إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

خطبة عيد الفطر لعام 1432هـ للشيخ فؤاد العمري حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] خطبة عيد الفطر لعام 1432هـ للشيخ فؤاد العمري حفظه الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

    هذا نص خطبة عيد الفطر لهذا العام والتي ألقاها شيخنا أبو عبدالرحمن فؤاد بن سعود العمري في مصلى العيد بدوار البيعة بالبلد بمحافظة جدة
    بسم الله الرحمن الرحيم خطبة عيد الفطر لعام 1432هـ

    إن الحمد لله نحمد ونستعينه ...أما بعد:

    عباد الله:

    يقول ربكم جل في علاه { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة: 185 نعم ولعلكم تشكرون ، فالشكر: عبادة عظيمة وحقيقته: اعتراف القلب بنعم الله والثناءُ على الله بها وصرفُها في مرضاة الله تعالى. وكفرُ النعمة ضدُ ذلك.فاشكروا الله عز وجل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، قال تعالى { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)} فاللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فالله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

    معاشر المسلمين:قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ ، ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما ، فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهِلِيَّةِ ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قد أبْدَلَكُم الله خيرا منهما : يَوْمَ الأضْحَى ، ويومَ الفِطْرِ».أخرجه أبو داود والنسائي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، فهذا اليوم يوم عيد الفطر وقد ثبت دخوله برؤية هلاله، وهو اليوم الذي توَّج الله به شهر الصيام وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، وهو أحد الأعياد الشرعية الثلاثة، وثانيها: عيد الأضحى، وثالثها: عيد الأسبوع وهو: يوم الجمعة، وليس في الإسلام عيد سواها، فأظهروا فيه رحمني الله وإياكم الفرح والسرور والغبطة والحبور بما يرضي ربكم الرحيم الغفور، واعلموا أن التقرب لله بالصيام في هذه الأيام مما نهى عنه نبينا عليه الصلاة والسلام. فالله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

    أيها المسلمون، إن أعظم ما يذكر به الناس في هذا المجمع العظيم الإيمان الذي جاء به نبينا عليه الصلاة والسلام، قال تعالى:{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل:97 فالإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها، بل لا تسمى أعمالاً صالحة إلا بالإيمان، والإيمان مقتض لها، فحقيقة الإيمان عند أهل السنة: أنه قول وعمل يزيد وينقص، وأصله « أنْ تُؤمن باللهِ ، ومَلائِكَتِهِ ، وكتبه ، ورُسُلِه ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدَر خَيْرِهِ وشَرِّهِ» كما أجاب النبي عليه الصلاة والسلام جبريل، وأعظم هذه الأصول والأركان الإيمان بالله العظيم المنان، واعلموا رحمني الله وإياكم أن الإيمان بالله لا يتحقق إلا بتحقيق التوحيد لله جل في علاه بأقسامه الثلاث : توحيد الربوبية وهو إفراد الله بأفعاله ، وتوحيد الأسماء والصفات وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله مع قطع الطمع عن إدراك الكيفية، وتوحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة، فالتوحيد سر القرآن ولب الإيمان، فإفراد الله بالعبادة هو أعظم ما أمر الله به قال تعالى:{ وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا } النساء:36 ، وهو حقه على عباده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: « هل تدري ما حق الله على عباده؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً » متفق عليه ، نعم عباد الله هذا هو حق الله ولأجله خلق الله الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب وأقام سوق الجنة والنار وقسم الناس إلى مؤمنين وكفار، قال تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } الذاريات:56، وقال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ...} النحل:36 وكان ضدَ التوحيد الشركُ، وهو أعظم ما نهى الله عنه، فهو أظلم الظلم قال تعالى:{ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان:13، والشرك شركان، أكبر وهو: تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، وأصغر:وهو كل ذنب سمَّاهُ الشارع شركاً ولم يبلغ درجة عبادة غير الله كالحلف بغير الله والريا، فمن مات عليهما ولم يتب دخل النار لأن الشرك لا يغفر قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}النساء:48، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً}النساء:116. وصاحب الشرك الأكبر حبط عمله، وهو خالدٌ مخلدٌ في النار والعياذ بالله إذا مات على شركه، قال تعالى:{ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة:72، وقال تعالى:{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الزمر:65، فالله الله في توحيد الله فاطر الأرض والسماء. حافظوا عليه واهتموا لأمره كما أهتم له الصفوة المختارة من أنبياء الله ورسله فها هو إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام خليل الرحمن يدعو ربه فيقول كما قال تعالى:{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}إبراهيم: 35 قال إبراهيم التيمي التابعي الجليل عند هذه الآية: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم، وها هو يعقوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عند موته يقول كما قال تعالى:{ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } البقرة:133، وبالتوحيد عباد الله تستجلب الخيرات وتحل البركات، ويحصل الأمن والإهتداء التام في الحياة الدنيا والآخرة، قال تعالى{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}النور:50، وقال تعالى{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } الأنعام:82. قال شيخ الإسلام:" ومن تدبر أحوالَ العالم وجد كلَّ صلاح في الارض فسبُبه توحيدُ الله وعبادتُه وطاعةُ رسوله، وكلَّ شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك فسبُبه مخالفةُ الرسول والدعوةُ إلى غير الله " الفتاوى 15/25

    أيها المسلمون، لقد ثبت ذلك في سلف هذه الأمة حين تمسكوا بهذا التوحيد ورفعوا رؤوسهم به بهذه العقيدة السلفية، وهذه الدولة المباركة أعزها الله وحفظها من كيد الكائدين وتربص المتربصين لمَّا رفعت راية التوحيد والسنة،

    معاشر المسلمين: احذروا هؤلاء المتربصين بالأمة { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} الروم:32الذين لعب بهم الشيطان وألقاهم في المهالك فأصبحوا أداة طيعة لأعداء الإسلام سواء علموا أم لم يعلموا فقلدوهم وساروا على نهجهم، وما نسمعه هنا وهناك من دعوة لإقامة المظاهرات وتنظيم المسيرات والاعتصامات ما هو إلا سير على سنن أهل الكفر والعياذ بالله كما أفتى بذلك أئمة الإسلام في هذا الزمان. فالله الله في لزوم منهج السلف الصالح والحذر الحذر من كل الجماعات الحزبية والفرق الضالة البدعية، والمذاهب الكفرية.

    عباد الله: جملوا عيدكم بالطاعات وبمواصلة فعل الخيرات، وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران، والعطف على الفقراء والمساكين والأيتام، وسارعوا إلى إصلاح ذات البين، فهذا العيد أعظم مناسبة لذلك، وأوفوا الكيل والميزان، وقدموا حكم الله على هوى النفس قال تعالى:{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} قال ابن عباس:تكفل اللّه لِمَن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألاّ يضل في الدنيا،{وَلا يَشْقَى} في الآخرة. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد،

    أيها المسلمون: الزموا الطاعة و احرصوا على الخير امتثالا لقوله تعالى{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} واعلموا أن من علامات قبول الحسنة أن توفق لحسنة أخرى، ولقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من صام رمضان وأتبعه بصيام ستة أيام من شوال فكأنما صام جميع العام» رواه مسلم وهذه الأيام لا تصام قبل إنهاء رمضان أداءً وقضاءً، فمن صام قبل قضاء رمضان فإنها لا تجزئه عن ستة أيام من شوال، فمن كان عليه أيام من رمضان فليصمها قبل الأيام الستة.

    عباد الله: كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العيد أنه إذا خرج من طريق رجع من طريق أخرى؛ لتظهر بذلك شعائر العيد، ومِن هديه أنه لا يصلي قبل العيد ولا بعده في المصلى فإذا رجع مِن مُصلَّى العيد صلى ركعتين في البيت لِما روى أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:كَانَرَسُولُ اللهِ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي قَبْلَالْعِيدِ شَيْئًا، فَإِذَارَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ". رواه ابن ماجه، وحسّنه الحافظ ابن حجر والألباني. فاقتدوا به رحمكم الله.

    أيها المسلمون، إن من عادة الناس أن يهنئ بعضهم بعضاً بالعيد، وهذا مشروع لا بأس به، فعن جبير بن نفير قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك رواه المحاملي وقواه الألباني

    ولا بأس أن يزور الناس بعضهم بعضاً للتهنئة، فأما زيارة القبور باسم المعايدة فلا أصل له في سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك من ذهب إلى المقبرة في هذا اليوم مخصِّصاً هذا اليوم لزيارة المقبرة فإنه يعتبر محدثا في دين الله عز وجل. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد،

    أيها الناس: كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكمال تبليغه وعنايته بأمته رجالاً ونساءً أنه إذا فرغ من خطبة الرجال يومَ العيد«توجَّه إلى النساء فوعظهن وذكَّرهن»كما في الصحيحين، وبما أن الله تعالى مَنَّ علينا وله الحمد والمنّة بما يمكن أن يوصل الصوتَ إليهن بدون الذهاب إلى محلهن فإني أوجه هذه الكلمة لهن فأقول:

    يا معشر النساء، اتقين الله تعالى واحفظن حدوده، وأقمن الصلاة واتين الزكاة وأطعن الله ورسوله، الزمن ما كان عليه النساء الأول الْزمن سيرة أمهات المؤمنين و سيرة الصحابيات فهن والله القدوة، أكثرن من الصدقة فإن النبي رأكن أكثر أهل النار ، الزمن بيوتكن، ولا تخرجن إلا لحاجة، فإذا خرجتن فلا تخرجن متطيبات ولا متبرجات بزينة، فإن الله تعالى قال لأمهات المؤمنين وهن القدوة وهن أطهر النساء، قال لهن:{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى"[الأحزاب:33]، والبسن ما يرضي ربكم جل جلاله ، واحذرن من الألبسة الكاسية العارية،قال عليه الصلاة والسلام:" (( صِنْفَانِ مِنْ أهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَومٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ ، وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكذَا )). رواه مسلم

    ولا تكشفن وجوهكن لغير الأزواج أو المحارم، وإياكن ومزاحمة الرجال والاختلاط بهم فإن ذلك من أسباب الفتنة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :«خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها» رواه مسلم؛ لأن آخرها أبعد عن الرجال وأولها أقرب إليهم، ولما قالت المؤمنات لرسول الله صلى الله عليه وسلم" غَلَبَنا عليك الرجالُ ، فاجعل لنا يوما من نَفْسِك ، فلم يقل لهن: احضرن مجالس تعليم الرجال ولكنه « وعَدَهن يوما لَقِيهُنَّ فيه ، فوعَظَهُنَّ وأمرهنَّ »متفق عليه وهذا يدل على أنه لا يجوز اختلاط النساء بالرجال لا في التعليم ولا العمل ولا في غيره، فيا أمة الله، اتقين الله عزَّ وجل، ولا تخلون الواحدة منكن بالرجال فإن ذلك من أعظم الفتنة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم: «نهى أن يخلو الرجل بالمرأة إلا ومعها محرم»متفق عليه: «وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما»رواه الترمذي وصححه الألباني. أيتها النساء، إن البعض منكن تصل رأسها بشيءٍ من الشعر، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم :" الواصلة والمستوصلة»رواه البخاري وإن بعضاً منكن تجمع شعر رأسها من فوق حتى يصير كسنام البعير، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم في الصحيح: «أن ذلك من صنيع نساء أهل النار»، فاتقين الله أيتها النساء، والتزمن حدود الله، وحافظن على تربية بناتكن على الحشمة والحياء فإن الحياء من الإيمان، وأنتم أيها الرجال القوامون على النساء، المسؤولون عنهن، أعينوهن على الواجب وامنعوهن من المحرم، وأدوا الأمانة فيهن، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أيها المسلمون، إن هذا المكان مكان ذكر ودعاء وخير، وإنني داعٍ بلا رفع يد، داعٍ بدون أن أرفع يدي؛ لأن رفع اليدين في الدعاء في الخطبة من البدع إلا في الاستسقاء ، وإنني داعٍ فأمِّنوا .....والحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأُسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    نقلا عن شبكة سحاب السلفية
يعمل...
X