إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

شعار الحج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شعار الحج

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد: فهذا درس نافع بإذن الله لإحدى الأستاذات السلفيات بعنوان:
    شعار الحج
    أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وأن يرضا عنا..
    ***
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
    إن للحج مناسك وأفعال تلقاها المسلمون جيلًا بعد جيل عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم القائل: (لتأخذوا عني مناسككم)[1] وقد اختار الله عز وجل لهذه المناسك والأفعال ذكرًا جُعِل لها شعارًا، فما ينتقل الحاج من ركن إلى ركن إلا صدع لسانه بها.
    وهذا الذكر كما وَضَح لديكم التلبية، ولفظه كما قال ابن عمر- رضي الله عنهما-: "تلبية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).[2]
    قال الإمام ابن قيم –رحمه الله تعالى- في بيان أن التلبية شعار الحج:( أنها-التلبية- جعلت في الإحرام شعارًا لانتقال من حال إلى حال، ومن منسك إلى منسك، كما جعل التكبير في الصلاة للانتقال من ركن إلى ركن، ولهذا كانت السنة أن يلبي حتى يشرع في الطواف فيقطع التلبية، ثم إذا سار لبى حتى يقف بعرفة فيقطعا، ثم يلبي حتى يقف بمزدلفة فيقطعها، ثم يلبي حتى يرمي جمرة العقبة فيقطعها، فالتلبية شعار الحج والتنقل في أعمال المناسك، فالحاج كلما انتقل من ركن إلى ركن قال: (لبيك اللهم لبيك) كما أن المصلي يقول في انتقاله من ركن إلى ركن: الله أكبر، فإذا حل من نسكه قطعها كما يكون سلام المصلي قاطعًا لتكبيره).
    ومن تأمل هذه الكلمات وما حوته من معاني تبين له عظمتها، والحكمة من جعلها شعارًا.
    فهذه الكلمات أطلق عليها جابر رضي الله عنه –التوحيد- قال: "حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد" فهذه الكلمات هي شعار ملة إبراهيم عليه السلام، الذي هو روح الحج ومقصده بل روح العبادات كلها والمقصود منها، وهو الذي دعت إليه جميع الرسل، قال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[3]
    فضلها:
    مع عظمة هذه الكلمات كان لها من الفضائل ما علا به قدرها
    - فعن سهل بن سعد الساعدي عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: ( ما من ملبي يلبيإلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا([4]
    المدر: هو الطين المستحجر.
    قوله: ( حتى تنقطع الأرض ): أي تنتهي.
    قوله: ( من ههنا وههنا ): إشارة إلى المشرق والمغرب، والمقصود إلى منتهى الأرض.
    قال الإمام السندي في حاشيته:
    "فإن قلت : أي فائدة للمسلم في تلبية الأحجار وغيرها مع تلبيته؟
    قلت: إتباعهم في هذا الذكر دليل على فضيلته وشرفه ومكانته عند الله إذا ليس إتباعهم في هذا الذكر إلا لذلك. على أنه يجوز أن يكتب له أجر هذه الأشياء لما أن هذه الأشياء صدر عنها الذكر تبعًا، فصار المؤمن بالذكر كأنه دال على الخير والله أعلم"
    - وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: (العج والثج)[5]
    أفضل: أي أكثر ثوابًا.
    العج: رفع الصوت بالتلبية.
    الثج: سيلان دماء الهدي.
    - وعن زيد بن خالد الجهني قال: أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: ( جاءني جبريل فقال: يا محمد! مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية، فإنها من شعار الحج ).[6]
    وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يصرخون بها حتى تبح أصواتهم.
    معنى التلبية:
    لن يصل الملبي لاستشعار مكانة هذه التلبية ولا ينطق قلبه بها إلا بعد الوقوف على معانيها
    قال الإمام ابن قيم –رحمه الله تعالى-: ) وأفضل الذكر وأنفعه ما وأطأ القلب اللسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه، ومقاصده ) فإذا اجتمع للحاج لزوم التلبية، وفهم معناها، وحضور قلب عند ذكرها، فقد كمل نصيبه من الخير.
    ومعناه كما يلي:
    قوله: ( لبيك ): كلمة يراد بها معنيان:
    - إجابة بعد إجابة: ويدل عليه: والدليل على هذا ما ورد في الصحيح: ( أن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبيك ).
    - إقامة بعد إقامة: ويدل عليه: أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان إذا رأى أمر من أمور الدنيا يعجبه يقول:( لبيك إن العيش عيش الآخرة ).
    والمعنى: إجابة لدعائك مرة بعد مرة، ويقتضي ذلك سرعة الإجابة على الدوام[7]، والانقياد[8] الكامل مع المحبة[9] والذل المطلق لله عز وجل، والإخلاص[10] التام له، طالبًا بذلك القربى[11] من الله تعالى.
    فإذا قال قائل: أين النداء من الله حتى يجيبه بقوله (لبيك)؟
    قلنا: هو قوله تعالى:{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً}[12] فهذا دعاء من الله على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام.
    قوله ( اللهمّ ): أي يا الله؛ فهو أسلوب نداء؛ ولأن العرب تحب التخفيف لما تكرره حذفت ياء النداء وعوض عنها بميم الجمع في آخر اللفظ؛ والجمع في الميم يراد به جمع الداعي قلبه على الدعاء.
    قوله: ( لبيك ): الثانية من باب التوكيد، فيكرر ويؤكد أنه مجيب لربه مقيم على طاعته،وكلما أجبته ازددت إيمانًا به وشوقًا إليه؛ فكان التكرير مقتضى الحكمة، ولهذا ينبغي أن تستشعر وأنت تقول (لبيك) نداء الله عز وجل لك، وإجابتك إياه.
    فالملبي يقول: يا الله أنا أجيبك إجابة بعد إجابة، وأنا ذليل منقاد خاضع لأمرك، مداوم على طاعتك بانشراح صدر ومحبة، وغايتي بذلك القربى إليك.
    قوله: ( لا شريك لك لبيك ):
    أي: لا شريك لك في كل شيء، لا شريك لك في ملكك، ولا شريك لك في ألوهيتك، ولا شرك لك في أسمائك وصفاتك، ولا شريك لك في كل ما يختص بك. ومنها إجابتي هذه الإجابة، فأنا مخلص لك فيها ما حججت رياءً ولا سمعة ولا مال، ولا لغيرك إنما حججت لك ولبَّيت لك فقط.
    قوله: ( إن الحمد والنعمة لك والملك ):
    ( الحمد ): وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيمًا.
    كأنك تقول: إن جميع المحامد لك يا رب، ولا يمكن أن تستغرق جميع المحامد إلا لمن كان موصوفًا بأوصاف الكمال من أولها إلى آخرها، ولا يمكن أن يتصف أحد بصفات الكمال إلا الرب الإله المعبود الذي خلق الخلق وأسدى لهم جميع النعم الظاهرة والباطنة.
    فالحمد مولد من المحبة والتعظيم، ويتضمن إخبارك بالحمد إثبات كل كمال لله عز وجل.
    ( النعمة ) أي: الإنعام فالنعمة لله.
    والنعمة تشمل كل إنعام الله عز وجل، فتشمل:
    - النعم الدينية من القرآن والشرع.
    - والنعم الدنيوية كالصحة المال والجمال.
    فقولك: ( إن الحمد والنعمة لك ): إقرار منك بإنعام الله عز وجل وأفضاله عليك مما يحدوك على شكره على هذه النعم ظاهرًا وباطنًا، وذلك بأن تشكره
    - بقلبك اعترافا بمنة الله عليك وأن لا حول ولا قوة لك إلا به.
    - وبلسانك.
    - وبجوارحك بتعبيدها لربها وخالقها سبحانه وتعالى.
    ( الملك ): شامل لملك الأعيان وتدبيرها، وهذا تأكيد بأن الحمد والنعمة لله لا شريك له.
    قوله: ( لا شريك لك ): هذا تأكيد بعد تأكيد لبيان مقام التوحيد، والمعنى لا شريك لك في أي شيء من خصائصك وبالخصوص في إجابة هذه الدعوة.
    وبهذا يتبين عظمة هذه الكلمات وأنها مشتملة على التوحيد كله. ومع الأسف تسمع بعض الناس يقولها وكأنها أزاهيج يرددها ولا يدري معناها، والأشد من ذلك من يقولها وقلبه معلق بغيره خوفًا، ومحبة،ورجاًء.
    نسأل الله البصيرة في دينه، والعمل بما يرضيه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.



    [1] "صحيح مسلم" (كتاب الحج/باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا، وبيان قوله صلى الله عليه وسلم:(لتأخذوا عني مناسككم"/3137)

    [2][2] "صحيح البخاري"(كتاب الحج/باب التلبية/1549)

    [3][ الأنبياء:25]

    [4] سنن ابن ماجة"(كتاب المناسك/باب التلبية/2921)صححه الألباني.

    [5] "سنن ابن ماجة"(كتاب المناسك/باب رفع الصوت بالتلبية/2924)صححه الألباني.

    [6] "سنن ابن ماجة"(كتاب المناسك/باب رفع الصوت بالتلبية/2922)صححه الألباني

    [7] مأخوذ من: لب بالمكان: إذا أقام به ولزمه. فكأنك تقول: أنا مقيم على طاعتك يا رب ملازم لها.

    [8] الانقياد مأخوذ من لبَّبت الرجل: إذا قبضت على تلابيبه. والمعنى: انقدت لك يا رب، وسعت نفسي لك خاضعة ذليلة، كما يفعل بمن لُبب بردائه، وقبض على تلابيبه.

    [9] من قولهم: امرأة لبة: إذا كانت محبة لولدها، ولا يقال لأحد لبيك إلا إذا كنت محبًا له.

    [10] الإخلاص: كأنما أخذت من لب الشيء وهو خالصه، ومنه لُب الرجل: وهو عقله وقلبه.

    [11] الاقتراب: كأنما مأخوذ من الإلباب الذي هو بمعنى الاقتراب، أي: اقترب إليك اقتراب بعد اقتراب.

    [12] [الحج:27]
يعمل...
X