إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

" تدبر القرآن " مسائل ووسائل مستخرجة من الكتاب والسنة وآثار السلف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المسألة الخامسة: القرآن يحيى القلوب كما يحيى الماء الأرض
    قال الله تعالى : ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [(17) سورة الحديد] ، وقد جاءت هذه الآية بعد قول الله تعالى : ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [(16) سورة الحديد] ، وفي هذا إشارة إلى أن حياة القلوب تكون بذكر الله تعالى وما نزل من الحق وهو القرآن مثل ما أن حياة الأرض الميتة يكون بالماء ، قال مالك بن دينار: " ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض"، وهذا أمر مشاهد ظاهر للعيان ، ومن المشاهدات في هذا الأمر ما نشاهده من زكاة القلوب ورقتها في رمضان حين يتوالى عليها سماع القرآن وقراءته ، ويكثر القيام به في لياليه ، ثم إنك ترى هذه الحياة التي حصلت للقلوب في رمضان تبدأ بالتلاشي بالتدريج بعد رمضان حين تنقطع عن القيام بالقرآن الكريم .
    فمن أراد حياة قلبه فعليه بسقيه بربيع القلوب القرآن وبكميات وكيفيات مناسبة لإحداث الحياة كما سيأتي تفصيله في ثنايا هذا البحث .

    تعليق


    • #17
      الهدف الثاني :قراءة القرآن بقصد العمل به

      1- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " يا حملة القرآن أو يا حملة العلم ؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقاً يباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى "( التبيان في آداب حملة القرآن ج1/ص20 ، كنز العمال ج10/ص120)
      2- وعن الحسن البصري قال :" أمر الناس أن يعملوا بالقرآن فاتخَذوا تلاوته عملا"(تفسير السمعاني ج4/ص 119، مدارج السالكين: 1-451، تلبيس إبليس: 109 )
      3- وقال الحسن بن علي : "اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فليست بقراءة"(كنز العمال : 1-2776 )
      4- وقال أيضا : "إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن قرأه(أي أنه لا يقدر على القراءة ، أما من قدر على قراءة القرآن فلا يتصور أنه لا يقرؤه . )"اهـ( قاعدة في فضائل القرآن لشيخ الاسلام ابن تيمية : 59)
      5- وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤهم العشر ، فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا"(تفسير القرطبي : 1-39 ، تفسير الطبري : 1-60 )
      6- ويقول الآجُرِّي : "يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟ متى أزهد في الدنيا ؟ متى أنهى نفسي عن الهوى ؟ "( أخلاق حملة القرآن : 40 )
      7- وقال الحسن البصري : " إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ... ، وما تدبر آياته إلا باتباعه ، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا ، وقد والله أسقطه كله ، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل ، حتى إن أحدهم ليقول : إني لأقرأ السورة في نفس ! والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا بالعلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، متى كان القراء مثل هذا ؟ لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء "(سنن سعيد بن منصور : 2-420 ، شعب الإيمان للبيهقي : 2-541 ، الزهد لابن المبارك : 1/274 )
      8- وسئلت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى:﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[(4) سورة القلم] ما كان خلق رســــول الله ؟ فقالت: " كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه"(صحيح مسلم : (746) ، وبهذا اللفظ أخرجه : الطبري في تفسيره : 29-18 والإمام أحمد في مسنده : 6-216 ، وتكلم عليه ابن كثير في تفسيره : 4/403 ، وابن حجر في فتح الباري : 6-575 )
      9-جاء رجل بابنه إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال : إن ابني هذا قد جمع القرآن ، فقال : اللهم غَفْراً ، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع "(قاعدة في فضائل القرآن لابن تيمية: 59 )
      10- وعن حذيفة رضي الله عنه قال: " يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا ، فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا" (صحيح البخاري : (7282) كتاب الاعتصام ، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

      تعليق


      • #18
        الهدف الثالث : قراءة القرآن بقصد مناجاة الله
        المسألة الأولى: أدلة المناجاة
        1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن "(صحيح البخاري ج6/ص2743 (7105 ) ، صحيح مسلم ج1/ص545 (792 ) ) ، ومعنى أذن : أي استمع
        2- وعن عبد الله بن المبارك قال : سألت سفيان الثوري قلت : الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شيء ينوي بقراءته وصلاته ؟ قال : ينوي أنه يناجي ربه "(تعظيم قدر الصلاة : 1-92 )
        3- وعن البياضي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون ، وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه عز وجل فلينظر ما يناجيه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"(مسند الإمام أحمد : 4-344 ، وصححه أحمد شاكر )
        4- قال ابن القيم: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعـــــه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم "(الفوائد: 1 )
        5- وقال قتادة: "ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن"(فضائل أبي عبيد 55 ، التذكار 108 )
        6- وقال أبو مالك: إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم قال : فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن"(فضائل القرآن لأبي عبيد 55 ، الدر المنثور ج1/ص278 ، تفسير القرطبي ج1/ص27 ، وانظر : سنن ابن ماجه ج1/ص106 ) .

        تعليق


        • #19
          المسألة الثانية: كيفية تطبيق هذا المقصد
          تذكَّر أنه يجتمع لك في المناجاة بالقرآن خمس أمور: أن الله يراك ، ويسمعك، ويحب عملك ، ويمدحك، وسيكرمك
          فاستحضر هذه المعاني حين القراءة ولا تدعها تفوت عليك .
          فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذه المعاني جميعا حين قراءته للقرآن لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين.
          إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
          فالقارئ يستشعر أن الله يخاطبه مباشرة ، وأن الله تعالى يسمع قراءته ، فإذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيه وعيد على عمل أو صفة استعاذ، وإذا مر بسؤال أو بصفات عباد الرحمن سأل الله من فضله.
          عن حذيفة رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعة( قوله : " يصلي بها في ركعة " أراد بالركعة الصلاة كاملة والمعنى : يصلي بها في تسليمة ) فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ"(صحيح مسلم ج1/ص536 (772 ) ، سنن النسائي (المجتبى) ج3/ص225 (1664) ) .
          هكذا تكون المناجاة بالقرآن ، إنها قراءة حية يعي فيها العبد ماذا يقرأ ؟ ولماذا يقرأ ؟ ومن يخاطب بقراءته ؟ وماذا يحتاج منه ؟ وما يجب له نحوه من التعظيم والتقديس.
          إن تربية النفس على هذه المقاصد حين تلاوة القرآن الكريم يقوي فيها مراقبة الله تعالى فيكون حافظا لها عند الفتن.

          تعليق


          • #20
            الهدف الرابع : قراءة القرآن بقصد الثواب
            ورد في ترتيب الثواب على قراءة القرآن نصوص كثيرة، اذكر طرفاً منها للتذكير بهذا الأمر المهم:
            1- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"(رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح )
            2- وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا إني تارك فيكم ثِقْلين :أحدهما :كتاب الله عز وجل ، هو حبل الله ، ومن اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة"( صحيح مسلم ج4/ص1873 رقم (240)
            3- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض"(سنن الترمذي: 5-663 رقم ( 3788 ) ، وقال حديث حسن غريب ، وصححه الألباني )
            4- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد "(صحيح البخاري:1-450 )
            5- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران"( صحيح البخاري 4-1882 (4653)، وصحيح مسلم :1-549 (79)
            6- وعن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"(صحيح البخاري: 4-1919 (4739) )
            7- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تعلموا القرآن فاقرؤوه وأقرئوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك".(سنن الترمذي5-156 (2876) وقال حديث حسن ، وضعفه الألباني ، صحيح ابن حبان : 5-499 (2126) قال شعيب الأرناؤط : رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء مولى أبي أحمد )
            8- وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه"(صحيح مسلم : 1-552 (804) )
            9- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان"(مسند أحمد بن حنبل ج2/ص174 (6626) ، وصححه أحمد شاكر، مستدرك الحاكم : 1-470 وقال صحيح على شرط مسلم ،مصنف ابن أبي شيبة ج6/ص129(30044 )، صحيح الترغيب والترهيب للألباني :1-483 (969). )
            10- وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :" القرآن شافع مشفع ، وماحلٌ مُصَدَّق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار"(صحيح ابن حبان : 1-331 (124) ، مصنف عبد الرزاق : 3-372 (6010) شعب الإيمان للبيهقي : 2-351 (2010) )
            11- وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران"(صحيح مسلم: 1-554 ( 805) ، سنن الترمذي :5-160 ( 2883) )
            12- وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب"(سنن الترمذي: 5-177(2913) وقال حسن صحيح ، المستدرك : 1-741 (2037) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه )
            13- وعن عمر رضي الله عنه قال : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين"( صحيح مسلم ج1/ص559 (817 ) ، سنن ابن ماجه ج1/ص79 (21)
            14- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن( يعني أنه أمي لا يقدر على القراءة ، وهو حريص على قراءة القرآن بدليل وصفه بالإيمان ، فلا يتصور أبدا مؤمن يقدر على قراءة القرآن ويهجر قراءته .) كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر"( صحيح البخاري ج5/ص2070 ( 5111 ) ، صحيح مسلم ج1/ص549 (797 ))
            15- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"( سنن أبي داود : ج2/ص71 (1455) ، سنن ابن ماجه ج1/ص82 (225) ، سنن الترمذي : ج5/ص195(2945))
            16- وقال ابن عباس رضي الله عنهما : " لو أن حملة القرآن أخذوه بحقه وما ينبغي له لأحبهم الله ولكن طلبوا به الدنيا فابغضهم الله وهانوا على الناس"( تفسير القرطبي ج1/ص20)
            17- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:"إن هذا القرآن مأدبة الله فخذوا منه ما استطعتم فإني لا أعلم شيئا أَصْفرَ من خير من بيت ليس فيه من كتاب الله شيء ، وإن القلب الذي ليس فيه من كتاب الله شيء خرب كخراب البيت الذي لا ساكن فيه "(سنن الدارمي رقم 3173 )
            18- وقال أبو هريرة رضي الله عنه : " البيت الذي يتلى فيه كتاب الله كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة "( الزهد لابن المبارك ج1/ص273 (790 ))
            والنصوص في هذا الباب كثيرة وإنما قصدت ألا يخلو هذا البحث من طرف منها ليكون ترسيخا لهذا الهدف من أهداف قراءة القرآن ، ومن أراد التوسع فعليه بكتب السنة يقطف منها ما لذ وطاب من الكلام المستطاب ؛ فما ذكرته هنا غيض من فيض وقليل من كثير والله الهادي إلى سواء السبيل .

            تعليق


            • #21
              الهدف الخامس: قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به
              المسألة الأولى: أدلة هذا المقصد
              1- قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [(57) سورة يونس]
              2- وقال تعالى ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾ [(82) سورة الإسراء]
              3- وقال الله تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [(44) سورة فصلت].
              4- وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها ، أو ترقيها ، فقال : عالجيها بكتاب الله "( صحيح ابن حبان ج13/ص464 (6098 ) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ( 1931) )


              المسألة الثانية: أنواع الشفاء بالقرآن
              الشفاء بالقرآن أربعة أنواع:
              الأول: شفاء النفس من الشهوات.
              الثاني: شفاء القلب من الشبهات.
              الثالث: شفاء الصدر من الهم والحزن والقلق.
              الرابع: شفاء البدن.
              فالقرآن شفاء للقلوب من أمراض الشهوات والشبهات والوساوس كلها القهري منها وغيره، وشفاء للأبدان من الأسقام ، فمتى استحضر العبد هذا المقصد فإنه يحصل له الشفاءان : الشفاء العلمي المعنوي ، والشفاء المادي البدني بإذن الله تعالى.

              المسألة الثالثة: كيف يحصل الشفاء بالقرآن
              الاستشفاء بالقرآن يكون بأمرين:
              الأول : الرقية به
              فالريق الناتج من تلاوة آيات القرآن الكريم له أثر عظيم في القوة والنشاط، والصحة والعافية، ولا أظن مسلما ينكر أثر النفث بالآيات في الشفاء والعلاج، ولكن ليس من أي أحد ، وأيضا هو ممكن لكل أحد ، ممن يأخذ بالأسباب. [وقد ذكر بعض المشائخ أن الرقية تنفع حتى إن لم يصاحبها نفث].
              الثاني : القيام به آناء الليل وآناء النهار
              وخاصة في جوف الليل الآخر ، وهذا يحقق شفاء القلب العلمي المعنوي النفسي بسبب ما يحصل من عمق في فهم القرآن وفقه لآياته، حيث يمتلئ القلب بنور الله تعالى وآياته فيتسع وينشرح فلا يبقى فيه مكان للشهوات أو الشبهات أو الوساوس المزعجة المقلقة.
              إن الناس بأمس الحاجة للاستشفاء بالقرآن الكريم ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [(57) سورة يونس]
              إن العلاج بالقرآن له أثر عظيم، ولكن على من أراد الشفاء به أن يتعلم كيف يستشفي به، وأي إخلال بالطريقة الصحيحة يحول دون حصول الشفاء التام، وإن وظيفة المفاتيح العشرة التي نشير إليها في البحث هي : توصيل القرآن إلى القلوب التي في الصدور، وبه يحصل شفاء النفس وعافية البدن بإذن الله تعالى .

              المسألة الرابعة: التعامل المباشر مع القرآن
              إننا ينبغي أن نتعامل مع القرآن مباشرة فهو ميسَّر لكل من صدق في التعامل معه وجد في القيام به، أما أن نجعل بيننا وبين القرآن وسطاء ونهمل التعامل المباشر معه فهذا غاية الحرمان.
              تجد البعض حينما يصاب بمصيبة أو ينزل به مرض يجوب الآفاق ويطوف البلاد بين القراء والمعالجين وما علم أن الأمر أقرب من ذلك وأيسر، فالله سبحانه وتعالى حينما يبتلينا بالشدائد والمصائب يريد منا أن نتضرع وأن نستكين ونتذلل بين يديه سبحانه وتعالى كما قال عز وجل : ﴿ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ﴾ [ 76 المؤمنون] وقال تعالى : ﴿ ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ﴾ [الأنعام 42] ، والقيام الطويل بالقرآن هو من أهم صور التذلل لله تعالى والتضرع بين يديه كما يحصل في صلاة الكسوف وغيرها فالقيام بالقرآن من أقوى أسباب العافية والشفاء.

              تعليق


              • #22
                المفتاح الثالث: الاجتهاد في حفظ القرآن
                أهمية هذا المفتاح
                1- قال الله تعالى : ﴿ بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ [ سورة العنكبوت - الآية : 49 ]
                2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب "(سنن الترمذي: 5-177(2913) وقال حسن صحيح ، المستدرك : 1-741 (2037) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه )
                ومن المعلوم أن البيت الخرب هو مأوى الشياطين فكذلك القلب الخرب الذي ليس فيه شيء من القرآن ، أما القلب العامر بحفظ القرآن فلا يقربه شيطان ، وبإذن الله تعالى لا يتمكن من إيذائه .
                3- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره"( مصنف ابن أبي شيبة ج6/ص126(30011 ) ، ج7/ص106 (34551 ) ، مسند أحمد بن حنبل ج2/ص177 (6655 ))
                4- ويقول أبو عبد الله بن بشر القطان : "ما رأيت رجلا أحسن انتزاعا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد ، وكان جارنا ، وكان يديم صلاة الليل ، وتلاوة القرآن ، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه ينتزع منه ما شاء من غير تعب "(تاريخ بغداد : 5-45 ، سير أعلام النبلاء : 15-521 )
                هذا المقصود من كون الحفظ أحد مفاتيح التدبر، لأنه متى كانت الآية محفوظة فإن ذلك يساعد في استحضارها، فيتم تنزيلها على النوازل والمواقف التي تمر بالشخص في الحياة اليومية بشكل سريع ومباشر.
                هذا بالإضافة إلى أن تكرار الآيات وحفظها والتفكر فيها وهي محفوظة أفضل من تكرارها نظرا؛ لأن أثر الطريقة الأولى يستمر بإذن الله، أما الثانية فممكن أن يقف بعد إغلاق المصحف.

                تعليق


                • #23
                  المفتاح الرابع: القيام بالقرآن
                  المسألة الأولى: نصوص تؤكد أهميته
                  إن هذا المفتاح من أهم مفاتح تدبر القرآن ، وأعظمها شأنا ، وقد ورد عدد من النصوص تدل عليه وتؤكد أهميته ، من ذلك
                  1- قول الله تعالى : ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [(79) سورة الإسراء] ، فدلت الآية على أن التهجد بالقرآن طريق للوصول إلى المقامات العالية في الآخرة والآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته وإن كان مقامه صلى الله عليه وسلم أعلى من مقام بقية المؤمنين.
                  2-وقول الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ﴾[1-5 سورة المزمل] ، فدلت الآية على أن القيام بالقرآن هو السبيل لتحمل الأحمال الثقيلة سواء الدينية أو الدنيوية.
                  3- وقول الله تعالى : ﴿لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ [(113) سورة آل عمران] ، فأثنى الله تعالى على الثلة من أهل الكتاب الذين يقومون بآياته ليلا.
                  4- وقول الله تعالى : ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾[ (9) سورة الزمر] ، فدلت الآية على أن العلماء هم الذين يقومون بالقرآن ليلا، وأنهم أعلى مكانا وأرفع مكانة.
                  5- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار "(صحيح البخاري ج1/ص39(73 ) ، ج4/ص1919 (4737 ) ، ج4/ص1919(4738 ) ، صحيح مسلم ج1/ص559 (815 ) )
                  فنص النبي صلى الله عليه وسلم على أن التنافس والتسابق والشرف لا يصح أن يكون إلا في أمرين اثنين لا ثالث لهما وهما الطريق لكل الفضائل الأخرى :
                  الأول: القيام بالقرآن وهو الطريق إلى العلم والإيمان.
                  الثاني: إنفاق المال في سبيل الله تعالى.
                  والثاني متوقف على الأول. وانظر إلى قوله : (ينفقه) مع قوله (يقوم به) فيؤخذ منه أن من آتاه الله القرآن ولم يقم به أي لم يقرأه في صلاة فهو مثل من آتاه الله مالا ولم ينفقه، ويؤكد هذا الحديث الآتي :
                  6- عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه "( صحيح مسلم ج1/ص544 (789 )) ، فنص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الطريق إلى حفظ القرآن وتذكر معانيه وتثبيتها في القلب هو القيام بالقرآن أي قراءته في صلاته ، ثم أكد الطرف الآخر من القضية وهو أن عدم القيام سبب النسيان، فلم يدع بذلك مجالا للشك في أهمية وعظمة هذا المفتاح من مفاتح تدبر القرآن.
                  إن حفظ معاني القرآن ورسوخها في القلب ، وكونها حاضرة في القلب في كل آن ، وخاصة في المواقف التي يُفتَن فيها المرء ويُمتَحن ويُختَبر ،هو المقصود من إنزال القرآن ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ﴾ [ سورة ص - الآية : 29 ]

                  تعليق


                  • #24
                    المسألة الثانية: فضل قراءة القرآن في الصلاة
                    إن العبد إذا قام بين يدي ربه يناجيه ، ويتلو كتابه هان عليه كل ما في الدنيا رغبة فيما عند الله ورهبة منه ، فيتباعد عن كل ما لا يرضي الله فيرزقه الله ويهديه .
                    ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، ويطيل فيها قراءة القرآن ، كما في صلاة الكسوف.
                    ولو لم يكن في القراءة داخل الصلاة إلا الانقطاع عن الشواغل والملهيات لكفى ، فإن المصلي إذا دخل في الصلاة حرم عليه الكلام والالتفات والحركة من غير حاجة ، فهذا أعون على التدبر والتفكر وأجمع للقلب، فكيف إذا تحقق له ذلك التدبر في عبادة دلت النصوص على أن العبد إذا دخل فيها فإنه يزداد قربا من الله تعالى ، ويُقبِل سبحانه عليه بوجهه؟ من تلكم النصوص ما يلي :
                    1- ما جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال : "أيها الناس إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنه مُنَاجٍ ربه ، وربه فيما بينه وبين القبلة"( صحيح البخاري ج1/ص406(1156 ))
                    2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا كان أحدكم في صلاة فلا يبزقن أمامه فإنه مستقبل ربه"( صحيح مسلم ج1/ص390(551)
                    3- قال ابن جريج قلت لعطاء : أيجعل الرجل يده على أنفه أو ثوبه ؟ قال: فلا ، قلت من أجل أنه يناجي ربه ؟ قال : نعم ، وأحب ألا يخمر فاه"(تعظيم قدر الصلاة : 1-190 )
                    4- قال عطاء :"بلغنا أن الرب يقول : إلى أين تلتفت ؟ إليَّ يا ابن آدم ؛ إني خير لك ممن تلتفت إليه"(تعظيم قدر الصلاة : 1-190 )


                    المسألة الثالثة: القيام بالقرآن وقيام الليل
                    هل هناك فرق بين القيام بالقرآن وقيام الليل؟
                    للجواب على هذا السؤال نقول:
                    إن القيام بالقرآن له معنيان:
                    الأول: عام، وهو القيام بحق القرآن وتطبيقه والعمل به.
                    والثاني: خاص وهو المقصود في هذا السؤال، وهو قراءته في قيام أي في صلاة، فإذا كان القيام بالقرآن ليلا فلا فرق بينهما ، هذا هو الأصل لكن وجد من البعض من قصر معنى قيام الليل على الصلاة دون العناية بالقرآن وقصد تدبره وكثرة قراءته في صلاته، فلذلك ترى قراءته للقرآن في صلاته بالليل لا يطبق فيها أيًّا من مفاتيح التدبر، ومن أجل ذلك ترى انتفاعه بمثل هذا القيام يكون محدودا وضعيفا.
                    عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا" قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صِفْهُمْ لَنَا، جَلّهِمْ لَنَا أَنْ لا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ، قَالَ: "أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا"( اخرجه ابن ماجه وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 505، وفي صحيح الجامع برقم‏:‏ 5028 ) ، لذلك لا تستغرب أنه ربما وجد من يقوم الليل، وفي النهار يأكل الغيبة والربا ويأكل حقوق الناس ويغش ويخدع ويكذب وينافق ويجزع ويتسخط ....الخ، فالسبب أن قيامه قيام ليل ليس فيه قيام بالقرآن، فهو خال من أي علم أو إيمان، إنه قيام أجوف مجرد حركات لا يعقل منها شيئا، فهل مثل هذه القراءة تليق بالقرآن الكريم ، وهل يتم بها تحصيل المقصود من القيام بالقرآن؟

                    المسألة الرابعة: ثواب القيام بالقرآن
                    3- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"(صحيح ابن حبان ج6/ص310 ، صحيح ابن خزيمة ج2/ص181 (1144) ، سنن أبي داود ج2/ص57 (139 )
                    4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان ؟ قلنا : نعم ، قال : فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاة خير له من ثلاث خلفات عظام سمان"( صحيح مسلم ج1/ص552 (802 ))

                    تعليق


                    • #25
                      المسألة الخامسة: نصوص تؤكد أهمية القيام بالقرآن ليلا
                      إن القراءة للقلب مثل السقي للنبات، فالسقي لا يكون في حر الشمس فإن هذا يضعف أثره خاصة مع قلة الماء فإنه يتبخر، وكذلك قراءة القرآن إذا كانت قليلة، وكانت في النهار وقت الضجيج والمشغلات، فإن ما يرد على القلب من المعاني قد لا يؤثر فيه. ومما يدل على كون القراءة في الليل مفتاح مهم لتدبر القرآن والانتفاع به ما يلي:
                      1- قول الله عز وجل : ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [(79) سورة الإسراء]
                      2- وقول الله عز وجل :﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً ﴾ [(6) سورة المزمل] ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : "هو أجدر أن يفقه القرآن "اهـ ، ومعنى ناشئة الليل : أي القيام بعد النوم ،وبه يجتمع راحة البدن والروح فيحصل بذلك اجتماع القلب على قراءة القرآن وتدبره ، أما القراءة حين التعب والإجهاد فإن التدبر والفهم يكون ضعيفا.
                      3- وقال الله تعالى : ﴿لَيْسُواْ سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ [(113) سورة آل عمران]
                      4- وقال الله تعالى : ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [(9) سورة الزمر]
                      5- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"( صحيح مسلم ج1/ص515(747 )) وفي هذا دلالة واضحة على أن أفضل القيام بالحزب من القرآن هو الليل ، وفي حالة العذر فإنه يعطى الثواب نفسه إذا قضاه في النهار.
                      6- ويقول ابن حجر - عن مدارسة جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان -: " المقصود من التلاوة الحضور والفهم ، لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية "( فتح الباري ج9/ص45 )
                      7- وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ، ويتفقدونها في النهار "(التبيان في آداب حملة القرآن ج1/ص29 ) والشاهد قوله : "يتدبرونها بالليل".
                      8- وقال ابن عمر رضي الله عنهما : "أول ما ينقص من العبادة : التهجد بالليل ، ورفع الصوت فيها بالقراءة"( خلق أفعال العباد ج1/ص111)
                      9- وقال الشيخ عطيه سالم - حاكياً عن شيخه الشنقيطي -: " وقد سمعت الشيخ يقول : لا يُثبِّت القرآن في الصدر ، ولا يُسهِّل حفظه ، ويُيسِّر فهمه إلا القيام به في جوف الليل "(أضواء البيان - (ج 8 / ص 47 )
                      10- وقال النووي : "ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر ، وفي صلاة الليل أكثر ، والأحاديث والآثار في هذا كثيرة ، وإنما رجحت صلاة اليل وقراءته لكونها أجمع للقلب ، وأبعد عن الشاغلات والملهيات والتصرف في الحاجات ، وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات ، مع ما جاء به الشرع من إيجاد الخيرات في الليل ، فإن الإسـراء بالرسول صلى الله عليه وسلم كان ليلا "( التبيان في آداب حملة القرآن ج1/ص34)
                      12- قال أبو داود الجفري : دخلت على كرز بن وبرة في بيته ، فإذا هو يبكي ، فقلت: ما يبكيك ؟ قال : إن بابي مغلق وإن ستري لمسبل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحـة ، وما هو إلا ذنب أحدثته "(حلية الأولياء : ج5-ص79 ) .

                      تعليق


                      • #26
                        بارك الله فيكم

                        ذكرتم في علامات التدبر

                        4- زيادة الإيمان ، ودليله التكرار العفوي للآيات.
                        لم أفهم معنى التكرار العفوي للآيات ؟

                        و لو تكون المشاركات متباعدة لكي لا تكثر علينا و لا نستفيد منها كلها ..

                        تعليق


                        • #27
                          أي قراءتها بتلقائية وتكرار،،
                          قال ابن القيم : هذه عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصبح " (مفتاح دار السعادة 1-222 )
                          3- قال النووي : " وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة " ( الأذكار 50). . باتوا يكررونها وتزيدهم خشوعا وإيمانا،،

                          تعليق


                          • #28
                            المفتاح الخامس: الجهر والتغني بالقراءة
                            المسألة الأولى : تعريفهما
                            الجهر : هو رفع الصوت بالقراءة.
                            والتغني: هو تزيين الصوت بالقراءة وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم.
                            المسألة الثانية: أدلة مشروعيتهما
                            1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به " ( صحيح البخاري ج6/ص2737(7089 ))
                            2- وعنه أيضا رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن "( صحيح البخاري ج6/ص2743 (7105 ) ، صحيح مسلم ج1/ص545 (792 ))
                            3- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل ، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل ؛ وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار "(صحيح البخاري ج4/ص1547(3991 ) ، صحيح مسلم ج4/ص1944(2499) )
                            4- وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت : "كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي"(سنن النسائي ج2/ص178(1013 ) ، سنن ابن ماجه ج1/ص429(1349 ) ، وحسنه الألباني في صحيح سنن النسائي )
                            5- وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة فإذا بأبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض صوته ، ومَرَّ على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يصلي رافعا صوته ، قال : فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك ؟ قال : قد أسمعت من ناجَيْتُ يارسول الله ، وقال لعمر : مررت بك وأنت تصلي ترفع صوتك ؟ فقال : يا رسول الله أوقظ الوسنان ، وأطرد الشيطان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا ، وقال لعمر: اخفض من صوتك شيئا "( سنن أبي داود ج2/ص37(1329 ) ، سنن الترمذي ج2/ص309 (447 ) ، وصححه النووي في المجموع 3-391 ، والحاكم ووافقه الذهبي والألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص 109 )
                            6- وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة بالليل فقال :"كان يقرأ في حجرته قراءة لو أراد حافظ أن يحفظها فعل "(مختصر قيام الليل للمروزي : 133 )
                            7- وقال ابن عباس رضي الله عنهما - لرجل ذكر له أنه سريع القراءة - :" إن كنت فاعلا فاقرأ قراءة تسمعها أذنك ، ويعيها قلبك "اهـ(سنن البيهقي الكبرى ج2/ص168(2759 ) ,فتح الباري : 9-89 )
                            8- وعن ابن أبي ليلى قال:" إذا قرأت فاسمع أذنيك فإن القلب عدل بين اللسان والأذن"( مصنف ابن أبي شيبة ج1/ص321 (3670) ) .
                            إن الجهر بما يدور في القلب أعون على التركيز والانتباه، ولذلك تجد الإنسان يلجأ إليه قسرا عندما تتعقد الأمور ويصعب التفكير.
                            إن البعض عند قراءته للقرآن يُسِرُّ بقراءته طلبا للسرعة وقراءة أكبر قدر ممكن، وهذا خطأ. ومن الواضح غياب قصد التدبر في مثل هذه الحالة.

                            تعليق


                            • #29
                              المسألة الثالثة : حد الجهر ومقداره
                              إن الجهر درجات أدناها أن يسمع المرء نفسه وتحريك أدوات النطق من لسان وشفتين ، وأعلاها أن يسمع من قرب منه ، فما دونه ليس بجهر وما فوقه يعيق التدبر ويرهق القارئ.
                              ومما يضبط لك مقدار الجهر أن يكون كقراءة الإمام بالصلاة.
                              وكلما كان الصوت مشدودا حيا كان أعون على التدبر وطرد الوساوس والأفكار المتطفلة على القلب أثناء القراءة .

                              المسألة الرابعة: فوائد الجهر بقراءة القرآن
                              من فوائد الجهر بقراءة القرآن ما يلي:
                              1- استماع الملائكة لقراءة القارئ.
                              عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن أسيد بن حضير بينما هو في ليلة يقرأ في مربده، إذ جالت فرسه، فقرأ، ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت أخرى أيضا، قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى، فقمت إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج، عرجت في الجو حتى ما أراها. قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! بينما أنا البارحة في جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ ابن حضير ))، قال: فقرأت ثم جالت أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ ابن حضير))، قال: فقرأت ثم جالت أيضا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ ابن حضير،)) قال فانصرفت وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تلك الملائكة تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم)) [صحيح الترغيب. رواه البخاري ومسلم واللفظ له].
                              بل إنك إذا قمت من جوف الليل فقرأت القرآن فإن الملك الذي معك يدنو منك يسمع القرآن الذي تقرأه، فإذا كنت في صلاة تقرأ وقد تسوكت ورائحة فمك طيبة فإنه يدنو منك حتى يجعل فمه على فمك، فلا تخرج منك آية إلا في فم الملك من حبه للقرآن. فلذلك على الإنسان المسلم أن يستعد لقراءة القرآن بأن يكون على وضوء، وأن يطيب فمه. عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن)) [حسن صحيح. صحيح الترغيب والترهيب]
                              2- فرار الشياطين عن القارئ والمكان الذي يقرأ فيه
                              3- تطهير للبيت وتعطير له وجعله بيئة صالحة للتربية والتعليم .
                              إن بيتاً يكثر فيه الجهر بالقرآن هو بيت - كما قال أبو هريرة رضي الله عنه - كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة"( الزهد لابن المبارك ج1/ص273 (790 ) )

                              تعليق


                              • #30
                                المفتاح السادس: الترتيل
                                المسألة الأولى: تعريفه
                                الترتيل: يعني الترسل والتمهل.
                                والبعض يطلق الترتيل على تزيين الصوت بالقراءة وتحسينها وهذا يعرف بالتغني، أما الترتيل فالمراد به حيث ورد في القرآن التمهل والترسل والتأني حين القراءة ، قال الداني : " الترتيل: مصدر من رتّل فلان كلامه : أتبع بعضه بعضا على مُكْث وتُؤده ، والاسم منه الرَّتَل ، والعرب تقول ثَغْر رتل إذا كان متفرقا "( التحديد في الإتقان والتجويد ص 71.) ، وقال الشيرازي : " هو: تبيين القراءة وإتباع بعضها بعضا على تأن وتؤدة مع تجويد اللفظ وحسن تأديته وتقويمه"(الموضح في وجوه القراءات وعللها لابن أبي مريم الشِّيرازي 1 / 155 ) .

                                المسألة الثانية: أدلة مشروعيته
                                1- قال الله تعالى : ﴿ ورتل القرآن ترتيلا ﴾ [ 4 المزمل ] ، قال ابن كثير : أي اقرأه على تمهل فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره( تفسير ابن كثير : 1453)
                                2- وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه ، قالت عائشة رضي الله عنها : " كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها"(صحيح مسلم 4/507 )
                                3- وعن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كانت مدا يمد بسم الله ، ويمد الرحمن ، ويمد الرحيم "(فتح الباري 8/709 )
                                4- وعن حذيفة رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ، ثم النساء فقرأها ، ثم آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ" ( صحيح مسلم ج1/ص536 (772 ) ، سنن النسائي (المجتبى) ج3/ص225 (1664))
                                5- وقال الحسن البصري : يا ابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك آخر السورة( مختصر قيام الليل المروزي : 150)
                                6- وقد أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على نهيك بن سنان سرعته في القراءة حين قال : قرأت المفصل البارحة فقال عبد لله رضي الله عنه : "هذّاً كهذِّ الشعر ! إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القُرَناء التي يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم"( صحيح البخاري ج1/ص269(742 ) ، ج4/ص1924(4756 ) ، صحيح مسلم ج1/ص564 (822 ))
                                7- وقال ابن مسعود رضي الله عنه لعلقمة -وقد عَجِل في القراءة -: " فداك أبي وأمي رتل فإنه زَيْنُ القرآن " ( سنن البيهقي الكبرى ج2/ص54 (2259 ) ، سنن سعيد بن منصور (2) ج1/ص225(54 ) ،مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص255(8724 ) ، ج6/ص140(30152 ))
                                وصفة قراءة القرآن التي نقلت إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم تدل على أهمية الترسل. فمن ينظر إلى أي كتاب في التجويد يدرك هذه الحقيقة بجلاء ووضوح. وإنه لفرق كبير في التمهل والتأني بين من يطبق أحكام التجويد ومن لا يطبقها بل يهذ القراءة هذّاً .

                                تعليق

                                يعمل...
                                X