إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

إعادة النظر في كتابة التاريخ الاسلامي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إعادة النظر في كتابة التاريخ الاسلامي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    كنّا نود أن يكتب التّاريخ الإسلاميّ بنفس دقّة المنهجالذي دُوَِّنت به كتب الأحاديث.. ولكن تدوين التّاريخ لم يحظ بهذه العناية.. وقديرجع ذلك إلى عدّة عوامل منها: أنّ الكثير من كتب التّاريخ خضعت لهوى الحكّام, إمّـا رغبة في نوال ما عندهم، أو رهبة من سطوة الدّولة أو لميل المؤرّخ لتوجّهاتالدّولة.. حتّى إنّ الكثير من الوثائق والمُكاتبات الهامّة قد تمّ طمسها أو إخفاؤهابسبب تدخّل بعض الحكّام.. وقد تنبّه الإمام الحافظ الذّهبي لهذه الحقيقةالتّاريخيّة حيث يقول في ترجمته لعبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس الأميروأنّه ليس بحجّة: "ولعلّ الحفّاظ ربّما سكتوا عليه مُداراة للدّولة" 1(الذهبي: ميزان للذهبي ج2 ص620 ..نقلاً عن العواصم لابن الوزير ج8 ص40,41).. وهي كلمة تعضدوجهة نّظرنا هذه، كما أنّنا نرى أنّ ابن الأثير صاحب <الكامل في التاريخ> كان متحيّزا للأسرة الزّنكيّة الذّاهبة على حساب صلاح الدّين الأيّوبي.. وممّن تأثّربهذا الدّكتور حسين مؤنس في كتابيه (نور الدّين زنكي) و(صور من البطولات العربيّةوالأجنبيّة).. أو لأنّ التّاريخ كان يدوّن في فترة حكمهم.. ممّا جعل بعض علماءالتّاريخ يغضّ الطّرف عن أحداث هامة للدّولة المنصرمة بُغية تحسين فترة حكم هذهالدّولة.. وتشويه خصومها الذّين قاموا على أنقاضهم لكن حملة التّشويه بدأت فجّةقويّة في دولة بني بُويه.. هذه الدّولة الشّيعيّة الخبيثة التّي أفسدت التّاريخالإسلاميّ إلى وقتنا الحاضر. وقد استمرّت حملة التّشويه إلى أن كانت اليد الطُّولىللمستشرقين منذ قرنين في تشويه وتقبيح التّاريخ بل و تعمّدهم إبراز الحركاتالهدّامة كالزّنج والقرامطة،ودولة بني بُويه... الخ. ولمّا كنّا نمسّ هذه القضيةمسّا خفيفا فإنّنا سنوضّح الصّورة في النّقاط الموجزة التّالية:

    أولاً: الدّولة الأمويّة الأولى والثّانية : لقد تعرّضت الدّولة الأمويّة لحملة تشويه من بعض الإسلاميّين قبل المستشرقين.. ولم تنصف هذه الدّولة رغم أنّها الدّولةالأنموذج في وحدة الأمّة في تاريخ المسلمين بعد عصر الخلافة الرّاشدة، وهي حالة لمتتكرّر في حقبة من حقب التّاريخ بعد ذلك.. بل العكس تماماً.. إذ انحسر دور الخلافةشيئاً فشيئاً.. حتّى دبَّ التّمزّق والتّشرذم في صفوف المسلمين فصاروا دويلات متناحرة.. وسبب عدم الإنصاف أن كتابة التّاريخ بدأت في عصر الخصوم فقد ظهر أول كتاب في تاريخ المسلمين العام لأبي حنيفة أحمد بن داود الدّينوري (ت 282 هـ) <الأخبارالطوال> ويعتبر هذا الكتاب أقدم المصادر التّاريخيّة وهو كتاب موجز في تاريخ الإسلام حتّى أوائل الخلافة العبّاسية، لذلك هو أقرب المراجع التّي تكلّمت عن الخلافة الأمويّة، ورغم أهميّته فإنّه قد خلا من الوثائق والرّسائل التّي كانت ترسل من وإلى القوّاد وملوك الفرنجة وغيرهم.. ثمّ كتاب فتوح البلدان للبلاذري (ت 279هـ).. ثمّ ألف أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري (ت 310 هـ) كتابه <تاريخ الأمموالملوك> الذي يعتبر أغزر المصادر التّاريخيّة مادّة ويبدأ من القول في الزمان وخلق آدم وسائر الأنبياء ثم نسب النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وهجرته وغزواته و هوينتهي عند حوادث سنة 302 هـ. ثم جاء عريب بن سعيد القرطبي فوصل تاريخ الطبري إلىسنة 320هـ. هكذا فإننا نلاحظ أنّ أهمّ وأقدم الكتب التّاريخيّة بل وحركة تأليف كتب السّيرة والتّاريخ قد دوّنت كلّها في أواخر الدّولة الأمويّة وعهد العبّاسيّين علىمدار خمسة قرون. ومن ثم لا توجد مصادر مستقلّة كتبت في هذه الحقبة عن تاريخ الدولةالأمويّة، وعالجتها بإنصاف؛ اللهمّ إلا كتاب أنساب الأشراف للبلاذري.. (والحق - إن العصر الأموي عصر مظلوم - على أهميّته – تحامل عليه المؤرّخون القدامى، ولم يدرسها المؤرخون المعاصرون دراسة موضوعيّة تبرز أهميّته في الحضارة الإسلاميّة. فَتَعَصُّبُ العبّاسيين ضدهم (..) وكذلك ارتكب الأمويّون ولاسيما المتأخريّن منهم أخطاء شنيعة أدت لا إلى ذهاب دّولتهم فحسب بل إلى تشويه سمعتهم وتصويرهم بغيرصورتهم الحقيقيّة) 2(محمد ماهر حمادة (د): دراسة وثقيه للتاريخ الإسلامي ومصادرهمؤسسة الرسالة بيروت ط أولى 1408هـ ص20.).


    ثانياً: الدولة الزبيرية (63هـ إلى 73هـ)

    للأسف الشّديد أغفل المؤرّخون القدامىحقبة تاريخيّة هامّة وهي فترة حكم الدّولة الزّبيريّة؛ فتدوين الخلافة الزّبيريّةيذكر ضمن الدّولة الأمويّة مع الحركات الخارجة عن الدّولة مثل الخوارج!! رغم أن عبدالله بن الزّبير رضي الله عنه كان الخليفة الشّـرعيّ المعترف به في مصر والحجازواليمن والعراقين وخراسان وأجزاء من الشّام، وقد بُويع له بالخلافة بعد موت يزيد بنمعاوية؛ يقول الحافظ السيوطي مؤيّداً لرأي الحافظ الذّهبي: (ولم يبق خارجاً عنه إلاالشّام ومصر فإنّه بُويع بهما معاوية بن يزيد فلم تطل مدّته، فلّما مات أطاع أهلهماابن الزّبير وبايعوه، ثمّ خرج مروان بن الحكم فغلب على الشّام ثمّ مصر، واستمرّ إلىأن مات سنة خمس وستّين، وقد عهد إلى ابنه عبد الملك، والأصحّ ما قاله الذّهبي أنمروان لا يُعَدّ في أمراء المؤمنين، بل هو خارج على ابن الزّبير، ولا عهده إلى ابنهبصحيح، وإنّما صحّت خلافة عبد الملك من حين قُتِلَ ابن الزّبير، وأمّا ابن الزّبيرفإنه استمرّ بمكّة خليفة إلى أن تغلّب عبد الملك لقتاله الحجّاج (..) وخذَلَ ابنَ الزّبير أصحابّه، وتسلّلوا إلى الحجّاج فظفر به وقتله وصلبه وذلك (..) سنة ثلاثوسبعين) 3(السيوطي: تاريخ الخلفاء - دار الكتب العلمية - بيروت – ط أولى 1408هـص169.). ورغم هذا الجلاء لشرعيّة خلافة ابن الزّبير رضي الله عنه إلا أنّ كتب التاريخ قسّمت التّاريخ الإسلاميّ إلى: الخلافة الأمويّة من 41هـ إلى 132هـ،والخلافة العبّاسيّة 132هـ إلى 656هـ. وهكذا أغفل الدّارسون للتّاريخ الدّولةالزّبيريّة فلا تجدها إلاّ ضمن الفرق التّي خرجت على الأمويّين رغم أن الحقيقةالتّاريخيّة تجافي ذلك.. وبناء على ما سبق كان الأولى أن يكون التّقسيم كالتّالي:

    الخلافة الأموية الأولى من 41 هـ إلى 63 هـ.
    ثمّ الخلافة الزّبيريّة من 63 هـ إلى 73 هـ.
    ثمّ الخلافة الأمويّة الثّانية 73 هـ إلى 132 هـ.
    ثمّ الخلافة العبّاسيّة (الأولى والثانية) 132 هـ إلى 656 هـ.
    هكذا نكون قد أنصفنا هذه الخلافة المنسيّةبين سطور التّاريخ.. إذ كان لزاماً علينا أن نعيد لهذه الخلافة الزّبيريّة اعتبارهاوتكون في الصدارة التّاريخيّة بدلا من هذا النّسيان.


    دولة بني بُويه: (320 هـ إلى 477 هـ):

    هذه الدّولة الخبيثة تحتاج إلى إعادةتقويم لما جرّته من ويلات على تاريخ المسلمين، وقد تولّت هذه الدّولة كبر حملةتشويه الصّدر الأوّل من الإسلام.. فلأول مرّة تظهر الكتابات الشُّعوبيّة التّي تطعنعلى جنس العرب بل وتُشكّك في الإسلام، وتُعظّم الفرس.. أمّا عن نشأة هذه الدّولةالمنحرفة: "وظهر بنو بُويه في عالم التّاريخ الإسلاميّ في أوائل القرن الرّابع الهجريّ من خلال ذلك الغموض الذي اكتنف تاريخهم قبل ذلك (..) وإن نسب هذه الأسرةمسألة يحوطها الشكّ، الملوك والأمراء الذّين تظهر عظمتهم مرة واحدة" 4 ( حسن إبراهيم (د): تاريخ الإسلامي السياسي والديني والثقافي والاجتماعي – دار الجيل بيروت – ص43).. لذلك لا غرو أن نجد تاريخ الإسلام مشوّهاً إلى بداية عهد بني بُوية 320 هـ.. وسبب ذلك أنّ هذه الدّولة البُويهيّة كانت مكروهة لدى عامة المسلمينوخاصّتهم.. وكان النّاس يحتجّون عليهم بسيرة السّلف الصالح، وضاق بنو بُوية ذرعاُمن هذا الاحتجاج.. فظهر شعراء وكتّاب شعوبيّون حاقدون على جنس العرب, بل وعلى أهل الإسلام وذلك بإيعاز من السلّطة الحاكمة لأنّ الخليفة العبّاسيّ لم يكن له إلاالاسم فقط؛ فقد ذكر ابن خلدون في تاريخه حالة الضّنك والخراب الذي عمّ المسلمين فيعهد بني بُويه.. فليراجع (تاريخ بن خلدون الجزء الرّابع).. "إنّ آل بُويه قد اشترواضمائر أهل الطّمع، والانتفاع الشّخصيّ، من ضعفاء النّفوس، فراحوا يكيلون لهم المديحجزافاً حتى جاوزوا المقدار. هذا أبو هلال الصّابي, يضع كتاب <التّاجي> وهوسجين, وقد مرّ به بعض أصحابه فسأله فقال: ((أباطيل أُنمّقها, وأكاذيب أُلفّقها فيتاريخ آل بُويه" 5 (وليد الأعظمي: السيف اليماني في نحر الأصفهاني – دار الوفاءمصر ص65) حتى علماء النّحو تقرّبوا إليهممثل أبو عليّ الفارسيّ عالم اللّغةوالنّحو "ففي سنة 341 هـ جاء إلى حلب, إلى بلاط سيف الدّولة استدعاه إلى شيرازليؤدّب أبناء أخيه خُسْروَهْ (كسرى) فنال حظوة عند عضد الدّولة وألّف له الإيضاح والتّكملة" 6(عمر فروخ (د): تاريخ الأدب العربي – ج2 – دار العلم للملايينص537.). وهذا أبو الفرج الأصفهاني (ت 356 هـ) يؤّلف كتابه الضّخم <الأغاني> للوزير أبي الحسن محمّد بن الحسن المهلّبي.. ورغم أنّه كتاب أدب وشعر وليس كتاب تاريخ بالمعنى الاصطلاحيّ.. إلاّ أنّ هذا الكتاب كان تكأة المستشرقين والعلمانيّينوضعاف النّفوس في النّيل من تاريخ الإسلام وأهله.. وصار عمدة في تقييم التّاريخالإسلاميّ.. وجلّ حجّتهم البالغة هذه القصص والحكايات التي ذكرها الأصفهاني عنالمغنّيين وأهل الطّرب والمجون, حيث صار تاريخ السّلف الصالح إلى سنة 289 هـ عبارةعن مجموعة من المتاّمرين سفاكي الدماء.. ومجموعة من الحمقى همّهم القصف واللّهو.. هذا هو تاريخ الإسلام الذي قدّمه الأصفهاني للتاريخ لينال حُظوة آل بُويه.. ورغم أنّ أعلام المسلمين وأهل الحديث الموثوق في أمانتهم العلميّة قد فضحوا هذا الكتابوحذّروا منه.. إلاّ أنّ هناك إصراراً عجيباً من قبل الدّارسين في هذا الزّمن منعلمانيّين ومن على أشكالهم على الاعتماد عليه في كثير من تحليلاتهم المهترئة.. فهذاالحفظ أبو الفرج بن الجوزي يقول عن الأصفهاني: "وكان يتشيّع ومثله لا يوثق بروايته،فإنّه يصرّح في كتبه بما يوجب عليه الفسق, وتُهّون شرب الخمر وربّما حكى ذلك عننفسه ومن تأمّل كتاب الأغاني رأى كل قبيح ومنكر" 7(ابن الجوزي: المنتظم ج6 ص40,41) وليس هذا رأي ابن الجوزي فقط بل جمهرة علماء الأمّة كالخطيب البغدادي وابن كثيروابن تيمية وغيرهم.. "وعلى كل حال فإنّ كتاب الأغاني كُتب في عهد آل بُويه، وتناولا للغناء وما يتعلّق به مع أخبار شائنة منذ الجاهليّة إلى عهد الخليفة المعتضد بالله المتوفّى سنة 289 هجرية، وسكت عمّا بعد ذلك فهل انقطع الغناء؟ أم أنّه أراد أن يسكتقبل مجيء العهد البُويهي، لئلا يضطر إلى ذكر أشياء قبيحة لا يحسن ذكرها؟ لذلك نال الكتاب رضا آل بُويه، واتّفق مع رغبتهم وهواهم في تشويه تاريخنا، والدسّ والافتراءوالكذاب على آل البيت النّبوي الشّريف، وعلى الأمويّين، وعلى أعلام أمّتنا ولذلك كان عضد الدّولة البُويهي لا يفارق كتاب الأغاني" 8(السيف اليماني ص70).
    وبعد.. إنّ كتابة التّاريخ الإسلاميّ تعرضت لتشويه متعمد من قبل السلطة وكانالإخباريّون والشّعراء أدوات السلطة في حملة التّشويه.


    الدّولة المملوكيّة: (648 هـ إلى 923 هـ) هذه الدّولة قد تعرّضت لحملة تشويه لكلّ من هبّ ودبّ في كتابة التّاريخ، وصارت أنموذج الانحطاط الحضاريّ والأدبيّواللّغويّ حتّى وصمت بكلّ الموبقات.. فلا تجد نقيصة إلاّ في العهد المملوكيّ.. علىسبيل المثال:- يقول شاعر علمانيّ (أحمد عبد المعطي حجازي) في مقال له في جريدةالأهرام المصريّة بتاريخ 1996/6/26: (وكذلك في عصور الانحطاط التي شهدها الأدب العربيّ في العصر المملوكيّ؛ ففي هذا العصر الذّي تراجع فيه الشعر وتدهورت الكتابة...). مع أن هذا العصر الإسلاميّ شهد أعظم المعارك وأشدّها على الأمم الكافرة.. وفيه انتهت أسطورة التّتار ذلك الجيش المغوليّ الذي لا يقهر وكانت مقبرتهفي عين جالوت.. وكانت نهاية الصّليبيّين على يد المماليك أيضاً.. لقد كانت نهايةالغطرسة والتّهاون بهيبة المسلمين على يد سيف الدّين قطز، وبيبرس البندقداريّ (ت 676 هـ) والأشرف خليل قلاوون (ت 693 هـ) هؤلاء السلاطين المماليك هم الذين دوّخواالأمم الكافرة واستعادوا هيبة وعظمة الإسلام.. فلولا أنّ الله رحم الأمة بهؤلاءالمماليك لدخل التتار مصر.. وأوروبا نفسها مدينة لهؤلاء المماليك.. فلولا عين جالوت لزحف التّتار على العالم.. فهؤلاء المماليك هم الذين أوقفوا ذلك المارر المدمّرالذي كاد أن يبيد حضارة الإسلام بل والعالم أجمع.. فلماذا الهجوم التشويه؟.. مما لاشكّ فيه أنّنا نكون مخطئين إذا تصوّرنا أنّ عصر المماليك كعصر الصّحابة أو الخلافةالرّاشدة أو حتى العصور الإسلامية الأولى النقية.. ولكن يجب أن ننظر إلى تقويم هذاالدّولة من خلال الظّرف التّاريخيّ الذي وجدت فيه.. فحالة الفوضى وتوالي الهزائم على المسلمين.. أفقدتهم الثّقة بأنفسهم وكادت أن تفقدهم الثّقة في دينهم.. فيكفي هؤلاء المماليك فخراً أنّهم هم الذين أعاد الله على أيديهم الثّقة في نفوس المسلمين..هذا من النّاحية العسكريّة. أمّا على الجانب الأدبيّ والتّاريخيّ واللّغويّ فعصر المماليك هو عصر الموسوعات التّاريخيّة الكبرى.. عصر المماليك هوالذي حفظ لنا تاريخ الإسلام الذي كاد أن يندثر في الحروب الصليبية والهجوم المغوليّالمدمّر.. وهذه عينة من علماء ذلك العصر.. ابن منظور، القلقشندي،الفيروز آبادي،المقريزي، خليل أيبك الصفدي، ابن خلدون، ابن تغري بردي، ابن تيمية، ابن جماعة، ابنشاكر الكتبي، ابن شاهين الظاهري، ابن دقماق، ابن إياس،ابن بنت الأعز، البقاعي، ابن الجزري، الداودي،ابن بطوطة، ابن حبيب، النعيمي، ابن الفرات، ابن الرفعة، ابن طولون، ابن قاضي شهبة، قاسم بن قطلوبغا، ابن كثير، ابن العديم، ابن عبد الظاهر،ابنالفرات، النويري، السّبكي وابنه، الذّهبي، ابن القيم، ابن رجب، ابن حجر العسقلاني،بدر الدين العيني، السخاوي، السّيوطي .. الخ القائمة طويلة.. لو أردنا أن نفرد لكل عالم منهم ترجمة لاحتجنا إلى عدة مجلدات.

    أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنايا جرير المجامع


    هؤلاء هم علماء الأمة الذين نأخذ عنهم ونفتخر بهم.. بل وتتشرف أيّ أمّةبأسمائهم.. وكتبهم ملأت الدّنيا بعلومهم الغزيرة ومنهجهم القويم.. هؤلاء العلماءكانوا في عصر المماليك تلك الدّولة المفترى عليها..
    صفوة القول بعد هذا التطواف السريع نقول: بعيداً عن حكايات الإخباريّين غيرالموثوقة وقصص الوضّاعين وموتوري النّفوس؛ نستطيع أن نقرأ التّاريخ بعيون جديدةونظرات موضوعيّة، ولكن علينا أن لا ننسى أنّ تاريخنا هو تاريخ بشريّ؛ فهو حركة حياةتعجّ بكلّ ما في الإنسان من إرادات وشهوات ورغبات، ولكن كان علينا أن ننظر إلىالتّاريخ بقراءة العلم لا بقراءة الحكايات ولا بنفوس متربصة حاقدة وموتورة.


    منقول

  • #2
    جزاك الله خيرا

    تعليق


    • #3
      وجزاك أخي

      تعليق


      • #4
        ما شاء الله .. جهد قيم تشكرون عليه
        جزاكم الله خيراً بارك الله فيكم

        تعليق


        • #5
          وجزاك وبارك فيك

          تعليق

          يعمل...
          X