إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مجلس مدارسة لمعة الاعتقاد (2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الأسئلة :
    1- ما الدليل على أن القرآن العظيم من كلام الله تعالى ؟

    الدليل على أن القرآن العظيم من كلام الله ،قوله تعالى : (( وإن أحد من المشركين استاجرك فأجره حتى يسمع كلام الله ))[التوبة:6] يعني القرآن.[شرح الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله-،ص 120].

    2- ما معنى [ منه بدأ وإليه يعود ] ؟

    [منه] من الله [بدأ] يعني تكلم الله به لا من اللوح المحفوظ ولا من غيره ،ولا من محمد ولا من جبريل، بل هو من الله -جل وعلا- منه بدأ وإليه يعود في آخر الزمان. [شرح الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله-،ص 122].


    3- عرف كل من المحكم والمتشابه في القرآن والخاص والعام


    المحكم هو الذي لا يحتاج في تفسيره إلى غيره ،والقرآن كله محكم بمعنى أنه متقن قال تعالى :"كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت "[هود 1].والمتشابه هو اللفظ المجمل الذي في تفسيره إلى غيره والقرآن كله متشابه بمعنى أنه يشبه بعضه بعضا في الحسن والصدق وحلاوة اللفظ كما قال تعالى:"الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها "[الزمر 23 ].يعني يشبه بعضه بعضا في الحسن والإتقان والفصاحة والبلاغة،قال تعالى :"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هنّ أم الكتاب واُخر متشابهات: [آل عمران 7 ].
    [شرح الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله-،ص 124].
    العام هو اللفظ الشامل لكل الأفراد،والخاص هو اللفظ الخاص بطائفة،مثل ذلك،قوله تعالى :"إن الإنسان لفي خسر "[العصر2 ]هذا لفظ عام لجميع الإنسان جميع البشر "إلا الذين آمنوا" [العصر 3 ]هذا خاص .
    [شرح الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله-،ص 128]

    4- ما معنى إعراب القرآن في الحديث والأثر ؟

    من قرأ القرآن فأعربه ،يعني قرأه قراءة صحيحة ليس فيه لحن ،والإعراب : معناه السلامة من اللحن فمن قرأ القرآن قراءة سليمة من اللحن فله بكل حرف عشر حسنات لأن الحسنة بعشر أمثالها ، ومن قرأه قراءة غير معربة لعجزه عن ذلك فله أجر لكنه دون أجر من يتقن القراءة ،لهذا جاء في الحديث :"الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة،فهو أعظم أجرا من الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه ويشق عليه".
    [شرح الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله-،ص 125 و126]

    5- من أين يفهم قول المصنف [ ولا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بما لا يدرى ما هو ولا يعقل ] أن القرآن كلام الله ؟

    [ما تحداهم الله إلا بشيء من جنس كلامهم ،حروف وكلمات وجمل من جنس كلامهم ، يعرفون معانيه ،يعرفون تراكيبه بحكم أنهم عرب فصحاء فهو تحداهم أن يأتوا بشيء يشبه هذا القرآن العظيم مما هو من كلامهم ،ولم يتحداهم بشيء لا يقدرون على حروفه أو على الكلمات التي يتخاطبون بها أو شيء لا يعلمون معناه ،هو كلام عربي فصيح ،تراكيب من حروف وكلمات جمل،ومعانيه معروفه لديهم ،لأنه بلغتهم وبلسانهم الذي يتخاطبون به فيما بينهم .قال الله سبحانه وتعالى "ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين" [الشعراء 198و 199] "ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت ءاياته ءأعجمي وعربي" [فصلت 44] .كيف ينزل قرآن أعجمي على قوم عربي؟
    [شرح الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله-،ص 134]

    6- أذكر نبذة من الفوائد التي ذكرها الشارح في هذا الفصل


    الفوائد:

    -القرآن هو كتاب الله وهو كلام الله ،وله أسماء كثيرة ،فهو كتاب الله لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب في المصاحف ،وهو كلام الله لأنه تكلم به -جلا وعلا لا كلام غيره،وهو القرآن وهو الفرقان وهو الذكر الحكيم وهو الهدى والبيان،إلى آخر أسماء القرآن العظيم مما يدل على عظمته لأن الشيء إذا كثرت أسماؤه وصفاته دل على عظمته.
    -نزل القرآن بأفصح اللغات وهي لغة قريش،فلا أفصح من القرآن العظيم في ألفاظه وكلناته ومعانيه.وهو سور وآيات وكلمات وحروف.
    -القرآن يطلق عليه كله أنه محكم،ويطلق عليه كله أنه متشابهنويطلق على بعضه أنه محكم وعلى بعضه أنه نتشابه،وهذا ما يسمى بالإحكام والتشابه العام والإحكام والتشابه الخاص.
    -في القرآن الكريم ناسخ ومنسوخ ،وفي هذا رد على اليهود اومن شابههم الذين ينكرون النسخ ،فالناسخ والمنسوخ ثابت في القرآن ،وذلك من رحمة الله ولطفه بعباده وإحسانه إليهم أنه يشرع لهم في كل وقت ما يناسبهم.
    -الحروف المقطعة التي جاءت في أوائل السور من القرآن بلا شك ،وهي تارة تأتي حرف وتارة حرفين وتارة تكون ثلاثة حروف فأكثر،ومن العلماء من يقول في هذه الحروف: الله أعلم بمراده بها . فلا يتكلمون فيها ،ومنهم من يقول:إن هذه الحروف المقطعة في أوائل السور إشارةإلى الإعجاز.

    تعليق


    • #17
      أنا أردت اقتباس الأسئلة ....والجواب يكون تحت السؤال.يعني السؤال مقتبس والإجابة من نقلي...المهم تم التعديل،وجزاك الله خيرا وأعانك على المدارسة.

      تعليق


      • #18
        1 ـ ما الدليل على أن القرآن من كلام الله تعالى؟
        بين المصنف أن من كلامه جل وعلا القرآن الكريم، فمن كلام الله القرآن وهو الفرقان وهو الكتاب المنزل وذكر كثيرا من أوصافه، نزل به الروح الأمين على قلب محمد –صلى الله عليه وسلم – بلسان عربي مبين ، إنه كلام الرب سبحانه وتعالى (( لاَ يأتِيهِ البَاطل مِن بينِ يديهِ ولاَ من خلفِهِ تنزيل من حَكِيمٍ حَمِيد))
        2 ـ ما معنى منه بدأ وإليه يعود؟
        لم يشرح الشيخ هذه الجملة
        3ـ عرف كلا من المحكم والمتشابه في القرآن والعام والخاص؟
        لم يعرف الشيخ هذه التعريفات
        4 ـ ما معنى إعراب القرآن في الحديث والأثر؟
        لم يذكر الشيخ هذا في شرحه
        5 ـ من أين يفهم قول المصنف (ولا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بما لا يدري ما هو ولا يعقل) أن القرآن كلام الله
        لم يشرح الشيخ هذه العبارة
        6 ـ ذكر نبذ من شرح الشيخ:
        لقد ركز الشيخ "السحيمي" حفظه الله في شرحه على رد شبه المعتزلة والأشاعرة والماتريدية، وبين ضوابط لابد من اعتبارها في القرآن الكريم من انها كلام الله، قال (( ولابد من تحقق هذه الضوابط في هذه المسألة، ولعلنا حتى نضبطها أن نجعلها في عناصر ثمانية حتى تفهم جيدا، وكلها قد دلل عليها الشيخ بالآيات الكريمة والأحاديث وأقاويل السلف
        أولا: أن القرآن هو كلام الله المنزل من عند الله ، إنه كلام الله حقيقه لفظه ومعناه
        ثانيا: أنه سمعه جبريل من اللله وسمعه نبينا –صلى الله عليه وسلم – من جبريل
        ثالثا: انه سمعه بحرف وصوت، الله تكلم به بحرف وصت، فكل حرف منه قد تكلم به الله، ولم يشذ عن ذلك حرف واحد، والمقصود أن الله يتكلم بصوت وحرف مسموعين، فالقرآن مما تكلم فيه بالحرف والصوت وقد كتبت في ذلك رسالة عظيمة ألفها الإمام "السجزي" تلميذ الإمام "أحمد" بعنوان (الحرف والصوت)، وقد حققها الدكتور "محمد باكريم محمد باعبد الله" عميد كلية الدعوة وأصول الدين سابقا
        رابعا: أن غير مخلوق ، وهو كلام الله الحقيقي وأنه منزل
        خامسا: أن القرآن المحفوظ في الصدور هو كلام الله
        سادسا: أن القرآن المتلو بالألسن هو كلام الله
        سابعا: أن القرآن المكتوب في المصاحف هو كلام الله
        ثامنا: أن الكلام المسموع من القارئ أو التالي الذي نسمعه عندما يقرأ أحدهم القرآن هو كلام الله
        تاسعا: أن الحبر والورق مخلوقان، ومداده والرق مخلوقان كما يقول ابن القيم –رحمه الله-
        ويمكننا أن نختصر هذا كله فنقول ، لكن الشيخ عندما ذكر هذا بأدلته أطال : القرآن هو كلام الله تعالى الذي نزل به جبريل على قلب نبينا –محمد صلى الله عليه وسلم – لفظه ومعناه وأنه منزل غير مخلوق سواء كتب عن المصحف أو تلي باللسان، أو حفظ في الصدور ، أو سمع من القراء كل ذلك كلام الله، ومداده والرق مخلوقان ، المداد الذي هو الحبر، والرق الذي هو الورق.
        لماذا ألحقنا الأشعرية والماتريدية بالمعتزلة في القول بخلق القرآن وهم لم يصرحوا بالقول بخلق القرآن؟
        لأن قولهم أن الكلام هو حديث النفس ومن ثم فإن الكلام المسموع ليس كلام الله بل هو مخلوق
        بل منهم من صرح وخصوصا الماتريدية، صرح بأن القرآن مخلوق لكنه في الأصل كلام الله النفسي.
        ـ بعض شبه المعتزلة والرد عليها:
        ـ فمن ذلك تعلقهم بقوله تعالى ((اللهُ خَالقُ كلِّ شَيء)) والقرآن شيء فيكون داخلا في عموم (كل) فقوله ((اللهُ خَالقُ كُلِّ شَيء)) أي جميع المخلوقات بمن فيها القرآن، هذا الذي زعموا،و
        (كل) إنما تأتي بحسب السياق فقد تعم كل شيء وقد تخص أشياء معينة
        انظر إلى قوه تعالى ((تُدَمِّر كُلَّ شَيءٍ بأَمرِ رَبِّهَا)) هل دمرت السماوات والأرض والجبال ، وإنما دمرت كل شيء أراد الله تدميره، أو يقبل التدمير ومن ذلك قول الله تعالى عن بلقيس (وَأُوتيت مِن كُلِّ شَيء)) هل المقصود أن بلقيس لم تفقد شيئا مما خلق الله وإنما أوتيت من كل شيء مما يؤتاه معاصريها من الملوك
        الأمر الثاني: (كل) يكون معناها بحسب السياق الذي هو فيه
        فتبين أن القرآن لا يدخل في عموم (شيء) وإنما الله خالق كل شيء مخلوق وغير مخلوق لا يدخل في المخلوق هنا
        يؤيد ذلك أنهم متناقضون في ذلك الباب ما هو تناقضهم؟
        لقد جعلوا ما كان مخلوقا غير مخلوق وجعلوا ما ليس مخلوقا مخلوقا
        جعلوا كلام الله ضمن المخلوقات بدعوى أن داخل في عموم (كل)
        الثاني أفعال العباد مخلوقاته فجعلوها غير مخلوقة حيث أخرجوا أفعال العباد أن تكون مخلوقة لله عز وجل
        المقصود أن المعتزلة جعلوا القرآن الذي هو غير مخلوق جعلوه مخلوقا بإدخالهم إياه في عموم (كل) بينما ناقضوا أنفسهم فأخرجوا المخلوقات من أن تكون مخلوقة، فزعموا أن أفعال العباد ليست من خلق الله بل العبد هو الخالق لفعله، فالله خالق العبد والعبد خالق فعله، ولم يفهموا قوله تعالى ((واللهُ خَلقَكُم وَمَا تَعمَلُونَ)) فبذلك جعلوا ما كان مخلوقا ليس بمخلوق ، وجعلوا ما ليس بمخلوق مخلوقا.
        لعل بعضهم يستدل بقوله تعالى ((إنَّا جعلنَاهُ قُرآنًا عربِيًّا)) فزعموا أن (جعل) هنا بمعنى (خلق)، والجواب أن لـ (جعل )حالتين إن تعدّت إلى مفعولين فهي بمعنى (صيّر)، وإن تعدّت إلى مفعول واحد فهي بمعنى (خلق)، وقول الله تعالى (إنّا جعلناه قرآنًا عربِيًّا) تعدّت إلى كم مفعول إلى مفعولين فهي بمعنى (صيّر) أي صيّرناه قرآنا عربيّا، بدليل قوله (إنَّا أنزَلنَاهُ قُرآنًا عربِيًّا) ولم يقل (خلقناه)، أما (خلق) التي بمعنى (جعل) فهي التي تتعدّى على مفعول واحد ومثالها (وجَعلَ الظُّلمَاتِ والنُّور) أي (وخلق) فتبيّن ن (جعل التي جاءت في القرآن أي (إنَّا صيَّرناهُ قرآنا عربيا) ولم يكن المقصود (إنا خلقناه قرآنا عربيّا)
        قد يتشبّثون بقول الله تعالى ((إنَّه لقولُ رَسُولِ كَريم)) بدعوى أن الله وصف القرآن بأنه قول رسول كريم، وهو في سورة الحاقّة قول نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- وفي سورة التكوير قول جبريل –عليه السلام-، فما الجواب عن هذه الشبهة؟
        إن الكلام يعاد إلى من قاله ابتداء لا بمجرد النطق به بالحال، فإن الذي يقرأه ب الحال فإنه يكون قارئا أو مبلّغا أو موصّلا أو تاليا أو نحو ذلك، فلو قرأت القرآن الآن ، هل يقال أن القرآن كلامك أنت، أم كلام الله؟ كلام الله وإنّما أنت مهمتك أنك قرأت، إذن معنى قوله ((إنّه لقول رسُولِ كرِيم)) (إنه لتبليغ رسول كريم) بلّغ به جبريل النّبي –صلى الله عليه وسلم-، ونبينا بلّغه للأمة، إذن الكلام ينسب إلى من قاله ابتداء، لا إلى من بلغه، هذه بعض الشبه التي يتعلقون بها.

        أمّا الأشعرية والماتريدية فقالوا إن القرآن عبارة أو حكاية عن كلام الله
        وهم ما عندهم دليل من القرآن ولا من السنة، إنما عندهم بيت لرجل نصراني
        إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
        وهذا البيت والاستدلال به مردود من عدّة وجوه
        الوجه الأول: أن البيت غير ثابت في ديوان الأخطل الشاعر النصراني المعروف، شعره حجة من حيث اللغة ، ولكنه ليس حجة في الشرع
        الوجه الثاني: على افتراض صحة ثبوته فإنه نصراني، والنصارى يقولون باتحاد اللاهوت بالناسوت، وقوله (إن الكلام لفي الفؤاد) يوحدون بين الكلام المنطوق وبين الكلام الذي يدعون أنه في الفؤاد فيشكل وحدة واحدة بناء على قولهم باتحاد اللاهوت بالناسوت، يعني اتحد كلام الناس بكلام الله تبارك وتعالى، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، إذن العقيدة مأخوذة من عقيدة النصارى
        الوجه الثالث: المشهور في نطق هذا البيت هو
        إن البيان لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على البيان دليلا
        يعني البيان يبدأ بتفكير في الفؤاد ثم ينطق به باللسان
        الوجه الرابع: من المعلوم أننا لو قلنا أن الكلام هو المعنى القائم بالنفس، لحوسب وعذّب كل من خطرت بباله وسوسة بمجرّد طروّ تلك الوسوسة ، والصحابة خافوا من هذا، هو لا يسمى كلاما لكن عندما نزلت بعض الآيات التي يفهم منها شيء من ذلك جثوا على ركبهم لما نزل قول الله تعالى ((للهِ مَا فِي السَّماواتِ ومَا فِي الأرض إن تُبدُوا مَا فِي أنفُسكِم أَو تُخفُوه يُحاسِبكم بِه الله)) جثوا على الرّكب وقالوا أينا لا يجد شيئا في نفسه حتى نزلت الآية ((لَها ما كسبَت وعلَيها ما اكتسبت)) والكلام الذي في النفس لا يسع الإنسان رده، فطمأن الله المؤمنين بقوله ((لاَ يُكلِّف الله نفسًا إلا وُسعهَا )) فسرّي عنهم، ثم أكد ذلك بقوله ((ربَّنَا لا تُؤاخِذنَا إن نَسِينَا أو أخطأنَا ...)) ، ويؤيد ذلك قوله –صلى الله عليه وسلم-: (( إنَّ اللهَ تجَاوزَ عن أمتَّه ما حدَّثت بِه أنفسهَا مَا لم تتكلّم بِهِ أو تعملهُ))
        خامسا: من المعلوم أن الكلام يبطل الصلاة، لكن لو أنّ إنسانا وسوس في صلاته بناء على قاعدة الأشاعرة تعدّ صلاته باطلة، لأنه ما من أحد غلا ويجد في نفسه شيئا من حديث النفس، وقد اجمع العلماء على أنّه من حدّثته نفسه بشيء فإن ذلك لا يبطل الصلاة وهذا محل إجماع، وعندها يتضح بطلان مدّعاهم.
        ـ أقوال اللفظية، الذين قالوا لفظي بالقرآن مخلوق، وهذه الكلمة صار يردّدها بعض المعطلة ، فإذا ما سئلوا قالوا نحن نقصد حركات اللسان والشفتين ونحو ذلك، أقصد تلفظي ولا أقصد ملفوظي، فإن صدر ذلك عمن عرف على أنه على منهج السلف يلتمس له أنه يعني حركة اللسان، فليس المقصود الملفوظ وغنما المقصود حركة التلفظ
        وإن كان الذي قال هذا من المؤولة عُلم أنه يريد ان يحتال، فيعتبر كلامه بعينه كلام الجهمية، لأن يعني ملفوظه، وملفوظه هو القرآن، ولذلك ردّ الإئمة على الإمام ابي حنيفة عندما صدر منه مثل ذلك، وإن كان هو غير متهما في أنه يعني به الملفوظ لا يمكن ان يتصور ذلك.
        شرح الشيخ السحيمي من بداية الدقيقة 25.30 إلى الدقيقة 50 تقريبا
        التعديل الأخير تم بواسطة أم مريم البتول; الساعة 03-Jan-2010, 01:10 AM.

        تعليق


        • #19
          س1) ما الدليل على أن القرآن العظيم من كلام الله تعالى ؟
          هذا هو معتقد أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله، ألفاظه ومعانيه، وأن كلام الله اسم للفظ والمعنى، وأنه حروف، أن الله تكلم به بحرف وصوت يسمع، وكذلك التوراة والإنجيل والزبور، كلها من كلام الله، التوراة والزبور والإنجيل والقرآن، كلها كلام الله -عز وجل- تكلم بها، والقرآن كلام الله ألفاظه ومعانيه، ليس كلام الله اللفظ دون المعنى، ولا المعنى دون اللفظ، بل الألفاظ والمعاني، وهو حروف وصوت، تكلم الله به بحرف وصوت يسمع، وهو منزل غير مخلوق، كلام الله منزل غير مخلوق؛ لأنه صفة من صفاته سبحانه وتعالى.
          الشريط الثالث الدقيقة [ 47:15 ]
          ـ الدليل قوله تعالى {ولو أن ما فى البحر من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} ـ هذا دليل ولكن ذكره الشيخ فى موطن آخر , فلم يذكر هنا دليل .

          س2)ما معنى [ منه بدأ وإليه يعود ] ؟
          منه بدأ وإليه يعود، منه بدأ تكلم الله به، وإليه يعود يوم القيامة، أي: يعود في آخر الزمان. إذا ترك الناس العمل به رفع في آخر الزمان، وهو من أشراط الساعة الكبار، فإذا ترك الناس العمل بالقرآن نزع في آخر الزمان، من أشراط الساعة الكبار، يصبح الناس لا يجدون في صدورهم آية، ولا في مصاحفهم آية، نعوذ بالله، وهذا من المصائب، هذا في آخر الزمان، شرط من أشراط الساعة الكبار، منه بدأ وإليه يعود. نعم.
          الشريط الثالث الدقيقة [ 54:27 ]

          س3)
          عرف كل من المحكم والمتشابه في القرآن والخاص والعام .
          المحكم : ما كان معناه واضحا ويدل على هذا آية آل عمران { هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات وأخر متشابهات}
          فالمحكم الواضح المعنى .
          والمتشابه : هو الذى يشتبه معناه , والطريقة عند أهل العلم هو أن المتشابه يرد إلى المحكم يفسربه , وأما أهل الزيغ فإنهم يتعلقون بالمتشابه { فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} وأما الراسخون فى العلم فيقولون أمنا به .
          فالمتشابه إذا تشابه عليك شئ من القرآن ترده إلى المحكم , فمثلا إذا استدل النصرانى بقوله تعالى { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } قال نحن للجمع تدل على أن الآلهة ثلاثة , الله , وعيسى , ومريم , { إنا نحن } ضميرللجمع نقول له أنت من أهل الزيغ , فهذا من المتشابه اشتبه عليك رُدَّه للمحكم , وهو قوله عز وجل { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } فسر هذا بهذا , يقول { إنا نحن } هذا للواحد ليعظم نفسه , العرب تقول نحن , يقول الواحد ليعظم نفسه نحن , كما يقول الملوك نحن فعلنا كذا , نحن هزمنا الجيش , نحن أمرنا بما هو آت وهكذا .
          نعم المحكم يأتى بمعنيين : المتقن الذى لا خلل فيه , وياتى بمعنى المحكم واضح المعنى { تلك آيات الكتاب الحكيم } من المحكم , { منه آيات محكمات } يعنى واضحات .
          الشريط الثالث الدقيقة [ 1:24:25]
          لم يذكر الشيخ شئ عن الخاص والعام .

          س4)
          ما معنى إعراب القرآن في الحديث والأثر ؟
          يعنى كون الإنسان يقرأ القرآن قراءة مستقيمة , يخرج الحروف من مخارجها , قراءة واضحة ـ ثم قرأ الطالب ـ وعلى كل حال أن يقرأ المقصود أن يقرأ الإنسان قراءة واضحة , أما إذا قرأ قراءة يسقط بعض الحروف لا , ليس له نفع , المهم أن يقرأ قراءة واضحة بَيِّنَة يخرج الحروف من مخارجها هذا هو المقصود ـ نعم ـ هذا لابد منه سواء صح الأثر أو لم يصح , لابد أن يقرأ القراءة واضحة يخرج الحروف من مخارجها , ولا يسقط شئ من الحروف , نعم .
          الشريط الثالث الدقيقة [ 1:08:57]

          س5)
          من أين يفهم قول المصنف [ ولا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بما لا يدرى ما هو ولا يعقل ] أن القرآن كلام الله ؟
          أراد بهذا الرد على الأشاعرة , الله - تعالى- تحدى البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال : { وإن كنتم فى شك مما نزلنا على عبدنا } يعني : في شك { مما نزلنا على عبدنا } يعني محمدا - صلى الله عليه وسلم- وهو القرآن { فأتو بسورة من مثله }.
          القرآن الآن من الحروف الثمانية والعشرين، مكون من هذه الحروف، ائتوا بمثله، ما استطاعوا، تحداهم أن يأتوا بمثله فلم يستطيعوا، تحداهم
          أن يأتوا بعشر سور فما استطاعوا، تحداهم أن يأتوا بسورة فما استطاعوا.
          هذا القرآن الذي بين أيديهم وهم أفصح..، كانوا فصحاء، أفصح الناس، أفصح العرب والقرآن الذي يتلى مكون من الحروف الثماني والعشرين الهجائية المعروفة، ومع ذلك ما استطاعوا، لو استطاعوا لفعلوا، لكن ما استطاعوا؛ ولهذا قال -سبحانه-:{ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } , { وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا } يعني: محمدا { فأتو بسورة من مثله } فلو كان الكلام معنى قائم بالنفس، وأن هذا القرآن الذي بين أيدينا عبارة عبر به جبريل أو محمد لكان قد أتوا بمثل هذا القرآن، هذا من أبطل الباطل، لأنهم يقولون: إن القرآن هذا عبارة عما في نفس الله، فكأنهم أتوا بمثل ما في نفس الله، نعوذ بالله، وهذا من أبطل الباطل، كلام الله حروف ومعاني، وهذا القرآن الذي أنزله سبحانه وتعالى.
          الأشاعرة يقولون: القرآن ما فيه كلام الله، بأيدنا، هذا عبارة من كلام البشر أو كلام جبريل عبر به، وإلا ما فيه شيء. لو ألقاه في المصحف وداسه بقدميه ما فيه كلام الله، نعوذ بالله، هذا من أبطل الباطل. نعم.
          الشريط الثالث الدقيقة [55:51]

          س6)
          أذكر نبذة من الفوائد التي ذكرها الشارح في هذا الفصل .
          والقرآن له حروف، حروف وألفاظ ومعاني وأجزاء وأبعاض، خلافا للأشاعرة الذين يقولون: لا يتبعض. الأشاعرة يقولون: لا يتبعض ولا يتجزأ، ولا يتعدد ولا يتكسر، شيء واحد، ويرون أن كلام الله هو المعنى فقط، وأما اللفظ ليس من كلام الله. اللفظ والحروف والأصوات هذه يقولون: ليست كلام الله، وإنما هي عبارة يعبر بها عن كلام الله، فالقرآن الذي في المصحف الذي بين أيدينا يقول: ليس كلام الله، ولكنه تأدى به كلام الله، عبارة يعبر بها عن كلام الله، وأما كلام الله فهو في نفسه لا يسمع، ليس بحرف ولا بصوت، هو المعنى القائم، ولكن الله اضطر جبريل ففهم المعنى القائم بنفسه، فعبر بهذا القرآن الذي كتب، أو عبر به محمد , وهذا من أبطل الباطل، كلام الله لفظه ومعناه، ليس كلام الله اللفظ دون المعنى، ولا المعنى دون الحروف، هو حرف وصوت.

          الشريط الثالث الدقيقة [ 48:24]
          العلماء أجمعوا على أن من أنكر كلمة أو سورة أو آية من القرآن فهو كافر , من جحد سورة , قال الله تعالى { وهم يكفرون بالرحمن } إذا جحد كلمة جحد آية أو سورة كفر وهذا يدل على أن القرآن كلام ومعانى, ألفاظ ومعانى , حروف ومعانى , وأن الله تكلم به بحرف وصوت .
          الشريط الثالث الدقيقة [ 1:15:44]
          الوعيد الشديد على من تأكل بالقرآن، وفيه الذنب على هؤلاء الذين يقيمون حروفه لكنهم يتعجلونه ولا يتأجلون، يعني: يطلبون به الدنيا ولا يريدون به وجه الله، يعني يجب على المسلم أن يخلص قراءته لله، لأن قراءة القرآن عبادة عظيمة يجب الإخلاص فيها كسائر العبادات، لا يقصد به الدنيا، ولا التأكل به، نعم.
          الشريط الثالث الدقيقة [ 1:08:09]
          شرح الشيخ عبد العزيز الراجحى حفظه الله
          التعديل الأخير تم بواسطة أم رضوان السلفية; الساعة 03-Jan-2010, 01:24 AM.

          تعليق


          • #20
            قال المصنف رحمه الله

            فصل
            والمؤمنون يَرَوْنَ رَبَّهُمْ فِي الآخرةِ بأبْصارِهِم، ويَزُورُونَهُ، ويُكَلِّمُهُم ويُكَلِّمُونَهُ، قال اللهُ تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ[القيامة:22-23].
            وقالَ تعالى: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ[المطففون:15]، فلمَّا حَجَبَ أولئك في حالِ السُّخْطِ دَلَّ علىٰ أنَّ المؤمنين يَرَوْنَهُ في حالِ الرِّضَا وإِلاّ لم يَكُنْ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ.
            وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنّكُمْ ستَرَوْنَ رَبّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هٰذا الْقَمَرَ، لاَ تُضَامّونَ فِي رُؤْيَتِهِ» حديث صحيح متفق عليه.([1])
            وهٰذا تشبيهٌ للرؤيةِ بالرؤيةِ لا للمرئيِّ بالمرئيِّ، فإنّ الله –تعالىٰ- لا شبيهَ له ولا نظيرَ.

            ([1]) البخاري: كتاب التفسير، باب قوله: ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب[ق:39].
            مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، حديث رقم (633).

            الأسئلة :

            1- استخرج فوائد الشرح المناط بك في هذا الفصل ؟

            تعليق


            • #21
              أرجو قبول الأعتذار لأنقطاعى الفترة الماضية .

              أيضا من عقائد أهل السنة والجماعة التي تميّزوا بها عن طوائف المبتدعة أنهم يعتقدون أن الله جل وعلا يُرى يوم القيامة، وأنه لا يمكن لأحد أن يراه في الدنيا كما قال جل وعلا لموسى حين سأله الرؤية قال(لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي([الأعراف:143]، فالرؤية في الدنيا ممتنعة، وأما في الآخرة فهي ممكنة؛ بل ستقع كما أخبر الله جل وعلا بقوله(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ([القيامة:22:23]، ويرى المؤمنون ربهم جل وعلا في عرصات القيامة وكذلك في الجنة، فيتمتّعون بذلك النظر إلى وجه الله الكريم، فلم يُعطَوا نعيما أعظم من رؤية الرب جل وعلا فهو أعظم النعيم وأجزل النعيم، ولهذا سماه الله جل وعلا زيادة في قوله(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ([يونس:26]، وقد ثبت عن النبي ( أنه قال «الزيادة هي النظر إلى وجه الله تعالى» رواه مسلم وغيره.
              خالف في ذلك المبتدعة فقال طائفة منهم: إن الرؤية غير ممكنة أصلا، والنظر غير واقع أصلا لا في الدنيا ولا في الآخرة . هذا كلام الجهمية والمعتزلة ومن شابههم، ويؤولون قوله تعالى(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة([القيامة:22:23] بأن (نَاظِرَة) هنا بمعنى منتظرة، فيقولون هي كقوله تعالى(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا((12)يعني ينتظرون فالنظر في هذه الآية بمعنى الانتظار(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)يعني منتظرة لرحمة الله، ومنتظرة لأمر الله جل وعلا.
              والجواب عن احتجاج المعتزلة بهذا والخوارج، ويحتج بهذا أيضا طوائف الخوارج الموجودة اليوم من الإباضية وغيرهم وكذلك أهل الاعتزال, والجواب عن هذا الاحتجاج أنه لغة غير مستقيم، فضلا عن أنه ثبت النظر ورؤية المؤمنين لربهم جل وعلا في غير ما دليل، لكنه من حيث اللغة غلط، وذلك لأن الله جل وعلا قال(إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة) ولفظ النظر صحيح أنه يأتي بمعنى الانتظار ولكنه إذا أتى بمعنى الانتظار فإنه لا يُعَدَّى بـ(إِلَى) لأنه يكون لازما، كما قال جل وعلا(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا) فلما قال (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا) ولم يعدها بإلى علمنا أن النظر هنا بمعنى الانتظار(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا) (يَنْظُرُونَ) بمعنى الانتظار أما إذا عُدي النظر بإلى فهو نظر العين لا غير ولا تحتمل اللغة غير هذا كما قال جل وعلا (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة) الدليل الثاني أنه جل وعلا قال (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة) فمن هي الناظرة إلى ربها؟ هي الوجوه، فهذا دليل على أن النظر هو نظر العين؛ لأنه جل وعلا جعل الناظر إلى الله جل وعلا هي الوجوه؛ يعني لأنها محل الإبصار وهذا ينفي الانتظار.
              وخالف أيضا في مسألة رؤية الله جل وعلا الأشاعرة والماتريدية ومن نحى نحوهم، فأثبتوا رؤية المؤمنين لربهم جل وعلا يوم القيامة، وردّوا على المعتزلة في أنهم ينفون الرؤية، فالأشاعرة والماتريدية يثبتون الرؤية من أن الله جل وعلا يُرى يوم القيامة، لكنهم يقولون نظر لا إلى جهة، ولهذا قد تجد من الأشاعرة من يُثبت الرؤية بل هم يُثبتونها، لكن تنتبه إلى أنهم يختلفون في إثباتها عن أهل السنة والجماعة، فأهل السنة والجماعة يجعلون الرؤية بالعينين إلى جهة العلو حيث الله جل وعلا، أما أولئك فيجعلونها رؤية بقُوىً يُحدثها الله جل وعلا في الأجسام يوم القيامة لا إلى جهة، وهذا غير مُتصور،..................
              ، يقول أولئك إن الله جل وعلا يقول لموسى إنك(لَنْ تَرَانِي([الأعراف:143] قال, قال جل وعلا( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ([الأعراف:143] يقول أولئك إن (لـَنْ) هنا تنفي نفيا مؤبدا، وهذا النفي المؤبد الذي حلت عليه (لَنْ) يشمل الحياة الدنيا والآخرة فلا يمكن الرؤية لا في الدنيا ولا في الآخرة بدليل قول الله تعالى: قال(لَنْ تَرَانِي([الأعراف:143] ولم يُخصص الحياة الدنيا من الآخرة، والجواب أن هذا غلط في باب النحو، وغلط على العربية، ولهذا قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الكافية الشافية غير الألفية متن أكبر من الألفية:
              ومنْ رَأَى النفيَ بِلَنْ مُؤبَّدا فقولَه أُردُد وسِواهُ فاعْبُدا (ومنْ رَأَى النفيَ بِلَنْ) وهم المعتزلة، (فقولَه أُردُد) لأنه لا يُعرف عن العرب ذلك، (وسِواهُ فاعْبُدا) لأن لن لا تدل على النفي المؤبد ودليل ذلك من القرآن أن الله جل وعلا أخبر عن مريم أنها قالت(فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا([مريم:26]، فلو كانت (لَنْ) تدل على النفي المؤبد لم يكن التقييد بقولها (الْيَوْمَ) له معنى أليس كذلك؟ فقوله جل وعلا (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا([مريم:26] ظاهر في الدليل أن (لَنْ) لا تقتض التأبيد، كما قال ابن مالك رحمه الله مبينا(لَنْ)



              من مكتبة الشيخ صالح ال الشيخ الالكترونية

              تعليق


              • #22
                1 ـ الفوائد المستخرجة من شرح الشيخ:

                1 ـ عقيدة اهل السنة والجماعة في رؤية الله عز وجل:
                عقيدة أهل السنة أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة رؤية حقيقية يزورونه فيرونه، فيكشف لهم الحجاب فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم ولا يشكون فيه أبدا ولا يؤولونه ولا يفسرونه بأنه رؤية الثواب، وإنما هو رؤية حقيقة ثابتة يرونه بأعينهم عيانا بيانا يكلمهم ويكلمونه، ليس بينه وبينهم ترجمان ،وأن ذلك أثبت من رؤية الشمس والقمر، لأن الأدلة الشرعية أقوى من ذلك كله.
                وأدلة أهل السنة على هذا الأمر كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله، وإجماع علماء السلف، فمن الكتاب أدلة كثيرة ذكر الشيخ ابن قدامة آيتين والواقع أنها أكثر من ذلك
                ((وُجوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)) وبالإضافة إلى ما نقل عن السّلف في تفسير هذه الآية من أن المقصود هو النظر إلى وجه الله، فإن وجه الدلالة من الآية ظاهر لثلاثة وجوه:
                الوجه الأول: أنه ذكر الوجوه التي هي محل النظر((وُجوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَة)) فالوجوه فيها العينان ، وهما مصدر النظر، ثم أكد بالآية الثانية ((إلَى رَبِّهَا نَاظِرَة))
                الوجه الثاني: تعدية النظر بحرف (إلى) فإذا عديت فإنها نص بأن المقصود النظر بالعين ، مثاله قول الله تعالى: ((انظُرُوا إلَى ثَمَرِهِ إذَا أثمر)) ((أفلاَ يَنظرُون إلَى الإِبل كيف خُلقت)) ويؤيده الحديث ((أَسأَلُك لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجهِكَ وَالشَّوقَ إلَى لِقَائكَ في غَيرِ ضَرَّاء مُضرَّة)) فقد عدّى النظر بـ (إلى)
                الوجه الثالث: خلو الآيتين من قرينة تصرف النظر عن معناه الحقيقي إلى معنى آخر مرجوح، ولا يوجد ما يصرف النظر عن ذلك، واللفظ يبقى على ظاهره ما لم تكن قرينة قوية تصرفه عن ظاهره.
                وكلمة (نظر) لها ثلاث أحوال:
                ـ إما أن تعدّى بحرف (إلى) وحينئذ تكون نصّا في النظر بالعين.
                ـ وإمّا أن تعدّى بحرف (في) كما في قول الله تعالى (( أَولَم يَنظُرُوا في مَلَكُوت السَّمَواتِ وَالأَرض)) والمقصود بها التدبر والتأمل والاعتبار.
                ـ وإما أن تعدى بنفسها، فيكون المقصود بها الانتظار والإمهال، ومن ذلك قول اله ((انظُرونَا نَقتَبِس مِن نُوركُم)) أي أملهونا وتأنوا علينا
                ومن الأدلة أيضا مات أورده المصنف ((كلاّ إنَّهُم عَن رَبِّهم يَومئذٍ لمَحجُوبُون)) قال الشافعي رحمه الله لما حجب أولئك عن النظر إلى وجه الله حال السّخط، فإن ذلك يحصل للمؤمنين حال الرضى وهذا ثابت عن الشافعي الذي يرى كما يرى غيره من أهل السنة أن النظر حق ثابت.
                وأما السنة فقد تواتر الحديث عن النبي في ثبوت الرؤية رواه أكثر من ثلاثين صحابيا ويعده أهل العلم من المتواتر تواترا معنويا، قوله صلى الله عليه وسلّم ((إنَّكُم سَتَرَونَ رَبَّكُم كَمَا تَرَون القَمَر لَيلَةَ البَدرِ لاَ تُضَامُون في رُؤيَتِه))، وفي رواية ((لاَ تُضارُّونَ))، وفي رواية ((لاَ تُضَامُّون في رُؤيَتِه)) أي لا تتزاحمون ولا يحول بينكم وبينه أحد ، كل ينظر إليه كأنه مخل به، وفي رواية ((كَمَا تَرَونَ الشَّمسَ لَيسَ دُونَها سَحَابٌ))


                2 ـ قوله ( تشبيه الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي)
                وكما ذكر المصنف من أن المقصود تشبيه الرؤية بالرؤية، لا تشبيه المرئي بالمرئي، الله تعالى يضرب الأمثال بغرض التقريب ولقصد التوضيح، لا لقصد أنه يشبه هذا ذاك، من ذلك أنّه شبه نوره بالمشكاة من باب التقريب ((مَثَلُ نُورِه كَمِشكَاةٍ المشكَاةُ فِيهَا مِصبَاحٌ ...)) فلذلك يحسن ضرب مثل هذه الأمثال للتقريب ولتكون أقرب وأرسخ في ذهن السامع.
                3 ـ من يرى الله عز وجل:
                أمّا من يرى الله عز وجل:
                ـ قيل يراه كل البشر مسلمهم وكافرهم ثم يختفي عنهم ولا يراه بعد ذلك إلاّ المؤمنين، وليس هناك دليل واضح يدل على ذلك.
                ـ وقال آخرون يراه المنافقون والمؤمنون ثم يحتجب عن المنافقين.
                ـ القول الصحيح أن الرؤية الثابتة للمؤمنين وما عدا ذلك ليس عليه نص واضح.
                4 ـ هل رأى النبي -صلى الله عليه وسلم -ربه؟
                روي ذلك عن "ابن عباس" وروي عن الإمام "أحمد" وعن غيرهم، والذي عليه التحقيق أنه لم تثبت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدّنيا وإنما رآه في المنام ورآه بقلبه - صلى الله عليه وسلم-، هذا هو الصحيح الذي تعضّده الأدلة، لذلك حتى ابن عباس رضي الله عنهما وهو راوي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربّك؟ فقال: ((أَنّى أَرَاه، حِجَابُه النُّور لَو كَشَفهُ أَحرَقَت سُبُحَات وَجهِه مَا انتَهَى إلَيهِ بَصَرُه))، وتقول أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -: (( ثَلاثٌ مَن ادَّعَاهُنَّ فَقَد أَعظَمَ عَلَى اللهِ الفِريَة: مَن زَعَم أنّ النبي –صلى الله عليه وسلّم – رَأى رَبَّه [يعني في اليقظة] فَقَد كَذَب، وَمَن زَعَم أَنَّ النَّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يَعلَمُ مَا في غَدٍ فَقَد كَذَب، وَمَن زَعَم أنَّ النَّبي –صلى الله عليه وسلم- كَتَم شَيئًا ممَّا أَوحَى بِه اللهُ إلَيهِ، فَقَد كَذَب)) وبذلك يتقرر أن الراجح عدم الرّؤية يقظة، وإنما ثبتت رؤيته مناما ورآه بقلبه.
                5 ـ ردّ بعض شبه المعتزلة
                أكثر ما استدلّ به المعتزلة تمحّلا وتكلّفا قوله تعالى لموسى ((لنْ تَرَانِي وَلكِن انظُر إلَى الجَبَلِ فَإن استَقَرَّ مَكَانهُ فَسوفَ تَرَانِي))، وقوله تعالى ((لاَ تُدرِكُه الأبصَارُ وَهُو يُدرِكُ الأبصَار))
                وجه استدلالهم بالآية الأولى أنه جاء النفي ب(لن) التي تفيد التأبيد وهذا على حد زعمهم تفيد التأبيد ولهذا تسمى (لن) عند النحاة (لن الزمخشرية) من أول من أثبت ذلك وهو نفي رؤية الله في الدنيا والآخرة، ووجد في تفسيره ما يدل على نفي الرؤية بعضه بطريقة في غاية من الالتواء والخبث، قال في قوله تعالى ((فَمن زُحزِحَ عَنِ النَّارِ وأُدخِلَ الجنَّة فَقد فَاز)) قال (وأي فوز أعظم ممن هذا) ماذا يقصد ؟ نفي الرؤية، لأن أهل السنة يرون أن أفضل نعيم وفوز هو التمتع بالنّظر إلى وجه الله الكريم، فكلامه واضح (وأي فوز أعظم من هذا) ولهذا يقول بعض السّلف (استخرجت من الكشّاف اعتزالا بالمناقيش) والمنقاش هو الذي يخرج به الشوك، والآية دليل عليهم وليست لهم من وجوه
                ـ أن الله سبحانه لم ينكر على موسى هذا الطلب لو كان مستحيلا لأنكره عليه وعاتبه كما عاتب نبيه نوحا عندما سأل الله نجاة ابنه، بل عاتبه عتابا قويا ((فَلاَ تَسألنِي مَا لَيسَ لَكَ بِه عِلم إنِّي أَعِظُك أن تكُون مِنَ الجَاهلِينَ))
                والأمر الثّاني أنَّهُ يَستحِيلُ من نبي الله موسى وهو من أولي العزم أن يطلبه أمرا غير ممكن، بل ما سأله كان ممكنا
                يدل أيضا أنه لم يقل له إن رؤيتي مستحيلة، وإنما علق إمكان الرّؤية بإمكان تحمّل الجبل إيّاها ((وَلكِن انظُر إلَى الجَبَل فإِن استَقرَّ مَكانهُ فَسوفَ ترَانِي))
                ـ أنه لم يقل (لا أرى) ولكن قال (لن تراني) مع ان الأمر ممكن، فإن الإنسان إذا كان في يده خبزة، فقال له رجل أطعمني إياها، فقال لن أعطيك إياها، فإن هذا لا يفيد التأبيد، لكن يفيد التأبيد لو كان المحمول حجرا فقال أطعمنيه، فإن الجواب حينئذ لا يكون بلفظ (لن تأكله) وإنما يكون بلفظ (إنّه لا يؤكل)، وكذلك الله عز وجل لم يقل ( إنّني لا أُرى أو أنّ رؤيتي مستحيلة) وإنما يقول (لن تراني) أي في الحياة الدنيا.
                وأما التعلق بحرف (لن) في حد ذاته، فهو مردود بأمرين، ولذلك يقول ابن مالك النحوي:
                وَمَن رَأَى النَّفيَ بِلَنْ مُؤبَّدَا فَقَولُه اردُدْ وَسِوَاهُ فَاعضُدَا
                أي أيّد من قال أنها لا تفيد التأبيد، وذلك:
                لأنها قد تصحب بالتأبيد ولا تفيد التأبيد، فما بالك إذا تجرّدت عن التأبيد قال تعالى عن اليهود ((وَلَن يَتمَنوّه أبدًا بما قدَّمت أَيدِيهم واللهُ عليم بالظالمين)) فقد بين أن اليهود لن يتمنوا الموت وقرنه بالتأبيد (وَلَن يَتمَنوّه أبدًا) بينما ذكره في آية الزخرف بأنه يأتي اليوم الذي يتمنون فيه الموت((ونَادَوا يَا مَالِكُ لَيَقضِ عَلينَا ربُّكَ قَال إِنَّكُم مَاكِثُون))
                ـ والوجه الثاني أنّه لو كانت تفيد التأبيد لما جاز تحديدها بغاية تنتهي إليها كما قال تعالى حكاية عن أحد إخوة يوسف قال ((لَن أَبرَح الأرضَ حتَّى يأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُم اللهُ لِي)) فتبيّن بذلك أن هذه الآية لا دلالة لهم فيها، ل هي دلالة على إمكانية الرؤية
                ـ أما استدلالهم بقوله تعالى ((لاَ تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُو يُدرِكُ الأبصَار وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِير)) فإنّ المقصود (لا تدركه ) أي لا تحيط به، وليس المعنى لا تراه، لأن الإدراك هو الإحاطة، وقد تمكن الرؤية مع عدم الإحاطة، فقوله لا تدركه الأبصار (أي لا يحيط به أحد)
                ـ ثم إنه ذكر قوله على سبيل التمدّح مما يدل على تمام غناه وإحاطته، فتبين أنه لا دلالة لهم في عدم إثبات الرّؤية.
                شرح الشيخ السحيمي من بداية الشريط الخامس إلى الدقيقة 29.05

                تعليق


                • #23
                  رؤية الله في الدنيا مستحيلة لقوله تعالى لموسى وقد طلب رؤية الله : ( لن تراني ) [الأعراف] .
                  ورؤية الله في الآخرة ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف.
                  قال الله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة*إلى ربها ناظرة)[القيامة]
                  وقال: (كلا إنهم عن ربهم يوئذ لمحجوبون ) [المطففين].
                  فلما حجب الفجار عن رؤيته دل على أن الأبرار يرونه وإلا لم يكن بينهما فرق.
                  وقال النبي صلى الله عليه وسلم (( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لاتضامون في رؤيته)).
                  متفق عليه . وهذا التشبيه للرؤية بالرؤية لا للمري بالمرئي لأن الله ليس كمثله شيء ولا شبيه له ولا نظير.
                  وأجمع السلف على رؤية المؤمنين لله تعالى دون الكفار بدليل الآية الثانية.
                  يرون الله تعالى عرصات القيامة وبعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى .وهي رؤية حقيقية تليق بالله.
                  وفسرها اهل التعطيل بأن المراد بها رؤية ثواب الله أو أن المراد بها رؤية العلم واليقين ونرد عليهم باعتبار التأويل الأول بما سبق في القاعدة الرابعة , وباعتبار التأويل الثاني بذلك وبوجه رابع أن العلم واليقين حاصل للأبرار في الدنيا وسيحصل للفجار في الآخرة.
                  (شرح ابن عثيمين ص69)

                  تعليق


                  • #24
                    مختصر لبعض ما ذكره فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحى ـ حفظه الله ـ فى هذا الفصل :

                    * معتقد أهل السنة والجماعة أن المؤمنين يرون ربهم -عز وجل- يوم القيامة، ويكلمهم ويكلمونه ويزورونه، وقد تواترت الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، كما دلت على تلك الآيات الكريمة، قال الله -تعالى
                    :{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }وقال – سبحانه : { ولدينا مزيد } المزيد: هو النظر إلى وجه الله، وقال ::{ سبحانه للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم، جاءت تفسيرها في صحيح مسلم في حديث سلمان -رضي الله عنه-.
                    وقال -عليه الصلاة والسلام-: إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته وفي لفظ قال: ( إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر ) وفي رواية: ( إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر صحوا ليس دونها سحاب ) وفي رواية: ( إنكم ترون ربكم عيانا ) يعني: معاينة، وهي صريحة واضحة في رؤية المؤمنين لربهم -عز وجل-.

                    ثم علّق الشيخ على من قال بأن رؤية الله فى الدنيا مستحيلة قائلاً :

                    ليس هذا بصحيح، الصواب أن رؤية الله في الدنيا ممكنة ، لكنها غير واقعة ، لو كانت الرؤية مستحيلة ، لما سألها موسى , موسى قال:
                    { رب أرنى أنظر إليك } قال الله تعالى: { لن ترانى } لا تستطيع ببشريتك الضعيفة .
                    الصواب: - الذي قرره أهل العلم - أن رؤية الله جائزة، وممكنة في الدنيا ، لكنها غير واقعة شرعا ، وأما رؤية الله في الآخرة، فجائزة عقلا، وممكنة شرعا، وواقعة شرعا ، في الدنيا رؤية الله ممكنة ، بمعنى أنها غير مستحيلة ، المستحيل لا يطلب ، كيف يطلب موسى شيئا مستحيلا؟
                    ولهذا نبينا -صلى الله عليه وسلم- لما عرج به سُئل، (سأله أبو ذر هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه ) وفي رواية: ( رأيت نورا ) وفي حديث أبي موسى في صحيح مسلم ( حجابه النور أو النار، لو كشفه، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) ما يستطيع أحد أن يثبت لرؤية الله في الدنيا، ولهذا لما سأل موسى الرؤية، قال الله: { لن ترانى } ما تستطيع أن تثبت، { ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى } فلما تجلى الله للجبل، ماذا حصل للجبل؟ - وهو صخر- تدكدك ، وموسى صعق ، ما استطاع ، خرَّ موسى صعقا، وتدكدك الجبل.
                    فلما أفاق موسى قال: { سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين }يعني إنه لا يراك أحد في الدنيا، إلا تدكدك ، إلا مات ، فالرؤية ممكنة

                    وثبت في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا )
                    فهي ممكنة ، وجائزة عقلا ، غير مستحيلة ، المستحيل لا يمكن ، لا يُسأل فهي جائزة عقلا في الدنيا، وفي الآخرة الرؤية.
                    وأما شرعا ، فهي غير واقعة في الدنيا ، وواقعة في الآخرة ، في الآخرة جائزة عقلا وشرعا ، في الدنيا جائزة عقلا ، وممتنعة شرعا ، والمستحيل على إطلاقه فيه نظر، نعم، إن أراد الاستحالة العقلية فهذا ممنوع، أما شرعا لا، نعم .
                    في عرصات ، يعني مواقف القيامة ، ومشاهد القيامة، يرونه في مواقف القيامة ، ويرونه بعد دخول الجنة -سبحانه وتعالى-، والمؤمنون يرون الله في موقف القيامة، وفي الجنة، أما بقية الكفرة ففيهم خلاف
                    الصواب أنها ليست مستحيلة ـ أى رؤية الله فى الدنيا ـ بل ممكنه وجائزة لكنها غير واقعة , غير ممكنة شرعاً لأن البشر لايتحمل رؤية الله فى الدنيا , لبشريتهم الضعيفة , لكن فى يوم القيامة يُنشَّأون تنشئةً قوية يتحملون فيها رؤية الله .
                    فالإمكان العقلى جائز فى الدنيا والآخرة , الإمكان ضد الإستحالة , أما الوقوع فإنها ليست واقعة فى الدنيا ولكنها واقعة فى الآخرة , لا شك أن المؤمنين يرون ربهم فى الجنة .

                    أما رؤية الله فى موقف القيامة فاختلف العلماء على ثلاثة أقوال:

                    القول الأول :
                    أنه يراه أهل الموقف جميعاً مؤمنهم وكافرهم , ثم يحتجب عن الكفار ,
                    القول الثانى :
                    أنه لا يراه إلا المؤمنون والمنافقون , يعنى لما جاء فى الأحاديث أن الكفرة يتبعون معبوداتهم ويتساقطون فى النار , فتبقى هذه الأمة وفيها منافقوها , فيتجلّى الله لهم فيرونه ثم يسجدون له فيسجد المؤمنون والمنافق يجعل الله ظهره طبقاً فلا يستطيع السجود , { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } ثم بعد ذلك يحتجب عن المنافقين .
                    والقول الثالث :
                    أنه لا يراه إلا المؤمنون خاصة , فى موقف القيامة .

                    وكذلك كلام الله فى موقف القيامة فيه ثلاثة أقوال لأهل العلم :

                    قيل إن الله تعالى يكلم أهل الموقف يوم القيامة مؤمنهم وكافرهم .
                    وقيل لايكلم إلا المؤمنين والمنافقين .
                    وقيل لا يكلم إلا المؤمنين .
                    والأقرب والله أعلم أنه يراه المؤمؤمنون والمنافقون لأنه ثبت فى الصحيح أن المنافقين حينما يرونه يسجدون فلا يستطيعون كما فى الكتاب وفى الحديث الطويل , وكثير من المحققين رجّحوا القول بأنه لا يراه إلا المؤمنون خاصة .
                    ( كلمة غير مفهومة ) شيخ الإسلام رحمه الله أنه يراه البعض ثم يحتجب عنهم بعد ذلك قال هذا الإحتجاب بعد ذلك ولا تفيدهم هذه الرؤية ,تفيد تكون عذاباً لهم , كما ان السارق إذا أُتى به إلى الأمير ثم رآه أو تكلم معه بالتوبيخ زاده عذابا

                    ثم ذكر الشيخ فى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته )

                    ليس المراد تشبيه الله بالقمر وإنما المراد تشبيه رؤية الناس للقمر كرؤية الله يوم القيامة , المراد أن الرؤية واضحة , كما أنك الآن ترى القمر رؤية واضحة ولا فيه إشكال ولا فيه تعب ولا فيه مزاحمة , كل واحد ( كلمة غير مفهومة ) فهو يرى القمر ما فيه مزاحمة , كذلك الناس يرون ربهم رؤية واضحة يوم القيامة بدون ضَيْم لا تُضامّ نفس فى رؤيته, وليس المراد أن الله يشبه القمر لأن الله لاشبيه له ولا مثيل . نعم
                    فقد أنكر هذا أهل البدع كالمعتزلة وقالوا: إن الرؤية معناها العلم، فسروها بالعلم، قالوا: إنكم ترون ربكم كما ترون القمر، قالوا: معناها: إنكم تعلمون ربكم كما تعلمون القمر، لا تضامون في رؤيته، ترون ربكم: تعلمون ربكم، ولا تشكون في العلم به، كما لا تشكون في القمر أنه قمر.
                    هذا معنى فاسد، لو كان الرؤية معناها العلم، تعلمون ربكم كما تعلمون القمر، الشك زايل حتى عن الكفار حتى عن الشيوعيين, الشيوعيين الذين ينكرون الله يوم القيامة ، يزول عنهم الإنكار، نعم.
                    ما قيمة تخصيص المؤمنين وبشرى النبي - صلى الله عليه وسلم-، وتبشير النبي - صلى الله عليه وسلم- لهم؟ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشرهم، بشرهم بشيء عام: تعلمون ربكم كما تعلمون القمر؟! الكفار يعلمون ربهم يوم القيامة كما يعلمون القمر، يزول الشك حتى عن الكفار حتى عن الجاحدين، حتى عن الملاحدة وعن الزنادقة وعن الشيوعيين كلهم يزول الشك يوم القيامة ، ما يشكون في ربهم.

                    اللي أنكروا وجود الله وجحدوا الله في الدنيا، يوم القيامة يزول عنهم هذا الجحد وهذا الشك، فإذا كان معناه: ( إنكم ترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته ) تعلمون ربكم كما تعلمون القمر، أنه القمر لا تشكون في ربكم، فهذا معنى فاسد، معناه إنه ليس هذا خاصا بالمؤمنين ما قيمة تخصيص المؤمنين ؟ تخصيص المؤمنين ما قيمته بهذا التفسير؟ ما له قيمة ؛ لأن هذا عام ، جميع أهل الموقف يعلمون ربهم ولا يشكون في العلم به، مؤمنهم وكافرهم، هذا يدل على فساد عقول المعتزلة وبطلان تأويله.

                    أما الأشاعرة فأثبتوا الرؤية، لكن قالوا: غير معقولة، وغير متصورة، أثبتوا الرؤية وأنكروا الجهة، قالوا: يرى لا في جهة، ما أثبتوا الفوقية ؛ لأن الأشاعرة في الغالب إنهم يكونون بين أهل السنة وبين المعتزلة المعتزلة أنكروا الفوقية وأنكروا الرؤية ، وأهل السنة أثبتوا الرؤية وأثبتوا الفوقية، أثبتوا الفوق: أن الله - تعالى- فوق،
                    { يخافون ربهم من فوقهم } أثبتوا الرؤية والفوقية " أهل السنة ".

                    والمعتزلة أنكروا الرؤية، وأنكروا الفوقية، والأشاعرة أرادوا أن يجمعوا بين مذهب المعتزلة وبين مذهب أهل السنة فأرادوا أن يوافقوا المعتزلة في إنكار الفوقية، قالوا: إن الله ليس فوق، ولم يجرءوا أن ينكروا الرؤية ، لوضوح الأدلة ، فقالوا: نثبت الرؤية، وننفي الجهة، نقول : إن الله يرى لا في جهة ، كيف يرى من فوق ؟ يقولون : لا ، من تحت ، لا، يمين لا، شمال، لا، أمام لا، خلف، لا، من أين يرى؟
                    يقول: يرى لا في جهة، هذا غير معقول ، وغير متصور، ولهذا أنكر عليهم العقلاء ، وضحك جماهير العقلاء من قول الأشاعرة في هذا، وقالوا: إن المرئي لا بد أن يكون في جهة من الرائي ، ولا بد أن يكون مباينا له، فرؤية شيء لا يكون في جهة من الرائي، غير معقول، غير متصور، نعم.
                    خص المؤمنين بالرؤية , والشك يزول حتى عن الكفرة , إذا بُعثوا يوم القيامة أيقنوا عرفوا ربهم والرسول بشر المؤمنين بالرؤية خاصة , وايش القيمة ؟ ماالفائدة من تذكير المؤمنين والشك زائل عن جميع الناس يوم القيامة ؟
                    الشك فى الربوبية زائل عن الكفرة وعن المؤمنين حتى الكفار الجاحدون لوجود الله إذا بُعثوا يوم القيامة زال عنهم الشك , فكيف تُفسر الرؤية بالعلم ؟ ما قيمة بشرى المؤمنين بذلك ؟ نعم
                    ُإثبات الرؤية والكلام والعلو من العلامات الفارقة بين أهل السنة وأهل البدعة فمن أثبت رؤية الله وأثبت كلامه وأثبت علوّه فهو من أهل السنة , ومن أنكره فهو من أهل البدعة .

                    وقد أجمع أهل السنة والجماعة قاطبة على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة قبل مجئ أهل البدع قبل مجئ المعتزلة المنكرين للرؤية . بل إن أهل السنة قالوا من أنكر الرؤية فهو كافر , كفّر العلماء من أنكر رؤية الله تعالى فى الآخرة لأنه أنكر النصوص الواضحة فى الكتاب والنصوص المتواترة فى السنة .


                    .ثم سُئل الشيخ عن رؤية الله ـ عزَّ وجلّ ـ فى المنام فقال :

                    رؤية الله فى المنام حق حتى قال شيخ الإسلام بن تيمية " ما أنكر رؤية الله فى المنام أحد من الطوائف أبداً إلا الجهمية من شدة إنكارهم حتى أنكروا رؤية الله فى المنام "
                    فثبت أن النبى قال ( رأيت ربى فى أحسن صورة ) ولكن لا يلزم من ذلك أن يكون الإنسان حينما يرى ربه أن يكون على الصورة التى رآها , وإنما يرى ربه فى صورة تشبه عمله على حسب عمله , إن كان عمله حسن رأى ربه فى صورة حسنة , وإن كان عمله سئ رأى ربه فى صورة ( كلمه لم أفهمها ) يعنى ما يلزم من هذا التشبيه , الرؤية حق لكن ما يلزم من ذلك أن يكون ما رآه أن يكون الله على الصفة التى رآها .
                    ولما كان النبى ـ صلى الله عليه ـ وسلم أحسن الناس عملا ً رأى ربه فى صورة حسنة , كما فى الحديث ( رأيت ربى فى أحسن صورة , فقال : يا محمد فيمَ يختصم الملأ الأعلى ؟ , فقلت : لا أدرى , فوضع كفه بين كتفىّ حتى وجدت برد أنامله بين صدرى فعلمت , .......الخ الحديث ).
                    والحديث هذا صحيح وثابت رواه الإمام أحمد وغيره

                    الشريط الثالث من الدقيقة [1:29:25]حتى آخره , ومن أول الشريط الرابع حتى الدقيقة [ 25:00]

                    تعليق


                    • #25
                      ننتظر الأخ أبو حفص

                      تعليق


                      • #26

                        أبشرك إن أطال الله في عمري فيكون هذا هذه الليلة بإذن الله

                        وعذرا فقد تهاطلت علي المشاغل

                        تعليق


                        • #27
                          من فوائد الفصل ..

                          وجوه المؤمنين النضرة الحسنة تنظر إلى وجه ربها فيزيدها ذلك بهجة و جمالاً ونوراً وفرحاً وسروراً ، فالنظر إلى إذا عدي بإلي فمعناه المعاينة بالأبصار وإذا عدي بنفسه ( انظرونا نقتبس من نوركم ) الآية فمعناه الانتظار .

                          يأتي النظر في كتاب الله

                          إذا عدي النظر بنفسه فمعناه التوقف والانتظار ، وإذا عدى بإلى فمعناه المعاينة بالأبصار ، وإذا عدي بفي فمعناه التفكر والاعتبار .

                          قول المعتزلة في رؤية الله

                          ذهب المعتزلة وأشباههم ومشتقاتهم إلى نفي الرؤية ، قالوا : لأن الرؤية لا تكون إلا لجسم والأجسام متشابهة ، فإذا أثبتنا الرؤية أثبتنا أن الله جسم والأجسام متشابهة ! هذا مثل منهجهم في الصفات كلها ، وهذا أمر باطل

                          الرد على المعتزلة

                          نقول يرى المؤمنون ربهم ولا يلزم من ذلك ما تقولون وهو التشبيه ، فإن الله - جل وعلا - لا يشبهه شيء ، وفي الحديث : ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ، كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ، لا تضامون أو لا تضامُّون في رؤيته سبحانه وتعالى ) .

                          رؤية الله في الدنيا ليست مستحيلة بل ممكنة

                          هنا نقطة وهي أن بعض الشراح - سامحهم الله - يقول : رؤية الله في الدنيا مستحيلة . وهذا غلط ، رؤية الله في الدنيا ليست مستحيلة ، بل هي ممكنة في الدنيا ولكن الناس لا يستطيعونها ، ولهذا سأل موسى عليه السلام ربه الرؤية ، ولو كانت رؤيته في الدنيا غير ممكنة ما كان يليق بموسى أن يسأل شيئا مستحيلا فليست رؤية الله في الدنيا مستحيلة ، ولكن هي غير ممكنة لضعف مدارك الناس في هذه الحياة وإلا فهي حد ذاتها ليست مستحيله لأن موسى سأل ربه الرؤية وموسى لا يسأل المستحيل ولا يسأل المحرم .

                          قال الشافعي رحمه الله

                          ولهذا يقول الشافعي - رحمه الله - إذا كان حجب أعداءه عن رؤيته فهذا دليل على أن أولياءه يرونه سبحانه وتعالى ، وإلا لم يكن هناك فرق بين المؤمنين والكافرين لو كان الله لا يرى في الآخرة ما كان هناك فرق بين المؤمنين والكافرين فيكونون كلهم محجوبين .

                          استدل نفاة الرؤية

                          استدل نفاة الرية بقوله تعالى ( لا تدركه الأبصار ) قالوا : هذا دليل على نفي الرؤية . نقول هذا كلام باطل لأن الآية ليس فيها نفي الرؤية وإنما فيها الإدراك وليس كل ما يرى يدرك تراه لكن لا تدركه يعني لا تحيط به ، إنما تراه مجرد رؤية ولا يدرك يلزم من هذا أنك أحطت به ، الشمس مثلا - و لله المثلى الأعلى - تراها لكن هل تحيط بها ؟ لا تحيط بها وهي مخلوقة ، فكيف بالخالق سبحانه وتعالى ؟

                          استدلوا بقوله تعالى لموسى ( لن تراني ) ( قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ) قالوا هذا دليل على نفي الرؤية . نقول لهم : هذا دليل على نفيها في الدنيا لأن موسى عليه السلام سأل ربه أن يراه في الدنيا والله لا يرى في الدنيا لا يستطيع أحد أن يراه في الدنيا ( قال لن تراني ) والنفي إذا جاء بلن فإنه ليس نفيا مؤبداً وإنما هو نفي مؤقت بدليل قوله تعالى في اليهود ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (*) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) نفي عن اليهود أن يتمنوا الموت في الدنيا لكن في الآخرة يتمنونه حين يقولون ( يامالك ليقض علينا ربك ) الآية .

                          [ شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد للفوزان ص 146-154 ]
                          التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عبد الرحمن السلفي; الساعة 23-Jan-2010, 01:14 PM.

                          تعليق


                          • #28
                            قال المصنف رحمه الله

                            فصل
                            ومِنْ صِفاتِ اللهِ تعالىٰ أنَّهُ الفَعَّالُ لِمَا يُريدُ لا يَكُونُ شَيءٌ إلاَّ بِإرادَتِهِ وَلا يَخْرُجُ شَيءٌ عَنْ مَشِيئَتِهِ وَلَيْسَ في العالَمِ شيْءٌ يَخْرُجُ عَنْ تَقْدِيرِهِ وَلا يَصْدُرُ إِلا عَنْ تدبِيرِهِ، ولا مَحِيدَ عَنِ القدَر المقدورِ، ولا يتجاوَزُ ما خُطَّ في اللَّوحِ المسْطورِ أرَاد ما العالَمُ فاعِلوهُ، وَلَوْ عَصَمَهُم لمَاَ خالَفوهُ، وَلَوْ شاءَ أنْ يُطِيعُوهُ جَمِيعًا لأَطاعُوهُ، خَلَقَ الخَلْقَ وأفعالَهم، وقَدَّرَ أرْزَاقَهُم وآجَالَهُم، يَهْدِي مَنْ يَشاءُ برحمته ويضل من يشاءبِحِكْمَتِه، قال اللهُ تعالى: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾[الأنبياء:23]، قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ[القمر:49]، وقال تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا[الفرقان:2]، وقال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا[الحديد:22]، وقال تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا[الأنعام:125].
                            ورَوَىٰ ابنُ عُمَرَ أنَّ جِبْرِيلَ عليه السلامُ قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما الإيمان؟ قال: «أنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُِلهِ وَاليَوْمِ الآخِر، [وَتُؤْمِنَ] بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرَّهِ» فقال جبريل: صَدَقْتَ. رواه مسلم.([1])
                            وقال النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«آمنْتُ بالقدَرِ خَيْرِهِ وَشَرَّهِ، وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ».([2])
                            ومِنْ دُعَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الّذي علَّمَهُ الحسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَدْعُو بِهِ في قُنُوتِ الوِتْرِ «وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ».([3])
                            ولاَ نجعلُ قضاءَ اللهِ وقدَرَهُ حُجَّةً لنا في تَرْكِ أوامِرِهِ واجْتِناب نَوَاهِيه، بلْ يجبُ أنْ نُؤمِنَ ونَعْلَمَ أنَّ لله علينا الحُجَّةَ بإنزال الكتُب، وبَعْثَةِ الرُّسُلِ، قال اللهُ تعالى: ﴿لِئلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَىٰ اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ[النساء:165].
                            ونعلَمُ أنَّ اللهَ -سبْحانه وتعالىٰ- ما أَمَرَ ونَهىٰ إلاَّ المستطيعَ للفِعْلِ والتَّرْكِ، وأنَّه لمْ يُجْبِرْ أَحَدا علىٰ معصيةٍ، ولا اضْطَرَّهُ إلىٰ تَرْكِ طَاعَةٍ، وقال اللهُ تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا[البقرة:286]، وقال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن:16]، وقال تعالى: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ[غافر:17].([4])
                            فَدَلَّ علىٰ أنَّ للعبْدِ فِعْلاً وكَسْبًا يُجْزَىٰ علىٰ حَسَنِهِ بالثَّوابِ، وعلىٰ سَيِّئِهِ بالعِقابِ، وهو واقِعٌ بقضاءِ الله وقَدَرِه.

                            ([1]) البخاري: كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإيمان..، حديث رقم (50).
                            مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان.. حديث رقم (0. واللفظ له.

                            ([2]) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث، من طريق يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، ويزيد الرقاشي ضعيف، كما في التقريب بل قال النسائي: متروك وأحمد منكر الحديث. وجاء في سنن ابن ماجه: كتاب المقدمة، باب في القدر، حديث رقم (87)، بلفظ ((وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها وحلوها ومرها)). قال الشيخ الألباني: ضعيف جدا.

                            ([3]) سنن الترمذي: كتاب الوتر، باب ما جاء في القنوت في الوتر، حديث رقم (464).
                            سنن أبي داوود: كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر، حديث رقم (1425).
                            سنن ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في الوتر خديث رقم (117.
                            سنن النسائي: كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الدعاء في الوتر، حديث رقم 1745).
                            قال الشيخ الألباني: صحيح.

                            ([4]) هذه الفقرة لم يقرأها قارئ المتن.

                            الأسئلة :

                            1- ما هي المراتب التي يتضمنها الإيمان بالقدر ؟
                            2- الإرداة نوعان فما هما ؟
                            3- هل يحتج بالقدر على المعصية أو ترك الأمر ؟ ابسط في هذا النقل من كلام الشارح
                            4 - استخرج فوائد الشراح في هذا الفصل

                            تعليق


                            • #29
                              1-المراتب التي يتضمنها الإيمان بالقدر
                              الإيمان بالقدر على مرتبتين؛ يعني كيف يكون إيمان أهل السنة والجماعة بالقدر؟ على مرتبتين:
                              *المرتبة الأولى ما يسبق حصول المقدر؛ ما يسبقه في الزمان؛ يعني ما كان في الماضي.
                              *المرتبة الثانية هي ما يكون حال وقوع المقدر.
                              أمّا المرتبة الأولى: فتضم مرتبتين أيضا: الأولى هي العلم، والثانية هي الكتابة. وهذه سابقة، والله جل وعلا علم ما الخلق عاملون إلى يوم القيامة، وكتب جل وعلا -وهذه المرتبة الثانية- مقادير الخلائق إلى قيام الساعة قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء.[مسلم -كتاب القدر،حديث رقم 2653.]
                              فإذًا السابق من مراتب القدر أننا نؤمن بأن الله جل وعلا علم ما الخلق عاملون من خير وشر ومن أحوالهم وسكناتهم، وعلمه بهذا لم يزل أوَّلْ؛ لأنه جل وعلا عالم بهذا، ولم يتضرع إليه جل وعلا عدم العلم بهذا.
                              الثاني أنه جل وعلا كتب هذا في اللوح المحفوظ؛ يعني ما الخلق عاملون، وما هم سائرون فيه ومن سيُهدى منهم، ومن سيضل، وكفر الكافر، ومعصية العاصي، وطاعة المطيع، وكل الحركات والسكنات هي مكتوبة في اللوح المحفوظ.
                              قال جل وعلا(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ([الحج:70] فذكر في آية الحج هذه مرتبتين التي هي المرحلة الأولى والمرتبة الأولى السابقة وهما العلم والكتابة، فنوقن بأن الله جل وعلا لم يحدث له علم بشيء، وليس الأمر أُنف؛ بل الله جل وعلا عالم بكل شيء قبل أن يكون أي شيء، وبعد ذلك كتب الله جل وعلا في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق إلى قيام الساعة، فلا يتعدون ما كتب لهم.
                              المرتبة الثانية: ما يواكِب المقدور، فأهل السنة والجماعة يجعلون الرتبة الثالثة من مراتب القدر وهي المرحلة الثانية, -المرحلة الأولى علم وكتابة- المرحلة الثانية ما يوافق المقدّر، وهي:
                              أولا: أن الله جل وعلا مشيئته نافذة في عباده؛ فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يحدث في ملكه وملكوته شيء إلا وقد أذن الله جل وعلا به كونا، فطاعة المطيع أذن الله بها كونا، ومعصية العاصي أذن الله بها كونا، وكفر الكافر أذن الله جل وعلا بها كونا، والمصائب التي تصيب العباد أذن الله بها كونا(وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ([الإنسان:30]، فما يشاء العبد داخل في مشيئة الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن كما قال جل وعلا(وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا([الإنسان:30]، فجعل مشيئة العبد تبعا لمشيئة الله جل وعلا، وأن العبد إذا شاء شيئا لا يكون استقلالا؛ بل إذا شاء الله جل وعلا أن يكون كان.
                              الثانية في هذه المرحلة: وهي الرابعة من مراتب القدر، أنّ الله جل وعلا لا يكون في ملكه شيئا إلا وهو خالقه، فالله جل وعلا خالق كل شيء كما قال جل وعلا(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ([الزمر:62]، فالله جل وعلا خلق كل شيء، من ذلك طاعة المطيع ومعصية العاصي, من ذلك أفعال العباد, من ذلك المصائب, كل ما يحدث في ملكوت الله جل وعلا خالق له.
                              هاتان المرتبتان أو المرحلة الثانية هذه تواقع المقدور، يعني إذا حصل المقدر وشاء الله وقوعه بما هو مكتوب في اللوح المحفوظ وسبق به علم الله جل وعلا، لا يكون إلا بمشيئة الله جل وعلا، وإذا كان فالله جل وعلا هو الذي خلقه.
                              هذا الأمر بمراتبه الأربعة هو ما يعتقده أهل السنة والجماعة، فعندهم القدر هو: علم الله جل وعلا الأزلي بالأشياء قبل وقوعها، وكتابته لها في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ثم مشيئته جل وعلا لها، وخلقه جل وعلا للأشياء جميعا.
                              هذا تعريف القدر عند أهل السنة والجماعة، فشمل هذا التعريف الأربع مراتب العلم، والكتابة, المشيئة العامة, الخلق لكل شيء، فالله جل وعلا خالق كل شيء.
                              [ص37 و 38 من شرح صالح آل الشيخ -الدرس الثاني-تفريغ سالم بن محمد الجزائري أعانه الله.]

                              2-لم يذكر الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله نوعا الإرادة ،والله أعلم.
                              لكن الشيخ الفوزان حفظه الله ذكر ذلك،في الصفحتين 157 و 158 من شرحه للمعة الإعتقاد ، حيث يقول: "فالإرادة نوعان:إرادة كونية، وهذه يدخل فيها كل شيء ، من الخير والشر ، والطاعة والمعصية ، والكفر والإيمان كل ذلك أراده الله كونا.
                              وأما النوع الثاني وهي الإرادة الدينية الشرعيةفهذه إنما تكون للطاعات والأعمال الصالحة وقد تقع وقد لا تقع..." ص157.
                              عذرا على ذكر شرحين.
                              3-
                              ليس معنى إثبات القدر أننا نقول أننا مجبرون على أعمالنا، وأن يكون قضاء الله جل وعلا وقدره حجة لنا في ترك ما فرض علينا، فإذا ترك العبد فرضا من فرائضه قال قُدِّر علي، أو ترك واجبا من الواجبات قال قُضي عليَّ، وإذا فعل معصية قال هذا مُقدّر عليّ.
                              وأهل السنة والجماعة يقولون: لا يُحتجّ بالقدر على المعايب، ولكن يحتجّ بالقدر في المصائب. فإذا وقعت مصيبة على العبد فإنه يقول هذا قضاء الله وقدره فلا تلمني على شيء قضاه الله وقدّره، ولكن إذا كان منه تفريط في أمر واجب فإنه لا يحتجّ بالقدر على المعصية، وإنما كما عند أهل السنة: يُحتج بالقدر في المصائب لا في المعائب. وهذا مأخوذ من قصة محاجّة آدم عليه السلام مع موسى عليه السلام.
                              [ص40 و 41 من شرح الشيخ صالح آل الشيخ ]


                              3-من فوائد الشارح:
                              1-الركن السادس من أركان الإيمان هو الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى.
                              والقضاء والقدر لفظان يكثر ورودهما فهل بينهما فرق؟
                              (من أهل العلم من قال إنه لا فرق بين القضاء والقدر؛ فالقضاء هو القدر، والقدر هو القضاء.
                              (وفرَّق طائفة من أهل العلم بين القضاء والقدر؛ بأنّ القدر هو ما يسبق وقوع المقدَّر، فإذا وقع المقدَّر وانقضى سُمِّي قضاءً، فما قبل وقوع المقدر مشاهدا معلوما به يسمى قدرا، وإذا وقع ومضى سُمِّي قضاءً مع كونه يسمى قدَرا باعتبار ما قضي، وهذا التفريق حسن وظاهر، وذلك لأن مادة القضاء تختلف عن مادة القدر في اللغة، وقوله عليه الصلاة والسلام «وقني شر ما قضيت» هذا باعتبار أن ما قدر الله جل وعلا هو قضاء؛ يعني أنه كائن لا محالة، فيسأل الله جل وعلا أن يدفع عنه شر ما قدّر وما قضى.
                              وكثير من أهل العلم ومنهم ابن القيم رحمه الله يقولون لا فرق بين القضاء والقدر، فالقضاء هو القدر والقدر هو القضاء فيتواردان.
                              2-خالف بعض أهل البدع أهل السنة والجماعة فقالوا: إن الله جل وعلا لا يخلق فعل العبد؛ بل العبد يخلق فعل نفسه، وهذا هو قول القدرية يعني نفاة القدر، والجواب أن الله جل وعلا قال(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ([الصافات:96] فخلق الله جل وعلا العباد وأعمالهم، فعمل العبد من الطاعات والمعاصي مخلوق لله جل وعلا، لكنه واقع لمشيئته، وهو الذي خلقه، وإذا كان معصية فإنما أذن بها كونا، ولم يرض بها شرعا ودينا؛ أرادها كونا، ولم يردها شرعا، فهو جل وعلا لا يكون في ملكه إلا ما يريد، ولا يكون في ملكه شيء إلا وهو خالقه، وهو الذي أنشأه فصوره وبرأه وخلقه، ويجامع هذا في معصية العاصي وكفر الكافر وأنه لا يرضى بتعدي الشرع.
                              نفاة القدر قسمان:
                              1. قدرية غلاة: وهؤلاء هم نفاة العلم، وهؤلاء فرقة انقرضت، وهي التي قال فيها أئمة السلف ”ناظروا القدرية بالعلم، فهم إن أقروا به خُصموا وإن أنكروه كفروا“.
                              2. الطائفة الثانية: القدرية الذين ينفون خلق الله جل وعلا لأفعال العباد، وينفون القدر ويقولون: إن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه.
                              ويقابلهم الجبرية، والجبرية قسمان:
                              1. جبرية غلاة: وهم الذين يقولون إن المرء ليس له اختيار بتاتا، بل هو كالريشة في مهب الريح، وهذا اعتقاد الجهمية، وطوائف من الصوفية الغلاة موجودون اليوم.
                              2. والطائفة الثانية الجبرية غير الغلاة: وهؤلاء هم الأشاعرة، فإن الأشاعرة يقولون بالجبر لكنه جبر مؤدب؛ يعني جبر في الباطن دون الظاهر، يقولون: ظاهر المكلف أنه مختار، ولكنه في الباطن مجبر، ولهذا اخترعوا لفظ الكسب، فاخترع أبو الحسن الأشعري لفظ الكسب، وقال: إن الأعمال كسب للعباد. ما تفسير الكسب؟ اختلف حُذَّاقهم في تفسير الكسب إلى نحو من اثني عشرة قولا، ولا يهمنا ذكر هذه الأقوال الآن، لكن خلاصة الأمر أنه لا معنى للكسب عندهم، ولهذا قال بعض أهل العلم:
                              مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو لذي الأفهام الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمــي وطفرة النظام ثلاثة لا حقيقة لها، فالكسب إذا أردت أن تفسره أو تستفسر من الأشعري ما معناه لا يكاد يجتمع منهم جماعة على تفسيره بتفسير صحيح، ولهذا ذكر بعض شُرّاح الجوهرة -من متون الأشاعرة المعروفة- جوهرة التوحيد: أنه لابد من الاعتراف بأننا جبرية، ولكننا جبرية في الباطن دون الظاهر، فلسنا كالجبرية الذين يقولون للإنسان مجبر مطلقا، لا، ولكنه مختار ظاهرا، ولكنه مجبر ظاهرا. طيب كيف تفسرون الأفعال التي تحصل من العبد؟ قال: هو كالآلة التي يقوم الفعل بها فإمرار السكين, لا نقول أن السكين هي التي أحدثت القطع، ولكن نقول حدث القطع عند الإمرار، كذلك العبد نقول هو أُجبر على الصلاة؛ أُجبر على الصلاة لما قام، هو عصى وأُجبر على المعصية لما أتى، فيجعلونه كالآلة وكالمحل الذي يقوم بها إجبار الله جل وعلا، وينفذ فيه حكم الله جل وعلا، وهذا غاية في المخالفة لما دلت عليه النصوص.
                              فالأشاعرة طائفة من الجبرية, والمعتزلة طائفة من القدرية، والجبرية الغلاة والقدرية الغلاة قد مرّ بك تفصيل الكلام على اعتقادهم، وبهذا يتبين لك خلاصة ما يتعلق بالقدر، وأن الله جل وعلا مقدر للأشياء قبل وقوعها، ومعنى ذلك أنه علم ذلك، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن قضاءه نافذ في عباده لا يخرجون عما قدّر ولا عما قضى، وأن ذلك لا يعني إجبار العبد؛ بل هو يفعل باختياره ويجازى على أفعاله.
                              3- مسألة القدر، وهي مسألة مهمة، و لنتذكر قول علي بن أبي طالب ( ”القدر سر الله فلا تكشفوا“ يعني أن القدر من الأسرار التي إذا أتى العبد وخاض فيها فإنه لن يصل فيها إلى مبتغاه، إلا إذا سار على ما دلت عليه النصوص، وقد جاءت في بعض الأحاديث «وإذا ذُكر القدر فأمسكوا» لأن العبد إذا خاض في هذا على غير بصيرة فإنه يقع في الضلال، وسبب ضلال الخلق أنهم دخلوا في تعليل أفعال الله، ودخلوا في البحث في مسائل القدر دون معرفة لما دل عليه الكتاب والسنة، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تائيته القدرية التي ردّ بها على اليهودي الذي شكّك في قدر الله جل وعلا وفي أفعال الله، قال من ضمن ما قال فيها:
                              وأصلُ ضلالِ الخلْقِ مِنْ كُلِّ فِرقَةٍ*** هو الخوضُ في فعْلِ الإلـهِ بعلَّةٍ فإنَّهمُ لـم يَفْهَمُـوا حِكْـمَةً لَهُ ******فصاروا على نَوْعٍ مِنَ الجاهليَّةِ
                              وما أحسن قول ابن الوزير أيضا في كتابه ”إيثار الحق على الخلق“لما تعرض لمسألة التعليل وأفعال الله جل وعلا وكيف نفهم القدر، وأنّه يجب علينا أن نَسْلُوَا ونبتعد عن فهمنا للحِكَم جميعا، قال مما قال في أبيات لطيفة طيبة قال:
                              تسـلّ عن الـوفاق فـربنـــا قد*** حـكى بين الملائكـة الخصامـا
                              كذا الخضِر المكرّم والوجـيه الـ*** ــمكلّم إذ ألم به لمامــــا
                              تكدر صـفو جمعهــما مـــرارا *** وعجل صاحـب السرّ الصرامـا
                              ففـارقه الكليـم كليـم قلـب *** وقـد ثنّى على الخضـر الملامـا
                              وماسبب الخلاف سوى اختلاف ال*** ــعلوم هناك بعضـا أو تمامـا
                              فكان من اللوازم أن يكون الإلـه ***مـخـالفـا فـــيها الأنامـــا

                              لأننا لو فهمنا, لو كان علمنا كعلم الله جل وعلا لفهمنا الأسرار، لكن علمنا قاصر، فلا يمكن أن نفهم قال هنا مبينا السر في ذلك: (وما سبب الخلاف) وهذه قاعدة عامة:

                              وماسبب الخلاف سوى اختلاف الـ***ـعلوم هناك بعضـا أو تمامـا
                              فـكان من اللوازم أن يكون الإلــه ****مـخـالفـا فـيها الأنامـــا
                              فـلا تجهـل لها قـدْرا وخـذها *** شـكورًا للـذي يحـيى الأناما.
                              [فـلا تجهـل لها قـدْرا]يعني هذه وصية.
                              وهذا ظاهر، في أن العبد المؤمن يتأمل في قصة موسى، وأن موسى أنكر على الخضر بعض الأفعال؛ لأنه لا يعلم الحكمة من ورائها؛ قتل غلاما ما يعلم الحكمة من ورائه فاحتج، وخرق سفينة ما يعلم الحكمة من ورائها فاحتج؛ لأجل نقص علمه في تلك المسائل عن علم الخضر، فكيف بعلم الله جل وعلا مع الخلق، لم يبق لنا في هذا الباب إلا التسليم المحض والعمل الجاد.
                              التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس محمد لعناصري; الساعة 14-Jan-2010, 02:08 PM.

                              تعليق


                              • #30
                                أعلم ان المشاركة طويلة فلم أختصر من كلام الشيخ الراجحى ـ حفظه الله ـ إلا القليل لأهمية هذا الفصل , أسأل الله أن ينفعنى وإياكم .

                                1ـ ما هي المراتب التي يتضمنها الإيمان بالقدر ؟

                                نعم، الإيمان بالقضاء والقدر أصل من أصول الإيمان، التي لا يصح الإيمان، ولا يستقيم إلا بها، من لم يؤمن بالقدر فليس له إيمان، فلا يصح إيمانه، الإيمان له أصول ستة:
                                الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة والإيمان بالكتب، والإيمان بالرسل والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، من لم يؤمن بالقدر فليس بمؤمن، ولهذا قال ابن عمر لبعض التابعين الذين أخبروه أن أناسا يتكلفون العلم، ويقولون: لا قدر، وأن الأمر أنف مستأنف، وجديد القدر قال: أخبرهم إذا وجدتهم، أني منهم بريء، وأنهم برآء مني، والذي نفسي بيده، لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهبا، ما قبله الله منهم حتى يؤمنوا بالقدر خيره وشره.
                                الإيمان بالقدر له مراتب أربع، لا بد من الإيمان بهذه المراتب الأربع:
                                المرتبة الأولى:
                                مرتبة العلم، وهي اعتقاد المسلم أن الله تعالى علم الأشياء كلها، وأنه ليس شيء في الوجود إلا وقد علمه الله، وأن الله علم الأشياء قبل كونها، وعلم الأشياء الماضية، ويعلم الأشياء المستقبلة، ويعلم أيضا الأشياء التي لم تكن، ويعلم ما كان -سبحانه- ويعلم ما يكون، ويعلم ما كان في الماضي، ويعلم ما يكون في المستقبل، ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون، حتى الأشياء التي لم تكن، يعلمها لو كانت.
                                قال الله تعالى في المنافقين: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ }{لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ }قال الله -سبحانه- في المنافقين في غزوة تبوك: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}هم ما خرجوا لكن بين الله ما يحصل لو خرجوا، فالله علم ما لم يكن لو كان كيف يكون، فهو يعلم لو خرجوا ماذا سيكون منهم، {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }وقال في حق الكفار الذين سألوا الله أن يردهم إلى الدنيا؛ حتى يعملوا صالحا، قال الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.
                                فهذا علمه بما لم يكن لو كان كيف يكون -سبحانه وتعالى-، وهو يعلم الأشياء الماضية، ويعلم المستقبل، ما يكون في المستقبل، ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون.
                                والمرتبة الثانية من مراتب القدر:
                                الكتابة، كتابة الله للأشياء في اللوح المحفوظ، الله تعالى كتب كل شيء، كل ما يحصل سيجري في هذا الكون، كله مكتوب في اللوح المحفوظ، قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء )) خمسين ألف سنة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، رواه مسلم في صحيحه
                                ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)) وثبت في الحديث الصحيح:(( أن الله تعالى أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب، قال: يا ربي وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة)) وهاتان المرتبتان وهما العلم والكتابة، من لم يؤمن بهما فهو كافر، وقد أنكرهما -أنكر هاتين المرتبتين- غلاة القدرية الذين قال فيهم الإمام الشافعي وغيره -رحمه الله-: ناظروا القدرية بالعلم، فإن أقروا به خصموا، وإن أنكروا به كفروا.
                                قال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ } هذه الآية فيها إثبات العلم والكتاب: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ } قال سبحانه: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} وقال تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } الإمام المبين هو اللوح المحفوظ.
                                المرتبة الثالثة من مراتب القدر:إرادة الله لجميع الأشياء التي تقع في هذا الكون
                                ، لا يقع شيء في الكون إلا الله أراده، فهو سبحانه يفعل ما يريد، لا يكون فيه شيء إلا أراده -سبحانه وتعالى- كونا وقدرا، والإرادة هنا الكونية، وهي مرادف المشيئة.
                                المرتبة الرابعة:الخلق والإيجاد
                                ، وهو الإيمان بأن الله خلق كل شيء في هذا الوجود، كل شيء في هذا الوجود الله خالقه، قال سبحانه: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } قال سبحانه { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} .
                                الشريط الرابع الدقيقة ( 27:05 )

                                2 ـ الإرداة نوعان فما هما ؟

                                نعم، هذه الإرادة تنقسم إلى قسمين عند أهل السنة والجماعة
                                إرادة كونية قدرية
                                وإرادة دينية شرعية
                                ،
                                فالإرادة الكونية القدرية ترادف المشيئة، ولا يتخلف المراد، لا بد أن تقع الإرادة الكونية، لا يتخلف المراد، فالإرادة الكونية { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا } قال: ولكن الله يفعل ما يريد، هذه الإرادة الكونية، لا بد أن تقع مرادها،
                                أما الإرادة الدينية الشرعية،
                                فهي مرادفة للمحبة والرضا، ولا يشترط عموم مرادها، فكل ما أراده الله دينا وشرعا فقد أحبه، لكن قد يقع، وقد لا يقع.
                                فالله تعالى أراد من العباد جميعا، دعاهم إلى الصلاة، لكن منهم من صلى، ومنهم من لم يصل، والله تعالى نهاهم عن الزنا، منهم من امتثل المنهي، ومنهم من لم يمتثل، بخلاف الإرادة الكونية، فلا يمكن أن يتخلف مراده، فما أراده الله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، كل ما أراده الله كونا وقدرا لا بد أن يقع ولا يتخلف، هذا عند أهل السنة والجماعة
                                ولما لم يقسم الجبرية والقدرية الإرادة إلى قسمين ضلوا، فالجبرية ما عندهم إلا إرادة واحدة، وهي الكونية، أنكروا الإرادة الدينية، والقدرية ما عندهم إلا إرادة واحدة، وهي الإرادة الدينية، وأنكروا الكونية، فضل هؤلاء، وضل هؤلاء.
                                وأهل السنة قسموا الإرادة إلى قسمين -على حسب النصوص عندهم إرادة كونية قدرية ترادف المشيئة، وإرادة دينية شرعية ترادف المحبة والرضا.
                                إذن أهل السنة عندهم الإرادة نوعان، والجبرية نوع واحد، والقدرية كذلك نوع واحد، القدرية نوع واحد، وهي الإرادة الكونية، ولا عندهم دينية، والقدرية عندهم الإرادة واحدة وهي دينية، ولا عندهم الكونية.
                                وأهل السنة الإرادة نوعان: كونية قدرية ترادف المشيئة، ودينية شرعية ترادف المحبة والرضا، نعم.
                                الجبرية عندهم الإرادة شرعية، الجبرية عندهم الإرادة كونية، الأشاعرة والجهمية كلهم جبرية، ما عندهم إلا الإرادة الكونية، والمعتزلة عندهم إرادة دينية فقط، القدرية من القدرية النفاة نعم.
                                الشريط الرابع , الدقيقة ( 1:23:11 )

                                3ـ هل يحتج بالقدر على المعصية أو ترك الأمر ؟ ابسط في هذا النقل من كلام الشارح .

                                يجب على المؤمن، ألا يجعل القدر حجة له في ترك الأوامر، وفعل النواهي، فليس القدر حجة، لأن الحجة قامت على الناس في إرسال الرسل، وإنزال الكتب، قال الله تعالى: { رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } أنت عبد مأمور، أمرك الله بتوحيده وطاعته، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، فعليك أن تمتثل الأوامر، وتجتنب النواهي، قد قامت عليك الحجة، ببعثة الرسل وإنزال الكتب، والله تعالى لا يكلف أحدا لا يستطيع، قال تعالى: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } , { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} .
                                ولهذا فاقد العقل لا يكلف، المجنون والصغير لا يكلف، والعاجز لا يكلف، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمران بن حصين ((صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب )) زاد النسائي ((فإن لم تستطع فمستلقيا )) يعني ورجلاه إلى القبلة، ولا يحتج الإنسان بالقدر، وإنما يحتج بالقدر المشركون، المشركون هم الذين يحتجوا بالقدر، قال الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } .
                                وفي الآية الأخرى: { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } فاحتجوا بالقدر، فالقدر ليس حجة، ليس حجة للعاصي، لأن الحجة قامت على الناس بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، قال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } قال سبحانه: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ }.
                                فأنت عبد مأمور، أعطاك الله السمع والبصر والفؤاد والعقل، سميع بصير قادر على امتثال الأمر، واجتناب النهي، عليك أن تمتثل، ولا تحتج بالقدر، فالقدر ليس من شأنك، من شئون الله، من شأن الله -عز وجل-، فلا يتشبه الإنسان بالمشركين، الذين يحتجون بالقدر، نعم.
                                لما احتج موسى وآدم وقال آدم إن هذا شيء قد كتب علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، لا، ليس من احتجاج القدر، ((لما التقى موسى وآدم تخاصما، فقال موسى لآدم أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، قال: نعم. قال: فلماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، فهل وجدت أن ذلك كتب علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال نعم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فحج آدم موسى فحج آدم موسى)).
                                فحج يعني غلبه، فموسى ما لام آدم على القدر، وإنما لامه على المصيبة التي لحقته وذريته، من الخروج إلى الجنة، فاحتج آدم أن المصيبة مكتوبة عليه، فالمصيبة لا بأس، فالمصائب يحتج الإنسان بالقدر على المصائب، لكن لا يحتج بالقدر على الذنوب، والمعاصي لا، أو أن آدم احتج بأنه تاب من الذنب، والتائب من الذنب لا يلام عليه، (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )).
                                فالمقصود أن موسى ما احتج بالقدر، وما لامه على القدر، وإنما لامه على المصيبة، التي لحقته وذريته، وهي الخروج من الجنة، فاحتج آدم بأن المصيبة مكتوبة، نعم.
                                قرأ الطالب هذه الفقرة
                                : " قال الشارح حفظه الله تعالى: القدر ليس حجة للعاصي على فعل المعصية, أفعال العباد كلها من طاعات ومعاص، كلها مخلوقة لله كما سبق ولكن.."
                                ثم علَّق الشيخ قائلاً :
                                قال الله تعالى: { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } يعني خلقكم، وخلق أعمالكم، نعم.
                                الطالب
                                : ولكن ليس ذلك حجة للعاصي على فعل المعصية، وذلك لأدلة كثيرة منها:
                                أولا:
                                إن الله أضاف عمل العبد إليه، وجعله كسبا له، فقال: { الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } ولو لم يكن له اختيار في الفعل وقدرة عليه، ما نسب إليه.
                                الشيخ
                                : نعم، وفي الآية الأخرى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } , { الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } فأضاف العمل إليهم، والكسب إليه، دل على أن أفعالهم اكتسبوها وباشروها مختارين، نعم.
                                الطالب
                                : الثاني: أن الله أمر العبد ونهاه، ولم يكلفه إلا ما يستطيع، لقوله تعالى: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } , { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } ولو كان مجبورا على العمل، ما كان مستطيعا على الفعل أو الكف، لأن المجبور لا يستطيع التخلص منه.

                                الشيخ : نعم، الله تعالى لا يكلف الإنسان إلا ما يستطيع؛ ولهذا يفرق بين المستطيع، وغير المستطيع، العاجز ما يكلف، فالمريض الذي لا يستطيع القيام، لا يكلف بالقيام، لأنه عاجز، والصحيح يكلف بالقيام، لأنه قادر، والمجنون والصغير الذي لم يبلغ لا يكلف، لا يكلف بالصلاة، ولا بالصيام، لأنه فاقد العقل، والعاقل يكلف، لأنه قادر وهكذا.
                                الطالب
                                : الثالث: أن كل واحد يعلم الفرق بين العمل الاختياري والإجباري، وأن الأول يستطيع التخلص منه.
                                الشيخ
                                : الاضطراري مثل حركة المرتعش والنائم، ونبض العروق، خلافا للجبرية الجبرية يقولون: الإنسان مجبور على عمله، لا يفرق بين الأفعال الاختيارية، والأفعال الاضطرارية، يقول: كل أفعال الإنسان اضطرارية، حركاته وأعماله كلها اضطرارية، لا فرق بين الاختياري والاضطراري، كلها اضطرارية فكل الإنسان مجبور على عمله، يساق إلى العمل سوقا، ويقولون: إن الأفعال أفعال الله -والعياذ بالله- والعبد مجبور عليها، وهو وعاء لها، تصب فيه، كما يصب الماء في الكوز، وهذا من أبطل الباطل.
                                هذا كلام الجبرية يقولون: لا فرق، الأفعال كلها اضطرارية وهذا من أبطل الباطل، أنها تفرق بين الاختياري وبين الاضطراري، ألا تفرق بين كونك تذهب باختيارك، تتكلم باختيارك، وبين حركة المرتعش، حركة النائم، نبض العروق، هذه اضطرارية، حركة المرتعش، اضطراري، نبض العروق هذا اضطراري، حركة النائم كذلك، أما الإنسان المختار الصحيح يفعل الشيء باختياره، يقال: أن هذا اضطراري، هذا من أبطل الباطل، نعم.
                                الطالب
                                : الرابع: أن العاصي قبل أن يقدم على المعصية، لا يدري ما قدر له، وهو باستطاعته أن يفعل أو يترك، فكيف يسلك الطريق الخطأ، ويحتج بالقدر المجهول، أليس من الأحرى أن يسلك الطريق الصحيح، ويقول هذا ما قدر لي.

                                الشيخ
                                : نعم، لأنه مغيب عن الإنسان، القدر مغيب عن الإنسان، ولأن القدر أيضا من شئون الله، من خصوص الله، أنت عبد مأمور، من شئونك أنك تعمل، تمتثل الأوامر، تجتنب النواهي، أما القدر فهو من اختصاص الله، ليس لك أن تنظر إليه، لا تنظر إليه، اتركه لله، أنت الآن نفذ ما أمرت به، أنت عبد مأمور، خلقك الله لعبادته وتوحيده وطاعته، فامتثل الأمر، واجتنب النهي، ولا تنظر إلى القدر، فالقدر ليس إليك، نعم.
                                الطالب : الخامس
                                : أن الله أخبر أنه أرسل الرسل لقطع الحجة، فقال تعالى: { لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ }
                                الشيخ : صحيح نعم
                                الطالب
                                : ولو كان القدر حجة للعاصي، لم تنقطع بإرسال الرسل.
                                الشيخ :
                                نعم، لو كان القدر حجة للعاصي، لكان حجة لكل كافر، ولكل عاصي، ولا قامت الحجة على الناس، فيكون الحجة لإبليس، ويكون حجة لقوم نوح وقوم هود وقوم صالح كل هؤلاء ليس لهم حجة، نعم.
                                الشريط الرابع الدقيقة ( 58:56 )

                                4ـ استخرج فوائد الشراح في هذا الفصل

                                1 ـ مراتب القدر الأربع، المرتبتان الأوليان، أنكرهما غلاة القدرية كفرهم العلماء لأن من أنكر العلم فقد وصف الله بالجهل، وهذا كفر ورِدَّة، كذلك من أنكر الكتابة، لكن عامة القدرية -المتأخر منهم- أثبتوا المرتبتين الأوليين، أثبتوا العلم والكتابة، وأنكروا عموم الإرادة، وعموم الخلق، قالوا: إن عموم الإرادة وعموم الخلق، ليستا عامتين، بمعنى أن أفعال العباد ما أرادها الله، ولا خلقها هكذا يقولون، لشبهة عرضت لهم.
                                قالوا: إن الله ما أراد أفعال العباد، ولا خلق أفعال العباد، المعاصي والطاعات، العباد هم الذين أوجدوا أفعالهم استقلالا، الطاعات والمعاصي، وشبهتهم في هذا، يقولون: لو قلنا إن الله خلق المعاصي، وعذب عليها، لكان ظالما، والله عادل لا يجور، ففرارا من ذلك، قالوا: إن العباد هم الذين خلقوا أفعالهم، الله ما أرادها ولا خلقها، ولهذا قالوا - المعتزلة والقدرية -: إن العباد يستحقون الثواب على الله، كما يستحق الأجير أجرته، لأنهم خلقوا أفعالهم وأوجدوها.
                                وقالوا -أيضا-: يجب على الله عقلا أن يعذب العاصي، لأنه أخطأ، وأن يخلده في النار، هذا مذهب المعتزلة لأنه وعده بذلك، والله لا يخلف الميعاد، هكذا.
                                وهذا باطل وإن الله -سبحانه وتعالى- خلق أفعال العباد لحكمة بالغة، وخلق الطاعات والمعاصي لحكمة بالغة، فهو أرادها كونا وقدرا، لما له من الحكمة، فهي ليست مقصورة لذاتها، لكن لأنها تفضي إلى الحكمة، فالله تعالى حكيم، فيما يخلق، وفيما يقدر، وفيما يأمر، وفيما ينهى، حكيم في شرعه، حكيم في أمره، حكيم في نهيه، حكيم في خلقه، وإيجاده وتقديره.
                                فالمعاصي والكفر التي يفعلها العباد، خلقها الله، وأرادها كونا وقدرا، لأنه تفضي إلى الحكمة التي رتبها الله -سبحانه وتعالى- عليها، فهو حكيم، فليست مرادة لذاتها، ولكن مرادة لما تفضي إليه من الحكمة،
                                الشريط الرابع , بداية من الدقيقة ( 32:59 )

                                2ـ نعم، الإرادة والمشيئة واحدة، الإرادة والمشيئة مترادفان، الإرادة هي المشيئة، المشيئة السابقة لكل شيء يقع في هذا الوجود، كل شيء يقع في وجود الله، شاءه وأراده كونًا وقدرًا، ما يقع في ملك الله شيء لا يريده، ما في مشيئة حادثة، ما يقال مشيئة حادثة، نعم.
                                الشريط الرابع , الدقيقة (35:40 )

                                3 ـ طالب يسأل : ما التوفيق بين قوله: ((وقني شر ما قضيت )) وقوله: ((لا راد لقضائه )) ؟
                                الشيخ
                                : هذا الدعاء، (( وقني شر ما قضيت)) دعاء، (( ولا راد لما قضيت))
                                القضاء نوعان:
                                قضاء مبرم، وقضاء معلق.
                                فالقضاء المبرم:
                                هو الذي لم يعلق بشيء، هذا لا بد أن يقع كما في الحديث: (( وإن ربي قال: يا محمد إذا قضيت قضاءا، فإنه لا يرد (( هذا ذكره الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب "التوحيد"، في باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبدون ، قال: (( وإن ربي قال: يا محمد إذا قضيت قضاءا، فإنه لا يرد )) هذا قضاء مبرم.
                                الثاني: قضاء معلق
                                ، معلق بشيء، مثل صلة الرحم سبب في طول العمر، هذا مقدر أنه يطول عمره بصلة الرحم، هذا معلق، ومثل ذلك القضاء المعلق على الدعاء، معلق حصول هذا الشيء بدعاء هذا الشخص، أنه يدعو ثم يحصل له هذا الشيء، فالدعاء المعلق هذا، يحصل بما علق به، وكل منهما مقدر، المعلق وغير المعلق، هذا الشيء الذي علق عليه القضاء مقدر، فالمقصود أن القضاء المبرم، هو الذي لم يعلق بشيء، والقضاء المعلق هو الذي..، (( وقني شر ما قضيت )) يعني الشيء المعلق، شيء معلق، نعم.
                                قال: (( وقني شر ما قضيت)) يعني لا يحصل له أذى، نعم. هذا له وجه في التفسير، لكن المقصود أن قضاءه له نوعان، نقف على الشرح السابق، وهو في الحديث: (( وقني شر ما قضيت)) نعم. أنه إذا حصل القضاء.. نعم.
                                الشريط الرابع الدقيقة ( 37:12 )

                                4 ـ قرأ الطالب هذه الفقرة " هنا فائدة مهمة، قال الشيخ محمد صالح العثيمين حفظه الله في دروس وفتاوى في الحرم المكي في شرح دعاء القنوت )) وقنا شر ما قضيت)) الله -عز وجل- يقضي بالخير ويقضي بالشر، أما قضائه بالخير فهو خير محض، في القضاء والمقضي، مثال أن يقضي الله -عز وجل- للناس بالرزق الواسع، والأمن والطمأنينة، والهداية والنصر إلى آخره، فهذا خير في القضاء والمقضي.
                                وأما قضائه بالشر فهو خير في القضاء، شر في المقضي، ومثال ذلك القحط، وامتناع المطر، فهذا شر، لكنَّ قضاء الله به خير، قال تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ؛ فلهذا القضاء غاية حميدة، وهي الرجوع إلى الله تعالى، من معصيته إلى طاعته، فصار المقضي شرا، وصار القضاء خيرا.
                                ونحن نقول: شر ما قضيت، وما هنا اسم موصول، أي شر الذي قضيته، فإن الله تعالى قد يقضي بالشر، لحكمة بالغة حميدة، انتهى كلامه -حفظه الله-"
                                ثم علق الشيخ على كلام فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ قائلًا :
                                وينبغي أن يعلم أن الشر إنما هو بالنسبة للمخلوق، تسميته شر بالنسبة للمخلوق، أما بالنسبة للخالق فلا يسمى شر، لأن الله تعالى ما يقضي إلا لحكمة، قضائه مبني على الحكمة، وأمره مبني على الحكمة، -سبحانه وتعالى-، ونهيه مبني على الحكمة، فهو سبحانه تعالى يخلق لحكمة، ويرزق لحكمة، ويعطي لحكمة، ويمنع لحكمة، فهو مبني على الحكمة، فلا يسمى شرا بالنسبة إلى الله، فالشرور الموجودة كلها نسبية، كل الشرور الموجودة ليس هناك شر محض.
                                ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (( والشر ليس إليك)) ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( والشر ليس إليك)) المعنى الشر المحض، الذي لا حكمة في إيجاده وتقديره، لا يوجد، ما يوجد، كل الشرور الموجودة الآن نسبية، بمعنى أنها شر بالنسبة إلى المخلوق، مثال ذلك: الكفر قدر الله، الكفر على الشخص، والمعصية على الشخص، فالله تعالى قضاها لحكمة، لحكم وأسرار.
                                من هذه الحكم مثلا:
                                ما يترتب على هذه المعصية، مثلا: من العبوديات المساوءة، التي يحبها الله، يترتب على هذه المعصية لا قدر الله، التوبة وهي لله، يترتب على تقدير الكفر والمعاصي، مثلا: انقسام الناس إلى مطيع وعاصي، عبودية الولاء والبراء، عبودية الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، عبودية الحب في الله، والبغض في الله، ثم أيضا قد يترتب على هذا التوبة، التوبة المحبوبة لله، والانكسار بين يدي الله، والاستغفار إلى غير ذلك من المصالح، والحكم العظيمة، فهي خير بالنسبة إلى تقدير الله لها، خير لكن هي شر بالنسبة للعبد الذي قدر عليه المعصية، والكفر شر بالنسبة إليه، لأنها أضرته وأساءته، وصارت سببا في عقوبته، فهي شر نسبي، أما بالنسبة إلى الخالق فلا تسمى شرا، ولهذا لا ينسب الشر إلى الله.
                                قال تعالى: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } فأضاف الشر إلى ما خلق: { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } وقال الله عن الجن أنهم قالوا: { وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ } ولم ينسبوه إلى الله: { أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا } فالرشد نسبوه إلى الله، الرشد نسبوه إلى الله، والشر ما نسبوه إلى الله، هذا من أدب الجن الذي أخبر الله عنهم: { وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا } فالرشد نسبوه إلى الله، والشر جاء بصيغة المبني للمجهول، ما نسبوه إلى الله، هذا من الأدب.
                                فالمقصود أن الشر إنما هو بالنسبة للمخلوق، وأما بالنسبة للخالق، فالله قدره لحكم وأسرار عظيمة، فهو خير بالنسبة إليه -سبحانه وتعالى-، فلا ينسب إليه -سبحانه-، لا ينسب إليه الشر -سبحانه وتعالى-، لأن كل ما قضاه مبني على الحكمة، والرحمة والمصلحة، نعم.
                                الشريط الرابع , الدقيقة ( 39:47 )

                                5 ـ قرأ الطالب هذه الفقرة " القدر من صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد كما قال تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } فلا يخرج شيء عن إرادته وسلطانه، ولا يصدر شيء إلا بتقديره وتدبيره، بيده ملكوت السماوات والأرض، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وسلطانه، وهم يسألون، لأنهم مربوبون محكمون."
                                ثم علق الشيخ قائلا ً
                                نعم، ما يسأل عما يفعل، لأنه حكيم -سبحانه وتعالى-، ما يقال لله سبحانه ما يفعل؟ لأنه يفعل بالقدرة بالإرادة، كما يقوله: من ينكر الحكم والتعليل، وهم الجبرية من الأشاعرة والجهمية ينكرون أن يكون الله حكيم، هذا من أبطل الباطل، والله -سبحانه- لا يسأل عما يفعل، لكونه يفعل بالإرادة والمشيئة.
                                والصواب، لا يسأل عما يفعل، لأنه حكيم لكمال حكمته ومصلحته، ولما يترتب على تقديره -سبحانه وتعالى- للمصلحة والرحمة، فهو ما يسأل لكمال حكمته، وهم يسألون -العباد يسألون-، لأنهم مأمورون مربوبون، مقهورون، فهم مسئولون، العباد والمخلوقون مسئولون، أما الله فليس فوقه أحد يسأله، فهو لا يسأل؛ لكمال حكمته -سبحانه وتعالى-، نعم.
                                الشريط الرابع الدقيقة ( 44:27 )

                                6 ـ الطالب : الإيمان بالقدر أحد أصول الدين، أحد أصول الإيمان، من لم يؤمن بالقدر فليس بمؤمن.
                                الشيخ
                                : الإيمان بالله، هذا الأصل الأول، الأصل الثاني: الإيمان بالملائكة، الأصل الثالث: الإيمان بالكتب، الأصل الرابع: الإيمان بالرسل، الأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر، الأصل السادس: الإيمان بالقدر، هذه أصول ستة، وهي أصول اتفقت عليها الرسل، والشرائع وأجمع عليها المسلمون من جحد واحدا منها، خرج من دائرة الإسلام، وصار من الكافرين -نسأل الله السلامة والعافية-، فالإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان، وأصل من أصول الدين، لا يصح إيمان العبد، ولا إسلامه إلا بالإيمان به، نعم.
                                الشريط الرابع الدقيقة ( 46:09 )

                                7 ـ قال الشيخ عن دعائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ))والشر ليس إليك)) يعني الشر المحض الذي لا حكمة في تقديره، لا يوجد ليس يوجد، نعم. ما يوجد شر محض أبدا، جميع الشرور الموجودة كلها شرور نسبية، أما الشر المحض، يعني الذي من جميع الوجوه لا يوجد، والشر المحض تفسيره : هو الذي لا حكمة في إيجاده وتقديره، هذا لا يوجد، فالشرور الموجودة كلها نسبية، نعم.
                                الشريط الرابع الدقيقة ( 48:26 )

                                8 ـ علَّق الشيخ على قول المؤلف رحمه الله تعالى " ونعلم أن الله -سبحانه وتعالى- ما أمر ونهى إلا المستطيع للفعل والترك، وأنه لم يجبر أحدا على معصية، ولا اضطره إلى ترك طاعة " قائلاً :
                                ولهذا قال سبحانه: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } اشترط الاستطاعة، فالاستطاعة شرط، فمن الناس من يستطيع السبيل، ومن الناس من لا يستطيع السبيل، فالذي يستطيع السبيل، وهو القادر على الحج بماله وبدنه، يجب عليه الحج، والذي لا يستطيع لا يجب عليه، فلو كان غير المستطيع مثل المستطيع، لما فرق بينهم، كون الله تعالى أوجب الحج على المستطيع، ولم يوجبه على غير المستطيع، دل عل أن هناك فرق بين القادر وغير القادر، ولا يقال إنهما سيان، والجبرية يقولون: لا فرق بين القادر وغير القادر، كلهم مجبورون، كلهم غير مستطيعين، هذا من أبطل الباطل.
                                الشريط الرابع , الدقيقة ( 1:07:51 )

                                9 ـ قرأ الطالب : " التوفيق بين كون فعل العبد مخلوقا لله وكونه كسبا للفاعل"
                                فقال الشيخ
                                : لا منافاة، ففعل العبد خلق لله، لأنه خلق العبد، وخلق أفعاله، وهو كسب للعبد، لأنه باشر وفعل باختياره، فالعبد هو الذي باشر، والأفعال هي من الله إيجادا وخلقا وتقديرا، ومن العبيد فعلا وكسبا ومباشرة، فأفعال العباد ينسب إلى الله، من الخلق والإيجاد والتقدير، وينسب إلى العباد المباشرة والكسب والفعل، فهي أفعالهم كسبا واختيارا ومباشرة، وهي خلق الله إيجادا وتقديرا وخلقا، كما قال سبحانه: { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } فلا منافاة بين الأمرين، فهي خلق الله وإيجاده وتقديره، وهي فعل العباد وكسبهم ومباشرتهم، نعم.
                                ـ ثم قرأ الطالب هذه الفقرة
                                " عرفت مما سبق أن فعل العبد مخلوق لله، وأنه كسب للعبد، يجازي عليه الحسن بأحسن، والسيئ بمثله، فكيف نوفق بينهما؟
                                التوفيق بينهما أن وجه كون فعل العبد مخلوقا لله تعالى أمران:
                                الأول
                                : أن فعل العبد من صفاته، والعبد وصفاته مخلوقان لله تعالى.
                                الثاني:
                                أن فعل العبد صادر عن إرادة قلبية، وقدرة بدنية، ولولاهما لم يكن فعل، والذي خلق هذه الإرادة والقدرة، هو الله تعالى، وخالق السبب خالق للمسبب، فنسبة فعل العبد إلى خلق الله. "
                                ثم علَّق الشيخ قائلاً:
                                يعني الإنسان، الأفعال من صفات العبد، والعبد مخلوق بذاته وصفاته، وهو فعل العبد، لأن الإنسان أراده، له إرادة، وله مباشرة، وهو أراده بقلبه، قصد فعله، أنت ذهبت تصلي، يعني قصد إرادة، وكونك تصلي تباشر أفعال الصلاة بنفسك، فلذلك ينسب الفعل إليك لأمرين، لأنك أردته بقلبك، وباشرته ببدنك، فصار الفعل له، وإن كان الله خلقه، وخلق الله تعالى خلق قدرتك وأفعالك، أعطاك القوة والقدرة والفعل، نعم.
                                الطالب
                                : فنسبة فعل العبد إلى خلق الله له، نسبة مسبب إلى سبب، لا نسبة مباشرة، لأن المباشر حقيقة هو العبد، فلذلك نسب الفعل إليه كسبا وتحصيلا، ونسب إلى الله خلقا وتقديرا، فلكل من النسبتين اعتبار، والله أعلم.
                                الشيخ
                                : نعم، فهو من الله، ينسب إلى الله الخلق والإيجاد والتقدير، وينسب إلى العبد الفعل والتسبب والكسب.
                                الشريط الرابع , الدقيقة ( 1:12:17 )

                                10ـ القدر ضل فيه طائفتان من الناس:
                                الطائفة الأولى:
                                الجبرية الذين يقولون: كل أفعال الإنسان اضطرارية، كلهم مجبور عليها، ويقولون: إن مثل الله في ذلك حينما يكلف العبد، كمثل قول القائل:
                                ألقاه ألقاه في اليم مكتوفا وقال
                                لـه: إيـاك إيـاك أن تبتل بالماء
                                وهذا من أبطل الباطل، يقولون: كل أفعال العباد اضطرارية، وهي أفعال الله، فالله تعالى هو المصلي، وهو الصائم، تعالى الله عما يقولون، وهؤلاء مذهبهم من أبطل الباطل، لأن معناه إبطال الشرائع والرسالات كلها، لأن معنى كلام هؤلاء الجبرية ورئيسهم الجهم بن صفوان -رئيس الجبرية - يقولون: معنى ذلك أنه لا فائدة من الشرائع، فلا فائدة منه، يقول أحدهم -أحد الجبرية -: أنا إن عصيت أمره الديني الشرعي فقد وافقت أمره الكوني القدرى , وهذا من أبطل الباطل، لأن معنى ذلك إبطال الشرائع.
                                الطائفة الثانية:
                                القدرية النفاة الذين يقولون: إن العبد يخلق فعل نفسه استقلالا من دون الله، فأخرجوا أفعال العباد من القدر، من خلق الله، وهذا باطل، فإن الله يقول: { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } وهذا يشمل الذوات والأفعال، { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } خالق ذوات العباد وأفعالهم، كل شيء خلقه الله، فالقدرية يقولون: أفعال العباد ليست مخلوقة لله، الطاعات والمعاصي هم الذين خلقوها، أوجدوها باختيارها، باستقلالها، فرارا من القول بأنه خلق المعاصي، وعذب عليها فيكون ظالما، فروا من ذلك وقالوا: الله لم يخلق أفعال العباد، وتوسط أهل السنة والجماعة هداهم الله إلى الحق فقالوا: إن الله تعالى خالق كل شيء، حتى أفعال العباد، فهي مخلوقة لله، ولكن العباد لهم قدرة واختيار، تابعة لمشيئة الله، لهم قدرة ومشيئة وإرادة واختيار، لكن إرادتهم تابعة لمشيئة الله، كما قال الله تعالى: { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } , { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} تكون الطوائف ثلاث: الجبرية والقدرية وأهل السنة
                                الجبرية في طرف قالوا:
                                أفعال العباد كلها جبرية، والإنسان مضطر، وليس له أفعال، والأفعال أفعال الله.
                                والقدرية قالوا:
                                إن الله ما خلق أفعال العباد، ولا أوجدها، بل هم خلقوها مستقلين بأنفسهم.
                                و أهل السنة توسطوا قالوا:
                                الله تعالى خالق كل شيء، خلق العباد، وخلق أفعالهم، ولكن العباد لهم قدرة واختيار، وهم مكلفون بأفعالهم الاختيارية، نعم.
                                الشريط الرابع , الدقيقة ( 1:08:34 )

                                ـ ثم قرأ الطالب : المخالفون للحق في القضاء والقدر طائفتان:
                                الطائفة الأولى
                                : الجبرية يقولون: العبد مجبور على فعله، وليس له اختيار في ذلك.
                                ونرد عليهم بأمرين:
                                أولا
                                : إن الله أضاف عمل الإنسان إليه، وجعله كسبا له، يعاقب ويثاب بحسبه، ولو كان مجبورا عليه، ما صح نسبته إليه، ولكان عقابه عليه ظلما.
                                الثاني:
                                إن كل واحد يعرف الفرق بين الفعل الاختياري والاضطراري، في الحقيقة والحكم، فلو اعتدي شخص على آخر، وادعى أنه مجبور على ذلك بقضاء الله وقدره، لعد ذلك سفها مخالفا للمعلوم بالضرورة.
                                وعلَّق الشيخ قائلاً :
                                الجبرية والقدرية طائفتان، قدرية النفاة والقدرية الجبرية أو المجبرة، فالقدرية الجبرية الذين يقولون: إن العبد مجبور على أفعاله، يقولون وينسبون الأفعال، يجعلون أفعال العبد هي أفعال الله، فيقولون: الله هو المصلى والصائم - نعوذ بالله-، ويقولون: إن الإنسان أو بني آدم وعاء للأفعال، تصب فيه الأفعال صبا، كالكوز الذي يصب فيه الماء، ومعنى ذلك أن الإنسان ليس له اختيار، وليس له فعل.
                                ولا يفرقون بين الأمر الكوني، والأمر الشرعي، ومذهبهم من أبطل الباطل، مذهب القدري في الجبرية أشد مذهب أهل الباطل، وهم خصماء الله - والعياذ بالله- يحتجون بالقدر، وشيخهم إبليس، وشيخ القدرية والجبرية - نعوذ بالله-، نسأل الله السلامة والعافية، يؤدي مذهبهم إلى إبطال الشرائع، ويرد عليهم كما ذكر الشارح - ووفقه الله-: أنه رد عنا الأعمال منسوبة إليهم، وأن الإنسان، وأن كل إنسان يفرق بين الفعل الاختياري والفعل الاضطراري، الفعل الاضطراري مثل حركة المرتعش، حركة النائم، نبض العروق، هبوب الرياح للأشجار، هذا اضطرار، أما الحركة التي يفعلها الإنسان باختياره يعرفها كل إنسان ويدرك ذلك.
                                وأيضا يرد عليهم، بأنهم هل ينفذون هذا في أمور دنياهم؟ الجبري الآن لو أخذت ماله أو ضربته، هل يسكت ولا يطالب؟ يطالب.
                                لو ضربه إنسان، وقال: أنا مجبور، هل يعذره؟ ما يعذره، يرد عليه الصاع صاعين، ولو أخذ ماله لطالبه، فهم في أمور دنياهم ما ينفذون، هذا في أمور دنياهم يعملون بالأسباب، يأكلون ويشربون ويطالبون بحقوقهم، ويكسبون المال، ويأخذون حقوقهم، ما يسكتون، ولا يقول الإنسان: أنا مجبور، لكن في أمور الدين، يقول: مجبور، نسأل الله السلامة والعافية، نعم.
                                الطالب
                                : الطائفة الثانية: القدرية , يقولون: العبد مستقل .
                                الشيخ
                                : يعني القدرية النفاة القدرية النفاة كلهم يسمونهم قدرية، أولئك يقال لهم قدرية الجبرية أو المجبرة، وهؤلاء القدرية النفاة هؤلاء الذين ينفون أن يكون الله خلق أفعال العباد، يقولون: إن العباد خالقون لأفعالهم، الله ما خلقها، ولا أوجدها، بل العباد أوجدوها مستقلين، والشبه التي حصلت لهم، يقولون: لو قلنا إن الله خلق أفعال العباد وعذب عليها، لكان الله ظالما، فرارا من ذلك قالوا: العباد هم الذين خلقوا أفعالهم؛ ولذلك العاصي يستحق العقوبة عليها، لأنه الذي خلقه المطيع يستحق الثواب، لأنه الذي أوجدها، حتى قالوا المعتزلة إنه يجب على الله أن يثيب المطيع، وأنه يستحق الأجر على الله، كما يستحق الأجير أجره، ويجب عليه أيضا عقلا أن يعاقب المسيء، وليس له أن يسامح ، ولا أن يعفوا عنه، نسأل الله العافية، نعم.
                                الطالب
                                : يقولون: العبد مستقل بعمله، ليس لله فيه إرادة ولا قدرة ولا خلق.
                                ونرد عليهم بأمرين:
                                الأول
                                : أنه مخالف لقوله تعالى: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } , { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } .
                                الثاني:
                                إن الله مالك السماوات والأرض، فكيف يكون في ملكه ما لا تتعلق به إرادته وخلقه؟
                                الشيخ
                                : نعم، الله خالق كل شيء، هذا عام يشمل أفعال العباد، وغير أفعال العباد، خالق الذوات والصفات والأفعال.
                                ثانيا:
                                أنه يلزم على قولهم إن العباد خالق للأفعال، أنه يقع في ملك الله ما لا يريد، والله تعالى لا يقع في ملكه ما لا يريد، لا يقع في ملكه ما لا يريد.
                                وثالثا:
                                يلزم على قولهم أن تغلب مشيئة العبد مشيئة الله -نعوذ بالله- فهم يقولون: إن الله أراد من العبد الطاعة، والعبد أراد المعصية، فوقعت إرادة العبد، ولم تقع إرادة الله، إذن لزم على ذلك أن يقع في ملك الله ما لا يريد، ولزم على ذلك أن تغلب إرادة العبد، إرادة الله - نعوذ بالله- وهم مخصومون، لأن الجميع خصومهم.
                                ولهذا يقال: التقى قدري ومجوسي ـ قصة ـ التقى قدري ومجوسي في سفينة ، فنصح القدري المجوسي، وقال له: أسلم، فقال القدري: حتى يريد الله، إذا أراد الله أسلمت، فقال القدري: الله يريد، ولكن الشيطان هو الذي لا يريد، فقال المجوسي: هذا شيطان قوي، غلبه، يعني غلبت مشيئته مشيئة الله، إرادته إرادة الله، إذا كان الله يريد والشيطان لا يريد، وهو الآن مع الشيطان، وقعت إرادة الشيطان، فهذا معناه أن إرادة الشيطان هي اللي غلبت.
                                وفي رواية وقصة، أنه قال: أنا مع الأقوى منهما - اللي إرادته قوية أنا معه- فغُلب القدري وخُصم، فهم مخصومون، حتى الكفرة خصموهم وحاجوهم، نعم -نسأل الله العافية.
                                الشريط الرابع , الدقيقة ( 1:15:44 )

                                التعديل الأخير تم بواسطة أم رضوان السلفية; الساعة 16-Jan-2010, 11:13 AM.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X