُطَاكُم إلى مَزِيدٍ مِنْ الحَقِّ.
                    أقول ذلك أيضاً من باب قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَنَعَ إلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوه، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا أنْ تُكَافِئُوهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أنْ قَدْ كافَأْتُمُوهُ»، وخَيْرُ الدُّعاءِ في هذه المناسبة، أنْ أقُولَ ـ كما في الحديثِ الآخَرِ ـ: جَزَاكُمُ اللهُ خيْراً؛ لقَوْلِه: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ, فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اَللهُ خَيْراً؛ فَقَدْ أَبْلَغَ فِي اَلثَّنَاءِ».
                    وكذلك أقَدِّمُ شُكْرِي إلى كُلِّ أخٍ في الله ـ مهْمَا كان موْقِعُه ـ ممَّنْ بَذَلُوا، ويَبْذُلون مِنْ جُهْدٍ في تسهيل ما أشَرْتُ إليه سابقاً .
                    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

                    عمان 28 شوال 1418هـ
                    أخوكم / محمد ناصر الدين الألباني

                    ===========

                    الإبْرَاز لبَعْض المُكَاتَبَاتِ بيْن َالشَّيْخَيْن الألباني وابن باز

                    الشيخ حسن آيت علجت
                    نقلاً عن كتاب «الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء» لمؤلِّفِه الشَّيْخِ محمد بن إبراهيم الحمد

                    تعليق


                    • #11
                      رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                      لقاء الإمام الألباني بقسيس لبناني على متن قطار، ومحاورته له حول مسألة التشبّه بالآخرين وموقف الإسلام منها


                      الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين .

                      أما بعد، فقد تفضّل الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير حفظه الله بإعطائي تفريغه لشريط لقائه مع الشيخ الإمام الألباني، والذي تمّ في عمان / الأردن في 12 / 5 / 1413 هـ ، ويتضمّن هذا الشريط سرد لقصة لقاء الإمام الألباني مع أحد القساوسة اللبنانيين على متن قطار، والحوار الذي ابتدأه الشيخ مع القسيس حول مسألة التشبّه بالآخرين وموقف الإسلام منها، فرغبت إلى الشريف حفظه الله بإعطائي اللقاء لأضعه بين يديّ الإخوة، فلبّى طلبي كما عهدته مسارعاً دائماً لنشر العلم والخير جزاه الله خيراً، وها هي المادة، وقد أبقيت نص الحوار كما هو ولو تخلّله بعض العبارات العامية الشامية حفاظاً على كلام الشيخ رحمه الله :


                      يقول الإمام الألباني رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى :


                      جمعني مرة قطار مع رجل من النصارى من قسيسي «لبنان» وهو ركب ودخل في غرفة وأنا ما انتبهت له وكان معي بعض الشباب فأسرَّ اليَّ قال الآن صعد إلى القطار قسيس فدخل غرفة من غرف القطار طبعًا فهمت أنا لسان حاله يقول عليك به فأنا قمت ودخلت الغرفة «اللي» كان هو جالس فيها تعرف القطار فيه صفين من الكراسي طوال هو جالس هناك في الزاوية وأنا دخلت «وين» أجلس قلت في نفسي ما ينبغي أن أجلس تجاهه لان هذا سيثيره فأنا جلست بعيدًا عنه جلست أفكر كيف أدخل معه في الموضوع .

                      ثم الله عز وجل تفضل وجاء بالمناسبة دخل شخص من المنطقة التي وقف القطار هناك ليركب الركاب وكنت أنا أعلم مسبق أن في الأمس القريب بني بزوجه فهو يسلم على إخواننا قلت وأنا أتقصد «بقى» الآن تحريك القسيس قلت: أخوكم هذا بني بأهله في الأمس فباركوا له بتبريك الرسول عليه السلام ولا تباركوا له بتبريك الجاهلية الأولى وجاهلية القرن العشرين فأنا أقول وقولوا معي بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير أما تبريك الجاهلية الأولى والأخيرة «بالرفاء والبنين» وكم مرة كان البنون وباءً على الآباء وانطلقت أتكلم بما يسر الله عز وجل .

                      وأذكر جيدًا بدأت اذكر بعض مناقب وفضائل الإسلام في الأمة الجاهلية الأمية التي لا تكتتب ولا تحسب، بينما هناك فارس و الروم فرسول الله صلى الله عليه وسلّم علمهم خير الدنيا والآخرة نهاهم أن يشربوا من الإناء أو الكأس المثلوم فيه ثلمة فانتهوا لم ؟ ما يدرون والشعوب كلها ما كانت تدري إلا في هذا القرن العشرين ماهو السبب تبين لهم أن هذا الكسر تتراكم عليه جراثيم ميكروبات دقيقة ودقيقة جدًا لا ترى إلا بالمكبر المجهر فالإسلام باسم الدين نهاهم عما يضرهم باسم الطب قال لا تفعلوا كذا أفضت في مثل هذا حتى شعرت بأن القسيس امتلأ و«بدّه يتكلم " وذلك ما أبغي .

                      فأخذت «شوية» ( قال أبو معاوية البيروتي : كلمة عامية شامية يُقصَد بها : بعض أو قليل ) نفس فانطلق هو انظروا الآن الفرق بين المسلم الذي هداه الله وبين الكافر الذي أضله الله كيف أنا تسلسلت حتى وصلت لهدفي «شوف» ( قال أبو معاوية البيروتي : كلمة عامية يُقصَد بها : انظر ) هو كيف فجأني قال: إذا كان الإسلام هكذا فلماذا المسلمين يكفرون «أتاتورك»؟ «شوف»، ما في ربط أبدًا و لا فيها التسلسل العلمي المنطقي ، دخلنا معه في الموضوع من الشاهد قلت ـ بسمونها منا يا أبونا بقولوا له ومن حكمة الله أن كان موجود يومئذ عسكري في الجيش الانجليزي «ها» «اللي» ( قال أبو معاوية البيروتي : كلمة عامية يُقصَد بها : الذي ) جاء إلى سوريا بعد خروج «فرنسا» في الجيش الفيش الفرنسي إلى آخره المهم كان في واحد نصراني لبناني أيضًا عسكري ـ وتحدث معه بينت له أن المسلمين ما كفروا «أتاتورك» لأن هو مسلم لا لأن هو تبرأ من الإسلام حينما فرض على المسلمين نظامًا غير نظام الإسلام و من جملتها مثلاً انه سوَّى في الإرث بين الذكر والأنثى والله يقول عندنا: ] للذكر مثل حظ الأنثيين [ [النساء:11] ثم فرض على الشعب التركي المسلم القبعة قال هو : ايش فيها؟ القبعة هذا لباس ـ سماه هو ـ بأنه لباس أممي ما عاد يعني خاص بمن يخالف الإسلام إلى آخره و«بعدين» هذه العادات والأزياء ما لازم يكون فيها التشدد هذا .

                      قلت له : الجواب من ناحيتين: الناحية الأولى ـ هو مثقف الخبيث يعني وتعرف أن القسيسين دراستهم تكون دراسة واعية خاصة إذا كانوا نسبوا للتنصير الذي يسمونه بالتبشير ـ قلت له أنت تعلم أن مقومات الشعوب هي المحافظة على لغتها و تاريخها وتقاليدها فالإسلام من كماله ذكرت له «بقى» الأحاديث التي دائمًا نحن نذكرها معكم في سبيل المحافظة على الشخصية المسلمة «من تشبه بقوم فهو منهم»... إلى آخره ولذلك فالإسلام يريد للأمة المسلمة أن تحافظ على شخصيتها حتى في مظهرها لأن الظاهر عنوان الباطن وهذا ثابت في الفلسفة الحديثة اليوم هذا الذي ثبت عندنا في الشرع اليوم وصلوا إليه أن الظاهر يؤثر في باطن الإنسان، كنت قرأت قديمًا كتاب لأهل الأوربيين طبعًا أنا لا أحسن اللغة الأجنبية إلا لغتي الألبانية طبعًا، مترجم هذا الكتاب اسمه فلسفة الملابس الحقيقة أنا استفدت من هذا الكتاب التالية: يقول شئ مشاهد بالعين ما يحتاج إلى إيمان بالغيب رجل فقير يكون عليه الثياب البالية تلاقيه ماشى بمسكنة وبتواضع و إلى آخره، ألبسه ثياب جديدة جميلة بتلاقيه انتصب «هيك» ( قال أبو معاوية البيروتي : كلمة عامية شامية يُقصَد بها : هكذا ) ومشى وكأنه لسان حاله مثل ما يقولوا عندنا في الشام «يا أرض اشتدي ما حد عليك قدِّي» هذا تغيَّر بهذا اللباس الظاهر تأثر في الباطن بالأول كان يمشى ذليلاً حقيرًا وإذا به ينتصب هكذا قويًا تكلمت معه في هذا الموضوع لذلك الإسلام يأمر المسلمين بالمحافظة على زيهم ولباسهم ، فرضنا.

                      قلت له ـ وهنا الشاهد الآن وقد طال المجلس فنختصر على هذا إن شاء الله: قلت له: نفترض أن فيه هناك مصلحة للشعب التركي المسلم في أن يفرض هذا الحاكم المسلم ـ زعم ـ الذي أبى أن يستمر على اسمه الإسلامي «مصطفى جمال باشا» فحذف هذا الاسم وسمى حاله «أتاتورك»: لو كان حقيقة هناك في مصلحة للشعب التركي أن يلبسه هذا الزى الكافر كان باستطاعته أن يضع شعره قلت له في «برنيطات» ( قال أبو معاوية البيروتي : كلمة عامية شامية يُقصَد بها : قبعات ) يتعرفوا إلى الظل والى "زيق: مثل شاطئ من قماش كان باستطاعته.

                      السائل: أن يبقى الرأس عادي:

                      الجواب : لا هي نفس القبعة «بس» في عليها مثل ما أدري «شو» بتسموه قماش ابيض اخضر ازرق إلى آخره فكان بإمكانه هذا الحاكم إذا أراد فعلاً أن يحقق مصلحة هؤلاء الأتراك المسلمين بوضع قبعة أن يميز القبعة المسلمة من القبعة الكافرة بأن يضع الشريط الأبيض فكل من رآه يقول إن هذا مسلم قلت له المجتمع الإسلامي كتلة واحدة ولذلك لتحقق هذه التكلفة ربطهم بنظام متفرع لكن كله يجمع الأمة ويجعلها أمة واحدة ، من ذلك «حق المسلم على المسلم خمس: يسلم عليه إذا لقيه»(1) هذا السلام حينما المسلم في الشعب المسلم يُضُيَّع شخصيته المسلمة بدأ ينفك هذا الرباط الذي ربطه الإسلام بمثل هذا النظام وهو «إذا لقيته فسلمَّ عليه» فأنا إذا مشيت في الطريق ورأيت مسلمًا متبرنط بالبرنيطة ( قال أبو معاوية البيروتي : كلمة عامية شامية يُقصَد بها : لابس قبعة ) أنا «راح» أقول في نفسي هذا «مو» هو أحمد هذا انطونيوس أو جورجوس أو ما شابه ذلك فسوف لا أسلِّم عليه لكن لما يكون عليه شعار الإسلام حينئذ يكون الرباط مستمر بيني وبينه فلا يجوز إذًا نحن أن نعامل المسلمين كما ترى أنت في معاملة النصارى أن هذا لباس وليس له علاقة بالدين ثم ضربت له المثال الذي كبَّله بالحديد قلت له : هل أفهم من كلام أن أنت الآن ـ هو واضع القلنسوة السوداء ولابس جبة سوداء عريضة مثل بعض المشايخ بلا تشبيه يعني ـ قلت أرأيت أنت الآن لو رفعت هذه القبعة من رأسك ووضعت العمامة البيضاء على الطربوش الأحمر وضعته بديلها هذا «معليش» عندكم؟ قال: لا لا قلت لم؟ هذا لباس ما له علاقة بالعقيدة وبالدين قال: لا نحن رجال دين «هون بقى أنا كمشته» قلت له: هذا هو الفرق بيننا وبينكم نحن أكبر مسلم و أصغر مسلم هو رجل دين أما أنتم فرجال دين ورجال لا دين فما لا يجوز لكم يجوز لغيركم وكانت القاضية وهذا الحديث كله من دمشق إلى «مضاية» ( قال أبو معاوية البيروتي : هي قرية من قرى محافظة دمشق على مقربة من الحدود اللبنانية ) مسافة خمسين كيلو متر والخبيث تمنيت أن أستطيع أجلس مع شيخ مسلم مثل هذه الجلسة أقدر أتفاهم أنا و إياه شئ مؤسف جدًا، «هداك» الجندي اللبناني الانجليزي في الجيش الانجليزي لما دخلنا معه في مناقشته في عقيدة التثليث ما التثليث «شو» يقول هداك: والله يا أبونا كلام الشيخ أو الأستاذ ما ادري «شو» قال يومها والله كلامه مقبول وهو نصراني، لان فطرة الله يعني مثل الإسلام كله فطره، فالحمد لله يعني نحن يجب أن نفهم الإسلام ونطبق منه ما نستطيع .

                      تعليق


                      • #12
                        رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                        لقاء المحدث الألباني مع مجلة البيان الإسلامية


                        كنت اقلب اعداداً من مجلة البيان في مكتبتي ..فوقع نظري على احدها وفيه لقاء بالمحدث الالباني...
                        فاحببت ان اضعه هنا لمافيه من الفوائد والحديث عن بعض كتبه والجامعة الاسلامية وغير ذلك من الفوائد

                        س : فضيلة الشيخ عندما قمتم بتدريس مادة الحديث في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية كان لكم دور بارز في إيجاد تيار من الشباب المتعلم الذي يبحث عن الدليل الشرعي ، ويهتم بالحديث ، والبحث عن تخريجه وتمييز الصحيح من الضعيف ، هل أنتم راضون عن هذا التيار ، وهل هو في ازدياد وانتشار ؟

                        ج : ليس لي صلة بالجامعة ، ولما تركتها أو تركتني ، كنت أتردد ما بين آونة وأخرى في سبيل مراجعة بعض المحاضرات هناك .
                        لم تعد الظروف تساعدني على التردد عليها لذلك لا أعرف واقعها الآن .
                        ولكن بصورة عامة لا تزال قائمة بواجبها في نشر الثقافة الإسلامية السلفية ، ولا شك أن بعض إخواننا من الطلاب الذين كانوا يوم كنا ندرس هناك مادة الحديث ، هم الآن أساتذة ودكاترة ، ولا أدري هل التأثير ما يزال مستمراً كما كان في العهد الأول أم ازداد ، هذا مما لا سبيل لنا إلى معرفته إلا بالتردد على الجامعة والاطلاع على مسيرتها .

                        س : ولكن هناك ملاحظة ، على بعض هؤلاء التلاميذ أو تلامذتهم ، عندهم خشونة أو قسوة في عرض المنهج ، ألا ترون أنّ هذا يجب أن يصحح ؟

                        ج : نعم ، نحن نقول كما قال رب العالمين (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وهذا يجب ان يوجه الى جميع الدعاة

                        س : هل لكم ملاحظات على التيار السلفي في البلاد العربية والعالم الإسلامي ؟ وما هي ؟
                        ج : باعتقادي أن التيار السلفي والحمد لله اكتسح الأجواء الإسلامية كلها ،وأكبر دليل على ذلك أن الذين كانوا بالأمس القريب يعادونه أصبحوا يتزلفون إليه ،ويتبنون اسمه ، هذا يبشر بخير ، لكن في الواقع أرى أن الدعوة السلفية والتي يعود إليها الفضل فيما يسمى اليوم بالصحوة الإسلامية ، وإن كان كثير من الدعاة الإسلاميين يتجاهلون هذه الحقيقة ، ولا يربطون الصحوة بالدعوة السلفية الحقة ،
                        لكن الحقيقة هي أن الصحوة الموجودة اليوم والتي يعبر عنها بالرجوع إلى الأصل(الكتاب والسنة) ، ونحن نعبر عن هذا الرجوع بعبارة أدق كما هو معلوم من محاضراتنا .
                        إن الدعوة إلى الكتاب والسنة يجب أن يقرن بها الدعوة إلى منهج السلف
                        الصالح في فهم هذين المصدرين الوحيدين ، وإن كان الآخرون لا يدندنون حول هذا المنهج مع أنه ضروري جداً ، إذ عدم الاهتمام به هو سبب الفرقة القديمة المعروفة تاريخياً ، والفرق الحديثة الموجودة اليوم ، ولم يكن سبب هذا وذاك إلا عدم الرجوع إلى فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح .
                        أقول : إن الدعوة السلفية - مع انتشارها وما نتج عنها من هذه الصحوة
                        العصرية - مجملة تحتاج إلى علماء يبينون أولاً تفصيل الكلام حولها ، وتوسيع دائرة الدعوة السلفية ، إنها هي الإسلام بكل تفاصيله تجمع كل شؤون الحياة .
                        هذا التعميم في البيان للدعوة السلفية بحاجة إلى علماء عاشوا حياتهم يدرسون الكتاب والسنة ويدعون الناس قولاً وكتابة وعملاً ، فإن كثيراً من الشباب الذين يتبنونها ، يستعجلون الدعوة إليها قبل أن يفهموا تفاصيلها ، ومن آثار ذلك كثرة الرسائل والمؤلفات التي تطبع في العصر الحاضر من مؤلفين عديدين جداً ، ولا تكاد تجد في هذه الكثرة الكاثرة من هؤلاء من يشار إليه بأنه شيخ ، وأعني بكلمة شيخ المعنى اللغوي (مسن وكبير) وأعني أيضاً المعنى العرفي : أنه متمكن في علمه ، هذا الشباب المتحمس لم يدرس الإسلام دراسة على الأقل تسوغ له أن يؤلف وأن يدعو الناس سواء بكتاباته أو بمحاضراته .


                        س/ ظاهرة الكتب الكثيرة الآن ظاهرة غير صحية ؟
                        ج : أبداً أبداً تنبئ بصحوة ، وتنذر بآن واحد ، ومن نتائج هذه الظاهرة كثرة الناشرين والطابعين مع قلتهم في الزمن السابق ، القلة السابقة وإن كانوا اتخذوا الطباعة والنشر مهنة للعيش -وهذا لا بأس به شرعاً - ولكن كانوا في الغالب يشكلون لجاناً علمية ، لا يطبع الكتاب إلا بعد مروره على هذه اللجنة .
                        أما الآن مع الأسف الشديد نجد الأمر أن النشر هو للتجارة وليس لخدمة العلم ، وتجد لافتات ضخمة يقال أن هذا الكتاب قام على تحقيقه أو التعليق عليه لجنة من أهل الاختصاص وحينما تقرأ تحزن لكثرة الأخطاء المطبعية ، مع شعورك بأنه لم يحقق !
                        تعاون المؤلفون المحدثون مع الناشرين في غزو المكتبات بشتى المؤلفات ، تجد رسائل متعددة في موضوع واحد ، هذا يأخذ من هذا وهذا يأخذ من ذاك وليس هناك علم جديد .

                        قبل أمس اتصل بي أحد الجزائريين ، أعجبتني لغته . مع أن لغة الجزائريين صعبة فلهجتهم غير لهجتنا ولكن هذا الأخ كانت لهجته عربية فصحى لا يلحن ، ماذا سألني ، قال : أنا بصدد جمع أوهام الحافظ الذهبي في تلخيصه للمستدرك التي أشرت إليها في كتبك حيث تقول أنت مثلاً : أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، فما رأيك ؟ قلت له : لا تفعل ، ولئن فعلت فاجمع لنفسك ، لأني
                        أريدك ألا تكون إمعة ، ولا مقلداً ، لا لبكر ولا لزيد ولا لناصر ، نريد منك أن تنشر جهدك واجتهادك وكل إنسان يستطيع أن يجمع قول فلان مع قول فلان ويؤلف رسالة ، ماذا يستفيد الناس من هذا المجهود هكذا أقول لطلاب العلم ، لا تتسرعوا في التأليف والنشر وأضرب لهم مثلاً : عندي كتاب هو أول كتاب يمكن أن يقال أنه تأليفي وهو في مجلدين واسمه : ( الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير )
                        ألفته وكان عمري 25 سنة ، حينما يراه الإنسان يتعجب من الجهد ومن العناية بالخط ، أما الآن بعد أن بلغت من الكبر عتياً أستفيد منه كثيراً ، ولكن لا أرى أنه صالح للنشر ، لماذا ؟
                        لأنني أستدرك على نفسي بنفسي، وهناك مثال واضح جداً ، كنت أنا مع الجمهور الذين إذا رأوا حديثاً بإسناد كل رجاله ثقات إلا شخصاً واحداً وثقة ابن حبان ، كنت أقول هذا إسناد صحيح ، على هذا جريت في هذا الكتاب ، لكن فيما بعد ، رأيت أن توثيق ابن حبان لا يوثق به ،
                        والآن من فضل الله علي وعلى الناس أن كثيراً ممن عنوا بعلم الحديث أصبحوا يقولون كما صرت أنا أقول لا كما كنت أقول ، ثم جدّ معي شيء عثرت عليه منذ بضع سنين أن وجه الصواب في الذي نشرته وانتشر عن ابن حبان ، الصواب فيه أنه ليس على إطلاقه ( يعني لا يقول أحد أن توثيق ابن حبان لا يوثق به ) تبين لي هذا من الممارسة العملية ، هذه نقطة لم تذكر في علم المصطلح ، صرت أقول : توثيق ابن حبان لا يوثق به إلا إذا كان هذا الموثق له رواة كثيرون عنه ، إذا كانوا ثقات ، عندئذ تطمئن النفس إلى الاعتداد بتوثيق ابن حبان ثم حصلت عجائب ، الناشئون الذين أخذوا تنبيهي الأول صاروا يردون علي :
                        أنت لماذا تصحح هذا الحديث وفيه فلان ، لم يوثقه إلا ابن حبان ؟ !

                        طبعاً أبين لهم الآن أنه تكشف لي كذا وكذا .. وليس بشيء تفردت به ، هذا غير مذكور في علم مصطلح الحديث ، لكن يفهمه الإنسان بالممارسة ..
                        الخلاصة ، نحن نريد الآن من الناشئ ألا يتسرع .

                        س : بعض الناس ينتقدون منهج الجامعات الإسلامية في طرق التعليم ، وأنهم لا يخرجون طلبة علم مؤهلين ليكونوا علماء ، ما هي الطريقة المثلى للتعلم برأيكم ؟

                        ج : الجامعات ليس بإمكانها أن تخرج علماء ، لكن الجامعات تهيئ الطلبة ليكونوا علماء ، والحق أن الذين يتخرجون لا يقومون بواجبهم ، لا يتابعون الاستفادة من القواعد العلمية والتوجيهات التي تلقوها من أساتذتهم لينكبوا على العلم ، ثم عند النضج العلمي كتابة ومحاضرة ونشراً ، فأصبح جل هؤلاء المتخرجين همهم أن يصبحوا أساتذة ومعلمين أو أن يصبحوا موظفين كبار في بعض الدول.

                        إن مصيبة العالم الإسلامي اليوم هي فقدان التقوى ، فقدان التربية ، وفي اعتقادي أن الناس لا يختلفون في أن العلم وحده لا يكفي بل قد يضر صاحبه .


                        س : أعتقد أن هناك ضعفاً في طرق التعليم ، وكذلك في المناهج المقررة ، مارأيكم ؟

                        ج : ليس عندي دراسة للمنهج حتى أفيدك ، ولكن عليك أن تلاحظ في الجامعات عدد السنين التي وضعوها والأوقات التي حددوها والتي لا تساعد على دراسة العلم كما كانوا قديماً يدرسون ، في بعض جامعات الهند أو في بعض الحلقات على الطريقة القديمة كنت أسمع أنهم يدرسون الكتب الستة فعرفت فيما بعد أنهم كانوا يدرسونها للبركة ، الأوقات التي تنظم في الجامعات لا تساعد على التوسع في المناهج ،
                        أضرب لك مثلاً بشخصي : أنا يوم كنت هناك بالجامعة ، كان من المقررات الجزء الأول من (سبل السلام) فأنا ما استطعت أن أنهي من المقرر إلا أقل من الربع ، لأني كنت أدرس الحديث الواحد في حصتين ، ضاق الطلاب ذرعاً ،فراحوا يشكونني إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة يومها ، وكنا نلتقي بالرئيس والأساتذة فقال لي : إن الطلاب يشكون من تطويلك ،
                        فقلت له : صحيح ،لكن هناك أقوال وأحكام مختلف فيها بين المذاهب ، لا بد أن أذكر دليل كل واحد وأعمل تصفية ،
                        فقال لي : اكتف بما يحضرك ، ولا تذكر كلام العلماء بالتفصيل .

                        الطلاب الذين يتخرجون إن لم يتابعوا الخطأ في الدراسة ويتوسعوا فيها لانجد بينهم علماء ، والسبب أن الطالب عندما يأخذ شهادة الدكتوراه يصبح أستاذاً في الجامعة أو يتوظف في دائرة من الدوائر ، فهو لا يستثمر المفاهيم والقوانين التي تلقاها ، كما لا يتفرغ للعلم وللعلم فقط .


                        س : ألا ترون إحياء حلقات العلم إتماماً للدراسات الجامعية ؟
                        ج : نعم ، ولكن نعود إلى المشكلة ، من الذي يدرِّس ؟
                        س : نعود إلى بعض النواحي العلمية ، سمعت من بعض الإخوة الدكاترة في الجامعات الإسلامية وطلبة العلم نقداً لطريقتكم في تقسيم كتب السنن إلى صحيح وضعيف
                        يقولون : ربما يتبين لكم بعدئذ أن هذا الحديث ضعيف أو العكس ، فما
                        رأيكم ؟

                        ج : هذا ممكن وواقع وماذا يريدون ؟

                        س : لو تبقى سنن أبي داود وتعلقون عليه في الهامش فيبقى الكتاب كاملاً كما ألفه أبو داود ؟

                        ج : هذه مشكلة ، ولكن لنترك صحيح أبي داود وضعيفه .
                        أنا عندي الآن سلسلتان : الصحيحة والضعيفة كما تعلم ،
                        وكثيراً ما يقع أن أنقل حديثاً من الصحيحة إلى الضعيفة ، وبالعكس ، وهذا مستنكر عند الجهلة ، ومقبول مشكور جداً عند أهل العلم ؛ ما الفرق بين الصورة الأولى والصورة الأخرى ؟
                        ربما بعد سنوات نعيد طبع سنن أبي داود وأنا من فضل الله علي نادراً ما
                        أعيد طباعة كتاب إلا وأعيد النظر فيه ، لأنني متشبع أن العلم الصحيح لا يقبل الجمود ، وأنا أتعجب من مؤلف ألف كتاباً من عشرين سنة خلت ويعيده كما هو لا يغير ولا يبدل ، ما هذا العلم ، هل هو وحي من السماء ؟ أم جهد إنسان يخطئ ويصيب ، ولنفرض أننا استجبنا لهؤلاء وأعدنا طباعة الكتاب وانتقلت أحاديث من الضعيف إلى الصحيح وبالعكس فنعود لنفس القضية ،
                        ومن الممكن أن ننقل هذا الاقتراح إلى مختصري للبخاري ، ولكنهم لم يقولوا : دع البخاري كما هو ؛ ولكنهم يقرونه ولا ينكرونه ،
                        وأنا أقول الحقيقة انني لما بدأت بتقسيم سنن أبي داود من
                        نحو أربعين سنة إلى صحيح وضعيف ، عرضت وجوه النظر أمامي تماماً ، قلت :أفعل هذا أو هذا ، ثم ترجح عندي وأيدني في ذلك بعض الأدباء الحريصين على العلم مثل الأخ حمدي عبيد ، أيدني في جعل السنة قسمين ، ترجح عندي وفي داخل مشروعي تقريب السنة بين يدي الأمة من جهة ، ومن جهة ثانية تقريب السنة الصحيحة وليس الضعيفة ، وبعدئذ لا خوف ، لأن عامة الناس ليسوا بحاجة إلى معرفة الضعيف ، وإنما يحتاج ذلك خاصتهم ، فإذا كان رجل من عامة الناس أقدم له
                        صحيح أبي داود وأقول هذا حسبه ، أما الخاصة فيجب عليهم معرفة الضعيف ، فالمفروض أنهم موجهون للناس .
                        لقد ترجح عندي ذلك وقدوتي في ذلك الأئمة :
                        أئمة الصحاح مثل البخاري ...
                        .
                        س : أستاذنا ، هل هناك بعض الفتاوى الفقهية ، قلتم بها من زمن ثم رجعتم عنها لإطلاعكم على أدلة أقوى ؟

                        ج : ربما بلغك عني إشاعة أني تراجعت عن القول بتحريم الذهب المحلق على النساء ، فهذا كذب ، وربما هناك إشاعات أخرى وكلها ليس لها أصل .

                        س : نعود إلى النقطة التي ذكرتموها في أول الحديث ، وهي أن منهج أهل السنة يحتاج إلى تفصيل حتى يساعد المسلمين عل حل مشكلاتهم .
                        هل نستطيع أن نقول أن الخطوط العريضة لهذا المنهج ، وأعني طريقة تفكير واستدلال أهل السنة هو ما كتبه الشافعي في الرسالة أو الشاطبي في الموافقات أو ابن تيمية في كثير من كتبه وخاصة (درء تعارض العقل والنقل) ؟

                        ج : نعم هؤلاء العلماء الذي ذكرتهم من نوادر علماء المسلمين ، الذين يتمثل المنهج العلمي السلفي في كتبهم .

                        س : أستاذنا هل عندكم زيادة عما كتبه الأخ الشيباني بالنسبة لحياتكم الشخصية ؟

                        ج : ليس عندي زيادة وما كتبه فيه الكفاية .
                        س : سؤال أخير ، ما هي نصيحتكم للشباب المسلم في هذا العصر ؟
                        ج : نصيحتي في ناحيتين : ربما فهمت الأولى من كلامي السابق ، أن يتفقهوا بالدين اعتماداً على قوله : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) وأن لا يكتفوا بالعلم دون العمل ، لأن الحقيقة التي ألمسها لمس اليد كما يقال أن أكثر شبابنا الناهض اليوم همته في النواحي الفكرية دون الناحية العلمية
                        والعملية لذلك أنا أنصح هؤلاء أولاً أن يتوسعوا ما استطاعوا بمعرفة العلم الصحيح المستقى من الكتاب والسنة إما بأشخاصهم إذا أمكنهم أو بالاستعانة بأهل العلم ، وأن لا يقدموا على شيء يصدر عنهم عن جهل اعتماداً على ثقافتهم القليلة الضحلة ، هذامن جهة ،
                        ومن جهة أخرى أن يهتموا بالعمل أكثر مما يهتمون بالعلم ، لأننا نرى
                        مع الأسف الذين يهتمون بالعلم أكثرهم لا يعملون ، وبالأولى أن الذين لا يهتمون بالعلم ألا يعملوا ، فليعكسوا الأمر ، عليهم أن يهتموا بالعمل أكثر من العلم ، فإذا كان أهـل العلم يتركون العمل ، فالأحرى بغيرهم ممن لا يعلم أن يترك العمل أيضاً ،فعلى أهل العلم وطلبته أن يصرفوا جهودهم إلى العمل ويعكسوا الحال الحاضرة إلى علم وعمل كثير لتتعدل كفة النقص في المجتمع .
                        فكما لا ينفع علم بلا عمل فكذلك لا ينفع عمل دون علم وهذه حقيقة - ولله الحمد - متفق عليها بين علماء المسلمين ، هذه نصيحتي للشباب المسلم الناشئ في هذا العصر .








                        اجرى اللقاء رئيس تحرير المجلة
                        في عددها 33
                        ربيع الآخر 1411هـ
                        والله الموفق

                        ========================

                        نقل اللقاء الراية

                        تعليق


                        • #13
                          رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                          كيف كانت العلاقة بين الشيخين الألباني وعبد القادر الأرناؤوط ؟



                          الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا رسول بعده، وعلى آله وصحبه .

                          أما بعد، فإن الشيخ عبد القدر الأرناؤوط يثني على علم الشيخ الألباني بالحديث. لكن الشيخ لا يوافقه على آرائه الاجتهادية في المسائل المعروفة التي أفتى فيها الشيخ الألباني بما أداه إليه اجتهاده كمسألة الذهب المحلق وغيرها. لكن هذا في العلم، أما القلبُ، فأشهد أن الشيخ يحبه و يجله، و الشيخ ناصر يحبه و يجله. و إن كنت ترى الألباني يرد عليه، فهذه يا أخي طريقته المعروفة في عدم محاباة أحد في الحق كائناً من كان. و الشيخ إذا زار الأردن زار الشيخ ناصر الألباني . و الألباني رحمه الله كذلك يكرمه و يجلّه. بل إن أحد الثقات نقل لنا أن الشيخ الألباني سئل عمن تنصح بأخذ أحكامه على الأحاديث من بعدك فقال: الشيخ عبد القادر الأرنؤوط.

                          و أشهد لقد كان بعض المغرضين في مجلس الشيخ من سوء أدبهم: كلما تكلم الشيخ ذكروا الألباني و خلافه. كأنما يريدون غضبةً من الشيخ عبد القادر في حق الشيخ الألباني –كما هي طريقة من لم يتأدب بأدب العلم و ما أكثرهم في مجالس العلماء و للأسف–، فقال الشيخ عبد القادر قولة شديدة فيها إلجام لهؤلاء –بعد أن عرف قصدهم–: «الشيخ ناصرٌ صاحبُنَا و صديقُنا ليس بيني و بينه شيء، ذاك شعيب الأرنؤوط».

                          لأن كثيرا من عوام السلفيين يخلطون بين الشيخ شعيب الأرنؤوط و شيخنا عبد القادر، و يظنون أن بينهما نسباً. و ليس الأمر كذلك، فالشيخ عبد القادر ليس بينه و بين شعيب نسب، و الألباني أقرب إلى شيخنا بلدةً من شعيب، و كلهم أصولهم ألبانية كما قال شيخنا. و الشيخ عبد القادر سلفيٌّ معتقَداً و عِلماً و طريقةً و سُلوكاً، بخلاف شعيب الأرنؤوط فلا يزال حنفياً، و في تعليقاته العقدية ما فيها، و قد انتقده غير واحد فيما كتبه على السير و غيره، كما فعل الدكتور محمد بن خليفة التميمي. و لو سلمنا أنه بينهما شيء، فماذا كان؟ نجرح من خالف الشيخ الألباني هكذا! إن الأمر المتنازع فيه يُنظر فيه و يُستَمع فيه إلى أقوال المتنازعين كما قرِّر في موضعه من كتب الفقه.

                          و مع هذا فقد سأل أحد إخواننا الشيخ عن علاقته بالألباني هل هي قوية؟ فأجاب بأنها جيدة و هو يزوره إذا نزل الأردن، و أن الألباني يرسل له مؤلفاته الجديدة، و أراه منها صحيح الأدب المفرد و ضعيفه. وهل تعلمون: أن الشيخ عبد القادر يُدرِّس صحيح الأدب المفرد للألباني ؟ بل قد ينظر في كتب الألباني كالصحيحة و الإرواء و الضعيفة بحضرة طلبته دون أي حرج، إذا ما أراد أن يستخرج الحديث. هكذا الشيخ عرفناه لا يستحي من تدريس كتاب الألباني، لأن العلم رَحِمٌ بين أهله.

                          و أما عن علاقته بابن باز، فقد أرسله ابن باز إلى ألبانيا للدعوة. و لا يزال الشيخ إلى اليوم يسافر إليها للدعوة و تعليم الناس. فالشيخ يتقن اللغة الألبانية، مما ساعده على سهولة مخاطبة المدعوين.

                          من رحلة الشيخ الألباني في بريطانيا



                          قال الألباني رحمه الله : كما يقال: إن أنسى فلن أنسى، القصة التالية التي وقعت لي ثم أتيحت لي أن أسافر سفرة إلى بلاد أوروبا في سبيل الاتصال بالجاليات الإسلامية هناك وخاصة في بريطانيا، فانتهت رحلتي إلى بلد تبعد عن لندن نحو مائة وعشرين كيلو متر، نسيت اسمها، قيل لي بأن هناك داعية مسلماً طيباً صالحاً فذهبت إليه والوقت رمضان، فلما جلسنا على مائدة الإفطار جلسنا جلسة شرعية على الأرض، هو رجل باكستاني أو هندي لست أذكر، منظره ملتحي لكن لابس الجاكيت والبنطلون وزيادة على ذلك الجرافيت، أنا الحقيقة سررت بسمته وبهديه وبمنطقه وإلى حد كبير بفهمه الإسلام، لكن ما أعجبني مظهره اللا إسلامي، ونحن على مائدة الإفطار تكلمت على ما يشبه الموضوع السابق فيما يتعلق خاصة بنهي الشارع عن تشبه المسلم بالكافر وفصلت بشيء من التفصيل أن التشبه أنواع؛ أسوأها ما يفعل لمجرد التشبه بالكفار وليس فيه فائدة للمتشبه، وضربت على ذلك الجرافيت، العقدة هذه، ومن طيب الرجل أنه استجاب فوراً، ففك العقدة ورماها أرضاً، فسررت جداً لهذه الاستجابة السريعة، لكن سرعان ما أزعجني باعتذاره عن وضعه لعقدته، قال: نحن نعيش هنا في بريطانيا والبريطانيون ينظرون لإخواننا الفلسطينيين نظرة خاصة، ومن عادة الفلسطينيين أنهم لا يضعون هذه الجرافيت ويفكون زر القميص ويبقى الصدر مبين من أعلى، فهم ينقمون على الفلسطينيين، ولذلك فهو لكي لا يتشبه بالفلسطينيين الذين يمقتون من قبل البريطانيين وضع هذه العقدة، فقلت له سامحك الله ليتك سكت عن هذا التعليل؛ لأن هذا التعليل أقبح من الفعل، يعني أنت تهتم بنظرة الأوروبيين الكفار البريطانيين لإخواننا الفلسطينيين المسلمين نظرة تحقير لما بينهم من عداء للحق ... مع إخواننا الفلسطينيين، فأنت تهتم برأي هؤلاء الكفار ولذلك لا تريد أن ينظروا إليك نظرتهم إلى إخوانك المسلمين، هذا أكبر دليل على أن البيئة تؤثر في الساكنين فيها والعايشين معها؛ لذلك نهى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - عن معاشرة الكفار؛ لأن ظاهرهم يؤثر في باطن المسلمين، ويؤثر في أخلاقهم وفي مفاهيمهم .

                          ============

                          شريط سلسلة الهدى والنور ( 625 )،
                          نقلاً عن جامع تراث الإمام الألباني في العقيدة

                          تعليق


                          • #14
                            رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                            اللقاء الأول كأنه مر يوما على سمعي لا أذكر، لما كنت أعكف على أشرطة الشيخ رحمه الله
                            فجزاك الله خيرا على التذكير بعقيدة الولاء والبراء ظاهرا وباطنا
                            * * * * * * * *
                            واللقاء الثاني للشيخ رحمه الله مع المجلة كان شيقا مفيدا للغاية فالشيخ كان عالما معلما محدثا قدوة لغيره ، لقاءاته دائما علمية نافعة فجزاه عنا كل خير ونصيحته للشباب غالية تكتب بماء الذهب .
                            * * * * * * * *

                            بالتوفيق أخي الكريم أبا عبد السلام ودعائي لك بالثبات .

                            تعليق


                            • #15
                              رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                              الشيخ الألباني يقل بسيارته أمريكي في إحدى طرق سوريا، ويناقشه في عقيدة أن الله في كل مكان


                              كنت مرة منطلق من حلب إلى إدلب، ومن إدلب إلى اللاذقية غرباً هناك في سوريا، وكان معي أحد إخواننا اسمه عبد الرحمن شلبي، ذهبنا إلى اللاذقية من إدلب، تعرفون الأوروبيين عندهم طريقة الشحاذة، الذي يكون في سيارة مجاناً ماذا يعملوا.
                              مداخلة: ... ستوب بيسموها.
                              الشيخ: ما أعرف، يوقف شحاذ في الطريق بس بطريقة عصرية، وأنا ماشي بسيارتي وبجانبي صاحبي، طبعاً مسرعين بعض الإسراع، أو كثير الإسراع، ما أدري ... ، المهم بعدما قطعنا شوطاً سمعنا أن هناك شخصاً رافع إبهامه، وقفنا هكذا وتطلعنا بالمرآة، فعلاً: ما رأيك يا عبد الرحمن، دعنا نأخذه معنا، السيارة فاضية، الشاهد، رجعنا والله، وإذ بالرجل أمريكي، وزوجته واقفه ... ، ولكن ليست واقفة علناً، (واقفة) جانباً، فلما أوقفنا السيارة أشار إليها، فقلت (لأخينا) عبد الرحمن، إذاً: سنقطع الطريق معهما بعدما عرفنا أنهم أجانب، الشاهد: ركبوا الاثنين ومشينا، صاحبي يرطن الانجليزية، أما أنا لا أرطنها، حسبي ألبانيتي.
                              بدأ قلت له: اسألهم من أين هم، ... حتى وصلنا: ما هي عقيدتك أنت في الله عز وجل، قال: في كل مكان. هذه عقيدة الدكتور، غرابة أن تكون عقيدة واحد كافر أمريكي، ليس هناك غرابة، فقلت أنا لصاحبنا: قل له كذا .. قل له كذا .. وهو يترجم ... حتى وصلنا إلى بيت القصيد، قال لي: والله هذا هو المعقول، المعقول أن الله فوق المخلوقات كلها؛ لأنه كان وليس هناك خلق، لا زمان ولا مكان، كيف يقال أن الله في كل مكان .


                              مع الإمام الألباني في حجّته الأخيرة


                              قال الأخ عبد الرحمن الفاهوم حفظه الله :
                              سألت عمي الشيخ ( عزت خضر أبو عبد الله ) ... فقال أنه كان برفقة الشيخ - رحمه الله - في حجته الأخيرة ...

                              قال الشيخ عزت خضر : أنا لم أفارق الشيخ الألباني - رحمه الله - في حجته هذه إلا عندما كان يزور ابنته في جدة ،
                              وفي آخر يوم قال الشيخ الألباني للشيخ عزت : نريد أن نرجع إلى عمان ولن نرجع إلى المدينة ، لأنه كان قد وعدهم بالرجوع إليهم وإلقاء بعض الكلمات ، ولكنه لم يستطع لأنه كان متعباً جدًّا، حتى أن صوته قد ذهب - بُحَّ صوته من كثرة الكلام - فرجعوا مباشرة من جدة إلى عمان .

                              قال الشيخ عزت خضر : دعى الشيخ ابن باز الشيخ الألباني على طعام في منطقة العزيزية , فكان الشيخ الألباني متعب ولم يستطع الذهاب لتلبية الدعوة ، فقال للشيخ عزت خضر : اذهب للشيخ ابن باز وبلغه سلامي واعتذر له عني لأني متعب ولن أستطيع الذهاب ، فذهب الشيخ عزت لتلبية الدعوة وتلبية طلب الشيخ الألباني .

                              وأيضا قال الشيخ عزت أنه قال للشيخ الألباني وهم في منى وقد كانوا داخل الخيمة : لماذا لا نخرج خارج الخيمة ؟ فقال الشيخ الألباني : لا أريد الخروج ، أريد أن أذكر الله تعالى ، فلعلّي لا أحج بعد عامي هذا .
                              وبالفعل لم يحج الشيخ بعد حجته هذه، فكانت آخر حجة حجها رحمه الله .



                              __________________


                              دقة الشيخ الألباني رحمه الله في المواعيد


                              قال الشيخ أبو إسلام صالح طه : كان الشيخ الألباني رحمه الله يُربينا على الدقة في المواعيد، ومِن أمثلة لك أنني كنت إذا دعوته الى زيارتي
                              أو صحبته الى دعوة كان رحمه الله لا يتأخر ولا يتقدم عن الموعد المضروب له ويقول:
                              الذهاب قبل الموعد كالتأخر عن الموعد، فالتأخر عن الموعد يُربك صاحب الدعوة،
                              وحدَث أن دعوته يوما عندي الساعة الواحدة ظهرا فوصل بسيارته قبل الموعد
                              بربع ساعة فبقي في سيارته جالسا ولم ينزل حتى حان الموعد ...
                              ولم أكن أعلم بوجود الشيخ إلا أنَّ الذين كانوا برفقة الشيخ ذكروا لي ذلك،
                              فلما سألتُ الشيخ عن ذلك فقال: لأنك قبل الموعد تكون مشغولا
                              بالاستعداد لاستقبال الضيوف في الموعد المحدد ... فإذا دخلنا عليك قبل
                              الموعد شغلناك عما أنت فيه من استعداد وتجهيز لاستقبال ضيوفك ...
                              فرحم الله شيخنا ...
                              ما أدق فقهه! وما أشدَّ حرصه على العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                              وكان رحمه الله إذا دُعيَ لا يأخذ أحدا معه حتى يستأذن له صاحب الدعوة،
                              وذاتَ مرةٍ دعوته قائلا: يا شيخنا، أدعوكم للغداء عندي غدا،
                              وأنا أقصد دعوته هو وزوجته أمُّ الفضل، وفي اليوم الثاني جاء في الموعد وحده،
                              فقلت له: أين أمُّ الفضل؟
                              فقال: أنت لم تذكر لي أن أحضر أم الفضل معي، ونحن نلتزم الدقة في الكلام .


                              تعليق

                              يعمل...
                              X