إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [فوائد مستخلصة] من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    سأفتح هذه الصفحة لإستخلاص الفوائد من تفسير القرآن للإمام السعدي رحمه الله تعالى . نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن ينفعنا و إياكم به.

    فوائد مستخلصة من تفسير سورة الفاتحة :

    { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿5﴾ }
    *تقديم المعمول يفيد الحصر، و هو إثبات الحكم للمذكور - أو كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله تقديم ما حقه التـاخير يفيد الحصر أي تحصر العبادة و الإستعانة فلا تكونان إلا لله تعالى - فكأنه يقول نعبدك و لا نعبد غيرك و نستعين بك و لا نستعين بغيرك .
    * و تقديم العبادة على الإستعانة من باب تقديم العام على الخاص، و اهتماما بتقديم حق الله تعالى على حق عبيده.
    * العبادة هي إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة.
    * الإستعانة هي الإعتماد على الله تعالى في جلب المنافع و دفع المضار، مع الثقة به تعالى في تحصيل ذلك .
    * القيام بعبادة الله و الإستعانة به هو الوسيلة لتحصيل السعادة الأبدية و النجاة من جميع الشرور.
    * تكون العبادة عبادة، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مقصودا بها وجه الله .
    * و ذكر الإستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها، لإحتياج العبد في جميع عباداته إلى الإستعانة بالله تعالى، فإنه إن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر و اجتناب النواهي.
    * الهداية إلى الصراط : لزوم دين الإسلام.
    * الهداية في الصراط : تشتمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما و عملا.
    * المغضوب عليهم : الذين عرفوا الحق و تركوه كاليهود و نحوهم .
    * الضالين : الذين تركوا الحق على جهل و ضلال، كالنصارى و نحوهم.
    هذه السورة على إيجازها ، فقد احتوت على ما لم تحتو عليه سور من سور القرآن :
    * تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية مأخوذ من قوله تعالى { رَبِّ الْعَالَمِينَ }و توحيد الألوهية مأخوذ من قوله تعالى : { الله } . و توحيد الأسماء و الصفات مأخوذ من قوله تعالى : { الْحَمْدُ}
    * و تضمنت إثبات النبوة في قوله : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } ، لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
    * إثبات الجزاء على الأعمال في قوله تعال : {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } و أن الجزاء يكون بالعدل، لأن الدين معناه الجزاء بالعدل. و تضمنت إثبات القدر و أن العبد فاعل حقيقة بخلاف القدرية و الجبرية.
    * بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع و الضلال في قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنه معرفة الحق و العمل به و كل مبتدع فهو مخالف لذلك.
    * تضمنت إخلاص الدين لله تعالى ، عبادة و استعانة في قوله تعالى { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} . فالحمد لله رب العــالمــــين.

    تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. للإمام السعدي رحمه الله تعالى .

  • #2
    رد: من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.

    فوائد مستخلصة من تفسير سورة البقرة:


    الم ﴿1﴾ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فيه هدىً للمتَّقِّينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿3﴾ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿4﴾أُوْلئِك على هدىً مِّن رَّبِّهِم و أوْلئِكَ همُ الْمُفلِحونَ ﴿5﴾.

    * الحروف المقطعة في أوائل السور، الأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها من غير مستند شرعي، مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثا بل لحكمة لا نعلمها.
    * لا ريب فيه أي لا شك فيه بوجه من الوجوه، ونفي الريب عنه يستلزم ضده، إذ ضد الريب اليقين.
    * النفي المقصود به المدح، لا بد أن يكون متضمنا لضده وهو الكمال.
    * الهدى ما تحصل به الهداية من الضلالة و الشبه و ما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة.
    * قال :هُدىً، و حذف المعمول فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية أو للشيء الفلاني، لإرادة العموم، و أنه هدى لجميع مصالح الدارين.
    * حقيقة التقوى : اتخاذ ما يقي سخط الله و عذابه، بامتثال أوامره و اجتناب نواهيه. فالمتقون هم المنتفعون بالأيات القرآنية و الآيات الكونية.
    * الهداية نوعان : هداية البيان، وهداية التوفيق. فالمتقون حصلت لهم الهدايتان، و غيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق.و هداية البيان بدون توفيق للعمل بها، ليست هداية حقيقة تامة.
    * حقيقة الإيمان: هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل، المتضمن لانقياد الجوارح.
    * ليس الشأن في الإيمان بالأشياء الحسية المشاهدة، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر، إنما الشأن في الإيمان بالغيب الذي لم نره و لم نشاهده.
    * إقامة الصلاة لا يكفي فيها مجرد الإتيان بالصورة الظاهرة ، فإقامة الصلاة تكون ظاهرا بإتمام أركانها وواجباتها و شروطها و باطنا بإقامة روحها و حضور القلب فيها و هي الصلاة التي قال الله فيها { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر} .
    * لا ثواب للعبد من صلاته، إلا ما عقل منها.
    * { و مما رزقناهم ينفقون } لم يذكر سبحانه و تعالى المنفَق عليه لكثرة أسبابه و تنوع أهله.
    * و أتى بمن { من ما رزقناهم } ، الدالة على التبعيض ليبين أنه تعالى لا يريد سوى الجزء اليسير من أموالهم غير ضار لهم و لا مثقل.
    * وفي قوله { رزقناهم } إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوتكم و ملككم، و إنما هي رزق من الله تعالى أنعم به عليكم.
    * كثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن ، لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود. و الزكاة و النفقة متضمنة للإحسان إلى عبيده.وعنوان السعادة في الجمع بينهما.
    * الآخرة اسم لما يكون بعد الموت، وذكره أعظم باعث على الرغبة و الرهبة و العمل.
    * اليقين هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك.
    * و في قوله تعالى { أُوْلئِك على هدىً مِّن رَّبِّهِم و أوْلئِكَ همُ الْمُفلِحونَ} كنت قد استخلصت الفوائد من هذه الآية تجدوها في الرابط التالي :

    يتبع إن شاء الله.
    .

    تعليق


    • #3
      رد: من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.

      .. تابع
      قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿6﴾ خَتَمَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿7﴾}

      * حقيقة الكفر هو الجحود لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم، أو جحد بعضه.
      * و في الآية قطع لطمع الرسول صلى الله عليه و سلم في إيمان الكفار. و أن لا تذهب نفسه عليهم حسرات.
      قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ﴿8﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴿10﴾}

      * النفاق هو إظهار الخير و إبطان الشر، و يدخل في هذا التعريف النفاق الإعتقادي و هو مخرج عن الإسلام والنفاق العملي و هذا الأخير كالذي ذكر النبي صلى الله عليه و سلم في قوله " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا اؤتمن خـان " - نعوذ بالله منهم-.
      * النفاق الإعتقادي لم يكن موجودا قبل الهجرة و لا بعدها حتى وقعة بدر، فأظهر الله المسلمين و أعزهم و أظهر بعض الذين ذلوا، أظهروا إسلامهم خوفا و مخادعة.
      * الإيمان الحقيقي ما تواطأ عليه القلب و اللسان وهذا ما لم ينطبق على المنافقين.
      * و المخادعة أن يظهر المخادع لمن يخادعه شيئا، و يبطن خلافه لكي يتمكن من مقصوده.
      * المخادع إما أن ينتج خداعه و يحصل له المقصود أو يسلم لا له و لا عليه، و من العجائب أن المنافقين عاد خداعهم على أنفسهم { وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}فصار كيدهم في نحورهم.
      * القلب معرض له مرضان يخرجانه عن صحته و اعتداله : مرض الشبهات الباطلة، ومرض الشهوات المردية، فالكفر و النفاق و البدع من مرض الشبهات. و محبة الفواحش و المعاصي و فعلها مِن مرض الشهوات المردية.
      * و المعافى - اللهم اجعلنا منهم- من عوفي من هذين المرضين فحصل له اليقين و الإيمان و الصبر عن كل معصية فرفل في أثواب العافية.
      * و في قوله تعالى { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين،و أنه بسبب ذنوبهم السابقة يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها.
      * من عقوبة المعصية المعصية بعدها ، كما أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها { و يزيد الله الذين اهتدوا هدىً }
      يتبع إن شاء الله..

      تعليق


      • #4
        رد: من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.

        تابع الفوائد المستخلصة من سورة البقرة
        قال تعالى :{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿11﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ﴿12﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿14﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿15﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿16﴾ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّـهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ﴿17﴾ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿18﴾ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّـهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿19﴾ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿20﴾}.

        الفوائد المستخلصة :

        * العمل بالمعاصي ضرره يتجاوز العاصي إلى الأرض، حيث يفسد الحبوب و الثمار و الأشجارو النبات.
        * و العمل بطاعة الله و الإيمان به يصلح الأرض، لأن الله خلق الأرض للخلق ليسترزقوا منها و يستعينوا بالرزق على طاعته وعبادته.

        من أحوال المنافقين :


        * حقيقة السّفَه، جهلُ الإنسان بمصالح نفسه و سعيه فيما يضرها و هذه الصفة منطبقة على المنافقين و صادقة عليهم.
        * و العقل و الحجى معرفة الإنسان بمصالح نفسه و السعي فيما ينفعه و هذه الصفة منطبقة على الصحابة و المؤمنين و صادقة عليهم.
        * مِن استهزاء الله تعالى بالمنافقين- في الحياة الدنيا- أنْ زين لهم ما كانوا فيه من الشقاء و الأحوال الخبيثة، حتى ظنوا أنهم مع المؤمنين، لِما لم يسلط عليهم المؤمنين، أما في يوم القيامة فيعطيهم مع المؤمنين نورا ظاهرا فينطفئ بعد ذلك نورالمنافقين و يبقوا في الظلمة بعد النور متحيرين فسبحان ربي العظيم.
        * { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} و هذا من أحسن الأمثلة، فإنه جعل الضلالة، التي هي غاية الشر، كالسلعة، و جعل الهدى الذي هو غاية الصلاح بمنزلة الثمن، فبذَلوا الهدى رغبة عنه في الضلالة رغبة فيه فبئست التجارة.
        * المنافقون تحصل لهم ظلمات : ظلمة القبر و ظلمة الكفر و ظلمة النفاق و ظلمة المعاصي على اختلاف أنواعها و ظلمة النار فبيس القرارو ما لهم من الله من نور و لا عاصم-عياذا بالله من حالهم-.
        * صمٌّ : عن سماع الحق . بكمٌ : عن النطق به . عميٌّ: عن رؤية الحق. فهم لا يرجعون للحق بعد أن تركوه على علم به.
        * { و لو شاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم إن الله على كل شيء قدير} أي الحسية و فيه تخويف للمنافقين بالعقوبة الدنيوية ليرتدعوا عن أفعالهم. و في قوله { إن الله على كل شيء قدير} رد على القدرية المنفون للقدر، لأن أفعلهم من بين جملة الأشياء الداخلة في قدرته الشاملة لكي شيء سبحانه و تعالى.


        يتبع إن شاء الله..

        تعليق


        • #5
          رد: من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.


          يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿21﴾ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿22﴾ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿23﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴿24﴾

          * {لعلكم تتقون
          } ، يحتمل أن المعنى: أنكم إذا عبدتم الله وحده، اتقيتم بذلك سخطه و عذابه، و يحتمل أن يكون المعنى أنكم إذا عبدتم الله صرتم من المتقين و كلا المعنين صحيح.
          * { و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله .. } هذا التقييم على وجه الإنصاف و التنزل مع المشركين المكذبين، و إلا فهم لا يستطيعون ذلك .لذلك تسمى هذه الآية و نحوها بآيات التحدي وهو تعجيز الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو يعارضوه بوجه.
          * و في قوله تعالى { و إن كنتم في ريب .. الآية } دليل على أن الذي يرجى له الهداية من الضلالة هو الشاك الحائر الذي لم يعرف الحق من الضلالة، أما المعاند الذي يعرف الحق و يتركه فهذا لا يمكن رجوعه،كذلك الشاك الغير الصادق في طلب الحق فهذا أيضا مستبعد رجوعه لأنه غير صادق في طلبه.
          * وصف الرسول صلى الله عليه و سلم بالعبودية دليل على أن أعظم أوصافه - صلى الله عليه و سلم- قيامه بالعبودية، التي لا يلحقه فيها أحد من الأولين و الآخرين.
          * في قوله { أعدت للكافرين } و نحوها من الآيات:
          1- دليل لمذهب أهل السنة و الجماعة أن الجنة و النار مخلوقتان خلافا للمعتزلة.
          2 - و فيها أيضا أن الموحدين و إن ارتكبوا الكبائر لا يخلدون في النار.
          3 - و فيها أن العذاب مستحَق بأسباب و هو الكفر و أنواع المعاصي على اختلافها.
          * الصالحون - اللهم اجعلنا منهم- هم الذين يصلحون لمجاورة الرحمن، و ذلك بصدق إيامانهم في الدنيا و صالح أعمالهم فاستحقوا بذلك دخول جنان الرحمن و ما فيها من أغصان و أفنان و ثمار ممتشابهة في الحسن و اللذة و نعيم غير فان.
          *{ و لهم فيها أزواج مطهرة} و لم يقل سبحانه، مطهرة من العيب الفلاني ليشمل جميع أنواع التطهير، فهن مطهرات الأخلاق و الخلق.
          * في هذه الآية{ و بشر الذين آمنوا.. } ذُكِر:
          1 - المبشِّر: و هو الرسول صلى الله عليه و سلم و من قام مقامه من أمته
          2- المبشَر : هم المؤمنون العاملون الصالحات.
          3- المبشَر به : هي الجنات الموصوفة بتلك الصفات.
          4- السبب الموصل لهذه البشارة : هو الإيمان و العمل الصالح، فلا سبيل للوصول إلى هذه البشارة إلا بهما.فهي أعظم بشارة حاصلة،على يد أفضل البشر و المبشرين، بأفضل الأسباب.

          تعليق


          • #6
            رد: من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.

            إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿26﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿27﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿28﴾


            * لا أعظم نعمة على العباد مِن نزول الآيات القرآنية، و مع هذا تكون لقوم محنة و حيرة و ضلالة و زيادة شر إلى شرهم، و لقوم منحة ورحمة و زيادة خير إلى خيرهم، فسبحان من فاوت بين عباده، و انفرد بالهداية و الإضلال.

            * { و ما يضل به إلا الفاسقين } دليل على عدل الله سبحانه و تعالى، فقد اقتضت حكمته سبحانه و تعالى إضلال الفاسقين لعدم صلاحيتهم للهدى ، و اقتضت حكمته و فضله هداية من اتصف بالإيمان و تحلى بالأعمال الصالحة.

            * الفسق نوعان :
            - نوع مخرج من الدين و هو الفسق المقتضي للخروج من الإيمان، كالمذكور في هذه الآية و نحوها
            - و نوع غير مخرج من الإيمان كما في قوله تعالى : { يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبئ فتبنوا }.

            * { و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل } هذا يدخل فيه أشياء كثيرة :
            - فإن الله أمرنا أن نصل ما بينه و بينه بالإيمان به و القيام بعبوديته
            - و ما بيننا و بين رسوله بالإيمان به و محبته و تعزيره و القيام بحقوقه
            - و ما بيننا و بين الوالدين و الأقارب و الأصحاب و سائر الخلق..

            * { فأولئك هم الخاسرون } حصر الخسارة فيهم - الكفار المناقضين للعهد القاطعين لما أمر الله به أو يوصل-، لأن خسرانهم عام في كل أحوالهم و ليس لهم نوع من الربح

            * و يكون الخسر في الكفر و قد يكون معصية و يكون تفريطا في ترك مستحب و يكون في فوات الخير الذي كان العبد بصدد تحصيله و هو تحت إمكانه.. فكل ذلك خسر.

            * {كيف تكفرون و كنتم أمواتا فأحياكم} ، أي خلقكم من عدم ، { ثم يميتكم } عند استكمال آجالكم و يجازيكم في القبور { ُثم يحييكم } بعد البعث و النشور،{ ثم إليه ترجعون } ليجازيكم الجزاء الأوفى.

            يتبع إن شاء الله ..

            تعليق


            • #7
              رد: من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.


              هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿29


              * " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا" في هذه الآية دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة و الطهارة، لأنها سيقت في معرض الإمتنان و يخرج بذلك الخبائث فإن تحريمها يؤخذ من فحوى الآية أيضا، لأنها لا تنفع و نحن مأمورون بالأخذ بما ينفعنا و اجتناب ما يضرنا.

              * " استوى " ترد في القرآن على ثلاثة معاني :
              - فتارة لا تعدى بالحرف فيكون معناها التمام و الكمال كم قال تعالى في شأن موسى عليه السلام : { و لما بلغ أشده و استوى } .
              - و تارة تكون بمعنى علا و ارتفع و ذلك إذا عديت بِـ :" على " كما في قوله تعالى { ثم استوى على العرش } .
              - و تارة تكون بمعنى قصد كما إذا عديت ب" إلى " كما في الآية، أي لما خلق الله تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات.

              * { و هو بكل شيء عليم } ، كثيرا ما يقرن الله تعالى بين خلقه و إثبات علمه و كما في قوله تعالى { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } ، لأن خلقه للمخلوقات، أدل دليل على علمه و حكمته و قدرته..

              تعليق


              • #8
                رد: من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.

                وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿30﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿31﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿32﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿33﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿34

                * ظن الملائكة أن الخليفة المجعول في الأرض سيحدث منه الفساد في الأرض و القتل، لكن الله عز وجل يعلم أن الخير الحاصل بخلق هذه الخليفة أضعاف ما في ضمن ذلك من الشر، فلو لم يكن في ذلك إلا أن الله تعالى أراد أن يجتبي منهم الأنبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين و لتظهر آياته للخلق و يحصل من العبوديات التي لم تكن تحصل بدون هذه الخليفة كالجهاد و غيره و ليظهر ما في سرائر بني آدم من الخير و الشر بالإمتحان و ليظهر ما في نفس إبليس من الخبث و الشر الذي انطوى عليه .. فهذه حكم عظيمة يكفي بعضها في ذلك.

                * { و علم آدم الأسماء كلها } : أي أسماء الأشياء و من هو مسمى بها، فعلّمه الإسم و المسمى حتى المكبر من الأسماء كالقصعة و المصغر كالقصيعة .

                * { إنك أنت العليم الحكيم } : العليم : الذي أحاط علما بكل شيء فلا يغيب عنه سبحانه و لا يعزب مثقال ذرة في الأرض و لا في السماء و لا أصغر من ذلك و لا أكبر.الحكيم : من له الحكمة التامة التي لا يخرج عنها مخلوق و لا يشذ عنها مأمور . و الحكمة وضع الشيء في موضعه اللائق .

                * في هذه الآية عبر و آيات :
                - إثبات الكلام لله عز وجل و أنه لم يزل متكلما يقول ما شاء و يتكلم بما شاء
                - أنه سبحانه عليم حكيم.
                - العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات و المامورات، فالواجب عليه التسليم و اتهام عقله و الإقرار لله بالحكمة.
                - اعتناء الله بشأن الملائكة و إحسانه إليهم ، بتعليمهم ما جهلوا و تنبيههم على ما لم يعلموا .
                - و فيه هذه الأية أيضا فضيلة العلم من وجوه : منها أن الله تعرف لملائكته بعلمه و حكمته. و منها أن الله عرفهم آدم بالعلم و أنه أفضل صفة تكون في العبد. و منها : أن الله أمرهم بالسجود إكراما لآدم عليه السلام لمّا بان فضل علمه. و منها أن الإمتحان للغير، إذا عجزوا عما امتحنوا به، ثم عرفه صاحب الفضيلة، فهو أكمل مما عرفه ابتداءا. و منها الإعتبار بحال أبوي الإنس و الجن و بيان فضل آدم عليه السلام..

                تعليق


                • #9
                  رد: من تفسير القرآن للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى.

                  بارك الله في جهودكم

                  وهذا اقتراح وفقكم الله هذا الموضوع ينصب في نفس موضوعكم هلا نظرتم مع اختكم في دمج الموضوعين بحيث كل منكما يسير وفق ما كان عليه أو تتفقى على شيء والمغزى من هذا الرد هو الجمه بين جهودكم في موضوع واحد حتى يكون النفع والاستفادة اكثر بارك الله فيكم

                  الموضوع : http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=17211

                  تعليق

                  يعمل...
                  X