إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مجلس مذاكرة نظم الورقات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    السلام عليكم
    هنا صدق تعريف ابن قدامة على أنه توعد بالعقاب [ الذي هو أنه لا يجد عرف الجنة ] على ترك طلب العلم لله في قوله [ إلا ليصيب به ‏عرضا ‏ ‏من الدنيا ] .
    من: مبتدأ
    جملة " لا يتعلمه ... " قيد ( هذا ندرسه في باب الخاص )
    وجملة " لم يذق .." خبر المبتدإ، وعلى هذا فالحكم على من طلب العلم لغير الله

    كيف ذلك و هو يقول صلوات ربي وسلامه عليه لا صلاة له .

    إلا إذا كنت تقصد [لا صلاة له ليست وعيدا]
    " لا صلاة له " هذا نفي للصحّة ولا وعيد فيه، لكن كما قلت سابقا الحديث يدلّ على الوجوب لكن لا بُدّ من مُقدّمات وأمّا منطوقه فلا يدُلُّ على الوجوب والله أعلم.

    وأما السؤال الثاني فتذكر هل العبادة فاسدة أو لا مع ذكر الدليل ووجه الدلالة إن أمكن.

    تعليق


    • #32
      محاولة أخرى

      يجب عليك أن تتحمل جهلنا فنحن مبتدؤون في هذا الباب .

      رجل صلى الظهر بدون وضوء

      صلاته فاسدة لأن الني صلى الله عليه وسلم قال : " لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ " و وجه الدلالة أنه صلى الله عليه وسلم نفى قبول الله لصلاة العبد إذا كان محدثا حتى يتوضأ و نفي القبول يستلزم نفي الصحة إذن هي عبادة فاسدة .

      أرجو منك أن تقيم إجابتي .

      تعليق


      • #33
        السلام عليكم ورحمة الله
        يجب عليك أن تتحمل جهلنا فنحن مبتدؤون في هذا الباب .
        أولا: أنا لم يضق صدري لا منك ولا من غيرك، لكنني لا أريد الحديث في ما لم نتناوله بعد من المتن لكي لا أشوش عليكم وقد قيل: " من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه "

        ثانيا: أنا لا أرضى مثل هذه العبارات، ثمّ إن المؤمن الأصل فيه أن تكون همته عالية ولذلك لا ينبغي له أن يصف نفسه بمثل " أنا لا أفهم " ونحوها فإنها لا تزيده إلا وهنا والنبي صلى الله عليه وسلم يحب التفائل ويحثنا على تطييب ألسنتنا فعن عائشة رضي الله عنها أنه قال (( لا يقُولنَّ أحدكم خبُثَت نفسي ولكن ليقُلْ لقِسَت نفسي )).

        وأخيرا: إجابتك صحيحة.

        والله أعلم

        تعليق


        • #34
          رجل باع سلعة بعد أذان الجمعة

          عقده فاسد لأنه الله عز وجل يقول في كتابه العظيم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) الجمعة/9 و وجه الدلالة أن الله عز وجل أمرنا أن نجيب إلى صلاة الجمعة و نهانا عن البيع و الشراء في ذلك الوقت بقوله " و ذروا البيع " و نهي عنه يقتضي الفساد إذن هو عقد فاسد .

          تعليق


          • #35
            المقدّمة المنطِقيّة

            السَّلام عليْكُم ورحْمَة الله

            وَالعِـلْمُ لَفْـظٌ لِلْعُمُومِ لَـمْ يَخُصْ *** لِلْفِقْـهِ مَفْهُـومًا بَلِ الفِقْــهُ أَخَصْ
            وَ عِلْمُنَـا مَعْرِفَــةُ الْمَعْـلُــــــــــــــــــومِ *** إِنْ طَـابَقَتْ لِوَصْفِـهِ الْـمَحْـــــتُـومِ

            وَ استئنافية العِـلْمُ مبتدأ لَفْـظٌ خبر لِلْعُمُومِ أي عامّ فله أفراد كثيرة يصدق عليها كالنحو والرياضيات والتفسير ... إلخ لَـمْ يَخُصْ
            الجملة في محلّ رفع نعت لـ " لفظ " لِلْفِقْـهِ مَفْهُـومًا بَلِ حرف إضراب الفِقْــهُ أَخَصْ من العلم، إذا كلّ فقه علم وليس كل علم فقه. وَ عِلْمُنَـا أي علمُ المخلوقين، وأمّا علم الله فلا يدرك وبالتالي فلا يُحَدُّ، والعلم لُغَةً: نقيضُ الجهل، يُقالُ ( علِمْتُ الشَّيء أعْلَمُه عِلْمًا إذا عرفْتُهُ ) اصْطِلاحًا: مَعْرِفَــةُ الْمَعْـلُــــــــــــــــــومِ *** إِنْ طَـابَقَتْ لِوَصْفِـهِ الْـمَحْـــــتُـوم.
            معرفة: أي الإدراك، فخرج الجهل البسيط لأنه ليس بإدراك المعلوم: هذا فيه دوْرٌ: إذا قيل لك ما العلم ؟ قلت: إدراك المعلوم فيقال لك: ما المعلوم ؟ فتقول: ما يُعْلم... فما العلم ؟ ... إلخ. إن طابقت هذه المعرفة لوصفه: فخرج ما لم يطابق الواقع وهو الجهل المركّبُ
            الْـمَحْـــــتُـوم: نعت، اسم مفعول من حتَم يحْتِم حتْما، يقال: (حتَم الله الأمْر إذا قَضاه) والحتْم هو الواجب اللازم.
            وصحَّحَه الشيخ العثيميين فقال: العِلْمُ هو معْرِفة الشَّيْءِ على حقِيقَتِهِ.
            ثمَّ شرع النّاظم في تعريف نقيض العلم وهو الجهل فقال:
            وَالْجَـهْلُ قُـلْ تـَصَوُّرُ الشَّيءِ عَلَى *** خِـلَافِ وَ صْفِـهِ الَّذِي بِـــهِ عَلَا
            وَقِيـلَ حَـدُّ الْجَهْلِ فَقْـدُ الْعِـلْــــــــمِ *** بَسيِطًـا اوْ مُرَكَّبـًـا قَــدْ سُمِّـــي
            بَسِيطُـهُ فِي كُلِّ مَـا تَحْتَ الثَّـــرَى *** تَرْكِيبُــهُ فِي كُلِّ مَــا تُصُـــــوِّرَا
            وَأمّا الْجَـهْلُ فقُـلْ هُوَ تـَصَوُّرُ أي إدْراك الشَّيءِ عَلَى خِـلَافِ وَصْفِـهِ الَّذِي بِـــهِ عَلَا أيْ ظهَر، وظاهره أنّه إن لم يدركه فليس بجاهل فأثبت الناظم مرتبة بين العلم والجهل.
            وَقِيـلَ صيغة تمريض، ظاهرهُ أنَّه يُضعِّف هذا القول، ولكنَّ النّاظم رجَّحه بدليلِ البيتِ الَّذي يَلِيه فدلّ أنَّ قولهُ " قيلَ " لا مفهوم لهُ حَـدُّ أي تعريفُهُ الْجَهْلِ فَقْـدُ الْعِـلْــــــــمِ مُطْلقا سواء كان بَسيِطًـا والأفضل أن نُسمِّيه أمِّيَّةً كما ورد في القرآن [ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ] اوْ مُرَكَّبـًـا قَــدْ للتَّحقيق سُمِّـــي كذلك، بتخفيف الياء للضَّرورةِ. فمثلا لو سألْت شخْصا: هل صلاة الفجر واجبة ؟ فقال: نعم، هي واجبة فهْوَ جاهل على التعريفين. وأمّا إذا قال: لا أعلم فليس بجاهل على الأوّل وجاهل على التعريف الأخير.
            بَسِيطُـهُ والضَّمير يعود الجهل، فِي كُلِّ: جار ومجرور متعلَّق بمحذوف خبر المبتدإ مَـا تَحْتَ الثَّـــرَى أي التراب، فالجهل البسيط هو جهلنا بالأمور الحسِّيّة، وأمّا تَرْكِيبُــهُ فِي كُلِّ مَــا تُصُـــــوِّرَا يعني: أنه يكون في كُلِّ شيء أُدرِك على خلاف حقيقته. ثمَّ شرع في ذكر طرق تحصيل العلم فقال:
            وَالْعِـلْمُ إِمَّـا بِـاضْطِرَارٍ يَحْصُــلُ *** أَوْ بِاكْتِسَــابٍ حـاصِــلٌ فَـالْأَوَّلُ
            كاَلْمُسْتَفَـادِ بِالْحَـوَاسِ الْخَمْـسِ *** بِالشَّـمِّ أَوْ بِالــذَّوْقِ أَوْ بِاللَّـمْسِ
            وَالسَّمْـعِ والْإبْصَــارِ ثُمَّ التَّـالِي *** مَـا كَانَ مَـوْقُـوفًـا عَلَى اسْتِدْلَالِ
            وَحَـدُّ الاسْتِـدْلَالِ قُلْ مَا يَجْتَـلِبْ *** لَنَــا دَلِيــلًا مُرْشِـدًا لِمَـا طُلِــــبْ

            وَالْعِـلْمُ الذي سبقَ تعريفُهُ إِمَّـا بِـاضْطِرَارٍ والاضطرار الاحتياج إلى الشيء يَحْصُــلُ وهذا العلم الضَّروريُّ أي الذي لا يمكن أن تدفعه. مثال ذلك: حاول أن تُقْنع نفسك بأنً الواحد أكبر من الاثنين، لن تستطيع وأقْطع منه " الله موجود " هذا وغيره لا يمكنك دَفعُهُ أَوْ للتنويع بِاكْتِسَــابٍ مصدر اكْتسب يكتسِب، قال سيبويه ( كسب أصاب واكْتسب تصرَّف واجتهد ) حـاصِــلُ. إذا فالعلم النَّظري يحصُلُ بعد نظرٍ بخلاف العلم الضَّروري.
            فَـإذا سألتَ عن طريقة تحصيل كلٍّ منها فأقول لك أنَّ الْأَوَّلُ
            كـالعلمِ اَلْمُسْتَفَـادِ بِسبب إحدى الْحَـوَاسِ الْخَمْـسِ بِالشَّـمِّ بَدَلٌ بعض من كلٍّ أَوْ بِالــذَّوْقِ أَوْ بِاللَّـمْسِ وَ بسبب السَّمْـعِ أو بسبب الْإبْصَــارِ ثُمَّ التَّـالِي، أي العلم النّظري مَـا علمٌ كَانَ تحْصِيلُهُ مَـوْقُـوفًـا عَلَى اسْتِدْلَالِ أي أنَّه لا يحْصُلُ دُفعة واحدة كالعلم الضَّروري وإنَما يحصل بعد نظر وتفكُّر واستدلال،وَحَـدُّ تعريف الاسْتِـدْلَالِ استفعال من دلَّ يدُلُّ دلالة أي طلب الدَّلالة قُلْ أيُّها الأصُوليُّ مَا أي شيء يَجْتَـلِبْ أي ساقَهُ لَنَــا نحن معشر البشر دَلِيــلًا وأمَّا الدَّليل فهو ما كان مُرْشِـدًا لِمَـا طُلِــــبْ أي للمطلوب.
            وَالظَّـنُّ تَجْوِيْزُ امْـرِئٍ أَمْـرَيْــنِ *** مُرَجِّـــــحًــا لأَحَـــدِ الْأَمْــرَيْـنِ
            فَـالَّرَاجِـحُ الْمَـذْكُورُ ظَنًّا يُسْمَى *** وَالطَّـرَفُ الْمَرْجُـوحُ يُسْمَى وَهْمَــــا
            وَالشَّكُّ تَجْوِيْزٌ بِـلَا رُجْحَـــــانِ *** لِوَاحِـدٍ حَيْثُ اسْـتَـوَى الْأَمْـرَانِ
            أَمَّـا أُصُولُ الْفِقْـهِ مَعْنًى بِالنَّظَرْ *** لِلفَـنِّ فِي تَعْرِيفِــــهِ فَالْمُعْتَبـَرْ
            فِي ذَاكَ طُـرْقُ الفِقْـهِ أَعْنِي الْمُجْمَلَهْ *** كَـالْأَمْرِ أَوْ كَــالنَّهْيِ لَا الْمُفَصَّـلَهْ
            وَكَيْفَ يُسْتَـــدَلُّ بِالْأُصُــولِ *** وَالْعَــالِمُ الَّـذِي هُوَ الأُصُــولِي
            وَأمّا الظَّـنُّ مصدر ظنَ يظُنُّ ظنًّا تَجْوِيْزُ امْـرِئٍ وُقُوعَ أَمْـرَيْــنِ حال كونه مُرَجِّـــــحًــا لأَحَـــدِ الْأَمْــرَيْـنِ. فَـالَّرَاجِـحُ الْمَـذْكُورُ في البيت السَّابق، أي الَّذي رجَّحْتُهُ في ظنِّك ظَنًّا يُسْمَى عند الأصوليين وَالطَّـرَفُ الْمَرْجُـوحُ يُسْمَى وَهْمَــــا. وَإذا سُئلْت عن الشَّكُّ فقُلْ أيُّها الأصوليُّ:" هُوَ تَجْوِيْزٌ بِـلَا رُجْحَـــــانِ لِوَاحِـدٍ منهما " حَيْثُ وذلك لأنّه اسْـتَـوَى إمكانيَّة وقوع كلٍّ منَ الْأَمْـرَانِ. ثمَّ شرع الناظم في تعريف " أصول الفقه " بالنظر لكونه لقبا لهذا الفن أي بعْد نقلِه أي بعد نقله من أصل وضعه في اللغة، قال ابن مالك:
            ومِــــنْهُ منْقُـــــــولٌ كــــفَضْلٍ وأسَدْ *** وذُو ارْتِــــجالٍ كــسُعادى وأُدَدْ
            أَمَّـا علمُ أُصُولُ الْفِقْـهِ فالمَعْنًى المسْتفادُ بِالنَّظَرْلِكوْنِه لقبا للفَـنِّ فِي تَعْرِيفِــــهِ فَالْمُعْتَبـَرْ أي فالمعتبر في تعريفه
            فِي ذَاكَ طُـرْقُ الفِقْـهِ أَعْنِي القواعدَ الْمُجْمَلَهْ كَـالأحكام المتعلِّقة بالْأَمْرِ أَوْ كَــالأحكام المتعلِّقة بالنَّهْيِ والتي ستُذْكرُ في أبوابها لَا الْمُفَصَّـلَهْ كإيجاب الصّلاة أو إيجاب التوحيد ...إلخ.
            وَكَيْفَ يُسْتَـــدَلُّ بِالْأُصُــولِ أي كيف نتعامل مع النصوص إذا وقع تعارضٌ وَسِمَةُ الْعَــالِمُ الَّـذِي يستدِلُّ بهذه الأصول وهُوَ العالِمُ الأُصُــولِي.
            إذًا فأصول الفقه هيَ أدلَّة وقواعد الفقهِ الإجماليَّة لا التفصيلية.
            ***
            بالنسبة للتطبيقات، مازال لدينا بعض الأمثلة التي لم يُجب عليها بعد

            تعليق


            • #36
              بارك الله فيك أخي ونفع بك!!
              وأقول دفعًا لأي توهم فإن قولك:
              كان بَسيِطًـا والأفضل أن نُسمِّيه أمِّيَّةً كما ورد في القرآن [ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ]

              فهذا وإن كانت تشمله الآية، لكن معناها في الآية أوسع بكثير من هذا المعنى، وقد نبه على هذا أبو العباس ابن تيمية-رحمه الله- وانظر مج 25\166-172، وأنقل منه طرفًا حيث قال:
              فَإِذَا تَبَيَّنَ أَنَّ التَّمَيُّزَ عَنْ الْأُمِّيِّينَ نَوْعَانِ " فَالْأُمَّةُ الَّتِي بُعِثَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَاهُمْ الْعَرَبُ وَبِوَاسِطَتِهِمْ حَصَلَتْ الدَّعْوَةُ لِسَائِرِ الْأُمَمِ ؛ لِأَنَّهُ إنَّمَا بُعِثَ بِلِسَانِهِمْ فَكَانُوا أُمِّيِّينَ عَامَّةً لَيْسَتْ فِيهِمْ
              مَزِيَّةُ عِلْمٍ وَلَا كِتَابٍ وَلَا غَيْرِهِ مَعَ كَوْنِ فِطَرِهِمْ كَانَتْ مُسْتَعِدَّةً لِلْعِلْمِ أَكْمَلَ مِنْ اسْتِعْدَادِ سَائِر الْأُمَمِ . بِمَنْزِلَةِ أَرْضِ الْحَرْثِ الْقَابِلَةِ لِلزَّرْعِ ؛ لَكِنْ لَيْسَ لَهَا مَنْ يَقُومُ عَلَيْهَا فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ كِتَابٌ يَقْرَءُونَهُ مُنَزَّلٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كَمَا لِأَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا عُلُومٌ قِيَاسِيَّةٌ مُسْتَنْبِطَةٌ كَمَا لِلصَّابِئَةِ وَنَحْوِهِمْ . وَكَانَ الْخَطُّ فِيهِمْ قَلِيلًا جِدًّا وَكَانَ لَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ مَا يُنَالُ بِالْفِطْرَةِ الَّتِي لَا يَخْرُجُ بِهَا الْإِنْسَانُ عَنْ الْأُمُوَّةِ الْعَامَّةِ . كَالْعِلْمِ بِالصَّانِعِ سُبْحَانَهُ وَتَعْظِيمِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَعِلْمِ الْأَنْوَاءِ . وَالْأَنْسَابِ وَالشِّعْرِ . فَاسْتَحَقُّوا اسْمَ الْأُمِّيَّةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ . كَمَا قَالَ فِيهِمْ : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ } وَقَالَ تَعَالَى : { وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ } فَجَعَلَ الْأُمِّيِّينَ مُقَابِلِينَ لِأَهْلِ الْكِتَابِ . فَالْكِتَابِيُّ غَيْرُ الْأُمِّيِّ . فَلَمَّا بُعِثَ فِيهِمْ وَوَجَبَ عَلَيْهِمْ اتِّبَاعُ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْكِتَابِ وَتَدَبُّرِهِ وَعَقْلِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ - وَقَدْ جَعَلَهُ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَعَلَّمَهُمْ نَبِيُّهُمْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ - صَارُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَعِلْمٍ . بَلْ صَارُوا أَعْلَمَ الْخَلْقِ وَأَفْضَلَهُمْ فِي الْعُلُومِ النَّافِعَةِ وَزَالَتْ عَنْهُمْ الْأُمِّيَّةُ الْمَذْمُومَةُ النَّاقِصَةُ وَهِيَ عَدَمُ الْعِلْمِ وَالْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ إلَى أَنْ عَلِمُوا الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَأُورِثُوا الْكِتَابَ .صَارَتْ هَذِهِ الْأُمِّيَّةُ : مِنْهَا مَا هُوَ مُحَرَّمٌ . وَمِنْهَا مَا هُوَ مَكْرُوهٌ وَمِنْهَا مَا هُوَ نَقْصٌ وَتَرْكُ الْأَفْضَلِ . فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْفَاتِحَةَ أَوْ لَمْ يَقْرَأْ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ تُسَمِّيهِ الْفُقَهَاءُ فِي بَابِ الصَّلَاةِ أُمِّيًّا . وَيُقَابِلُونَهُ بِالْقَارِئِ كَمَا قَالَ فِيهِمْ : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } فَكَانُوا أُمِّيِّينَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ . فَلَمَّا عَلَّمَهُمْ الْكِتَابُ وَالْحِكْمَةَ قَالَ فِيهِمْ : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } وَقَالَ تَعَالَى { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } { أَنْ تَقُولُوا إنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ } { أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ } وَاسْتُجِيبَ فِيهِمْ دَعْوَةُ الْخَلِيلِ حَيْثُ قَالَ : { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } وَقَالَ : { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } . فَفَيَقُولُونَ : لَا يَصِحُّ اقْتِدَاءُ الْقَارِئِ بِالْأُمِّيِّ . وَيَجُوزُ أَنْ يَأْتَمَّ الْأُمِّيُّ بِالْأُمِّيِّ . وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الْمَسَائِلِ وَغَرَضُهُمْ بِالْأُمِّيِّ هُنَا الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقِرَاءَةَ الْوَاجِبَةَ سَوَاءٌ كَانَ يَكْتُبُ أَوْ لَا يَكْتُبُ يَحْسُبُ أَوْ لَا يَحْسُبُ . فَهَذِهِ الْأُمِّيَّةُ مِنْهَا مَا هُوَ تَرْكُ وَاجِبٍ يُعَاقَبُ الرَّجُلُ عَلَيْهِ . إذَا قَدَرَ عَلَى التَّعَلُّمِ فَتَرَكَهُ . وَمِنْهَا مَا هُوَ مَذْمُومٌ كَاَلَّذِي وَصَفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَيْثُ قَالَ : { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إلَّا يَظُنُّونَ } فَهَذِهِ صِفَةُ مَنْ لَا يَفْقَهُ كَلَامَ اللَّهِ وَيَعْمَلُ بِهِ وَإِنَّمَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ تِلَاوَتِهِ . كَمَا قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ . نَزَلَ الْقُرْآنُ لِيُعْمَلَ بِهِ فَاِتَّخِذُوا تِلَاوَتَهُ عَمَلًا . فَالْأُمِّيُّ هُنَا قَدْ يَقْرَأُ حُرُوفَ الْقُرْآنِ أَوْ غَيْرَهَا وَلَا يَفْقَهُ . بَلْ يَتَكَلَّمُ فِي الْعِلْمِ بِظَاهِرِ مِنْ الْقَوْلِ ظَنًّا . فَهَذَا أَيْضًا أُمِّيٌّ مَذْمُومٌ كَمَا ذَمَّهُ اللَّهُ ؛ لِنَقْصِ عِلْمِهِ الْوَاجِبِ سَوَاءٌ كَانَ فَرْضَ عَيْنٍ أَمْ كِفَايَةٍ . وَمِنْهَا مَا هُوَ الْأَفْضَلُ الْأَكْمَلُ كَاَلَّذِي لَا يَقْرَأُ مِنْ الْقُرْآنِ إلَّا بَعْضَهُ وَلَا يَفْهَمُ مِنْهُ إلَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ وَلَا يَفْهَمُ مِنْ الشَّرِيعَةِ إلَّا مِقْدَارَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ فَهَذَا أَيْضًا يُقَالُ لَا أُمِّيٌّ وَغَيْرُهُ مِمَّنْ أُوتِيَ الْقُرْآنَ عِلْمًا وَعَمَلًا أَفْضَلُ مِنْهُ وَأَكْمَلُ . فَهَذِهِ الْأُمُورُ الْمُمَيِّزَةُ لِلشَّخْصِ عَنْ الْأُمُورِ الَّتِي هِيَ فَضَائِلُ وَكَمَالٌ : فَقَدَهَا أَمَّا فَقْدُ وَاجِبٍ عَيْنًا أَوْ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ أَوْ مُسْتَحَبٌّ . ا.هـ

              وكذا تعرض لمعاني الأمية في اللغة وأطال وأحسن كما في مج 435-440 ومما قال:
              وَالْأُمِّيُّونَ نِسْبَةً إلَى الْأُمَّة قَالَ بَعْضُهُمْ إلَى الْأُمَّةِ وَمَا عَلَيْهِ الْعَامَّةُ فَمَعْنَى الْأُمِّيِّ الْعَامِّيُّ الَّذِي لَا تَمْيِيزَ لَهُ وَقَدْ قَالَ الزَّجَّاجُ هُوَ عَلَى خُلُقِ الْأُمَّةِ الَّتِي لَمْ تَتَعَلَّمْ فَهُوَ عَلَى جِبِلَّتِهِ وَقَالَ غَيْرُهُ هُوَ نِسْبَةً إلَى الْأُمَّةِ ؛ لِأَنَّ الْكِتَابَةَ كَانَتْ فِي الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ وَلِأَنَّهُ عَلَى مَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ . وَالصَّوَابُ : أَنَّهُ نِسْبَةً إلَى الْأُمَّةِ كَمَا يُقَالُ عَامِّيٌّ نِسْبَةً إلَى الْعَامَّةِ الَّتِي لَمْ تَتَمَيَّزْ عَنْ الْعَامَّةِ بِمَا تَمْتَازُ بِهِ الْخَاصَّةُ وَكَذَلِكَ هَذَا لَمْ يَتَمَيَّزْ عَنْ الْأُمَّةِ بِمَا يَمْتَازُ بِهِ الْخَاصَّةُ مِنْ الْكِتَابَةِ وَالْقِرَاءَةِ وَيُقَالُ الْأُمِّيُّ لِمَنْ لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ كِتَابًا ثُمَّ يُقَالُ لِمَنْ لَيْسَ لَهُمْ كِتَابٌ مُنَزَّلٌ مِنْ اللَّهِ يَقْرَءُونَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكْتُبُ وَيَقْرَأُ مَا لَمْ يُنَزَّلْ ؛ وَبِهَذَا الْمَعْنَى كَانَ الْعَرَبُ كُلُّهُمْ أُمِّيِّينَ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ كِتَابٌ مُنَزَّلٌ مِنْ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا } وَقَالَ : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ }
              وَقَدْ كَانَ فِي الْعَرَبِ كَثِيرٌ مِمَّنْ يَكْتُبُ وَيَقْرَأُ الْمَكْتُوبَ وَكُلُّهُمْ أُمِّيُّونَ . فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِمْ لَمْ يَبْقَوْا أُمِّيِّينَ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا مِنْ حِفْظِهِمْ بَلْ هُمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ مِنْ حِفْظِهِمْ وَأَنَاجِيلُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ لَكِنْ بَقُوا أُمِّيِّينَ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُمْ لَا يَحْتَاجُونَ إلَى كِتَابَةِ دِينِهِمْ بَلْ قُرْآنُهُمْ مَحْفُوظٌ فِي قُلُوبِهِمْ كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ المجاشعي عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { خَلَقْت عِبَادِي يَوْمَ خَلَقْتهمْ حُنَفَاءَ - وَقَالَ فِيهِ - إنِّي مُبْتَلِيك وَمُبْتَلٍ بِك وَأَنْزَلْت عَلَيْك كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا ويقظانا } . فَأُمَّتُنَا لَيْسَتْ مِثْلَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ لَا يَحْفَظُونَ كُتُبَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ بَلْ لَوْ عَدِمَتْ الْمَصَاحِفُ كُلُّهَا كَانَ الْقُرْآنُ مَحْفُوظًا فِي قُلُوبِ الْأُمَّةِ وَبِهَذَا الِاعْتِبَارِ فَالْمُسْلِمُونَ أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ بَعْدَ نُزُولِ الْقُرْآنِ وَحِفْظِهِ . ا.هــ

              تعليق


              • #37

                طاعة الرسول صلى الله عليه وآله سلم واجبة لأن الله تعالى توعد من يخالف أمر نبيه صلى الله عليه سلم بان تصيبه الفتنة أو العذاب الأليم وحذر من ذلك والدليل قوله تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } .

                قتل النفس ( المؤمنة) ظلما حرام لأن الله رتب العقاب على فاعله بدليل قوله عز وجل : { ومن يقتل مومنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } ( في مسألة الخلود في النار للقاتل عمداً يقول الحافظ ابن حجر في الفتح :" وقد حمل جمهور السلف وجميع أهل السنة ما ورد من ذلك على التغليظ صححوا توبة القاتل كغيره " إهـ )

                أو يقال إن قتل النفس ظلما حرام لأنه الشارع نهى عنه نهيا جازما بدليل قوله تعالى : { ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق }



                تعليق


                • #38
                  أبواب أصول الفقه

                  السّلام عليكم

                  قال المصنّف رحمه الله: ** أبوابُها: مبتدأ، والضّمير يعود إلى "أصول الفقه" عشرون بابا تُسْردُ أي أبوابها التي سأسْرِدُها لك عشرون بابا وإلاّ فهي أكثر من ذلك * وفي هذا الكتابِ كلُّها ستُوردُ. أي ستُذْكرُ.
                  ** وتِلْكَ أي الأبواب: بابُ أقْسام الكلام ثُمَّا *باب الأمر و يليهِ باب النهي ثُمَّ لفْظٌ عَمَّا. أي باب العامِّ ** أو خَصَّ أي باب الخاصِّ أو باب المُبيَّنٌ أو باب المُجْمَلٌ * أو ظاهر معْناهُ أو مُؤَوَّلُ والمراد باب الظَّاهِر والمُؤَوَّلِ. ** ومُطْلقُ الأفعال أي باب الأفعال ثُمَّ ما نَسخْ * حُكْما سِواه أي الناسخ ثُمَّ ما بهِ انتَسَخْ أي المنسوخ. ** كذلك سأذكُرُ باب الإجْماعُ و يليه باب الأخبار معْ * حظْرٍ وَّ معْ إباحةٍ كُلٌّ وَّقعْ. ** كذاك سأذكر باب القياسُ مُطْلقا لعلَّة * في الأصْلِ و سأذكر باب الترتيب للأدِلَّةِ. ** و سأختِم هذه المنظومةَ بباب أذكر فيه الوصْفُ في مُفْتِ وَّ مُسْتفْتٍ عُهِدْ * وهكذا أحكامُ كُلِّ مُجْتَهِدْ.

                  تعليق


                  • #39
                    باب أقسام الكلام

                    السَّلام عليْكم

                    بعد أن فرغ المُصنِّف ذكرَ جُملة من الأبواب التي عقدها في هذا النظم المبارك، شرع في المقدِّمة اللغوية وذلك لكون هذا العلم يستمِدُّ قواعده من علوم اللغة العربية، ومن هنا يعْلَم طالب العلم أمّسِّيَّة حاجته إلى التمكن من علوم اللغة وخاصَّة علم النحو، وإلا فإنه لن يكون يوما من أهل العلم ولن يخرج من التقليد أبدا لأن كونه لم يتخذ مذهبا لا يخرجه من دائرة التقليد.

                    * المُقدّمة اللُّغويَّة *
                    * تعريف الكلام
                    قال ابن آجروم: الكلام هُو اللفظ المركب المفيد بالوضع.
                    اللفظ: لُغَةً:مصدرُ لفَظْت الشيء ألفِظه لفْظا إذا رميتهُ من فمي، والمُرادُ هنا الملفوظُ

                    تنبيه
                    : ويكون الكلام لفظ هذا باتفاق أهل اللغة فبطُل حينئذ قول الأشاعرة أن الله يتكلم وكلامه ليس بصوت ولا حرف. ولذلك لا يصحّ أن تقول أن الأشاعرة يثبتون صفة الكلام فهم لا يثبتونها وقولهم أشر الأقوال وأبطلها من كلام أهل البدع.

                    المركب: من كلمتين فأكثر لفظا أو تقديرا.
                    المفيد: والإفادة لا تحصل إلا بالإسناد ( أي جملة فعلية أو اسمية )، إذا لا يتركب الكلام على الأقل من اسمين أو من اسم أو فعل.
                    بالوضع: أي بالوضع العربي فيخرج به كل لحن، ومنه ما هو شائع عند الناس نحو قول بعض الأساتذة اليوم " لنستأنف الدرس " فهذا لحن لأن الاستئناف بمعنى أن نبدأ وهو يريد لنكمل الدرس.
                    بدأ المصنِّف بذكر التقسيم الكلام باعتبار جزئياته فقال رحمه الله:
                    أقلُّ ما منه الكلامَ ركَّبُــــــــــــــوا *** اسمان أو اسم وفعل كاركبـــــوا
                    كذاك من فعلٍ وحرفٍ وُجِدا *** وجاء من اسم وحرف في النِّدا
                    أي أقلُّ ما أي لفظ ركَّبُــــــــــــــوا أي أهل اللغة الكلامَ منه: اسمان نحو قولك: " زيد قائم " أو اسم وفعل كقولك " اركبـــــوا " وهذا بلا نزاع. وقال بعضهم أن الكلام أيضا وُجِدا في لغة العرب كذاك الذي اتفقوا عليه من فعلٍ وحرفٍ، وهذا الضعيف لأنّ الاسم محذوف للعلم به وهو مفهوم من السياق، ولا يقتصِرُ " التركيب " على الملفوظ. وجاء الكلامُ عند قومٍ آخرين أيضا من اسم وحرف وهذا في النِّداءِ وهذا أيضا ضعيف.
                    وقُسِّم الكلامُ للأخْبَـــــــــــــــار *** والأمْرِ والنَّهْيِ والاستِخْبـارِ
                    ثُمَّ الكلامُ ثانيا قدِ انْقَسَـــمْ *** إلى تَمَـــنٍّ ولِعَـــــرْضٍ وقَسَــــمْ
                    وثالِثًا إلـــــــى مجَــازٍ وإلـــــــى *** حقيقَةٍ وحدُّها ما اسْتُعمِــلا
                    وقُسِّم الكلامُ باعتبار ثانٍ أي بالنظر إلى ما دلَّ عليهِ للأخْبَـــــــــــــــار جمع خبر وهو ما يحتمِلُ الصِّدْق والكذب لذاتِهِ بدونِ النَّظَر إلى قائله، والأمْرِ وهو طلب الفعل والنَّهْيِ وهو طلب الترك والاستِخْبـارِ أي الاستفهام.
                    ثُمَّ الكلامُ بنفس الاعتبار ثانيا الثاني قدِ انْقَسَـــمْ عندَ قوْمٍ إلى سبعة أقْسَام وهي التي ذكرت في البيت السابق بإضافة تَمَـــنٍّ ولِعَـــــرْضٍ وهو الطلب برفق وقَسَــــمْ أي الحلِف.
                    ويكفي أن نقول أن الكلام إما خبر أو إنشاء. وكل ما ذُكر من أمر ونهي وغيرهما بخلاف الخبر فهو يندرج ضمن الإنشاء.
                    وقُسِّم الكلام باعتبار ثالِثًا وهو بالنظر إلى استعماله إلـــــــى مجَــازٍ وإلـــــــى حقيقَةٍ. وحدُّها أي حدُّ الحقيقة ما اسْتُعمِــلا في موْضوعِه أي أنّ الحقيقة هي اللفظ المُستعمل في معناه الذي وضعتْهُ العربُ.
                    مثال 1: الدّابة: اسم لكل ما يدبُّ على الأرض ومنه قوله تعالى [ وما من دابَّةٍ إلا على اللهِ رزْقُها ].
                    مثال 2: الصَّلاةُ لغةً الدُّعاءُ إذًا، إذا قلت: "فرض الله علينا خمس صلوات في اليوم والليلة " فلا تكون قد استعملت الصلاة في حقيقتها.
                    وقيل أن الحقيقة هي ما يجري خطابا في اصطلاحٍ قَدُما أي ما استعمل في اصْطلاح المُخَاطبةِ. وعل هذا تكون الصلاةُ حقيقةً. لأنه إذا أطلق لفظ "الصَّلاة " لا يفهم منه إلا تلك العبادة التي أوَّلها التَّكبير وآخرها التسليم، وهذا الرَّاجح في تعريف الحقيقة، وهو الأقعدُ والأيْسرُ.
                    أقسامُها أي الحقيقة - على التعريف الراجح - ثلاثة بالاستقراء والنظر، أولها: الحقيقة الشَرعيُّـــــــة: وهي ما استعمله الشرع كالصَلاة وثانيها: اللّغويُّ الوضع أي الحقيقة اللغوية وهي ما دلّ عليه اللفظ في اللغة والأخير: الحقيقة العُرْفيُّـــــــــــة: وهي ما استعمل عند قوم معينين كمعنى " الواجب " عند الفقهاء فالواجب لغة هو الثابت وأمَّا عند الأصوليين فقد عرّفه ابن قدامة بأنه: ما توعّد بالعقاب على تركه.
                    ثُمَّ الْمَجَــــــازُ مَـــا بِهِ تُجُــــــوِّزَا ** فِي اللَّفْظِ عَنْ مَـوْضُـوعِـهِ تَجَوُّزَا
                    بِنَـقْـصٍ اوْ زِيَـــــــادَةٍ أَوْ نَــقْـــلِ ** أَوِاسْتِعَـــــارَةٍ كَنَقْـــــــــص أَهْـلِ
                    وَهْوَ الْمُـــرَادُ فِي سُـؤَالِ القَرْيَـهْ ** كَمَــا أَتَى فِي الـذِّكْرِ دُونَ مِرْيَــهْ
                    وَكَازْدِيَادِ الكَـــافِ فِي [ كَمِثْلِهِ ] ** وَالغَــائِطِ الْمَنْقُـوْلِ عَنْ مَحَلِّــــهِ
                    رَابِــعُــهَـا كَقَــولِـهِ تَـــعَـــــالَى: ** [ يُرِيــدُ أَنْ يَنْقَـضَّ ] يَعْنِي مَالَا

                    ثُمَّ الْمَجَــــــازُ لُغَةً: اسم مكان من الجواز وهو العُبورُ واصْطِلَاحًا: ( أي حقيقة المجاز عند الأصوليين، وهذا مثال للحقيقة العرفية ) مَـــا أي لفظ بِهِ والضمير يعود إلى ما تُجُــــــوِّزَا أي عُبِّر ** فِي اسْتِعمال اللَّفْظِ عَنْ مَـوْضُـوعِـهِ الأصليِّ الذي حدَّدَتْهُ العربُ تَجَوُّزَا تتِمَّةٌ للبيْتِ، ويُقيَّدُ هذا التعريف بِــ" معَ وُجُودِ دليلٍ يُبَيَّن أنّ المعنى الحقيقي غيرُ مُرادٍ ".

                    تنبيه: إذا تبيَّن لك حقيقة المجاز فاعلم أنه لا مجاز في آيات الصفات بإجماع أهل السنة.

                    وهذا المجاز قد يكونُ بِسبب نَـقْـصٍ اوْ بسبب زِيَـــــــادَةٍ أَوْ بسبب نَــقْـــلِ ** أَوِ بسبب اسْتِعَـــــارَةٍ فمثالُ النَّقْصِ كَنَقْـــــــــصِ أَهْـلِ
                    وَهْوَ الْمُـــرَادُ أي أنّ المُرادَ أهل القرية، فِي سُـؤَالِ القَرْيَـهْ في قوله تعالى [ وسْئَلِ القرْيةَ ] ** كَمَــا أَتَى فِي الـذِّكْرِ دُونَ مِرْيَــهْ فالقريةُ اسمٌ للبُنْيانِ و إخوة يوسف عليه السَلام طلبوا من أبيهم أن يسأل أهل القرية لا أن يسْأل الجدران.
                    وَ من النوع الثاني كَازْدِيَادِ الكَـــافِ فِي [ كَمِثْلِهِ ] في قوله تعالى: [ لَيْسَ كمِثْلِهِ شَيءٌ ] ومُرادُ النُّحاة أنَّ الكافَ جيء بها لإفادةِ معْنًى زائدٍ عنْ أصْلِ معْنى الجُمْلةِ وإلا فقد أجمعوا على أنّها تُفيدُ التَّأكيد ** وَمن النوع الثالث الغَــائِطِ الْمَنْقُـوْلِ عَنْ مَحَلِّــــهِ أي فالغائط في اللغة هو اسم للمكان المنخفضِ ثُمَّ نُقِل هذا اللفظ إلى الخارج من السّبيلِ.
                    رَابِــعُــهَـا كَقَــولِـهِ تَـــعَـــــالَى: ** [ يُرِيــدُ أَنْ يَنْقَـضَّ ] يَعْنِي مَالَا والحقيقة أنّ هذا المثال لا يَصِحُّ لأنّه القرينة التي ذكروها من قبيل التّحكُّم لأنّ عالم الجمادات لا سبيل لنا أن نُدْركه من كُلِّ حيْثيَّاته فما الذي قال لهُمْ أنَّ الجمادات لا إرادة لها ؟ ثُمّ الله سبحانه وتعالى يقول [ ألا يعْلمُ منْ خلقَ وهْو اللطيفُ الخبيرُ ] والله أعلمُ بخلْقهِ. والمَثالُ الصَّحيحُ: قوه تعالى حكاية عن فرعون:
                    [ ولأُصلِّبَنَّكُمْ في جذوعِ النَّخْلِ ] والتَّصْليبُ يكونُ على الجذوع لا فيها فاستعار " في " التي تفيد الظرفية عوضا عن على كناية عن شدَّة العذاب الذي يتوعَّد به السَّحرةَ رحمهم الله ومع ذلك قالوا: [
                    قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ].
                    ***
                    * تطبيقات *
                    1- استخرج ما يسمى كلاما مما يلي:
                    زيد، قُمْ ، قام أخو، تأبَّط شرًّا، إن جاء زيد وقام أخوه، زيد أين ؟.

                    2- حدد استعمال الصلاة أي هل استعملت في معناها الحقيقي أم المجازي ؟ ( على التعريف الراجح للحقيقة )
                    [ وأقيموا الصَّلواة ]، [ ولا تُصلِّ على أحدٍ منهم مات أبدا ولا تقُمْ على قبْرهِ ]، قال الأب لابنه الكسول: قمْ فصلِّ، [ ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ]

                    3- حدد نوع المجاز فيما يلي:
                    [ ليس كمثله شيء ]، رأيت أسدا يخطب، [ في قلوبهم مرض ]، إنّي أراك تُقدِّم رجلا وتُؤخِّرُ الأخرى، قال أحد الشعراء في مدح المعتصم: ثلاثة تُشْرِق الدنيا ببَهْجتها * شمس الضحى وأبو إسحاق والقمرُ.

                    تعليق


                    • #40
                      باب الأمر

                      السَّلامُ عليْكُم ورحْمَة اللهِ

                      بعْدَ أن فرغ المُصَنِّفُ من مختلف المقدّمات السابقة، شرع في المقصود فقال: * باب الأمر * ووقدّم هذا الباب على غيْرِه من الأبواب لأنّ هذا العِلْم يبْحثُ في أدلَّةِ الفقْه الإجمالية والأحكام التكليفية تدور مع الأمر والنهي، فناسب أن يقدمه لكثرة حاجة طلبة العلم إليه.
                      والأمر لغَةً: له عدّة معان في لسان العرب والمراد هنا طلب إيجاد الشيء واصطلاحا: قال النّاظم: وحدُّه استدْعاء فعلٍ واجب * بالقول ممَّن كان دون الطَّالبِ.
                      وحدُّه أيْ وتعريفُهُ استدْعاء أي طلبُ فعلٍ شيء واجب وهذا للاحتراز من النَّدْبِ بالقول إذا فكِتابَةُ النَّبيِّ للملوك للإسْلام ليْسَتْ بأمْرٍ عند النَّاظم، وهذا باطل فنسقط هذا القيد من الحدِّ ممَّن كان دون الطَّالبِ. وهذا قيد آخر وهْوَ العُلُوُّ والأوْلى إسقاطه أيضا.
                      أولا: النَّاظِم إما أنَّه أشعري أو تبع صاحب الأصل لأن تعريفه للكلام على مذهب الأشاعرة إذ أنهم يعرفون الكلام بالكلام النفسي، المهم نزيد لفظ " كلام " قبل " استدعاء ".
                      ثانيا: الفعل في الاصطلاح: ما صدر من المكلَّفِ وعلى هذا فيشملُ: قول اللسان، وعمل الجوارح، واعتقاد القلب ونِيَّته، والتَّرْك المقْصُود ( كقصدك ترك الزنا مثلا )
                      ثم قال:
                      بصيغة افعل فالوجوب حُقِّقا * حيث القرينة انتفت وأُطْلِــــقا
                      لا معْ دليلٍ دلَّنا شرعا علـى * إباحةٍ في الفعْلِ أوْ ندْبٍ فلا
                      بلْ صَرْفُهُ عنِ الوُجُوب حُتِمـا * بِحمْلِهِ على المُـــــــــرا
                      د مِنْهُما
                      أي أن هذا الأمر صيغته " افعل " وما تصرّف منها، وهذه الصيغة تدل على الوجوب وقد تأتي معها قرينة تبين المراد، والقرينة إما أن تفيد الوجوب أو تصرفه إلى الندب أو الإباحة، وحينئذ يتعين حمله على ما أفادته القرينة.
                      تمثيل:
                      قال تعالى [ وأطيعوا الله ] فهذا نأخذ منه أن طاعة الله واجبة، لماذا ؟ لأنّ صيغة افعل تفيد الوجوب، كذلك قول النبي (( أطع واسمع ولو أخذ مالك وجلد ظهرك )) فهذا نأخذ منه أن طاعة ولي الأمر واجبة ، لماذا ؟ لأنّ النبي قال ( أطِعْ ) وصيغة افعل تفيد الوجوب. قال النبي (( صلوا قبل المغرب - ثلاثا - )) فهذا يفيد الوجوب لكنه قال في بقية الحديث (( لمن شاء )) فصرف الأمر من الوجوب إلى الندب. وكذلك قوله تعالى [ فإذا قضيت الصلواة فانتشروا ] فهذا يفيد الوجوب - بالنظر إلى ذات النص - لكنه المصروف إلى الإباحة لأنه أمْرٌ جاء بعد نَهْي وهْوَ قوله [ يـــــاأيها الذين ءامنوا إذا نُودِيَ للصَّلواة من يوم الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْر الله وذَرُوا البَيْع ]
                      ثم قال:
                      ولمْ بُفِدْ فَوْرا ولا تَــــــــــــكْرارا * إنْ لمْ يَرِدْ ما يَقْتَضِي التَّكْرارا
                      وهذا البيت فيه مسألتين:
                      * الأولى: مطلق الأمر يقتضي الفوريَّة أي أنَّ الله إذا أمرك بشيء مطلقا، وجب عليك الإتيان به على الحال وهذا الصحيح بخلاف ما ذكره الناظم، وأقوى أدلة في هذا:
                      1- إجماع أهل اللغة
                      2- أن النبي لمّا أمر الصحابة في الحديبية بحلق رءوسهم وتأخروا غضب، وغضبه يدل على أنهم تركوا واجبا.
                      * الثانية: مطلق الأمر لا يفيد التَّكرار ودليله إجماع أهل اللغة على ذلك.
                      ثم قال:
                      والأمر بالشيء المُهِمِّ المُنحتِمْ * أمْــــرٌ به وبالَّذي به يَـــــــــــتِــمْ
                      كالأمْر بالصَّلاةِ أمْرٌ بالوُضـــــو * وكُلِّ شَـــــيءٍ للصَّلاةِ يُفْرَضُ
                      أي أن الأمر بالشيء أمر بالذي لا يتمُّ إلا به ومثل بالوضوء فالوضوء واجب أولا للنّصِّ ثمَّ لأنَّ الصلاة لا تصحُّ إلا بالوضوء.
                      ثم فرع عن مسألة سبق ذكرها: وهي أن مطلق الأمر لا يفيد التكرار فقال:
                      وحيثما إن جيء بالمطلـــــوب * يخرج به عن عهدة الوجوب
                      أي أن إمتثال الأمر على وجهه يخرج عن عهدة المكلف فتبرأ ذمته بمجرد امتثاله.

                      * تطبيقات *
                      1- استخرج صُوَر الأمْرِ من قوله تعالى [ ياأيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ] إلى آخر سورة المنافقون.
                      2-عرف الأمر على مذهب أهل السنة
                      3- ما الفرق بين الأمر عند النحاة والأمر عند الأصوليين ؟اذكر أمثلة توضح نقاط التشارك والتخالف بينهما.

                      تعليق


                      • #41
                        1- استخرج ما يسمى كلاما مما يلي:
                        زيد، قُمْ ، قام أخو، تأبَّط شرًّا، إن جاء زيد وقام أخوه، زيد أين ؟.
                        - (قم) ، (تأبط شراًّ ) ، (زيد أين ؟ )

                        2- حدد استعمال الصلاة أي هل استعملت في معناها الحقيقي أم المجازي ؟ ( على التعريف الراجح للحقيقة )
                        - [ وأقيموا الصَّلواة ] استعملت هنا في معناها الحقيقي وهي العبادة التي أولها التكبير وآخرها التسليم (
                        ما استعمل في اصْطلاح المُخَاطبةِ )

                        -
                        [ ولا تُصلِّ على أحدٍ منهم مات أبدا ولا تقُمْ على قبْرهِ ] بالمعنى الحقيقي كذلك

                        - قال الأب لابنه الكسول: قمْ فصلِّ : بالمعنى الحقيقي .

                        - [ ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ] ، ذكر القرطبي في جامعه ( من تفسير سورة الإسراء) أكثر من قول في سبب نزول هذه الآية ، فعلى السبب الأول يكون معنى الصلاة هنا حقيقيا ، وهو :
                        ما روى ابن عباس في قوله - تعالى - : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال : نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوار بمكة ، وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به ; فقال الله - تعالى - ولا تجهر بصلاتك فيسمع المشركون قراءتك . ولا تخافت بها عن أصحابك . أسمعهم القرآن ولا تجهر ذلك الجهر.....أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم . واللفظ لمسلم ، وكذلك على ما ورد في القولين الثالث والرابع

                        * وعلى أن السبب هو :
                        ما رواه مسلم أيضا عن عائشة في قوله عز وجل : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قالت : أنزل هذا في الدعاء . يكون المعنى مجازيا وهو الدعاء

                        تعليق


                        • #42
                          3- حدد نوع المجاز فيما يلي:
                          [ ليس كمثله شيء ]، رأيت أسدا يخطب، [ في قلوبهم مرض ]، إنّي أراك تُقدِّم رجلا وتُؤخِّرُ الأخرى،
                          قال أحد الشعراء في مدح المعتصم: ثلاثة تُشْرِق الدنيا ببَهْجتها * شمس الضحى وأبو إسحاق والقمرُ.
                          [ ليس كمثله شيء ] .... هذا ذكره الناظم و هو مجاز بالزيادة .

                          رأيت أسدا يخطب .... و هذا مجاز بالنقص .

                          [ في قلوبهم مرض ] .... وهذا مجاز بالنقل .

                          إنّي أراك تُقدِّم رجلا وتُؤخِّرُ الأخرى .... و هذا لم أعرفه .

                          ثلاثة تُشْرِق الدنيا ببَهْجتها * شمس الضحى وأبو إسحاق والقمرُ .... و هذا مجاز بالإستعارة .

                          تعليق


                          • #43
                            1- استخرج صُوَر الأمْرِ من قوله تعالى [ ياأيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ] إلى آخر سورة المنافقون..
                            ورد في هذه الآيات صورة واحدةٌ للأمر وهي قوله تعالى : { وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ..الآية } وجاءت بصيغة افعل ، ودلّت على وجوب تعجيل الزكاة .

                            تعليق


                            • #44
                              السلام عليكم ورحمة الله
                              1- استخرج ما يسمى كلاما مما يلي:
                              زيد، قُمْ ، قام أخو، تأبَّط شرًّا، إن جاء زيد وقام أخوه، زيد أين ؟.
                              قم، تأبط شرا ( على وجه ).
                              وأما ( زيد أين ) فليست بكلام لأنها ليست وفق الوضع العربي، إذ أسماء الاستفهام لها الصدارة وجوبا


                              3- حدد نوع المجاز فيما يلي:
                              [ ليس كمثله شيء ]، رأيت أسدا يخطب، [ في قلوبهم مرض ]، إنّي أراك تُقدِّم رجلا وتُؤخِّرُ الأخرى،
                              قال أحد الشعراء في مدح المعتصم: ثلاثة تُشْرِق الدنيا ببَهْجتها * شمس الضحى وأبو إسحاق والقمرُ.
                              كلها استعارة إلا الأولى فهي مجاز بالزيادة

                              تعليق


                              • #45
                                عرف الأمر على مذهب أهل السنة
                                الأمر هو طلب الفعل على وجه الإستعلاء

                                تعليق

                                يعمل...
                                X