الرد على المدعو ( محمود المصري ) في قوله: (( سبحان الذي تفرد بالاستيلاء ))!!

[أبو أحمد زياد الأردني]

الرد على المدعو (محمود المصري)
في قوله
(( سبحان الذي تفرد بالاستيلاء ))

للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

[التحميل]

[أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني]

رد: الرد على المدعو ( محمود المصري ) في قوله: (( سبحان الذي تفرد بالاستيلاء ))!!

بارك الله فيكم...
قد وقفت على تنبيه الأخ حمود-وفقه الله- في "شبكة سحاب" وغيرها، وعمومًا الشيخ لم يجزم بكون محمود المصري يؤول الاستواء،وكان تركيزه على إنكار لفظ "الاستيلاء".
وأنا حقيقة بالنسبة للتأويل أشك في أنَّ هذا مذهب المصري، وليس عندنا ما يدل عليه فالرجل -على ما فيه- موروثاته سلفية في الصفات، والعبارة ليست حول الاستواء والعرش.

لكن يبقى النظر في استخدام لفظة "الاستيلاء" في حق الله، وقد ورد هذا اللفظ في كلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما لكن يحتاج عندي تأمل، لكن وروده في كلامهما يخفف من وطأة المسألة ونكارتهاوهذه إحدى الانتقادات التي ذكرها أصحاب الحلبي فرموا الشيخ ربيعًا -وفقه المولى- بها، وشنعوا عليه فيها كما في منتداهم "كل السلفيين"! ، والذي أذكره أنَّ الشيخ كان يستخدمها ثم تركها لأنَّها موهمة للمغالبة.
لكن يبقى انتقاد في كلمة وردت في العبارة المنقولة حيث فيها شيء من الخطأ وهو قوله: تفرد بالاستيلاء "
والله عز وجل قد يُملِّك خلقه ما يشاء إلا إن كان سياق كلام حسان: في بيان أنَّه سبحانه تفرد بالاستيلاء على كل الخلق فهذا حقُ، وهكذا غيرها من الأمور التي تفرد سبحانه بملكها كأمر الجنة والنار والحياة والموت..الخ، أو يكون المراد الاستيلاء المطلق الذي لا مدافعة فيه، ولا أستطيع أجزم فلم أسمع كلام المصري الذي نقله الشيخ.
وهذا رابط تنبيه الأخ حمود: http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=118391

[أبو علي حسين علي الأثري]

رد: الرد على المدعو ( محمود المصري ) في قوله: (( سبحان الذي تفرد بالاستيلاء ))!!

ولا بأس ان ننقل تنبيه الذي ذكره الأخ عاصم عن حمود الكثري :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين على آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فيقول الحق سبحانه في محكم التنزيل :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}

ومن العدل أن لا يُطعن على الرجل-أي رجل-إلا بما هو مطعن، وقبل أن أعرج على ما أريد قوله أقدم بأمر مهم وهو:
بأني أعتقد أن محموداً المصري هذا -وفي أعلى أحواله!- هو من جملة القصاصين الذين لا يؤخذ منهم علم ، وأنه من ضيوف جمعية إحياء التراث المعتبرين، فلا يفهمن أحدٌ كلامي أنه دفاع عنه، أما بالنسبة لكلمة محمود المصري وهي :
سبحان الذي تفرد بالملك والبقاء والقهر والاستيلاء

أقول: والحق أن لا غبار على عبارته، فقد استعمل غير واحد من الأئمة لفظ الاستيلاء وصححوه ،وسياق الكلمة التي قلها المصري ينفي عنها المعنى المتوهم الذي انتقده الشيخ القحطاني ،فهو لم يقل سبحان الذي استولى على العرش مثلاً ! بل قال سبحان الذي تفرد بالملك والبقاء والقهر والاستيلاء ، فالذي يظهر والله أعلم أن العبارة صحيحة؛ وإليك أخي السلفي بعض نصوص لبعض الأئمة حتى يتجلى لك ما قلت:

1-شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
نقل كلام الأشعري : "وقد قال القائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية أن معنى قوله ( الرحمن على العرش استوى ) أنه استولى وقهر وملك وان الله عز وجل في كل مكان وجحدوا أن يكون الله على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في
الاستواء إلى القدرة فلو كان كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لان الله قادر على كل شيء والارض فالله قادر عليها وعلى الحشوش وعلى كل ما في العالم فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو عز وجل مستول على الاشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والاقذار لأنه قادر على الاشياء مستول عليها
واذا كان قادرا على الاشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول ان الله مستو على الحشوش والأخلية لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذى هو عام في الاشياء كلها ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص العرش دون الاشياء كلها وذكر دلالات من القرآن والحديث والاجماع والعقل"
مجموع الفتاوى (5/96-97)

وقال شيخ الإسلام:
"والأشعري يبطل تأويل من تأول الإستواء بمعنى الإستيلاء والقهر بأنه لم يزل مستوليا على العرش وعلى كل شيء والإستواء مختص بالعرش فلو كان بمعنى الإستيلاء لجاز أن يقال: هو مستو على كل شيء وعلى الأرض وغيرها ، كما يقال:إنه مستول عليها ولما إتفق المسلمون على أن الإستواء مختص بالعرش فهذا الإستواء الخاص ليس بمعنى الإستيلاء العام وأين للسلطان جعل الإستواء بمعنى القهر والغلبة وهو الإستيلاء" الفتاوى (16/91).

وقال في (16/396):
"والإستواء مختص بالعرش باتفاق المسلمين مع أنه مستول مقتدر على كل شيء من السماء والأرض وما بينهما فلو كان إستواؤه على العرش هو قدرته عليه جاز أن يقال على السماء والأرض وما بينهما وهذا مما احتج به طوائف منهم الأشعري قال في إجماع المسلمين على أن الإستواء مختص بالعرش دليل على فساد هذا القول".

وقال في (17/376):
"وأيضا فهو مالك لكل شيء مستول عليه فلا يخص العرش بالإستواء وليس هذا كتخصيصه بالربوبية في قوله: ( رب العرش العظيم ) فإنه قد يخص لعظمته ولكن يجوز ذلك في سائر المخلوقات فيقال رب العرش ورب كل شيء وأما الإستواء فمختص بالعرش فلا يقال إستوى على العرش وعلى كل شيء ولا إستعمل ذلك أحد من المسلمين في كل شيء ولا يوجد في كتاب ولا سنة كما إستعمل لفظ الربوبية في العرش خاصة وفى كل شيء عامة وكذلك لفظ الخلق ونحوه من الألفاظ التى تخص ونعم".

2-شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله:

قال في اجتماع الجيوش نقلا عن التيمي في الحجة (ص:107): (والاستيلاء لا يوصف به إلا من قدر على الشيء بعد العجز عنه والله تعالى لم يزل قادرا على الأشياء ومستوليا عليها ألا ترى أنه لا يوصف بشر بالاستيلاء على العراق إلا وهو عاجز عنه قبل ذلك).

وفي (ص:113) نقل قول أبي بكر بن وهب: (ويبين سوء تأويلهم في استوائه على عرشه على غير ما تأولوه من الاستيلاء وغيره ما قد علمه أهل العقول أنه لم يزل مستوليا على جميع مخلوقاته بعد اختراعه لها وكان العرش وغيره في ذلك سواء فلا معنى لتأويلهم بإفراد العرش بالاستواء الذي هو في تأويلهم الفاسد استيلاء وملك وقهر وغلبة).

وفي (ص:11 نقل قول الزنجاني: (والصواب عند أهل الحق أن الله تعالى خلق السماوات والأرض وكان عرشه على الماء مخلوقا قبل خلق السماوات والأرض ثم استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض على ما ورد به النص ونطق به القرآن وليس معنى استوائه أنه ملكه واستولى عليه لأنه كان مستوليا عليه قبل ذلك وهو أحدثه لأنه مالك جميع الخلائق ومستول عليها). وورد كذلك في قول الحسين بن أحمد الأشعري (ص:193)،

وقول ابن القيم في النونية (لكنه استولى على الأكوان) ورد في ثلاثة مواضع منها.

3-شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
قال في نقض كلام الشيعة والزيدية - (ج 2 / ص 80):
وبيان ذلك أن الشاعر أخبر أن عمرًا استوى على العراق أي: ملَكه، فتقول: إن معناه جلس على العراق كله، وعطف رجليه على جميعه! فإن قلت هذا، فهذا مكابرة، وإن قلت: إن المعنى باستواء عمرو على العراق: ملكه، فقد نقضت ما أَصّلتَه، وهدمت ما قررته،
فأعجب لِبَانٍ يُخَرِّبُ ما بَنَى.
ولم تعلم بجهلك بلغة العرب، وما يجوز على الله، وما يمتنع عليه أن ذلك لا يجوز في حقه -تبارك وتعالى-، وذلك أن الله -تعالى- مُسْتَوْلٍ على الكونيْن والجنة والنار وأهلها. فأيّ فائدة في تخصيص العرش؟ وأيضا الاستيلاء يكون بعد قهر وغلبة، والله تعالى منَزه عن ذلك."اهـ



4-العلامة عبد الله بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:

قال الشيخ سليمان بن سحمان نقلا عن الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب: ( ومن زعم أن الاستواء بمعنى الاستيلاء أو القدرة على الأشياء كما تقوله الجهمية فقد جحد علو الله على خلقه لأن الله مستول على الأشياء كلها وقادر عليها فلو كان مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو عز وجل مستول على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقذار لأنه قادر على الأشياء مستول عليه وإذا كان قادرا على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقولوا إن الله مستو على الحشوش والأخلية لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص العرش دون الأشياء كلها).
في كتابه تمييز الصدق من المين.


هذا وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم