إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الكوكب الدري فى ترجمة الإمام أبي بكر الآجري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكوكب الدري فى ترجمة الإمام أبي بكر الآجري

    الْكَوْكَبُ الدُّرِيّْ فِي تَرْجَمَةِ الإِمَامِ أبِي بَكْرٍ الآجُرِّيّْ
    كتبه الشيخ /أحمد شحاته ألألفي السكندري

    --------------------------------------------------------------------------------

    أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الآجُرِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ
    الْعَابِدُ الزَّاهِدُ الْحَافِظُ ذُو التَّصَانِيفِ النَّافِعَةِ (1)
    ـ
    ـــــــــــــــــــــــ
    الإِمَامُ الْحَافِظُ الثَّبْتُ النِّحْرِيرْ . وَبَحْرُ الْعِلْمِ الزَّاخِرُ بِالْفَضْلِ الْغَزِيرْ . مِنْ الْقَوْمِ الَّذِينَ سَمَتْ أَنْفَسُهُمْ لِنَيْلِ الْعُلا وَالْمَعَالِي . فَمَا بَرِحَ يُدْلِجُ وَيَغْدُو فِي تَحْصِيلِ الأُصُولِ وَالْفُرُوعِ بِالأَسَانِيدِ الْعَوَالِي . مُتَدَرِّعَاً بِأَنْوَارِ الْيَقِينِ مِنْ الْوُقُوعِ فِي وَرَطَاتِ الارْتِيَابِ وَاللَّبْسِ . وَسَاعِيَاً فِى صِيَانَةِ عَقَائِدِ الْمِلَّةِ مِنْ غَارَاتِ الابْتِدَاعِ وَالرِّجْسِ . حَتَّى قَضَى فِي كَشْفِ مُشْكَلاتِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كُلَّ حَاجَةٍ فِي النَّفْسِ . وَرَدَّ عَلَى الْمُخَالِفِينَ مِنْ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالضَّلالِ رَدَّاً حَفِيلاً . وَكَانَ عَلَى الرَّوَافِضِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ وَالْمُرْجِئَةِ سَيْفَاً مَسْلُولاً.
    وَتَنَاقَلَتْ تَصَانِيفَهُ أَئِمَّةُ الأَمْصَارِ . وَتَهَادَتْهَا شُدَاةُ الْحَقِّ فِي شَتَى الأَقْطَارِ . وَطَلَعَتْ فِي كُلِّ أُفْقٍ طُلُوعَ الشَّمْس . وَنَسَخَتْ بِمُحْكَمِ صَوَابِهَا كُلِّ رِيبَةٍ وَلَبْس .
    وَأَعْرَبَتْ بِدِقَائِقِ تَحْقِيقَاتِهَا عَنْ حَقَائِقِ التَّبْيَانِ . فَرَمَقَتْهَا أَعْيُنُ وُجُوهِ الْعُلَمَاءِ بِالْمُقُلِ الْحِسَانِ . وَتَلَقَوْهَا بِالرِّضَا وَالْقَبُولِ وَالاسْتِحْسَانِ .
    (( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا . وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا )) . إنَّ تَصَانِيفَهُ كَأَبْكَارِ الْعَرَائِسِ تَرْفُلُ فِي أَبْهَى حُلاهَا . أَوْ النُّجُومِ الزَّاهِرَةِ يُهْتَدَى فِي الظُّلُمَاتِ بِضِيَائِهَا وَسَنَاهَا . وَكَفَاهُ بِكِتَابِ الشَّرِيعَةِ فَخْرَاً فَقَدْ اكْتَسَى مِنْ مَوَاهِبِ الامْتِنَانِ حُلَلَهَا . وَتَلا لِسَانُ التَّوْفِيقِ عَلَى الْعَاجِزِ عَنْ تَكْمِيلِهِ (( مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا )) .
    فَلَعْلَّ الآجُرِّيَّ الْمَقْصُود ، بِهَذَا الْمَدِيحِ الْمَحْمُود :

    إِمَامُ أََهْـلِ التُّقَى وَالْعِلْمِ شِـيمَتُهُ ... بَذْلُ النَّدَى مِنْ أَيَادٍ سَيْـبُهَا رَشَـحَا
    تَغْدُو الأَمَانِيُّ حَسْـرَى دُونَ هِمَّتِهُ ... إِذَا يَرُوحُ عَلَى الْعَلْـيَاءِ مُقْـتَرِحَـا
    يُرِيكَ مِنْ لَفْظِهِ الْكَشَّافِ إِنْ نَطَقَتْ ... عُلْيَا بِلاغَـتِهِ مَا يُخْـرِسُ الْفُصَـحَا
    فَكَمْ بِهِ مِنْ مُشْكَلٍ لِلْفَهْمِِ قَدْ وَضَحَا ... وَمُقْفَلٍ بِدَقِيقِ الْفِـكْرِ قَـدْ فُتِـحَا
    فَقُلْ لِمَـنْ رَامَ فِي فَضْـلٍ يُمَاثِلُهُ ... أََقْصِرْ عَدِمَتُكَ وَاقْبَلْ نُصْحَ مَنْ نَصَحَا
    إِنَّ الْمَعَالِيَ مَـا بَيْنَ الْوَرَى مِـنَحٌ ... مَقْسُـومَةٌ وَإِلهُ الْعَرشِ قَـدْ مَنَـحَا

    ـــــــــ
    نشأتُهُ ونبوغُهُ فِي الْعِلْمِ
    نَشَأَ بِدَرْبِ الآجُرِّ (2) بِبَغْدَادَ نَشْأَةَ مَنْ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُور . فَبَكَّرَ إِلَى مَجَالِسِ عُلَمَاءِ بَلْدَتِهِ وَهُوَ يَتْلُو : اللَّهُمَّ بَارَكَ لِي فِى الْغُدُو وُالْبُكُور . وَلازَمَ الْحِشْمَةَ وَالْوَقَارَ وَالْوَرَعَ الْمَتِين . وَسَلَكَ فِي الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ سُنُنَ السَّادَةِ السَّالِفِين . وَجَدَّ فِي الْقِيَامِ فِى جَوْفِ الدَّيَاجِي قَانِتَا . يَتْلُو بِلِسَانِ التَّذَلُّلِ وَالاعْتِذَارِ وَالرَّجَا :

    اتَّخِذْ طَـاعَةَ الإِلَهِ سَـبِيلاً ... تَجِدِ الْفَوْزَ بِالْجِنَانِ وَتَنْجُو
    وَاتْرُكْ الإِثْمَ وَالْفَوَاحِشَ طُرَّا ... يُؤْتِكَ اللهُ مَـا تَرُومُ وَترْجُو


    وَسَمِعَ وَهُوَ حَدَثٌ يَافِعٌ أَبَا مُسْلِمٍ الْكجِّيَّ الَّذِي فَاقَ مُحَدِّثِي عَصْرِهِ . وَأَقرَّ لَهُ بِالإِمَامَةِ وَالصَّدَارِةِ أَبْنَاءُ دَهْرِهِ . فَحَصَّلَ فِي سِنٍّ مُبَكِّرَةٍ الْحَدِيثَ بَالأَسَانِيدِ الْعَوَالِي . وَتَفَرَّد عَنْ أَقْرَانِهِ وَذَوِيهِ بِأَوْسَاطِ الْمَعَالِي .

    تَصَدّى رِجَالٌ فِي الْمَعَالِي لِيُدْرِكُوا ... مَـدَاكَ وَمَـا أَدْرَكْتَهُ فَتَـذَبْذَبُوا
    وَرُمْتَ الَّذِي رَامُوا فَأَذْلَلْتَ صَعْبَهُ ... وَرَامُوا الَّذِي أَذْلَلْتَ مِنْهُ فَأَصْعَبُوا


    ثُمَّ صَحِبَ بَعْدَهُ أَئِمَّةً تُشَدُّ إِلَيْهِمْ الرِّحَالُ وَيُقْصَدُونَ . مِنْ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانَاً وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ . فَلازَمَ أَبَا بَكْرٍ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيَّ أَوْحَدَ الْحُفَّاظِ الرُّفَعَاءِ . وَلَمْ يَلْتَفِتْ بِهِمَّتِهِ عَنْهُ إَلَى بَيْضَاءَ وَلا صَفْرَاءَ . حَتَّى وَعَى صَدْرُهُ وَخَزَنَتْ دَفَاتِرُهُ مَا لَدِيهِ . وَحَمِدَ عِنْدَ إِيَابِهِ السُّرَى وَالإِدْلاجَ إِلَيْهِ .
    وَزَاحَمَ بِرُكْبَتَيْهِ أُلُوفَ الْحَاضِرِينَ مَجَالِسَ أَبِي مُحَمَّدٍ يَحِيَى بْنِ صَاعِدٍ حَامِي جَنَابِ الشَّرْعِ مِنْ الَحَدِيثِ الْمُفْتَرَى . وَالذَّائِدِ عَنْ السُّنَّةِ وَنَاصِرِهَا نَصْرَاً عَزِيزَاً مُؤَزَّرَا . فَقَرَّبَهُ مِنْهُ وَأَدْنَاهُ . وَأَمْلَى عَلَيْهِ فَوَائِدَ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهَا سِوَاهُ . وَمَا بَرِحَ يَرْتَحِلُ فِى الأَمْصَارِ يَطْلُبُ الْمَزِيد . حَتَّى حَوَى مِنْ الْحَدِيثِ وَالآثَارِ فَوْقَ مَا يُرِيد . وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ :

    وَمَا لِي حَـالَةٌ أَرْجُـو بَقَاهَا ... سِوَى التَّشْمِِيرِ فِي طَلَبِ المَعَالِي
    نَظَرْتُ فَلَمْ أَجِـدْ شَيْئَاً بِعَيْنِي ... مِنْ الدُّنْيَا يَزِيـدُ عَلَى خِلالِي

    وَاشْتَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْمُجَاوَرَةِ سَنَةً بِحَرَمِ اللهِ الأَمِين . فَأَمَّهُ فَحَجَّ وَاعْتَمَرَ وَلَمَّا هَمَّ بِالْخُرُوجِ نُودِيَ : أَرَدْتَ سَنَةً وَأَرَدْنَا ثَلاثِين . فَأَقَامَ بِمَكَّةَ وَصَارَ شَيْخَهَا وَمُفِيدَ حُجَّاجِهَا وَالْقَاطِنِين . عَلَى خُلُقٍ أَرَقَّ مِنْ النَّسِيمِ . وَمُحَيَّا تَعْرِفُ فِيهِ نَضْرَةَ النَّعِيمِ .
    وَغَـدَتْ مَجَالِسُهُ بِكُبَرَاءِ أَهْلِ الْعِلْمِ صَبَاحَاً مُشْرِقَاً . وَأَمْسَتْ أَوْقَاتُهُ غَيْثَاً بِالْخَيْرَات مُغْدِقَاً . وَأَذَاعَ أَرِيجَ ثَنَاءِهِ مِسْكُ اللَّيْلِ وَكَافُورُ الصَّبَاح . وَخَجَلَ عِنْدَ ذِكْرِهِ كُلُّ مُنَاظِرٍ مُعَانِدٍ وَكَبْشٍ نَطَّاح . وَوَضَحَ بُرْهَانُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَتُعُوِّذَ مِنْ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس . وَنَادِي لِسَانُ الْحَقِّ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيَؤُمْ النَّاس .
    ويتبع بتوفيق الله تعالَى .

    ـــــ هامش ـــــ(1)
    تَرْجَمَتُهُ فِي : البداية والنِّهاية (11/270) ، وتاج العروس (1/2447) ، وتاريخ الإسلام (1/2690) ، وتاريخ بغداد (2/243) ، وتذكرة الْحُفَّاظِ (3/936) ، والرِّسالة الْمُسْتطرفة (1/112،102،51،43) ، وسـير أعلام النُّبَلاء (16/133) ، وشذرات الذَّهَبِ (3/35) ، وصفة الصَّفوة (2/470) ، وطبقات الْحُفَّاظِ (1/379) ، وطبقات الشَّافِعِيَّة (3/149) ، والْعِبَر فِي خَبَر مَنْ غَبَر (2/31 ، والْعِقْد الثَّمين فِي أخبار البلد الأمين (2/3) ، والفهرست (1/301) ، وكشف الظنون (1/523،52،37،28 و2/1433،1430،1255،1037) ، ومرآة الجنان وعبرة اليقظان ، ومعجم البلدان (1/51) ، والْمَقْصد الأرشد فِي ذِكْرِ أَصْحَابِ أَحْمَدَ (2/389) ، والنجوم الزاهرة (4/60) ، وهداية العارفين (1/470) ، والوافِي بالوفيات (1/300) ، ووفيات الأعيان (3/419) .
    (2) قال العلامة يَاقُوتُ الْحَمَوِيُّ (( معجم البلدان ))(1/51) : دَرْبُ الآجُرِّ مَحَلَّةٌ كَانَتْ بِبَغْدَادَ مِنْ مَحَالِ نَهْرِ طَابِقٍ بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ ، سَكَنَهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعَلِمِ ، وَهُوَ الآنَ خَرَابٌ . يُنْسَبُ إِلَيْهَا : أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الآجُرِّيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ .
    وَقَالَ أبُو الْفَيْضِ مُحَمَّدُ مُرْتَضَى الزَّبِيدِيُّ (( تَاجُ الْعَرُوسِ شَرْحُ الْقَامُوسِ ))(1/2447) : ودَرْبُ آجُرٍّ : مَوْضَـعَانِ بِبَغْدَادَ أَحَدُهُمَا بِالْغَرْبِيَّةِ وَهُوَ الْيَوْمَ خَرَابٌ ، وَالثَّانِي بِنَهْرِ مُعَـلَىً عِنْدَ خَـرَابَةِ ابْنِ جَرْدَةَ ، قَالَهُ الصَّاغَانِيّ . مِنْ أَحَدِهِمَا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجُرِّيُّ الْعَابِدُ الزَّاهِدُ الشَّافِعِيُّ تُوفِّي بِمَكَّةَ سَنَةَ ستين وثلاثمائة .
    وَجَدْتُ بِخِطِّ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلانِيِّ مَا نَصُّـهُ : الآجُرِّيُّ هَكَذَا ضَبَطَهُ النَّاسُ ، وَقَـالَ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمّدُ بْنُ الْجَلابِ الْفِِهْرِيُّ الشَّهِيدُ نَزِيلُ تُونُسَ فِي (( كِتَابِ الْفَوَائِدِ الْمُنْتَخَبَةِ )) لَهُ : أَفَادَنِي الرَّئِيسُ - يَعْنِي أبَا عُثْمَانَ بْنَ حَكَمَةَ الْقُرَشِيَّ - وَقَرَأْتُهُ فِي بَعْضِ أُصُـولِهِ بِخِطِّ أَبِي دَاوُدَ الْمُقْرِئُ مَـا نَصُّهُ : وَجَـدْتُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَحَّافٍ الرَّاوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيفَةَ وَغَيْرِه ، قال لي محمدُ بنُ خليفةَ فِي ذي القعدة سنة 386 عَنْ اللاجُرِيِّ ، وَكُنْتُ سَمِعْتُ مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْهِ : حَدَّثَكَ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الآجُرِّيُّ ، فَقَالَ لِي : لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ اللاجُرِيُّ - بتشديد اللام وتخفيف الرَّاءِ - مُنْسُوبٌ إِلَى لاجُرٍ قَرِيَةٍ مِنْ قُرَى بَغْدَادَ لَيْسَ بِهَا أَطَيْـبُ مِنْ مَائِهَا . قال ابْنُ الْجَلابِ : وَرَوَيْنَا عَنْ غَيْرِهِ : الآجُـرِّيُّ بِتَشَدِيدِ الرَّاءِ ، وَابْنُ خَلِيفَةَ قَدْ لَقِيَهُ ، وَضَبَطَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ ، فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ . اهـ
    قَـالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ : قُلْتُ : هَذَا مِمَّا يُسْقِطُ الثِّقَةَ بِابْنِ خَلِيفَةَ الْمَذْكُـورِ ، فَأَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُنَبَّهَ عَلَى نِسْبَتِهِ ، فَمَا اكْتَفَى بِالتَّغِييرِ وَالتَّحْرِيفِ حَتَّى ادَّعَى نِسْبَتَهُ إِلَى بَلْدَةٍ لا حَقِيقَةَ لَهَا ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ الْقُوصِيِّ فِي تَارِيْخِهِ

  • #2
    [ إِيضَاحٌ وَبَيَانٌ ] والآجُرِّيُّ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ كَثِيرُون ، وَأَشْهَرُهُمْ مِنْ الْبَغَادِدَةِ خَمْسَةٌ :
    [ الأوَّلُ ] مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ بَسَّامٍ أبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ الْمُحَوَّلِيُّ (1) ، والْمُحَوَّلُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْوَاوِ الْمُشَدَّدَةِ وَاللامِ : قَرِيَةٌ غَرْبِي بَغْدَادَ ، كَانَ يَسْكُنُهَا . حَدَّثَ عَنْ : مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِىِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيَّ ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ ، وَأَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيِّ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا ، وَعَبْدِ اللهِ بْـنِ أَبِي سَعْدٍ الْوَرَّاقِ ، وَأَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ ، وَالْحَـارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، وَعِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الطَّيَالِسِيِّ ، وَعِدَّةٍ . وَرَوَى عَنْهُ : أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ ، وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ بُرْيَهْ الْهَاشِمِيُّ ، وَأَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ ، وَأبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوَيْهِ .
    كَانَ أَخْبَارِيَاً صَدُوقَاً لَهُ التَّصَانِيفُ الْحِسَانُ ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهَا الْقَصَصُ وَالْحِكَايَاتُ الْمِلاحُ : الْحَاوِي فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ ، وَالْحَمَاسَةُ ، وَالْمُتَيَّمِينَ الْمَعْصُومِينَ ، وَكِتَابُ الشُّعَرَاءِ ، وَأَخْبَارُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَأَخْبَارُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ ، وَالْجُلَسَاءُ وَالنُّدَمَاءُ ، وَالسُّودَانُ وَفَضْلُهُمْ عَلَى الْبِيضَانِ ، وَأَلْقَابُ الشُّعَرَاءِ ، وَالشِّـتَاءُ وَالصَّيْفُ ، وَالنِّسَـاءُ وَالْغَزَلُ ، وَذَمُّ الْحِجَابِ وَالْعُتْبُ عَلَى الْمُحْتَجِبِ ، وَذَمُّ الثَُقَلاءِ ، وَأَخْبَارُ الَعَرْجِيِّ ، وَمَنْ غَدَرَ وَخَانَ ، وَوَصْفُ السَّيْفِ وَالْقَلَمِ ، وَوَصْفُ الْفَارِسِ وَالْفَرَسِ ، وَتَفْضِيلُ الْكِلابِ عَلَى مَنْ لَبَسَ الثِّيَابَ .
    كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَيْوَةَ صَدِيقٍ لَهْ يُعَاتِبُهُ :

    أَجَمِيلٌ بِالْمَرْءِ يُخْلِفُ وَعْدَا ... وَيُجَازِي الْمُحِبَّ بِالْقُرْبِ بُعْدَا
    مَا مَلَلْنَاكَ إِذْ مَلَلْتَ وَلَمْ نَنْـ... فَكْ نَزْدَادُ مُـذْ عَرَفْـنَاكَ وُدَّا
    فَعَلامَ اسْتَحَقَّ هَجْرَكَ مَنْ لَيْـ..ـسَ يَرَى مِنْكَ يَا ابْنَ حَيْوَةَ بُدَّا
    يَحْفَظُ الْعَهْدَ حِينَ نَقْضِكَ لِلْـ ..عَهْدِ وَيَأْتِي الَّذِي تُحِبُّ مُجِدَّا
    يَا أَبَا بَكْرِ بْنِ يَحْيَى نِـدَاءٌ ... مِنْ أَخٍ لَمْ تَـزَلْ لَدَيْهِ مُفَـدَّى
    خَاطِبَاً مِنْكَ دَعْوَةً وَاسْتِمَاعَاً ... لَفْظَ مَنْ لا نَرَى لَهُ الدَّهْرَ نِـدَّا
    فَلِمَاذَا جَفَوْتَنَا بَعْدَ وَصْـلٍ ... وَنَقَضْتَ الْعُهُودَ عَهْدَاً فَعَهْـدَا
    أَلِبُخْلٍ عَرَاكَ فَالْبُخْلُ قَدْ كَا ... نَ إِلَى رَاحَــتَيْكَ لا يَتَـهَدَّى
    أَوْ مَلالٍ فَلَيْسَ مِثْلُكَ مَنْ مَلَّ ... أَخَـاً لا يَحِلُّ فِي الْحُبِّ عَقْدَا
    دَائِمَ الْوُدِّ لا يَصُدُّ وَلَوْ جَـا ... ر عَلَيْـهِ خَلِيـلُهُ وَتَعَــدَّى
    أَيُّ شَيْءٍ أَنْكَي لِقَلْبِ مُحِبٍّ ... حَالَ مِنْهُ نَحْسُ الْمَطَالِعِ سَعْدَا
    تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِمِائَةٍ .

    [ الثَّانِي ] مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ أبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ (2) . سَمِعَ : أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ ، وَسَعِيدَ بْنَ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيَّ ، وَسُرَيْجَ بْنَ النُّعْمَانِ ، وَعَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ ، وَخَلَفَ بْنَ سَالِمٍ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ ، وَعِدَّة .
    رَوَى عَنْهُ : أبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ ، وَأَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ وَأبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، وأبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي . وَرُبَّمَا سَـمَّاهُ أبُو بَكْرٍ وَأبُو الْحُسَيْنِ : أَحْمَدَ بْنَ خَالِدٍ .
    كَانَ ثِقَةً صَالِحَاً ، وَمِنْ حَدِيثِهِ مَا رَوَى أبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ ثَنَا أبُو نُعِيمٍ ثَنَا أبُو هِلالٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنَّا نَجِئُ إِلَى مَسْجَدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَنْتَظِرُ الصَّلاةَ ، فَمِنَّا مَنْ يَقْعُدُ ، وَمِنَّا مَنْ يَنَامُ ، فَلا يُعِيدُونَ وَضُوءَاً .
    تُوُفِّيَ لاثْنَتِي عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتِينِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتِينِ ، وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُونَ سَنَةً .
    [ الثَّالِثُ ] مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ (3) شَيْخٌ آخَرُ . يَحْكِي عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ (4) كَثِيرَاً ، وَكَانَ عَبْدَاً صَالِحَاً وَرِعَاً . قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ : أَخْبَرَنِي أبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ قَالَ : كُنْتُ أَعْمَلُ الآجُرَّ ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي بَيْنَ أَشْرَاجِ الآجُرِّ الْمَضْرُوبَةِ ، إِذْ سَمِعْتُ شَرْجَاً يِقُولُ لِشَرْجٍ : عَلَيْكَ السَّلامُ اللَّيْلَةَ أَدْخُلُ النَّارَ ، قَالَ : فَنَهَيْتُ الأُجُرَاءَ أَنْ يَطْرَحُوهَا فِي النَّارِ ، وَصَارَتْ الْكُتَلُ بِاقِيَةً عَلَى حَالِهَا ، وَمَا عَمِلْتُ - يَعْنِي طَبْخَ الآجُرِّ - بَعْدَ ذَلِكَ .
    [ الرَّابِعُ ] إِبْرَاهِيمُ الآجُـرِّيُّ (5) الْكَبِيرُ . كَانَ أَحَدَ الْمَشْهُورِينَ بِالْفَضْلِ الْمَعْرُوفِينَ بِالْزُّهْدِ وَالْوَرَعِ . قَالَ أبُو بَكرٍ الْخَطِيبُ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيَّ سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ عَبْدُونَ الزَّجَّاجَ يَقُولُ : قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ الآجُرِّيُّ وَكَانَ مِنَ الْفَاضِلِينَ : لأَنْ تَرُدَّ إِلَى اللهِ هَمَّكَ سَاعَةً خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ .
    [ الْخَامِسُ ] إِبْرَاهِيمُ الآجُرِّيُّ (6) أبُو إِسْحَاقَ الزَّاهِدُ ، شَيْخٌ آخَرُ يَأْخُذُ عَنْ الْمُتَقَدِّمِ وَيَرْوِي عَنْهُ . وَمِنْ لَطَائِفِ حِكَايَاتِهِ ، مَا أَخْرَجَهُ أبُو بَكرٍ الْخَطِيبُ قال : أَخْبَرَنَا أبُو نُعَيمٍ الْحَافِظُ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الْخُلْدِيُّ فِي كِتَابِهِ حَدَّثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ وَأبُو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ وَأَبُو أَحْمَدَ الْمَغَازِلِىُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الآجُرِّيِّ : أَنَّ يَهُودِيَّاً جَاءَهُ يَقْتَضِيهِ شَيْئَاً مِنْ ثَمَنِ قَصَبٍ ، فَكَلَّمَهُ فِي أَنْ يُسْلِمَ ، فقال له : أَرِنِى شَيْئَاً أَعْرَفُ بِهِ شَرَفَ الإِسْلامِ وَفَضْلَهُ عَلَى دِينِي حَتَّى أُسْلِمَ ، فَقَالَ : أَوَ تَفْعَلُ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : هَاتِ رِدَاءَكَ ، قَالَ : فَأَخَذَهُ فَجَعَلَهُ فِي رِدَاءِ نَفْسِهِ ، وَلَفَّ رِدَاءَهُ عَلَيْهِ ، وَرَمَى بِهِ فِي نَارِ أتون الآجُـرِّ ، وَدَخَلَ فِي أَثَرِهِ ، فَأَخَذَ الرَّدَاءَ ، وَخَرَجَ مِنْ النَّارِ ، فَفَتَحَ رِدَاءَ نَفْسِهِ ، فَإِذَا هُوَ صَحِيحٌ ، وَأَخْرَجَ رِدَاءَ الْيَهُودِيَّ مَحْرُوقَاً أَسْوَدَ مِنْ جَوْفِ رِدَاءِ نَفْسِهِ ، فَأَسْلَمَ الْيَهُودِيُّ .
    ويتبع بتوفيق الله تعالَى .

    ـــــــ هامش ـــــــ
    (1) تَرْجَمَتُهُ فِي : تاريخ الإسلام (1/2345) ، وتاريخ بغداد (5/237) ، والْعِبَر فِي خَبَر مَنْ غَبَر (1/114) ، ولسان الْمِيزَان (5/157) ، والْمُنتظم (6/165) ، والوافِي بالوفيات (1/319) .
    (2) تَرْجَمَتُهُ فِي : تاريخ بغداد (4/127و5/240) .
    (3) تَرْجَمَتُهُ فِي : تاريخ بغداد (5/241) ، والْمُنتظم (6/13 .
    (4) الْخُلْدُ : قَصْرٌ لِلْخَلِيفَةِ الْمَنْصُورِ الْعَبَّاسِيِّ عَلَى شَاطِئ دِجْلَةَ ، ثُمَّ صَارَ مَوْضَعَ الْمَارِسْتَانِ الْعَضُدِيِّ بَعْدَ ، وبُنِيَتْ حَوْلَهُ دُورٌ وَمَنَازِلُ ، ثُمَّ صَارَ مَوْضِعُهُ مَحَلَّةً كبيرَةً عُرِفَتْ بالْخُلْدِ . وَقَدْ نسب إليه جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ : صُبْحُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُلْدِيُّ وَعِدَّةٌ .
    وَأَمَّا أبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيَّ الْخَوَّاصُ أَحَدُ مَشَايخِ الصُّوفِيَّةِ ، فَإِِنَّهُ غَيْرُ مَنْسُوبٍ إِِلَيْهِ ، بَلْ لَقَبٌ لَهُ ، قِيلَ لأَنَّ الْجُنَيْدَ سُئِلَ عَنْ مَسْأََلِةٍ ، فَقَالَ لَهُ : أَجِبْ ، فَأَجَابَ ، فَقَالَ : يَا خُلْدِيُّ ! مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ الأَجْوِبَةُ ؟ ، فَلَزِمَهُ النَّعْتُ .
    (5) تَرْجَمَتُهُ فِي : تاريخ بغداد (6/211) .
    (6) تَرْجَمَتُهُ فِي : تاريخ الإسلام (1/2113) ، وتاريخ بغداد (6/211) .

    تعليق


    • #3
      [align=center:00c0ed6df9]أتحفتنا يا أبا الأشبال، معلومات طيبة، بارك الله فيك.[/align:00c0ed6df9]
      قال يحيى بن معاذ الرازي: " اختلاف الناس كلهم يرجع الى ثلاثة أصول، لكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده: التوحيد ضده الشرك، والسنة ضدها البدعة، والطاعة ضدها المعصية" (الاعتصام للشاطبي 1/91)

      تعليق


      • #4
        [align=center:30b712fddc]شُـيُوخُهُ


        ــــ
        لَمْ نَرْ للآجُرِّيِّ تَرْجَمَةً تَشْفِى الْغَلِيلَ . وَلَمْ يَذْكُرُوا مِنْ شُيُوخِهِ إِلا الْعَدَدَ الْقََلِيلَ . عَلَى أَنَّ تَصَانِيفَهُ تَنْطِقُ بِلَوَامِعِ الأَسْمَاءِ . وَتَقْضِى بِمَا لَهُ مِنْ رَحَلاتٍ وَاسِعَةٍ فِى شَتَى الْبُلْدَانِ وَالأَنْحَاءِ . فَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الأَئمَّةِ الْعُلَمَاءِ الأَعْلامِ . مِمَّنْ ذَاعَ صِيتُهُمْ بِبَغْدَادَ وَالْبَصْرِةِ وَالْكُوفَةِ وَوَاسِطٍ وَمِصْرَ وَالشَّامِ . وَهَاكَ مُعْجَمَاً بِسِتِينَ عَلَمَاً مِنْ مَشَاهِيرِ شُيُوخِهِ وَمُعَلِّمِيهِ ، فِى أَفْخَمِ تَصَانِيفِهِ الْمَوْسُومِ بـ (( كِتَابِ الشَّرِيعَةِ )) :
        [1] إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مَاعِزٍ أبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ البصرِيُّ ( ت 292) .
        [2] إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ أبُو الْقَاسِمِ الْقَطِيعِيُّ الْكَرْخِيُّ ( ت 301) .
        [3] إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْجَوْزِيُّ أبُو إِسْحَاقَ التَّوَّزِيُّ ( ت 304) .
        [4] أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ رَاشِدٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيُّ ( ت 306) .
        [5] أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْفَيْرُزَانِ أبُو الْعَبَّاسِ الأُشْنَانِيُّ الْمُقْرِئُ ( ت 307) .
        [6] أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقِ بْنِ أَبِى عَوْفٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الْبَزُّورِيُّ ( ت 297) .
        [7] أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنِ زَنْجَوَيْهَ الْمَخْرَمِيُّ أبُو الْعَبَّاسِ الْقَطَّانُ ( ت 304) .
        [8] أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ بْنِ عِيسَى بْنِ فَيْرُوزَ أبُو الْعَبَّاسِ الْبَلَدِيُّ ( ت 323) .
        [9] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِشْرِ بْنِ دِرْهَمٍ أبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيُّ ( ت 340) .
        [10] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ شَاهِينَ أبُو عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ ( ت 301) .
        [11] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَزَارِيُّ أبُو طَلْحَةَ الْبَصْرِيُّ .
        [12] أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الْحُلْوَانِيُّ أبُو جَعْفَرٍ الْبَجَلِيُّ ( ت 296) .
        [13] إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ أبُو يَعْقُوبَ الأَنْمَاطِيُّ الْبَغْدَادِيُّ ( ت 302) .
        [14] بُنَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلَوَيْهَ أبُو مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ جَارُ الدَّارَقُطْنِيِّ ( ت 301) .
        [15] جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ الْمَكِّيُّ إِمَامُ الْحَرَمِ ( ت 315) .
        [16] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ أبُو الْفَضْلِ الصَّنْدَلِيُّ ( ت 31 .
        [17] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ أبُو بَكْرٍ الْفِرْيَابِيُّ ( ت 301) .
        [18] حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ بْنِ زُهَيرٍ أبُو الْعَبَّاسِ الْبَلْخِيُّ ( ت 309) .
        [19] الْحَسَنُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَسَدٍ أبُو عَلِيٍّ السُّكْرِيُّ .
        [20] الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أبُو سَعِيدٍ الْجَصَّاصُ الْبَغْدَادِيُّ ( ت 301) .
        [21] الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ أبُو مُحَمَّدٍ بْنُ عَلَوَيْهَ الْقَطَّانُ ( ت 29 .
        [22] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُعْبَةَ أبُو عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ ( ت 313) .
        [23] الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْمَحَامِلِيُّ ( ت 330) .
        [24] الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ( ت 315) .
        [25] خَلَفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى أبُو مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ ( ت 296) .
        [26] عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ أبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ( ت 295) .
        [27] عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ أبُو بَكْرِ بْنِ أبِي دَاوُدَ ( ت 316) .
        [28] عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أبُو مُحَمَّدٍ الطَّيَالِسِيُّ ( ت 30 .
        [29] عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الضَّحَّاكِ أبُو مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ ( ت 305) .
        [30] عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّقْرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُوسَى بْنِ هِلالٍ أبُو الْعَبَّاسِ السُّكْرِيُّ ( ت 302) .
        [31] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ أبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ( ت 300 )
        [32] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ أبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ( ت 317) .
        [33] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسَ أبُو الْقَاسِمِ الْمُقْرِئُ الْعَطَشِىُّ ( ت 317) .
        [34] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ نَجْبَةَ أبُو مُحَمَّدٍ الْبَرْبَرِيُّ ( ت 301) .
        [35] عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى بْنِ زَاطِيَا أبُو الْحَسَنِ الْمَكْفُوفُ ( ت 306) .
        [36] عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عِيسَى أبُو عُبَيْدِ بْنِ حَرْبَوَيْهَ الْقَاضِي ( ت 319) .
        [37] عَلِيُّ بْنُ حَسَنَوَيْهَ أبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ( ت 300) .
        [38] عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَالِكٍ أبُو حَفْصٍ السَّقَطِيُّ ( ت 305) .
        [39] عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ طَرْخَانَ أبُو حُفَيْصٍ قَاضِي حَلَبَ ( ت 306) .
        [40] عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أبُو بَكْرٍ الْقَرَاطِيسِيُّ .
        [41] عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارِ أبُو حَفْصٍ القافلائِي ( ت 30 .
        [42] الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى أبُو بَكْرٍ الْمُقْرِىُء الْمُطَرِّزُ ( ت 305) .
        [43] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ أبُو بَكْرٍ الْعَسْكَرِيُّ الْفَقِيهُ ( ت 325) .
        [44] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ ( ت 311) .
        [45] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ بْنِ بَدِينَا أبُو جَعْفَرٍ الْمَوْصِلِيُّ الدَّقَّاقُ ( ت 30 .
        [46] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ أبُو جَعْفَرٍ الأُشْنَانِيُّ الْكُوفِيُّ ( ت 315) .
        [47] مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ أبُو جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ الْمَكِّيُّ .
        [48] مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ هُرْمُزٍ أبُو جَعْفَرٍ الْعُكْبَرِيُّ ( ت 307) .
        [49] مُحَمَّدُ بْنُ كُرْدِيٍّ أبُو نَصْرٍ الْفَلاسِ صَاحِبُ أَبِى بَكْرٍ الْمَرْوزِيِّ .
        [50] مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ أبُو بَكْرٍ الْجَوْهَرِيُّ ( ت 297) .
        [51] مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ أبُو بَكْرٍ الْبَاغَنْدِيُّ ( ت 312) .
        [52] مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الدُّورِيُّ الْعَطَّارِ ( ت 331)
        [53] مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجَدِّرِ أبُو بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ ( ت 312) .
        [54] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ أبُو بَكْرٍ الْمَرْوزِيُّ الْبَغْدَادِيُّ ( ت 29 .
        [55] الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُفَضَّلِ أبُو سَعِيدٍ الْجَنَدِيُّ ( ت 30 .
        [56] مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ أبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ ( ت 325) .
        [57] هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ هَارُونَ بْنِ زِيَادٍ أبُو أَحْمَدَ الْقَطِيعِيُّ ( ت 303) .
        [58] يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيُّ أبُو زَكَرِيَّا الْحِنَّائِيُّ ( ت 299) .
        [59] يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ أبُو مُحَمَّدٍ البغدادِيُّ ( ت 31 .
        [60] يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ أبُو مُحَمَّدٍ الْقَاضِي ( ت 297) .[/align:30b712fddc]

        تعليق


        • #5
          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ السَّلاَمُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَمَّا بَعْدُ:-
          جَزَاكَ اللهُ خَيْراً
          وَفَّقَك اللهُ وَرَعَاك...

          تعليق


          • #6
            [align=center:72489c0f46]وَهَاكَ تَرَاجِمَ عَشْرَةٍ مِنْ مَشَاهِيرِ شُيُوخِهِ :

            [1] أبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مَاعِزٍ الْكَجِّيُّ الْبَصْرِيُّ (1).
            نُخْبَةُ الْفُضَلاءِ . وَعُمْدَةُ الْنُبَلاءِ . وَسُلافَةُ النُّجَبَاءِ . وَوَحِيدُ الْفَضَائِلِ وَالْخِلالِ . وَفَرِيدُ الشَّمَائِلِ وَالْخِصَالِ . ورَئِيسُ الْمُحَدِّثِينَ بِالْبَصْرِةِ بَلْ كُلِّ الأَمْصَارِ . ذُو الْبَاعِ الْوَاسِعِ فِي حِفْظِ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ . فَكَأَنَّهَا صَحِيفَةٌ بَيْنَ جَوَانِحِهِ يَأْخُذُ مِنْهَا مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار .
            بَحْرٌ لَيْسَ لِلْبَحْرِ مَا عِنْدَهُ مِنْ الْيَوَاقِيتِ وَالْمَرْجَان . وَحَبْرٌ سَمَا عَلَى الْعَوَالِي فَفَاقَ الرِّفَاقَ وَالأَقْرَان . وَرَوْضَةُ عِلْمٍ لَيْسَ لِلرِّيَاضِ مَا لَدَيْهِ مِنْ الأَزَاهِيرِ وَالرَّيَاحِين . قَدْ أَيْنَعَتْ وَأَثْمَرَتْ فَهِي (( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ ))
            انْتَظَمَتْ بِهِ مَجَالِسُ الْحَدِيثِ وَعَظُمَتْ جُمُوعُهُ . وَاعْشَوَشَبَتْ رِيَاضُهُ وَانْتَعَشَتْ رُبُوعُهُ . كَيْفَ لا وَهُوَ الإِمَامُ خَاضَ مِنْهُ فِي بِحَارٍ عَمِيقَة . وَسَلَكَ سَبِيلَ السَّادَةِ السَّالِفِينَ وَهِي أَمْثَلُ طَرِيقَة . فَإِذَا حَدَّثَ أَتَى بِالْحُجَّةِ الْمُوَضِّحَة . وَهَدَّ قَوَاعِدَ الْمُبْتَدِعَةِ فَصَارَتْ تَحْتَ الأَرْجُلِ مُجَرَّحَة . وَصَنَّفَ الْمُسْنَدَ الْكَبِيرَ فَكَانَ كَحَدَائِقَ ذَاتِ بَهْجَةٍ . فَآثَارُهُ مِنْ صِحَّتِهَا وَحُسْنِهَا تُفَدَّى بِكُلِّ مُهْجَةٍ . وَفَصَّـلَ الأُصُولَ بَابَاً بَابَا . فَفَرَّقَ شَمْلَ الْمُبْتَدِعَةِ وَصَيَّرَهُمْ شِيعَاً وَأَحْزَابَا . وَنَادَى شَـاعِرُ أََهْلِ السُّنَّةِ وَقَالَ صَوَابَا :

            مَنْ كَانَ يَرْغَبُ فِي النَّجَاةِ فَمَا لَهُ ... غَـيْرُ اتَّبَاعِ الْمُصْطَفَى فِيمَا أَتَى
            ذَاكَ السَّـبِيلُ الْمُسْتَقِيمُ وَغَيْرُهُ ... سُـبُلُ الْغِوَايَةِ وَالضَّلالَةِ وَالرَّدَى
            فَاتْبَعْ كِتَابَ اللهِ وَالسُّنُنَ الَّتِي ... صَحَّتْ فَذَاكَ إِذَا اتْبَعْتَ هُوَ الْهُدَى
            وَدَعْ السُّؤَالَ بِكَمْ وَكَيْفَ فَإِنَّهُ ... بَـابٌ يَجُرُّ ذَوِي الْبَصِـيرَةِ لِلْعَمَى
            الدِّينُ مَا قَالَ الرَّسُولُ وَصَحْبُهُ ... وَالتَّابِعُـونَ فَمِنْ مَنَاهِجِهِمْ قَـفَا

            وَهُوَ مَعْ ذَا فَرْدُ الْجُودِ وَالْكَرَمِ الَّذِي لا يُضَاهِيهِ الطَّائِيُّ . سَجِيَّةٌ مَوْهُوبَةٌ وَطَبْعٌ أَرْيَحِيٌّ . فَمَا نَبَتَتْ الْبَطْحَاءُ إِلا مِنْ وَابِلٍ صَيَّبٍ . وَلا حَقَّ الشُّكْرُ وَالْمَدِيحُ إِلا لِجَوَادٍ طَيَّبٍ . لذا مَدَحَهُ وَأَسَدَ بْنَ جَهْوَرَ الْبُحْتُرِيُّ أبُو عُبَادَةْ . وَهُمَا الْجَدِيرَانِ بِمَا قَالَهُ وَزِيَادَةْ :

            هَلْ تُبدِيَنَّ لِيَ الأَيّـامُ عَارِفَـةً ... إِلَى أَبِي مُسْـلِمٍ الْكَجِّيِّ أَوْ أَسَـدِ
            كِلاهُـمَا آخِـذٌ لِلْمَجْدِ أُهْبَتَهُ ... وَبَاعِثٌ إِثْرَ نُجْحِ الْيَوْمِ نُجْحَ غَـدِ
            لِلَّهِ دَرُّكُمَا مِنْ سَـيِّدَيْ زَمَـنٍ ... أَجْـرَيْتُمَا مِنْ مَعَالِـيهِ إِلَى أَمَـدِ
            وَجَدْتُ عِنْدَكُمَا الْجَدْوَى مُيَسَّرَةً ... أَوَانَ لا أَحَدٌ يُجْدِي عَلَى أَحَـدِ
            وَقَدْ تَطَلَّبتُ جَهْدِيَ ثَالِـثَاً لَكُمَا ... عِنْدَ اللَّيَالِي فَلَمْ تَفْعَلْ وَلَمْ تَكَـدِ
            لَنْ يُبْعِـدَ اللهُ مِنِّيَ حَاجَـةً أَبَدَاً ... وَأَنْتُمَا غَايَـتِي فِيـهَا وَمُعْتَـمَدِي
            إِنْ تُقْرِضَا فَقَضَاءٌ لا يَرِيثُ وَإِنْ ... وَهَبْتُـمَا فَقَبُـولُ الرِّفْـدِ وَالصَّفَدِ
            وَفِي الْقَوَافِي إِذَا سَوَّمْتُهَا بِدَعٌ ... يَثْقُلْنَ فِي الْوَزْنِ أَوْ يَكْثُرْنَ فِي الْعَدَدِ

            وَخَصَّهُ أبُو عُبَادَةَ بِالْمَزِيدِ مِنْ الْمَدِيحِ . فَقَدْ زَادَهُ أبُو مُسْلِمٍ مِنْ خَفِي كَرَمِهِ وَالصَّرِيحِ . وَغَدَتْ عَلَيْهِ عَطَايَاهُ وَرَاحَتْ . فَمَدَحَهُ بِقَصَائِدِهِ الَّتِي ذَاعَتْ وَشَاعَتْ .

            خُلُقٌ كَالْغَـمَامِ لَيْسَ لَهُ بَرْقٌ سِـوَى بِشْرِ وَجْهِكَ الْوَضّـاحِ
            إِرْتِيَـاحَاً لِلطَّالِبِـينَ وَبَـذْلاً ... وَالْمَعَالِي لِلْبَـاذِلِ الْمُرْتَـاحِ
            أَيُّ جَدَّيْكَ لَـمْ يَفُتْ وَهُوَ ثَانٍ ... مِنْ مَسَاعِيهِ أَلْسُـنَ الْمُدّاحِ
            وَكِلا جَانِبَيْكَ سَبْطُ الْخَوَافِي ... حِينَ تَسْمُو أَثِيثُ رِيشِ الْجَنَاحِ

            قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ : حَدَّثَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّومِيُّ الْفَاتِنِيُّ سَمِعْتُ أبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ يَقُولُ : لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا أبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ أَمَلَي الْحَدِيثَ فِي رَحَبَةِ غَسَّانَ ، وَكَانَ فِي مَجْلِسِهِ سَبْعَةُ مُسْتَمْلِينَ يُبَلِّغُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ الَّذِي يَلِيهِ ، وَكَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ قِيَامَاً بِأَيْدِيهِمْ الْمَحَابِرَ ، ثُمَّ مُسِحَتْ الرَّحَبَةُ ، وَحُسِبَ مَنْ حَضَرَ بِمَحْبَرَةٍ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَيِّفَاً وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ مَحْبَرَةً سِوَى النَّظَّارَةِ . قَالَ ابْنُ سَلْمٍ : وَبَلَغَنِي أَنَّ أبَا مُسْلِمٍ كَانَ نَذَرَ أَنْ يَتَصَدَّقَ إِذَا حَدَّثَ بِالْمُسْنَدِ بِعَشْرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ .
            وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ غُنْجَارٍ الْبُخَارِيُّ فِي (( تَارِيخِ بُخَارَى )) : حَدَّثَنَا أبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ الطُّبْسِيِّ يَقُولُ : كُـنَّا بِبَغْدَادَ عِـنْدَ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ ، وَمَعَنَا مُسْتَمْلِي صَالِحِ جَزَرَةَ ، فَقِيلَ لأَبِي مُسْلِمٍ : هَذَا مُسْتَمْلِي صَالِحٍ ، قَالَ : مَنْ صَالِحُ ؟ ، قَالَ : صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ مَا أَهْوَنَهُ عِنْدَكُمْ ؛ أَلا تَقُولُوا : سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ ، وَكُنَّا فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ فَقَدَّمَنَا ، وَقَالَ : كَيْفَ أَخِي وَكَبِيرِي ؛ مَا تُرِيدُونَ ؟ ،
            قُلْنَا : أَحَادِيثَ ابْنِ عَرْعَرَةَ ، وَحِكَايَاتِ الأَصْمَعِيِّ ، فَأَمَلَى عَلَيْنَا مِنْ ظَهْرِ قَلْبٍ .
            سَمِعَ : إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ الرَّمَادِيَّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلَ ، وَبَدَلَ بْنَ الْمَحَبَّرِ الْيَرْبُوعِيَّ ، وَبِشْرَ بْنَ مَرْحُومٍ الْعَطَّارَ ، وَبَكَّارَ بْنَ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيَّ ، وَحَجَّاجَ بْنَ مِنْهَالٍ ، وحَجَّاجَ بْنَ نُصَيْرٍ الْفَسَاطِيطِيَّ ، وَحَرْمِيَّ بْنَ حَفْصٍ الْقَسْمَلِيَّ ، وَحَفْصَ بْنَ عُمَرَ الْحَوْضِيَّ ، والْحَكَمَ بْنَ مَرْوَانَ الضَّرِيرَ ، وَدَاوُدَ بْنَ شَبِيبٍ الْبَاهِلِيَّ ، وَالرَّبِيعَ بْنَ يَحْيَى الأشنانِيَّ ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ أَبَا الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيَّ ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الشَّاذكُونِيَّ ، وَسَهْلَ بْنَ بَكَّارٍ الْمَكْفُوفَ ، وَصَالِحَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ ، وَالضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ أبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَمَّادٍ الشُّعَيْثِيَّ ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيَّ ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْخَطَّابِ الْكُوفِيَّ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ رَجَاءٍ الْغُدَانِيَّ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيَّ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيَّ ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ قُرَيبٍ الأَصْمَعِيَّ ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مُحَمَّدٍ أبَا قِلابَةَ الرَّقَاشِيَّ ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَائِشَةَ الْعَيْشِيَّ ، وَعُثْمَانَ بْنَ الْهَيْثَمِ العبدِيَّ ، وَعِصْمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازَ ، وَعَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، وَعِمْرَانَ بْنَ مَيْسَرَةَ الْقَنْطَرِيَّ ، وَعَمْرَو بْنَ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيَّ ، ومُحَمَّدَ بْنَ أبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيَّ ، ومُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَى الأَنْصَارِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَرْعَرَةَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ عَارِمَ السَّدُوسِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ العبدِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مُحَبَّبٍ أَبَا هَمَّامٍ الدَّلالَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مِنْهَالٍ الضَّرِيرَ ، وَمُسَدَّدَ بْنَ مُسَرْهَدٍ ، وَمُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيَّ ، وَمُعَاذَ بْنَ أَسَدٍ الْمَرْوزِيَّ ، وَمُعَاذَ بْنَ فَضَالَةَ الزَّهْرَانِيَّ ، وَمَعْقِلَ بْنَ مَالِكٍ الْبَاهِلِيَّ ، وَمُعَلَى بْنَ أَسَدٍ الْبَصْرِيَّ ، وَمُوسَى بْنَ مَسْعُودٍ أبَا حُذَبْفَةَ النَّهْدِيَّ ، وَهِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيَّ ، وَيَحْيَى بْنَ حَمَّادِ بْنِ أبِي زِيَادٍ الشَّيْبَانِيَّ ، وَخَلائِقَ عِدَّةً .
            رَوَى عَنْهُ : أبُو بَكْرٍ الآجُرِِّيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بِنْجَابٍ أبُو الْحَسَنِ الطَّيْبِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ أبُو الْحَسَنِ السَّقَطِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان بْنِ مَالِكٍ أبُو بَكْرٍ الَقَطِيعِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ أبُو بَكْرٍ الْختَّلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ أبُو عَلِىٍّ الْبَصْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِشُعْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ أبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْهَيْثَمِ أبُو بَكْرٍ التَّمَّارُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أبُو الْقَاسِمِ الْبَكْرَآبَاذِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ زَكَرَيَّا بْنِ خَرَّزَاذَ أبُو بَكْرٍ الأَهْوَازِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمُطَلَّبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَارُونَ الْوَاثِقِ أبُو بَكْرٍ الْعَبَّاسِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ أبُو الْقَاسِمِ الْقَزَّازُ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ الصُّوفِيُّ الْبَغْدَادِِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أبُو عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ أبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَاسِي الْبَزَّازُ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ هَاشِمٍ أبُو الْحَسَنِ الآمُلِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَلَى أبُو الْحَسَنِ الشُّونِيزِيُّ ، وَفَارُوقَ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ عُمَرَ أبُو حَفْصٍ الْخَطَّابِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ أبُو عَبْدِ اللهِ الْختَّلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرْوِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ أبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ الْمَعُرُوفُ بِابْنِ شَـنْبُوذٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ أبُو الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أبُو بَكْرٍ الْكَتَانِيُّ الْمُؤَدِّبُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ هَارُونَ أبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ النَّقَّاشُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أبُو بَكْرٍ الدَّقَّاقُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَعْقُوبَ أبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ الْعَطَّارُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ الْحَسَنِ بَرْهَانٌ أبُو بَكْرٍ الدِّينَوْرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ الْحَسَنِ أبُو بَكْرٍ الشَّيْلَمَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيَّبِ أبُو الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ المعتزلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْخَرَّازُ الْمَالِكِىُّ ، وَمُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ أَحْمَدَ النَّجَّارُ الْقَاضِي الْجُرْجَانِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ ابْنِ جَعْفَرٍ أبُو عِمْرَانَ الإِسْتَرَابَاذِيُّ ، وَنُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ أبُو الْحَسَنِ الإِسْتَرَابَاذِيُّ ، وَنُوحُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْخَصِيبِ أبُو عِيسَي الْبَجَلِيُّ ، وَخَلائِقٌ .
            وَتُوُفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَتِيَنْ ِ، وَقَدْ نَاهَـزَ الْمِائَةَ عَامٍ .

            ــــ هامش ــــ
            (1) تَرْجَمَتُهُ فِي : البداية والنِّهاية (11/99) ، وتاج العروس (1/148 ، وتاريخ الإسلام (1/224 ، وتاريخ بغداد (6/120) ، وتذكرة الْحُفَّاظ (2/620) ، وثقات ابن حِبَّان (8/89) ، والْعِبَر فِي خَبَر مَنْ غَبَر (1/104) ، ونَشْوَار الْمُحَاضِرة ، الْوَافِي بالوَفَيَات (1/730) .
            [/align:72489c0f46]

            تعليق


            • #7
              الله يبارك فيك يا أبا الأشبال

              تعليق


              • #8
                [ 2 ] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ أبُو بَكْرٍ الْفِرْيَابِيُّ (1) .
                جَامِـعُ الْعُلُومِ وَالْحِكَمْ . وَقِبْلَةُ طُلابِ الْحَدِيثِ الَّتِي تُؤْتََى وَتُؤمّ . وَرَايَةُ الْمَجْدِ الَّتِي أَحْـرَزَتْ فَضْلاً كَبِيرَاً . وَتُلِي فِي جَنَبَاتِهَا (( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرَاً )) . وَفخْرُ فِرْيَابَ الَّذِي فَخَرَتْ بِهِ عَلَى كُلِّ الأَمْصَارِ . وَبَـدْرُ الْكَمَالِ ، بَلْ شَمْسُ الأَصِيلِ فِي رَائِعَةِ النَّهَارِ . وَمِنْحَةُ خِزَانَةِ نُبَهَائِهَا . وَنَفْحَةُ رَيْحَانَةِ أَلِبَائِهَا . وَإِمَامُ مَجْمَعِ مَعَارِفِهَا وَعُلُومِهَا . بِجِلِيلِ ذِكْرِهِ قَدْ طَرِبَتْ النُّفُوسُ . وَبِجِمِيلِ مَدْحِهِ قَدْ تَزَيَّنَتْ الطُّرُوسُ .
                الْحَافِظُ الْحَاذِقُ الَّذِي فَـاقَ الأَقْرَانَ وَبَرَّزَ . وَمَنْ إذِاَ صَنَّفَ فِي الأَحْكَامِ حَـاكَ وَطَرَّزَ . نَاشِرُ بُرُودِ التَّحْبِيرِ . وَمُظْهِرُ شُمُوسِ التَّحْرِيرِ . وَمُغْنِي اللَّبِيبِ . عَنْ الأَبَاطِيلِ وَالأَكَاذِيبِ .
                فَوَالَّذِي رَفَعَ ذَاتَ الرَّجْعِ . وَبَسَطَ ذَاتَ الصَّدْعِ . إِنَّ تَصَانِيفَهُ نُورٌ عَلَى نُورٍ . وَدُرٌّ مَنْثُورٌ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ . مَعْ حِكَمٍ بَلِيغَةٍ كَلَوَامِـعِ الأَنْوَارِ . وَآدَابٍ رَائِقَةٍ كَالرَّوْضِ الْمِعْطَارِ . وَتَحْقِيقَاتٍ لَمْ تَسْـتَطِعْهَا الأَفَاضِلْ . وَكَيْفَ لا ، وَقَـدْ حَوَاهَا عَنْ السَّـادَةِ الأَمَاثِلْ . الَّذِينَ هُمْ فِي سُبُلِ الْهُدَى سَالِكُونَ . (( أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )) .
                فَهُوَ الْجَدِيرْ . بِهَذَا التَّحْبِيرْ :

                وَأَقَـامَ جَعْفَرُ مَفْـخَراً لِرِيَاسَةٍ ... قَـدْ رَدَّهَا بَعْدَ الْمَشِيبِ شَـبَابَا
                حَـبْرٌ لَهُ التَّقْوَى شِـعَارٌ لازِمٌ ... وَالْبِرُّ ثَـوْبٌ يَسْـحِرُ الأَلْبَـابَا
                كَالْغَيْـثِ يَخْلُفُهُ الرَّبِيـعُ وَغَيْرُهُ ... كَالنَّارِ تَعْقُبُ إِذَا تَشُـبُّ تُرَابَا
                ذَا عَـزْمَةٍ لَوْ كَانَ مَارَسَ بَعْضَهَا ... الْحَجَرُ الأَصَمُّ أَوْ الْحَدِيدُ لَذَابَا
                وَرِوَاقُ عِـزٍّ فَـوْقَ دِينِ مُحَمَّدٍ ... وَعَلَى رُؤُوسِ الْمَارِقِينَ شِـهَابَا
                وَصَدَعْتَ عَنْ حَقٍّ حَوَيْتَ أُصُولَهُ ... لا عَنْ هَوَىً فِيمَا نَطَقْتَ صَوَابَا
                وَكَشَـفْتَ عَنْ دِينِ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ ... ظُلَـمَاً وَلَمْ تُبْـقِ بِهَا مُرْتَـابَا
                يَا بَحْرَ عِلْمٍ مَا وَلَجْـتُ عُلُومَهُ ... إِلا وَلَجْتُ مَدَى الزَّمَانِ عُبَـابَا
                يَا نُورَ مِشْكَاةِ الْعُلُومِ وَبَـدْرَهَا ... يَـا مَنْ كَشَفْتَ مِنْ الرُّمُوزِ صِعَابَا
                لَمَحَ الشُّيُوخُ شُعَاعَ فَضْلِكَ مِثْلَمَا ... لَمَحُوا بِمُعْتَـرَكِ الشُكوكِ صَوابا

                وَأَمْضَى فِي قَضَاءِ الدِّينَوَرِ سِنِينَ عَدَدَا . فَسَلَكَ مَنْهَجَ الْعَدْلِ بِهِمَّةٍ لا تَعْرِفُ الْمَلَلْ . وَبَرَاعَةِ الْعَارِفِ بِمَرَاهِمِ الأَسْقَامِ وَالْعِلَلْ . فَكَبَتَ الْخِصْمَ الأَلَدّ . بِمَا مَنَعَ وَرَدَعَ وَقَوَّضَ وَهَدّ . مَعَ عِفَّةٍ وَدِيَانَةٍ . وَجَلالَةٍ وَصِيَانَةٍ . وَآدَابٍ تَأَلَّقَ جَمَالُهَا الْوَضَّاحُ . وَفَضَائِلَ تَأَنَّقَ أَرِيجُ عِطْرِهَا الْفَوَّاحُ .

                نَادَتْ بِهِ الدِّينَوَرُ وَهِي مَرِيضَةٌ ... تَشْكُو الظَّمَا وَدُعَاؤُهَا اسْتِسْقَاءُ
                فَانْهَلَّ مَـاءُ الْمُزْنِ حَتَّى أَنَّهُ ... أَرْوَى الْبِلادَ وَجَـادَتْ الأَنْوَاءُ
                وَالأَرْضُ زَخَّرَفَهَا الرَّبِيعُ كَأَنَّمَا ... بُسِطَتْ عَلَيْهَا فَـرْوَةٌ خَضْرَاءُ
                وَافْتَرَّ ثَغْرُ الدَّهْرِ يَبْسَمُ ضَاحِكَاً ... وَعَلَيْهِ مِنْ نُورِ الْوَقَـارِ بَهَاءُ
                وَالزُّورُ وَلَى هَارِبَاً مِنْ بَأْسِـهِ ... وَعَلاهُ مِنْ غَضَبِ الإِلَهِ غِشَاءُ
                وَالْحَقُّ أَصْبَحَ وَاضِحَاً مُتَبَلِّجَاً ... بَيْنَ الأَنَـامَ وَمَا عَلَيْهِ خَـفَاءُ
                هَذَا هُوَ الْخُلُقُ الْكَرِيْمُ بِمِثْلِهِ ... تَتَفَاخَرُ الْفُضَـلاءُ وَالرُّؤسَـاءُ
                إِنَّ الْحَكِيمَ إِذَا أَقَـامَ بِبَلْدَةٍ ... حَـلَّ الشِّـفَاءُ بِهَا وَزَالَ الدَّاءُ

                رَوَى عَنْ : إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّامِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ ابْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَلالِ الْمَرْوزِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ زِبْرِيقَ الْحِمْصِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ أبِي بَكْرٍ الْقَاسِمِ أبِي مُصْعَبٍ الْمَدِينِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْخَلالِ ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ الضَّبِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْمِصْرِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ الْفَرَاتِ الرَّازِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ سَيَّارٍ الرَّمَادِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ الْبَغَوِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ الثَّـغْرِيِّ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ بُهُلـولٍِ الأَنْبَارِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيْمَةَ الْحَرَّانِيِّ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ الْحَنْظَلِيِّ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ سَيَّارٍ النُّصَيْبِيِّ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجِ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ ، وَأُمَيَّةَ بْنِ بِسْطَامٍ الْعَيْـشِيِّ ، وَبِشْرِ بْنِ هِلالٍ الصَّوَّافِ ، وَتَمِيمِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ الْهَاشِمِيِّ ، وَحِبَّانَ بْنِ مُوسَى الْمَرْوزِيِّ ، وَحَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ ، وَالْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارِ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ الْبَلْخِيِّ ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى الْقَوْمَسِيِّ ، وَالْحَكَمِ بْنِ مُوسَى الْقَنْطَرِيِّ ، وَحِكيمِ بْنِ سَيْفٍ الرَّقِيِّ ، وَحُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الْبَاهَلِيِّ ، وَحَنْبَلِ بْنِ إِسْحَاقَ ، وَحَوْثَرَةَ بْنِ أَشْرَسَ الْعَدَوِيِّ ، وَدَاوُدَ بْنِ مِخْرَاقٍ الْفِرْيَابِيِّ ، وَرَجَاءِ ابْنِ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيِّ ، وَرَوْحِ بْنِ الْفَرَجِ الْبَزَّازِ ، وَزَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْبَلْخِيِّ ، وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ، وَزَيِادِ بْنِ يَحْيَى الْحَسَّانِيِّ ، وَزَيْدِ بْنِ أَخْزَمَ الطَّائِيِّ ، وَسُرَيْجِ بْنِ يُونُسَ ، وَسَعِيدِ ابْنِ يَعْقُوبَ الطَّالَقَانِيِّ ، وَسَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ ، وسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي أَيُّوبَ الدِّمِشْقِيِّ ، وسُلَيْمَانَ بْنِ مَعْبَدٍ السِّنْجِيِّ ، وَشَيْبَانِ بْنِ فَرُّوخَ ، وَصَفْوَانَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صَفْوَانَ الدِّمِشْقِيِّ ، وَعَاصِمِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ الْمُنْتَشَرِ التَّيْمِيِّ ، وَالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيِّ ، وَالْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ ، وَالْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّرْسِيِّ ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ النَّرْسِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ حَبِيبٍ الْفِرْيَابِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْقُهِسْتَانِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أبِي زِيَادٍ القطوانِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ الْجُحْفِيِِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَـمَّدٍ بْنِ نُفَـيْلٍ أَبِي جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيِّ ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَـعِيدٍ أبِي قُدَامَةَ السَّرَخْسِيِّ ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ ، وَعُثْمَانَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ الْحِمْصِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الْفَلاسَ ، وَعَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ ، وَعُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ الْعَمِِّيِّ ، وَفُضَيْلِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَحْدَرِيِّ ، وَقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْقَعْنَبِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ إِدْرِيسَ أبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ بشَّارٍ بُنْدَارٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَلْخِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ ، وَمُحَمَّدِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ أبِي مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُزِيزٍ الأَبْلِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ أبِي كُرَيْبٍ الْهَمْدانِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيِّ ، وَمُزَاحِمِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَمِنْجَابِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَالْهَيْثَمِ بْنِ أَيُّوبَ الطَّالَقَانِيِّ ، وَهَدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ الأَزْدِيِّ ، وَهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ الدِّمِشْقِيِّ ، وَوَهْبِ بْنِ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيِّ ، وَيَزِيدَ بْنِ خَالِدِ ابْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيِّ ، وَيَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ ، وَيَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ ، وَيُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ الأَصْبَهَانِيِّ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَخَلائِقٍ لا يُحْصَوْنَ .
                رَوَى عَنْهُ : أبُو بَكْـرٍ الآجُرِِّيُّ ، وَأَبُو بَكْـرٍ الإسْمَاعِيلِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الْجِعَابِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ ، وَأَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ أبُو بَكْرٍ الَقَطِيعِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عُبَيْدِ اللهِ أبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ الرَّامُهْرَمْزِيُّ ، وَعَبْدُ الْبَاقِي ابْنُ قانِعٍ ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطُّسْتِيُّ ، وعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أبُو حَفْصٍ الزَّيَّاتُ ، ومُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ أبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ ، ومُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ ، وَعِدَّةٌ .
                قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ شَيْخِنَا أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتِ أَنَّهُ قَالَ : لَمَّا وَرَدَ أبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ إِلَى بَغْدَادَ ، اسْتُقْبِلَ بِالطَّيَّارَاتِ وَالزَّبَازِبِ ، وَوُعِدَ لَهُ النَّاسُ إِلَى شَارِعِ الْمَنَارِ بِبَابِ الْكُوفَةِ لِيَسْمَعُوا مِنْهُ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ ، فَحَزَرَ مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ ، فَقِيلَ : نَحْوُ ثَلاثِينَ أَلْفَاً ، وَكَانَ الْمُسْتَمْلُونَ ثَلاثَمِائَةٍ وَسِتَةَ عَشَرَ .
                قَالَ : وَقَالَ لَنَا الْعَتِيقِيُّ : وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا أَبَا الْفَضْلِ الأَزْهَرِيُّ يَقُولُ : لِمَّا سَمِعْتُ مِنْ جَعْفَرٍ الْفِرْيَابِيُّ كَانَ مَجْلِسُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْمَحَابِرِ ؛ مِمَّنْ يَكْتُبُ حُدَودَ عَشْرَةِ آلافِ إِنْسَانٍ ، مَا بَقِي مِنْهُمْ غَيْرِي ، سِوَى مَنْ لا يَكْتُبُ .
                وَفِي لَيْلَةِ الأَرْبِعَاءِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِمِائَةٍ أَتَاهُ وَافِـدُ الْمَنِيَّةِ . لِيُبَشِّرَهُ بِالرَّحِيلِ إِلَى الدَّارِ الآخِرَةِ الْعَلِيَّةِ . فَأَجَابَهُ وَلَبَّى بِلِسَانِ قَلْبِهِ . فَقَدْ كَانَ مُشْتَاقَاً لِلِقَاءِ رَبِّهِ . أَجْزَلَ اللهُ ثَوَابَهُ . وَجَعَلَ جَنَّةَ الْخُلْدِ مَآبَهُ .
                ــــ هامش ___
                (1) تَرْجَمَتُهُ فِي : البداية والنِّهاية (11/121) ، وتاريخ الإسلام (1/230 ، وتاريخ بغداد (7/199) ، وتذكرة الْحُفَّاظِ (2/692) ، والرسالة الْمُستطرفة ( ص 58،48،47) ، وسير الأعلام (14/96) ، وطبقات الْحُفَّاظ للسـيوطِي ( ص305) ، ومعجـم البلدان (4/259) ، والْمُعِين فِي طبقات الْمُحَدِّثين ( ص107) ، ومولد العلماء ووفياتهم للرَّبَعِيِّ (2/631) ، والوافِي بالوفيات .

                تعليق


                • #9
                  [3] خَلَفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى أبُو مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ (1) .
                  تُحْفَةُ عُكْبَرَاءْ . وَإِمَامُ أَئِمَّتِهَا الْكُـبَرَاءْ . وَمُحَدِّثُهَا اللَّوْذَعِيُّ . وَحَافِظُهَا الأَلْمَعِيُّ . الَّذِى فَاخَرَتْ الأَرْضُ السَّمَاءَ بِمَطْلَعِ شَمْسِهِ . وَعَلِمَ مِصْرُهُ بِهِ أَنَّ يَوْمَهُ خَيْـرٌ مِنْ أَمْسِهِ . فقد جَمَعَ السُّنُنَ فَأَوْعَى . وَرَحَلَ فِي طَلَبِ عَوَالِي الأَسَـانِيدِ وَسَعَى . وَسَمِعَ الْكُبَرَاءَ الرُّفَعَاءَ . وَلَقِي الأَئِمَّةَ النُّجَبَاءَ . وَجَمَعَ الْمَنَاقِبَ وَاخْتَارَ مِنْهَا وَانْتَقَى . وَأَيْقَنْ أَنَّ أَكْرَمَهَا وَأَصْلَحَهَا الْبِرُّ وَالتُّقَى . فَلَزِمَ مَحْرَابَ الْعِلْمِ وَالتَّحْدِيثِ وَالإِفَادَةِ . مُتَدَرِّعَاً بِفَوَاضِلِ الشِّيمِ وَكَرَائِمِ الرِّيَادَةِ . عَلَى ظُرْفٍ فِيهِ وَاحْتِشَامٍ . مَعْ زَهَادَةٍ وَوَرَعٍ تامٍ .

                  هَذَا الإِمَامُ الْعَابِدُ الْحُرُّ الذَّكَـ ـيُّ الزَّاهِـدُ الْبَرُّ الرَّؤُوفُ الْمُشْفِقُ
                  الْفَاضِلُ الْمُتَجَرِّدُ الْوَرِعُ الْوَلِـ ـيُّ الْمَاجِدُ السَّمِحُ الْفَصِيحُ الْمُفْلِقُ
                  يَدْعُو لِدِينِ اللهِ دَعْوَةَ صَـادِقٍ ... عَنْ طَاعَـةِ الرَّحْمَنِ لا يَتَعَـوَّقُ

                  سَمِعَ : إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيَّ ، وَإِسْحَاقَ ابْنَ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ الْبَجَلِيَّ الْبُورَانِيَّ ، وَدَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ ، وَسَعِيدَ ابْنَ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيَّ ، وَسَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ الْمَكِّيَّ ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بْنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيَّ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أبَا بَكْرٍ الْحُمَيْدِيَّ ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَائِشَةَ الْعَيْشِيَّ وَعَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، وَعَلِيَّ بْنَ أبِي هَاشِمٍ بْنِ طَبْرَاخٍ الْبَغْدَادِيَّ ، وَغَسَّانَ بْنَ الْمُفَضَّلِ الْغَلابِيَّ ، وَالْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ أبَا نُعَيْمٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادٍ الْمَكِّيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْمَرْوزِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيَّ ، والْمُعَافَى بْنَ سُلَيْمَانَ الْجَزَرِيَّ ، وَمُسْلَمَ بْنَ أَبِي مُسْلَمٍ الْجَرْمِيَّ ، وَمُعَلَّى بْنَ مَهْدِيٍّ الْمَوْصِلِيَّ ، وَخَلائِقَ .
                  وَرَوَى عَنْهُ : أبُو بَـكْرٍ الآجُرِِّيُّ ، وَأبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ أبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، وأَحْمَدُ ابْنُ قَانِعِ بْنِ مَرْزُوقِ بْنِ وَاثِقٍ الْقَاضِي ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطْبِيُّ ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ أبُو الْقَاسِمِ الْقَزَّازُ ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ الأَحْوَلُ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ ، وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قانِعٍ بْنِ مَرْزُوقِ ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطُّسْتِيُّ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَاثِقِ بِاللهِ بْنِ الْمُعْتَصِمِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِي الْبَزَّازُ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ أبُو طَالِبٍ الْعُكْبَرِيُّ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ أبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ ، وَالْقَاسِـمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْقَنْطَرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بِخِيتٍ أبُو بَكْرٍ الدَّقَّاقُ الْعُكْبَرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى الْوَرْدِ الْقَاضِي ، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ أبُو عِيسَى الْخَضِيبُ الْعُكْبَرِيُّ ، وَعِدَّةٌ .
                  وَمِنْ لَطَائِفِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ :
                  قَالَ أبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ (( الكبير ))(17/140/350) : حَدَّثَنَا خَلْفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ : (( عَلَيْكُمْ بِالأَبْكَارِ ، فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهَاً ، وَأَنْتَقُ أَرْحَامَاً ، وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ )) (2) .
                  وقَالَ أبُو الْقَاسِمِ (( الكبير ))(12/66/12492) : حَدَّثَنَا خَلْفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ ثَنَا الْحَسَنْ بْنُ الرَّبِيعِ الْبُورَانِيُّ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ : (( الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمْ الْبَيَاضَ ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ ، وَخَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الإِثْمِدُ ، فَإِنَّ يَجْلُو الْبَصَرَ ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ )) (3) .
                  تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَدُفْنَ بِعُكْبَرَاء .
                  ــ هامش ــ
                  (1) تَرْجَمَتُهُ فِي : البداية والنهاية (11/10 ، وتاريخ الإسلام (1/225 ، وتاريخ بغداد (8/331) , وسؤالات الْحَاكِم (ص115) ، وسير الأعلام (13/577) ، والْمُنتظم (6/84) ، والنُّجوم الزَّاهرة ، والوافِي بالوَفَيَاتِ .
                  (2) حَسَنٌ لِشَوَاهِدِهِ . وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ مَاجَهْ (1861) عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيِّ ، وابْنُ أبِي عَاصِمٍ (( الآحاد والْمَثَانِي ))(4/5) عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ ، وتَمَّامُ الرَّازِيُّ (( الْفَوَائِد ))(696) ، والْبَيْهَقِيُّ (( الكبرى ))(7/81) كلاهما عَنْ الْفَيْضِ بْنِ وَثِيقٍ ، ثلاثتهم _ الْحِزَامِيُّ وَمُتَابِعُوهُ _ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ بِمِثْلِهِ .
                  قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ أبُو عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ ؛ مِنْ وَلَـدِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أَخِى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ أَحَدِ الْعَشَرَةِ الْمَبَشَّرِينَ . قال أبو حَاتِمٍ : مَحَلُهُ الصِّدْقُ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَلا يُحْتَجُ بِهِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي (( الثِّقَاتِ ))(9/54) وَقَالَ : رُبَمَا أَخْطَأَ .
                  قُلْتُ : وَلَهُ شَوَاهِدُ مِنْ أَحَادِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَابْنِ عُمَرَ .
                  (3) حَسَنٌ صَحَيحٌ . وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (1/328،247،231،355،363) عَنْ الثَّوْرِىِّ والْمَسْعُودِيِّ وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَوَهِيبِ بْنِ خَالِدٍ وَعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ ، وأبو داود (4061،387 عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، والتِّرْمِذِيُّ (994) عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ ، والنَّسَائِيُّ (( الكبرى ))(5/427) و (( الْمُجَتبى ))(8/149) عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ ، وابْنُ مَاجَهْ (1472) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ ، وابْنُ حِبَّانَ (6072،5423) عَنْ الثَّوْرِىِّ وَوَهِيبِ بْنِ خَالِدٍ ، والطَّبَرَانِيُّ (( الكبير ))(12/66،65،64) عَنْ الثَّوْرِىِّ والْمَسْعُودِيِّ وَزُهَيْرِ وَمَعْمَرٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَزَائِدَةَ وَحَمَّاِد بْنِ سَلَمَةَ وَأبِي عَوَانَةَ ورَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، و (( الصَّغِيرُ ))(38 عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، وأبُو يَعْلَى (2727) ، والْحَاكِمُ (4،452) كلاهما عَنْ الثَّوْرِىِّ ، والْقُضَاعِيُّ (( مُسْنَدُ الشِّهَاب ))(1253) عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ ، والْبَيْهَقِيُّ (( شُعُب الإيْمَان ))(5/190/631 عَنْ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ ، سِتَةَ عَشْرِهِمْ _ الثَّوْرِىُّ وَمُتَابِعُوهُ _ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ به .
                  وقَالَ أَبُو عِيسَى : (( هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )) .
                  عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ أبُو عُثْمَانَ الْقَارِّيُّ ، مِمَّنْ صَحِبَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ زَمَانَاً ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالنُّسْكِ وَالْفِقْهِ وَالْحِفْظِ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةِ ، قاله أبُو حَاتِمٍ بْنُ حِبَّانَ .
                  قُلْتُ : هُوَ صَدُوقٌ صًالِحُ الْحَدِيثِ ، لَهُ أَفْرَادٌ وَغَرَائِبٌ ، وَلِذَا أَنْكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ . وَأَطْلَقَ الْقَوْلَ بِتَوْثِيقِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ وَابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ . وَقَالَ مَرَّةً : لَيْسَ بِالْقَوِي . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : مَا بِهِ بَأْسٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ .

                  تعليق


                  • #10
                    [align=center:26067a8fa4]مُتَابَعَةٌ لِتَرْجَمَاتِ شُيُوخِهِ :

                    [ 4 ] أبو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ , الْحَافِظُ بْنُ الْحَافِظِ الأَزْدِيُّ (1) .

                    إِمَامُ الْعِرَاقِ الَّذِى لَيْسَ لَهُ فِى سِعَةِ الْحِفْظِ نَظِير . وَأَدِيبُ الْعُلَمَاءِ الرَّاقِى فِى ذِرْوَةِ الْمَجْدِ الْخَطِير . وَالْحَافِظُ الَّذِى إِذَا غَابَتْ الْكُتُبُ فَهُوَ الْجَرِيدَة . وَالْحَاذِقُ فِى فُنُونِ الشِّعْرِ كَأنَّهُ بَيْتُ الْقَصِيدَة . رَوْضَةُ مَجْدٍ غَذَّتْهَا مَوَاهِبُ الإِحْسَان . وَقِبْلَةُ عِلْمٍ يُتْلَى فِى مِحْرَابِهَا (( هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ )) . فَكَأَنَّمَا عُجِنَتْ طِينَتُهُ بِمَاءِ الآدَابِ وَالْعُلُومِ . وَتَآخَتْ فِطْرَتُهُ مَعَ ثَمَرَاتِ الْعُقُولِ وَالْفُهُومِ .

                    حَـبْرٌ لَنَـا فِي رَاحَـتَيْهِ سَـحَابَةٌ ... ذَابَ اللُّجَيْنُ بِهَا وَسَالَ الْعَسْجَدُ
                    مُتَنَـوِّعُ الأَوْصَـافِ مِنْ أَفْـكَارِهِ ... نَـارٌ مُضَـرَّمَةٌ وَبَحْـرٌ مُزْبَـدُ
                    هُو وَاحِـدُ الْعَلْيَا وَوَاحِـدُهَا الَّذِي ... أَلْقَـابُـهُ وَصِـفَاتُهُ تَتَعَــدَّدُ
                    وَرِوَايَةٌ صَحـَّتْ وَسَحَّتْ فَارْتَوَى ... مِـنْ جَانِبَيْهَا مُرْسَـلٌ أَوْ مُسْـنَدُ
                    وَفَصَاحَةٌ دَعْ عَنْكَ ذِكْرَكَ مَنْ مَضَى ... إِنَّ الْمُبَـرِّدَ عِنْــدَهَا لَمُبَـرَّدُ
                    وَإِصَـابَةٌ فِي الرَّأْيِ تَشْـهَدُ أَنّـهُ ... سَـهْمٌ لِشَـاكِلَةِ الرَّمِيِّ مُسَـدَّدُ
                    هَذِي أَحَـادِيثُ الْكَمَالِ وَلَمْ تَزَلْ ... لِجَـلالِهِ تُعْــزَى وَعَنْهُ تُسْـنَدُ
                    يَا مَاجِـدَاً قَـذَفَتْ بِحَارُ صِـفَاتِهِ ... دُرَّاً بِلَـبَّاتِ الْقَرِيـضِ تُنَـضَّدُ

                    سَمِعَ : أَبَاهُ أَبَا دَاوُدَ ، وَأَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ مَنْصُورٍ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ ، وَالْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ ، وَزِيَادَ بْنَ أَيُّوبَ الطُّوسِيَّ ، وَسَلَمَةَ بْنَ شَبِيبٍ ، وعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ ، وَعَلِيَّ بْنُ خَشْرَمٍ , وَعَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ الْحِمْصِيَّ ، وَعَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ الفَلاسَ , ومُحَمَّدَ بْنَ أَسْلَمَ الطُّوسِيَّ , وَمُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ , وَمُحَمَّدَ بْنَ سَلَمَةَ الْمُرَادِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى , وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمَصَفَّى الْحِمْصِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ , وَنَصْرَ بْنَ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيَّ , وَهَارُونَ بْنَ سَعِيدٍ الأَيْلِيَّ ، وَهِشَامَ بْنَ خَالِدٍ الدِّمِشْقِيَّ ، وَخَلائِقَ .
                    حَدَّثَ عَنْهَ : ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ , وَأبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ , وَدَعْلَجُ السِّجْزِيُّ , وَأَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ ، وَأبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ , وَالدَّارَقُطْنِيُّ , وَأبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ , وَأبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ , وَعِدَّةٌ .
                    وَصَنَّفَ : الْمُسْنَدَ ، وَالسُّـنُنَ , وَالتَّفْسِيرَ , وَالْقِرَآاتِ , وَالنَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ .
                    قَـالَ أبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِـظُ : سَمِعْتُ أبَا بَكْرِ بْنَ أَبِى دَاوُدَ يَقُولُ : حَدَّثْتُ بِأَصْبَهَانَ مِنْ حِفْظِي سِتَةًَ وَثَلاثِينَ أَلْفِ حَدِيثٍ , أَلْزَمُونِى الْوَهْمَ مِنْهَا فِى سَبْعَةِ أَحَادِيثَ , فَلَمَّا انْصَرَفْتُ إِلَى الْعِرَاقِ وَجَدْتُ فِى كِتَابِى خَمْسَةً مِنْهَا عَلَى مَا كُنْتُ حَدَّثْتُهُمْ بِهِ .
                    تُوُفِّيَ فِي ذِى الْحَجَّةِ سَنَةَ سِتَةَ عَشْرَةَ وَثَلاثِمِائَةٍ .
                    ــــ هامش ــــ
                    (1) تَرْجَمَتُهُ فِي : أخبار أصبهان (2/66) , وتاريخ بغداد (9/464) , وتذكرة الحفاظ (2/29 ، وسـير الأعلام (13/221) ، وشذرات الذهب (2/273) , وطبقات الْحَنَابلة (2/51) , وطبقات العبَّادى (60) , وطبقات الشَّافعيَّة الكبرى (3/307) , وطبقات القرَّاء (1/420) , والعبر (2/164) ولسان الْمِيزان (3/293) , ومرآة الْجنان (2/269) , والْمُنتظم (6/21 , وميزان الاعتدال (2/433) , والنُّجوم الزاهرة (3/222) .
                    [/align:26067a8fa4]

                    تعليق


                    • #11
                      [align=center:033a712d4d][5] أبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدِ بْنِ كَاتِبٍ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ (1) .
                      صَدْرُ مَجَالِسِ الْحَدِيثِ وَالإِمْلاءِ . وَأَوْحَدُ الْحُفَّاظِ الأَعْلامِ الْنُبَلاءِ . وَرَوْضَةُ عِلْمٍ ثِمَارُهَا نَضِيرَةٌ . وَسَمَاءُ مَنَاقِبٍ كَوَاكِبُهَا مُنْيرَةٌ . رَحَّالٌ جَوَّال . وَأَعْلَمُ أَهْلِ طَبَقَتِهِ بِالْعِلَلِ وَالرِّجَال . وَهُوَ مِمَّنْ تَبَرَّجَتْ لِرُؤيَتِهِ عَرَائِسُ الْمَجْدِ . وَنَظَمَتْ لَهُ فِى جِيدِ الزَّمَانِ أَثْمَنَ عِقْدِ .

                      الْمُتْقِنُ الثِّقَةُ الصَّدُوقُ أََخُو التُّقَى ... حَسَنُ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَكُنْ بِمُدَلِّسِ
                      الْعَالِمُ الْحَـبْرُ الْفَقِيهُ الأَحْـوَذِي ... بَحْـرٌ لَدَيهِ كُلُّ بَحْـرٍ قَدْ نُسِي
                      رَبُّ الْعُلُومِ أَخُو الْمَعَارِفِ مَـنْ لَهُ ... قَـدْ دَانَ كُلُّ مُؤَلِّـفٍ وَمُدَرِّسِ
                      الأَفْخَمُ الشَّهْمُ الْمَهِيبُ أخُو الْعُلَى ... صَدْرُ الصُّدُورِ بِمَحْفَلٍ وَبِمَجْلِسِ
                      عَلَـمٌ هُـمَامٌ لَـوْذَعِيٌّ عِـنْدَهُ ... أَهْلُ الْفَضَـائِلِ أَطْرَقَتْ بِالأَرْؤُسِ
                      مَا بَانَ فِي أَقْـرَانِهِ إِلا اغْتَـدَى ... كَالشَّمْسِ مَا بَيْنَ الْجَوَارِي الكُنَّسِ
                      لَمْ يُشْبِـهُوهُ وَإِنّـه لَرَئِيسُـهُمْ ... لََيْسَ الرَّئِيسُ كَمِثْلِ مَنْ لَمْ يَرْئُسِ

                      سَمِعَ : أَحْمَدَ بْنَ مَنِيعٍ ، وَمُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ صَاحِبَ الصَّحِيحِ ، والْحَسَنَ بْنَ عِيسَى الْمَاسِرْجَسِيَّ ، وحَفْصَ بْنَ عُمَرَ الرِّبَالِيَّ ، وَمَحْمُودَ بْنَ خِدَاشٍ الطَّالَقَانِىَّ ، وَعُقْبَةَ ابْنَ مُكْرَمٍ الْعَمِيَّ الْبَصْرِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ لُوينَ ، وَيَحْيَى بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ ، وَأَحْمَدَ ابْنَ الْمِقْدَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعِجْلِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ سِنَانِ بْنِ أَسَدٍ الْوَاسِطِيَّ ، وَالْحَسَنَ ابْنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ الْعِجْلِيَّ ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى الشَّوَارِبِ ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ الْمَرْوزِيَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيَّ ، وَعُمَرَ بْنَ شَبَّةَ النُّمِيرِِيَّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيَّ ، وَيُوسُفَ بْنَ مُوسِى الْقَطَّانَ ، وَزِيَادَ بْنَ أًيُّوبَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ حَبِيبٍ الْوَادِعِيَّ ، وَالنَّجَّارِيَّ ، وَالْجَوَالِيقِيَّ ، وَخَلائِـقَ .
                      حَدَّثَ عَنْهُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ ، وَأبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ ، وَأبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ، وَأبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَابْنُ شَاهِينَ ، وَابْنُ الْمُظَفَّرِ ، وَالْمَعَافِي بْنُ زَكَرِيَّا النَّهْرَوَانِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ .
                      قَالَ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ : سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُولُ : بَنُو صَاعِدٍ ثَلاثَةٌ : يُوسُفُ وَأَحْمَدُ وَيَحْيَى بَنُو مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ ، وَيَحْيَى أَصْغَرُهُمْ ، وَأَعْلَمُهُمْ ، وَأَثْبَتُهُمْ .
                      وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ : هُوَ أَكْثَرُ حَدِيثَاً مِنْ الْبَاغَنْدِيِّ ، وَلا يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي الرِّوَايَةِ .
                      وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ : قَالَ أبُو مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ : وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَكَتَبْتُ الْحَدِيثَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَلِيَ أَحَدَ عَشْرَةَ سَنَةً .
                      وَقَالَ أبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ سَمِعْتُ أبَا مُحَمَّدِ بْنَ صَاعِدٍ يَقُولُ : وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي الْمُحَرَّمِ ، وَكَتَبْتُ الْحَدِيثَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ فِي أَوَّلِهَا ، وَصَنَّفْتُ وَعِنْدِي خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ أَوْ سِتَّةَ .
                      وَقَالَ أبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ : لَمْ يَكُنْ بِالْعِرَاقِ فِي أَقْرَانِهِ أَحَدٌ فِي فَهْمِهِ ، وَالْفَهْمُ عِنْدَنَا أَجَلُّ مِنْ الْحِفْظِ ، وَهُوَ فَوْقَ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ فِي الْفَهْمِ وَالْحِفْظِ .
                      وَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالٍ مَحْسُودَةٍ . وَاسْتِقَامَةٍ مَحْمُودَةٍ . يَتَرَقَّى فِي دَرَجِ الْعُلا وَيَجْتَازْ . وَيُشَارُ إِلَيْهِ مِنْ بَيْنَ أَقْرَانِهِ بِبِنَانِ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازْ . إِلَى أَنْ دَعَاهُ وَافِدُ الْمَنُونِ . إِلَى الدَّارِ الْبَاقِيَةِ وَالشَّرَفِ الْمَصُونِ . فَلَبَّى وَأَجَابَ . مُتَزَوِّدَاً بِمَا لَذَّ وَطَابَ . وَذَلِكَ فِي ذِى الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاثِمِائَةِ .
                      ــ هامش ــ(1) تَرْجَمَتُهُ فِي : البداية والنهاية (11/166) ، وتاريخ الإسلام (1/2411) ، وتاريخ بغداد (14/231) ، وتذكرة الحفاظ (2/776) ، وسير الأعلام (14/501) ، وطبقات الحفاظ (1/32 ، والعبر (1/120) ، والْمُنتظم (6/235) .
                      [/align:033a712d4d]

                      تعليق


                      • #12
                        [align=center:1af8912e55] تَصَانِيـفُ الآجُـرِّيِّـ

                        ___________



                        (1) كِتَابُ (( أَخْبَارُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ )) .
                        (2) كِتَابُ (( أَخْلاقُ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ )) .
                        (3) كِتَابُ (( أَخْلاقُ الْعُلَمَاءِ )) .
                        (4) كِتَابُ (( أَدَبُ النُّفُوسِ )) .
                        (5) كِتَابُ (( الأَرْبَعِينَ فِي الْحَدِيثِ )) .
                        (6) كِتَابُ (( تَحْرِيْمُ النَّرْدِ وَالشِّطْرَنْجِ وَالْمَلاهِي )) .
                        (7) كِتَابُ (( التَّصْدِيقُ بِالنَّظَرِ إِلَى اللهِ تَعَالَى فِي الآخِرَةِ )) .
                        ( كِتَابُ (( تَغِيُّر الأَزْمِنَة )) .
                        (9) كِتَابُ (( التَّفَرُّد وَالْعُزْلَة )) .
                        (10) كِتَابُ (( التَّهَجُّد )) .
                        (11) كِتَابُ (( التَّوْبَة )) .
                        (12) كِتَابُ (( الثَّمَانُونَ فِي الْحَدِيثِ )) .
                        (13) كِتَابُ (( ذمُّ اللِّوَاطِ )) .
                        (14) كِتَابُ (( الشُّبُهَاتُ )) .
                        (15) كِتَابُ (( شَرْحُ حَدِيثِ الأَرْبَعِينَ )) .
                        (16) كِتَابُ (( الشِّريْعَةُ )) وَهُوَ أَجَلُّ وَأَفْخَمُ وَأَنْفَعُ كُتُبِهِ مُطْلَقَاً .
                        (17) كِتَابُ (( صِفَةُ قَبْرِ النَّبِيِّ )) .
                        (1 كِتَابُ (( الْغُرَبَاءُ )) .
                        (19) كِتَابُ (( فَرْضُ الْعِلْمِ )) .
                        (20) كِتَابُ (( قِيَامُ اللَّيْلِ وَفَضْلِ قِيَامِ رَمْضَانَ )) .
                        (21) كِتَابُ (( مَا وَرَدَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ )) .
                        (22) كِتَابُ (( الْمُخْتَصَرُ فِي الْفُرُوعِ )) .
                        (23) كِتَابُ (( مَسْأَلَةُ الطَّائِفِينَ )) .
                        (24) كِتَابُ (( النَّصِيحَةُ فِي الْفِقَهِ )) .
                        (25) كِتَابُ (( وُصُولُ الْمُشْتَاقِينَ )) .
                        [/align:1af8912e55]

                        تعليق


                        • #13
                          [align=center:26d94ad783]ذِكْرُ نُخُبٍ وَفَوَائِدَ مِنْ تَصَانِيفِ الآجُرِّيِّ
                          ــــــ
                          هَذِهِ نُخُبٌ فَرِيدَةٌ ، وَلَطَائِفُ سَدِيدَةٌ ، انْتَقِيْتُهَا مِنْ أَفْخَمِ تَصَانِيفِهِ وَأَرْوَعِهَا ، الَّذِي أَوْدَعَهُ أُصُولَ السُّنَّةِ فَأَحْكَمَهَا وَأَبْدَعَهَا ، أَلا وَهُوَ

                          ـــــــــــ
                          ذَكَرَ فِيهِ جُمْلَةً مِنْ أَحَادِيثِ الْفِتَنِ ، مِنْهَا :
                          حَدَّثَنَا أبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عًبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِـدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَـنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنَاً كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً ، وَيُمْسِي مُؤْمِنَاً وَيُصْبِحُ كَافِرَاً ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي )) ، قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ ، قَالَ : (( كُونُوا أَحْلاسَ بُيُوتِكُمْ )) .
                          وقَالَ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : قَدْ ذَكَرْتُ هَاهُنَا طَرَفَاً مِنْ أَحَادِيثِ الْفِتَنِ ، لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ الْعَاقِلُ يَحْتَاطُ لِدِينِهِ ، فَإِنَّ الْفِتَنَ عَلَى وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ ، قَدْ مَضَى مِنْهَا فِتَنٌ عَظِيمَةٌ ، نَجَا مِنْهَا أَقْوَامٌ ، وَهَلَكَ فِيهَا أَقْوَامٌ بِاتِّبَاعِهِمْ الْهَوَى ، وَإِيثَارِهِمْ لِلدُّنْيَا ، فَمَنْ أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ خَيْرَاً فَتَحَ لَهُ بَابَ الدُّعَاءِ ، وَالْتَجَأَ إِلَى مَوْلاهُ الْكَرِيمِ ، وَخَافَ عَلَى دِينِهِ ، وَحَفِظَ لِسَانَهُ ، وَعَرَفَ زَمَانَهُ ، وَلَزِمَ الْمَحَجَّةَ الْوَاضِحَةِ وَالسَّوَادَ الأَعْظَمَ ، وَلَمْ يَتَلَوَّنْ فِي دِينِهِ ، وَعَبَدَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَتَرَكَ الْخَـوْضَ فِي الْفِتْنَةِ ، فَإِنَّ الْفِتْنَةَ يَفْتَضِحُ عِنْدَهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَذِّرُ أُمَّتَهُ الْفِتَنَ ، فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً ، وَيُمْسِي مُؤْمِنَاً وَيُصْبِحُ كَافِرَاً )) !! .


                          ــــــــــــــ
                          ذَكَرَ فِيهِ جُمْلَةً مِنْ السُّنُنِ وَالآثَارِ فِي ذَمِّهِمْ ، وَبَيَانِ أَوَّلِ أَمْرِهِمْ ، مِنْهَا :حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ ابْنِ يُوسُفَ عَنْ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالضَّحَّاكِ الْهَمْدَانِِيِّ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قَسْمَاً ، قَالَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ : يَا رَسُولَ اللهِ اعْدِلْ ، فَقَالَ : (( وَيْحَكَ ، فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ )) ، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ ؟ ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لا ، إِنَّ لَهُ أَصْحَابَاً يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَدْعَجَ مُخْدَجٌ ، إِحْـدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ )) ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حين قَتَلَهُمْ ، فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فِي القتلَى ، فَأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الِّذِي نَعَتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
                          وَقَالَ أبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ : لَمْ يَخْتَلِفْ الْعُلَمَاءُ قَدِيْمَاً وَحَدِيثَاً أَنَّ الْخَوَارِجَ قَوْمُ سُوءٍ ، عُصَاةٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنْ صَلُّوا وَصَامُوا ، وَاجْتَهَدُوا فِي الْعِبَادَةِ ، فَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ لَهُمْ وَإِنْ أَظْهَرُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ قَوْمٌ يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ عَلَى مَا يَهْوُونَ ، وَيُمَوْهُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ .
                          وَقَدْ حَذَّرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ ، وَحَذَّرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَذَّرَنَاهُمْ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ بَعْدَهُ ، وَحَذَّرَنَاهُمْ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ .
                          وَالْخَوَارِجُ هُمْ الشُّرَاةُ الأَنْجَاسُ الأَرْجَاسُ ، وَمَنْ كَانَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ مْنِ سَائِرِ الْخَوَارِجِ ، يَتَوَارَثُونَ هَذَا الْمَذْهَبَ قَدِيْمَاً وَحَدِيثَاً ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى الأَئِمَّةِ وَالأُمَرَاءِ ويستحلون قَتْلَ الْمُسْلِمِينَ . وَأَوَّلُ قَرْنٍ طَلَعَ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ رَجُلٌ طَعَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَقْسِمُ الْغَنَائِمَ بِالْجِعْرَانَةِ ، فَقَالَ : اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ ، فَمَا أَرَاكَ تَعْدِلُ ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( وَيْلَكَ ، فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ ؟ )) ، فَأَرَادَ عُمَرُ قَتْلَهُ ، فَمَنَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَتْلِهِ ، وَأَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( أَنَّ هَذَا وَأَصْحَابَاً لَهُ ، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ )) ، وَأَمَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ بِقِتَالِهِمْ ، وَبَيَّنَ فَضْلَ مَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ .
                          ثُمَّ إِنَّهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ خَرَجُوا مِنْ بِلْدَانٍ شَتَى ، وَاجْتَمَعُوا وَأَظْهَرُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى قَدَمُوا الْمَدِينَةَ ، فَقَتَلُوا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ . وَقَدْ اجْتَهَدَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ كَانَ فِي الْمَدِينَةِ فِي أَنْ لا يُقْتَلَ عُثْمَانُ ، فَمَا أَطَاقُوا ذَلِكَ .
                          ثُمَّ خَرَجُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وَلَمْ يَرْضَوْا بِحُكْمِهِ ، وَأَظْهَرُوا قَوْلَهُمْ ، وَقَالُوا : لا حُكْمَ إِلا للهِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : كَلِمَةُ حَقٍّ أَرَادُوا بِهَا الْبَاطِلَ ، فَقَاتَلَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَأَكْرَمَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِقَتْلِهِمْ ، وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَضْلِ مَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ ، وَقَاتَلَ مَعْهُ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ ، فَصَـارَ سَيْفُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي الْخَوَارِجِ سَيْفَ حَقٍّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ .
                          [/align:26d94ad783]

                          تعليق

                          يعمل...
                          X