إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

رسالة نفيسة للعلامة الشوكاني (ت1250هـ) يُثبت فيها مذهب السلف في العقيدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة نفيسة للعلامة الشوكاني (ت1250هـ) يُثبت فيها مذهب السلف في العقيدة

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    هذه رسالة للإمام محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني السلفي * -رحمه الله تعالى- فيها جواب قوي على سؤال ورد عليه "من بعض الأعلام الساكنين ببلد الله الحرام" في إقرار و إمرار آيات الصفات و أخبارها على الظاهر بغير تكييف و لا تمثيل و لا تأويل و لا تعطيل، هل هذه عقيدة السلف الصالحين أو مذهب المجسمين ؟
    و علق عليها المحقق بتعليقات مفيدة للغاية لاسيما التعليق الأخير...

    العنوان : التحف في مذاهب السلف
    المحقق : شريف محمد فؤاد هزاع
    الناشر : دار الفتح - الشارقة
    الطبعة : الثانية مزيدة و منقحة 1416هـ
    الحجم : (678.7 K)
    التحميل : رابط مباشر PDF

    * ملف مرفق : رسالة دكتوراة من الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة "منهج الامام الشوكاني في العقيدة" (PDF) للدكتور عبدالله نومسوك.

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    الملفات المرفقة

  • #2
    رد: رسالة نفيسة للعلامة الشوكاني (ت1250هـ) يُثبت فيها مذهب السلف في العقيدة

    نعم هي من رسائل الشوكاني المظهرة لاعتقاده الجلي في صفات الله عز وجل وموقفه من المخالفين في هذا الباب، وللشيخ عبيد الجابري-حفظه الله- شرحٌ عليها عندما كان في اليمن، وهي موجودة في "الفتح الرباني.." ج1-237-278 ولكن هي فيه باسم "التحف في الإرشاد إلى مذاهب السلف" وإن كان أشار إلى وجود التسمية التي في الأعلى في إحدى المخطوطات.
    ومما أتذكره الآن أنَّ الشيخ عبيد الجابري-حفظه الله- ألمح إلى أنَّ نسبة هذه العقيدة مطلقًا إلى السلف فيه نوع مجاوزة، ولا أتذكر الآن مستند الشيخ ولا يظهر لي الآن مسوغًا لذلك فالرسالة على طريقة السلف والله أعلم.

    وهناك رسائل أخرى ناقشت موقف الشوكاني في العقيدة منها رسالة "الإمام الشوكاني وآراؤه الاعتقادية في الإلهيات بين السلف والزيدية " وهذا رابط تحميلها:
    http://www.archive.org/download/alshwkane/alshwkane.pdf
    وقد نوقشت في جامعة أم القرى 1406ه و قد أشار إليها عبدالله نومسك في بحثه والله أعلم.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 20-May-2011, 05:08 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: رسالة نفيسة للعلامة الشوكاني (ت1250هـ) يُثبت فيها مذهب السلف في العقيدة

      جزاكم الله خيراً ورحم العلامة الشوكاني ..
      لكن ألم ينقل عنه تأويل بعض الصفات وبعض المخالفات الأخرى كترجيحه لمذهب الواقفة.

      تعليق


      • #4
        رد: حول سلفية عقيدة الامام الشوكاني (ت1250هـ)

        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
        المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
        جزاكم الله خيراً ورحم العلامة الشوكاني ..
        لكن ألم ينقل عنه تأويل بعض الصفات وبعض المخالفات الأخرى كترجيحه لمذهب الواقفة.
        بلا، و هو مخطئ في ذلك -رحمه الله تعالى- و له أجر إن شاء الله، و قد أشرت إلى ذلك في المشاركة السابقة : "و علق عليها المحقق بتعليقات مفيدة للغاية لاسيما التعليق الأخير...".
        وهذا كلام للشيخ الألباني عن الإمام الشوكاني -رحمهما الله- (فتاوى جدة، شريط 20ب/من دقيقة 46:00) :
        [real player]http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=11217&stc=1&d=13061351 83[/real player]

        و قال الشيخ عبد الكريم الخضير -حفظه الله- (هنا) :
        "
        س: نيل الأوطار للشوكاني؟
        عاد ما يحتاج إلى أن نتحدث عنه! الشوكاني إمام، ونفسه إلى الحديث أقرب، فيفاد منه، مع أنه فيه ما فيه، يعني ليس..، مثلما تأثره ببيئته الزيدية لا بد أن يتأثر الإنسان ببيئته، لكنه محسوب على أهل السنة في الجملة.
        "اهـ

        و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
        أخوكم/ محمَّد.

        الملفات المرفقة
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله محمد الشَّـنُّوفِي; الساعة 23-May-2011, 10:40 AM. سبب آخر: تعديل

        تعليق


        • #5
          استدراك

          الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ؛

          فأشكر الأخ أبا حمزة على التنويه ...


          المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
          جزاكم الله خيراً ورحم العلامة الشوكاني ..

          المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة

          لكن ألم ينقل عنه تأويل بعض الصفات وبعض المخالفات الأخرى كترجيحه لمذهب الواقفة.


          والمعذرة إليك أخي أبا صهيب ، فلعلَّك أخطأت -وفَّقك الله- في الإطلاق :


          المشاركة الأصلية بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني مشاهدة المشاركة
          نعم هي من رسائل الشوكاني المظهرة لاعتقاده الجلي في صفات الله عز وجل وموقفه من المخالفين في هذا الباب.



          المشاركة الأصلية بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني مشاهدة المشاركة


          ومما أتذكره الآن أنَّ الشيخ عبيد الجابري-حفظه الله- ألمح إلى أنَّ نسبة هذه العقيدة مطلقًا إلى السلف فيه نوع مجاوزة، ولا أتذكر الآن مستند الشيخ ولا يظهر لي الآن مسوغًا لذلك فالرسالة على طريقة السلف والله أعلم.

          فلعلَّك تنظر مرة أُخرى -وفقك الله - في ذلك .



          فإنَّ شيخنا الوالد عبيد الجابري -حفظه الله - ذكر ذلك عن علمٍ وبصيرة ، وأصاب حفظه الله فيما قال ، وإليك الدليل على ما ذكره شيخنا أطال الله في عمره مع الطاعة :-



          فكما لا يخفى ما كان عليه الإمام الشوكاني من الاعتقاد الاعتزالي الذي هو مُعتقد الزيدية في أول حياته ، ثم بعد ذلك شاء ربنا سبحانه وتعالى أن يكتُب له الرجوع إلى مذهب السلف عليهم رحمة الله تعالى . فأخذ يُقرِّر مُعتقد السلف بما أُوتيَ من علم وبصيرة ، وأخذ يُنافح عن ذلك ، مما كان سبباً في أن يُؤذى بسببه .



          ولكن ممَّا لا بُدَّ أن يُلاحظ ؛ أنَّه رحمه الله كان على مذهب السلف في الاعتقاد جملةً ، ولكنه لم يستكمل الانسلاخ من بعض المسائل التي خالف فيها المتكلمون مذهبَ السلف ، فتراه تارةً يُرجِّح مذهب السلف ، وتارةً يُتأوَّل الصفات ، وتارةً يُفوِّض الصفات .



          ولبيان ذلك ، نُمثِّلُ لما ذكرنا بثلاثة أمثلة :-



          - تأويل الشوكاني لـ (الوجه) ، قال رحمه الله في فتح القدير (2/1471 عالم الكتب) : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)) : الوجه : عبارة عن ذاته سبحانه ووجوده ... ، وقيل : معنى (ويبقى وجه ربك) : تبقى حجته التي يتقرب بها إليه . انتهى كلامه عفا الله عنه.



          - عدم جزمه في الراجح في مجيئه سبحانه ، وذكره للقول الراجح بصيغة التمريض ، بعد ذكره للأقوال المرجوحة عند أهل السنة ، فقال في فتح القدير (1/475 عالم الكتب) : ((أو يأتي ربك)) يا محمد كما اقترحوه بقولهم : ((لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا)) ، وقيل معناه : أو يأتي أمر ربك بإهلاكهم . وقيل : أو يأتي كل آيات ربك ، بدليل قوله : (( أو يأتي بعض آيات ربك)) . وقيل : هو من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ، وقد جاء في القرآن حذف المُضاف كثيراً ، كقوله : (وسئل القرية)) ، وقوله : ((وأُشربوا في قلوبهم العجل)) : أي حب العجل . وقيل إتيان الله : مجيئه يوم القيامة افصل القضاء بين خلقه ، كقوله : ((وجاء ربك والملك صفاًّ صفاًّ)) . انتهى كلامه عفا الله عنه .



          - ومن ذلك اضطرابه في صفة (الغضب) ، وتردُّده بين معتقد أهل السنة والمتكلمين . قال في فتح القدير (1/25 عالم الكتب) : ومعنى الغضب في صفة الله : إرادة العقوبة فهو صفة ذاته أو نفس العقوبة ومنه الحديث : ( إن الصدقة لتطفئ غضب الرب ) ، فهو صفة فعله . قال في الكشاف : هو إرادة الانتقام من العصاة وإنزال العقوبة بهم وأن يفعل بهم ما يفعله الملك إذا غضب على من تحت يده . انتهى كلامه عفا الله عنه .

          ومن المعلوم أن المعتزلة والأشاعرة يُؤَوِّلون صفة الغضب بالإرادة ، فيقولون : الغضب هو إرادة الانتقام .




          فإن قيل : فما علاقة هذه الأمثلة الثلاثة برسالة التحف ، وهي منقولة من فتح القدير ؟
          فنقول : إن فائدة ذلك ؛ أنه قد يقول قائل : إنَّ رسالة التحف هي من آخر ما ألَّفه الإمام الشوكاني ، فيكون ما قبله ، مما تراجع عنه .

          فنقول : إنَّ هذا قد يكون محتملاً ، على أنَّه قد ذكر بعضهم أنَّه كان قد ألف رسالة التحف في سنة 1228هـ ، وانتهى من فتح القدير في سنة 1229هـ ، كما نقل ذلك الدكتور عبدالله نومسك في رسالته (منهج الإمام الشوكاني في العقيدة) عن الدكتور عبد الغني قاسم في كتابه : (الإمام الشوكاني ، حياته وفكره) أنه قال -أي: عبدالغني- : (وفيها -أي : مخطوطة التحف- أنه انتهى من تحريرها في ربيع الآخر سنة 1228هـ ، وهي بخطه -يعني الشوكاني- ) انتهى كلامه .



          على أنَّني وقفتُ على ما يُؤَكِّد اضطراب الإمام الشوكاني رحمه الله في بعض المسائل ، وأنه يُفوِّض أحياناً بعض الصفات ، ما قاله في فتح القدير (2/1503 عالم الكتب) في تفسيره لقوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ...) .

          قال : (أي : ولا أقل من العدد المذكور : كالواحد والإثنين ، ولا أكثر منه كالستة والسبعة إلا هو معهم يعلم ما يتناجون به لا يخفى عليه منه شيء ) انتهى كلامه . ففسَّر المعية هنا بتفسير السلف رحمهم الله أنها معيَّة العلم .





          ولكنه في التحف قال -عفا الله عنه - (ص43): وقوله : (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلا هو سادسهم) وفي نحو :(إن الله مع الصابرين)، (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) ، إلى ما يشابه ذلك ويُماثله ، ويُقاربه ، ويُضارعُه . فنقول في مثل هذه الآيات : هكذا جاء القرآن ، إنّ الله سبحانه وتعالى مع هؤلاء ، ولا نتكلَّف تأويل ذلك ، كما يتكلف غيرنا بأن المراد بهذا الكون وهذه المعية ؛ هو كَوْن العلم ومَعِيَّتُه ، فإنَّ هذه شعبةٌ من التأويل تُخالِفُ مذاهب السلف ، وتُباين ما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم .... ) انتهى كلامه -عفا الله عنه- .



          فتراه هنا قد فَوَّض صفة المعيَّة ، ولم يقل بما قاله في فتح القدير ، فسواءٌ كان هذا أو ذلك قد ألَّفه قبل الآخر ، فهذا الاضطراب يُؤَكِّدُ ما نقله الأخ أبو صهيب عن شيخنا الوالد عبيد -حفظه الله - .



          وفي الحقيقة أنني كنتُ قد سمعتُ عدة من شيوخنا حفظهم الله ينقلون اضطراب الشوكاني في باب الصفات ، ويقولون : إنه بَقِيَت عنده بعض المسائل التي لم يوافق فيها السلف ، واضطرب أحياناً ، فينسب إلى السلف أحياناً التفويض ، وينسب إليهم أحياناً الإثبات ، وتجده أحياناً يتأوَّل بعض الصفات .

          وهذه العبارات التي ظاهرها التفويض في رسالة التحف ، فإنَّ تفويضه لصفة (المعيَّة) قد تُرَجِّح أنَّه يقول بالتفويض أحياناً ، على أنَّ بعض هذه العبارات قد استعملها بعض أئمة السلف ، ولكن تطبيقُه العملي -أحياناً- يُخالفُ ذلك .




          وهذا لا يعني أبداً أنني أقول إنه ليس على مذهب السلف -معاذ الله - بل هو عالمٌ سلفيٌّ نحسبُه والله حسيبه ، ولكن التنبيه جاء هنا لأجل ذكر هذه الرسالة -أعني : التحف- لكي يكون قارئُها على التفات إلى ذلك .


          والعذر من أخي الفاضل فقد كتبتُ هذه المشاركة على عجل ، فإن كان هنالك استدراكٌ من الأخ أبي صُهيب فليتكرَّم به ، نسأل الله أن يُوفِّقنا وإياه لطاعته .



          والله أعلى وأعلم

          تعليق


          • #6
            رد: رسالة نفيسة للعلامة الشوكاني (ت1250هـ) يُثبت فيها مذهب السلف في العقيدة

            الأخ الجنيبي إنما كان الكلام على خصوص هذه الرسالة، وأما تأويل الشوكاني في بعض كتبه الأخرى كفتح القدير فلا يخفى على كثير طلبة العلم، فكيف إن كان المتكلم (يمنيًا) وبلدي الشوكاني-رحمه الله-، وأنا لم أطلق كلامي ألبتة، بل زدت على هذا عضدت رسالة الأخ برسالة أخرى في بحث عقيدة الشوكاني-رحمه الله- والموازنة بين عقيدته وعقيدة الزيدية.

            وأما الكلام على صفة المعية فهي على الحقيقة كما يفهم الشوكاني في هذه الرسالة وعلى ظاهرها وإنما السلف فسروها باللازم دفعًا لقول الحلولية ولم يأولوا الصفة على الصحيح من أقوال العلماء وهذا مذهب ابن تيمية واختاره العثيمين -رحمه الله- وهو الراجح، فالشوكاني لم يخطئ في فهمه للصفة، وإنما في فهم موقف من تكلم بتفسيرها بالمعية فظنه تأويلًا وليس كذلك بل هي عندهم كما قال ابن تيمية (معية حقيقية) كما يفهم الشوكاني، ولذا فلا أجد في الرسالة كلها أي تأويل أو تفويض بل هو قرر فيها عقيدة السلف.

            ولو سلَّمنا جدلًا بأنَّ عبارته موهمة فلا يُوجب انتقاد هذا الإطلاق في التسمية فلمعة الاعتقاد فيها عبارات موهمة أكثر من هذه حتى دفعت العلامة عبدالرزاق عفيفي-رحمه الله- من نسبة ابن قدامة إلى التفويض وشد في العبارة، ومع هذا لا نجد عامة العلماء يقولون: لا تعتبر عقيدة ابن قدامة في اللمعة مقررة لمذهب السلف، وكم من كُتب ألفها علماء السنة في العقيدة من المتقدمين والمتوسطين ربما وُجدت فيها بعض العبارات الموهمة ولم يسلم من هذا إلا النزر اليسير، ولو شئت مثلت لك ولا أظنه يخفى عليك.

            وأما أن يفهم فاهمٌ من كلام الشوكاني بإمرار الصفات على ظاهرها التفوبض، فهذا ليس بسديد وهذه عبارة دوارة في كلام العلماء، وانظر ص 370 وما بعدها من رسالة "منهج الإمام الشوكاني"، أما إن أُريد كلام له في كتبه الأخرى فينظر.
            وانظر كلام الباحث في الرسالة السابقة ص364 حيث قال: وقد سلك الشوكاني رحمه الله هذا المسلك جملة لا تفصيلا، ففي رسالته المسماة بالتحف في مذاهب السلف فصَّلا تفصيلًا، جميلًا عن مذهب السلف في هذا الباب، وقرره وأثنى عليه، وذم على الكلام وأهله ، واستنكر عليهم في مناهجهم..ا.ه

            وانظر ص191 من الرسالة التي وضعتُها، وص192 والتي بعدها.وص 223 و225.

            وأخيرا أرجع وأقول ولا يخفى عليَّ تأويله في بعض كتبه وقد وضعت الرسالة التي في الأعلى وهكذا وضع الأخ الشنوفي، ولكن النقاش على خصوص هذه الرسالة فكلامه فيها من أنفس ما يكون وخير من كلام كثير ممن قرر عقيدة السلف في الصفات وأصرح، والله أعلم.

            تعليق


            • #7
              رد: استدراك

              الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ وبعد ؛


              فيا أخي الكريم أبا صهيب !! أسأل الله تعالى أن يفتح عليكم من واسع فضله ومِنَّتِه ، وأن ينفعكم وأن ينفع بكم .

              المشاركة الأصلية بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني مشاهدة المشاركة
              فكيف إن كان المتكلم (يمنيًا) وبلدي الشوكاني-رحمه الله-
              أسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد اليمن من كل مكروه .

              أخي الكريم !! للأسف قد حصل ما كنت أخشاه -وفقنا الله وإياك لطاعته- وبرغم تنبيهي عليه خشية الالتباس في الكلام .


              فأنا كنتُ قد نبَّهتُ إلى ما يلي :

              المشاركة الأصلية بواسطة أبو خميس حامد الجنيبي مشاهدة المشاركة
              فإن قيل : فما علاقة هذه الأمثلة الثلاثة برسالة التحف ، وهي منقولة من فتح القدير ؟
              المشاركة الأصلية بواسطة أبو خميس حامد الجنيبي مشاهدة المشاركة

              فنقول : إن فائدة ذلك ؛ أنه قد يقول قائل : إنَّ رسالة التحف هي من آخر ما ألَّفه الإمام الشوكاني ، فيكون ما قبله ، مما تراجع عنه .

              فنقول : إنَّ هذا قد يكون محتملاً ، على أنَّه قد ذكر بعضهم أنَّه كان قد ألف رسالة التحف في سنة 1228هـ ، وانتهى من فتح القدير في سنة 1229هـ ، كما نقل ذلك الدكتور عبدالله نومسك في رسالته (منهج الإمام الشوكاني في العقيدة) عن الدكتور عبد الغني قاسم في كتابه : (الإمام الشوكاني ، حياته وفكره) أنه قال -أي: عبدالغني- : (وفيها -أي : مخطوطة التحف- أنه انتهى من تحريرها في ربيع الآخر سنة 1228هـ ، وهي بخطه -يعني الشوكاني- ) انتهى كلامه .

              ولذا فإنَّ كلامي لم يخرج عن هذه الرسالة ، وبيان ذلك أنَّ ما جعلنا نحمل كلام الشوكاني رحمه الله في رسالته التحف على أنه نوع تفويض ، هي طريقتُه في تطبيق هذه القواعد التي قد يُشَمُّ منها رائحة التفويض . فالكلام ليس قائماً بلا إسناد ، فإنَّ إغفال طرائق العلماء في تطبيقهم لقواعدهم التي يُؤَصِّلونها ، يُفضي إلى نوعٍ من عدم تحرير مقالاتهم ومناهجهم .


              وطريقة الإمام الشوكاني العمليَّة في التعامل مع نصوص الصفات هو الدافع لهذه الوصمة ، لا أنَّ المسألة مُرتجلةٌ بوركت .

              ولا يخفى عليكم -وفقكم الله - أنَّه بإمكان أي مُلَبِّس أن يأتي إلى كلام أي عالم من علماء الكلام ، فيقول : هذا العالم على عقيدة السلف ، والدليل أنَّ له مقالة أو اثنتين أو ثلاثة أو عشرة ، ظاهرها موافقة كلام السلف .


              فيا أخي الكريم !! لو بحثتَ في كلام بعض أهل البدع من المتكلمين ، لوجدتَ أنَّ لهم من القواعد والتأصيلات الموافقة لكلام السلف ، ما قد تطفح به بعض كتبهم ، بل إنَّ بعضهم حين يذكر تلك المقالات يستشهد بأقوال السلف عليهم رحمة الله .

              فمثلاً يقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر ( : (ومن رُزِقَ التوفيق ؛ فليُحضِر ذهنه لما أقول : اعلم أنَّ ذاته سبحانه لا تشبه الذوات ، وصفاتُه ليست كالصفات ، وأفعاله لا تُقاس بأفعال الخلق ) ثم أخذ في تطبيق مغاير لطريقة السلف .

              فهل لقائلٍ أن يقول : إنَّ ابن الجوزي رحمه الله كان على اعتقاد السلف ، لمُجرَّد ورود تلك العبارات التي هي من أصول السلف في ثنايا كلامه .

              ولو طبَّق ابن الجوزي هذا الكلام بنفسه حقَّ التطبيق لخرج باعتقادٍ سلفيٍّ صافي نقي ، لأنَّ عقيدة السلف مدارها على هذا الأصل العظيم .

              هنا تنبيه للإخوة والأخوات الذين لا يُفَرِّقون بين :
              ابن الجوزي ، وابن قيم الجوزية
              فالأول : أشعري عفا الله عنه ، والثاني : سلفي
              وإنما هذا التنبيه لأنه تكرر سماعي لمن يسأل عن التفريق بينهما

              ثم قولك أخي الموفق :

              المشاركة الأصلية بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني مشاهدة المشاركة
              وأما الكلام على صفة المعية فهي على الحقيقة كما يفهم الشوكاني في هذه الرسالة وعلى ظاهرها وإنما السلف فسروها باللازم دفعًا لقول الحلولية ولم يأولوا الصفة على الصحيح من أقوال العلماء وهذا مذهب ابن تيمية واختاره العثيمين -رحمه الله- وهو الراجح، فالشوكاني لم يخطئ في فهمه للصفة، وإنما في فهم موقف من تكلم بتفسيرها بالمعية فظنه تأويلًا وليس كذلك بل هي عندهم كما قال ابن تيمية (معية حقيقية) كما يفهم الشوكاني، ولذا فلا أجد في الرسالة كلها أي تأويل أو تفويض بل هو قرر فيها عقيدة السلف.


              فأقول : أخي الحبيب !! القضيَّة ليست قضيَّة تفسير لصفة المعيَّة ، فإنَّ المعيَّة عند السلف مُقتضياتها تعمُّ أكثر من العلم ، كالنصرة والتأييد والتسديد لإصابة الحق ، وكمال المعونة ، إلى غير ذلك .

              ولكن القضيَّة هي صورة تصوير المسألة ، والمنهج الذي تم تصويرها فيه ،

              مع ضرورة عدم إغفال طريقة الإمام الشوكاني في التفويض في بعض الصفات

              يُفضي بالقارئ إلى منحى معيَّن ، لا يُمكن تغافله وتجاهله .

              وأما كَون ابن قدامة قد ورد عنده بعض العبارات الموهمة ، فهذا كتمثيل:
              (الجمل) بــ (الحمل)

              فيا أخي الحبيب !! الفرق هنا أنَّ ابن قدامة ليست له تلك الاعتقادات التي تُوجِبُ سوء الظنِّ به ، وإن كان قد أوهم ذلك من توهَّمه .

              وأما الإمام الشوكاني رحمه الله فله من المقالات التي وافق فيها مناهج المتكلمين ، والتي صدرت منه بعد تحوُّله إلى منهج السلف .
              ولذا فليكن كلامي عن ابن الجوزي منك على بال .

              فإن قلتَ -وفقك الله لمرضاته- وقد قلت :

              المشاركة الأصلية بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني مشاهدة المشاركة
              وأما أن يفهم فاهمٌ من كلام الشوكاني بإمرار الصفات على ظاهرها التفوبض، فهذا ليس بسديد وهذه عبارة دوارة في كلام العلماء، وانظر ص 370 وما بعدها من رسالة "منهج الإمام الشوكاني"، أما إن أُريد كلام له في كتبه الأخرى فينظر.

              قلنا لك -بوركت - : وكذا لو نظرت في مقالات ابن الجوزي في تلبيس إبليس ، وفي انتقاده للمتكلمين ومناهجهم ، لوجدتَ ما تقرُّ به العين ،

              ولكنَّ الإشكال أخي الكريم هو في التطبيق العملي
              لا في التنظير لتلك القواعد

              وقبل أن أختم أنقل إليك كلام الإمام الألباني رحمه الله تعالى مُنتقِداً لكلام الإمام الشوكاني في رسالته -التحف-.

              وذلك بعد سياق كلام الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى في قوله :

              (( وأجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل ، قالوا في تأويل قوله تعالى : (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) : هو على العرش ، وعلمه في كل مكان ، وما خالفهم في ذلك أحدٌ يُحتَجُّ به )).

              قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى في مختصر العلو للذهبي ص268 مُعلِّقاً على كلام ابن عبد البر :

              (( قلتُ : في هذا النص ردٌّ صريح لما ذهب إليه الإمام الشوكاني في آخر تُحفتِه (ص95-96 المجموعة المنيرية ج2) أنَّ تأويل هذه الآية ، وآية : (وهو معكم أينما كنتم) بالمعيَّة العلميَّة ، إنَّما هو شعبة من شعب التأويل المُخالِف لمذهب السلف ، وما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم .


              كذا قال ، وكأنَّه لم يقف على هذا النص من الحافظ ابن عبد البر ، ولا على ما سبق من القول عن الأئمة الفحول : كسفيان الثوري ومالك ومقاتل بن حيان الذين فسروا الآيتين بمثل ما نقل ابن عبد البر إجماع الصحابة ومَن بعدهم عليه ، فلا تغترَّ إذن بما زعمه الشوكاني من المُخالفة ، فإن لكل عالمٍ زلَّة ، ولكلِّ جوادٍ كبوة )) انتهى كلامه رحمه الله .

              ثم أقول أخي الكريم : إنَّ العلماء والمشايخ لم يكونوا ليتجنَّوا على أمثال هذا الإمام الجبل -أعني به : الشوكاني - ، وهم فيما نعلمهم من أشدِّ الناس حُباًّ له .

              ولا أعني بذلك - شكر الله لك - أن لا يُستدرك عليهم ،

              ولكنَّ مثلي أنا أيسرُ عليَّ أن أسير في ركبهم ، من أن أُخالفهم ، وأنا على علمٍ بقدري الوضيع .

              وختاماً أقول لك أخي الكريم : أنا على يقين بقوَّة تقريرات الإمام الشوكاني رحمه الله لقواعد السلف في باب الاعتقاد .
              لكن لن يمنع ذلك من القول بالحقِّ إن ظهر ، ولولا أنَّني قد سُبِقتُ ما تكلَّمت، فما أنا بشيء حتى أقول ، بل القول قول علمائنا رحم الله أمواتهم ، وحفظ أحياءهم .

              ولكن مع ذلك ما قاله شيخنا الوالد عبيد الجابري حفظه الله عن هذه الرسالة من الوصف المذكور حق ، فأسأل الله تعالى أن يزيده بصيرةً وعلماً .

              ووالله أخي الحبيب !! ما ازددتُ لك إلا حُباًّ ، وتقديراً .

              وأنا لم أرك في حياتي ، ولكنَّ الأرواح جنودٌ مُجَنَّدة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف .

              فأسأل الله تعالى أن لا يكون في شيء من هذا التعقيب ما قد يُوغِرُ القلوب والصُّدور ، فأنت -وفَّقك الله - قد امتثلت -نحسبك والله حسيبُك - :
              ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)).
              وأرجو أن أكون قد امتثلتُ :
              ((الدين النصيحة )) .

              فأسأل الله تعالى أن يجعل ما كتبتُه خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجمعني وإياك ، والإمام الشوكاني رحمه الله في جنات عدنٍ على سررٍ متقابلين .

              زعمتُ - وأرجو أن أكون قد صدقتُ - : أردتُ التنبيه لإخواني فحسب

              فأسأل الله القبول .

              والعُذر إليك أخي الكريم فأنا قليل الاطلاع على المواضيع ، فقد تشارك بالتعقيب ، فيتأخَّر مني التعقيب بعد التعقيب .

              وقد اطَّلعتُ على هذا الموضوع قَدَراً ، فشدَّني التنبيه عليه .

              والله أعلى وأعلم

              وصلى الله وسلم على نبيه محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو خميس حامد الجنيبي; الساعة 24-May-2011, 02:07 AM. سبب آخر: تعديل

              تعليق


              • #8
                رد: رسالة نفيسة للعلامة الشوكاني (ت1250هـ) يُثبت فيها مذهب السلف في العقيدة

                حياك الله أخي الكريم وزادك علمًا وتقىً ووفقك لكل خير!
                قلت:
                فأسأل الله تعالى أن لا يكون في شيء من هذا التعقيب ما قد يُوغِرُ القلوب والصُّدور ، فأنت -وفَّقك الله - قد امتثلت -نحسبك والله حسيبُك -
                فأقول: بل على العكس وأنا فرِحٌ بكلامك وما زال الناس يختلفون، وليس في نفسي شيء ألبتة لأنَّ كلامك يظهر منه الفهم ، وإنما يقع ضيق الصدر من النقاش مع مَن لا يفهم، أما مثلك فإن شاء الله أنَّ في النقاش والاختلاف فائدة.

                قلت:
                للأسف قد حصل ما كنت أخشاه -وفقنا الله وإياك لطاعته- وبرغم تنبيهي عليه خشية الالتباس في الكلام
                وقلت:
                هي طريقتُه في تطبيق هذه القواعد التي قد يُشَمُّ منها رائحة التفويض . فالكلام ليس قائماً بلا إسناد ، فإنَّ إغفال طرائق العلماء في تطبيقهم لقواعدهم التي يُؤَصِّلونها ، يُفضي إلى نوعٍ من عدم تحرير مقالاتهم ومناهجهم .
                أقول: لم يخفَّ عليَّ هذا -بإذن الله-، لكن لابد أن تفهم شيئًا أخي الحبيب، هناك فرقٌ بين أمور:
                1- النظر إلى الرسالة مجردةً وما فيها من عبارات وهل هي موافقة لطريقة السلف.
                2- النظر إلى تقلبات الشوكاني في العقيدة.
                3- بيان ما استقر عليه الشوكاني في العقيدة.

                ففي الصورة الأولى نحن نتكلم عن عبارات أوردها المؤلف ظاهرها موافقة السلف، وتقرير قواعدهم في الصفات في الجملة، فأنت هنا لا تقول : لكن المؤلف يريد كذا بدلالة كذا وكذا..لا نحن نتكلم عن هذه العقيدة هل لو اعتقدها إنسان كان على طريقة السلف؟!
                وأمثِّل لك بمثال قريب، قال ابن تيمية-رحمه الله-:
                وَأَمَّا مَنْ قَالَ مِنْهُمْ بِكِتَابِ " الْإِبَانَةِ " الَّذِي صَنَّفَهُ الْأَشْعَرِيُّ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَلَمْ يُظْهِرْ مَقَالَةً تُنَاقِضُ ذَلِكَ فَهَذَا يُعَدُّ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ " ا.هـ [مج6-356]
                مع أنَّ الأشعري الصواب أنَّه لم يزل على تأويل الصفات الفعلية والاختيارية حتى قُبض وهذا يقرره ابن تيمية نفسه، وهكذا يتكلم ابن تيمية-رحمه الله- بنحو هذا عمَّا ذكره الأشعري في كلامه في "المقالات.." وإن كان دونه ، فكلامه هناك في الصفات وغيرها جملة موافق لأهل السنة، وقد نبه على هذا ابن تيمية-رحمه الله-.

                وهكذا انظر طريقة ابن تيمية -رحمه الله- في الحموية فكان ينقل عن كثير ممن لهم أصول أشعرية فينقل عنهم عدم تأويل الصفات بإطلاق أوتأويل الصفات الخبرية (التي يُعتمد في إثباتها على مجرد السمع) كالنزول والاستواء والعين واليد، ويقرر أنَّ هذا الكلام في جملته موافق لمذهب السلف ، مع أنَّ المشهور عند الأشاعرة المتقدمين تفويض مثل هذه الصفات وقليلٌ منهم من يثبتها حقًا. وهذا كثير في كلام ابن تيمية -رحمه الله-.
                فهنا لا تأتي تقول لي: الأشعري عندما أطلق هذا الكلام أراد كذا وكذا لأنَّه قد ثبت عنه بقاءؤه على تأويل الصفات الاختيارية، بل قل ذلك الكلام سلفي، لكن تطبيق الأشعري فيه خلل لقصور في فهم تفاصيل الاعتقاد، أو لشبهة عرضت له في بعض الصفات، لكن ذلك الكلام من حيث هو سلفي.
                ونحن لو طبقنا هذه القاعدة لتركنا نصف النقول التي استدل بها ابن تيمية وابن القيم لأنَّ التفويض كان ملازم لطريقة كثير ممن نقل عنهم، ولكان الأوفق أن يُقال هم أرادوا تفوضيها وترك تأويلها، لا إثباتها بما عرفناه من أصولهم، كما يقول الآن كثيرٌ من الأشاعرة في بعض الكلمات التي ينقلها ابن تيمية وغيره في تراجع الرازي والغزالي والشهرستاني..الخ فيقولون: إنما أرادوا ترك التأويل (التحريف) والاقتصار على تفوضيها لأنَّ هذا هو الذي كان يقوله (الغزالي والرازي والشهرستاني) إنَّه مذهب السلف فكونكم تقولون : لا هم قد ظهر لهم أن التفويض ليس هو مذهب السلف هذه دعوى لابد لها من دليل من كلامهم. وهذا لن تجدوه في كلامهم ألبتة.

                أعود فأقول انظر في هاتين الرسالتين اللتين نوقشت الأولى في الجامعة الإسلامية مع مرتبة الشرف الأولى والثانية في أم القرى لم يذكر المؤلفين غير ما ذكرتُه ولم يتبعا ما انتهجتَه وكان من المشرفين في الأولى العلامة علي بن ناصر الفقيهي وعاصم القريوتي وكان من المتابعين لها الغنيمان..وقد نقلتُ لك أرقام الصفحات التي أشاروا فيها لهذه الرسالة.
                أما ما نقلتَه عن الإمام الألباني-رحمه الله- فقد نبهت عليه سابقًا والفرق بين ما ظنه الشوكاني قولًا لبعض السلف أو اعتقده، فاعتقاده صواب وظنه خطأ.

                وأما كلامك عن ابن قدامة -رحمه الله- فلا أريد توسيعه ولكن كنت قد تتبعت كلامه في كتبه العقدية وغيرها، ومن خلال نظري ففي كلامك نوع تبسط وحسن ظن فهو قد قرر كون الصفات أو بعضها على الأقل من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله في غيرما موضع.

                وأخيرًا أقول: إنَّ الشوكاني أكمل الرسالة في ربيع الآخر 1228 كما في آخر الرسالة وقد كان على وشك إكمال تفسيره "فتح القدير" حيث أكمله 1229 فهي إذن بعد أن أكمل أكثره، بل قد ذكر بعضهم أنَّ أكثر ما ينقل عنه من تأويل إنما كان قبلُ، ثم تنبه أنَّ أكثر ما ينقل بل عامة ما يُنتقد هو من قبيل التأويل لا التفويض ولم أقف على تفويض صريح الآن ويحتاج لتأمل وتتبع، لكن ما وقفت عليه كله تأويل، وهو قد أنكره جملة وتفصيلا، فكيف سيكون الجمع بين ما ورد في "فتح القدير..." وبين إنكاره كل التأويل في رسالته المشار إليها؟
                لا يمكن! غاية ما يمكن أن يُقال هناك اضطراب، أو يقع الخلل من جهة نقله من كتب التفاسير المختلفة أو أو، لكن هل يُقال هو أراد بالتأويل المنكر كذا وكذا لأنَّا رأيناه أوَّل صفة كذا وكذا؟! فإذن كلامه في إنكار التأويل ليس هو ما يريده السلف وو..!

                فإذا تدبرت ما ذكرته أخيرًا من تأويله وإنكاره التأويل علمت أنَّ ما سار عليه الباحثان والمشرفون على تلك الرسالتين هو الصواب، وهي طريقة ابن تيمية-رحمه الله- كما أشرت سابقًا لأنًّ الخائضين في هذا السبيل يضطربون وإن عادوا يكون تصورهم الجملي جيد لكن تفاصيله مضطربة مترددة فليس من الرفق بهم حمل الكلام المجمل الجيد بما أخطأوا فيه بل نقول: إن قعدوا أصابوا وإن فصلوا ارتبكوا وأخطؤوا.
                وفي المرفقات رسالة الشيخ محمد الخميس "عذب القدير في بيان التأويلات في فتح القدير" ولم أجد فيها تفويضًا واحدًا إلا موضعًا أورده على صيغة التمريض "وقيل" والرسالة نافعة، ولعلك إن وقفت على تفويض له بعد هذه رسالته (التحف) أي بعد 1228 فلتضعه هنا من باب إثراء النقاش وإن كان كما قلت: سابقًا الذي أفهمه من طريقة ابن تيمية هو ما سبق، ومثاله كتاب الإبانة للأشعري والله تعالى أعلى وأعلم.


                تنبيه: لا يعني هذا قدحًا في فلان أو فلان ممن رأى خلاف هذا، واتباع هذا النهج من بعضهم سقيم، فلا يقال كلما قال شخصٌ رأيًا خالف بعض العلماء!
                قال أحدهم: وهل قال فلان (العالم) هذا عن هوى وجهل ومن غير مستند.
                فالجواب: بل قاله عن اجتهاد.
                ومن وجهة نظر المخالف أنَّ القائل يستند إلى أدلة هو يراها سليمة وغيره ممن خالفه يراها لا تستقيم. والله المستعان
                الملفات المرفقة
                التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 24-May-2011, 11:36 PM.

                تعليق

                يعمل...
                X