إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

خطبة جمعة للشيخ محمد سعيد رسلان بعنوان (الهزيمة النفسية ) بتاريخ 3 من جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 6-5-2011م

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية وتفريغها] خطبة جمعة للشيخ محمد سعيد رسلان بعنوان (الهزيمة النفسية ) بتاريخ 3 من جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 6-5-2011م

    خطبة جمعة للشيخ محمد سعيد رسلان بعنوان (الهزيمة النفسية ) بتاريخ 3 من جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 6-5-2011م

    ****************
    يمكن تحميل الخطبة من المرفقات
    الملفات المرفقة

  • #2
    رد: خطبة جمعة للشيخ محمد سعيد رسلان بعنوان (الهزيمة النفسية ) بتاريخ 3 من جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 6-5-2011م

    [تفريغ من الدقيقة 46-50]

    ..لذلك لمّا حاربوا النازية و الفاشية في الحرب الكبرى الأولى صارت الدعايات ولا زالت لاصقة آثارها بالأذهان إلى اليوم مستقرة في حبات القلوب إلى الآن ضد النازيين والصليبيين فلما خرج من خرج من الغرب الصليبي منتصراً جاءت بعد ذلك تلك الحرب الباردة وصارت كلمة الشيوعية مُلصقاً بها كل رذيلة مضافاً إليها كل نقيصة_وهو كذلك_ حتى اضطُر (خرشوف) أن يقف في الأمم المتحدة ليقسم بكل إله لا يعبده إذ هو ملحد كافر أنهم في روسيا لا يأكلون البشر إن الدعايات في التشويه كانت قد بلغت مبالغها ثم لما انهار الإتحاد السوفيتي وتساقطت الدول الاشتراكية دولة بعد دولة إتُّخِذَ الإسلام عدواً وهو عدو تليد منذ القدم و لكن صار المسلم اليوم مرادفاً للإرهابي وصار الإسلام اليوم دين ارهاب ووحشية هذا كله مقصود من أجل أن يهزم المسلم هزيمة نفسية
    إن كنت مؤمناً فأنت أعلى لأن الله قال للمؤمنين: "وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" فالعزة لكم والمجد لكم والكرامة لكم أنت تعبد الله وتوحده وغيرك يكفره ويشرك به أنت لا تسجد لأحد ولا لشيء دون الله وغيرك يسجد لمخلوقات الله أنت تتبع خير الرسل وخير البشر وغيرك يتبع زبالات الأذهان ونفايات الأفكار وقمامات الأمم أنت مسلم فاعتز بإسلامك واستعلي بإيمانك لا تكن وضيعاً ولا ذليلاً فإن ذلك لا يجتمع مع الإسلام في قَرَنْ فالإسلام دين العزة دين الرفعة دين الكرامة كما أنه دين العدل ونفي الجور ينبغي ألا نلتفت لما يشيعه الآخرون من وسائل لهزيمة المسلمين هزيمة نفسية
    الحــــــق قــُوُتــــــه فيـــــــــــه
    والحــــــق منصــــــــــور ومضطهـــد دومــــــاً
    فلا تبتئس ولكن النصر له النصر للحق وإن بدا في عين المرء ضعيفاً النصر للحق وإن بدا باديَ الرأى مَهينا والعزة للحق لأن الله ناصره والله رب العالمين ينصر أولياءه ويخذل أعداءه
    لا تستهينوا بالنعمة التي أنعم الله عليكم بها "أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".... تعلم دين ربك الذي شرفك بالإنتماء إليه ولا تضيع وقتك وعمرك ورأس مالك.

    تعليق


    • #3
      الهزيمة النفسية خطبة جمعة للشيخ محمد سعيد رسلان

      إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا


      من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه صلى الله عليه و على آله وسلم


      { ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [آل عمران/102]


      { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } [النساء/1]


      { يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً}[البقرة/278]


      أما بعد:


      فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد:


      فإنه قد كُتب على المجتمع المسلم منذ اللحظة الأولى لميلاده أن يُواجه بأكبر التحدِّيات وأن يُعاند بأجل الصعوبات، ذلك لأن الكفر لا يملك إلا وجهه القبيح، يزينه ربما ولكنه لا يملك أن يغيره ومن اللحظة الأولى والعداوة قائمة، والحرب مضطرم غوارها وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما، من رواية عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها، في بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكيف رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى خديجة رضي الله عنها فأخذت بيده إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان امرأ قد تنصّر في الجاهلية وقرأ الكتاب العبراني وكتب فلما جاءه الرسول صلى الله عليه و آله وسلم فأخبره بما كان من أمر ما أوحي إليه به قال ورقة: إنه النّاموس الذي كان ينزل من عند الله جلا وعلا على موسى عليه السلام، يا ليتني فيها جذَعا والجذع الشاب القوي ، يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعجبا أََوَ مخرجي هم قال ورقة إنه ما أتى رجل قومه بمثل ما جئت به إلا عودي فهذه الحرب المضطرمة بين الإسلام والكفر وبين اليقين والشك وبين الإيمان والشرك حرب دائمة أبدا منذ جاء نوح عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وتأمل في قولة ورقة رضي الله تبارك وتعالى عن أصحاب محمد أجمعين هل يعد منهم لأنه ما عدا أن هلك وكان الوحي قد فتر ولكنه يؤمن برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هذا الإيمان تأمل في قوله إنه ما أتى رجل قط قومه بمثل ما جئت به إلا عودي ما جاء إنسان بالحق إلا حاربه أهل الباطل وما دعا إنسان إلى الإيمان إلا حاربه أهل الكفران وما صدع إنسان بالإسلام إلا وقف في وجهه أهل الشرك وما ثبت رجل على اليقين حتى حاربه أهل الشك تلك سنة الله رب العالمين في المرسلين ولم تتخلف في أتباع المرسلين ولن تتخلف إلى يوم الدين والنبي صلى الله عليه و آله وسلم لمّا صدع بالدعوة إلى الله كان أمر الدعوة إلى الله مكشوفا لا التباس فيه ولا غموض يعتريه وكان الأمر واضحا عند أتباعه متألقا في أرواحهم وقلوبهم وكان واضحا متألقا أيضا في أذهان أعدائه ممن رفض الدعوة وحارب الداعي ووقف في صف الشيطان الرجيم ،والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمّا زاد الأذى في مكة عليه وعلى أصحابه أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة وهم إنما كانوا قبل يركبون متون القفار فالآن عليهم أن يخوضوا سذج البحار ولا عهد لهم بالماء وعهدهم موصول بالرمال ولكنهم لأجل الفرار بدينهم من الشرك تزخر به مكة حولهم فروا بدينهم إلى الحبشة فتبعتهم قريش ولم تتركهم يأمنون في مأمنهم ويسكنون في مسكنهم ويقَرون على قرارهم عند رجل أمّنهم فلم يُظلم منهم واحد وقاموا على أمر دينهم الذي هداهم الله رب العالمين إليه خير قيام في أرضه,


      في رواية أم سلمة أن قريشا أرسلت عمرا هو عمرو بن العاص ولم يكن قد أسلم بعد وأرسلت عبد الله بن أبي ربيعة وفي رواية أبي موسى الأشعري أن قريشا أرسلت عمرا وأرسلت عُمارة بن الوليد وعلى أي حال فقد ذهب وافدان مرسلان من قبل قريش محملان بالهدايا للنجاشي وبطارقته ووصلوا إلى البطارقة أولا فدفعوا إليهم الهدايا وافترى من افترى منهم على أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقالو ا إن من السفهاء غلمانا قد خرجوا على معهود دينهم وسفهوا أحلام قومهم وعابوا آلهتهم وصبئوا عن دين قريش بآبائها وأجدادها وقد آواهم ما آواهم من المسكن وطواهم ما طواهم من الأرض حتى صاروا عند النجاشي عندكم فكلموا النجاشي فيهم حتى يردهم إلى قومهم ليروا فيهم رأيهم فلما عُرض الأم على النجاشي وقد دفعت إليه الهدايا مما يحب وكلمه بطارقته بِأن يرد أولئك إلى قومهم وهم أولى بهم، قال: لا يكون حتى أسمع منهم ليقيم العدل ولِيَنصب موازين الحق ولكي لا يظلم بأرضه أ حد كان في جواره وآواه ظل بلاده فلمّا نزل ذلك بجعفر بن أبي طالب ومن معه من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ورضي الله عنهم نزل بهم أمر شديد فقالوا إذا عُرضنا عليه غدا ماذا نقول فقال جعفر نقول والله ما بَلَغَنَاهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نكتم منه شيئا.


      كان النجاشي نصرانيا وعنده بطارقته من رؤساء ملته وأهل دينه فكيف يُجَبِّهُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القوم وهم في قبضتهم بما يكرهون ،قالوا: لا والله لنخبرنّه بما أرسل به رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فلما مثلوا بين يديه سألهم عما أرسل به الرجل الذي بعث فيهم فتكلم جعفر رضي الله عنه وأخبر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من حقيقة الدعوة وأخبر بالذي كان من أمر العرب ومن أمر قريش إذ يأكلون الميتة، ويعاقرون الخمر، ويذبحون للأصنام، ويعبدون الأوثان، ولا يراعون حُرمة، و يعتدون ويسلبون وينهبون ويتقاتلون لأتفه الأسباب، ويقطعون الأرحام ويعتدون على الضعفاء والأيتام، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فأمرهم بأن يعبدوا الله وحده، وأن لا يشركوا به شيئا ،وأمرهم بأن يأكلوا من الطيبات، وأن يجانبوا المحرمات، وأن يبتعدوا عن أم الخبائث، وأمرهم بصلة الأرحام، والعطف على الأيتام، وبالبر والجود والصدقة والكرم، ومضى يعدد حسنات الإسلام فقال: هل معكم مما جاء به نبيكم شيء قال نعم قال فاعرض علي فعرض عليه صدرا من سورة مريم لم يعرض عليه إلا هذا فبكى النجاشي حتى أخضل لحيته وبكى بطارقته حتى صبت دموعهم على صحفهم، ثم قال النجاشي: والله إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة .


      هو وحي الله كلام الله بيانه الخاتم إلى خلقه في أرضه لتستقيم أمور الحياة ليرتفع الجور والظلم عن الناس، فيأمن المرء على دينه وليأمن المرء على عرضه، وليأمن المرأ على ماله، وليأمن المرء على ماله وثروته وداره وأرضه، فصرفهم مكرّمين .


      فلما أنصرف عمر وصاحبه قال لآتينهم في غد بما تستأصل به شفّتهم وتجتثّ به خضراؤهم، قالت أم سلمة: فقال له عبد الله بن أبي ربيعة وكان أتقى القوم: إن لهم رحما، يعني دعهم وشأنهم ولا عليك منهم فقد أدينا ما علينا قال : لا والله لأفعلن، فلما أصبح غدا على النجاشي فقال: أيها الملك إنهم ليقولون في مريم قولا عظيما فاستدعاهم، فتآمروا بينهم متشاورين قبل أن يمثلوا بين يديه، ماذا تقولون له فقالوا والله لا نقولوا إلا ما بلغَناه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ولا نكتم من البلاغ شيئا، فلما كانوا بين يديه قال: ما تقولون في عيسى بن مريم,


      قال جعفر بلسانهم :هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فنخر البطارقة فقال النجاشي: وإن نخرتم، ثم أخذ عودا من الأرض فقال: والله ما زاد عيسى بن مريم على ما قلت مثل هذه ثم أمّنهم في أوطانهم التي صارت لهم أوطانا، وأمنهم في داره التي صارت لهم دارا.


      ونلحظ هاهنا أمرا مهما هو أن الدعوة ينبغي أن لا يهزم أبناؤها الهزيمة النفسية، لأن الكافرين جادّون في إلحاق الهزيمة النفسية بالمسلمين، والدعوة إذا صار أهلها إلى التبرير ودفع التهم عنها وما فتئ أعداء الإسلام يحيكون المآمرات وينسجون الاتهامات للدعوة الإسلامية منذ جاء رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، فمن أكبر ما تصاب به الدعوة في مقتل يسميها أن ينشغل الدعاة في الرد على الاتهامات وفي تبرير الأحكام لأنه بسبب ذلك تبقى الدعوة حديثة قفص الاتهام، وحينئذ يصاب أهل الدعوة بالذلة والخنوع والمهادنة، وربما دفعهم الحنق والغيض والكمد إلى حماسة متهورة فيُحسب ذلك على الدعوة بعدُ وهذا و هذا مما يضر بدعوة سيد المرسلين صلى الله وسلم بارك عليه ولكن لا تنازل عن البيان والبلاغ .


      على أهل الدعوة إلى دين الإسلام أن لا يتنازلوا عن البيان ولا عن البلاغ لأنهما من أعظم وظائف الدعوة والدعاة يبلغ الناس دين الله ونبين للناس سبيل المرسلين، ولا نتنازل عن البلاغ ولا عن البيان فإن حجبنا فإن هادنّ فيه مسحنا دين الله وعاد دين مِزقا مرقعة في ثوب الإسلام العظيم، ولا كذلك دين سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


      فلنعد إلى كلام جعفر وإلى كلام من كان معه من أصحاب رسول لله عند النجاشي في موقف عصيب هددوا فيه بالقتل في أحسن ما يمكن أن يقع توقعا بالرد فيصيرون في قبضة المشركين بمكة وينزل بهم سوء العذاب، وهذا موقف إذا تُؤُمل فيه ظاهرا من استبطان لحقيقة الدعوة الباطنة يدعو بادئ الرأي إلى المُوادعة والمهادنة فيفر القوم بدينهم من تلك الأرض التي هم فيها غرباء لا لسانها بلسانهم، ولا عاداتها بعاداتهم، ولا دينها بدينهم، وإنما هي أرض هم فيها غرباء، وهم فيها مستضعفون مطلوبون، وهذه قريش تلاحقها فلم تقنع بما كان من أمر التشريد والتعذيب والاضطهاد، حتى وصلت إلى مأمنهم ومقرهم لكي تستجلبهم منه خارجين لتفعل بهم الأفاعيل.


      تقويم هذا الموقف على حسب قواعد السياسة والدبلوماسية قاض بأن يُهادَن النجاشي بقول لين وأن يحجب شيء ويطوى أمر مما جاء به رسول الله قد يقول قائل لا نجبِّهه بأن نقول في مريم وفي ابنها ما يستنكفه ويستبعده ويعتقد ضده ونحن في قبضته، ولا شوكة لنا ولا قوة لنا ولا حول ولا حيلة لنا، حتى نفر بجلدنا ثم بعد فلنظهر دين ربنا هيهات، ما هكذا علمهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بل صدعوا بالبيان وأتوا بالبلاغ، كما تعلّموا ذلك من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الداعي إلى الله لا يمارس وظيفة، وإنما يمارس رسالة الدعوة إلى الله رسالة وليست بوظيفة


      الرسالة تمازج الدماء وتجري في العروق


      الرسالة تكون فكرة ملازمة وعقيدة مستقرة، في العقل، في المخ، وفي القلب والفؤاد، وأما الوظيفة فوقت يبذل نظير مال يحصّل ولا على المرء بعد مما كان ولا ما وقع وما صار فهي وظيفة تؤدى والسلام.


      وأما الرسالة فهي الحياة، وأما الرسالة فهي حقيقة الوجود وقد بعث الأنبياء والمرسلون بالرسالة، بحقيقة البلاغ اعبدوا الله مالكم من إله غيره، تعبيد الخلق للخالق العظيم وظيفة المرسلين، وهي رسالتهم في حين لأنها رسالة لا وظيفة، هانت بإزاء أدائها الحياة، وما تبلغ الحياة إن داهن المرء في دين الله وما تكون الحياة إذا مسخ الإنسان دين الله، ما تبلغ قيمة الحياة إذا خان المرء رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، فصدعوا بالحق :لا والله لا نقول له إلا ما جاء به رسول الله كائن في ذلك ما كان


      ،: ما تقولون في ابن مريم


      ،: هو عبد الله وكلمة الله ألقاها إلى مريم وروح منه وهو رسول الله،


      خلق من خلق الله، لا بإله ولا بنصف إله، وليس بابن لله، وإنما هو عبد من عباد الله الصالحين المرسلين كلمة الحق تلامس القلب وقولة الصدق تستقر في سويداء الفؤاد.


      صدعت كلمة الحق بصدقِها وحقِها قلب الرجل، فصار ناطقا بتوحيد الله، رادا على بطارقته المزيفين لدين الله فلما نخروا قال: وإن نخرتم، والله ما زاد بن مريم على هذا شيئا، وحمل عودا من الأرض فجعله بإزاء أعينهم .


      عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، لابد من البلاغ على تمامه ولا بد من البيان على كماله، وإلا فهي الخيانة لدين الله، نسخ الإسلام بترقيع الإسلام العظيم بأفكار أهل الأرض الأدنيين، الدناة الحقيرين، جريمة الجرائم في دنيا الله لأن مسخ الدين العظيم تحريف لما أنزل الله رب العالمين وطمس، وهيهات لحقيقة الدين وهذا لا يكون يوما من الدهر أبدا دين الله ظاهر، ودين الله غالب، ودين الله محفوظ، ولن يضره أحد ولا شيء.


      الهزيمة النفسية فيما يفعل الكافرون من أفاعيل من اجل سحق المسلمين نفسيا مع ترويج الأكاذيب وبث الدعايات والشائعات المغرضة بين صفوف المسلمين، بتمزيق روابطهم وتوهين عرى اجتماعاتهم، من أجل أن يصيروا ممزقين متفرقين ليصير بأسهم بينهم وحينئذ تذهب شوكتهم وتضمحل قوتهم وتذهب ريحهم، لأنهم تنازعوا ففشلوا فأذهب الله ريحهم وبدد الله طاقتهم فحط قدرهم، فعلى عليهم غيرهم من الكفار المجرمين وإن دم الواحد منهم لكدم كلب كما قال عمر بن الخطاب رضي الله تبارك وتعالى عنه بعد أن تمت القضية بين رسول الله وقريش في صلح الحديبية وتم التوقيع وانتهى الأمر، فجاء الرجل يرصف في أغلاله وأبوه بين يدي رسول الله وكان ممثلا لقريش فقال الرجل يا للمسلمين لا تردوني للكافرين وإلا لأفننن في الدين، والمسلمون متلددون حائرون قد نفذت سهام القضية وتم توقيع المعاهدة فجنح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المسالمة، فقال له: دعه لي. فقال: هذا أول القضية بيني وبينك يا محمد.


      هذا أول اختبار لهذه المعاهدة في بنودها وكان في المعاهدة أنّ من جاء إلى رسول الله من الكفار رده رسول الله إلى الكافرين ومن جاء إلى الكافرين من عند رسول الله فليسوا ملزمين أن يردوهم إلى رسول الله .


      كانت مجحفة شروط المعاهدة ظاهرة فقال: هبه لي، قال: هذا أول القضية بيني وبينك فقال له رسول الله: سيجعل الله لك فرجا ومخرجا ذهب إليه عمر وهو يرفع بذراعه سيفه من جرابه يقربه إليه ويقول له إنما هم المشركون ودم أحدهم لا يزيد على دم كلب يريد أن يستل الرجل سيف عمر ليقتل به أباه قال عمر: فظن الرجل بدم أبيه.


      يريد الكفار المجرمون توهين صفوف المسلمين وهزيمة المسلمين نفسيا فتتغير طريقة الدعوة ويتم التنازل عن بعض الأصول، حتى لربما تنازل المتنازلون عن الأصول كلها وحينئذ يصيرون إلى التبرير و إلى الرد على تهم القوم افتراءاتهم فيصيرون أبدا في قفص الاتهام لا يعرضون حقيقة الدين وإنما هم في موقف المدافع لا في موقف العارض لدين رب العالمين على خلقه في أرضه، والبشرية كلها في حاجة إلى الدعوة الإسلامية، في حاجة ضرورية ملحة وقهرية قد لا تدري البشرية حاجتها إلى ذلك، ولا بأس، فإن المريض قد لا يعلم أنه مريض بل إنه إذا جوبه بأنه مريض وفي حاجة إلى العرض على طبيب، ربما أدّل بقوة مزعومة وعافية مفقودة، وربما زعم أنه ليس بحاجة إلى معالج ولا دواء.


      لكن الحقيقة تضل راسخة أنه مريض وأنه في حاجة لإلى العلاج والدواء وكذا البشرية وإن ادعت اليوم أنها ليست اليوم بحاجة إلى العلاج والدواء هي في أمس حاجاتها إلى العلاج والدواء، والعلاج والدواء كتاب الله وسنة رسول الله كما جاء بهما رسول الله من، غير زيادة ولا نقصان.


      نؤمن بالله وبكتاب الله على مراد الله، ونؤمن برسول الله وبما جاء عن سول الله على مراد رسول الله.


      تصاب الدعوة في مقتل عندما يتحول الدعاة إلى مبررين مدافعين والتهم تنتال عليهم بوقع كوقع النبل فكلما فرغوا من شبهة جاءتهم شبهة وقد يتولد من ردهم على الشبهة شبهة فأين بيان دين ربنا وأين بلاغ أمر نبينا للعالمين.


      إن حقيقة الدعوة قائمة في توحيد رب العباد وهذا ما عرضه المرسلون أول شيء على أقوامهم {اعبدوا الله مالكم من إله غيره} .


      عُدْ عبدا لله كما خلقك أول مرة، لست أصيلا في الكون ولا سيدا أنت عبد مسخر مربوب مقهور لا تملك لنفسك حولا ولا حيلة ولا تستطيع أن تفعل في الحقيقة شيئا فعُد عبدا كما خلقك الله طائعا لله، موحدا لله، متبعا لهدي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم نستل من القلوب كبرها باستلال شركها لأن الشرك يولد الكبر وهذا الكبر في القلب ماحق للإيمان فيه ولا يدخل الجنة من كان بقلبه مثقال ذرة من كبر نعيد الناس إلى حضيرة العبودية الحقة، ليكون كما خلقهم الله رب العالمين شرعا لا قدرا، فهذا هو خلقهم قدرا، وأما خلقهم شرعا فقد خلقهم الله لعبادته ساجدين راكعين طائعين منيبين موحدين متبتلين متسننين .


      حقيقة الدعوة أن نعرض الإسلام على العالم كله في حال عزة وفخر إذ شرفنا الله بالانتماء إليه وضل عن حقيقته أقوام. نصير الآن إلى حقيقة دين الإسلام بتوحيد الرب العلام و إتباع النبي الهُمام صلى الله عليه و آله وسلم سنُرقِع ديننا، ولا نستورد لديننا ما هو عنه غني، بل ما نحن به كافرون، كل ما أدخل في دين الله رب العالمين مردود ومن أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد فهو مردود لا قيمة له، تحت مواطئ الأقدام


      القوم اليوم بدعوتهم إلى دين الله مهزومون، مهزومون هزيمة صاروا فيها ينطقون بألسنة أعداء الدين يقولون إن في الإسلام ديمقراطية وينبغي علينا أن نبحث عن قواعدها لنطبقها على المجتمع المسلم أيلبس المجتمع المسلم ثوب الكفر من غير نكير ومن غير أن يعترض معترض.


      إن هذا لعجيب الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب، السيادة فيها للشعب وهي مبنية على نظرية العقد الاجتماعي، قُرِّرت النظرية قديما وفُعلت في أوربا بعدُ ففلسفها هوبس ولوك ورشو وجاءوا بما يسمى بنظرية العقد الاجتماعي، ولُحْمَاها وسُداتُها كفر في كفر، لأنها مبنية على هذا الأصل، أن بشرا في مكان يتعاقدون بينهم عقدا على أن يضعوا المواثيق والقوانين التي تحكمهم وهم بشر عونه، وإذا تعاقدوا على نقضها بعد فلهم ذلك، فهم يشرعون لأنفسهم ومبنى ذلك سلفا أنهم يقولون أن البشر كانوا في الأرض بلا وحي لا وحي يتنزل من السماء، ولا رسالة بينهم، وإنما البشر كسائر الحيوانات كسائر المخلوقات يعيشون في فجر تاريخهم الإنساني بلا نضام وبلا قانون ثم من تجاربهم في الحياة يعقدون عقدا اجتماعيا من أجل أن يُحكموا بما يشرعونه لأنفسهم فهي مبنية على قطع الصلة بين الأرض والسماء، كفر وإلحاد .


      أهذا يمكن أن يكون مفصلا على قَدِّ الإسلام أيُلبَس الإسلام ثوب الكفر؟ هيهات هيهات إن الإسلام في أول دعوته ووسطها ومنتهاها يحارب الشرك يحارب الكفر يؤسس التوحيد إذ هو دين التوحيد و به جاء المرسلون أجمعون وخاتَمهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم افتتح الدعوة إلى الله بالدعوة إلى توحيد الله يدور عليهم في أسواقهم وفي أنديتهم وفي مجتمعاتهم يقول: قولوا لا إله إلا الله تفلحوا .


      ثم استمر نذيره بعد داعيا إليه، محاربا دونه، مجاهدا عليه، فاضطهد وحوصر ثلاثة أعوام في الشِعب جائعا لا يباع إليه ولا يبتاع ولا ينكح إلى المسلمين ولا ينكحونهم من المشركين، حوصروا في الشِعب ثلاثة أعوام واضطهدوا فمنهم من مات شهيدا يلقى ربه حميدا، ومنهم من عذب بالنار تارة كما صنع بخباب إذ يُجعل الجمر المحمي في النار في ظهره فما يطفئ الجمر إلا الدهن إلا الوفك يسيل من ظهر خباب، وتحمى ظهور على رمال محترقة في القيظ بحمارته فما يزيد من يُحمى على جلده فيها عن قوله أحدٌ أحد، أحدٌ أحد، ويمرّر العود المحمي في النار أمام عيني زنّارة حتى تعمى عيناها رضي الله عنها.


      يعذبون يشردون يقتلون والتوحيد قائم والمهادنة منتفية والدعوة ماضية حتى علمها الكافرون أنفسهم فقال أبو سفيان لهرقل وقد سأله عن ما جاء به محمد وكان أبو سفيان لمّا يزل بعد مشركا فقال يأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا وأن ندع ما يقول آباؤنا ،اعبدوا الله مالكم من إله غيره ودعوا ما يقول آباؤكم وما يقول أحباركم وما يقول رهبانكم فإنهم يضلونكم عن حقيقة الدين كان.


      الأمر واضحا من اليوم الأول والرسول صلى الله عليه وآله وسلم في السلم يعلم التوحيد وفي الحرب يعلم التوحيد، كما في حديث أبي واقد الليثي لمّا مروا وكانوا حديثي عهد بكفر على شجرة عظيمة فقالوا: يا رسول الله اِجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، قال: الله أكبر قلتم كما قال بنوا إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة يُعَلِمُ التوحيد في السلم والحرب راكبا وماشيا وقائما وقاعدا وعلى جنب، حتى وهو على فراش الموت صلى الله عليه و آله وسلم جعل على وجهه قطيفة فكلما اغتم بها رفعها، وهو على فراش الموت يقول:(( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد))يحذر ما صنعوا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اللحظة الأخيرة من عمره يدعوا إلى حقيقة الدين يعلم الناس دين رب العالمين بتوحيد الله وحده وعدم الإشراك به، إذا لم نعرض الإسلام عرضا صحيحا فكيف يعرفه الناس، إذا لم نبين للناس دين الله فمن يبين الدين للناس إذا لم نحمل أمانة الله لنؤديها لخلق الله في أرض الله فمن يؤدي الأمانة دوننا إن خنَّا أمانة الله فمن ذا يؤتمن بعدنا.


      يريد القوم اليوم أن يُلبسوا الإسلام ثوب الشرك، بإلباسه تلك النظريات وهي كفرية لحمة وسدى يريدون أن يجعلوا ما أُسِس على الباطل والكفر معمولا به في ديار الإسلام مطبقا على أهله وهيهات لا يستقيموا ذلك حتى تجمع الماء والنار في يدك وهيهات لا يجتمعان أبدا.


      الإسلام دين الله وحقيقته ينبغي أن يدعى إليها كما جاء بها رسول الله نسأل الله رب العالمين أن يفهمنا حقيقة الدين وأن يقيمنا على الإسلام العظيم الذي جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ما عشنا وأن يقبضنا عليه وأن يحشرنا في زمرة من بَلَّغَنَاه إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.


      الخطبة الثانية


      الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين.


      وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين، أما بعد:


      فإن حقيقة الدين لا تنازل فيها بحال، حقيقة التوحيد توحيد رب العالمين حقيقة الإتباع إتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،لا تنازل في تلك الحقيقة بحال والنبي صلى الله عليه و آله وسلم بلّغ البلاغ المبين وأدى الأمانة كما حمّله إياها رب العالمين وأتباعه على منهاج النبوة عليهم أن يضلوا على ذلك النهج سائرين حتى لا يخونوا الأمانة وحتى لا يتورطوا في مسخ حقيقة الدين.


      إن العقد الاجتماعي يقضي بأنه ليس في السماء رب يُعبد ،لا وحي نزل و لا رسول أرسل و لا نبي نبأ لأنه ليس في السماء بزعمهم إله يعبد، فالبشر يقومون بأمر أنفسهم يشرعون لأنفسهم وهم أدرى بأنفسهم من الإله المزعوم بزعمهم .


      حقيقة العقد الاجتماعي هي ما أسس عليها دين الديمقراطية لأن الديمقراطية تعني أن السيادة للشعب، السيادة الشعبية، ما أراده الشعب لا ما أراده الله ما أراده الشعب لا ما أراده رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ولو لم يكن بإجماع، يكفي أن يكون بالأغلبية فإذا كانت أغلبية منحرفة تريد الإباحية والشذوذ فليكن، لا يكون ما يريده الله لا يكون ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.


      السيد الله المشرع الله لا مشرع إلا الله فلا اعتداء على ما هو لله خالصة فهذا انعتاق من ربقة الإسلام العظيم.


      الديمقراطية مبنية على هذه الحقيقة ثم ينبثق منها السيادة الشعبية ولا سيادة فوق سيادة الشعب ومنصوص على ذلك في كل الدساتير حتى عند الدول الإسلامية العربية، فالمادة الثالثة من الدستور المصري تنص على أن السيادة للشعب وأن الشعب هو مصدر السلطات وكذلك الدستور السوري والأردني والكويتي والبحراني كل الدساتير في المنطقة من الغرب إلى الشرق من الشمال إلى الجنوب تنص على قاعدة الديمقراطية في سيادة الشعب، فأين سيادة الله؟؟ وأين سيادة شرع الله؟؟. وأسسوا ذلك على السلطة التشريعية يشرعون لأنفسهم على مقتضى العقد الاجتماعي ومبدأ السيادة ثم تأتي سلطة تنفيذية وسلطة قضائية تفصل في الخصومات بين السلطتين وبين أبناء كل سلطة، والسلطة التشريعية في النظم الديمقراطية هي أعلى السلطات والسيادة فيها هي السيادة المطلقة فيما يعرف بسيادة القانون فأين سيادة كتاب الله ؟؟وأين سيادة سنة رسول الله؟؟ وأين سيادة دين الله رب العالمين.


      قالت الجماعة في أي بقعة من الأرض على حسب العقد الاجتماعي لا نقطع يد السارق فهي وحشية، لا تقطع إذ هي وحشية، ولا يجلد الزاني إذ هي وحشية، وعودة إلى العصور البُدائية، إذن يُنَحَّى كتاب الله جانبا وتُسْتَدبَر سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لإرادة الشعب، أي شعب ،الشعب عبيد لله مسخّرون مربوبون مقهورون.


      جاءهم الدين ليحكم عليهم ويحكم فيهم ويحكموا به لا ليحكموا هم عليه هذا انعتاق من ربقة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انهزم أقوام من جلدتنا من الناطقين بلساننا والداعين إلى ملتنا فصاروا داعين إلى إلباس المجتمع المسلم ثوب الكفر والشرك والطغيان، ولا تريد تلك القوة الغربية التي تحارب الإسلام وتعانده و تناوئه من تطبيق الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية مصلحة تلك المجتمعات وإنما هي الحيلة لتبديل الديانة ومحو الشريعة ومحق دين الإسلام العظيم، ثم الغرض المصلحي لنهب الثروات وإلا فإنهم لا يطبقون مبادئ الحرية ولا مبادئ العدالة ولا مبادئ المساواة التي رفعت شعارات للشعوب المطحول، إذ أن الغالب على أرض الله في مجتمعات الناس أنها لا تطبق أحكام الله في الغالب أو في الأغلب لا تطبق أحكام الله، ونظمها مستبدة فاسدة وعتيدة وفي الجملة مجرمة و عنيدة إلا من رحم الله ممن طبق شرع الله، فتكون البيئة ممهدة وحرث التربة ميسرة من أجل زرع تلك النظم تأتيكم بالحرية وترفع عنكم نيرا الاستبداد، تعدل في توزيع الثروات، ولا عليكم إذا محي عنكم دينكم لأنك بعد حين تقتنع شئت أم أبيت أن الإسلام لم ينفع المجتمعات التي دانت به والتي تمسكت به ولقائل حينئذ أن يقول فما الذي استفدناه من قرون متطاولات صرن فيها أحط الأمم وأذل الأقوام واستشرى فينا الجوع والفقر والمرض وتقدم غيرنا وليسوا هم على دين الإسلام العظيم، وهذا كله باطل في باطل، فما ضعنا إلا لمّا للإسلام ضيّعنا لما ضيّعنا الإسلام ضعنا ولو أننا تمسكنا به لدانت لنا الدنيا كلها.


      ولا تحسبن أن الآخرين لا يفهمون حقيقة الدين بل كثير منهم يفهم حقيقة دين الإسلام العظيم ما لا يفهمه كثير من المسلمين لذلك يضحكوا ساخرين من مشروعات أقوام يذهبون إلى الطغاة إلى أهل الكفر في ديارهم من أجل أن يُجَمِّلوا عندهم صورة المسلم والإسلام، كأنهم لا يعرفون حقيقة الإسلام وإنما هو عدو صنعوه من أجل استلاب الثروات وترويج المنتجات والحصول على المواد الخام والأيدي العاملة الرخيصة وليبقى الجنوب فقيرا أبدا تحت خط الفقر فليسوا من الأناسي إذ ليسوا ممن يمتون إلى السيد الأبيض في الشمال بصلة ولا نسب وعليه فكأنها القاعدة الصهيونية اليهودية التي يعامل بها اليهود الأمميين وأنهم أحط من الحيوانات لم يبلغوا بعد مرتبة الحيوانات، هم يعلمون لذلك لمّا حاربوا النازية والفاشية في الحرب الكبرى الأولى صارت الدعايات وما زالت لاصقة آثارها بالأذهان إلى اليوم مستقرة في حبات القلوب إلى الآن صارت الدعايات ضد النازيين والفاشيين، فلمّا خرج من خرج من الغرب الصليبي منتصرا جاءت بعد ذلك تلك الحرب الباردة وصارت كلمة الشيوعية ملصقا بها كل رذيلة مضافا إليها كل نقيصة وهو كذلك حتى اضطر خرشو أن يقف في الأمم المتحدة لكي يقسم بكل إله لا يعبده إذ هو ملحد في روسيا لا يأكلون البشر إن الدعايات في التشويه كانت قد بلغت مبالغها ثم لمّا أنهار الاتحاد السوفيتي وتساقطت الدول الاشتراكية دولة بعد دولة اتُخِذ الإسلام عدوا وهو عدو سليذ منذ القدم ولكن صار المسلم اليوم مرادفا للإرهابي وصار الإسلام اليوم دين إرهاب ووحشية هذا كله مقصود من أجل أن يهزم المسلم هزيمة نفسية .


      إن كنت مؤمنا فأنت أعلى لأن الله قال للمؤمنين {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} العزة لكم والمجد لكم والكرامة لكم .


      أنت تعبد الله وتوحده وغيرك يكفره ويشرك به.


      أنت لا تسجد لأحد ولا لشيء دون الله وغيرك يسجد لمخلوقات الله.


      أنت تتبع خير الرسل وخير البشر غيرك يتبع زِبالات الأذهان ونفايات الأفكار وقِمامات الأمم.


      أنت مسلم فاعتز بإسلامك واستعلي بإيمانك ،لا تكن وضيعا ولا ذليلا فإن ذلك لا يجتمع مع الإسلام في قرن.


      الإسلام دين العزة دين الرفعة دين الكرامة كما أنه دين العدل ونفي الجور ينبغي علينا ألا نلتفت إلى ما يشيعه الآخرون من وسائل لهزيمة المسلمين نفسيا، الحق قوته فيه والحق منصور ومضطهد دوما فلا تبتئس ولكن النصر له النصر للحق وإن بدا في عين المرء ضعيفا ، النصر للحق وإن بدا بادي الرأي مهينا والعزة للحق لأن الله ناصره والله رب العالمين ينصر أولياءه ويخذل أعداءه لا تستهينوا بالنعمة التي أنعم الله عليكم بها أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين اعتز بإسلامك ولا تنهزم إن الذي قال بقطع يد السارق هو الله والذي قال بجلد ظهر القاذف والزاني هو الله والذي أمر برجم الزاني المحصن رسول الله صلى الله وسلم وبارك عليه والدين ليس وقفا على الحدود فهذا جزء منه، تعلم دين ربك الذي شرفك بالانتماء إليه ولا تضيع وقتك وعمرك وراء السمالك في قيل وقال وكثرة السؤال والتسكع على أبواب الأفكار وإلا لتُحرفن على الصراط المستقيم وقد بلغتك والله يرعاك وهو مولاي ومولاك وهو نعم المولى ونعم النصير وصلى الله وسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر محمد الفلسطيني; الساعة 12-May-2011, 09:37 AM. سبب آخر: تنسيق

      تعليق

      يعمل...
      X