إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

شهر رمضان المبارك شهر المحاسبة والاحتساب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جمع] شهر رمضان المبارك شهر المحاسبة والاحتساب

    شهر رمضان المبارك


    شهر المحاسبة والاحتساب


    إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.


    { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102] .


    { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1] .


    { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].


    أما بعد:

    فأسباب جمع الموضوع هي:
    1-شهر رمضان موسم للتوبة النصوح والمحاسبة سبيل التوبة وبيان ذلك.
    (دعوة للتوبة):عن أبي هريرة –رضي الله عنه-قال رسول الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين (وفي لفظ :سلسلت الشياطين)ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب (وفي لفظ :فتحت أبواب الرحمة )(وفي آخر :تفتح فيه أبواب السماء)وينادي مناد :يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة "رواه الترمذي واللفظ له وألفاظه في الصحيح.
    (فقه الحديث):في هذا الحديث الجليل دعوة للتوبة وتيسيرا لأسبابها وقطع لموانعها، يدل عليه:
    -تصفيد الشياطين، فإن الشيطان أصل كل شر وفساد وداعية إلى كل غواية، ففي تصفيد الشياطين إضعاف لكيدهم وإغوائهم.
    -تفتيح أبواب الجنة (أبواب الرحمة)(أبواب السماء)وهذا الفعل الإلهي أثره :قبول الله –عزوجل-لأعمال العباد وإثابتهم عليها كما قال تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}الآية وقد كان –صلى الله عليه وسلم-يتحرى الأعمال الصالحة في أوقات تفتح أبواب السماء(كحديث صيام شعبان وأربع ركعات قبل الظهر )فكيف بالمسلم الناصح إذا كان شهر رمضان كله أبواب السماء مفتوحة فيه فمن أعظم أسباب الخير وأجل الأعمال الصالحات التوبة.
    -تغليق أبواب النار: وهذا الفعل الإلهي من آثار قول الله –عزوجل-°ورحمتي سبقت غضبي° حديث قدسي، أما دلالة هذا الفعل الإلهي فهي كمال عفو الله عن عباده وسعة مغفرته وكبير حلمه –عزوجل- ،فلا يعاجل عباده بالعقوبة ،بل يمهلهم فهل من توبة؟!
    -دعوة الملك من السماء بإذن الرحيم الودود :"ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر "الحديث
    -قبيح بالعبد المسلم الراجي رحمة ربه وعفوه أن يتخلف عن دعوة الكريم الوهاب فيفسد صيامه ويهجر المساجد والقرآن ويترك الصلوات ثم يجيب دعوة أهل الشرور إلى اللهو والفجور في الأرض والفضاء قال الله تعالى :{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الأحقاف.
    -العتق من النيران كل ليلة وهذا من غاية العباد ورجاؤهم.1
    -فهذه أسباب تدعو العبد المسلم إلى توبة صادقة فما السبيل إلى هذه التوبة؟!
    (المحاسبة باب التوبة )قال ابن القيم –رحمه الله- في المدارج(129/1):ومن نزل منزلة المحاسبة يصح له نزول منزلة التوبة لأنه إذا حاسب نفسه عرف ماعليه من الحق،...فلذلك لاتصح التوبة إلا بعد معرفة الذنب والإعتراف به وطلب التخلص من سوء عواقبه أولا وآخرا .اهـ
    والمقصود :حقيقة التوبة :الإطلاع على عيوب النفس والإعتراف بها والندم عليها والعزم على عدم العودة لمقارفتها فتبين من هذا:
    1-المحاسبة باب التوبة لأنها باب عيوب النفس .
    2-المحاسبة ضمان للعبد بعد توبته لأنها تمنع العبد من الغفلة وتدفعه إلى لزوم السلامة والتوبة 2
    قال ابن القيم في مدارج السالكين (1/129):"والتحقيق أن التوبة بين محاسبتين محاسبة قبلها تقتضي وجوبها ومحاسبة بعدها تقتضي حفظها "اهـ.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
    1-وقد جعل الله العتق كل ليلة ،حتى يعظم رجاء العباد فيزداد المحسن إحسانا ويمسك المسيء عن الإساءة.
    2-قال ابن القيم في المدارج(1/136):"ومنزلة التوبة أول المنازل وأوسطها وآخرها فلا يفارقه العبد السالك ولايزال فيه إلى الممات ،...فالتوبة بداية العبد ونهايته..."اهـوجج....فالثمرة
    -فالثمرة :أن المحاسبة تسبق شهر رمضان فتدفع صاحبها إلى التوبة بإصلاح النيات والأعمال ثم تلزم العبد الناصح بعد رمضان لتحفظ عليه ما اكتسبه من غفران الذنوب والعتق من النار ورفعة الدرجات .
    -الصوم وقاية من الشهوات والنيران كما أن المحاسبة وقاية من المعاصي والآثام فكلاهما من معاني التقوى ،وحقيقة الصيام مشروطة بالمحاسبة :وبيان ذلك :
    1-عن جابر عن النبي –صلى الله عليه وسلم-"الصيام جُنة يستجن بها العبد من النار" صحيح الترغيب (966)رواه أحمد وحسنه المنذري.
    2-أخرج ابن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز قال (ليس تقوى الله بصيام النهار ولابقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن تقوى الله ترك ماحرم الله وأداء ماافترض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير)الدر المنثور للسيوطي.

  • #2
    رد: شهر رمضان المبارك شهر المحاسبة والاحتساب

    منزلة المحاسبة :
    بيان حكمها من كتاب الله ودليلها:
    الدليل الأول:قال الله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}الحشر 18
    -قال العلامة السعدي –رحمه الله –في تفسيره (ص791):"وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه وأنه ينبغي له أن يتفقدها فإن رأى زللا تداركه بالإقلاع عنه والتوبة النصوح والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه وإن رأى نفسه مقصر في أمر من أوامر الله بذل جهده واستعان بربه في تتميمه وتكميله واتقانه ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه وبين تقصيره فإن ذلك يوجب له الحياء لامحالة والحرمان كل الحرمان أن يغفل العبد عن هذا الأمر ،ويشابه قوما نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها ..."
    (الحكم الشرعي):قال ابن القيم في"اغاثة اللهفان"(ص77):
    "وقد دل على وجوب محاسبة النفس قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}الحشر 17قال قتادة :"مازال ربكم يقرَب الساعة حتى يجعلها كغد...والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس.."
    الدليل الثاني: قال تعالى :{وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}الكهف 28.
    قال قتادة :"أضاع نفسه وغُبن مع ذلك تراه حافظا لماله مضيعا لدينه "رواه ابن أبي الدنيا (محاسبة النفس)-راجع ابن كثير "التفسير ".
    °فقه الآية:قد نهى الله –عزوجل –عن طاعة من ضيع محاسبة نفسه ،قال السعدي (425):"لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به "اهـ.
    ( الدليل الثالث )قال تعالى :{يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضر وماعملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}آل عمران 30.
    1- قال ابن القيم في "اغاثة اللهفان"(ص75):"فحق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها".اهـ
    2- قال السعدي في تفسير الآية (ص105):"فإذا عرف العبد أنه ساع إلى ربه وكادح في هذه الحياة وأنه لابد أن يلاقي ربه ويلاقي في سعيه أوجب له أخذ الحذر والتوقي من الأعمال التي توجب الفضيحة والعقوبة والإستعداد بالأعمال الصالحة التي توجب السعادة والمثوبة"اهـ
    (كلمات السلف في المحاسبة):
    1-روى البخاري عن ابن مسعود قال : (إن المؤمن يرى ذبونه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذبوبه ).
    2-روى ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" بسند حسن عن عمر بن الخطاب قال : (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدا تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر).
    3-روى مالك في الموطأ (1800)رواية الليثي عن أنس بن مالك قال سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه الحائط-أي البستان-:"عمر بن الخطاب أمير المؤمنين :بخ بخ والله لتتقيَن الله أو ليعذبنَك").
    4-روى وكيع في الزهد وعلقه الترمذي في الجامع (2459)عن ميمون بن مهران قال :( لايكون العبد تقيَا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه)ورواه كذلك ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس".
    5-روى أبو نعيم في "الحلية"(2/157)عن الحسن البصري قال :( المؤمن قوَام على نفسه يحاسبها لله وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)ورواه كذلك ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس".
    6-روى البيهقي في "شعب الإيمان"(5459) عن الحسن البصري قال : (أيسر الناس حسابا يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم ،...وانما يثقل الـأمر يوم القيامة على الذين جازفوا في الأمر في الدنيا
    أخذوها من غير محاسبة فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر وقرأ :{مال هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} الكهف 49.
    7-روى البيهقي في "شعب الإيمان"(5/244) عن بلال بن سعد يقول:( عباد الرحمن إن العبد ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله –عزوجل-وقد أضاع ماسواها ،فمازال يُمَنيه الشيطان فيها ويزّين له حتى مايرى شيئا دون الجنة فقبل أن تعملوا فانظروا ماذا تريدون بها؟فإن كانت خالصة فأمضوها وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم فلا شيء لكم فإن الله –عزوجل-لا يقبل من العمل –أي الصالح-إلا ماكان خالصا فإنه قال سبحانه :{من كان يريد العزّة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}فاطر:10)*
    8-نقل ابن كثير في تفسيره (4/575)في تفسير قوله تعالى :{ولا أقسم بالنفس اللوامة)القيامة :2 قال الحسن البصري :(لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه ،ماذا أردت بكلمتي ، ماذا أردت بأكلتي، ماذا أردت بشربتي، والفاجر يمضي قدما لايعاتب نفسه)رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس".
    -تحذير النبي –صلى الله عليه وسلم- من شر النفس ودعاء الله –عزوجل –بذلك:
    1-عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :"دعوات المكروب :اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت "رواه أبو داود والبخاري في المفرد وحسنه الألباني في صحيح الأدب(1/369).
    2-عن أبي هريرة يقول : قال أبوبكر الصديق-رضي الله عنه-يارسول الله !علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وأمسيت،قال:قل :"اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ،ربّ كل شيء ومليكه أشهد أن لا اله إلا أنت ،أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ،قله اذا أصبحت واذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك""وفي رواية :وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم"رواه البخاري في المفرد (1202/1204)وأبوداود وصححه الألباني في الصحيحة(2753).
    فقه الحديثين:
    -أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- المسلم أن يستعيذ من شر نفسه في يومه وليلته ونومه وفيه دلالة على مراعاة
    المسلم لنفسه في هذه الأوقات قال ابن القيم في الإغاثة (ص70):(وقد أتفق السالكون إلى الله على اختلاف طرقهم وتباين سلوكهم على أن النفس قاطعة بين القلب والوصول الى الربّ)اهـ
    -وقد أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-المسلم أن يتبرأ منها عند اشتداد الأمور كما في دعاء المكروب :"ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "وفي هذا دلالة على أنها خاذلة للعبد المسلم في كل حين حتى في وقت الكربة والشدة ،فكيف بالمسلم الذي ضيع محاسبتها فهي أشد خذلانا وقطعا لقلبه عن ربه .
    قال ابن القيم-رحمه الله-في الإغاثة(70) : ) فإن الناس على قسمين :(قسم)ظفرت به نفسه فملكته وأهلكته وصار طوعا لها تحت أوامرها و(قسم)ظفروا بنفوسهم فقهروها فصارت طوعا لهم منقادة لأوامرهم ).
    3-قال الله تعالى : (ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقوّاها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسّاها)الشمس 7.8.9
    3/أ-قال السعدي (786):({قد أفلح من زكاها}أي طهر نفسه من الذنوب ونقّـاها من العيوب ورقّـاها بطاعة الله وعلاّها بالعلم النافع والعمل الصالح).
    3/ب-قال ابن القيم (4:({قد خاب من دسّـاها}أي نقصها وأخفاها بترك عمل البرّ وركوب المعاصي).

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
    (*) هذا الأثر يدل كما يأتي أن المحاسبة تشمل الطاعات والمعاصي ،بل حتى المباحات


    تعليق


    • #3
      رد: شهر رمضان المبارك شهر المحاسبة والاحتساب

      -أوصاف النفس الواردة في القرآن:
      الصنف الأول:قال الله تعالى :{يا أيّـتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي}الفجر 27.28.29.30.
      قال ابن القيم –رحمه الله-في الإغاثة (ص71):(فهي التي قد سكنت إلى ربها وطاعته وأمره وذكره ،ولم تسكن إلى ماسواها ،فقد اطمأنت إلى محبّته وعبوديته وذكره واطمأنت إلى أمره ونهيه وخبره واطمأنت إلى لقائه ووعده..).
      الصنف الثاني:قال الله تعالى :{إن النفس لأمارة بالسوء}يوسف 53.
      قال ابن القيم –رحمه الله-(ص71):(تأمر صاحبها بما تهواه من شهوات الغيّ واتباع الباطل فهي مأوى كل سوء وإن أطاعها قادته إلى كل قبيح وكل مكروه ...).
      الصنف الثالث:قال تعالى :{ولا أقسم بالنفس اللوّامة }القيامة 2
      نقل ابن القيم (72)عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال :(كل نفس تلوم نفسها يوم القيامة ،تلوم المحسن نفسُه أن لايكون ازداد احسانا وتلوم المسيء نفسُه أن لايكون رجع عن اساءته ).
      -واستظهر ابن القيم أن اللوامة هي كثيرة اللوم (ص72-الإغاثة).
      مراتبها في المدح والذم:
      قال ابن القيم (ص72):(والنفس قد تكون تارة أمارة وتارة لوامة وتارة مطمئنة بل في اليوم الواحد والساعة الواحدة يحصل منها هذا وهذا والحكم للغالب عليها من أحوالها فكونها (مطمئنة)صفة مدح لها وكونها (أمّارة بالسوء)وصف ذم لها وكونها (اللوّامة)ينقسم إلى المدح والذم بحسب ماتلوم عليه ).
      صلاح القلب من شرور النفس:
      -قال ابن القيم في "الإغاثة"وله علاجان :محاسبتها وعلاجها وهلاك القلب من اهمال محاسبتها وموافقتها واتباع هواها)
      والدليل :قوله تعالى :{وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }النازعات 40.41
      قال ابن القيم في "الإغاثة"(ص70):(فالنفس تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا والرب يدعو عبده إلى خوفه ونهي النفس عن الهوى والقلب بين الداعيَيّن ،يميل إلى هذا الداعي مرة وإلى هذا مرة وهذا موضع المحنة والابتلاء ...).
      مراتب محاسبة النفس :*
      أولا/محاسبة النفس على المعاصي المقدرة:
      (بعد وقوعها):ـأ-الإقرار بالمعصية والاعتراف بها كما في حديث سيد الإستغفار"أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي "الحديث.
      وحديث أبي بكر الصديق –رضي إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا "الحديث والندم فهو كما قال –صلى الله عليه وسلم-"الندم توبة "الصحيحة.
      ب-النظر في مدخل الشيطان على ابن آدم (البصر، اللسان السمع ،الخطرات )فسدّ الثغر على الشيطان وإشغاله بالطاعة من المرابطة التي أمر الله –عزوجل-بها:{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}آل عمران 200.


      (*) مراتب المعاصي عند أهل السنة من جهة الشر والضرر (الشرك والكفر والنفاق بقسميه ،البدعة المكفرة والمفسق).

      تعليق


      • #4
        رد: شهر رمضان المبارك شهر المحاسبة والاحتساب

        روى البخاري في المفرد وغيره (البخاري في الصحيح ومسلم)عن أبي هريرة –رضي الله عنه-قال :(لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين).
        -إصلاح ما فسد بما يناسب من الأعمال الصالحة:
        أ-حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-:(إذا أسأت فأحسن)الصحيحة 1238عن معاذ.
        ب-حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-(وإذا عملت سيئة فاعمل إلى جنبها حسنة تمحها السر بالسر والعلانية بالعلانية) الصحيحة 1475عن معاذ.
        جـ-قال –صلى الله عليه وسلم-)من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار )الصحيحة2299
        فقه الحديث :أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-بإتباع السيئة الحسنة لمحوها كما قال تعالى :{أن الحسنات يذهبن السيئات)الآية، ثم بيّن طريقة الإحسان الواردة في الحديث قال –صلى الله عليه وسلم-(السر بالسر والعلانية بالعلانية) الحديث.
        فتكون التوبة من جنس المعصية ،فإذا كانت بالبصر المعصية تاب بالبصر وزكّاها بتلاوة القرآن كما قال ابن مسعود:(أديموا النظر في المصحف)وإذا كانت المعاصي باللسان تاب اللسان وزكّاه بالذكر والقول الطيب فإذا اغتاب رجلا تاب بالثناء على مايعرف منه من محاسن ويدعو له بالغيب فتكون زكاة اللسان فإذا أساء سرا تاب سرا وإذا أساء علانية تاب علانية.
        والحكمة في ذلك في أمرين:
        أ-إصلاح ماوقع من نجاسة المعصية في العضو المرتكب للمعصية (تمحُها)وذلك بتطهيره وتزكيته فإن الذنوب جراحات كما قال تعالى :{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن يسبقونا }الآية وشفاؤها بمداواة هذه الجراحات في محلها والقيام على أسباب شفاءها.
        أما المضيع لهذا الأمر فحاله :أن تجتمع عليه الجراحات والمعاصي حتى تهلكه ولاقوة له على اصلاحها وقد بين النبي –صلى الله عليه وسلم-هذا الأمر كما في حديث سهل بن سعد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:(إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)الصحيحة 389
        إذا كان الهلاك بترك محاسبة النفس على محقرات الذنوب بكبائر الذنوب والمعاصي.
        ب-أن يشتغل العبد العاصي القاصد للتوبة بإصلاح الأعضاء السليمة ويغفل عن العضو الفاسد فمازال الشيطان يراوده ويكيد له من هذا العضو المجروح ،فيكون المسلم حاله كمن جرح في يده ،فأهمل الجرح وعالج قدمه فالذي يعصي بلسانه لا تصلح له توبة ولا تسلم له حتى يتوب في لسانه وكذا البصر وكذا السمع .
        ثانيا/محاسبة النفس على المعاصي قبل وقوعها:
        وتحصل هذه المحاسبة بالنظر في ثلاثة أشياء:
        أ-النظر في أسباب المعاصي لأن كمال العبد أن يدرك :سبيل المجرمين إدراكه سبيل المؤمنين.
        ب-النظر في آفات النفس وشرورها.
        جـ-البصيرة بمكائد الشيطان وطرق مكره.
        د-إدراك مراتب المعاصي وأنواعها.
        أما تفصيل ذلك :(اختصارا):
        - إن المسلم البصير اذا أدرك هذه الأمور الأربعة وقام على نفسه تعاهدا ومحاسبة فثمرته :
        -السلامة بتوفيق الله وهدايته .
        -رد كيد العدو في نحره وإخماد فتنته .
        وإليك بيان الأمور الأربعة :
        (أولا):أصول المعاصي :(1)
        -قال ابن القيم في الفوائد (ص293):"أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاثة:
        أ)-تعلق القلب بغير الله.
        ب)-طاعة القوة الغضبية (الغضب).
        جـ)-طاعة القوة الشهوانية (الشهوة).
        وهي الشرك والظلم والفواحش ،فغاية التعلق بغير الله الشرك وغاية طاعة القوة الغضبية القتل وغاية طاعة القوة الشهوانية الزنا ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله تعالى :{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}الفرقان 68 "اهـ
        (ثانيا)أسباب المعاصي :(بواعث الإثم):
        -قال ابن القيم في الفوائد(ص297):"ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين:إحداها:سوء ظنه بربه.
        وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حالا .والثانية :أن يكون عالما بذلك وأن من ترك لله شيئا أعاضه (أي عوضه)خيرا منه ،ولكن تغلب شهوته صبره وهواه عقله.
        (فالأول):من ضعف علمه.
        (والثاني):من ضعف عقله وبصيرته"
        -طرق الشيطان على العبد :(آفات النفس):
        قال ابن القيم في الفوائد (ص296):"كل ذي لبّ يعلم أنه لا طريق للشيطان عليه إلا من ثلاث جهات:
        أحدها: التزيد والإسراف :فيزيد على قدر الحاجة فتصيير فضلة وهي حظّ الشيطان ومدخله إلى القلب..
        الثانية: الغفلة: فإن الذاكر في حصن الذكر فمتى غفل فُتح باب الحصن..
        الثالثة: تكلف مالا يعينه من جميع الأشياء "اهـ(2)
        قال الله تعالى :{فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولاتجد أكثرهم شاكرين}الأعراف 16.17
        -نقل ابن القيم في الإغاثة (ص96):(قال شقيق :مامن صباح إلا قعد لي الشيطان على أربعة مراصد:1-من بين يدي،2-ومن خلفي ،3-وعن يميني،4-وعن شمالي،فيقول:لاتخف {فـإن الله غفور رحيم}فأقرأ{وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}طه 82.




        (1)وذكر ابن القيم في الفوائد (ص295)أن مايضاد أصول المعاصي هي أصول الطاعات وهي :التوحيد والعدل والعفة..."

        (2)حتى العلوم والأعمال ،راجع شرح المناوي لحديث "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "من شرح جامع السيوطي.

        تعليق


        • #5
          رد: شهر رمضان المبارك شهر المحاسبة والاحتساب

          وأما من خلفي فيخوفني الضيعة على من أخلفه فأقرأ{ومامن دابة إلا على الله رزقها}هود6ومن قبل يميني يأتيني من قبل النساء فأقرأ {والعاقبة للمتقين }الأعراف 128ومن قبل شمالي فيأتيني من قبل الشهوات فأقرأ {وحيل بينهم وبين ما يشتهون}سبأ 54...)اهـ
          فائدة/قال ابن القيم (1/95) :(وصحّ عن ابن عباس –رضي الله عنهما-أنه قال :"وصح عن ابن عباس –رضي الله عنهما-أنه قال :"ولم يقل –الشيطان-من فوقهم لأنه علم أن الله من فوقهم...".
          -أجناس المعاصي ومراتبها:
          قال ابن القيم في "المدارج"(ص256):(ولايستحق العبد التائب حتى يتخلص منها:وهي اثنا عشر جنسا مذكورة في كتاب الله –عزوجل-هي أجناس المحرمات :1-الكفر،2-الشرك،3-النفاق،4-الفسوق،5-العصيان،6-الإثم ،7-والعدوان،8-والفحشاء،9-والمنكر،10-والبغي،11-القول على الله بغير علم ،12-واتباع غير سبيل المؤمنين
          فهذه الإثنا عشر جنسا عليها مدار ماحرّم الله وإليها انتهاء العالم بأسرهم إلا أتباع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وقد يكون في الرجل أكثرها وأقلها أو واحدة منها وقد يعلم ذلك وقد لايعلم ،فالتوبة النصوح هي بالتخلص منها لمن عرفها ونحن نذكرها ...)اهـ
          ثم شرع ابن القيم في تفصيلها وقال (1/257):وهذا الفصل من أنفع فصول الكتاب والعبد أحوج شيء إليه فمن شاء فليراجع المداج .
          -كيد الشيطان وتدرّجه في الإغواء والمكر:
          (الكفر) العقبة الأولى:(فأول ما يراود الشيطان عليه العبد الكفر والشرك فهي أعظم الغاية عند الشيطان ولا يرضى من العبد إلا ذلك كما قال تعالى:{كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلمّا كفر قال إنّي بريء منك}الحشر
          قال ابن القيم في المدارج(1/171):(فإنه –أي الشيطان-إن ظفر بها في هذه العقبة بردت نار عداوته واستراح) اهـ.
          (البدعة)العقبة الثانية: قال ابن القيم في المدارج(1/172):(وهي عقبة البدعة والبدعة حقيقتها الطعن في النبوة والقول على الله بغير علم ،قال الإمام مالك :°من ابتدع بدعة في الإسلام يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة وقرأ {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}المائدة .فمالم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صلح به أولها ّ°،قال ابن تيمية في "الإستقامة": °جنس البدع والأهواء أعظم من جنس المعاصي الشهوانية بالكتاب والسنة والإجماع°
          قال ابن القيم (1/172):(فإن قطع –أي العبد السالك-هذه العقبة وخلص منها بنور السنة واعتصم منها بحقيقة المتابعة وما مضى عليه السلف الأخيار من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ،وهيهات أن تسمح الأعصار المتأخرة بواحد من هذا الضرب )اهـ ،وهذا فيه دلالة على غربة أهل السنة.
          (الكبائر)العقبة الثالثة:قال ابن القيم (1/172):(وهي عقبة الكبائر فإن ظفر به فيها زينها له وحسّنها في عينه وسوّف به وفتح له باب الإرجاء ،...فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها طلبه على العقبة الرابعة)اهـ
          (الصغائر)العقبة الرابعة: قال ابن القيم في المدارج(1/173):(وقال الشيطان :ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللمم أَوَمَاعَلمت بأنها تكفر باجتناب الكبائر أو بالحسنات ،ولايزال يهون عليه أمرها حتى يصير عليها ،فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل أحسن حالا منه ،فالإصرار على الذنب أقبح منه .ولاكبيرة مع التوبة والاستغفار...فإن نجا العبد من هذه العقبة بالتحرّز والتحفظ ودوام التوبة والاستغفار وأتبع السيئة الحسنة طلبه على العقبة الخامسة)اهـ
          (المباحات)العقبة الخامسة: قال ابن القيم في المدارج (1/173):( وهي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها فشَغَلَه بها عن الاستكثار من الطاعات وعن الاجتهاد في التزّود لمعاده ،ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات ،وأقل ما ينال منه-أي في هذه العقبة-تفويته للأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية ولو عرف السعر لما فوّت على نفسه شيئا من القربات ولكنّه جاهل بالسّعر فإن نجا من هذه العقبة ببصيرة ،بنور هاد ومعرفة بقدر الطاعات والاستكثار منها...طلبه العدّو على العقبة السادسة)اهـ
          (الأعمال المرجوحة –الأقل فضلا-):قال ابن القيم في المدارج (1/173):(وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات ،فأمره بها وحسنها في عينه وزيّنها له وأراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بها عمّا هو أفضل منها وأعظم كسبا وربحا لأنه لما عجز عن تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية ،فشغله بالمفضول عن الفاضل وبالمرجوح عن الراجح وبالمحبوب لله عن الأحب إليه ،وبالمرضي عن الأرضى ،...فإن نجا منها بــ:فقه الأعمال ومراتبها عند الله ومنازلها في الفضل ومعرفة مقاديرها ،...فإن الأعمال والأقوال سيّدا ومسودا ورئيسا ومرؤوسا وذروة ومادونها...فإن نجا لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو –أي الشيطان - سوى واحدة لابد منها ) (1)وهي العقبة السابعة:
          (تسليط أولياء الشيطان)العقبة السابعة: قال ابن القيم –رحمه الله-:(وهي عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى على حسب مرتبته في الخير –أي نبي أو صديق أو صالح- فكلما علت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله ..وهذه العقبة لا حيلة له –أي العبد-في التخلص منها فأنه كلما وجد العبد في الاستقامة والدعوة إلى الله والقيام له بأمره :جدّ العدّو في إغراء السفهاء به...ولاشيء أحب إلى الله من مراغمة وليّه –أي العبد-لعدّوه وإغاظته له ،...فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر ،وهذا الباب من العبودية لايعرفه إلا القليل من الناس...)اهـ


















          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
          (1)قال – صلى الله عليه وسلم-°لكل شرة ولكل شرة فترة فإن كان صاحبها سادّ أو قارب فارجوه –أي فارجوا منه خيرا-وإن أشير عليه بالأصابع فلا تعدوه –أي هلك-°رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه واللفظ له .صحيح الترغيب .
          نصيحة: العقبة السادسة لا يتجنبها العبد إلا بمعرفة مراتب الأعمال وطرق أفضليتها وقد عقد ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين فصلا ماتعا يحقق المقصود بين فيه أصناف الناس في تقدير أفضل العبادات والقاعدة الصحيحة في ذلك ،ثم انتهى رحمه الله بقوله :"أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته" فمن شاء فليراجعه وقال –رحمه الله –في الداء والدواء ص171"العارف ابن وقته".


          تعليق


          • #6
            رد: شهر رمضان المبارك شهر المحاسبة والاحتساب

            ثالثا/محاسبة النفس على الطاعات:
            قال ابن القيم-رحمه الله-في الإغاثة(75):"ومحاسبة النفس نوعان :نوع قبل العمل ونوع بعده":
            1-محاسبة النفس قبل العمل:
            وأصل هذا ما نقله ابن القيم (75)عن الحسن البصري قوله (رحم الله عبدا وقف عند همّه فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر).
            أما تفصيل ذلك:فعليه أن يحاسب نفسه عن:1-إخلاص الطاعة واحتساب أجرها.(1)
            2-متابعة الهدى النبوي قولا وعملا فعلا وتركا.
            3-اختيار أنفع الأعمال للعبد وكل بحسبه .
            4-اختيارالعمل المقدور على فعله.
            5-اختيار العمل الذي يجد العون عليه إن كان العمل محتاجا إلى العون.
            قال ابن القيم في الإغاثة (75):"وشرح هذا بعضهم –أي قول الحسن-فقال :إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال وهمّ به العبد وقف أولا ونظر :
            1-هل ذلك العبد مقدورا له أو غير مقدور ولا مستطاع ؟فإن لم يكن مقدورا لم يقدم عليه !!وإن كان مقدورا وقف وقفة أخرى ونظر.
            2-هل فعله خير له من تركه و تركه خير لمن فعله.
            وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة ونظر .
            3-هل الباعث عليه إرادة وجه الله –عزوجل-وثوابه أو إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق؟لئلا تعتاد النفس الشرك(الرياء)ويخف عليها العمل لغير الله فبقدر ما يخف عليها ذلك يثقل عليها لله تعالى ،حتى يصير أثقل شيء عليها،...فإن كان الأول وقفة وقفة أخرى ونظر:
            4-هل هو معان عليه وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل محتاجا إلى ذلك أم لا؟فإن لم يكن له أعوان أمسك عنه ،...فإن كان معانا عليه فليقدم عليه فإنه منصور ولايفوّت النجاح إلا من فوّت خصلة من هذه الخصال وإلاّ فمع اجتماعها لايفوته النجاح"








            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
            (1) الاحتساب كما قرره النبي –صلى الله عليه وسلم-في حديث صيام رمضان وقيام رمضان وقيام ليلة القدر (إيمانا وإحتسابا)فقد جعله الله –عزوجل-في مقام عظيم :مقام الإحتساب من الأجر هو مقام الأعمال الصالحة من الإخلاص ودليل هذا قوله-صلى الله عليه وسلم- "لاأجر إلا عن حسبة ولا عمل إلا بنية "عن أبي ذر مرفوعا الصحيحة 2415والصلة بين الإخلاص والإحتساب عظيمة بل هي الطريق إلى حقيقة العبودية لله -عزوجل -لأن ثمرته كمال المحبة لله –عزوجل- وخالص الخوف والرجاء والرغبة والرهبة. "للاستزادة راجع الرسالة التبوكية لإبن القيم –رحمه الله-

            تعليق

            يعمل...
            X