إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

خطبة جمعة "وطن يتفسّخ"، للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [خطبة جمعة] خطبة جمعة "وطن يتفسّخ"، للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذه خطبة جمعة للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله بعنوان "وطن يتفسّخ"

    تاريخ إلقاء هذه المحاضرة : الجمعة 26 من جمادى الأولى 1432هـ الموافق 29-4-2011م

    مكان إلقاء هذه المحاضرة : بالمسجد الشرقي - سبك الأحد - أشمون - محافظة المنوفية - مصر

    رابط الخطبة مسموعة:

    http://www.rslan.org/mp3//934_01.mp3

    المصدر: موقع الشيخ محمد سعيد رسلان

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 01-May-2011, 04:34 PM.

  • #2
    رد: خطبة جمعة &quot;وطن يتفسّخ&quot;، للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

    هل من الممكن أن يضع أحدكم عناصر الخطبة - بارك الله فيكم -

    تعليق


    • #3
      ((وطن يتفسّخ)) خطبة جمعة مفرغة الشيخ محمد سعيد رسلان

      الخطبة الأولى
      إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا
      من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه صلى الله عليه وآله وسلم
      يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون
      يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
      يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً
      أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد:
      فهذه نفثة مصدور وزفرة مكلوم وعَبرة مهموم على وطن يتفسخ تتقاطع توجهات أبنائه فتعجز قواهم عن إعادة بنائه وتتصارع رغبات الطامعين فيه وتقعد عن نيل المعالي همم بنيه وتُعمل معاول الهدم فيه سواعد قاطنية هذه نفثة مصدور و زفرة مكلوم قد يشم منها ذوو الحس رائحة كبد تحترق ولشد ما تغيرت في زمن قصير أقوال رجال وتبدلت منهم أحوال ولُفت شمس اليقين في أكفان سحائب الضلال وسكن القلوب حزن صديق وغشّى على الأعين رماد متخلف من بقايا مُحترَق الآمال اشتعل فيها ما يخبو بُواره حريق والحال كحال من مد يده ليجلُوَ عروسَه فتكشّف له قناعها المُوَشَّى عن جمجمة ميت, وحده الرجاء في الله يلتقي فيه الألم بالأمل كالفجر تلتقي عنده حاشيةُ الليلِ بأهداب النهار وحده زِيفُ التاريخ يُثَبَّتُ الإنتعاض على الشفاه ويُسكِنُ المرارة اللعاب ولكن تنَِقُّ بلا شيء شيوخ محارب و ما خِلتها كانت تريش ولا تدري ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت فدلّ عليها صوتُها حيةَ البحر لقد كُنّا ثم صِرنَا وكان الخطاب دعوي مستقيما ظاهرا يَبِينُ زيفه من صريحه ويَتَبَيَّنُ ليله من نهاره فاختلطت أمور وكنا في ذلك المعترك كالذي يطأ على أضراس الجبل الصخريَّ وأسنانه متئدا حذرا أن يزل فيسقط سقوط اللقمة الممضوغة و لا ينفعه في الصخر وشموخه وتعاليه أنه كان في عريض السهل عداءً لا يُلحَق ،إذا كنت مع الله كانت كل أفكارك صورا روحانية فأنت كالمَلك هو في الأرض ما هو في السماء وإذا كنت مع الشياطين كانت كل أفكارك صورا حيوانية فأنت كهذا المتجهَّم الطيّاش الذي نظر في مرآةٍ و لو نظر في كل مراء الدنيا ما رأى في جميعها غير وجه القرد لأنه القرد لقد صار الحق الذي لا يَعْشُ عن نوره سار لا يُرى بل يُتوهم ولا يُستيقَن بل يُظن فَلَأُمْسِك على قلبي أن يطير وما أملك إلا أن أقول يا هذا لا أدري ما تقول ولكن الحقيقة التي أعرفها أن نفس الإنسان إذا اتّسخت كان كلامه في حاجة إلي أن يغسل بالماء والصابون و هيهات، يا هذا إنك تُعطي مثلا حيا لقوة البلاغة عندما تتصدى للدفاع عن باطل أفيبلغ من غفلتك ألاّ تعرف لعنة الله إلا إذا رأيتها مِلْأَ مملكة ولا تعرف حق وطنك فيك إلا حين تراه غريبا منقطعا لاحق له في واحد من أهله ولا تدرك واجب التضحية بلذاتك وشهوات نفسك إلا بعد أن ترى الوطن من اضطراب الموت في مثل حال الذبيحة تضحد برجلها تحت سكين الذابح أي إنسان هذا الذي يتخذ من المأساة مسلاة وأي قلب هذا الذي يُصفِّق طربا في مأتم الدموع والجوع و في هذه البيئة التي تلهف فقرا وتتنفس مرضا وحرمانا, كثيرا ما تصطدم بالأكراش المنتفخة والأقفية العراض وأكثرهم يتحدثون عن الفضيلة كما تتحدث الخاطبة عن عروس لم ترها , لقد غَرُبَ مجد الريف وجاء عصر الشهادات يحملها أبناء السفلة ومناقشة أكثرهم متعبة يروغون من التطويق بالتهريج ويحلمون بالطيران وهم غرقا في الأوحال إن الهموم قد استولت فربطت أقداما مسرعة وطوت أشرعة مبسوطة وأثقلت أجنحة لطالما رفرفت ولكن إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون عَقْدُ الإسلام لا ينحل بكثرة الآثام وترتفع ألف حوبة بتوبة وما أكثر القلوب التي استُلِبت يتكلم حاملوها ليثبتوا أنهم أحياء إنهم أحياءٌ يهذون أشد ما يهذون ما أفظع النفس إذا خانت صاحبها إن الحياة تبدوا متلفعة بثوب حِداد والعالَم كأنه ملتقى قَرابات يُستعذب عنه الرحيل ما أعظم الخداع إن العين لتجد نوعا من الشبه بين بشرة المختنط وأديم السماء الصافية إنه ظاهرٌ من السعادة وباطن من الشقاء ،من عرف الناس حمد الله على الوَحدة وإن كانت مخالطة الناس لا تخل أحيانا من فائدة فإنه حتى البغال تنطق أحيانا بالحكمة ويا لا الله ما أحمقهم يظِنون بالتافه من الأشياء عن العبث ويعبثون جزافا بنعمة الأمان بنعمة الحياة ويكونَ الوطن خرائب تنعق فيها البوم ومستنقعاتٍ يرعاها البعوض كم أتمنى لو كانت الجراحة تستطيع بتر الفاسد من النفس كما تبتر الفاسد من الأعضاء إنها الفتنة إذا أُشربتها القلوب عَمَتْ وعَمِيَتْ وعمَّت بها أصناف البلاء وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:((تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا)) كما أن الحصير ينسج عودا بعد عود كذلك الفتن تعرض على القلوب فتنة بعد فتنة فأي قلب أُشربها أي دخلت فيه دخولا محكما لا انفكاك له منها كما في قوله تعالى :{{وأشربوا في قلوبهم العجل}} ((فأي قلب أُشربها نكتت فيه نكتةٌ سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين أبيض مثلِ الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسودُ مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه )) وهذا الحديث يبين لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ذكره الله رب العالمين من التحذير من خطوات الشيطان فإن الشيطان يريد الإنسان مطلق عاصي لله فيأتيه من باب الكفر فإن استعصى عليه فمن باب الشرك فإن استعصى عليه فمن باب البدعة فإن استعصى عليه فمن باب الكبيرة فإن استعصى عليه أتاه من باب الصغيرة واللمم فإن استعصى عليه أتاه من باب دقيق ليفوت عليه فضائل الأعمال فيرغِبُه في العمل المفضول ويزهِّده في العمل الفاضل ليُفَوِت عليه ثواب مابين العملين وهذه العقبة لا يلقى الشيطان فيها إلا الأفذاذ من الرجال الذين هم من الخالصين المخلَصين لله رب العالمين فبين لنا رسول الله أن الفتن تعرض على القلوب شيئا فشيئا كما يُنسج الحصير عودا عودا فإذا عُرضت الفتنة على القلب فأنكرها نكت فيه نكتة بيضاء والنكتة كالنقطة وزنا ومعنا وإذا أشرب القلب الفتنة نكت فيه نكتة سوداء وعود إلى عود حتى يصير القلب أسود مرباد كالكوز مُجَخِيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه يضع النتيجة أولا ثم يذهب باحثا عن المقدمات يصدر الحكم أولا ثم يذهبُ ليبحث عن الدلائل والأدلة يأتي بالعربة قبل الحصان يأتي بهذا الأمر معكوسا لأنه قد أُشرب الهوى فاستحكم فيه هواه حتى عبده من دون الله {{ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم}} فبين لنا رسول الله أن الفتن تغزو القلوب شيئا فشيئا وأن الإنسان إذا ركن إلى هذا الأمر استحوذ هذا الأمر عليه حتي يصير قلبه في قبضة الشيطان لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه وأما الذي ردّ الفتنة فنُكِت في قلبه نكتة بيضاء فنكتة إلى نكتة حتى يصير القلب أبيض كالصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض حُصَّن فأتته مناعته فإنّ هذه المناعة بعدُ لرادّة كل فتنة تريد غزو القلب حتى تصير مدحورة مزجر الكلب فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والقسمة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النتيجة الحاصلة من غزو الفتن القلوب قسمة ثنائية فإمّا أشرب القلب هواه فنخص عن سبيل الله وصار هذا القلب في قبضة الشيطان وإما أن يكون القلب أبيض كالصفا كما وصف رسول الله لا ثالث من رد الفتنة صار قلبه محصنا ومن أشرب قلبه الفتنة تبع هواه لا ثالث فالقسمة ثنائية كما في حديث رسول الله حتى تصير على قلبين حتى تصير القلوب على قلبين لا ثالث أبيض مثلِ الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسودُ مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ، المرباد: هو ما خالط بياضَه سوادٌ كثير أو مازج سوادَه بعضُ بياض وهو منفِرٌ عند النظر إليه وعند التناول منه فكيف إذا كان هذا الكوز المرباد مقلوبا منكوسا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كالكوز مجخيا أي مقلوبا منكوسا لا نفع فيه لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه لقد أدّت الفتن الضاربة ديار الإسلام وعواصم المسلمين إلى اشتغال كثير من المتكلمين في الدين بالتحليل السياسي الفكري وهذا التحليل السياسي الفكري له فرسانه أو بغاله أو حميره ولا ينفع الإسلام والمسلمين كثرتهم ولا يضرهم قلتهم ولا وجودهم ولا عدمهم لأنه خروج عن سبيل المؤمنين وكل من خرج عن سبيل المؤمنين الذي اصطفاه الله تعثرت خطاه يسوسون الأمور بغير عقل فينفذ أمرهم ويقال ساسة فأفَّ من الحياة وأفَّ مني ومن دنيا رياستها خساسة.
      أخرج الإمام مسلم في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا قال الرجل هلك الناس فهو أَهْلَكَهُمْ وفي روايه فهو أَهْلَكُهُمْ, إذا قال الرجل هلك الناس فهو أَهْلَكَهُمْ أي كان سببا في هلاكهم, إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلَكُهم فهو أعظمهم هلاكا يبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث أن المسلم ينبغي عليه أن يكون نافعا لمجتمعه أن يكون دالا إخوانه من المسلمين على ما ينفعهم و أن يكون مرشدا إياهم إلى ما يصلحهم و لا يكون ذلك الفوز من الهلاك إلا بإتباع منهاج النبوة و السير على سَنَنِ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن الله تبارك وتعالى جعل العصمة في إتباع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لأنه جاء بالوحي المعصوم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بين لنا كما أوحى إليه ربه جلا وعلا فيما بلّغه إياه جبريل في الحديث الثابت الذي أخرجه أبو نعيم في الحلية وأخرجه غيره عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :((إن جبريل قد نفث في رُوعي)) والنفث هو نفخ بريق يسير فهو أي النفث فوق النفخ ودون التفل ((إن جبريل قد نفث في رُوعي)) والرُوع القلب والضمير والخاطر والنفس وأما الرَوع فالفزع ((إن جبريل قد نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله عز وجل فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته)) هذه القاعدة ما عند الله رب العالمين لا ينال إلا بطاعته التمكين في الأرض العز في الدنيا للمسلمين الحكم بما أنزل رب العالمين التبديل بالأمن والأمان من بعد الفزع والطغيان كل ذلك لا يكون إلا بطاعة الله عز وجل وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات فجعل الله رب العالمين شرط ذلك أن يؤمنوا بالله رب العالمين وأن يعملوا الصالحات إن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته يمكِّنهم الله رب العالمين في الأرض يمكِّن الله رب العلمين لهم دينهم الذي ارتضى لهم يُبَدِلهم من بعد خوفهم أمنا يصلح لهم أمورهم يُدِرُّ عليهم أرزاقهم يرزقهم الأمان في أوطانهم يعبدون الله رب العالمين عبادة خالصة {{يعبدونني لا يشركون بي شيئا }}الفوز والنجاة والبعد عن الهلاك لا يكون إلا بطاعة الله عز وجل ما عند الله رب العالمين لا ينال بمعصيته ما عند الله لا ينال إلا بطاعته كما قال رسول الله .إن هذا الدين حقيقته ظاهرة من أول يوم منذ جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكلفه الله رب العالمين بالبلاغ منذ أوحى الله رب العالمين إليه الوحي المعصوم وحقيقةُ دين الإسلام العظيم ظاهرة جلية لا تشتبه ولا تلتبس وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في البلاغ على التمام وفي الأداء على الكمال حتى اتضحت المسألة في أعين الكفار وفي قلوبهم وهذا ربعي بن عامر رضي الله عنه يقول لرستم قائد الفرس وقد سأله لماذا خرجتم قال إن الله ابتعثنا لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العالمين ومن ضيق الدنيا إلى سَعتها ومن جَوْر الأديان إلى سماحة الإسلام يعلم حقيقة الدين الذي جاء به النبي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم و في موطن عزة لم يتكرر يقف بين يدي رُسْتم في أبَّهة ملكه وسطوة سلطانه ليُعلنَها مدوية ويدعوه إلى عبادة رب العلمين والإنخلاع من العبودية للعباد و الدينونة لرب العباد إن دين الإسلام العظيم بحقيقته لا يلتبس على ناظر وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البلاغ على التمام وفي الأداء على الكمال حتى إن الكفار كان واضحا في حِسهم وضميرهم حقيقةُ ما يدعوا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي الصحيحين لمّا قام هِرَقْلُ بما قام به من إعداد العدة لاستجواب أبي سفيان فأقامه بين يديه وسأله فكان مما سأله ماذا يأمركم يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتأمل في حالة هرقل وفي حالة أبي سفيان رضي الله لأنه لم يكن قد أسلم بعدُ رضي الله تبارك وتعالى عنه كان لم يزل مشركا لم يخرج من شركه بعدُ قال له هرقل ماذا يأمركم بماذا يأمركم محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم الذي يدّعي أنه قد بُعث فيكم وأنه رسول من لدن رب العالمين ماذا يأمركم ؟هذا هو السؤال الذي ينبغي أن يجاب عنه للأديان هذه حقيقة الدعوة إلى دين رب العالمين هذه حقيقة الإسلام المجيد حقيقة ما جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ماذا يأمركم ؟ قال قلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا قالها أبو سفيان لهرقل فأما هرقل فكان نصرانيا كان من أهل الكتاب وأما أبو سفيان فكان لمّا يزل وثنيا جاهليا لم يكن قد أسلم بعدُ رضي الله تبارك وتعالى عنه ولكنه عرف حقيقة دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا يدل على أن هذه هي حقيقة دين الإسلام العظيم وهي حقيقة الدعوة إلى دين الإسلام العظيم, بلّغ النبي البلاغ المبين ,أدّى الأمانة وبلّغ الرسالة فأدّى ما عليه صلى الله وسلم وبارك عليه .قال أبو سفيان لهرقل يقول يعني محمداً صلى الله عليه وأله وسلم أعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقولوا آباؤكم من عبادة الأوثان ومن اتخاذها شفعاء عند الله وما يفعلونه عند الأصنام من التقديس والاحترام والذبح والطواف وما أشبه من فروض العبادة يقدمونها لآلهة من دون الله رب العالمين معبودة واتركوا ما يقولوا آباؤكم من أراد أن يدعو إلى الله فهذه حقيقة دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما كان عليه إخوانه من المرسلين قبله كلهم افتتحوا دعوة أقوامهم بهذه الكلمة المجيدة المباركة اعبدوا الله مالكم من إله غيره النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يلتفت إلى إصلاح الخلل السياسي الذي كان يشمَل مكة وديارها ويحيطُ بقلوب أبنائها لم يلتفت صلى الله عليه وآله وسلم عند دعوة هرقل وعند دعوة كسرى وعند دعوة الملوك والأمراء لم يلتفت إلى إصلاح الخلل السياسي وإنما دعاهم إلى عبادة الله وحده كان عند الروم وعند فارس وعند الهند وعند الأحباش كان عند القدماء في هذا العالم الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظم سياسية حاكمة ونظم اقتصادية فاعلة كانت عندهم مدنيات وعندهم أفكار وفلسفات وعندهم علوم و مواضعات فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوهم بأمر الله إلى الله فلم يبدأهم بالدعوة إلى إصلاح الخلل السياسي لم يأمرهم بإصلاح الخلل الاقتصادي لم يأمرهم بإصلاح الخلل الاجتماعي لم يأمرهم بإصلاح الخلل الفكري وإنما أمرهم بالانخلاع من عبادة الخلائق والمخلوقات إلى عبادة رب الأرض و السماوات فبدأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة إلى إصلاح الاعتقاد إلى إصلاح القلوب وهذا هو الأساس لا يمكن أن يُتصور أن يقوم بناء على غير أساس الذين يدعون اليوم إلى الإصلاح السياسي لخدمة الدين واهمون مخدوعون خادعون لأنه لا يمكن أن يتأتى من جراء ذلك خير وإنما هي المصارعات في حَلْبات الأقزام ثم تُنصب السُرادقات الكرتونية و يتحلّق في تلك الحلبات أقزام يهتفون عند إجراء الاقتراع يسقط ويعيش إلى غير ذلك مما هو معلوم وأما القلوب فهي تَغَصُ بشركها وهي غارقة في بدعها وما هكذا ولا إلى ذا دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنما بدأ بالدعوة إلى توحيد الله إلى الدينونة لله لا بد أن يدين المجتمع لله أولا إذا دان المجتمع لله وكانت الدينونة فيه لله قَبِلَ أحكام الله ولم ينازع أمر الله ولم يرد الأمر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأما الوهم الواهم في استنبات البذور في الهواء والبناء على غير أصل ولا أساس فإن تجربة ثمانين عاما من الأحزان ومن مناطحة السلطات والدخول في المعارك الوهمية لم تزد الأمة إلا تخلفا وفقرا لمّا أدخلوا الشعوب في الصراع مع السلطات الزمنية ونُحَّيَتِ القلوب جانبا فاختلفت على أجسادها فتخالف أفراد المجتمع على مدار ثمانين عاما من الأحزان أفسدت الجماعة الحياة السياسية وأفسدت الجماعة الحياة الدينية وأفسدت الجماعة الحياة الاجتماعية وأفسدت الجماعة الحياة الاقتصادية وأوغرت صدور أبناء الأمة فصاروا في أمر مريج ولم تكن الدعوة إلى حقيقة الإسلام العظيم ,لقد عرفها المشركون ولم يعرفها أولئك المسلمون, المشركون عرفوا حقيقة دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال هرقل لأبي سفيان ولم يكن قد أسلم بعد ماذا يأمركم ؟ قال قلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة ثم قال له مفسرا موضحا لِما سأله تلك الأسئلة قال وسألتك بما يأمركم فقلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم قال هرقل فإن كان ما تقول حقا فليملكن موضع قدميّ هاتين فهمها هرقل ولم يفهمها كثير من الدعاة لئن كان ما تقول حقا أنه يدعوكم إلى عبادة الله وحده وأن لا تشركوا به شيئا وأن تتركوا ما يقول آباؤكم لئن كان ما تقول حقا ليملكن موضع قدمي هاتين, وهي من القوتين العظميين في زمن رسول الله كان الروم ثاني قوتين عظميين في زمان الوحي والنبوة وهو يقول هذا الكلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطارد وأتباعه مشردون معذبون مقتولون رضي الله عنهم أجمعين, النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا إلى دين الله ولا عليه إلا أن يدعو إلى دين الله لئن كان ما تقول حقا ليملكن ما تحت قدمي هاتين يقولها هرقل لأبي سفيان ثم يقول ولو أني استطعت أن أخْلُص إليه لغسلت على قدميه صلى الله عليه وآله وسلم قال أبو سفيان للقوم لمّا خرج لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر لماذا يخاف ملك بني الأصفر رسول الله؟ كان عند هرقل علم من الكتاب وكان يعلم أن الزمان زمان نبي قد أظل زمانه وقد قالها لأبي سفيان رضي الله عنه وقال ما كنت أظن أن يبعث فيكم صلى الله عليه وآله وسلم, حقيقة الدعوة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينبغي أن لا تغيَّر ينبغي أن يدعى الناس إلى ما جاء به رسول الله لا أن يُشغلوا عن حقيقة الدعوة عن حقيقة التوحيد والإتباع بيسقط ويعيش والدخول في حلبات الأقزام و
      نصب السُّرادِقات الكرتونية من أجل الإتيان بتلك الأقزام في حلباتها لتُنَصَّب على هامات الخلائق وهذا كله وهم واهم وظنُّ ظان وعبث عابث و دين الله عن هذا بمبعدة فاللهم مسكنا دينك وألزمنا صراطك وأقِمنا على الحق الذي هديتنا إليه حتى تقبضنا عليه وحتى نلقى وجهك الكريم ونحن عليه إنك على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على البشير النذير وعلى آله وأصحابه أجمعين
      [color="rgb(255, 140, 0)"]الخطبة الثانية[/color]
      الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه و على آله وسلم أما بعد
      فإن الله تبارك وتعالى ابتعث نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم في أمة أمية لا تحسب ولا تقرأ ولا تكتب وعصم الله رب العالمين هذه الامة مع أميتها بالوحي المعصوم وعلمها حتى علمت الأمم كلها وسار المسلمون الأوائل بسيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم طهّر الله قلوبهم من الشرك ودنسه ومن الكفران ورجسه وملأ الله رب العالمين أفئدتهم بنور الإيمان واليقين استعذبوا المر واستحلوا الصعاب فخاضوها عُبابا حملوا أرواحهم على أكفهم ومعهم حقيقة دين الإسلام العظيم يُعبَّدون الخلق للخالق العظيم ويدعون الناس إلى عبادة رب الناس لا يرضَون بالشرك ولا يقرون البدعة والرسول صلى الله عليه وآله وسلم تركهم على البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ولم يُحْوِجْنا الله رب العالمين بعده إلى أحد لأن الله أكمل الدين وأتمّ النعمة وبلّغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم البلاغ المبين فمن حدّثك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد كتم شيئا من الوحي فقد أعظم على الله الفِرية لأن الله تبارك وتعالى أمره بالبلاغ المبين و قد اصطفاه وصنعه على عينه وهو أعلم حيث يجعل رسالته وعصمه صلى الله عليه وآله وسلم فبلّغ ما أمره الله رب العالمين بإبلاغه, هذا الوحي الكامل والدين التام الشامل لم يُحْوِجْنا الله تبارك وتعالى معه إلى أحد من خلقه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال أبو الدرداء رضي الله تبارك وتعالى عنه لقد قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم قبض وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا و ترك لنا منه علما صلى الله عليه وآله وسلم أعقدُ الأمور وأعظمها في كيفية إدارة الدولة المسلمة التي يُفترى عليها اليوم أنها لم تكن يوما من الدهر إسلامية ولا دينية بتلبيس و زيف وتزييف للتاريخ لأنّهم يُسقطون ما كان في أوربا في العصور الوسطى المظلمة لمّا تفردت الكنيسة والقساوسة بالأمر كله فحكموا في الناس بجهلهم بعدما بدلوا الوحي لأن الله تبارك وتعالى لم يعصم وحيهم المنزّل على نبيهم من الزيادة فيه والتحريف والنقصان فبدلوه وغيروه ومسخوه وزادوا فيه ونقصوا منه وحكموا في الناس بأهوائهم فضج الناس من الدين والديانة ولا غَرْ فهو دين باطل وديانة محرفة وهؤلاء بكروشهم إنما يأكلون الدنيا بدين مزعوم محرّف فوقع انفصام بين الدين والدنيا ,هذا الدين العظيم الذي أكرمنا الله به دين الإسلام العظيم إذا ضيعناه ضعنا ويبقيه الله رب العالمين وينشئ له من بعدنا خلقا {{وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم }}فمن تبدل دين الله رب العالمين بالكفر وتولى استبدل الله رب العالمين به خيرا منه هذا الدين العظيم لمّا تمسك به العرب وكانوا أكلة رأس وكانوا أقل الأمم في العلم والمعرفة معرفتهم بُدائية من تجاربهم في الصحراء و الفلوات ومن جَوْبِهِمُ القفار والصحراء من مخالطة الامم يأتون بالنُّتَف القليلة من علم تلك الأمم وهي مشوهة عندهم لا كتاب قد نُزِّل عليهم قبل كتاب نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم يعصمهم الله به من الزيغ والضلال ويرشدهم الله به إلى الهداية والرشاد فكانت معارفهم بُدائية وكانت أخلاقهم فطرية لمّا تمسكوا بالدين عزوا وسادوا وملكوا الدنيا كلها وأما الغرب فلما ترك الدين وتولى عنه وأدبر عن جادته تفتحت عقول أولئك الناس لأن الدين الباطل كان يُقعدهم عن المعرفة ويسدُّ منافذ عقولهم و لا غَرْ فهو باطل محرّف فيأتي من يقول اليوم إن النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كانت سلطته في إدارة الدولة ليست سلطة دينية وكذلك من جاء بعده من الخلفاء ويدّعون أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي علّم الأمة حتى الخَراء وبالكسر أيضا حتى الخِراء حتى كيف يقضيَ المرأ حاجته كيف يتخلى علّم ذلك نبيُنا صلى الله عليه وسلم الأمة ثم لم يعلم الأمة كيف تدير أمورها وكيف تُصَرِّفُ أحوالها وتركها نهبا لأفكار الأمم من بعدها حتى يصير الناس في هذا الزمان وهم يدّعون أنهم يريدون الحكم بالإسلام إلى التحاكم إلى الطاغوت المنصوب في الغرب وهو الديمقراطية يدعون إليه عملا ويتنكّرون له قولا يقولون إن الديمقراطية كفر فهي دين كفر لا يتابع ثم يلتزمون أحكامها من أجل الوصول إلى الحكم بدين رب العالمين و هذا أمر من أعجب ما رآه الخلق في العالم أن يكون الكفر وسيلة إلى الإسلام وأن يكون الشرك طريقا ممهودة إلى الإيمان هذا من أعجب ما رآه الخلق في العالم منذ خلق الله العالم لم يكن ذلك قط ماكان الشرك و لا الكفران يوما طريقا ممهودة إلى الإسلام و الإيمان بل جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالأمر وبلّغه حتى عقله من كان كافرا مشركا وحتى دلّ على آ ثاره من بعدُ من كان على سدة حكمٍ في أعظم دوله كانت قائمة في زمن رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم ألم يكن عند الأحباش من مدنية قائمة وحكم مستقر و مع ذلك لمّا عرض جعفر بن ابو طالب لما عرض الأسلام على النجاشي أسلم زمام قلبه لأمر الله رب العالمين وآمن بدين الإسلام العظيم مالذي عرضه عليه عرض عليه نظاما سياسيا بديلا ؟ أونظاما إقتصاديا بديلا ؟إنما عرض عليه التوحيد إنما عرض عليه حقيقة الإسلام المجيد هذا ما يدعى إليه وينبغي أن تدعى الأمة إليه وإذا كانت جماهير الأمة في باب القضاء القدر جبرية جماهير الأمة في باب القضاء والقدر جبرية فالواحد منهم لو قلتَ له لما لا تصلي قال هذا مكتوب علي هذا عين الجبر وإمّا جماهير الأمة من العوام فمرجئة إذا قلت له لما لا تصل مثلا قال وأي شيء هذه الصلاة العبرة بالقلوب وما دام القلب نقيا صافيا فباب الجنة مفتوح هذا عين الإرجاء كما أن قول القائل من الدهماء إن المعصية قد قُدرت وكُتبت علي فماذا أصنع هذا عين الجبر وأما في باب الأسماء والصفات فحدث عن ذلك و لا حرج وقد تعجب من هذا القول ولكن لقد أخرج الأمام مسلم في صحيحه من حديث معاوية السُلمي رضي الله تبارك وتعالى عنه لمّا صكَّ الجارية وكانت لأغنامه راعية فجاء الذئب فعدى على الغنم فاختطف واحدة قال و كنت أمرءً من الناس فصككتها ,يعني ضربها بكفه على وجهها أو على جسدها ثم جاء يقص القصص على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظّم له الأمر جدا إذ ضربها ثم قال أُدعها لي ,جارية ترعى الأغنام في الصحراء وفي فلوات مكة, جارية ترعى الغنم في الفلوات وفي خُلل الجبال لم تحضر مجالس التعليم ولم تتلقى العقيدة على المشايخ والشيوخ الحاذقين وإنما نطقت بفطرتها لمّا سألها رسول الله والفطرة هي الإسلام والإسلام هو الفطرة وكان ذلك مستفيضا علّمهم إيّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا جيء بها ,سألها رسول الله قال: أين الله؟ قالت في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم .قال: أعتقها فإنها مؤمنة اليوم يقول الذين يتمسحون بالعلم زورا وميلا إن الإنسان إذا أشار بإصبعه فقال إن الله في السماء فلا بد من قطع إصبعه الذي يُعترض عليه ها هنا ليس من رفع إصبعه وإنما المعترَض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, الخصومة معه فلينقل ميدان الخصومة إلى رسول الله فليخاصموا رسول الله فإنه في أكبر محفل شهده كان يقول صلى الله عليه وسلم اللهم فاشهد يشير بالسّبّاحة إلى السماء اللهم فاشهد وينكتها إلى القوم اللهم فاشهد, اللهم فاشهد ,اللهم فاشهد, صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قال تلك القولة العظيمة وهو من هو في الحلم لرجل قام يخطب بين يديه فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى قال بئس خطيب القوم أنت وهو أسلوب ذم كما هو معلوم,قال بئس خطيب القوم أنت لما ؟ لأنه قال ومن يعصهما فأتى بالضمير للمثنى ولم يقل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى كما قال من يطع الله ورسوله فقد رشد قال بئس خطيب القوم أنت لا مسامحة في التوحيد قال الرجل لرسول الله ما شاء الله وشئت قال :((ويحك أجعلتني لله نِدا؟)) التنديد أمر عظيم أجعلتني لله ندا؟ إن كان ولا بد أن تقول فقل ماشاء الله ثم شئت المتحذلقون المتثدلكون من الضُّلال العابثين في هذا الزمان يقولون نجلس نعلم الناس الواو وثم ؟لا تقل ما شاء الله وشئت وقل ما شاء الله ثم شئت إن كنت قائلا يقولون: هذا عبث و صرف للأمة عن أهدافها النبيلة, والحق أنهم هم الذين يصرفون الأمة عن غاياتها لأن الذي قال هذا الكلام هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الترمذي وغيره وهو حديث ثابت عن أبي واقد الليثي لمّا خرجوا مع النبي إلى حنين للقاء هوازن بعد فتح مكة بقليل من الزمان قال: خرجنا مع رسول الله للقاء هوازنَ خرجنا مع رسول الله إلى حنين ونحن حديثوا عهد بكفر فمررنا على سدرة عظيمة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال :الله أكبر وفي رواية سبحان الله يتعجب قلتم كما قال بنوا إسرائيل لموسى اجعل لنا إله كما لهم ءالهة, ما الذي قالوه ؟كانوا حديثي عهد بكفر أسلموا حديثا ولم يتعلموا العلم بعد فلما مروا على تلك السدرة وكان الجاهليون قبلُ لهم سدرة عظيمة يقال لها ذات أنواط يذهبون إليها ينوطون بها يعلقون بها أسيافهم ويعكفون عليها يتبركون بها فلمّا مرّ هؤلاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا حديثي عهد بكفر لما مرّوا بسدرة عظيمة قالوا يارسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال هذا القولَ الكبير قال قلتم كما قال بنوا إسرائيل لموسى عليه السلام اجعل لنا إلها كما لهم آلهة أإتخاذ سدرة يعكف عليها وتعلق بها الأسياف كاتخاذ بني إسرائيل إله يعبد من دون الله؟ كذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذبح لغير الله ,الدينونية لله رب العالمين بمعنى أن تُلقي زمام قلبك بمقادته للشرع الأغر يُصَرِّفُهُ كيف يشاء إذا كان الناس ينازعون الله رب العالمين في الدينونية و لا يدينون لله رب العالمين مستسلمين بالتوحيد ! أفيقال لهم أفعلوا ولا تفعلوا؟ فيجد المرأ منهم إستجابة بعدُ حتى إن وجدت الإستجابة لم تعدو وأن تكون إستبدال قانون بقانون, إستلهاما لخير وتحصيلا لفائدة أما أن يكون دين رب العلمين فدون ذلك خرط القتاد كما قال الأقدمون ينبغي علينا أن نعرف حقيقة دين الإسلام العظيم وأن نُجَلِيَها للناس وأن ندعو الناس إلى حقيقة التوحيد والإتباع و النجاة كل النجاة في ما كان عليه رسول الله وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين قال: الناجية منها واحدة ثم بيّن صفتها ووضح شِيَتها فقال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي وأصحاب الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عرضوا دين الإسلام العظيم على الأمم والأقوام ولم يقبلوا منهم إلا ما حدّه الله رب العالمين وحدّه رسول الله خرجوا مجاهدين في سبيل الله إما أن تقبلوا الإسلام فإخواننا حينئذٍ في الدين وإما أن تعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون وإلا فهو السيف ثم إن السيف من أجل إزاحة الأنظمة التي تحول دون الشعوب وكلمة الله رب العالمين والوحي المعصوم فإذا خُلِيَ بين الناس ودين الله رب العالمين أُغمدت السيوف وبدأت الدعوة إلى الله رب العالمين الدعوة إلى التوحيد أصل الأصول فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله ,أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, قبل الدعوة إلى الصلاة فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم في اليوم و الليلة خمس صلوات ثم أخْبَرَهم عن الصدقات والزكوات كل ذلك على هذا التدريج ,والنبي صلى الله عليه وآله وسلم علم الأمة الولاء والبراء و اليوم يهادَن أعداء الله ويوالى أعداء الله ويعادى أولياء الله وإنّا لله وإنّا إليه راجعون أسأل الله رب العالمين أن يشرح صدورنا وأن يرفع الكرب والهمّ عنّا وأن يُسلِم أمّتنا من كل سوء وأن يحفظها من عاديات الكفر والشرك والبدعة والظلال إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

      تعليق

      يعمل...
      X