إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

موضوع عن الجنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [طلب] موضوع عن الجنة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أريد موضوع أو بحث عن الجنة ووصفها
    عاجلاً
    أثابكم الله

  • #2
    رد: موضوع عن الجنة

    وصف الجنة- خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ


    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
    أما بعد:
    فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
    عباد الله، إن الله جل وعلا لم يخلقنا عبثا خلقنا ليأمرنا وينهانا فمن آمن به ووحده وأخلص الدين له وأدى أوامره واجتنب نواهيه فإن له جنة عرضها كعرض السماء والأرض ومن أشرك به غيره وعطل أوامره وارتكب نواهيه (
    فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى)، والله جل وعلا بين لنا في كتابه صفات أهل السعادة ورغبنا في ذلك ورتب الفوائد العظيم والعطاء الجزيل وبين لنا طريق الشقاء وصفات الأشقياء وحذرنا من أخلاقهم وأعمالهم وأخبرنا عما رتب على ذلك من العذاب الأليم وأخبرنا أن الناس فريقان فريق في الجنة وفريق بالسعير والله جل وعلا يدخل أولياءه الجنة بفضله ورحمته ويعاقب بالنار أعدائه بكمال عدله.
    أيها المسلم، وإن الله جل وعلا بين لنا في كتابه الجنة وأوصافها وصفات أهلها ونعيمهم وما أعد لهم من الثواب العظيم وبين على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما أعد لأولياءه فقال صلى الله عليه وسلم: "
    قال الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، اقراوا إن شئتم (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وإن الإيمان بالجنة وما أعد الله لأهلها من النعيم من الأمور العظيمة فإنها من الإيمان بالغيب ولهذا في حديث عبادة بن الصامت من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبد الله ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن النار حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل.
    أيها المسلم، وللجنة في كتاب الله عدة أسماء فقد سماها الله الجنة (
    تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً)، ووصفها بأنها دار السلام (لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ)، ووصفها بأنها دار الخلد (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ)، ووصفها بأنها دار المقامة (الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ)، ووصفها بأنها جنة المأوى كما قال جل وعلا: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى* عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى)، ووصفها بانها جنات عدن كما قال جل وعلا: (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْن)، ووصفها بأنها دار الحيوان الدار الباقية (وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)، وسماها الفردوس في قوله جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً)، ووصفها بأنها المقام الأمين إن المتقين في مقام أمين وسماها أيضا مقعد صدق بقوله جل وعلا في كتابه العزيز: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر)، وسماها بقدم الصدق: (وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ).
    أيها المسلمون، وقد جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاف هذه الجنة فبين لنا صلى الله عليه وسلم بناها فقال: "
    لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابهما الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفني شبابهم"، وبين صلى الله عليه وسلم غرف الجنة فقال: "إن في الجنة غرف يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"، وأخبرنا صلى الله عليه وسلم عن درج الجنة وما بين درجاتها من البعد فقال: "إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فأسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن"، وبين لنا ربنا جل وعلا عن أبواب الجنة وسعتها فقال جل وعلا: (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ)، وفي الحديث "في الجنة ثمانية أبواب منها باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون"، وفي الحديث الآخر: "أنتم توافون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله وإن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عام وليأتين عليه يوم وهو كظيظ".
    أيها المسلم، ووصف لنا نبينا أهل الجنة فقال: "
    إن أول زمرة يدخلون الجنة على هيئة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يبصقون أمشاطهم الذهب ﻣﺠﺎﻣﺮﻫﻢ ﺍﻷﻟﻮﺓ رشحهم المسك"، وبين لنا أيضا آنية أهل الجنة يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون وبين لنا ربنا لباس أهل الجنة فقال جل جلاله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً* أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً)، وقال جل وعلا: (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ* وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيد)، وبين لنا ربنا خدم أهل الجنة فقال: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً* وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً)، وقال: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ)، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن سوق أهل الجنة فقال: "إن في الجنة سوقا يأتيه أهل الجنة كل جمعة فتهب عليهم الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالا فيعودون إلى أهليهم ويقولون قد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا"، وأخبر عن نساء الجنة وأنهن الحور العين قال جل وعلا: (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ* كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ)، وقال: (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً* عُرُباً أَتْرَاباً* لأَصْحَابِ الْيَمِينِ)، وأخبرنا عن حدائق أهل الجنة وجناتهم وبساتينهم فقال: (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ* وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ* وَظِلٍّ مَمْدُودٍ* وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ* وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ* لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَة)، وأعظم نعيمهم كون الله يرضى عنهم فقال جل وعلا: (وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وأعظم ذلك وأجله نظرهم إلى وجه ربهم في دار كرامته قال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعد يريد أن ينجزكموه فيقولون ألم يبيض وجوهنا ألم يدخلنا الجنة ألم ينجنا من النار قال بلا فيكشف الحجاب فينظرون إلى وجه ربهم فما أعطوا نعيما فوق هذا النعيم".
    أيها المسلم، إنها دار النعمة والخير إنها المقام الأمين (
    إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ)، أمنوا الموت وأمنوا الفقر وأمنوا الرحيل وأمنوا تغير الأحوال (أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ)، (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ)، آمنين من انقطاعها وآمنين من أضرارها بل هم في نعمة عظيمة وخير من الله إنهم يتذكرون في دار كرامة الله نعم الله عليهم فاسمع الله يخبر عنهم إذا دخلوا الجنة يقولون: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ* الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ)، واسمع الله يخبر عنهم قال جل وعلا: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ* قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ* فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ* إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)، وأخبر الله عنهم بقوله أنهم يقولون: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)، وأخبر الله عنهم أنهم يقولون: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ).
    أيها المسلم، إنها دار النعمة ودار الخير إن من نظر إلى الدنيا وتغير أهلها وأحوالها علم حق ما لهذي الدار العظيمة من الفضل العظيم فشباب الدنيا مآله الهرم وقوة الإنسان مآلها إلى الضعف وحياته مآلها إلى الموت وقوته إلى الضعف أما دار النعيم فنعيم دائم وخير مستمر وعطاء جزيل (
    إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ* وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ* لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ* نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ)، (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، الله الله في الاجتهاد في صالح العمل وسؤال الله ذلك النعيم العظيم فخير سؤال تسأله ربك أن يمنحك خاتمة حميدة وأن يبوءك تلك الجنة العظيمة (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ* وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ* يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ)، يرفع الله درجات الأبناء للآباء إكراماً للأباء وقد يرفع الله درجات الآباء إكراما للأبناء إذا كان الكل مؤمنا فأسأل الله من فضله وكرمه فإنها بيده يتفضل بها على من شاء من عباده ولكن الأعمال الصالحة سبب لحصولها (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية:
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
    أما بعد:
    فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
    عباد الله، إن العمل الصالح سبب لدخول الجنة بفضل الله وبرحمته والعمل الصالح المطلوب هو العمل الموافق لشرع الله والذي أخلص فيه عامله لله جل وعلا (
    يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)، وهو خير زاد يتزوده العبد بالدنيا (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)، وهو خير لباس (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)، فتزود من الأعمال الصالحة في شبابك أشغله بطاعة الله وفي صحتك وغناك واستغل وجودك في هذه الدنيا بأعمال صالحة فيما بينك وبين الله أخلصها لله من صلاة وصدقة وأعمال خيرة ترجوا بها ثواب ما عند الله (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً* إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً* فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً* وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)، فلنتق الله في أنفسنا ولنعلم أن الأعمال الصالحة سبب لرحمة الله لدخول الجنة فلا بد من جد واجتهاد يقول صلى الله عليه وسلم: "ألا من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة"، إذا استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار أوتي بالموت على هيئة كبش أملح فيقال: يا أهل الجنة فيشرئبون ويطلعون فيقول: تعرفوا هذا فيقول هذا الموت ثم ينادى أهل النار فينظرون ويقال ما هذا فيقال هذا الموت فيأمر به فيذبح بين الجنة والنار ثم ينادي المنادي يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت فنسأل الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا لكل ما يحبه ويرضاه وأن يبلغنا جنات النعيم ووالدينا وجميع المسلمين وأن يجعلنا من يلتقي فيها بإخواننا هناك في رحمة أرحم الراحمين إنه على كل شيء قدير.
    واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة؛ ومن شذ شذ في النار، وصلوا رحمكم الله على عبدالله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (
    إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أأمتنا وولاة أمرنا وأعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبدالله بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم أمده بالقوة والنشاط، اللهم كن له عوناً ونصيراً في كل ما أهمه، اللهم انصر به دينك وأعلي به كلمتك واجمع به كلمة الأمة على الخير والهدى، اللهم شد أزره بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز وبارك له في عمره وعمله إنك على كل شيء قدير، ووفق النائب الثاني لكل خير واجعلهم جميعا أئمة هدى وقادة خير إنك على كل شيء قدير، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رءوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثتنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
    عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

    تعليق


    • #3
      رد: موضوع عن الجنة

      محاضرة طيبة في وصف الجنة للشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-

      [REAL PLAYER]http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0185/a0185-31.rm[/REAL PLAYER]
      الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي شمر للحاق بالرفيق الأعلى والخلود في جنات المأوى ولم يتخذ سوى ذلك سبلا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى وسلم تسليما
      أما بعد

      أيها الناس اتقوا الله تعالى وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون سارعوا إلى دار أعدها الله لعباده الصالحين لهم فيها ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها ما يدعون فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون أبوابها ثمانية فمن أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير ومن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من أبواب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ومن كان من أهل هذه الخصال كلها دعي من أبوابها كلها بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضلة بلاطها المسك وحصباها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران فيها غرف من حسنها يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها للمؤمن فيه خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا فيها أنهار من ماء غير آس وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم فيها من كل فاكهة زوجان فيها فاكهة ونخل ورمان ولا تظنوا أن هذه مثل ما في الدنيا فإنه لا يعلم حقيقتها وحسنها ولذتها إلا من أدركها الإسم هو الإسم ولكن المسمى هو المسمى قطوفها دانية أي ثمرتها دانية لمن أرادها يتناولها المؤمن بكل سهولة يتناولها قائماً وقاعدا كلما أخذ منها شيئاً خلفه آخر في الحال لا مقطوعة ولا ممنوعة يدعون فيها بكل فاكهة يدعون فيها بكل فاكهة فتحضر لهم يدعون فيها بكل فاكهة آمنين آمنين من الموت آمنين من الهرم آمنين من المرض آمنين من انقطاع تلك الفاكهة أو نقصها آمنين من كل خوف فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً في اللون والهيئة مختلفاً في الطعم والمذاق لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون قاصرات الطرف مفتورات في الخيام قاصرات الطرف فلا ينظرن إلى غير أزواجهن ولا يتطلع أزواجهن إلى غيرهن أنشأهن الله إنشاءً فجعلهن أبكارا كلما جامعها زوجها عادت بكراً في الحال عروباً والعروب جمع عروب والعروب هي المتوددة إلى زوجها أفراداً أي على سن واحدة ليست إحداهن بأكبر من الأخرى لم يطمسهن إنس قبلهن ولا جان هم وأزواجهم في ضلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولاً من رب رحيم يطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يقدمون عنها ولا ينزفون إنها دار مطهرة إنها دار مطهرة من كل خبث وقذر فلا غائط فيها ولا بول ولا مخاط ولا نتن وإنما يخرج الطعام والشراب غشاءً ورشحاً من جلودهم كريح المسك يجمع الله فيها الأولاد إلى آباءهم وإن كان الأولاد أقل منزلة في الجنة ليتم بذلك نعيمهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور:21) قد يطعم كل واحد منهم واطمأن بما رزقه الله فلا يرى أحداً أكمل نعيماً منه ( خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) قد لقاهم الله تعالى نظرة في وجوههم وأبدانهم وسروراً في قلوبهم فجمع الله لهم بين نعيم الظاهر والباطن نعيم البدن ونعيم القلب ينادي منادي إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا ابدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا سكانها الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاما سلاما يتحدثون بما أنعم الله عليهم من هذا النعيم وبما من الله به عليهم فوقاهم عذاب الجحيم تحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس فالتسبيح دأبهم دائماً كما أن النفس دأب الحي دائما قد أحل الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا وقد منحهم رؤية وجهه الكريم فهم يرونه عياناً بأظفارهم وينظرون إلى الله كما يشأ الله ولا يجدون نعيماً اكمل من النظر إلى وجه ربهم لأنهم ينظرون إلى وجه من هو أحب إليهم ينظرون إلى وجه من عليهم فأوصلهم إلى ما هم فيه من النعيم المقيم عباد الله والله إن هذا لعلم اليقين إنه لخبر اليقين إنه لوصف رب العالمين ووصف رسول رب العالمين إنه لحق أرجو الله لي ولكم أن نصل إليه بمنه وكرمه عباد الله إنما وصفنا من نعيم تلك الدار إنه لحق وإن الوصول إليه لسهل يسير على من يسره الله عليه من العالمين إن هذه الدار والله إنها والله لرخيصة بكل ثمن فهنيئاً للمشترين إنها والله لو وصف للواحد منا بستان من أكمل بساتين الدنيا لبذل الجهد وبذل النفيس وعان المشقة في الوصول إلى ذلك البستان مع أن نعيم الدنيا دائم ناقص منقص بكل قدر ولكن النفوس أسأل الله أن يعينني وإياكم على أنفسنا النفوس فتنت بالدنيا فأعرضت عن الآخرة وران على القلوب ما كسبت فأصبحت محسوبة قاسية أيها المسلمون إن هذه الدار التي سمعتم أوصافها مفتاحها لا إله إلا الله وأسنانه شرائع الإسلام وغراسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر من قال واحدة منها غرس له بها شجرة في الجنة أيها المسلمون فإن سألتم عن أهل هذه الجنات وعن ساكني تلك الغرفات فاستمعوا إلى وصفهم في محكم الآيات ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) اللهم إن نسألك في مقامنا هذا في انتظار فريضة من فرائضك في هذا الجمع الكثير نسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وفضلك وإحسانك ومنك وكرمك نسألك اللهم أن تجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات وممن وقيتهم السيئات اللهم إنا نسألك أن لا تحول بيننا وبين الوصول إليها بذنوبنا اللهم اغفر ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار اللهم اجعلنا ممن ينعمون بالنظر إلى وجهك الكريم اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت التواب اللهم اغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم
      الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته وسلطانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المؤيد ببرهانه الداعي إلى جنته ورضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأعوانه وسلم تسليماً كثيرا
      أما بعد
      أيها الناس فإنه قد بلغكم ما حل في بعض جهات أفريقيا من الجذب والقحط والجوع والعري ولا شك أن هذا بقدرة العزيز العليم وبتقدير العزيز الحكيم فلله الحكمة في فعله وله العدل في حكمه سبحانه هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين هذه الأمور التي يصيب بعض جهات الأرض ما هي إلا ذكرى لمن أنعم الله عليهم بالمال الكثير والأمن الوبي إننا في هذه البلاد قد أنعم الله علينا بنعمتين عظيمتين إحداهما نعمة الإسلام والإيمان وهي أكمل النعم وأغلاها وأثمنها إنها النعمة التي تبذل من أجلها النفوس والقلوب إنها النعمة الكبرى التي يتوصل بها الإنسان إلى سعادة الدنيا والآخرة إن الإسلام والإيمان لا يتحقق بالعقيدة فحسب إن العقيدة رصيدة ولا شك لكن الإيمان والإسلام له فروع يوشك إذا فسدت تلك الفروع أن تيبس أن ييبس الأصل وهو العقيدة ثم بعد ذلك يموت إن العقيدة لا يدل على صدقها إلا أن تقارن بالعمل الصالح الذي هو نتيجتها وثمرتها أصلها ثابت وفرعها في السماء إن كثيراً من الناس يعتمد على ما في قلبه من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره يظن أن ذلك كاف في الإيمان ولا شك أنه كاف ولكن لابد من وجود أركان الإسلام وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وايقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام لا يمكن ان يكمل الإيمان إلا بأن يقوم الإنسان بطاعة الله واجتناب معصيته حسب الإمكان هذه النعمة الأولى التي من الله علينا بها في هذه البلاد وإني أقول وأشهد الله والله يعلم ما في قلبي أني لا أعلم بلاداً خيراً من هذه البلاد في تحقيق التوحيد وإخلاصه لا أعلم بلاداً ولله الحمد أكمل من هذه البلاد في البعد عن الخرافات والبدع لكن هذه النعمة إذا لم تراقب وإذا لم تصن بالمحافظة عليها والقيام بما يجب فيها فإنه يوشك أن تزول فإن الله يقول (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7) ويقول جل ذكره (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)(محمد: من الآية3 إني أرى المعاصي قد بدأت تفتك بنا شيئاً فشيئاً حتى أصبحنا وكأن حياتنا حياة اللهو واللعب لم نلتفت إلى الجد والكدح في العمل والله يقول (يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (الانشقاق:6) إنك كادح إلى ربك عامل إليه عامل عملاً موصلك إليه والعمل الذي يوصل إلى الله تعالى هو طاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه إني أوصي نفسي وإياكم بالتمسك بديننا تمسكاً حقيقياً ظاهراً وباطناً حتى نسعد به في الدنيا والآخرة وتكون لنا العزة والكرامة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف:9) أما النعمة الثانية في هذه البلاد فهو الرخاء والرغد والأمن كثرة العيش كثرة الملابس طيب المساكن طيب المراكب نعم لا يمكن إحصاءها (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا)(النحل: من الآية1 لكن هذه النعمة تحتاج إلى شكر وذلك بالقيام بطاعة المنعم تحتاج إلى شكر وذلك بصيانتها عن الإمتهان تحتاج إلى شكر وذلك بالإمتناع عن الإسراف فيها والله عز وجل يقول (َكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(لأعراف: من الآية31) إننا نرى الإسراف والبذخ في كثير من أحوالنا في ملابسنا ومراكبنا ومساكننا ومآكلنا ومشاربنا والإسراف محرم موجب لبغضاء الله وكراهته ولا تسرفوا هذا نهي والنهي للتحريم إنه لا يحب المسرفين وإذا زالت المحبة حل البغض فيا عباد الله اقتصروا وانتظروا وانظروا واعتبروا إنكم قبل سنوات إنكم فقراء لا تجدون في الكساء إلا ثوباً واحداً يواري سوءاتكم إنكم قبل سنوات فقراء لا تجدون ما تأكلون إن وجدتم الغداء لم تجدوا العشاء وإن وجدتم العشاء لم تجدوا الغداء ولقد حدثني شخص أثق به وهو الآن على قيد الحياة أنه بقي هو وأمه العجوز بقوا بقيا ثلاثة أيام لا يذوقون ذواقاً فلما كانت الليلة الثالثة أو الرابعة نسيت أنا قالت له أمه يا بني إن النوم لا أستطيع أن أنام من الجوع فاذهب إلى الحيالة والحيالة كما يعرف الكثير منكم كانت موضع العلف واللحم لعلك تجد شيئاَ يمكننا أن نأكله حتى ننام قال فذهبت فأخذت من بقايا العلف أوراقاً وأخذت أربعة خفاف خفاف إبل ليس فيها لحم فأتيت بها إلا البيت فشوينا الخفاف ثم سكبناها ثم غلينا هذا العلف على النار فلما غلا بدأنا نأخذ من حرق هذه الخفاف ونجعله في هذا الماء حتى صار كالسويق أي كالشربة ثم بدأنا نلحسه لحساً وحين إذن ردت علينا أرواحنا بعض الشئ فنمنا هذا شئ يحدثني به من وقع عليه وهو الآن على قيد الحياة وحدثني آخر أنه كان يأتي قيم البيت بالعدس بالنوى نوى التمر يشترى من السوق قال فنجتمع عليه ونحن صبيان لنجد نواة عليها سرب تمرة نمصها هذا ما وقع لكم قبل سنوات قليلة والآن أصبح بعضكم والعياذ بالله يلقي اللحم يلقي الطعام في مكان الزبالة حدثني إنسان أنه وجد تحت أكل في مكان وجد لحماً وطعاماً ومصحفاً وقدراً في مكان واحد تأملوا أيها الناس هل يقع هذا في مجتمع مسلم نعمة الله تلقى على القاذورات نعمة الله يفعل بها هكذا كلام رب العالمين يلقى في القاذورات كلام رسول رب العالمين يلقى في القاذورات كلام أهل العلم يلقى في الأسواق تطأها الأقدام أهذا يليق بنا ونحن شعب مسلم نخشى الله تعالى ونخافه إن الله لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته واستمعوا قول الله عز وجل (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ*أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ*أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ*أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:96-99) اللهم عفواً اللهم عفواً وغفراً ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم اجعل حليمنا يأخذ على أيدي سفيهنا اللهم هب لنا من لدنك رحمة تصلح بها ما فسد من أحوالنا إنك على كل شئ قدير عباد الله تذكروا هذا ثم تذكروا ما وصف لكم من الجذب في بعض جهات أفريقيا وأعلموا أن من هذه الجهات أقول من هذه الجهات من هذه الجهات أناس مسلمون يحتاجون إلى عونكم ومددكم فلو تبرعتم لهم بشئ من مالكم لأن من أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله تعالى من الجنة ومن كسا مسلم على عري كساه الله من خدد الجنة ومن سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم تبرعوا لإخوانكم بما تجود به أنفسكم تبرعوا به صدقة لله واعلموا أن كل امرئ يكون في ظل صدقته يوم القيامة إن المسلمين من هؤلاء المتضررين في حاجة إلى مساعدتكم ومد يد العون إليهم فتصدقوا بارك الله فيكم واعلموا أن من علم عملاً صالحاً يبتغي به وجه الله فإن الله تعالى يثيبه على ذلك وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من تصدق بعدل تمرة أي بما يعادل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله تعالى إلا الطيب فإن الله يأخذها بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أي حصانه الصغير حتى تكون مثل الجبل اللهم إنا نسألك كسباً حلالاً ونسألك نية صادقة ونسألك اللهم أن تقينا شح أنفسنا وأن تجعلنا من المصلحين يا رب العالمين وسيكون على أبواب المسجد رجال يستلمون الصدقة منكم فنسأل الله للجميع التوفيق والقبول عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

      تعليق


      • #4
        رد: موضوع عن الجنة

        كما تستطيعين أختي زيارة هذا الرابط في شبكتنا المباركة
        الصحيح في وصف الجنة

        تعليق


        • #5
          رد: موضوع عن الجنة

          وهذا وصف الجنة من نونية ابن القيم -رحمه الله-


          يا خاطب الحور الحسان وطالبا ... لوصالهن بجنة الحيوان
          أسرع وحث السير جهدك انما ... مسراك هذا ساعة لزمان
          هي جنة طابت وطاب نعيمها ... فنعيمها باق وليس بفان
          وبناؤها اللبنات من ذهب ... وأخرى فضة نوعان محتلفان
          سكانها أهل القيام مع الصيام ... وطيب الكلمات والاحسان
          للعبد فيها خيمة من لؤلؤ قد ... جوفت هي صنعة الرحمن
          أنهارها في غير أخدود جرت ... سبحان ممسكها عن الفيضان
          من تحتهم تجري كما شاءوا ... مفجرة وما للنهر من نقصان
          ولقد أتى ذكر اللقاء لربنا ... الرحمن في سور من القرآن
          أو ما سمعت منادي الايمان ... يخبر عن منادي جنة الحيوان
          يا أهلها لكم لدى الرحمن ... وعد وهو منجزه لكم بضمان
          قالوا أما بيّضت أوجهنا ... كذا أعمالنا ثقلت في الميزان
          وكذاك قد أدخلتنا الجنات ... حين أجرتنا حقاً من النيران
          فيقول عندي موعد قد آن ... أن أعطيكموه برحمتي وحناني
          فيرونه من بعد كشف حجابه ... جهرا روى ذا مسلم ببيان
          وإذ رآه المؤمنون نسوا الذي ... هم فيه مما نالت العينان
          والله ما في هذه الدنيا ألذ ... من اشتياق العبد للرحمن
          وكذاك رؤية وجهه سبحانه ... هي أكمل اللذات للانسان
          لله سوق قد أقامته الملائكة ... الكرام بكل ما احسان
          فيها الذي والله لا عين رأت ... كلا ولا سمعت من اذنان
          كلا ولم يخطر على قلب ... امرئ فيكون عنه معبرا بلسان
          واها لذا السوق الذي من ... حله نال التهاني كلها بأمان
          يدعى بسوق تعارف ما فيه ... من صخب ولا غش ولا أيمان
          هذا وخاتمة النعيم خلودهم ... ابدا بدار الخلد والرضوان
          يا رب ثبتنا على الايمان ... واجعلنا هداة التائه الحيران
          وأعزنا بالحق وانصرنا به ... نصرا عزيزا أنت ذو السلطان
          وعلى رسولك أفضل الصلوات ... والتسليم منك وأكمل الرضوان
          وعلى صحابته جميعا والألى ... تبعوهم من بعد بالاحسان

          تعليق


          • #6
            رد: موضوع عن الجنة

            صفة الجنة و ما أعد الله لأهلها لابن ابي الدنيا في المرفقات.

            كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم.

            الملفات المرفقة

            تعليق

            يعمل...
            X