إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق للشيخ سعد بن سالم الطويل -حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جمع] بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق للشيخ سعد بن سالم الطويل -حفظه الله

    بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق (1)
    1432/06/27
    2011/05/30
    للشيخ سعد بن سالم الطويل حفظه الله
    الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فلقد اطلعت على مقابلة طويلة أجريت مع الشيخ الأستاذ عبدالرحمن عبد الخالق، عفا الله عنه وختم له بخير، في جريدة الوطن بتاريخ 24 - 25 جمادى الأولى 1432 الموافق 27 - 28 / 4 / 2011، وقد قرر في مقابلته مسائل عدة شوَّهت السلفية الحقة ونصر فيها منهج الاخوان المسلمين لاسيما وقد لقبه المحاور بشيخ سلفية الكويت، فاستعنت بالله في كتابة هذه المقالات في بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق، فأقول:

    الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق على منهج الاخوان المسلمين ويتدثر بثوب سلفي، ولا يخفى على من له أدنى متابعة بأن الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - قبل أكثر من 20 سنة قال مراراً:

    "الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق من طلابنا في الجامعة الاسلامية وهو أخ سلفي لكن انحرف بالأخوة السلفيين الى طريق الاخوان المسلمين فحزَّبهم وأدخلهم في السياسة"، أو كما قال.

    ليس للشيخ عبدالرحمن عبد الخالق ولا لغيره عهد عند الله تعالى بأن من سلك المنهج السلفي أو سار على طريقة السلف فانه لن ينحرف عنها أبداً، فالسلفيون كغيرهم عرضة لكل عارض، بل السلفيون كما قال الشيخ عبدالرحمن بنفسه في مقابلته:

    (السلفيون ليسوا ناساً منزلين من السماء ومعنى ان الشخص سلفي فهذا لا يعني أنه لا يخطئ أو لا يؤثر الدنيا على الآخرة، فالسلفيون بشر مثل كل الناس فيهم من يؤثر الدنيا على الآخرة فلا نقول ان كل سلفي مبرأ من العيب وأنه نقي مطلقاً انهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء..الخ) انتهى.

    أقول: نعم صدقت يا شيخ عبدالرحمن فليس كل سلفي معصوماً من ان يتحول من السلفية الى الاخوانية بل السلفي عرضة حتى للردة والعياذ بالله وأنت يا شيخ عبدالرحمن انحرفت من السلفية الى منهج الاخوان المسلمين كما قال الشيخ الألباني.

    ليس بالضرورة ان ينخرط الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق في تنظيم الاخوان حتى يقال انه من الاخوان وانما المقصود موافقته للاخوان في منهجيته وطرحه كما قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى (انحرف الى طريق الاخوان المسلمين).

    لقد كان كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى كافياً للحكم على ان الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق قد تخلى عن منهج السلف وسلك منهج الاخوان المسلمين لكن كما يقال لتضافر الأدلة وزيادة الاطمئنان، سأذكر لك أخي القارئ بعض الأدلة الدالة بوضوح على تلك الحقيقة.

    لما سُئل الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق في المقابلة السؤال التالي: ما الفرق بين السلفي والاخواني في ظل قبولهما بالعمل السياسي؟ فأجاب: لا أرى فرقاً مهماً، فهما مثلما تقول جماعة كذا وجماعة كذا في اطار الاسلام الواحد، وقد يكون الخلاف بينهما مسألة الأولويات لكن الكل مرجعه الى الكتاب والسنة ولكن يؤخذ على الاخوان المسلمين التنظيم الحزبي المتشدد، أما السلفيون فليسوا تنظيماً وانما تيار عام في الأمة.

    ولما سئل في المقابلة السؤال التالي: لو جاءت نتائج الانتخابات أو عضو برلمان علماني أو ليبرالي أو غير سلفي عموماً فقال مقاطعاً: لابد ان نقبل به فنحن قبلنا بالنظام ولابد ان نرضى بنتائجه، ولتعزز صناديق الانتخابات من تفرزه فالانتخابات عقد وعهد وينبغي ان نفي بهذه العهود والعقود لكن على الأغلبية ألا تلغي الأقلية فاذا انتخبنا مجلس أمة وطرح عليه موضوع اقتصادي كأن نسير في اطار اقتصاد حر أو اقتصاد مقيد فلابد ان نرضى بقرار الأغلبية ونحترم رؤية الأقلية. فقال له المحاور: حقيقة للمرة الأولى التي استمع فيها الى (سلفي ديموقراطي) فهل أنت سلفي بالفعل؟ يقول المحاور: يضحك الشيخ بشدة ويداعب عصاه ولا يرد، انتهى.

    موافقته للاخوان بجميع أساليبهم وطرقهم وفتحه الباب على مصراعيه من الاعتصامات والمظاهرات والخروج على الحاكم كما قال في مقابلته لما قال له المحاور: أي ان الاعتصامات والتظاهرات وغيرها مشروعة؟ فأجاب: أي صورة من الصور التي يتفق عليها الناس مشروعة وجائزة طالما أنها سلمية والنموذج الجلي على ذلك هو ثورتا مصر وتونس، انتهى كلامه.

    وقال في المقابلة نفسها قوله: شباب مصر قاموا بأنظف وأفضل ثورة وجدت في التاريخ فلا توجد ثورة في التاريخ القديم أو المعاصر في النظام والأخلاق والأدبيات والأهداف التي قامت من أجلها وفي الأسلوب الذي اتبعه الناس لم تر طول تاريخها صورة لا يقوم فيها الثوار بالاعتداء على الناس وسفك دمائهم وتخريب الممتلكات بالعبث أو غيره ثم يجتمع فيها كل أطياف المجتمع المصري في تناسق وتنسيق وأدب وخلق على هذا النحو، هذا أمر غير مسبوق...الى ان قال: الثورة المصرية خرجت لتزيح الحاكم وتنادي بنظام ديموقراطي. انتهى كلامه.

    أقول: أخي القارئ الكريم اذا تدبرت ما ذكرته لك سيظهر لك جلياً ان الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق قد بعد جداً عن الجادة السلفية اللهم الا ان تكون سلفية محدثة كالسلفية الجهادية والسلفية العلمية وكذا السلفية الديموقراطية، أما السلفية التي هي بحق اتباع ما عليه سلف الأمة فالشيخ عبدالرحمن ليس كذلك.

    و بيان ذلك:

    السلفي يُعرف بتزكية العلماء له لا بذمهم له وردودهم المتتالية عليه فالشيخ عبدالرحمن عبد الخالق ردَّ عليه عدد من علماء السنة كالشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ الألباني والشيخ مقبل الوادعي والشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع المدخلي وآخرين.

    لا يمكن لسلفي يجهل عشرات الفروق التي بين السلفية الحقة وبين دعوة الاخوان المسلمين ومنهجهم فقول عبدالرحمن عبد الخالق (لا فرق بين السلفي والاخواني) غلط كبير الا اللهم ان أراد سلفيته التي أحدثها مخالفاً بها كثيراً من نصوص الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة فهذا صحيح فهي سلفية اخوانية صرف ليس لها من السلفية الحقة الا اسمها.

    كيف لسلفي ان يقبل بالليبرالي والعلماني والنصراني والشيطاني لمجرد افراز الصناديق له؟! فالشيخ عبدالرحمن عبد الخالق يصرح بقوله لابد ان نرضى بنتائجه، وزعم ان الانتخابات عقد وعهد ينبغي ان نفي بهذه العهود والعقود!!

    أقول: وهذا في الحقيقة باطل فالانتخابات قد فرضت علينا فرضاً لم نعقد عليها عهداً، بل العهد الذي عقدناه هو مع الله عز وجل كما في قوله: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) } [يس]، وقال تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172) } [الأعراف]، ثم ان الله تعالى يقول: { وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) } [النساء 141]، والشيخ عبدالرحمن يقول نقبل أياً كان بما ان الصناديق أفرزته وجعل الحكم الذي يرجع اليه هو صندوق الانتخاب فأي سلفية يحملها هذا الشيخ غفر الله له؟!

    ثم مما يدل على بعد الشيخ عن السلفية الصحيحة قوله (لكن على الأغلبية ألا تلغي الأقلية...الى ان قال: فلابد ان نرضى بقرار الأغلبية ونحترم رؤية الأقلية)، وهذا مخالف لحكم الله تعالى فالذي أوجب الله علينا ان نرضى به هو حكم الله ورسوله كما قال تعالى: { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) } [النور]، ويقول تعالى: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) } [النساء 59] {فَانْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ الَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ان كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)} [النساء]، وقال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) } [الأحزاب] و يقول تعالى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) } [النساء] نعم الى كتاب الله وسنة رسوله يكون التحاكم والرضا بالحكم لا للأغلبية التي ذمها الله تعالى في كتابه بقوله: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) } [الأنعام].

    وأما قوله - عفا الله عنه - : على الأغلبية ألا تلغي الأقلية، وقوله: ونحترم رؤية الأقلية فباطل أيضاً، فقد تكون هذه الأقلية مبطلة فاسدة شاذة فلا تستحق الاحترام ويجب الغاؤها تماماً كما لو وجد أقلية من عبدة الشيطان أو من المخنثين الشاذين فمثل هؤلاء أي احترام يستحقون؟!

    ومما يدل على بعد الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق عن السلفية اباحته لكل طريقة حتى الخروج على الحاكم بالكلام الذي هو بداية الخروج بالسنان، ويبيح المظاهرات والاعتصامات التي جاءتنا من الغرب وأنكرها كل علماء السنة من السلفيين، ولم يقل بها الا دعاة الاخوان كالدكتور القرضاوي والدكتور السويدان والدكتور النشمي والشيخ عبدالرحمن مع هؤلاء مخالف لكل العلماء الذين افتوا بحرمة المظاهرات والاعتصامات.

    وأما ما زعمه الشيخ عبدالرحمن من نظافة ونزاهة ثورة مصر فسأكتب في الرد عليه المقال القادم ان شاء الله تعالى.

    أسأل الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    المقال الثاني

    بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق (2)
    1432/07/05
    2011/06/06
    الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فهذا المقال الثاني في بيان منهج الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أردت به الذبَّ عن السلفية الحقّة لكي لا تختطف من قِبل الإخوان المسلمين!! وإنما كتبت هذه المقالات على إثر مقابلة أجرتها جريدة "الوطن" مع الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والتي لقبه بها المحاور بـ «شيخ سلفية الكويت»!! فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب:

    وجّه المحاور سؤالاً للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق هذا نصه: ما رأيك كسلفي في ثورة المصريين ضد حاكمهم ونظامه؟ فكان جوابه عفا الله عنه كالآتي:

    "شباب مصر قاموا بأنظف وأفضل ثورة وجدت في التاريخ، فلا توجد ثورة في التاريخ القديم أو المعاصر في النظام والأخلاق والأدبيات والأهداف التي قامت من أجلها وفي الأسلوب الذي اتبعته، الناس لم تر طول تاريخها صورة لا يقوم فيها الثوار بالاعتداء على الناس وسفك دمائهم وتخريب الممتلكات بالعبث أو غيره، ثم يجتمع فيها أطياف المجتمع المصري في تناسق وتنسيق وأدب وخلق على هذا النحو! هذا أمر غير مسبوق.... لكن الثورة المصرية خرجت لتزيح الحاكم وتنادي بنظام ديموقراطي" انتهى كلامه بحروفه.

    أقول: هذا الكلام ليس عليه نورُ الكتاب والسُّنَّة ولا تظهر عليه رائحةُ السلفية وفيه مغالطات كثيرة، وانظر ما قاله المحاور ومن غير قصد لما قال: "ما رأيك كسلفي" وهذا الخطأ الشائع، فالكاف للتشبيه ولا معنى لها هنا إذ المناسب أن يقول ما رأيك بصفتك "سلفي" لا أن يقول "كسلفي" أي كأنك سلفي.

    أقول: فهذه "رمية من غير رامٍ" وهذه هي الحقيقة، فالشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ليس سلفياً في منهجه، بل هو إخواني كما قال عنه الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله تعالى - "انحرف إلى طريق الإخوان المسلمين".

    نعم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق نشأ في مصر ووالده رحمه الله تعالى بين الإخوان المسلمين ثم انتقلا إلى المدينة النبوية وهناك تأثر بعلماء أهل السنة واستفاد منهم، ثم جاء إلى الكويت وكان عمره ما بين العشرين والثلاثين، والتحق بالإخوان المسلمين في الكويت ثم اختلف معهم في بعض المسائل، ثم اعتزلهم واجتمع حوله بعض شباب الكويت فما لبث إلا سنوات قليلة حتى رجع إلى منهج الإخوان المسلمين حيث التحزب والبيعة الدعوية والتنظيم الهرمي والسمع والطاعة والتغلغل في السياسة. وهذه الحقائق إذ أكشفها لمن لم يعايشها هي معروفة لكثير ممن عاشها وأدركها وبوضوح تام. ففي زمن مضى قَدِم الكويت من المدينة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والشيخ الدكتور عمر الأشقر وشيخنا أبو يوسف عبد الرحمن بن يوسف عبد الصمد رحمه الله تعالى وآخرون.

    فأما الشيخ الدكتور عمر الأشقر فكان وما زال مع الإخوان المسلمين، وأما الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق فتظاهر بالسلفية وربما كان على شيء منها، لكنه مغرم جداً بمنهج الإخوان المسلمين ويربي الشباب الذين حوله على ذلك المنهج. وأما الشيخ عبد الرحمن بن يوسف عبد الصمد فكان سلفياً صاحبَ سنةٍ، ومتأثراً جداً بمدرسة الشيخ المحدِّث العلّامة محمد ناصر الدين الألباني، فكان الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق يتضايق منه جداً، وبطريقة أو أخرى وبالتعاون مع الإخوان المسلمين بقصد أو بغير قصد أبعدوه رحمه الله تعالى عن ساحة الدعوة في الكويت إلى قرية "الوفرة"، وكانت آنذاك منطقة مقسومة بين الكويت والسعودية، وكنت على اتصال دائم به وبعض الإخوة من الشباب وكان يقول لنا وبكل صراحة "إخواننا هم الذين أبعدوني من الكويت ويريدون بقائي في الوفرة".

    والغريب والعجيب أن الشيخ أبا يوسف عبد الرحمن بن يوسف عبد الصمد - رحمه الله تعالى - كان يقول لنا: "عبد الرحمن عبد الخالق من الإخوان المسلمين وأخشى على الدعوة السلفية منه"، وكان يقول هذا قبل ما يقارب 30 عاماً، وفعلاً بعد وفاة الشيخ أبي يوسف بأقل من سنتين بدأنا نرى حقيقة إخوانية عبد الرحمن عبد الخالق ثم انتشر كلام الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - بأن عبد الرحمن عبد الخالق انحرف بالسلفيين إلى طريق الإخوان المسلمين فحزّبهم وأقحمهم في السياسة، والله المستعان.

    عودة إلى كلام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق عن ثورة مصر فأقول:

    قول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق "شباب قاموا بأنظف وأفضل ثورة وجدت في التاريخ" فأقول: أي تاريخ يا شيخ عبد الرحمن؟ هل تقصد تاريخ الكفّار؟ أو تاريخ الخوارج؟

    أما الإخوان المسلمون فقد علم القاصي والداني- ولم يعد أمرهم يخفى على أحد - أنهم طلاب سلطة وكراسٍ، ولا يهمهم أن يركبوا أي سبيل للوصول إلى الحكم أو المشاركة فيه، بل ما قامت دعوتهم وتأسست على يدي مؤسسيها إلا من أجل الحصول على الحكم، لكن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق الذي يدّعي السلفية ولقبه المحاور بـ "شيخ سلفية الكويت" يفترض فيه ألا يتكلم ولا يقرر في مسائل عظيمة مثل هذه إلا بدليلٍ من الكتاب والسُّنَّة وآثارٍ عن سلف الأمة.

    فأين الأدلة على مشروعية المظاهرات والانقلابات والثورات؟ فالسلفي بحق هو الذي لا يحرك ساكناً ويسكن متحركاً إلا بدليل من الكتاب والسُّنَّة ويشترط في كل دليل أن يكون صحيحاً صريحاً وإلا كان مجرد شبهة لا يُعوَّل عليها.

    كل ما استدل به الإخوان المسلمون وعبد الرحمن عبد الخالق وطلابه لا يخرج عن كونه:

    إما دليل لا علاقة له بالثورات والمظاهرات كأدلة الجهاد وكلمة حق عند سلطان جائر.

    كلام عاطفي كقولهم (ظلمة - طواغيت - فقر - سرقات - دكتاتورية - مصادرة الحريات)، وغير ذلك مما لا يصلح دليلاً يستند إليه.

    فأقول: لا شك أن كل ما ذكروه نجد في الكتاب والسُّنَّة من الأدلة الواضحة الدالة على الموقف الشرعي الصحيح تجاه كل معضلة كالأثرة؛ وهي استئثار الحاكم بالأموال له ولأسرته وحاشيته دون الرعية، والظلم والتسلط وغير ذلك علاجه الشرعي بالصبر والدعاء والتوبة والإصلاح ما بين الرعية وبين ربهم تبارك وتعالى والنصيحة وكلمة الحق بالرفق. وإذا كان الحاكم عنده كفر بواح فيزال بالجهاد الشرعي مع القدرة، بحيث يكون المقصود إقامة شرع الله تعالى وتحكيم الكتاب والسُّنَّة ولتكون كلمة الله هي العليا. والناظر البصير إلى كل الثورات القائمة فليس فيها من هذا شيء، لا من حيث الوسيلة، ولا من حيث الغاية. فالوسائل غير شرعية، والغاية إقامة الديموقراطية الغربية، إذن من أي وجهٍ تُحمد هذه الثورات؟!

    يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وهو "كسلفي" عن ثورة مصر: "لا توجد ثورة في التاريخ القديم أو المعاصر في النظام والأخلاق والأدبيات والأهداف التي قامت من أجلها وفي الأسلوب الذي اتبعته".

    فأقول: عفا الله عنك يا شيخ عبد الرحمن، هل تظن أن الناس لا أعين لهم يبصرون بها؟ أي نظام وأي أخلاق وأي أدبيات وأي أهداف أنت تتحدث عنها؟! فوضى وسفكٌ للدماء، ونهبٌ وسلبٌ وشتائم واختلاطُ الرجال بالنساء، ورفعٌ للصلبان ورفعٌ للشعارات المخالفة لأحكام الإسلام جملة وتفصيلاً، فوالله الذي لا إله إلا هو ما رأينا ولا سمعنا أحداً طالب بتحكيم شرع الله تعالى وإعلاء كلمة الله وإزالة الشرك والبدع والإباحية والقضاء على الفساد الأخلاقي، وإنما شعاراتهم ومطالباتهم لا تتعدى (الحرية - الديموقراطية - انتخابات حرة - مشاركة في الحكم - الأموال) إلى غير ذلك.

    يا شيخ عبد الرحمن أَمَا رأيتَ أو سمِعتَ ما حدث في ميدان التحرير من الاشتباكات وإطلاق النار ودهس بالسيارات ونهب للمحلات وانفلات للأمن وترويع للناس؟!

    يا شيخ عبد الرحمن لو أنصفت الحقَ من نفسك ونظرت في واقع المسلمين نظرةً سريعة لأدركت بأن ثورتي تونس ومصر قد جرّتا على المسلمين ويلات لا يعلم نهايتها إلا الله عز وجل، فالهروب السريع من بن علي التونسي، وسقوط الرئيس المصري السريع أيضاً أثّرا في المسلمين في ليبيا واليمن وسورية، وها هم يتجرّعون الأمرّين، ففي ليبيا قاموا بثورة سلمية (كما تزعمون) وما هي إلا أيام حتى قامت حرب شديدة البأس راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، وتشرد مئات الآلاف وضاعت مصالح ملايين المغتربين من المصريين والتونسيين والسودانيين والأفارقة والآسيويين، واستطاع الغرب أن يتدخل وينفق ما عنده من الأسلحة ويسلب ما يشاء من خيرات بلاد المسلمين بأرخص الأثمان. وفي اليمن زاد فقرهم فقراً وفقدوا الأمان وتعطلت المصالح وزاد الفساد وسفكت الدماء، وفي سورية تأثروا بمصر ورفعوا الشعارات نفسها وتبدل أمنهم خوفاً وقُتل من قتل، وتشرد من تشرد وسُجن من سجن.

    وأما البحرين فكادت تذهب بسبب تأثرهم بثورتي تونس ومصر، وأما الكويت فالله يستر عليها، فشعارات مصر يرددها طلاب عبد الرحمن عبد الخالق وغيره (ارحل - يسقط - الديموقراطية - الدستور - نريد رئيس وزراء منتخب - جمعة الغضب - جمعة الرحيل.... إلخ)، وهكذا ظهر أبرز طلاب عبد الرحمن عبد الخالق في موقعه الإلكتروني المشؤوم ودعا إلى المظاهرات في المملكة العربية السعودية.

    والغريب والعجيب أن طلاب عبد الرحمن عبد الخالق يتطابقون بمطالبهم مع المعارضين لحكومة البحرين!! وكأنهم بلسان حالهم يقولون يجوز لنا ما لا يجوز لغيرنا، فهؤلاء في الحقيقة ينطبق عليهم قول القائل (لا للحق نصروا ولا للباطل كسروا)، أسأل الله تعالى أن يهديهم للحق والتمسك به ويقينا ويقيهم شر أنفسهم، وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.

    أخي القارئ الكريم بهذا المقال أكون قد أتممت المائة الثانية من مقالاتي والشكر أولا وآخراً لله رب العالمين، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ثم أشكر الإخوة الكرام في جريدة (الوطن) وأسأل الله لهم الهداية والتوفيق في كل خطوة يخطونها.

    والشكر موصول لأخي الكبير الدكتور/ عبد العزيز بن ندى العتيبي مشرف صفحة الإبانة، وللعلم كل مقالاتي محفوظة في موقعي وإني أدعو كل مسلم ومسلمة إن وقع على شيء من الخطأ ألا يبخل عليَّ بالنصيحة من باب التناصح والتعاون على البر والتقوى. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    المقال الثالث

    بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق (3)
    1432/07/12
    2011/06/13
    الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان الا على الظالمين وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فهذا المقال الثالث في بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق، عفا الله عنه وعافاه ومن كل سقم شافاه، وأذكِّر كل قارئ وسامع ان المراد من هذه الردود هو التحذير من المسائل التي غلط بها الشيخ وجانب بها الحق والصواب في مقابلة أجرتها معه جريدة الوطن ولقبه بها المحاور بـ«شيخ سلفية الكويت»، مع ان ما طرحه لا علاقة له بالسلفية لا من قريب ولا من بعيد، وانما وافق بما طرحه منهج الاخوان المسلمين ولبيان ذلك أقول وبالله أستعين، وعليه أتوكل واليه أنيب:

    الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق على وجه الخصوص والاخوان المسلمون على وجه العموم عندهم اطلاقات في عباراتهم تدل على تكفير عموم المسلمين أو أكثرهم ولاسيما حكامهم، وبالمقابل نجدهم أسرع الناس وقوعاً وتمسكاً بالأمور التي حكموا عليها وعلى أهلها بالكفر ولست بصدد ذكر ما خطه كبيرهم «سيد قطب» من التكفير الصريح لعموم المسلمين ووصفه المشهور للمجتمعات المسلمة بأنها مجتمعات جاهلية، لكن الذي يعنيني في هذا المقال والمقام بيان مدى تأثر الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق بمنهج «سيد قطب» وطرحه للناس باسم السلفية وهنا تكمن الخطورة وتعظُم البلية. ولكي لا يكون كلامي هذا مجرد ادعاء أطرحه جزافاً سأذكر لك أخي القارئ الكريم من مؤلفات الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق ومما سطره فيها وخطته أنامله ما يؤكد صدق ما قلته عنه.

    قال الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق في كتابه (أضواء على أوضاعنا السياسية- ص 76): «ان تطبيق حكم المرتد سابق لأوانه جداً فالمجتمع بكل طوائفه يعيش في ردة حقيقية الا من عصم الله وهؤلاء المعصومون قلة ولا نكابر» انتهى كلامه.

    وقال في كتابه (الأصول العلمية للدعوة السلفية- ص 26): «ومن هذه العقبات على طريق المثال لا الحصر: تلك الردة الجماعية الهائلة في الشعوب الاسلامية» انتهى كلامه.

    وقال في كتابه نفسه ص 11: «واعتداء سلاطين الأرض وملوكها ورؤسائها على شرعة الله، بتحليل ما حرم، وتحريم ما أحل عدوان على التوحيد وشرك بالله ومنازعة له في حقه وسلطانه جل وعلا، وأكثر سلاطين الأرض اليوم وزعماؤها قد تجرأوا على هذا الحق وتجرأوا على الخالق الملك سبحانه وتعالى فأحلوا ما حرم وحرموا ما أحل، وشرعوا للناس بغير شرعه زاعمين تارة ان تشريعه لا يوافق العصر والزمن وتارة أنه لا يحقق العدل والمساواة والحرية وأخرى بأنه لا يحقق العزة والسيادة والشهادة لهؤلاء الظالمين بالايمان عدوان على الايمان بالله سبحانه وتعالى، ونأسف ان قلنا: ان سواداً كبيراً من الناس قد أطاعوا كبراءهم فيما شرعوا لهم من شرع مخالفة لشرعه سبحانه وتعالى وكثير من هذا السواد يصلي ويصوم- مع ذلك- ويزعم أنه من المسلمين» انتهى كلامه.

    أقول: لك الحق أخي القارئ الكريم ان ترجع الى كلام الشيخ عبدالرحمن لتقف بنفسك على صحة ما نقلته لك فكتبه مطبوعة وهي في موقع الشيخ الالكتروني وأيضاً لتتأكد أنني لم أتصرف بالألفاظ أو قطعته عن سياقه. ولاحظ كلام الشيخ في جرأته على التكفير والحكم بالردة على المجتمع بكل طوائفه الا القلة، وأن الشعوب الاسلامية في ردة جماعية هائلة وأن سواداً كبيراً يزعم أنه من المسلمين وللشيخ عبدالرحمن عبد الخالق كلام آخر لم أذكره هنا اختصاراً يدرك كل من وقف عليه بأنه من مشكاة «سيد قطب»!!

    على كل حال تعال معي أخي القارئ وقارن بين كلام الشيخ عبدالرحمن الذي نقلته لك مع كلامه في المقابلة التي أجريت معه التي جاء فيها ما يلي:

    قال الشيخ عبدالرحمن: شباب مصر قاموا بأنظف وأفضل ثورة وجدت في التاريخ... الى ان قال: الثورة المصرية خرجت لتزيح الحاكم وتنادي بنظام ديموقراطي.

    وقال: للأسف فإن الهجمة المضادة للاخوان المسلمين أو السلفيين تركز في دعايتها على ما تقول وتسعى الى تنفير المصريين من التيار الديني الأصيل وبالتالي ازاحة السلفيين والصاق التهم بهم أدع الى مشروعك وبرنامجك والآخر يدعو الى برنامجه والكل يدعون الى أفكارهم بحرية ودعوا الحكم بعد ذلك الى صناديق الانتخابات.

    ولما قال المحاور في المقابلة: لو جاءت نتائج الانتخابات برئيس أو عضو برلمان علماني أو ليبرالي أو غير سلفي عموماً فقال الشيخ عبدالرحمن: لابد ان نقبل به فنحن قبلنا بالنظام ولابد ان نرضى بنتائجه ولتعزز صناديق الانتخابات من تفرزه، فالانتخابات عقد وعهد وينبغي ان نفي بهذه العهود والعقود لكن على الأغلبية ألا تلغي الأقلية.انتهى كلامه.

    في المقابلة سأله المحاور متعجباً فقال: حقيقة للمرة الأولى التي أستمع فيها الى «سلفي ديموقراطي» فهل أنت سلفي بالفعل؟ قال المحاور: «يضحك الشيخ بشدة ويداعب عصاه ولا يرد».

    وقال في المقابلة: الديموقراطية كنظام ليس هو الاسلام ولكننا كمسلمين اذا خيرنا بين الحكم الاستبدادي وبين الديموقراطية سنختار الديموقراطية لأننا سنجد فيها حريتنا في العمل والقول.انتهى كلامه.

    وقال في المقابلة أيضاً: النظام الاسلامي مختلف عن الديموقراطية.انتهى.

    أقول: حقاً ان القارئ لكلام الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق سيكون في حيرة من أمره! فهو يطالب بالديموقراطية ويدافع عنها ويذمها ويصفها بأقبح الأوصاف لها ولمن حكم بها لاسيما اذا قرأنا قوله في مؤلفات سابقة كقوله في رسالته: مشروعية الدخول الى المجالس التشريعية ص 32: «الشبهات التي تثار حول تولي الولايات والدخول إلى المجالس التشريعية في ظل الأنظمة الديموقراطية وما احتج به من يرى المنع: (1) الديموقراطية كفر: قالوا ان النظام الديموقراطي كفر وبالتالي لا يجوز الدخول اليه واصلاحه من داخله.والجواب: أنه يجب التفريق بين كون النظام كفراً وكون العاملين به والمنضوين تحت لوائه جبراً وقهراً رضى وسخطاً كفار» انتهى.

    أقول: فالشيخ هنا لم يقل في رده «كلا الديموقراطية ليست كفراً» بل أقر أنها كفر لكن من أجبر عليها فليس بكافر. وعلى هذا غريب وعجيب ثناء الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق على ثورتي مصر وتونس والتي أكبر دافع لهما المطالبة بالديموقراطية كما نقلت لك ذلك عنه!! ومن اعجب ما قرأته للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق في كتابه (مشروعية الدخول الى المجالس التشريعية...) صفحة (91-90): في معرض ذكره لشبهات المانعين من دخول المجالس النيابية فيقول:

    الشبهة الرابعة: المفسدة في الدخول أربى من المصلحة: وقد ذكر بعض الاخوة مفاسد الديموقراطية فبلغت خمسين مفسدة. ونحن نستطيع [ القائل عبدالرحمن عبدالخالق ] ان نضيف عليها خمسين أخرى بل مائة أخرى ولا يعني هذا تحريم الدخول الى المجالس البرلمانية لأن الداخل يؤمن بفساد هذا النظام، وما دخل الا من أجل تغييره وتبديله، أو على الأقل الحد من شروره وآثامه وتسلط من يحكم باسمه على شعوب المسلمين وازاحة من يتقلدون المناصب ويتولون ادارة شؤون المسلمين وهم في الحقيقة قلة من اللادينيين وأهل الشهوات والأهواء..) انتهى كلامه.

    اقول: سبحان الله كان الدخول للمجالس النيابية والمشاركة في الديموقراطية ضرورة فآل بهم الامر ان جعلوا الديموقراطية غاية ومطلبا!!

    فان قال الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق: اذا خيرنا بين الديكتاتورية المتسلطة وبين الديموقراطية لأخترنا الديموقراطية.

    فأقول: عندنا اختيار ثالث لا هذا ولا هذا وهو حكم الله تعالى وتطبيق شريعته أليس كذلك؟ ثم انظر الى هذا الاشكال فتارة يقول الشيخ عبدالرحمن بأن النظام الديموقراطي «كون العاملين به والمنضوين تحت لوائه جبراً وقهراً رضىً وسخطاً» لكن في الحقيقة اصبح كثير من الدعاة من أشد الناس مطالبة بالديموقراطية بعدما كانوا يقولون نحن مضطرون اليها ونحن كارهون لها وكافرون بها.

    ثم الناس اذا كانوا تحت نظام دكتاتوري ظالم فانهم يدركون بأنهم تحت نظام غير اسلامي ولا شرعي بينما اذا عاشوا تحت نظام ديموقراطي وهو غير نظام الاسلام تجدهم لا يدركون أنهم على غير نظام الاسلام وعلى غير شريعة رب العالمين بل تجدهم يفخرون بالديموقراطية ويفرحون بها ويطالبون بمزيد منها وهذا والذي نفسي بيده لهو أعظم مفسدة والله المستعان. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    المصدر
    مقالات أسبوعية يكتبها الشيخ سالم الطويل كل يوم إثنين و تنشر في أحد الصحف الكويتية
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 25-Jul-2011, 07:49 AM.
يعمل...
X