[بيان] معذرة عند ربنا وبراءة من الطعن في ابن منظور صاحب "لسان العرب" فاغفراللهم زلته وارفع درجته!

[أم صهيب الأثرية]

معجم لسان العرب - تأليف: الشيعي ابن منظور الإفريقي (1232 -1311)، الذي عمل على اختصار وتلخيص عدد هائل من كتب الأدب المطولة، ودسّ فيها أفكاره، يقول الصفدي: «لا أعرف في الأدب وغيره كتابا مطولا إلا وقد اختصره وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلد».

قال الإمام الذهبي في كتاب العبر في خبر من غبر
سنة إحدى عشرة وسبعمائة
ومات القاضي المنشىء جمال الدين محمد بن مكرم بن علي الأنصاري الرويفعي بمصر، في شعبان عن اثنتين وثمانين سنة. يروي عن مرتضى، وابن المقير، ويوسف بن المخيلي، وابن الطفيل، وحدّث بدمشق ومصر، واختصر تاريخ ابن عساكر، وله نظم ونثر، وفيه شائبة تشيُّع .

ويجب الإنتباه إلى أن الأحاديث التي أخذها ابن منظور الباطني من كتب الباطنية غير المعتمدة عند أهل السّنّة والجماعة

تفاجأت حقيقة لمّا رأيت المشاركة بالأمس ولم أستطع التعليق عليها في حينه، وتألمت أكثر لمّا رأيت عدد زوار الصفحة -وهم فوق الألف- وكيف أننا ساهمنا في نشر هذا الكلام عن أحد العلماء الذين طالما استفدنا منهم لا أقول كشخص بل كمسلمين في أنحاء المعمورة، فما من عالم ولا طالب مُجد إلا وقد مارس وطالع في "لسان العرب" إما مباشرة أو بواسطة...وليس الألم من جهة كون المؤلف فيه (شائبة تشيع) بل طريقة العرض "حقيقة مؤلف كتاب لسان العرب" وكأني به شخص مدسوس تستر بين المسلمين ليبث فيهم سمومه ..وفي هذا تقول الأخت أو نقلت:

فانظر هذا التصوير لسيرة هذا العالم، فكأنّه اتخذ اختصار الكتب وسيلة لدس سمومه والعياذ بالله، والأخت قصدها سليم فما أرادت إلا تنبيه وتحذير إخوانها وأخواتها من أبناء المنهج السلفي للحفاظ على عقيدتهم..لكن ليس هكذا تُورد الإبل!
هذا أولًا.

أما بالنسبة لما ذُكر فقد سبق ونُقل في الأعلى كلام الذهبي في "العبر في خبر من غبر" حيث قال:
وفيه شائبة تشيع.ا.ه"

والذهبي قد حدث عنه كما حكى الحافظ السيوطي -رحمه الله- فقال في "بغية الوعاة":
روى عنه السبكي والذهبي . وقال : تفرد في العوالي ا.هــ
بل قد حكى هذا أبو الطيب المكي في كتاب "ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد" (ت 832ه) :
وسمع من يوسف بن المخيلي وعبد الرحيم الطفيل وابن القير ومرتضى بن حاتم وعمر وتفرد وأكثروا عنه أخد عنه الحافظ الذهبي. ا.هــ
بل قد حكاه الصفدي تلميذ الذهبي كما سيأتي.
فهو أدرى بشيخه إذن، وقد نقل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في "الدرر الكامنة" عن الذهبي قوله:
قال الذهبي كان عنده تشيع بلا رفض ا.هـــ

فلا أدري هل تصرّف ابن حجر في كلام الذهبي أم نقله بنصه فيكون قد ذكر هذا في موضع آخر غير "العبر"، وقد ذكر نفس العبارة السيوطي في "بغية الوعاة" لكن لم ينسبها لأحد.

لكن ذكرها "الكتبي" في "فوات الوفيات" وهو ممن عاصر ابن منظور فقال في ترجمته:
وكان فاضلاً، وعنده تشيع بلا رفض ا.هــ

وهذا النقل من الكتبي هو مما استقاه من معاصره الصفدي في "الوافي بالوفيات" فقال الصدفي -وهو معاصر لابن منظور كذلك - في ترجمته:
محمد بن مكرم بتشديد الراء بن علي بن أحمد الأنصاري الرويفعي الإفريقي ثم المصري القاضي جمال الدين أبو الفضل ...ولد أول سنة ثلاث وسمع من يوسف بن المخيلي وعبد الرحمن بن الطفيل ومرتضى بن حاتم وابن المقير وطائفة، وتفرد وعمر وكبر وأكثروا عنه، وكان فاضلاً وعنده تشيع بلا رفض... كتب عنه الشيخ شمس الدين، أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال: ولد المذكور يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وست مائة وهو كاتب الإنشاء الشريف واختصر كتباً وكان كثير النسخ ذا خط حسن وله أدب ونظم ونثر، وأنشدني المذكور لنفسه سادس ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وست مائة.....ثم قال: قلت: ما أعرف في كتب الأدب شيئاً إلا وقد اختصره جمال الدين بن المكرم، فمما اختصره كتاب الأغاني ورتبه على الحروف وزهر الآداب وكتاب الحيوان فيما أظن واليتيمة والذخيرة ونشوار المحاضرة وغير ذلك حتى مفردات ابن البيطار وكان يختصر ويكتب في ديوان الإنشاء واختصر تاريخ ابن عساكر وتاريخ الخطيب وذيل ابن النجار وجمع بين كتاب الصحاح للجوهري والمحكم لابن سيده وكتاب الأزهري فجاء ذلك في سبعة وعشرين مجلداً ورأيت أولها وقد كتب عليه أهل ذلك العصر يقرظونه ويصفونه بالحسن كالشيخ بهاء الدين ابن النحاس وشهاب الدين محمود وغيره ومحيي الدين بن عبد الظاهر فيما أظن، وأخبرني من لفظه ولده قطب الدين بقلعة الجبل في ديوان الإنشاء أن والده مات وترك بخطه خمس مائة مجلد. ا.هـــ

وقال الصفدي في "نكث الهميان في نكت العميان":
واختصر صفوة الصفوة . ومفردات ابن البيطار. وكتاب التيفاشي. فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولى الألباب، اختصره في عشر مجلدات، وسماه سرور النفس. ورأيت كتاب الصحاح للجوهري، في مجلدة واحدة بخطه، في غاية الحسن. ولم يزل يكتب إلى أن أضر وعمي في آخر عمره. رحمه الله تعالى. ا.هــ

وقال كذلك في كتابه الآخر "أعيان العصر وأعوان النصر" مُثنيا عليه وعلى مختصراته المليحة لا المسمومة:
وأتى في عمله بما يخجل النجوم الزاهرة، وله شعر غاص على معانيه وأبهج به نفسَ من يعانيه. وكان قادراً على الكتابة لا يمل من مواصلتها، ولا يولّي عن مناصلتها. لا أعرف في الأدب وغيره كتاباً مطولاً إلا وقد اختصره، وزوّق عنقوده، واعتصره، تفرد بهذه الخاصة البديعة، وكانت همته بذلك في بُرْد الزمان وشيعه.
ولم يزل على حاله الى أن خبا من عمره مصباحه ونُسخ بدجا الموت من الحياة صباحه. ا.هــ

ثم قال:
وكتب عنه شيخنا الذهبي....- ثم ساق الصفدي عن شيخه إحدى التقاريض المتكاثرة على كتابه الموسوعي لسان العرب" فقال:-
فجاء في سبعة وعشرين مجلداً وسماه لسان العرب، وأراني ولده قطب الدين أول النسخة، وقد قرظه من أهل ذلك العصر جماعة يصفونه بالحسن، منهم الشيخ بهاء الدين بن النحاس، والقاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، فيما أظن، وشيخنا العلامة شهاب الدين محمود، رحمهم الله أجمعين.
وأنشدني شيخنا العلامة أثير الدين تقريظاً لهذا الكتاب، ورأيته بخطه:
أجَلْتُ لحاظي في الرياض الدمايث ... ونزهت فكري في فنون المباحث
وشاهدت مجموعاً حوى العلم كله ... بأول مكتوب وثانٍ وثالث
فيا حسنه من جامع لفضائل ... جليل على نيل المعارف باعث
لحاز لسان العرب أجمع فاغْتدى ... نهاية مرتاد ومطلب باحث
به أزهرت للأزهري رياضُهُ ... فأنوارها تجلو دياجي الحوادث
وصحت به للجوهري صحاحه ... فلا كسر يعروها ولا نقد عابث
وساد به بين الأنام ابن سيده ... فمحكمُه ما فيه عيث لعايث
وبرَّ ابن بريٍّ وصحّت بنقده ال ... صحاح استقلّت في براثن ضابث
وللجزريّ ابن الأثير نهاية ... إذا قرئت أزرت بسبع المثالث
وكل محل إذ تقادم عهده ... وليس المصلّي في السباق برايث
وإن جمال الدين جمّل كتبَهم ... بإصلاح ما قد أوهنوا من رثائث
لقد فاقهم علماً وزاد عليهم ... وأني يباري الريح عرْجُ الأباعث
تجمّع فيه ما تفرق عندهم ... وأربى عليهم بالعلوم الأثائث
بنثرٍ كشبه الزهر غبّ سمائه ... ونظمٍ كمثل الزهر بالسحر نافث
له قدمٌ في ساحة الفضل راسخٌ ... ومجد قديم ليس فيه بحادث
ونسبة علم كابراً بعد كابر ... فمن خير موروث الى خير وارث
حفيظ لأسرار الملوك أمينها ... عليم بتصريف الخطوب الكوارث
به افتخرت قحطان واشتد أزرها ... وباهت به الأملاك أبناءُ يافث
سقى جدثاً قد حله ابنُ مكرّم ... ملث من الغرّ الغوادي المواكث
ولا برحت روح الجمال مقيمةً ... لعذرٍ لدى الغيد الحسان الأراعث
ا.هـــ

فأين المدح والثناء على مؤلفاته ومختصراته وحسن أدبه وخطه ودأبه في العلم من اللمز واتهام قصده ونيته والعياذ بالله، فاتقوا الله في أهل العلم وفيمن هم شيوخ الإسلام ، نعم! قد ننتقد ونَكُر بالرد على من وقع له خطأ في فهم بعض الشريعة ولو كان عالما جليلاً أما اللمز والطعن والرمي بالتهمة فيمن قد علمنا ديانتهم وورعهم وطلبهم للحق !! فإنها مصيبة والعياذ بالله!!

ثم وإذا بنا ننازع وصفه بالتشيع فنقف عند وصفه بـ "شائبة تشيع" نقف على قاصمة في آخر المشاركة وهي فيما قالته أو نقلته الأخت:

فسبحانك ربي هذا بهتان عظيم، يقشعر البدن ويدمع القلب قبل العين من هذا الكلام!! أعوذ بالله...ما هذه الجرأة ومن قال هذا؟! ومن زعمه قبلك!! أعوذ بالله ونحن براء من هذا الكلام ومن أن نرمي مسلما فضلا عن عالم بالكفر والزندقة !! كيف يُرمى مسلم جزافا بهذه النحلة الردية فإنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله ابن منظور وغفر له ذنبه وزلته ورفع درجته والله المستعان على ما يصفون!

[أبو محمد فضل بن محمد]

بحاجة إلى تأمل
( فيه شائبة تشيع ) غير ( شيعي ) وغير ( باطني ) ..
وكأن الموضوع لم يكتمل .
وعندي على كل حال (تاج العروس ) أفضل من اللسان .

[أبو عبد الرحمن علي المالكي]

رد: حقيقة مؤلف معجم لسان العرب

رويدكم...
عندي سؤال أوَّلاً
لم يتبين لي العلاقة بين النقل عن الإمام الذهبي رحمه الله وبين ابن منظور رحمه الله

وثانياً
لابد أن نتثبت في هذا الأمر
فكَم قد رأينا مَن رُمِيَ بالتشيُّع وليس كذلك, والتاريخ أمامنا
أنا سمعت من بعض المشايخ أن ابن منظور رحمه الله عليه ملاحظات في معتقده وأن كتابَه أيضاً عليه ملاحظات, لكن لم يحدد هل تلك الملاحظات هي تشيُّع أم غير ذلك.
وعلى كلٍّ لنسأل أهل العلم عن ماهيّة هذه الملاحظات وعن الجوانب التي وُجِدَت فيها لنتجنبها ونستفيد من باقي الكتاب, فإن مشايخنا - على اختلاف تخصصاتهم - منهم مَن قرأ لسان العرب كاملاً, بل إن العلامة محمود شاكر رحمه الله قرأه على شيخه كاملاً مرتين وكان قد بدأ في الثالثة, فالكتاب مدروس والملاحظات التي عليه معروفة ومحدَّدة إن شاء الله.
فلسان العرب مِن أشهر وأهمّ كتب اللغة, ولا يُستغنى عنه, وقد مرَّ على أجيال من علماء اللغة العربية؛ فلو كان غيرَ ذي قيمةٍ لَمَا اهتمّوا به هذا الاهتمام ولَمَا أضاعوا الأوقات في دراسته وتدريسه
فالأمر يحتاج إلى تحَرٍّ وبحث وسؤال

وفقكم الله

[أبو زياد حمزة الجزائري]

رد: حقيقة مؤلف معجم لسان العرب

قاموس لسان العرب لابن منظور من أحسن وأغزر كتب المعاجم فائدة، فهو يختصر الطريق ويجمع كل ما قيل في معنى الكلمة مما هو موجود في القواميس الأخرى كتهذيب اللغة والصحاح وغيرها، ويُعتمَد اللسان عند أهل الفن في معرفة شواهد المعاني وأدلة الألفاظ من شعر العرب ونثرهم، أمَّا معرفة أصل الكلمة وما تُطلق عليه مِن معان فلا تجد لك أفضل من (مُعجم مقاييس اللغة) للعلامة اللغوي ابن فارس السُّني السلفي، ولهذا يعتمده كثير من أهل العلم في ضبط المصطلحات، وابن فارس من المتقدمين بخلاف ابن منظور.
أما قضية تشيع ابن منظور فينبغي التثبت -كما قال الأخ، من ناحيتين:
صحة نسبة التشيع إليه، والتعامل مع كُتُبه، وهذا يرجع إلى حاله إن كان داعية إلى بدعته، وإن كان دسَّ كُتُبه فعلا بالتشيُّع، وهذا يذكرني بابن عبد ربه الأندلسي صاحب العِقد الفريد وهو يُنسب إلى الرفض والزندقة، بينما إذا اطَّلعتَ على كتاب العِقد وجدته يذكر في (كتاب الخُطَب) خُطبةً لأحد الخوارج -نسيت اسمه- ثم يقول أنه حذفَ قطعةً منها لأنَّ فيها سبًّا لأبي بكر وعمر ونيلًا منهما، وهذا من باب الاستطراد فقط وإلا فلا يُقارن العِقد باللسان.
هذا ما أردتُ التطفُّل به وأرجو المعذرة فليس هذا بعُشي..، والله أعلم.

[أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني]

معذرة عند ربنا فرحم الله ابن منظور وغفر له زلته ورفع درجته!

تفاجأت حقيقة لمّا رأيت المشاركة بالأمس ولم أستطع التعليق عليها في حينه، وتألمت أكثر لمّا رأيت عدد زوار الصفحة -وهم فوق الألف- وكيف أننا ساهمنا في نشر هذا الكلام عن أحد العلماء الذين طالما استفدنا منهم لا أقول كشخص بل كمسلمين في أنحاء المعمورة، فما من عالم ولا طالب مُجد إلا وقد مارس وطالع في "لسان العرب" إما مباشرة أو بواسطة...وليس الألم من جهة كون المؤلف فيه (شائبة تشيع) بل طريقة العرض "حقيقة مؤلف كتاب لسان العرب" وكأني به شخص مدسوس تستر بين المسلمين ليبث فيهم سمومه ..وفي هذا تقول الأخت أو نقلت:

الذي عمل على اختصار وتلخيص عدد هائل من كتب الأدب المطولة، ودسّ فيها أفكاره، يقول الصفدي: «لا أعرف في الأدب وغيره كتابا مطولا إلا وقد اختصره وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلد».

فانظر هذا التصوير لسيرة هذا العالم، فكأنّه اتخذ اختصار الكتب وسيلة لدس سمومه والعياذ بالله، والأخت قصدها سليم فما أرادت إلا تنبيه وتحذير إخوانها وأخواتها من أبناء المنهج السلفي للحفاظ على عقيدتهم..لكن ليس هكذا تُورد الإبل!
هذا أولًا.

أما بالنسبة لما ذُكر فقد سبق ونُقل في الأعلى كلام الذهبي في "العبر في خبر من غبر" حيث قال:
وفيه شائبة تشيع.ا.ه"

والذهبي قد حدث عنه كما حكى الحافظ السيوطي -رحمه الله- فقال في "بغية الوعاة":
روى عنه السبكي والذهبي . وقال : تفرد في العوالي ا.هــ
بل قد حكى هذا أبو الطيب المكي في كتاب "ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد" (ت 832ه) :
وسمع من يوسف بن المخيلي وعبد الرحيم الطفيل وابن القير ومرتضى بن حاتم وعمر وتفرد وأكثروا عنه أخد عنه الحافظ الذهبي. ا.هــ
بل قد حكاه الصفدي تلميذ الذهبي كما سيأتي.
فهو أدرى بشيخه إذن، وقد نقل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في "الدرر الكامنة" عن الذهبي قوله:
قال الذهبي كان عنده تشيع بلا رفض ا.هـــ

فلا أدري هل تصرّف ابن حجر في كلام الذهبي أم نقله بنصه فيكون قد ذكر هذا في موضع آخر غير "العبر"، وقد ذكر نفس العبارة السيوطي في "بغية الوعاة" لكن لم ينسبها لأحد.

لكن ذكرها "الكتبي" في "فوات الوفيات" وهو ممن عاصر ابن منظور فقال في ترجمته:
وكان فاضلاً، وعنده تشيع بلا رفض ا.هــ

وهذا النقل من الكتبي هو مما استقاه من معاصره الصفدي في "الوافي بالوفيات" فقال الصدفي -وهو معاصر لابن منظور كذلك - في ترجمته:
محمد بن مكرم بتشديد الراء بن علي بن أحمد الأنصاري الرويفعي الإفريقي ثم المصري القاضي جمال الدين أبو الفضل ...ولد أول سنة ثلاث وسمع من يوسف بن المخيلي وعبد الرحمن بن الطفيل ومرتضى بن حاتم وابن المقير وطائفة، وتفرد وعمر وكبر وأكثروا عنه، وكان فاضلاً وعنده تشيع بلا رفض... كتب عنه الشيخ شمس الدين، أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال: ولد المذكور يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وست مائة وهو كاتب الإنشاء الشريف واختصر كتباً وكان كثير النسخ ذا خط حسن وله أدب ونظم ونثر، وأنشدني المذكور لنفسه سادس ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وست مائة.....ثم قال: قلت: ما أعرف في كتب الأدب شيئاً إلا وقد اختصره جمال الدين بن المكرم، فمما اختصره كتاب الأغاني ورتبه على الحروف وزهر الآداب وكتاب الحيوان فيما أظن واليتيمة والذخيرة ونشوار المحاضرة وغير ذلك حتى مفردات ابن البيطار وكان يختصر ويكتب في ديوان الإنشاء واختصر تاريخ ابن عساكر وتاريخ الخطيب وذيل ابن النجار وجمع بين كتاب الصحاح للجوهري والمحكم لابن سيده وكتاب الأزهري فجاء ذلك في سبعة وعشرين مجلداً ورأيت أولها وقد كتب عليه أهل ذلك العصر يقرظونه ويصفونه بالحسن كالشيخ بهاء الدين ابن النحاس وشهاب الدين محمود وغيره ومحيي الدين بن عبد الظاهر فيما أظن، وأخبرني من لفظه ولده قطب الدين بقلعة الجبل في ديوان الإنشاء أن والده مات وترك بخطه خمس مائة مجلد. ا.هـــ

وقال الصفدي في "نكث الهميان في نكت العميان":
واختصر صفوة الصفوة . ومفردات ابن البيطار. وكتاب التيفاشي. فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولى الألباب، اختصره في عشر مجلدات، وسماه سرور النفس. ورأيت كتاب الصحاح للجوهري، في مجلدة واحدة بخطه، في غاية الحسن. ولم يزل يكتب إلى أن أضر وعمي في آخر عمره. رحمه الله تعالى. ا.هــ

وقال كذلك في كتابه الآخر "أعيان العصر وأعوان النصر" مُثنيا عليه وعلى مختصراته المليحة لا المسمومة:
وأتى في عمله بما يخجل النجوم الزاهرة، وله شعر غاص على معانيه وأبهج به نفسَ من يعانيه. وكان قادراً على الكتابة لا يمل من مواصلتها، ولا يولّي عن مناصلتها. لا أعرف في الأدب وغيره كتاباً مطولاً إلا وقد اختصره، وزوّق عنقوده، واعتصره، تفرد بهذه الخاصة البديعة، وكانت همته بذلك في بُرْد الزمان وشيعه.
ولم يزل على حاله الى أن خبا من عمره مصباحه ونُسخ بدجا الموت من الحياة صباحه. ا.هــ

ثم قال:
وكتب عنه شيخنا الذهبي....- ثم ساق الصفدي عن شيخه إحدى التقاريض المتكاثرة على كتابه الموسوعي لسان العرب" فقال:-
فجاء في سبعة وعشرين مجلداً وسماه لسان العرب، وأراني ولده قطب الدين أول النسخة، وقد قرظه من أهل ذلك العصر جماعة يصفونه بالحسن، منهم الشيخ بهاء الدين بن النحاس، والقاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، فيما أظن، وشيخنا العلامة شهاب الدين محمود، رحمهم الله أجمعين.
وأنشدني شيخنا العلامة أثير الدين تقريظاً لهذا الكتاب، ورأيته بخطه:
أجَلْتُ لحاظي في الرياض الدمايث ... ونزهت فكري في فنون المباحث
وشاهدت مجموعاً حوى العلم كله ... بأول مكتوب وثانٍ وثالث
فيا حسنه من جامع لفضائل ... جليل على نيل المعارف باعث
لحاز لسان العرب أجمع فاغْتدى ... نهاية مرتاد ومطلب باحث
به أزهرت للأزهري رياضُهُ ... فأنوارها تجلو دياجي الحوادث
وصحت به للجوهري صحاحه ... فلا كسر يعروها ولا نقد عابث
وساد به بين الأنام ابن سيده ... فمحكمُه ما فيه عيث لعايث
وبرَّ ابن بريٍّ وصحّت بنقده ال ... صحاح استقلّت في براثن ضابث
وللجزريّ ابن الأثير نهاية ... إذا قرئت أزرت بسبع المثالث
وكل محل إذ تقادم عهده ... وليس المصلّي في السباق برايث
وإن جمال الدين جمّل كتبَهم ... بإصلاح ما قد أوهنوا من رثائث
لقد فاقهم علماً وزاد عليهم ... وأني يباري الريح عرْجُ الأباعث
تجمّع فيه ما تفرق عندهم ... وأربى عليهم بالعلوم الأثائث
بنثرٍ كشبه الزهر غبّ سمائه ... ونظمٍ كمثل الزهر بالسحر نافث
له قدمٌ في ساحة الفضل راسخٌ ... ومجد قديم ليس فيه بحادث
ونسبة علم كابراً بعد كابر ... فمن خير موروث الى خير وارث
حفيظ لأسرار الملوك أمينها ... عليم بتصريف الخطوب الكوارث
به افتخرت قحطان واشتد أزرها ... وباهت به الأملاك أبناءُ يافث
سقى جدثاً قد حله ابنُ مكرّم ... ملث من الغرّ الغوادي المواكث
ولا برحت روح الجمال مقيمةً ... لعذرٍ لدى الغيد الحسان الأراعث
ا.هـــ

فأين المدح والثناء على مؤلفاته ومختصراته وحسن أدبه وخطه ودأبه في العلم من اللمز واتهام قصده ونيته والعياذ بالله، فاتقوا الله في أهل العلم وفيمن هم شيوخ الإسلام ، نعم! قد ننتقد ونَكُر بالرد على من وقع له خطأ في فهم بعض الشريعة ولو كان عالما جليلاً أما اللمز والطعن والرمي بالتهمة فيمن قد علمنا ديانتهم وورعهم وطلبهم للحق !! فإنها مصيبة والعياذ بالله!!

ثم وإذا بنا ننازع وصفه بالتشيع فنقف عند وصفه بـ "شائبة تشيع" نقف على قاصمة في آخر المشاركة وهي فيما قالته أو نقلته الأخت:

ويجب الإنتباه إلى أن الأحاديث التي أخذها ابن منظور الباطني من كتب الباطنية غير المعتمدة

فسبحانك ربي هذا بهتان عظيم، يقشعر البدن ويدمع القلب قبل العين من هذا الكلام!! أعوذ بالله...ما هذه الجرأة ومن قال هذا؟! ومن زعمه قبلك!! أعوذ بالله ونحن براء من هذا الكلام ومن أن نرمي مسلما فضلا عن عالم بالكفر والزندقة !! كيف يُرمى مسلم جزافا بهذه النحلة الردية فإنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله ابن منظور وغفر له ذنبه وزلته ورفع درجته والله المستعان على ما يصفون!

[أبو عبد الرحمن صلاح السلفي]

رد: معذرة عند ربنا فرحم الله ابن منظور وغفر له زلته ورفع درجته!

للفائدة! نصح الشيخ محمد بن هادي المدخلي في شرحه لعقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني بكتاب تهذيب اللغة للأزهري وقال: إن صاحبه سلفي أو نحو ذلك.
قال ابن منظور: لم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة للأزهري.

[أبو عبد الله ابن مسعود عبد الله]

رد: حقيقة مؤلف معجم لسان العرب

عجبت لما قرأت عن مثل هذا العالم الجليل وهل لم يستطع أحد من علماء اللغة وغيرهم من العلماء أن يكتشفوا أمر تشيعه-كما يزعم هؤلاء وأين ابن منظور الآن ليرد عن افتراءاتهم بل وأين دليل كلامهم من كتبه التي يزعمون أنه دس فيها سمومه كما يدعون؟ فليأتوا بدليل قولهم من كتبه إن كانوا صادقين...رحم الله ابن منظور وتجاوز عن زلاته

[أبو عبد الرحمن علي المالكي]

رد: معذرة عند ربنا فرحم الله ابن منظور وغفر له زلته ورفع درجته!

للفائدة! نصح الشيخ محمد بن هادي المدخلي في شرحه لعقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني بكتاب تهذيب اللغة للأزهري وقال: إن صاحبه سلفي أو نحو ذلك.
قال ابن منظور: لم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة للأزهري.

كتاب الأزهري إضافةً إلى سلفيّة عقيدةِ مؤلفه فهو فيه مزايا ليست في غيره من الكتب
وعندما ترجع إلى مَن ترجم للإمام الأزهري أو مَن تكلم على كتابه ستقف على فوائد من ذلك إن شاء الله

[أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني]

رد: حقيقة مؤلف معجم لسان العرب

والعجيب في الأمر أنّ بعض المعاصرين رمى الإمام الأزهري بالتشيع كذلك!! وقد وضعت مشاركة اليوم ، تحتوي على دراسة وافية عن الإمام الأزهري وفيه كذلك دفاع عنه ورد للشبه التي قيلت، فجزى الله مؤلفه خيرا والله المستعان على ما يصفون.
يمكنكم تصفح المشاركة وتحميل الكتاب من هنا:
http://ajurry.com/vb/showthread.php?p=76747#post76747

[أم الرازان الأثرية]

رد: معذرة عند ربنا فرحم الله ابن منظور وغفر له زلته ورفع درجته!

فسبحانك ربي هذا بهتان عظيم، يقشعر البدن ويدمع القلب قبل العين من هذا الكلام!! أعوذ بالله...ما هذه الجرأة ومن قال هذا؟! ومن زعمه قبلك!! أعوذ بالله ونحن براء من هذا الكلام ومن أن نرمي مسلما فضلا عن عالم بالكفر والزندقة !! كيف يُرمى مسلم جزافا بهذه النحلة الردية فإنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله ابن منظور وغفر له ذنبه وزلته ورفع درجته والله المستعان على ما يصفون!

جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح .... و لو أمكن تعديل العنوا ن
حتى لا نقع في هذا الإلتباس فهناك من يكتفي بقراءة اول مشاركة فقط.

[أم عبد الكريم]

رد: حقيقة مؤلف معجم لسان العرب

أؤيد رأي أختي أم الرزان،، فما أكثر المواضيع التي يتم نقلها من أول مشاركة وانتشارها وفيها ما فيها من الخطأ، والله المستعان.

فأرى أن هذا من أوجب ما يكون؛ حرصا على عدم انتشار خطئ في دين الله وبيدنا ما نفعله لألا يحصل ذلك، والله أعلم.

[أم عبد الكريم]

رد: حقيقة مؤلف معجم لسان العرب

أظن هذا العنوان طيب:
( معذرة عند ربنا وبراءة من الطعن في ابن منظور صاحب "لسان العرب" فاغفراللهم زلته وارفع درجته! )
وسيشد القارئ بإذن الله ليتابع ويفهم أين هي براءته من الطعن!!

وأضرب مثالًا،،
من المواضيع التي أتذكرها وكنت أتمنى أن يغيَّر العنوان فيها، بل والمحتوى أيضا (حرصا على ألا ينتشر الخطأ في دين الله بعدما رأيته وأراه إلى الآن ينتشر في مواطن عديدة والله المستعان،، وهو ليس في منتدانا، وإنما في منتدانا الرد عليه فقط،،
http://www.sahab.net/forums/index.ph...ic=117993&st=0
فلو تم تغيير مثل هذا الموضوع عنوانه أو محتواه أيضا،، بعدما تبيّن لنا الحق فيه ورأينا انتشاره على خطئه لكنا بذلك حفظنا دين الله من الخطأ،، والله المستعان

[أبو عبد الرحمن علي المالكي]

رد: حقيقة مؤلف معجم لسان العرب

سنتشاور اليوم إن شاء الله فيما يخص تغيير الاسم

وياليت الأعضاء الكرام ينبهون الإدارة على المواضيع التي فيها غرابة لكي تتخذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك
فنحن بشر, وقد نذهل عن بعض المواضيع, فلابد أن تعينونا على مثل هذا الأمر