إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

[خطبة جمعة] [أسئلة حائرة!!] - فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] [خطبة جمعة] [أسئلة حائرة!!] - فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان

    السلام عليكم.
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه... وبعدُ:

    فهذا هو تفريغ خطبة جمعة [أسئلة حائرة!!] - لفضيلة الشيخ محمد رسلان -حفظه الله-.
    من باب الأمانة العلمية التفريغ هو للأخت [أم معاوية السلفية المصرية]
    لكني قمتُ بمراجعته وإعادة تنسيقه حتى ظهر بهذه الحلّة.

    واجهة ملف التفريغ:


    تحدث الشيخ في الخطبة عن صلاة الجمعة وصلاة العيد وهل تصليان في المسجد أم في الخلاء؟
    في إشارة واضحة لمَن يصلون الجمعة في "ميدان التحرير".. تابع الخطبة لتعرف المزيد.
    كما وجه الشيخ -حفظه الله- أسئلة حائرة تحتاج لجواب من قبل أدعياء السلفية!

    لتحميل الملف بصيغة PDF جاهز للطباعة والنشر - 14 ورقة
    اضغط هنا للتحميل من المرفقات.

    في رعاية الله.
    ورمضانكم مبارك.

    (شبكة الإمام الآجري)
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد; الساعة 12-Aug-2011, 01:08 AM.

  • #2
    رد: [خطبة جمعة] [أسئلة حائرة!!] - فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان

    القراءة المباشرة [التفريغ]:

    إن الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[آل عمران:102].
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء:1].
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب:70].
    أمّا بعدُ؛ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-، وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكلَّ ضلالة في النار.
    أمّا بعدُ:
    ففي هذا الشهر الذي اختصه الله تعالى بنزول القرآن فيه ؛وفرض علينا صيام أيامه ، وسُن لنا قيام لياليه ؛ أكره أن أشغل شيخَ الضلالة البَهّاتَ عن جهاده الأكبر في استوديوهات التصوير والتسجيل ، وفي قنوات التحريض والتضليل ،يستضيفه إخوانىٌ محترق مرة ، ومقدم برامج سَمجٌ مرات ،
    أكره أن أشغل الرجل عن جهاده الذي يُدفع إلى ميادينه بمكرٍ ودهاء، وتُعد له الأسئلة سلفا ،ليُوَجِهُه محاوره من حيث لا يدرى... ولا يشاء ، إلى مَزَائِقَ تنقلب فيها حَماليقُ عينيه ، ويلّوح فيها قلقاً بيديه.
    ويهذي بمفردات مضطربة لا تتماسك من قاموس الأنعام : كالزريبة! والقرون والأوهام!
    وإني لمقترحٌ عليه ليشغل وقته بما يُجَنِبَهُ مجالس الهُراء والبَذاء، أن يشرع في تصنيفٍ هو عليه قادر، ومن مادته متمكن، بعنوان: " كشف الريبة عن أصول التربية في الزريبة "!
    ولا شك أنه يعلم تلك الأصول عِلْمَ مَن شَبَّ عليها ، وامتزجت بدماه.
    وآخرَ بعنوان: " رفعُ الحافر المصون عن طبقات أهل الذيول والقرون "!
    ويهديه لمحاوره الذي يتشوق إلى بعض ذلك ،حيث مثلَّ بيديه قرنيه!
    لا أحب أن أشغل الرجل عن جهاده الأكبر، مع الأخوات السائلات المجاهدات! يسألنه عن:
    إلــ أُذُوا ..... وعن إلــ عُزِبوا .!!
    طبعا عَزِبُوهْم، وزَلَمُوهْم كمان يا أختي .. ونشوف وشك بخير في المظاهرة الجاية!
    لستُ أدرى!!
    لماذا تُلِحُ علىّ هذه الصورة التي رسمها أبو الطيب لإسحاق بن إبراهيم في قوله:-
    ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيـمِ بعَقْلِـه * ِوَأخو الجَهالَةِ في الشّقـاوَةِ يَنعَـمُ.
    وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَـن لا يَرْعَـوي * عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَـن لا يَفهَـمُ
    .
    وَجُفُونُـهُ لا تَسْتَـقِـرّ كَأنّـهَـا * مَطْرُوفَةٌ أوْ فُـتّ فيهـا حِصـرِمُ.
    وَإذا أشَــارَ مُحَـدّثـاً فَكَـأنّـهُ * قِـرْدٌ يُقَهْقِـهُ أوْ عَجـوزٌ تَلْطِـمُ.
    والمعنى : العاقل يشقى وإن كان في نعمة لفكره في عاقبة الأمور ، وعلمه بتحول الأحوال، والجاهل إذا كان في شقاوة فهو ينعم لغفلته ، وقلة تفكره في العواقب.
    ومن البلية التي يُبتلى بها الإنسان ،عذل الجاهل ولومه وهو لا يرجع ولا يقلع عن غيه وجهله.
    ومن البلية خطابك من لا يفهم ما تقول ،لجهله وحمقه وغيه.
    وأما قوله :
    وَجُفُونُـهُ مَـا تَسْتَـقِـرّ كَأنّـهَـا * مَطْرُوفَةٌ أوْ فُـتّ فيهـا حِصـرِمُ
    وَإذا أشَــارَ مُحَـدّثـاً فَكَـأنّـهُ * قِـرْدٌ يُقَهْقِـهُ أوْ عَجـوزٌ تَلْطِـمُ.
    المعنى في هذين البيتين واضح؛ فلندع الرجل في جهاده...!
    يدعوا إلى تحكيم الشريعة، ويأمر بطيِِّ اللافتات التي تدعو إلى تحكميها!!
    ويدعوا إلى الفضيلة، ويتركها!!
    ويدعو إلى الحجاب، ويُخرج العَواتقَ من خدورهن!!
    ويدعوا إلى الصلاة حاكماً بكفر تاركها تكاسلاً وتهاوناً ، كفراً أكبر مخرجاً من الملة، ويسكت عن الحشود.. لا يُحصى مَن لم يصلِ فيها إلا الله !!
    وكان قبلُ عدواً للانتخابات ، والأحزاب والدستور، ثم صار مقاتلاً دونها ، مدافعاً عنهاً ، داعياً إليها!!
    و يُوصف بالفقه، ويقيس أفشل قياس وأشنعه!!؛ إذ يَقيس إخراج النساء إلى التظاهرة على أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- النساءَ حتى الحُيَّض بالخروج إلى مُصلَّى العيد يوم العيد ، ويعتزلن المُصلى؛ يشهدن الخيرَ وجماعةَ المسلمون!!
    فكأنه يقول: إن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قد أخرج النساء في تظاهرة ولم يُعِفِ أحداً ، وكان الأمر قريبا يشهدن العيد ، يشهدن جموع المسلمين ، يشهدن الخير ، ولكنهن إن خرجن للأمر الأكبر ، وللجهاد الأعظم!؛ يرفعن المعاصم زاعقات!، مطالبات بتحكيم الشريعة فهذا هو الجهاد!! أمال إيه..!
    وكفَّر الممثلين والممثلات! والمخرجين والمخرجات! والمصورين والمصورات! والإعلام والمشاهدين والمشاهدات! إلا إذا أنكروا بقلوبهم!
    كفَّر كلَّ أولئك؛ لظهور جمعٍ بين مصحفٍ وصليب في مسلسل كان، ومرر ما هو أكبر من ذلك بما لا يُقاس من غير نكير.
    فلندع الرجل في تحولاته ؛ حتى إذا ما انتهت تحولاته نظرنا في أقواله، ولنقل له الآن: سلاما!
    السنة التَّركية :- هي كل ما قام المقتضي لفعله ، وانتفى الدافع المانع من فعله ، ثم مع ذلك تركه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -ولم يفعله؛ فتركه سنة ، وفعله بدعه.
    ترك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- الأذان للعيدين، والإقامة، وقول: " الصلاة جامعة " مع وجود المقتضي وانتفاء المانع ،فسار الترك سنةً ، وسار الفعل بدعةً ؛ لأنه لم يكن هنالك من مانع يمنع، والمقام مقتضى لذلك إذ يصلون في المصلى، من أن يأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أحد مؤذنيه بالأذان لصلاة العيدين، أو على الأقل بالإقامة للصلاة. ومع ذلك ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ذلك فسار الترك سنةً ، والفعل بدعةً، عَلِمَ ذلك من عَلِمه ، وجَهَلَهُ من جَهِله.
    رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- صلى العيدين في المصلى وترك مسجده النبوي مع فضل الصلاة فيه على الصلاة في غيره -خلا المسجد الحرام-، ومع ذلك؛ فالنبي الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يصلِ العيدين في المسجد؛وإنما أمر بالخروج إلى المصلى .
    فالسنة صلاة العيدين بالخلاء ، ومن البدعة صلاة العيدين في المسجد إلا إذا دعت إلى ذلك ضرورة من مطر أو غيره.
    صلاة الجمعة: صلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- الجمعة في المسجد ،ولم يُخرج المسلمين إلى المصلى -مصلى العيد- ولا إلى الخلاء ليصلوا الجمعة كما صلوا العيدين، ولا شك أن المُقْتَضِىَ الذي يشمل صلاة العيدين يلحق الجمعة أيضا ، ومع ذلك؛ فرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- لم يصلِ الجمعة خارج المسجد قط ؛ وإنما صلى الجمعة في المسجد، كما صلى العيدين خارج المسجد.
    هذه شريعة الله ،أتى بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-.
    وعليه ؛ فصلاة الجمعة في الخلاء بدعة، وصلا ة الجمعة في المسجد هو المشروع ، ولم يصحَ عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه صلى الجمعة خارج المسجد قط ، بل لم يرد نص ُ ولو ضعيف أنه فعل ذلك ولو مرةً واحدةً - صلى الله عليه وآله وسلم –.
    وعليه فصلاة الجمعة في الميادين -في الخلاء- بدعة مرزولة، ومَن دعا إليها فهو مبتدع! وهو ساعٍ في بطلان صلاة المسلمين ؛ لأن العمل إذا كان بدعةً ،لا يكون مقبولاً عند رب العالمين.
    لا يُتقرب إلى الله بمعصيته، ومعصية نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -.
    يقول لنا شيخُ الإسلام- رحمه الله رحمةً واسعة- في بيان أنّ صلاة الجمعة غير واجبة ًعلى المسافر ولا تلزمه ، وهو قول جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة :- "المسافر لا تجب عليه الجمعة ؛ وإنما يصلي ظهرًا قصرًا"اهـ.
    وصلاة الجمعة -كما هو معلوم- صلاة قائمة برأسها مستقلة ، ولذلك منع العلماء، ومنهم الشيخ الصالح /محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى- منع من جمع العصر مع الجمعة جمع تقديم، قال :- "إنما يُجمع بين الظهر والعصر تقديماً وتأخيراً، والظهر ليست هي الجمعة ".
    وعليه فقضى ببطلان صلاة مَن صلى العصر جمع تقديمٍ مع الجمعة.
    صلاةٌ قائمةٌ برأسها ، ولها أحكامها ، ولها فضلها كما بيّن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم –.
    قال شيخ الإسلام: " إن سول الله - صلى الله عليه وسلم -كان يسافر أسفاراً كثيرة ، واعتمر عمراً سوى عمرة حجته ، وحج حجة الوداع ومعه ألوف مؤلفة ، وغزا أكثر من عشرين غزاة ، ولم ينقل عنه أحدٌ قط أنه صلى في السفر لا جمعةً ولا عيدًا ".
    إن التضليل الذي يلجأ إليه أهل التدليس والتضليل اليوم ، يتخذ الأدلة بالعكس ، يقولون: سافر رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم - ولا شك أنه وافق بقدر الله -رب العالمين - في سفره يومُ الجمعة من أيام سفره؛ فوافق يوم الجمعة أيام سفر النبي - صلى الله عليه وسلم -وكانت تطول أحيانًا.
    فيقولون: أفكان لا يصلي الجمعة؟!- صلى الله عليه وآله وسلم-
    وهذا كلامُ شيخ الإسلام ، ومِن قبله كلامُ أهل العلم من الأثبات الثقات، ولكنه حضر المسألة، وحج حجة الوداع ومعه ألوف مؤلفة ، وغزا أكثر من عشرين غزاة ، ولم يُنقل عنه قط أنه صلى في السفر لا جمعةً ولا عيدا ً، بل كان يصلى ركعتين ركعتين في جميع أسفاره ؛ وأما في يوم الجمعة فكان يصلى ركعتين كسائر الأيام ، ولم ينُقل عنه أحد قط أنه خطب يوم الجمعة وهو مسافر قبل الصلاة، لا وهو قائم على قدميه ،ولا وهو على راحلته - صلى الله عليه وسلم - كما كان يفعله في خطبة العيد، ولا على منبرٍ كما كان يخطب يوم الجمعة في المسجد ، وقد كان أحيانًا يخطب بهم في السفر خطبًا عارضة ينقلونها.
    ولم ينقل عنه أحدٌ قط أنه خطب يوم الجمعة في السفر قبل الصلاة.
    بل ولا نقل عنه أحدٌ أنه جهر بالقراءة يوم الجمعة ، ومعلومٌ أنه لو غير العادة فجهر وخطب لنقلوا ذلك.
    ويوم عرفة ، خطب - صلى الله عليه وسلم - خطب بهم ، ثم صلى بهم ركعتين ، ولم ينقل أحدٌ أنه جهر ، ولم تكن تلك الخطبة للجمعة ، فإنها لو كانت للجمعة ، لخطب في غير ذلك اليوم من أيام الجمع ؛ وإنما كانت الخطبة يوم عرفة لأجل النسك لا للجمعة ،وكان يوم عرفة موافقاً ليوم الجمعة في حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
    قال الشيخ - رحمه الله -:" ولهذا كان علماء المسلمين قاطبةً، على أنه يخطب الإمام بعرفة وإن لم يكن يوم جمعة ".
    فثبت بهذا النقل المتواتر ، أنها خطبةٌ لأجل يوم عرفة ،وإن لم يكن يوم جمعة ، لا ليوم الجمعة.
    إذا قلنا لهم: اتقوا الله - تبارك وتعالى - في المسلمين؛ قالوا : إن الذي اشترط المسجدَ المالكيةُ وحدهم ، وأما الحنفية والشافعية والحنابلة -في أحد القولين- إلى غير ذلك.
    نقول لهم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقولون: فلانٌ وفلان ؛ فمَن عَذِرُونا من هؤلاء؟
    أليس من تطبيق الشريعة، أن يُقتفى أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!
    أليس من تطبيق الشريعة، أن يُطاع نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -؟!
    أليس من تطبيق الشريعة، أن تُنفى البدعُ كلها؟!
    القومُ لا يحررون موطنَ النزاع! لأنهم يلبسون تلبيس إبليس ، وتصيرُ المسألةُ على قولين -لا ثالث لهما- : إما أن تخرج مطالباً بتحكيم الشريعة. وإلا فأنت ضدُّ الشريعة ، وضدُّ تطبيق الشريعة!
    مَن جعل القسمة هكذا ؟!
    يُقال: يا قوم؛ الغايةُ لا خلاف عليها ،وليس هنالك مسلمٌ يصح إسلامه لا يسعى جاهدًا لتطبيق الشريعة وتحكيم أمر الله -رب العالمين- في خلقه على أرضه.. هذه الغاية لا خلاف عليها.
    وإنما نراجعكم ونخالفكم في الوسائل المبتدعة، التي ابتدعتموها من دون سنة محمد - صلى الله عليه وسلم –.
    القومُ يلبسون لأنهم ليسوا -كما هو معلوم - من المؤصلين للعلم على القواعد الشرعية المرعية.
    القوم ظنوا أنهم تسنموا ذُرَى الاجتهاد ، فساروا مجتهدين!
    نعم هم مجتهدون في الخطأ! مجتهدون في البدعة! مجتهدون في صرف الأمة عن الصراط المستقيم!
    نعم هم مجتهدون، ولكل مجتهدٍ نصيب.
    إذا خرجت تطالب بتحكيم الشريعة ، تطالب مَن؟! لا بد من تحديد الجهة.
    فإذا طالبت جهة بعينها بتحكيم الشريعة ولم تمتثل فما حكمها ؟
    لابد من الإجابة عن هذه الأسئلة .
    وهل إذا لم تمتثل طلبك بتطبيق الشريعة ،وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -يُخرج عليها الخروجُ السلمي، أو لا؟!
    وهل يجوز أن تُنابذ بالسيف أولا ؟!
    أسئلة حائرة!!
    لم تَدُر بِخَلدِ القوم ؛ لأنهم يمضون لطيتهم، كما قال بعضهم لما سُئل: أتقول بخروج الناس يوم كذا أو لا تقول؟ وتخرج أو لا تخرج؟
    قال: " أنا عن نفسي لا أدري، ولكن إذا قال المشايخ بالخروج، نخرج".. هكذا!
    الغايةُ لا خلاف عليها ، فالحكم بما أنزل الله ، فرض عين على كل مسلم ، وهو بعمومه أصل أصول الدين ، لأنه إذا كان عاماً بالمعنى الشرعي الذي دلّت عليه نصوص الكتاب والسنة، كان شاملاً لكل ما أوحى الله إلى عبده ورسوله ، لبينه للناس ، وليحكم به بينهم ، أولاً وقبل كل شيء في الاعتقاد.
    أليس من الحكم بما أنزل الله ، أن يُعبد الله -تبارك وتعالى- وحده؟ وألا يُشرك به- سبحانه وتعالى؟!
    أليس من الحكم بما أنزل الله، تصحيح الاعتقاد لجماهير المسلمين؟!
    هذا أول شيء، وهو أول ما حكم الله به ، وأنزل به كتبه وأرسل به رسله ، وآخر ما يُلتفت إليه!
    وكأنّ إقامة الحدود وضبط المسائل بقواعد الشريعة في المعاملات، يُغني عن النظر في أمور الاعتقاد! ، وفي إصلاح أحوال القلوب حتى تخلص من شركها ، وبدعتها.
    فقبل كل شيء الحكم بما أنزل الله في الاعتقاد حتى يُعبد الله وحده ولا يشرك به -سبحانه وتعالى-
    ثم في العبادات ثم في المعاملات.
    الغايةُ التي خلق الله -رب العالمين- الخلقَ لها هي هذا الأمر الكبير.
    عُظْمُه:- الاعتقاد بوحدانية الله تعالى- في استحقاق العبادة وَفْقَ وحى الله تعالى إلى رسوله- صلى الله عليه وسلم - في الكتاب والسنة.
    الحق الذي هدى إليه كتاب الله ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّ الحكم بما أنزل الله فرضُ عينٍ على كل مسلم حاكمًا كان أو محكومًا.
    وكل راعٍ مسئولٌ عن رعيته، كلٌّ بحسبه؛ من المسئولية الشرعية ، والسعي لإقامة دين الله في أرضه ، وتطبيق شريعته على خلقه واجب على كل مسلم بحسبه.
    ولا خلافَ على هذه الغاية بين العاملين لدين الله تعالى إلا مَن كان في قلبه مرض، أو كان مغموزًا في دينه.
    هذه الغاية هل هي متفق عليها بهذا المعنى؟ ليس كذلك !
    لأن هذا المعنى العام الشامل يذهب القوم إلى بعضه فيما سموه بالحاكمية؛
    وأما المعنى العام التي دلّت عليه نصوص الكتاب والسنة؛ فيشمل الاعتقاد قبل كل شيء، ويشمل العبادات والمعاملات، وجميع صور الحياة.
    فكل ذلك حكمٌ بما أنزل الله ، وتطبيق لما شرع الله ، وإتيان في الحياة بما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبيّنه دعوةً وتطبيقاً وعملاً وجهادًا وسعيًا - صلى الله وسلم وبارك عليه -.
    فلنفترض الآن : أن الغاية متفق عليها، فالمراجعة هي في الوسيلة.
    القوم لا يلتفتون إلى ضبط الوسيلة إلى الغاية إذا كانت مشروعة، هم يتوسلون بأي وسيلة ولو كانت وسيلة شركية ، لا يرضى عنها الله، ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا تقرها النصوص؛ ولم يفعلها أحدٌ قبلهم ، باتخاذ الوسائل الشركية للوصل إلى الغاية الشرعية الدينية!
    وهذا من أعجب العجب!
    فالمراجعات كلها إنما هي في ضبط الغاية أولاً، والقوم ضيقوا الواسع وحجّروه ، وحُكم الله يشمل الأمر كله مما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
    ويشمل الوسيلة التي تؤدي إلى الغاية المضبوطة في الكتاب والسنة، بفهم الصحابة ومَن تبعهم بإحسان؛ لأنه من الحكم بما أنزل الله، أن تتخذ الوسيلة الشرعية إلى الغاية الشريعة المرعية.
    قال لنا ربنا -تبارك وتعالى-:﴿وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا[البقرة:189].
    لو أن زائرًا أتاك ؛ فسمع صوتك بداخل بيتك، فتسور عليك الجدار، حتى كان بين يديك، يكون محسنًا أم يكون مسيئًا؟!
    إنه خانك، مع أن الغاية التي يريد قد وصل إليها، والله -رب العالمين- أمرنا أن نأتي البيوت من أبوابها؛ فلابد من الأخذ بالوسائل الشرعية للوصل إلى الغايات الشرعية ، وإلا فلا وصول إليها.
    لأن الله -رب العالمين- قضى وقدر ، أنه لا ينال ما عنده إلا بطاعته ، فمهما توسل الناس إلى الوصل إلى ما عند الله -رب العالمين- بمعصيته ومخالفة دينيه ونبيه لم يصلوا إلى شيء، وكانت عاقبتهم إلى خسران ومذلة.
    الآن نسأل الناس:
    هذه البعثرة ، وهذا الاضطراب ، وهذه الفوضى.. كيف المخرج منها؟!
    كيف يخرج الناس الآن مما هم فيه؟
    ولماذا لا توجه الجهود أو بعضها إلى تبصير الناس بالحلال والحرام؟
    حتى لا يُعتدى على الأموال ،ولا على الأعراض ولا على الدماء ، ولا على الممتلكات.
    لماذا لا يُبَيّن للناس أنه لو كانت لهم حقوق؛ فإنهم لا يصلون إليها إلا بالطريق الشرعي.
    عندما تحرق الممتلكات العامة وتُتّلف ، هذا مال المسلمين ، تتعلق بهذا المال ذمة كل مسلم.
    لماذا لا يُقال للناس: إن المال العام أشد جرماً عند الاعتداء عليه ممن أتى به ، من الاعتداء على المال الخاص؟!.. لماذا لا يُقال للناس ؟!
    تعلقت بما جنت يداك ذمم إخوانك من المسلمين جميعًا، إذ هم كلهم شركاء في هذا المال وإن قلَّ.
    لماذا لا يُعلم الناس؟!
    لماذا يتركونهم في فوضى؟!
    لا يردعونهم بقواعد الشرع ، ولا يزجرونهم بزواجر الكتاب والسنة، ولا يعظونهم بمواعظ النبي والسلف - صلى الله وسلم وبارك عليه –.
    ويُشغلون في الوقت عينه- بالأحزاب، واصنع لنفسك مجدًا إذا ما خرجت فوقفت! سوف يكون ذلك فخرًا لأولادكَ على ممر الدهر! أنك كنت مجاهدًا! تطلب تحكيم الشريعة في الوقت الذي اضطرب فيه الأمر جدًا، وسار فيه مَن يريد أن يُريق الدماء لأنه يحكم بالكفر على الجميع!!
    هذه الأقطاب المتنافرة لا تأتلف قلوبَها، وإن اجتمعت أبدانها، ولكن ما هي إلا خطوةٌ واحدة ثم ينفرط باقي العِقْدِ، وتصير الأمة إلى حمام الدماء!
    اتقوا الله .. اتقوا الله -رب العالمين- في المسلمين.
    أطمعتم فيهم الليبراليين والعلمانيين والشيوعيين والاشتراكيين والفنانين والمنحرفين!
    الكلُّ اليوم يطالب بحظ وقسم ونصيب!
    نعم؛ هي غنيمة.. والكل يريد حظه ونصيبه منها!
    لما لا يدعو هؤلاء إلى هذه الأصول الثوابت؟!
    يتركون تلك الحلبة فارغة ، ليشغلها كل مُهَوِّس، ويتواترون هم على ميدانٍ ليسوا من فرسانه ولا من أهله، لا يصلح فيه الأمرُ إلا بالكذب! ولا يستقيم إلا بالخداع !
    يدعون الدين الذي يضبط السياسة والحياة، إلى السياسة التي لا تقوم إلا بتطليق الدين!؛ لأن السياسة لا دين لها، ولا أخلاق فيها، وهم ليسوا من رجالها!
    ما زلنا نُأَمِّلُ فيهم بعض الخير، وندعو الله -جلت قدرته- أن يبصرهم بالرشد والهدى والصواب، و أن يردهم عن غيهم وعن انحرافهم ، وعن ما ساروا إليه من الحيود عن الصراط المستقيم.
    نقول لهم: ليس هذا الميدان بميدانكم ، أنتم لا تصلحون فيه إلا بأن تتنازلوا عن ثوابتكم؛ كما فعل ذلك الداعيةُ إلى الضلال.. يترك ثوابته ويتخلى عنها ، حتى سار شيخَ ضلالةٍ بل شيخَ زريبةٍ!!
    لا لشيء، إلا لأن المسكين يُدفع دفعًا لكي يكون جُنةٌ ووقاية يستترُ مِن خلفه كلُّ مَن ملك ذَرٌّ من العقل؛ وأما هو فلِخُلُوهِ من ذلك يدخل بصدرٍ عارٍ مكشوف، لا يدري ما يقول!
    وهو الأحمق المُطاع يتبعه بعضُ الشراذم هاهنا وهنالك ، والمخدوعون والمخدوعات كأمثال هذه الظعينة التي تذكر له: أنهم (زُلموا) كثيرًا! وأنهم (عُزبوا) كثيرًا!
    إلى غير ذلك مما تهذي به ، وذلك كله بالاتفاق بين مُعِد البرنامج ومقدمه من جانب، وأصحاب هذه الاتصالات من جانب آخر، هذا كله يتفق عليه سلفًا.
    وقد يُعلم به مَن يكون حاضر من الشيوخ أو لا يُعلم، وغالبُ الظن -في حالتنا التي معنا- أنه لا يُعلم بذلك؛ لكي يُستفز وهو سريع الاستفزاز ، فإذا استُفز أخذت به مِرَّتُه؛ فانطلق هاذيًا لا يلوي على شيء، لا يدري ما يخرج من رأسه! وإنا لله وإن إليه راجعون.
    الغاية متفقة عليها، لا نزايد على هذا، ولا نسمح لأحد بالمزايدة عليه.
    ومتى كان مسلم لا يقول بوجوب تحكيم شريعة الله ، متى كان؟!
    ومتى وُجد مسلم يفهم في الإسلام فهماً ما ، لا يسعى لتحكيم شريعة الله في أرض الله على خلق الله؟!.. متى؟!
    هذا لا وجود له؛ فهذا أمر مُسَلَّمْ، ولكن الآن نراجع القوم في وسائلهم، نقول لهم: ليس بشرع الغرب يُقام شرع الله!
    ولا تغفلوا عن المؤامرات؛ فإنهم يمدون لكم الحبلَ مدًا، حتى إذا كنتم على منتهي رَسَنِكُم أخذوكم فأركسوكم في الحمئة، وبدأت الملحمة!!
    كما قال قائلٌ من المفتونين : الآن بدأت الملاحم على أرض الكنانة.
    أقوام من المهووسين يقولون : انفصلت قطعة كذا من أرض الكنانة فهي إمارة إسلامية!
    وفي غدٍ تنفصلُ أخرى، وبعد غدٍ ثالثة، ووطنٌ يتفسخ!
    متى كان ذلك في صالح المسلمين؟!
    القوم إنما يتعاملون مع الحدث كما كانوا يتعاملون معه قَبْلُ في المظاهرات في منتصف السبعينيات، وما بعد ذلك في المدن الجامعية وفي الكليات في الجامعة، حذو النعل بالنعل ، لا تَحَمُّلَ لمسؤولية ، ولا نظرَ إلى أمام وإنما النظرُ تحت مواطئ الأقدام.
    كالأغرار الصغار الذين يتظاهرون في المدن الجامعية ، ويتظاهرون في الكليات في الجامعات ، لتأخر العشاء أو لحجب وجبة الغداء ، أو لغير ذلك من تلك الأمور، أو على قواعد تنظيمية يحرِّكهم مَن خلفهم ، حتى إذا ما تحركوا ظهروا بمطالبهم.
    هذا الذي كان ومازال في التظاهرات في الكليات ، وفي المدن الجامعية إلى غير ذلك حتى في المدارس.
    سار الآن في الشوارع.. وطنٌ يُلعب بمصيره!!
    وإسلامٌ في بلد مسلم من فجر الإسلام العظيم إلى يوم الناس هذا..
    يحرفوا فيه إسلامه!
    ويشوه فيه دينه!
    ويُمسخ فيه يقينه!
    ويُدعى فيه إلى اتباع الغرب الكافر ، والشرق الملحد في زبالات الأفكار، وفي الأوهام تأتى من لدن الأشرار!
    وهؤلاء يتيقفون بلا وعى، غرتهم صرخات من يتبعهم، كما تسمع ذلك في كثير من الأماكن:
    هذا جيش محمد- صلى الله عليه وسلم –.
    نِعَمَّى هو، جيش محمد - صلى الله عليه وسلم – يحرر كل شبر من أرض الإسلام السليبة ، ويرفع راية المجد عالية خفاقةً فوق السحاب.
    ولكن أين هو؟!
    أتلقي بهؤلاء جميعًا إلى التهلكة؟!
    هؤلاء.. لا يفقهون شيئًا والحرب حديثة، هؤلاء.. تُحركهم حماسات ضعيفة ومقيتة؛ لأنها غير مضبوطة بقواعد الشريعة.
    من البلية أن يُلجأ المرء إلى الكلام في مثل هذه الأمور في مثل هذا الوقت من العام.
    هذا الوقت وقتٌ جليلٌ شريفٌ ، كرَّمه الله -رب العالمين- بإنزال القرآن فيه - في شهر رمضان- ثم جعله الله -رب العالمين- محلاً لفرض الصيام، وسنَّ النبي- صلى الله عليه وسلم - فيه للأمة القيام.
    ودلّ النبي -صلى الله عليه وسلم - فيه وحث على مكارم الأخلاق ، وإمساك اللسان.
    ودعا الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -بحاله وفِعَاله ومقاله إلى الجود فيه والبذل والعطاء ،وتلاوة القرآن، وشهود الجماعات في مساجد الرحيم الرحمن، إلى غير ذلك من صنوف الخيرات وفنون الطاعات.
    فمن البلية: أن يُلجأ المرء في مثل هذا الوقت -على شرفه وجلالة ورفعة قدره- إلى الكلام في مثل هذه الأمور.
    ولكن، ما الحيلة؟!
    إذا كانت ثوابت الشرع تتعرض للتشويه والتبديل والتغير!!
    ، فإن سكتَّ أنا وسكتَّ أنتَ ، فمتى يعلم الجاهلُ المُحق من المُبطل؟ والخطأَ من الصواب؟
    وكيف نتحمل مسؤولية الأجيال القادمة عندما يُشوه تحت ناظِريها دين الإسلام العظيم؛
    إذ تستلمه ممسوخًا مشوهًا؛ فيقال هذا صريح الدين الذي جاء به النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم-.
    أما إنه مما يُلجأ إليه المرءُ أحيانًا ، ما لا يكون متوافقًا مع ما يريد ويحب، لكن لا بأس؛ فليس كل ما يحبه المرء ويهواه ، يكون الزمان قابلاً للإتيان به فيه؛ وإنما علينا أن نلتزم بواجب الوقت.
    والله -رب العالمين- من وراء القصد ،وهو يهدى السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    الخطبة الثانية:
    الحمد لله رب العالمين ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
    أما بعد:
    فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا أنّ "مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
    "مَن لم يدع": مَن لم يترك.
    "قول الزور": ويدخل فيه كل زور ليس مما يتعلق بالحقوق عند الحاكم في المحاكم الشرعية فتضيع الحقوق، وتثبت لمن ليست له بحق، ولكن كل من لم يوافق فعلُه قولَه، فقوله قول زور.
    حتى إن المؤذن الذي يقول : "أشهد ألا إله إلا الله " لا يحقق ذلك بقلبه هو شاهد زور.
    الله رب العالمين لا إله إلا هو ، لا معبود بحق إلا هو -سبحانه وتعالى- ومحمد رسول الله حقاً وصدقا، ولكن كان المنافقون يأتون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشهدون أنه رسول الله وقد كذبهم الله-رب العالمين- فيما قالوا لا في أصل القضية.
    فالله -رب العالمين- يعلم أنه رسولُ الله حقاً وصدقًا ، ومع ذلك الله عز وجل- شَهِد أن المنافقين كاذبون؛ لأنهم لم يواطئ قولهم معتقدهم ، لم يتفق ظاهرهم مع باطنهم، هم لا يشهدون بقلوبهم أنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم –؛ فجاءوا يقولون: ( نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ) [المنافقون/1]
    وكانوا كاذبين لأن شهادتهم لا ينطبق فيها القول على المعتقد.
    فكل مَن لم يطابق قولُه عملَه وعملُه قولَه ، فهو شاهد زور.
    " مَن لم يدع قول الزور والعمل والجهل": والجهل ها هنا ضد الحِلم، وليس بضد العلم.
    فالجهل جهلان: ضد الحِلم، وهو المراد ها هنا، هو السفاهةُ والنَّزَق؛ ألا يكون المرءُ دارياً ما يخرج من رأسه؛ وإنما يهدر لسانُه بين شِدْقَيْهِ بكلام لا يدري مغزاه ولا مأتاه، ولا يدرى مرماه؛ وإنما هو خابطٌ في بيداءَ مظلمة، حاطبُ ليل لا يدرى ما يقول.
    ولذلك تجد القوم لأنهم لا يستطيعون الإعراض عن ذوات نفوسهم بلغة العلم لا تسعفهم الفصحى؛ وإنما يلجئون إلى العامية النجسة تُلوث بها وتتنجس الألسنة ،فحينئذٍ إذا ما تكلموا عبَّروا بصدق عما في نفوسهم؛ ولكنه لا ينطبق على لغة العلم ؛ بل هو منه بمبعدة.
    فإذا أخذت ذلك على أنه علم لم يستقم لك الأمر، وإن أخذته على أنه جهل غضب القوم!
    فما هو العمل إذا؟!
    الواحد من هؤلاء يتكلم لا تدرى عمَّن يتكلم ؛ يخْبط لأن الأمر مُشوشٌ في نفسه، وأكثرهم يصدرُ عن ثارات!
    لا يقولن أحدٌ: إنهم لم يُظلموا في أصل المسألة! حاشا؛ فمَن قال ذلك فقد تعدى وظلم.
    وقع ظلمٌ لا جدال فيه؛ ولكن لا يصدرن أحدٌ ظُلم في أمر دين الله -رب العالمين - عن ثاراته؛ لأن الثارات لا يُمكن أن تُطالب بها أمةٌ مسكينة تُسلم ذمامها لكل مَن أخذ ظاهر الهدي النبوي، وظهر في العجل الفضي!
    تعرفون العجل الفضي؟! ذلك التلفاز: يعكفون عليه في الإصباح والإمساء، هل قال قائلٌ من هؤلاء: يا هذه! وهذا! قم وقومي إلى صلاة؟!
    اتقوا الله!
    اعكفوا على كتاب الله ، هل علّموهم شيئًا ينفعهم؟!
    تُضطر -وقد عافاكَ الله تعالى- مما ابتلى به غيرك- إلى أن تنظر أحيانًا في وجوهٍ بغيضة مسختها البدعة: كأنه قردٌ يقهقه * أو عجوزٌ تلطمُ.
    ولا تدرى ما يقول هذا الذي يتكلم في أي شيء يتكلم؟! هذا قول زور!!
    عليهم أن يتقوا الله، وأن يراقبوا الله -تبارك وتعالى - في أحوالهم وأقوالهم.
    وأُحس أحيانًا بأني ربما قصّرتُ في حق القوم؛ لأنهم لا يفهمون إلا لغتهم، فإذا كلمتهم بلغة العلم لم يدروا مرادكَ ومقصدكَ.
    فيحس المرء -أحيانًا- أنه كان مما ينبغي أن يُخاطبوا بلغتهم، بالعامية القبيحة.
    فيقال للواحد منهم مثلاً:
    (اختشي على دمك!..
    وبلاش تتلطع.. كل شوية في استديوا!..
    انته موراكش حاجة؟!
    ما تروح يا أخى تأرالك شوية في المصحف!..
    ولا تنام! عشان تصحى تصلي الفجر وأنت متيقظ.
    ودعك من هذا العكوف في الليل على خزعبلاتكَ وترهاتكَ)
    اتق الله في المسلمين.
    يقول لك : وندع هؤلاء نهبًا -يعنى المسلمين - لتلكَ الفضائيات التي تسلُب إيمانهم!
    فيُقال: لا حولا ولا قوة إلا بالله؛ فليسلب إيمانك أنت للحفاظ على إيمانهم!!
    مَن قال هذا في دين الله؟!
    ليس عليك هداهم ، وعليك أن تلتزم دين الله وشرع الله.
    أحس بالتقصير أحيانًا ، لأني لم أخاطب القوم على قدر عقولهم، ونحن مأمورون بذلك.
    فالله يرحمنا ويرحمهم ، والله -تبارك وتعالى- المستعان وعليه التكلان.
    وأسأل الله -رب العالمين- بأسمائه الحسنى وصفاته المثلى أن يحسن ختامنا أجمعين.
    اللهم ثبت أقدمنا ، واهدِ قلوبنا ، واهدِ قلوبنا ،وأصلح بالنا ،وأصلح بالنا ،وأصلح بالنا، واشرح صدورنا، وسدد ألسنتنا، وسدد ألسنتنا، وسدد ألسنتنا.
    اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا ، وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا.
    ونعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتنا.
    اللهم اجعل ثأرنا على مَن ظلمنا، وانصرنا على مَن عادنا.
    اللهم اجعل ثأرنا على مَن ظلمنا، وانصرنا على مَن عادنا.
    وأحسنْ لنا الختامَ أجمعين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    تفريغ/ (أم معاوية السلفية المصرية).
    مراجعة وتنسيق/ (أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد المصري).
    11 من رمضان 1432هـ، الموافق 11/8/2011م.

    تعليق

    يعمل...
    X