إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    قال المصنف رحمه الله: وتَنَزَّهَ عَنِ الصَّاحِبَةِ والأولادِ:

    تنزّه: هو الفعل من التنزه و هو البعد و الترفّع. فهو سبحانه بعيد مترفّع عن أن يكون له صاحبة و أو ولد.

    قال تعالى: ((لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)) (الإخلاص: 3)

    و قال تعالى: ((وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ( 88 ) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) )) (مريم : 88-92).

    و قال تعالى: ((بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) (الأنعام : 101).

    و قال تعالى: ((وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا)) (الجن : 3).

    و الله تعالى أعلم.

    تعليق


    • #17
      رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

      بسم الله الرحمن الرحيم

      قال المصنف رحمه الله: ونَفَذَ حُكمُهُ في جميعِ العبادِ:

      ينقسم حكم الله تعالى إلى قسمين:
      1. حكم شرعي.
      2. حكم كوني.

      الحكم الشرعي هو ما أمر الله تعالى بفعله أو بتركه. و ترك الله الاختيار للعبد -أي أن يعمل بهذا الحكم الشرعي أو يتركه- و رتب على ذلك الجزاء و العقاب.

      و الحكم الكوني هو قضاء الله و قدره. و ضابطه أن كل ما يحدث فهو من حكم الله الكوني فهو سبحانه أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.

      و الحكم المذكور في قول المؤلف هو الحكم الكوني بلا شك. فالله تعالى لا معقب لحكمه و لا رادّ لقضائه.

      و الله تعالى أعلم.

      تعليق


      • #18
        رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

        بارك الله فيك أخي مهند على النفائس وجزاك الله خيرا على مواظبتك

        ينقسم حكم الله تعالى إلى قسمين:
        1. حكم شرعي.
        2. حكم كوني.
        كذا مما يفرق به بين الحكمين أن :
        الحكم الشرعي يحبه الله ضرورة [يحب الفعل و يحب الترك]
        أما الحكم الكوني فلا يلزم منه محبة الله له [قد يحبه وقد لايحبه]

        تعليق


        • #19
          رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

          المتن : مَوْصوفٌ بما وَصَفَ به نفسَهُ في كتابِهِ العظيمِ، وعلىٰ لسانِ نَبِيِّهِ الكريمِ:
          إذا الأسماء والصفات توقيفية لأنه لا أعلم بالله من الله ولا أعلم بالله بعد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
          ورأي جمهور الأشاعرة أن أسماء الله توقيفية وخالف في ذلك من الأشاعرة الباقلاني موافقاً للمعتزلة في جواز اطلاق الاسم الذي لم يرد بالشرع مادام غير موهم نقصا .
          وخالف ايضا ابن العربي المالكي فأجاز إطلاق كل اسم يدل على التعظيم .

          تعليق


          • #20
            رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

            المتن : ووسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلمًا،
            الفائدة : قال تعالى : (( ورحمتي وسعت كل شيء )) الأعراف .
            ورحمة الله وسعت كل شيء حتى الكفار فهو يرزقهم ويعافيهم ويدخل في هذا الحيوانات ايضاً .
            ورحمة الله للكفار في الدنيا فقط أما في الآخره فإن رحمته خاصة بالمؤمنين .
            المتن : وقهر كل مخلوق عزة وحكما
            الفائدة :قهر كل مخلوق : أخضعه لسلطانه ولا يستثنى من هذا أي مخلوق
            ففي هذا رد على الذين يزعمون أن هناك أولياء من يتصرفون في الكون .

            تعليق


            • #21
              رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

              بارك الله فيك ، سأحاول مشاركتكم بالمذاكرة إن شاء الله

              تعليق


              • #22
                رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

                قال المصنف:
                لا تُمَثِّلُهُ العقولُ بالتفكيرِ، ولا تَتَوَهَّمُهُ القلوبُ بالتصوير

                لأنه لا يمكن لأحد أن يصور الله تعالى بقوله الله على صورة كذا و كذا. فهذا باطل لأن الله تعالى لا تدركه الأبصار. قال تعالى: ((لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) <الأنعام : 103>. فلا يمكن لأحد أن يعرف كيفية صفات الله. و كل ما خطر في البال فإن الله منزّه عنه.

                و الله تعالى أعلم.

                ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11]

                هذه الآية تعتبر قاعدة في أسماء الله تعالى و صفاته و فيها ردّ على المعطلة و الممثلة.

                فقول الله تعالى ((ليس كمثله شيء)) فيه ردّ على الممثلة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه. و تشبيههم هذا استناده على قاعدة باطلة, فهم يقولون مثلاً أن الله تعالى وصف نفسه بالسمع و وصف المخلوق بأنه سميع بصير. قالوا و هذا يقتضي المماثلة. و هذا الكلام باطل بلا شكّ. بل حتى المخلوقات فيما بينها تختلف صفاتها اختلافاً عظيماً و إن تماثلت المسميات. فمثلاً للإنسان يد و للفيل يدّ فهل هذا يعني أن يد الإنسان كيد الفيل؟ و كذلك الأمر بين الخالق و المخلوق. فالله تعالى له يدّ تليق بجلاله و للمخلوق يدٌ تليق به. و لله المثل الأعلى.

                و في قول الله تعالى ((و هو السميع البصير)) ردّ على المعطلة الذين ينفون عن الله تعالى الصفات أو يحرفون معانيها بما يسمونه بالتأويل و هو في الحقيقة تحريف. و هؤلاء ذهبوا إلى التعطيل لأنهم زعموا كما زعم الممثلة أن تماثل الأسماء يقتضي تماثل المسميات. و هذا الزعم باطل للسبب الذي ذكر فيما سبق. و لكن هؤلاء قالوا أنه يجب أن ينزه الله عن مشابهة المخلوق فذهبوا إلى التعطيل. و لذلك قال العلماء أن كل معطل مشبه. فالمعطل قبل أن يصل إلى بدعة التعطيل مرّ على شبهة التمثيل.

                و في هذه الآية ردّ على كلا الفريقين لأنها تثبت السمع و البصر (و مثلها باقي الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسانه نبيه -صلى الله عليه و سلم-) و تنفي التمثيل.

                و من القواعد التي ذكرها العلماء استنباطاً من هذه الآية:

                1. إثبات دون تمثيل و تنزيه دون تعطيل.
                2. التماثل في الأسماء لا يقتضي التماثل في المسميات.

                و الله تعالى أعلم.

                تعليق


                • #23
                  رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو حسام مهنّد سمير الرمليّ مشاهدة المشاركة
                  2. التماثل في الأسماء لا يقتضي التماثل في المسميات.
                  شرح لهذه القاعدة:
                  ذكر العلماء رحمه الله تعالى هذه القاعدة في الرد على الذين أنكروا الأسماء والصفات، كالجهمية، أو أنكروا بعضها، كالمعتزلة ومن سلك سبيلهم، إذ إن شبهتهم في إنكار الأسماء أو الصفات أو بعضها: أن إثبات هذه الأسماء أو الصفات لله عز وجل يقتضي التشبيه، فالجهمية يقولون: إذا سمينا الله عز وجل بالعليم أو الحكيم فقد شبهناه بالمخلوق؛ لأن المخلوق قد يكون حكيماً، وكذلك الذين ينفون الصفة يقولون: الحكمة من صفات المخلوقين، فإذا وصفنا بها الخالق فقد شبهناه بالمخلوق، وبالتالي نفوا عنه الحكمة، وكذلك بقية الصفات.

                  وقد ضرب العضو مثالا واضحا لهذا فقال:
                  فمثلاً للإنسان يد و للفيل يدّ فهل هذا يعني أن يد الإنسان كيد الفيل؟ و كذلك الأمر بين الخالق و المخلوق. فالله تعالى له يدّ تليق بجلاله و للمخلوق يدٌ تليق به. و لله المثل الأعلى.


                  كما ضرب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مثالا لهذا في العقيدة التدمرية حيث قال:
                  وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه، وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم، فمعلوم أن هذا موجود، وهذا موجود، ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا، بل وجود هذا يخصه، ووجود هذا يخصه، واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا في غيره

                  تعليق


                  • #24
                    رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

                    بارك الله فيكم ولعل مثال الأول أسهل للمبتدئين

                    تعليق


                    • #25
                      رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

                      المشاركة الأصلية بواسطة أبو علي حسين علي الأثري مشاهدة المشاركة
                      المتن : مَوْصوفٌ بما وَصَفَ به نفسَهُ في كتابِهِ العظيمِ، وعلىٰ لسانِ نَبِيِّهِ الكريمِ:
                      إذا الأسماء والصفات توقيفية لأنه لا أعلم بالله من الله ولا أعلم بالله بعد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
                      ورأي جمهور الأشاعرة أن أسماء الله توقيفية وخالف في ذلك من الأشاعرة الباقلاني موافقاً للمعتزلة في جواز اطلاق الاسم الذي لم يرد بالشرع مادام غير موهم نقصا .
                      وخالف ايضا ابن العربي المالكي فأجاز إطلاق كل اسم يدل على التعظيم .
                      جزاكم الله خيراً.

                      و صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين:

                      1. صفات ذات.
                      2. صفات أفعال.

                      و صفات الذات هي الصفات التي لا يزال الله تعالى متصفاً بها فهي لا تنفك عنه. و من ذلك صفة الرحمة و صفة المغفرة و صفة العلو و صفة السمع و صفة البصر و صفة اليد و صفة القدم و صفة الساق و غير ذلك.

                      و صفات الأفعال هي التي تتعلق بمشيئة الله تعالى. أي أنها أفعال يفعلها الله تعالى متى شاء. و من تلك الصفات صفة النزول إلى السماء الدنيا و صفة المجيء و صفة الضحك (أي أنه يضحك كما سيأتي معنا في المتن لاحقاً إن شاء الله) و صفة العجب و صفة الغضب و صفة الرضا و غير ذلك.

                      و من الصفات ما هي ذاتية فعلية كصفة الكلام. فالله تعالى متصف بأنه يتكلم بكلام حقيقي بصوت و حرف على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه. و هذه صفة ذات فهي لا تنفك عنه. و الله تعالى متصف بأنه يكلم من شاء بما شاء و متى شاء, و يتكلم بما شاء متى شاء. و من هذه الجهة فإن صفة الله الكلام صفة فعلية.

                      و جميع هذه الصفات ثابتة لله تعالى في كتاب الله و في السنة الصحيحة كما سيأتي معنا في باقي المتن و هي صفات حقيقية لله تعالى و هي ليست كصفات المخلوقين كما مرّ معنا في مشاركات سابقة. فالمخلوق له صفات تليق به, و الله تعالى له صفات تليق بجلاله سبحانه و تعالى.

                      و الله تعالى أعلم.

                      تعليق


                      • #26
                        رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

                        وصفات الرحمن جل وعلا تنقسم أيضا من حيث الإثبات والنفي إلى:
                        1-الصفات المثبة.
                        2-الصفات المنفية أو السلبية وهذا القسم مقصود لغيره فإن السلب لا يراد لذاته وإنما لما يتضمنه من إثبات الكمال، وهذا السلب على قسمين:
                        1-سلب لمتصل: وضابطه نفي كل ما يناقض صفة من صفات الكمال، كنفي الموت المنافي للحياة، ونفي العبث المنافي للحكمة، وهكذا...
                        2-سلب لمنفصل:وضابطه تنزيه الله عن أن يشاركه أحد من خلقه في شيء من خصائصه كنفي الشريك والصاحبة والولد...

                        وذكر أيضا أن هناك قسم آخر ألا وهو قسم يقوم على تنزيه أوصاف الكمال الثابتة له سبحانه من مماثلة صفات المخلوقين لها، فلا يقال علمه كعلمهم ورحمته كرحمتهم وهكذا...وكذلك يقوم هذا النوع على عدم التعطيل والجحد لصفات الكمال ونفيها عنه.

                        كما أنه يوجد تقسيم آخر للصفات وهو تقسيمها من حيث الكمال، وهي على ثلاثة أقسام:
                        1-صفة الكمال على الاطلاق:فهي ثابتة لله تعالى كالكلام والفعال لما يريد والقادر...
                        2-صفة الكمال بقيد: لايوصف الله تعالى بها إلا مقيدا كقولنا مستهزء بالمنافقين، كائد للكافرين وهكذا...
                        3- صفة النقص على الاطلاق:وهذه لا يوصف الله تعالى بها.
                        -الصفات المشتقة من الأسماء هي كمال على الاطلاق.

                        تعليق


                        • #27
                          رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

                          المشاركة الأصلية بواسطة أبو علي حسين علي الأثري مشاهدة المشاركة
                          نبدأ في المقدمة وان شاءالله نجد تفاعل من الاخوه حتى نستفيد



                          قال المؤلف رحمة الله عليه :

                          بسم الله الرحمـٰن الرحيم

                          الحَمْدُ للهِ المحمُودِ بِكُلِّ لِسانٍ، المعبودِ في كُلِّ زَمانٍ، الَّذِي لا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكانٌ، ولا يشغَلُه شانٌ عن شانٍ، جلَّ عَنِ الأشباهِ والأنْدادِ، وتَنَزَّهَ عَنِ الصَّاحِبَةِ والأولادِ، ونَفَذََ حُكمُهُ في جميعِ العبادِ، لا تُمَثِّلُهُ العقولُ بالتفكيرِ، ولا تَتَوَهَّمُهُ القلوبُ بالتصوير، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[الشورى:11]، ﴿لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ والصفاتُ العُلى، ﴿الرَّحْمَنُ عَلَىٰ الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾[طه:5-7]، ﴿أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾[الطلاق:12]، وقَهَرَ كلَّ مخلوقٍ عِزَّةً وحُكْمًا، ووسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلمًا، ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا[طه:110]، مَوْصوفٌ بما وَصَفَ به نفسَهُ في كتابِهِ العظيمِ، وعلىٰ لسانِ نَبِيِّهِ الكريمِ.

                          اذكر فوائد التي موجوده في هذه الفقره
                          اذكر ترجمة المؤلف رحمة الله عليه
                          بارك الله فيكم ووفقنا وإياكم لكل خير ، إخوتي الكرام وددت لو أننا قبل أن نبدأ بشرح المتن أن نبين معنى اسمه (لمعة الاعتقاد) ، وذلك لأن اسمه يتضمن معنى الكلام الموجود في الكتاب فمن الضروري أن نبين معنى اسمه ، وكذلك أننا ربما ندرس الكتاب ونفهمه ونستفيد منه وعندما نريد أن نفيد غيرنا بما تعلمناه منه قد يسألنا سائل مامعنى اسم الكتاب (لمعة الاعتقاد) فإذا لم يعلم طالب العلم معنى اسم الكتاب الذي درسه قد يُعد هذا مأخذا عليه، ولذا كان من المناسب أن نذكر معنى (لمعة الاعتقاد) قبل الشروع بالشرح.
                          أقول مستعينا بالله تعالى:
                          "اللمعة" تطلق في اللغة على معانٍ منها:
                          البلغة من العيش وهذا المعنى أنسب معنى لموضوع هذا الكتاب، فمعنى لمعة الاعتقاد هنا: البلغة من الاعتقاد الصحيح المطابق لمذهب السلف رضوان الله عليهم. والاعتقاد: الحكم الذهني الجازم فإن طابق الواقع فصحيح وإلا ففاسد.(من شرح العثيمين -رحمه الله- على لمعة الاعتقاد).
                          فائدة : معنى البُلْغَة :هي مايكفي لسد الحاجة ولايفضل عنها.

                          وكذلك أحب أن نذكر قواعد هامة تتعلق بأسماء الله تعالى وصفاته ، لأن الكتاب تضمن الكلام عن أسماء الله تعالى وصفاته وبذكر هذه القواعد سيكون عند طالب العلم معلومات وتصور عن منهج أهل السنة والجماعة واعتقادهم في أسماء الله وصفاته .
                          القاعدة الأولى:
                          "في الواجب نحو نصوص الكتاب والسنة في أسماء الله وصفاته":
                          الواجب في نصوص الكتاب والسنة إبقاء دلالتها على ظاهرها من غير تغيير، لأن الله أنزل القرآن بلسان عربي مبين، والنبي صلى الله عليه وسلم ، يتكلم باللسان العربي، فوجب إبقاء دلالة كلام الله، وكلام رسوله على ما هي عليه في ذلك اللسان، ولأن تغييرها عن ظاهرها قول على الله بلا علم، وهوحرام لقوله تعالى:
                          قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون[(1).
                          مثال ذلك قوله تعالى:
                          ]بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء[(2).
                          فإن ظاهر الآية أن الله يدين حقيقيتين، فيجب إثبات ذلك له.
                          فإذا قال قائل: المراد بهما القوة.
                          قلنا له: هذا صرف للكلام عن ظاهره، فلا يجوز القول به، لأنه قول على الله بلا علم.



                          القاعدة الثانية:
                          في أسماء الله. وتحت هذه القاعدة فروع:
                          الفرع الأول: أسماء الله كلها حسنى:
                          أي بالغة في الحسن غايته، لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه قال الله تعالى:
                          ]ولله الأسماء الحسنى[(1).
                          مثال ذلك: "الرحمن" فهو اسم من أسماء الله تعالى، دال على صفة عظيمة هي الرحمة الواسعة. ومن ثم نعرف أنه ليس من أسماء الله: "الدهر" لأنه لا يتضمن معنى يبلغ غاية الحسن، فأما قوله صلى الله عليه وسلم:
                          "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر"
                          فمعناه: مالك الدهر المتصرف فيه، بدليل قوله في الرواية الثانية عن الله تعالى:
                          "بيدي الأمر أقلب الليل والنهار".
                          الفرع الثاني: أسماء الله غير محصورة بعدد معين :
                          لقوله، صلى الله عليه وسلم ، في الحديث المشهور:
                          "أسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك".
                          وما استأثر الله به في علم الغيب عنده لا يمكن حصره ولا الإحاطة به.
                          والجمع بين هذا، وبين قوله في الحديث الصحيح:
                          "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة".
                          أن معنى هذا الحديث: أن من أسماء الله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة. وليس المراد حصر أسمائه تعالى بهذا العدد، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة. فلا ينافي أن يكون عندك دراهم أخرى أعددتها لغير الصدقة.
                          الفرع الثالث:أسماء الله لا تثبت بالعقل، وإنما تثبت بالشرع :
                          فهي توقيفية، يتوقف إثباتها على ما جاء عن الشرع فلا يزاد فيها ولا ينقص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على الشرع، ولأن تسميته بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى فوجب سلوك الأدب في ذلك.
                          الفرع الرابع: كل اسم من أسماء الله فإنه يدل على ذات الله، وعلى الصفة التي تضمنها، وعلى الأثر المترتب عليه إن كان متعدياً :
                          ولا يتم الإيمان بالاسم إلا بإثبات ذلك كله.
                          مثال ذلك في غير المتعدي: "العظيم" فلا يتم الإيمان به حتى نؤمن بإثباته اسماً من أسماء الله دالاً على ذاته تعالى، وعلى ما تضمنه من الصفة وهي العظمة.
                          ومثال ذلك في المتعدي: "الرحمن" فلا يتم الإيمان به حتى نؤمن بإثباته اسماً من أسماء الله دالاً على ذاته تعالى، وعلى ما تضمنه من الصفة وهي الرحمة وعلى ما ترتب عليه من أثر وهو أنه يرحم من يشاء.

                          القاعدة الثالثة:
                          "في صفات الله" وتحتها فروع أيضاً:
                          الفرع الأول: صفات الله كلها عليا، صفات كمال ومدح، ليس فيها نقص بوجه من الوجوه :
                          كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والحكمة، والرحمة، والعلو، وغير ذلك لقوله تعالى:
                          ]ولله المثل الأعلى[(1).
                          ولأن الرب كامل فوجب كمال صفاته.
                          وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حقه كالموت والجهل، والعجز، والصمم، والعمى، ونحو ذلك لأنه سبحانه عاقب الواصفين له بالنقص، ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، ولأن الرب لا يمكن أن يكون ناقصاً لمنافاة النقص للربوبية.
                          وإذا كانت الصفة كمالاً من وجه، ونقصاً من وجه لم تكن ثابتة لله، ولا ممتنعة عليه على سبيل الإطلاق بل لابد من التفصيل فتثبت لله في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً كالمكر، والكيد، والخداع ونحوها فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة مثلها، لأنها تدل على أن فاعلها ليس بعاجز عن مقابلة عدوه بمثل فعله، وتكون نقصاً في غير هذه الحال فتثبت لله في الحال الأولى دون الثانية قال الله تعالى:
                          ]ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين[(2).
                          ]إنهم يكيدون كيداً. وأكيد كيداً[(3).
                          ]إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم[(4).
                          إلى غير ذلك.
                          فإذا قيل: هل يوصف الله بالمكر مثلاً؟
                          فلا تقل: نعم، ولا تقل :لا، ولكن قل: هو ماكر بمن يستحق ذلك والله أعلم.
                          الفرع الثاني:
                          صفات الله تنقسم إلى قسمين:
                          1-ثبوتية
                          2- وسلبية.
                          فالثبوتية: ما أثبتها الله لنفسه كالحياة، والعلم، والقدرة، ويجب إثباتها لله على الوجه اللائق به، لأن الله أثبتها لنفسه وهو أعلم بصفاته.
                          والسلبية: هي التي نفاها الله عن نفسه كالظلم، فيجب نفيها عن الله لأن الله نفاها عن نفسه لكن يجب اعتقاد ثبوت ضدها لله على الوجه الأكمل، لأن النفي لا يكون كمالاً حتى يتضمن ثبوتاً.
                          مثال ذلك قوله تعالى:
                          ]ولا يظلم ربك أحداً[(5).
                          فيجب نفي الظلم عن الله مع اعتقاد ثبوت العدل لله على الوجه الأكمل.
                          الفرع الثالث:
                          الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين:
                          1- ذاتية.
                          2-وفعلية.
                          فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها كالسمع والبصر.
                          والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها كالاستواء على العرش، والمجيء.
                          وربما تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين كالكلام فإنه باعتبار أصل الصفة صفة ذاتية، لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية، لأن الكلام متعلق بمشيئته يتكلم بما شاء متى شاء.
                          الفرع الرابع: كل صفة من صفات الله فإنه يتوجه عليها ثلاثة أسئلة:
                          السؤال الأول:هل هي حقيقية؟ ولماذا؟
                          السؤال الثاني: هل يجوز تكييفها؟ ولماذا؟
                          السؤال الثالث: هل تماثل صفات المخلوقين؟ ولماذا؟

                          فجواب السؤال الأول: نعم حقيقية، لأن الأصل في الكلام الحقيقة فلا يعدل عنها إلا بدليل صحيح يمنع منها.
                          وجواب الثاني: لا يجوز تكييفها لقوله تعالى:
                          ]ولا يحيطون به علماً[(1).
                          ولأن العقل لا يمكنه إدراك كيفية صفات الله.
                          وجواب الثالث: لا تماثل صفات المخلوقين لقوله تعالى:
                          ]ليس كمثله شيء[(2).
                          ولأن الله مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه فلا يمكن أن يماثل المخلوق لأنه ناقص.
                          والفرق بين التمثيل والتكييف أن:
                          التمثيل: ذكر كيفية الصفة مقيدة بمماثل.
                          والتكييف: ذكر كيفية الصفة غير مقيدة بمماثل.
                          مثال التمثيل: أن يقول القائل: يد الله كيد الإنسان.
                          ومثال التكييف : أن يتخيل ليد الله كيفية معينة لا مثيل لها في أيدي المخلوقين فلا يجوز هذا التخيل.

                          القاعدة الرابعة:
                          "فيما نرد به على المعطلة"
                          المعطلة هم الذين ينكرون شيئاً من أسماء الله، أو صفاته، ويحرفون النصوص عن ظاهرها، ويقال لهم: "المؤولة".
                          والقاعدة العامة فيما نرد به عليهم أن نقول: إن قولهم خلاف ظاهر النصوص، وخلاف طريقة السلف، وليس عليه دليل صحيح، وربما يكون في بعض الصفات وجه رابع أو أكثر.

                          ملاحظة : هذه القواعد مأخوذة من كتاب (شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين -رحمه الله)

                          (1) سورة الأعراف، الآية: 33.

                          (2) سورة المائدة، الآية: 64.

                          (1) سورة الأعراف، الآية: 180

                          (1) سورة النحل، الآية: 60 .

                          (2) سورة الأنفال، الآية: 30.

                          (3) سورة الطارق، الآيتان: 15-16 .

                          (4) سورة النساء، الآية: 142.

                          (5) سورة الكهف، الآية: 49.

                          (1) سورة طه، الآية: 110.

                          (2) سورة الشورى، الآية: 11.


                          تعليق


                          • #28
                            رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

                            المشاركة الأصلية بواسطة أبو علي حسين علي الأثري مشاهدة المشاركة
                            المتن :




                            من فوائد المقدمة : البدأة بالبسملة إقتداء بكتاب الله واتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..لحديث المطول رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى هرقل وفيه : بسم الله الرحمن الرحيم ...)) الى آخر الحديث .

                            ومعنى البسملة : أي أفعل الشيء مستعيناً ومتبركاً بكل اسم من اسماء الله تعالى الموصوف بالرحمة الواسعة
                            قوله (( الله )) المألوه و((الرحمن)) ذو الرحمة الواسعة : لا يجوز التسمية بالرحمن لانه من اسماء الله الخاصة اما الرحيم يجوز التسمية به
                            الرحمن : اي الرحمة العامة الشاملة للمؤمنين والكافرين .
                            الرحيم : اي الموصل رحمته من شاء من خلقه , والرحيم خاصة بالمؤمنين .

                            1- الثناء على الله بالحمد
                            2- نفي التمثيل عن الله اي لا يمثله شي من خلقه واثبات الصفات العلى لله عز وجل كما قال تعالى :: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .
                            واثبات السميع اسماً لله عز وجل ونشتق منه صفة السمع واثبات اسم البصير لله عز وجل ونشتق منه صفة البصر كما يليق بجلاله

                            3- سعة علمه سبحانه وتعالى

                            جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على ماأفدتنا به .

                            أحب أضيف بعض الفوائد مع تعليقك أخي الحبيب .

                            أولا: دليل قولك : "الرحمن : اي الرحمة العامة الشاملة للمؤمنين والكافرين" .
                            وذلك لأن هذا الإسم على وزن (فعلان) وهذا الوزن في اللغة العربية يدل على السعة والامتلاء ، كما يقال -مثلا- رجل غضبان إذا امتلأ غضباًً . فالرحمن ذو الرحمة الواسعة التي تشمل المؤمن والكافر وبهذا يكون اسم (الرحمن) أبلغ من الرحيم لأن الرحمن على وزن (فعلان) كما ذكرنا وهو يدل على السعة والامتلاء وهو ذو الرحمة العامة التي تشمل الخلق مؤمنهم وكافرهم وأما الرحيم يوصل رحمته من يشاء وهي خاصة بالمؤمنين ، ولكن الرحمة العامة تشمل الكافر في الدنيا فقط وأما في الآخرة فإن الله تعالى يعذب الكفار لأنه سيعاملهم في الآخرة بعدله . (مضمون هذا الكلام استفدته من شرح الواسطية للعثيمين رحمه الله ومن كلام غيره) .

                            وأما قولك : "الرحيم : اي الموصل رحمته من شاء من خلقه , والرحيم خاصة بالمؤمنين" فدليله قوله تعالى ( وكان بالمؤمنين رحيما) . والله أعلم.

                            فائدة : الفرق بين البسملة والتسمية .
                            البسملة : هي قولنا : بسم الله الرحمن الرحيم.
                            التسمية : هي قولنا : باسم الله . وهذه الفائدة استفدتها من درس من دروس فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله .

                            فائدة إملائية : يُحذف حرف الألف من كلمة (اسم) إذا كان ذلك في البسملة مثل : بسم الله الرحمن الرحيم.
                            أما إذا قلت : باسم الله فقط ، فإن حرف الألف لايحذف . (انظر كتاب "المدخل إلى إعداد البحث" ص 49 ، إعداد المفتي رفيق الإسلام المدني )

                            تعليق


                            • #29
                              رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

                              المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن الشلالي السلفي مشاهدة المشاركة
                              الحمد لغة هو الثناء باللسان على المحمود بذكر محاسنه التي يتصف بها ، سواء كان محسنا إلى الحامد أو لا.
                              أو هو الثناء على الجميل الاختياري نعمة كان أو غيرها، يقال حمدت الرجل على إنعامه وحمدته على شجاعته.
                              وفي الشرع الثناء على الله سبحانه وتعالى باللسان بصفات كماله ونعوت جلاله.
                              واختلف أهل العلم هل الحمد والشكر مترادفان أو متغايران فذهب جماعة إلى ترادفهما منهم ابن جرير الطبري رحمه الله، واختار شيخ الإسلام رحمه الله عدم الترادف، فالحمد ثناء بذكر المحاسن ويكون وعلى النعمة،بينما الشكر يكون باللسان والقلب والجوارح لقوله تعالى ( اعملوا آل داوود شكرا)، ويكون في مقابلة النعمة خاصة فبينهما عموم وخصوص.
                              الألف واللام في الحمد قيل هي لاستغراق جميع أنواع المحامد المحققة والمقدرة كما ذكر ذلك الشيخ خليل هراس في شرح الواسطية.
                              واللام في لله: قيل أنها للاستحقاق وقيل أنها للاختصاص ،والصحيح أنها للاستحقاق والاختصاص معا، فالله عز وجل مستحق لكل أنواع الحمد ومختص بأكمل أنواعه كما ذكر ذلك العلامة العثيمين في السفارينية.
                              جزاك الله خيرا ونفعنا الله وأياكم بما نكتب .

                              فائدة : هناك فرق بين الحمد والثناء .
                              فالحمد : هو ذكر صفات المحمود مع حبِّهِ وتعظيمه وإجلاله.
                              أما الثناء : فهو تكرار الحمد .
                              والدليل على ذلك ماثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد : { الحمد لله رب العالمين } قال الله : حمدني عبدي وإذا قال : { الرحمن الرحيم } قال الله : أثنى علي عبدي .... الخ .

                              فعندما كرر العبد الحمد قال الله تعالى أثنى علي عبدي فالثناء هو تكرار الحمد
                              والثناء : مأخوذ من ثنى الشيء أي كرره .

                              ولذلك التعريف الصحيح للحمد : هو ذكر صفات المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله . كما قال ذلك شيخ الإسلام -رحمه الله- وغيره .

                              فائدة أخرى : الفرق بين الحمد والمدح .

                              قالَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ اللهُ: الحمدُ هو ذكرُ صفاتِ المحمودِ مع حبِّهِ وتعظيمهِ وإجلالِه، فإن تَجرَّد عن ذلك (أي إذا تجرد عن المحبة والتعظيم والإجلال) فهو مدحٌ، فالفرقُ بينهما أنَّ الإخبارَ عن محاسنِ الغيرِ إمّا أَنْ يكونَ إخباراً مجرَّداً من حبٍّ وإرادةٍ أو مقروناً بحبِّهِ وإرادتِهِ. فإذا كان الأوَّلَ فهو مدحٌ، وإن كان الثَّانيَ فهو الحمدُ.
                              _ ومابين القوسين هو توضيح من عندي .

                              فائدة أخرى :
                              قولُه: ( للهِ ): لفظُ الجلالةِ عَلَمٌ على ذاتِهِ سبحانه وهو أَعرفُ المعارفِ على الإطلاقِ.

                              ملاحظة : استفدت بعض هذه الفوائد من كتاب شرح العقيدة الواسطية للشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد -رحمه الله - ووبعضها من غيره

                              تعليق


                              • #30
                                رد: مجلس مدارسة لمعة الإعتقاد

                                المشاركة الأصلية بواسطة أبو حسام مهنّد سمير الرمليّ مشاهدة المشاركة
                                جزاكم الله خيراً.

                                و صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين:

                                1. صفات ذات.
                                2. صفات أفعال.

                                و صفات الذات هي الصفات التي لا يزال الله تعالى متصفاً بها فهي لا تنفك عنه. و من ذلك صفة الرحمة و صفة المغفرة و صفة العلو و صفة السمع و صفة البصر و صفة اليد و صفة القدم و صفة الساق و غير ذلك.

                                و صفات الأفعال هي التي تتعلق بمشيئة الله تعالى. أي أنها أفعال يفعلها الله تعالى متى شاء. و من تلك الصفات صفة النزول إلى السماء الدنيا و صفة المجيء و صفة الضحك (أي أنه يضحك كما سيأتي معنا في المتن لاحقاً إن شاء الله) و صفة العجب و صفة الغضب و صفة الرضا و غير ذلك.

                                و من الصفات ما هي ذاتية فعلية كصفة الكلام. فالله تعالى متصف بأنه يتكلم بكلام حقيقي بصوت و حرف على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه. و هذه صفة ذات فهي لا تنفك عنه. و الله تعالى متصف بأنه يكلم من شاء بما شاء و متى شاء, و يتكلم بما شاء متى شاء. و من هذه الجهة فإن صفة الله الكلام صفة فعلية.

                                و جميع هذه الصفات ثابتة لله تعالى في كتاب الله و في السنة الصحيحة كما سيأتي معنا في باقي المتن و هي صفات حقيقية لله تعالى و هي ليست كصفات المخلوقين كما مرّ معنا في مشاركات سابقة. فالمخلوق له صفات تليق به, و الله تعالى له صفات تليق بجلاله سبحانه و تعالى.

                                و الله تعالى أعلم.

                                جزاك الله خيرا على هذا التعليق الطيب

                                لكن لاأدري لماذا لم تعلقوا على قول المؤلف؟ : " ﴿لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ والصفاتُ العُلى، ﴿الرَّحْمَنُ عَلَىٰ الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾[طه:5-7]، ﴿أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾[الطلاق:12]، وقَهَرَ كلَّ مخلوقٍ عِزَّةً وحُكْمًا، ووسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلمًا، ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا[طه:110]

                                فقوله (له الأسماء الحسنى) فيه إثبات الأسماء لله تعالى كما أثبتها لنفسه قال الله تعالى (ولله الأسماء الحسنى)
                                وأسماء الله كلها حسنى : أي بالغة في الحسن غايته لأنها متضمنة لصفات كاملة لانقص فيها بوجه من الوجوه .
                                وقوله (والصفات العلى) أي : العلية ، والصفات كالرحمة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر ، هذه يقال لها صفات
                                أما السميع البصير الخبير فهذه أسماء . ( مستفاد من شرحي العثيمين وصالح الفوزان على لمعة الاعتقاد).

                                ﴿الرَّحْمَنُ عَلَىٰ الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾[طه:5-7]

                                استوى : بمعنى علا على العرش أو استقر على العرش أو ارتفع على العرش أو صعد على العرش ، كل هذه المعاني حق ووردت عن السلف ، فهو استقر على العرش استقرارا يليق به وليس كاستقرار المخلوقين وعلا على العرش علوا يليق به وليس كعلو المخلوقين كذلك يقال في الارتفاع والصعود .
                                أما قول المبتدعة أن معنى الاستواء : هو الاستيلاء فباطل ، وسيأتي الكلام عن ذلك والرد عليهم فيما بعد -إن شاء الله-عند ذكر المؤلف لصفة الاستواء .

                                (لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)

                                يدل هذا على عموم ملك الله تعالى للسموات ومابينهما وماتحت الثرى وعلى سعة علم الله تعالى إحاطته وقد مر ذكر هذا الأمر في بداية الشرح.

                                فائدة:
                                الثرى : هو ماتحت أديم الأرض أو ماتحت سطح الأرض .

                                تعليق

                                يعمل...
                                X