إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

" تدبر القرآن " مسائل ووسائل مستخرجة من الكتاب والسنة وآثار السلف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المسألة الثالثة: مقياس الترتيل
    1- سئل زيد بن ثابت رضي الله عنه : كيف ترى في قراءة القرآن في سبع ؟ قال : حسن ، ولأن أقرأه في نصف شهر أو عشرين أحب إلي ، وسلني لم ذلك ؟ قال: فإني أسألك ، قال : لكي أتدبره وأقف عليه" ( الموطأ 1-201)
    2- قال ابن حجر : "إن من رتل وتأمل كمن تصدق بجوهرة واحدة ثمينة ، ومن أسرع كمن تصدق بعدة جواهر لكن قيمتها قيمة الواحدة ، وقد تكون قيمة الواحدة أكثر من قيمة الأخريات وقد يكون العكس" ( فتح الباري 3-89 وذكر نحوه السيوطي في الإتقان)
    والصحيح: أن من أسرع فقد اقتصر على مقصد واحد من مقاصد قراءة القرآن وهو : ثواب القراءة ، ومن رتل وتأمل فقد حقق المقاصد كلها وكمل انتفاعه بالقرآن ، واتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم.
    3- قال ابن مفلح : "أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة وأكمله أن يرتل القراءة ويتوقف فيها "(الآداب الشرعية 2/297 )
    مما سبق يمكننا وضع مقياس وضابط لمفتاح الترتيل وهو:
    إمكان التفكر والتأمل حين القراءة، وهذا يتطلب الأناة والتمهل بل أحيانا التوقف.

    تعليق


    • #32
      المفتاح السابع: تكرار الآيات والوقوف لتدبرها
      المسألة الأولى: بيان المراد بهما
      أي التوقف حين القراءة أو تكرار الآية لاستحضار المعاني والتعمق في فهمه.
      وكلما طال التوقف وكثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص بشرط عدم شرود الذهن.

      المسألة الثانية: بيان أهميتهما
      1- قال ابن مسعود رضي الله عنه : "لا تهذوه هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة "(تفسير البغوي 4-407 ، شعب الإيمان للبيهقي 1-344 ، أخلاق حملة القرآن 19 )
      2- قال ابن القيم : هذه عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصبح " ( مفتاح دار السعادة 1-222)
      3- قال النووي : " وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة " (الأذكار 50 )
      4- وقال ابن قدامة : " وليعلم أن ما يقرأه ليس كلام بشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبر كلامه فإن التدبر هو المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها"( مختصر منهاج القاصدين: 6.

      تعليق


      • #33
        المسألة الثالثة: من صور تدبر السلف وتكرارهم للآيات والوقوف عندها
        1- عن حذيفة رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعة( قوله : " يصلي بها في ركعة " أراد بالركعة الصلاة كاملة والمعنى : يصلي بها في تسليمة ) فمضى ، فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ"( صحيح مسلم ج1/ص536 (772 ) ، سنن النسائي (المجتبى) ج3/ص225 (1664))
        2- قال أبو ذر رضي الله عنه : "قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [(11 سورة المائدة]"( سنن ابن ماجه ج1/ص429(1389) ، قال في مصباح الزجاجة إسناده صحيح ، سنن النسائي (المجتبى) 1-177 ، مستدرك الحاكم 1-241 وصححه ووافقه الذهبي ، وحسنه الألباني في سنن النسائي )
        3- وعن عباد بن حمزة قال: " دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ: ﴿ فَمَنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ﴾[(27) سورة الطور] قال: فوقفت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو ، قال عباد: فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو" ( مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص 25 (6037) )
        4- وعن القاسم بن أبي أيوب أن سعيد بن جبير ردَّدَ هذه الآية :﴿ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ﴾ [ (281) سورة البقرة ] بضعا وعشرين مرة(مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص203 )
        5- وقال محمد بن كعب القرظي : لأن أقرأ ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) و (القارعة ) أرددهما وأتفكر فيهما أحب من أن أبيت أَهُذُّ القرآن"( الزهد لابن المبارك 97)
        6- وردَّدَ الحسن البصري ليلة ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [(1 سورة النحل] حتى أصبح ، فقيل له في ذلك ، فقال : إن فيها معتبرا ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة , وما لا نعلمه من نعم الله أكثر "( مختصر قيام الليل للمروزي 151)
        7- وقام تميم الداري رضي الله عنه بآية حتى أصبح ﴿أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ﴾ [(21) سورة الجاثية] (مختصر منهاج القاصدين : 68 )

        تعليق


        • #34
          المفتاح الثامن: تحزيب القرآن
          المسألة الأولى: أهمية تحزيب القرآن
          القرآن أنزل ليعمل به ، ووسيلة العمل به العلم به ، وهو يحصل بقراءته وتدبره
          وكلما تقاربت أوقات القراءة ، وكلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني القرآن الكريم.
          من أجل ذلك كان السلف يواظبون على قراءة القرآن ، ويحرصون على كثرة تلاوته وتكرارها
          ومن ظن أنهم يقرؤونه من أجل ثواب القراءة فحسب فقد قصر فهمه في هذا الباب.
          وقد وردت نصوص كثيرة عن السلف في هذه القضية المهمة تؤكد على ضرورة تحزيب القرآن والمحافظة على ما يتم تحزيبه ، وأن يكون له الأولوية الأولى في كل وقت .
          ينبغي أن يجد الله منك حرصا تاما عليه، وألا يهدأ لك بال حتى تقوم به ، حتى تؤديه في وقته ، أو تقضيه إن فات أداؤه في وقته
          إن العمل الذي لا تقضيه إذا فات يعني تساوي الفعل والترك عندك ، وهذا دليل على عدم أهميته لديك.
          ثم اعلم أن أول خطوة وأول مرحلة في طلب العلم هو الاهتمام بالقرآن قراءة وحفظا وعملا، وأي استعجال في هذا الأمر هو إتيان للبيوت من ظهورها واستعجال في حصد النتائج قبل نضجها ، وقد يؤدي إلى نقائص كثيرة وتأخر في الوصول إلى الهدف.
          وللأسف يوجد عدد من طلاب العلم من هذا النوع تجده يصرف الأوقات الطويلة لتعلم فروع العلم بينما القيام بالقرآن وتدبره لا يصرف له إلا القليل، وهذا مخالف لما كان عليه السلف، وأخبارهم في هذا مشهورة.
          ولقد عجب الإمام أحمد من طالب حديث لا يكون له ورد في الليل؟
          عن أبي عصمة عاصم بن عصا البيهقي قال ( بتُّ ليلة عند الإمام أحمد فجاء بالماء فلما أصبح نظر إلى الماء فإذا هو كما كان , فقال : سبحان الله رجل يطلب العلم لا يكون له وِرد بالليل )(المدخل للبيهقي ص330 , الجامع للخطيب 1/143 سير أعلام النبلاء 11/29.

          تعليق


          • #35
            المسألة الثانية: من أدلة مشروعية تحزيب القرآن
            1- حديث عبد الله بن عمرو، وهو حديث طويل مشهور، ولفظه: "كنت أصوم الدهر، وأقرأ القرآن كل ليلة", قال: فإما ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإما أرسل لي، فأتيته فقال: (ألم أُخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟) فقلت: بلى يا نبي الله؛ ولم أرد إلا الخير، قال: (فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام)، ثم قال: (واقرأ القرآن في كل شهر)، قال: قلت: يا نبي الله: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: (فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك؛ فإن لزوجك عليك حقاً, ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً)، قال: شددت؛ فشدد علي، قال: وقال لي النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لعلك يطول بك العمر)، فصرتُ إلى الذي قال لي النبي-صلى الله عليه وسلم- فلما كبرت وددت أني قبلت رخصة النبي-صلى الله عليه وسلم. (رواه البخاري (4664) (ج 15 / ص 477) ومسلم (1963) (ج 6 / ص 41))
            2- ما ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل). (رواه مسلم (1236) (ج 4 / ص 107))
            3- ما رواه أبو داود عن ابن الهاد قال: سألني نافع بن جبير بن مطعم فقال لي: في كم تقرأ القرآن؟ فقلت: ما أحزِّبه، قال لي نافع: لا تقل ما أحزِّبه؛ فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قرأت جزءاً من القرآن)[صححه الألباني في صحيح أبي داود (1421)]
            4- وقال عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه : "ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "( فضائل القرآن لأبي عبيد 95)
            5- وعن خيثمة قال : " انتهيت إليه - يعني : عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وهو يقرأ في المصحف فقال : هذا حزبي الذي أريد أن أقوم به الليلة"( مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص240(8559 ))
            5- كان عروة بن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف ويقوم به ليله"ـ( حلية الأولياء: 1/178 )
            6- عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : كان أبي يقرأ في كل يوم سبعا ، يختم في كل سبعة أيام ، وكانت له ختمة في كل سبع ليال سوى صلاة النهارة ، وكان ساعة يصلي عشاء الآخرة ينام نومة خفيفة ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو"ا( حلية الأولياء: 9/181)

            تعليق


            • #36
              المسألة الثالثة: فضيلة التحزيب الأسبوعي
              وقال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه :" لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث اقرؤوه في سبع ويحافظ الرجل على حزبه" ( انظر : مجمع الزوائد ج2/ص269رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح )
              وقال النووي - عن الختم في سبع -: "فعل الأكثرين من السلف"( التبيان - (ج 1 / ص 59))
              وكان الإمام أحمد يختمه كل سبع .
              وقال السيوطي : " وهذا أوسط الأمور ، و أحسنها ، وهو فعل الأكثر من الصحابة وغيرهم "( الإتقان - (ج 1 / ص 124)) .
              فالتحزيب كل أسبوع من أجل تقارب وقت القراءة ليتحقق قوة حفظ اللفظ وحفظ المعنى،ونتيجة لذلك يتحقق حفظ العمل والتطبيق بإذن الله.
              فمن المعلوم أنه كلما تقاربت أوقات القراءة كلما قوي الحفظ، وقد وجد بالتجربة أن ما يكرر كل سبعة أيام فإنه يرسخ ويثبت وكلما زادت الأيام كلما ضعف الحفظ.
              فإن حفظ المعاني يختلف عن حفظ الألفاظ، فحفظ الألفاظ قد يكفيه شهر أو أسبوعين لكن حفظ المعاني لا بد له من التقارب الشديد ليحصل الضبط والتماسك والعمق.
              ولهذا -والله أعلم- كان كثير من السلف يختمون القرآن كل سبعة أيام أو كل ثلاثة أيام؛ لأنهم يعلمون أن أكثر من هذه المدة يؤدي إلى نسيان معاني القرآن، ومن ثم نقص قوة الإيمان واليقين ، وذهاب الأنس بالله تعالى ، يحسون بالوحشة والغربة إن زادت مدة الختم عن هذه الأيام المعدودات.
              ولكن لا بأس من أن يكون التحزيب كل عشرة أيام ،أو خمسة عشر ،أو عشرين، لكن عليك التنبه لهذه القاعدة التي اهتدى إليها السلف من قبلنا وطبقوها في تعاملهم مع القرآن الكريم فانتفعوا بها غاية الانتفاع.

              ومسألة أخرى ينبغي أن تراعى هنا أيضا، أنّ ((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)) (متفق عليه). قال في شرح صحيح مسلم : ( والمختار أنه يستكثر منه ما يُمكنه الدوام عليه ولايعتاد إلاَّ ما يغلب على ظنه الدوام عليه في حال نشاطه وغيره ، هذا إذا لم تكن له وظائف عامة أو خاصة يتعطل بإكثار القرآن عنها ، فإن كانت له وظيفة عامة كولاية وتعليم ونحو ذلك فليوظف لنفسه قراءة يُمكنه المحافظة عليها مع نشاطه وغيره من غير إخلال بشيء من كمال تلك الوظيفة ، وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف ، والله أعلم ) (شرح صحيح مسلم للنووي 8/293 )

              تعليق


              • #37
                المسألة الرابعة: أن يكون التحزيب بالسور
                الأولى أن يكون تحزيب القرآن وتقسيمه على السور- قدر الإمكان - بمعنى أن تقرأ السورة في الليلة الواحدة كاملة ، وأن يكون التقسيم والتوزيع متوافقا مع نهايات السور ، وهذا هو السنة ، وعليه عمل الصحابة والتابعين ، أما الأحزاب والأجزاء والأثمان المعروفة اليوم فلم تأت إلا متأخرة ، علاوة على ما فيها من بتر للمعاني وتقطيع للسور ، ومن أراد تفصيل القول في هذه المسألة فليراجع ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الجزء الثالث عشر.

                تعليق


                • #38
                  المسألة الخامسة: كيفية تطبيق هذا المفتاح
                  القيام بالقرآن كاملا في كل أسبوع حفظا وفي ليل وجهر وترتيل وتوقف ؛ يحتاج الوصول إليه إلى التدرج ، والتدريب شيئا فشيئا، ومن ذلك تطبيق قاعدة: (أدومه وإن قل).
                  فمن الممكن أن تكون البداية بالمفصل( المفصل من سورة (ق) إلى سورة الناس. وسمي بذلك لكثرة الفصل بين سوره) يحزبه سبعة أحزاب لكل يوم من أيام الأسبوع حزب.
                  أو من الممكن أن تكون البداية بجزء (عم) يقسمه سبعة أقسام وكل ليلة يقرأ بقسم.
                  يكرر هذا كل أسبوع ، ثم ينظر النتيجة كيف تكون ؟
                  وعندما يرى الأثر والفائدة فإن هذا سيدفعه إلى الزيادة ، ولتكن بالتدريج ، فيزيد المقدار وبنفس الطريقة يتم توزيع المقدار الجديد إلى سبعة أقسام كل قسم منها يقرأ في ليلة ، بحيث يختم المقدار كل أسبوع حتى يرسخ ، حتى تثبت الآيات في القلب بصورة قوية يسهل استدعاؤها في مواقف الحياة اليومية .

                  تعليق


                  • #39
                    المسألة السادسة: طريقة تحزيب القرآن
                    اعلم أولا أنك إن أردت النجاح حقا والفوز بأنوار القرآن وهداياته يجب عليك أن تصدق مع نفسك وأن أن تسألها يوميا هذا السؤال: كم من الوقت تعطي للقرآن كل يوم؟ وتقارن ما تخصصه من الوقت للقرآن بأمور حياتك الأخرى، وتنظر هل هي قسمة عادلة، وهل أعطيت القرآن ما يستحقه من الوقت؟ إن التفكير اليومي في هذه المسألة يكشف لك عن حقائق مهمة ويبين لك صدقك مع ربك في طلب هذه الفضيلة العظيمة.
                    فإذن الخطوة الأولى: أن تحدد مقدار الوقت اليومي الذي تمنحه للقرآن، هل ساعة؟ أو ساعتين؟ أو أقل أو أكثر؟
                    ثانيا: معرفة ما يمكن قراءته في هذا الوقت فيتحدد مقدار الحزب، مع مراعاة الترتيل والجهر والتدبر.
                    ثالثا: بناء على ما سبق يتحدد المدة التي تختم بها كل القرآن أو ما تحفظه من القرآن هل أسبوع؟ أو شهر؟ أو أقل أو أكثر؟

                    تعليق


                    • #40
                      وأخيرا.. أختم هذا البحث المبارك -بإذن الله وفضله- بكلام الإمام أبي بكر الآجري -رحمه الله- في كتابه (أخلاق حملة القرآن)،،
                      فهو كلام جليل القدر عظيم النفع لمن كان له قلب.. نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما نقلنا وأن يجعله ذخرا لنا يوم نلقاه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

                      *****
                      قال -رحمه الله-

                      إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَثَّ خَلْقَهُ عَلَى أَنْ يَتَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ « أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا »( مُحَمَّد 47/24) .
                      وقَالَ عَزَّ وَجَلَّ " أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً »(النِّسَاءُ 5/82) .
                      أَلا تَرَوْنَ رَحِمَكُمْ اللهُ إِلَى مَوْلاكُمْ الْكَرِيْمِ ؛ كَيْفَ يَحُثُّ خَلْقَهَ عَلَى أَنْ يَتَدَبَّرُوا كَلامَهُ ، وَمَنْ تَدَبَّرَ كَلامَهُ عَرَفَ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَرَفَ عَظِيمَ سُلْطَانِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَعَرَفَ عَظِيمَ تَفَضُّلِهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ ، وَعَرَفَ مَا عَلَيْهِ مِنْ فَرْضِ عِبَادَتِهِ ، فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ الْوَاجِبَ ، فَحَذِرَ مِمَّا حَذَّرَهُ مَوْلاهُ الْكَرِيْمُ ، وَرَغِبَ فِيمَا رَغَّبَهُ فِيهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ عِنْدَ تِلاوَتِهِ لِلْقُرْآنِ ، وَعِنْدَ اسْتِمَاعِهِ مِنْ غَيْرِهِ ، كَانَ الْقُرْآنُ لَهُ شِفَاءً ، فَاسْتَغْنَى بِلا مَالٍ ، وَعَزَّ بِلا عَشِيرَةٍ ، وأَنِسَ بِمَا يَسْتَوحِشُ مِنْهُ غَيْرُهُ ، وَكَانَ هَمُّهُ عِنْدَ تِلاوَةِ السُّورَةِ إِذَا افْتَتَحَهَا : مَتَّى أَتِّعِظُ بِمَا أَتْلُوهُ ؟ ، وَلَمْ يَكُنْ مُرَادُهُ مَتَّى أَخْتِمُ السُّورَةَ ؟ ، وَإِنَّمَا مُرَادُهُ : مَتَّى أَعْقِلُ عَنْ اللهِ الْخِطَابَ ؟ ، مَتَّى أَزْدَجِرُ ؟ ، مَتَّى أَعْتَبِرُ ؟ ، لأَنَّ تِلاوَتَهُ لِلْقُرْآنِ عِبَادَةٌ ، وَالْعِبَادَةُ لا تَكُونُ بِغَفْلَةٍ ، وَاللهُ الْمُوَفِّقُ .


                      وقال -رحمه الله-:
                      فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَاً لِقَلْبِهِ ، يُعَمِّرَ بِهِ مَا خَرَبَ مِنْ قَلْبِهِ ..
                      إِذَا دَرَسَ الْقُرْآنَ فَبِحُضُورِ فَهْمٍ وَعَقْلٍ ، هِمَّتُهُ إِيقَاعُ الْفَهْمِ لِمَا أَلْزَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ ، وَالانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَى ، لَيْسَ هِمَّتُهُ مَتَّى أَخْتِمُ السُّورَةَ ، هِمَّتُهُ مَتَّى اسْتَغْنِي بِاللهِ عَنْ غَيْرِهِ ، مَتَّى أَكُونُ مِنْ الْمُتَقِينَ ، مَتَّى أَكُونُ مِنْ الْمُحْسِنِينَ ، مَتَّى أَكُونُ مِنْ الْمُتَوَكِّلِينَ ، مَتَّى أَكُونُ مِنْ الْخَاشِعِينَ ، مَتَّى أَكُونُ مِنْ الصَّابِرِينَ ، مَتَّى أَكُونُ مِنْ الصَّادِقِينَ ، مَتَّى أَكُونُ مِنْ الْخَائِفِينَ ، مَتَّى أَكُونُ مِنْ الرَّاجِينَ ؟ .
                      مَتَّى أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا ، مَتَّى أَرْغَبُ فِي الآخِرَةِ ، مَتَّى أَتُوبُ مِنْ الذُّنُوبِ ، مَتَّى أَعْرِفُ النِّعَمَ الْمُتَوَاتِرَةِ ، مَتَّى أَشْكُرُ عَلَيْهَا ، مَتَّى أَعْقِلُ عَنْ اللهِ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ الْخِطَابَ ، مَتَّى أَفْقَهُ مَا أَتْلُو ، مَتَّى أَغْلِبُ نَفْسِي عَلَى هَوَاهَا ، مَتَّى أُجَاهِدُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْجِهَادِ ، مَتَّى أَحْفَظُ لِسَانِي ، مَتَّى أَغُضُّ طَرْفِي ، مَتَّى أَحْفَظُ فَرْجِي ، مَتَّى اسْتَحِيى مِنْ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ ، مَتَّى اشْتَغِلُ بِعَيْبِي ، مَتَّى أُصْلِحُ مَا فَسَدَ مِنْ أَمْرِي ، مَتَّى أَحَاسِبُ نَفْسِي ؟ .
                      مَتَّى أَتَزَوَّدُ لِيَوْمِ مَعَادِي ، مَتَّى أَكُونُ عَنْ اللهِ رَاضَيَاً ، مَتَّى أَكُونُ بِاللهِ وِاثِقَاً ، مَتَّى أَكُونُ بِزَجْرِ الْقُرْآنِ مُتَّعِظَاً ، مَتَّى أَكُونُ بِذِكْرِهِ عَنْ ذِكْرِ غَيْرِهِ مُشْتَغِلاً ، مَتَّى أُحِبُّ مَا أَحَبَّ ، مَتَّى أَبْغَضُ مَا أَبْغَضَ ، مَتَّى أنْصَحُ للهِ ، مَتَّى أُخْلِصُ لَهُ عَمَلِي ؟ .
                      مَتَّى أُقَصِّرُ أَمَلِي ، مَتَّى أَتَأَهَّبُ لِيَوْمِ مَوْتِي ، وَقَدْ غُيِّبَ عَنِي أَجَلِي ، مَتَّى أُعَمِّرُ قَبْرِي ، مَتَّى أُفَكِّرُ فِي الْمَوْقِفِ وَشِدِّتِهِ ، مَتَّى أُفَكِّرُ فِي خُلْوَتِي مَعَ رَبِّي ، مَتَّى أُفَكِّرُ فِي الْمُنْقَلَبِ ؟ .

                      تعليق

                      يعمل...
                      X