إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

"إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [بحث] "إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة "

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة .
    المحدث : الألباني :
    المصدر:انظر حديث رقم : 1577 في صحيح الجامع
    خلاصة حكم المحدث::( حسن )

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غدا في الآخرة
    رواه الطبراني بإسناد حسن
    المحدث:ألالباني
    المصدر:صحيح الترغيب والترهيب
    خلاصة حكم المحدث:[حسن لغيره]

    وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الذين يأكلون ألوان الطعام و يلبسون ألوان الثياب و يتشدقون في الكلام .
    المحدث: الألباني
    المصدر: انظر حديث رقم : 3705 في صحيح الجامع
    خلاصة درجة المحدث: ( حسن )

    و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:سَيَكُونُ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتَي يَأْكُلُونَ أَلْوَانَ الطَّعَامِ وَيَشْرَبُونَ أَلْوَانَ الشَّرَابِ وَيَلْبَسُونَ أَلْوَانَ الثِّيَابِ وَيَتَشَدَّقُونَ في الكلام فأولئك شِرَارُ أُمَّتِي
    الراوي: أبي أُمَامَة.
    [حكم الألباني]
    (حسن) انظر حديث رقم: 3663 في صحيح الجامع.



    وعن أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
    إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى
    المحدث: الألباني
    المصدر: صحي الترغيب و الترهيب.
    خلاصة درجة المحدث:(صحيح)


    وعن أبي كريمة المقدام بن معد يكرب رضي الله عنهـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    "ما ملأ آدمي وعاءا شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ". رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
    المحدث: الألباني
    المصدر:صحيح الترغيب والترهيب.
    خلاصة درجة المحدث:(صحيح)


    وعن أبي جحيفة رضي الله عنهـ قال أكلت ثريدة من خبز ولحم ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أتجشأ فقاليا هذا كف عنا من جشائك فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامةرواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
    المحدث: الألباني
    المصدر:صحيح الترغيب والترهيب.
    خلاصة درجة المحدث:(صحيح)

    و قال ابن ماجه في سننه:حدثنا هشام بن عبد الملك الحمصي حدثنا محمد بن حرب حدثتني أمي عن أمها أنها سمعت المقدام بن معد يكرب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس.

    تحقيق الألباني:
    حسن، الصحيحة (343) ، التعليق أيضا، المشكاة (5193 / التحقيق الثاني)


    قال ابن ماجه في سننه: حدثنا داود بن سليمان العسكري ومحمد بن الصباح قالا حدثنا سعيد بن محمد الثقفي عن موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عطية بن عامر الجهني قال سمعت سلمان وأكره على طعام يأكله فقال حسبي أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة.
    تحقيق الألباني:حسن الصحيحة



    :وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا الاحقاف: 20
    قال الثعالبي في تفسير الآية:


    «الطَّيِّبَاتُ» هنا : المَلاَذُّ ، وهذه الآية ، وإنْ كانت في الكُفَّار ، فهي رادعة لأُولي النهى من المؤمنين عن الشهوات واستعمالِ الطَّيِّبَاتِ؛ ومن ذلك قولُ عُمَرَ رضي اللَّه عنه : أتَظُنُّونَ أَنَّا لا نَعْرِفُ طَيِّبَ الطَّعَامِ؟ ذلك لُبَابُ البُرِّ بِصِغَارِ المعزى ، ولكنِّي رأيتُ اللَّه تعالى نعى على قومٍ أَنَّهم أَذْهَبُوا طَيِّبَاتِهِمْ في حياتِهِمُ الدنيا ، ذكَرَ هذا في كلامِهِ مع الرَّبيع بْنِ زِيَادٍ ، وقال أيضاً نحو هذا لخالد بن الوَلِيدِ حينَ دَخَلَ الشَّامَ ، فَقُدِّمَ إليه طعام طَيِّبٌ ، فقال عمر : هذا لنا ، فما لفقراءِ المسلمينَ الَّذِينَ ماتوا ولم يَشْبَعُوا من خُبْزِ الشَّعِير؟ فقال خالدٌ : لَهُمُ الجَنَّةُ ، فبكى عُمَرُ ، وقال : لَئِنْ كَانَ حَظُّنَا في الحُطَامَ ، وذَهَبُوا بالجَنَّةِ فَقَدْ بَانُوا بُوْناً بَعِيداً ، وقال جابرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : اشتريت لحماً بدرهم ، فرآني عمر ، فقال : أَوَكُلَّمَا اشتهى أَحَدُكم شَيْئاً اشتراه فأكَلَهُ؟! أما تخشى أنْ تكون من أهل هذه الآية ، وتلا : { أَذْهَبْتُمْ طيباتكم فِى حياتكم الدنيا } * ت * : والآثار في هذا المعنى كثيرةٌ جِدًّا ، فمنها ما رواه أبو داود في سُنَنِهِ ، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدَةَ أَنَّ رجُلاً من أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، رَحَلَ إلى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، وهو بِمَصْرَ ، فَقَدِمَ عليه ، فقال : أَمَا إنِّي لم آتِكَ زَائِراً ولكنْ سَمِعْتُ أَنا وأَنْتَ حَدِيثاً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، رَجَوْتُ أَنْ يكونَ عندَكَ منْهُ عِلْمٌ ، قال : ما هو؟ قال : كذا وكذا ، قال : فمالي أَرَاكَ شَعْثاً وأَنْتَ أَمِيرُ الأَرْضِ؟! قال : إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، كان ينهى عن كثيرٍ من الإرفَاهِ ، قال : فمالي لا أرى عَلَيْكَ حِذَاءً؟ قال : كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، يأمرنا أَنْ نَحْتَفِيَ أحياناً ، وروى أبو داوُدَ عَنْ أَبي أُمَامَةَ قال : ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، يوماً عنده الدنيا ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " أَلاَ تَسْمَعُونَ أَنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإيمَانِ؟ إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإيمَانِ ، إن الْبَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ " قال أبو داوُدَ : يعني : التَّقَحُّلَ ، وفسر أبو عمر بن عبد البَرِّ : «البَذَاذَةَ» بِرَثِّ الْهَيْئَةِ ، ذكر ذلك في «التمهيد» ، وكذلك فَسَّرَهَا غيره ، انتهى ، ، وروى ابن المبارك في «رقائقه» من طريق الحسن عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ خَرَجَ في أَصْحَابِهِ إلَى بَقِيعِ الغَرْقَدِ ، فَقَالَ : " السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُم! ثُمَّ أَقْبَلَ على أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : هَؤُلاَءِ خَيْرٌ مِنْكُمْ؛ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إخْوانُنَا ، أَسْلَمْنَا كَمَا أَسْلَمُوا ، وَهَاجَرْنَا كَمَا هَاجَرُوا ، وَجَاهَدْنَا كَمَا جَاهَدُوا ، وَأَتَوا على آجَالِهِمْ فَمَضَوْا فِيهَا وَبَقِينَا في آجالِنَا ، فَمَا يَجْعَلُهُمْ خَيْراً مِنَّا؟! قال : هَؤُلاَءِ خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً ، وَخَرَجُوا وَأَنا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ ، وإنَّكُمْ قَدْ أَكَلْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ ، وَلاَ أَدْرِي مَا تُحْدِثُونَ مِنْ بَعْدِي؟ قال : فَلَمَّا سَمِعَهَا الْقَوْمُ عَقَلُوهَا وَانْتَفَعُوا بِهَا ، وَقَالُوا : إنَّا لَمُحاسَبُونَ بِمَا أَصَبْنَا مِنَ الدُّنْيَا ، وَإنهُ لَمُنْتَقَصٌ بِهِ مِنْ أُجُورِنَا "
    انتهى ، ومنها حديثُ ثَوْبَانَ في «سنن أَبي دَاوُدَ» : قال ثَوْبَانُ : كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا سَافَرَ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِإنْسَانٍ مِنْ أَهْلِهِ فَاطِمَةَ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيْهَا فَاطِمَةَ ، فَقَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ ، وَقَدْ عَلَّقَتْ مِسْحاً أوْ سِتْراً على بَابِهَا ، وَحَلَّتِ الحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ قُلْبَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ ، فَلَمْ يَدْخُلْ ، فَظَنَّتْ أَنَّما مَنَعَهُ أَنْ يَدْخُلَ مَا رأى؛ فَهَتَكَتِ السِّتْرَ ، وَفَكَّتِ القُلْبَيْنِ عَنِ الصَّبِيَّيْنِ وَقَطَعَتْهُمَا عَنْهُمَا ، فانطلقا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْكِيَانِ ، فَأَخَذَهُمَا مِنْهُمَا ، وَقَالَ : يَا ثَوْبَانُ ، اذهب بِهِمَا إلَى آلِ فُلاَنٍ؛ إنَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِي أَكْرَهُ أَنْ يَأْكُلُوا طَيِّبَاتِهِمْ في حَيَاتِهُمْ الدُّنْيَا ، يَا ثَوْبَانُ ، اشتر لِفَاطِمَةَ قَلاَدَةً مِنْ عَصْبٍ وَسِوَارَيْنِ مِنْ عَاجٍ» انتهى .


    وقال الطبري في تفسير الآية:-
    يقول تعالى ذكره:( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِاللَّهِ عَلَى النَّارِ ) يقال لهم( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ) فيها.
    كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ ) قرأ يزيد حتى بلغ( وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ) تعلمون والله أن أقواما يشترطون حسناتهم استبقى رجل طيباته إن استطاع، ولا قوّة إلا بالله. ذُكر أن عمر بن الخطاب كان يقول: لو شئت كنت أطيبكم طعاما، وألينكم لباسا، ولكني أستبقي طيباتي. وذُكر لنا أنه لما قدم الشأم، صنع له طعام لم ير قبله مثله، قال: هذا لنا، فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير؟ قال خالد بن الوليد: لهم الجنة، فاغرورقت عينا عمر، وقال: لئن كان حظنا في الحطام، وذهبوا- قال أبو جعفر فيما أرى أنا- بالجنة، لقد باينونا بونا بعيدا.
    وذُكر لنا "أن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم دخل على أهل الصفة مكانا يجتمع - فيه فقراء المسلمين، وهم يرقَعون ثيابهم بالأدَم، ما يجدون لها رقاعا، قال: أنتم اليوم خير، أو يوم يغدو أحدكم في حلة، ويروح في أُخرى، ويغدى عليه بحفنة، ويُراح عليه بأخرى، ويستر بيته كما تستر الكعبة. قالوا: نحن يومئذ
    خير، قال: " بل أنتم اليوم خير" .
    حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: حدثنا صاحب لنا عن أبي هريرة، قال: إنما كان طعامنا مع النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم الأسودين: الماء، والتمر، والله ما كنا نرى سمراءكم هذه، ولا ندري ما هي.
    قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي بردة بن عبد الله بن قيس الأشعريّ، عن أبيه، قال: أي بنيّ لو شهدتنا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ونحن مع نبينا إذا أصابتنا السماء، حسبت أن ريحنا ريح الضأن، إنما كان لباسنا الصوف.
    حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله عزّ وجلّ( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا )... إلى آخر الآية، ثم قرأ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ ) وقرأ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نزدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا ) وقرأ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )... إلى آخر الآية، وقال: هؤلاء الذين أذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
    واختلفت القرّاء في قراءة قوله( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ ) ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار(أَذْهَبْتُمْ) بغير استفهام، سوى أبي جعفر القارئ، فإنه قرأه بالاستفهام، والعرب تستفهم بالتوبيخ، وتترك الاستفهام فيه، فتقول: أذهبت ففعلت كذا وكذا، وذهبت ففعلت وفعلت. وأعجب القراءتين إليّ ترك الاستفهام فيه، لإجماع الحجة من القرّاء عليه، ولأنه أفصح اللغتين.

  • #2
    رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

    نبذ من الأقوال الحكمية في حمد القناعة وقلة الأكل

    قد مضى القول في صغر الدنيا في عين أهل التحقيق فأما سلطان البطن ومدح الإنسان بأنه لا يكثر من الأكل إذا وجد أكلا ولا يشتهي من الأكل ما لا يجده فقد قال الناس فيه فأكثروا .

    قال أعشى باهلة يرثي المنتشر بن وهب
    طاوي المصير على العزاء منصلت
    بالقوم ليلة لا ماء ولا شجر
    تكفيه فلذة لحم إن ألم بها
    من الشواء ويروي شربه الغمر
    و لا يباري لما في القدر يرقبه
    و لا تراه أمام القوم يفتقر
    لا يغمز الساق من أين ولا وصب
    و لا يعض على شرسوفه الصفر
    و قال الشنفري
    و أطوي على الخمص الحوايا كما انطوت
    خيوطة ماري تغار وتفتل
    و إن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن
    بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
    و ما ذاك إلا بسطة عن تفضل
    عليهم وكان الأفضل المتفضل

    و قال بعضهم لابنه :يا بني عود نفسك الأثرة ومجاهدة الهوى والشهوة ولا تنهش نهش السباع ولا تقضم قضم البراذين ولا تدمن الأكل إدمان النعاج ولا تلقم لقم الجمال إن الله جعلك إنسانا فلا تجعل نفسك بهيمة ولا سبعا واحذر سرعة الكظة وداء البطنة فقد قال الحكيم إذا كنت بطنا فعد نفسك من الزمنى . وقال الأعشى
    و البطنة يوما تسفه الأحلاما
    و اعلم أن الشبع داعية البشم والبشم داعية السقم والسقم داعية الموت ومن مات هذه الميتة فقد مات موتة لئيمة وهو مع هذا قاتل نفسه وقاتل نفسه ألوم من قاتل غيره يا بني والله ما أدى حق السجود والركوع ذو كظة ولا خشع لله ذو بطنة والصوم مصحة ولربما طالت أعمار الهند وصحت أبدان العرب ولله در الحارث بن كلدة حيث زعم أن الدواء هو الأزم وأن الداء إدخال الطعام في أثر الطعام يا بني لم صفت أذهان الأعراب وصحت أذهان الرهبان مع طول الإقامة في الصوامع حتى لم تعرف وجع المفاصل ولا الأورام إلا لقلة الرزء ووقاحة الأكل وكيف لا ترغب في تدبير يجمع لك بين صحة البدن وذكاء الذهن وصلاح المعاد.

    تعليق


    • #3
      رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

      و قال الجوزي
      هلال الهدى لا يظهر في غيمالشبع، ولكن يبدو في صحو الجوع وترك الطمع، واحذر أن تميل إلى حب الدنيا فتقع، ولا تكن من الذي قال: سمعت وما سمع، ولا ممن سوف يومه بغده فمات ولا رجع، كلا ليندمن على تفريطه وما صنع؛ وليسألن عن تقصيره في عمله وما ضيع، فيا لها من حسرة وندامة وغصةٍ تجرع، عند قراءة كتابه وما رأى فيه وما جمع، فبكى بكاء شديداً فما نفع، وبقى محزوناً لما رأى من نور المؤمن يسعى بين يديه وقد سمع، فلا ينفعه الحزن ولا الزفير ولا البكاء ولا الجزع.



      وقال الربيع بن سليمان: قال الشافعي: ما شبعت منذ ستة عشرة سنة الا شبعة طرحتها, لأن الشبع يقتل البدن, ويقسي القلب, ويزيل الفطنة, ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة.



      قال الفرابي الجوعُ: نقيضُ الشِبَع. وقد جاعَ يَجوعُ جَوْعاً ومَجاعَةً. والجَوْعَةُ: المرَّةُ الواحدة. وقومٌ جِياعٌ وجُوَّعٌ. وعامُ مَجاعَةٍ ومَجْوَعَةٍ
      بتسكين الجيم. وأَجاعَهُ وجَوَّعَهُ. وتَجَوَّعَ، أي تعمَّد الجُوعَ. ورجلٌ
      مُسْتَجيعٌ: لا تراه أبداً إلا أنَّه جائِعٌ.

      و قال الشِبَعُ: نقيضُ الجوع. يقال: شَبِعْتُ خبزاً ولحماً، ومن خُبْزٍ ولحمٍ، شِبَعاً. وهو من مصادر الطبائع. والشِبْعُ بالتسكين: اسمُ ما أَشْبَعَكَ من شيء. ورجلٌ شَبْعانُ وامرأةٌ شَبْعى. وربَّما قالوا امرأةٌ شَبْعى الخَلْخالِ، إذا ملأتْه من سِمَنِها. وتقول: شَبِعْتُ من هذا الأمر ورَويتُ، إذا كرهتَه. وهما على الاستعارة. وأَشْبَعْتُهُ من الجوع، وأَشْبَعْتُ الثوب من الصِبْغِ. وثوبٌ شَبيعُ الغزلِ، أي كثيره. والمُتَشَبِّعُ: المتزيِّنُ بأكثر مما عنده، يتكثَّر بذلك ويتزيَّن بالباطل. وفي الحديث: " المُتَشَبِّعُ بما لا يملك كلابس ثَوْبَيْ زُورٍ " . وعندي شُبْعَةٌ من طعام بالضم، أي قَدْرُ ما يُشْبَعُ به مرَّةً. قال يعقوب: هذا بلدٌ قد شَبِعَتْ غنمه، إذا قاربت الشِبَعَ.

      تعليق


      • #4
        رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

        جزاك الله خيرا أختي ولكن هذا الحديث أخافني

        وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
        شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الذين يأكلون ألوان الطعام و يلبسون ألوان الثياب و يتشدقون في الكلام .


        الله المستعان نحن نأكل أطيب الطعام ونلبس ألوان الثياب فكيف نستطيع تطبيق الحديث
        لعلك أختي إن وجدت شرحا لهذا الحديث أو كيفية تطبيقة وضعته لنا لنستفيد بارك الله فيك ووفقك لخير ...

        تعليق


        • #5
          رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

          للفائدة

          وخرَّج الترمذي (3) وابن ماجه (4) من حديث ابن عمر ، قال : تجشأ (5) رجلٌ عند النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : (( كفّ عنا جُشاءك ، فإنَّ أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولُهم جوعاً يوم القيامة )) .
          -------------------
          (3) في " جامعه " ( 2478 ) ، وقال : (( حسن غريب )) على أن سند الحديث مسلسل بالضعفاء : محمد بن حميد الرازي ضعيف ، وشيخه عبد العزيز بن عبد الله القرشي منكر الحديث ، وشيخه يحيى البكاء ضعيف ، لذا قال أبو زرعة كما في " علل ابن أبي حاتم " ( 1910 )
          : (( هذا حديث منكر )) .
          (4) في " سننه " ( 3350 ) .
          (5) التجشؤ : تنفس المعدة عند الامتلاء . لسان العرب 2/285 ( جشأ ) .


          إن شرار أمتى الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسادهم (أبو يعلى ، وابن عساكر عن أبى هريرة)
          --------------------
          أخرجه أبو يعلى كما فى المطالب العالية للحافظ (13/260 ، رقم 3166 ، وإتحاف الخيرة للبوصيرى (10/244 ، رقم 9897) ، وابن عساكر (43/311) . وأخرجه أيضًا : ابن أبى عمر العدنى كما فى المطالب وإتحاف الخيرة ، والبزار كما فى كشف الأستار (4/237 ، رقم 3616) . قال البوصيرى : ومدار أسانيدهم على الأفريقى وهو ضعيف .

          تعليق


          • #6
            رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

            المشاركة الأصلية بواسطة أم البراء مشاهدة المشاركة




            الله المستعان نحن نأكل أطيب الطعام ونلبس ألوان الثياب فكيف نستطيع تطبيق الحديث
            لعلك أختي إن وجدت شرحا لهذا الحديث أو كيفية تطبيقة وضعته لنا لنستفيد بارك الله فيك ووفقك لخير ...
            بارك الله فيك
            ربما سأجيبك أختي والله أعلم
            أختي لو كان لنا إيمان يشبه إيمان أصحاب القرون الثلاثة الأولى المفضلة لاستطعنا تطبيق الحديث، فما علينا إلا أن نحاول من زيادة إيماننا، فلو زاد الإيمان احتقرنا هذه الدنيا نسأل الله أن يجعلنا من أبناء الآخرة وأن يحسن خاتمتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

            تعليق


            • #7
              رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

              قال الالباني في السلسلة الصحيحة تحت حديث :

              "كف عنا جشاءك، فإن أكثرهم شبعا في الدنيا، أطولهم جوعا يوم القيامة"
              روي من حديث ابن عمر وأبي جحيفة، وابن عمرو، وابن عباس، وسلمان.
              1 - حديث ابن عمر. يرويه عبد العزيز بن عبد الله القرشي حدثنا يحيى البكاء
              عن
              ابن عمر قال:
              " تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال " فذكره.
              أخرجه الترمذي (2 / 7 وابن ماجه (3350) وقال الترمذي:
              " حديث غريب من هذا الوجه ".
              قلت: يعني ضعيف، وذلك لأن يحيى بن مسلم البكاء ضعيف.
              وعبد العزيز بن عبد الله القرشي منكر الحديث كما في " التقريب ".
              وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 139) عن أبيه:
              " هذا حديث منكر ".
              2 - حديث أبي جحيفة، وله عنه طرق:
              الأولى: عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:
              " أكلت خبز بر بلحم سمين، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فتجشأت فقال: احبس
              أو اكفف جشاءك ... " الحديث وزاد:
              " قال: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا ".
              أخرجه ابن أبي الدنيا في " الجوع " (2 / 2) من طريق الوليد بن عمرو ابن ساج
              عنه.
              قلت: والوليد هذا ضعيف، ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما.
              لكنه لم يتفرد به، فقال ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 123) :
              " سمعت أبي وذكر حديثا كان في كتاب عمرو بن مرزوق ولم يحدث به عن مالك بن
              مغول عن عون بن أبي جحيفة ... (فذكره) فسمعت أبي يقول: هذا
              حديث باطل، ولم يبلغني أن عمرو بن مرزوق حدث به قط ".
              كذا قال، وسيأتي عن الإمام أحمد أنه ابن مرزوق كان يحدث به ثم ترك.
              وعمرو بن مرزوق ثقة له أوهام كما في " التقريب "، فلعله بدى له، أو عرض له شيء من الشك فترك التحديث به، والله أعلم.
              الثانية: عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة به.
              أخرجه الحاكم (4 / 121) عن فهد بن عوف حدثنا فضل بن أبي الفضل الأزدي أخبرني عمر بن موسى: أخبرني علي بن الأقمر ... وقال: " صحيح الإسناد ".
              ورده الذهبي بقوله:
              " قلت: فهد قال المديني: كذاب، وعمر هالك ".
              وتعقبه المنذري أيضا فقال في " الترغيب " (3 / 122) :
              " بل واه جدا، فيه فهد بن عوف وعمر بن موسى ".
              قلت: وعمر هذا هو ابن موسى الوجيهي وهو متهم أيضا، وروي من طريق غيره،
              فقال ابن قدامة في " المنتخب " (10 / 194 / 1) :
              " قال مهنا: سألت أحمد ويحيى، قلت: حدثني عبد العزيز بن يحيى حدثنا شريك عن علي بن الأرقم ... (فذكره) ؟ فقالا: ليس بصحيح. قلت لأحمد: يروى من غير هذا الوجه؟ قال: كان عمرو بن مرزوق يحدث به عن مالك بن مغول عن علي بن الأرقم عن أبي جحيفة ثم تركه بعد. ثم سألته بعد؟ فقال: ليس بصحيح ".
              قلت: وعبد العزيز بن يحيى هو المدني كذبه إبراهيم بن المنذر الحزامي.
              وقال البخاري: يضع الحديث.
              وأخرجه تمام في " الفوائد " (99 / 1) من طريق أبي ربيعة. حدثنا عمر بن الفضل عن رقبة عن علي بن الأقمر به. وهذا رجاله ثقات، لكن أبو ربيعة هو فهد بن عوف نفسه، وقد عرفت ضعفه.
              الثالثة: عن أبي رجاء عمن سمع أبا جحيفة به. وزاد في آخره:
              " قال أبو جحيفة: فما شبعت منذ ثلاثين سنة ".
              أخرجه ابن أبي الدنيا (1 / 2) .
              وفيه الرجل الذي لم يسم. لكن قال المنذري مستدركا على طريق الحاكم الواهية:
              " رواه البزار بإسنادين رواة أحدهما ثقات ".
              وقال الهيثمى (5 / 31) :
              " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " بأسانيد، وفي أحد أسانيد " الكبير " محمد بن خالد الكوفي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ".
              3 - حديث ابن عمرو قال:
              " تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقصر من جشئك فإن.." الحديث.
              قال الهيثمي:
              " رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد وهو ضعيف ".
              4 - حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
              " إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غدا في الآخرة ".
              قال المنذري:
              " رواه الطبراني بإسناد حسن ".
              وقد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (3 / 345 - 346) من طريق الطبراني،
              وقال: " لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان القرشي وفيه مقال ".
              وقال العراقي في " تخريج الإحياء " (3 / 71) : " إسناده ضعيف ".
              5 - حديث سلمان، يرويه عطية بن عامر الجهني، قال: سمعت سلمان وأكره على طعام يأكله، فقال: حسبي: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
              " إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة ".
              أخرجه ابن ماجه (3351) من طريق سعيد بن محمد الثقفي عن موسى الجهني
              عن زيد بن وهب عن عطية ...
              وهكذا أخرجه ابن أبي الدنيا (1 / 2) والعقيلي في " الضعفاء " (ص 330)
              وأبو نعيم في " الحلية " (1 / 198 - 199) .
              وقال العقيلي: " عطية في إسناده نظر ".
              قلت: وتعقبه الذهبي فقال:
              " ليس الضعف. إلا أن الحديث انفرد به واه، وهو سعيد بن محمد الوراق ".
              وأقول: كلا، ليس الضعف من سعيد فقط، فإن عطية مع قول العقيلي فيه ما عرفت، فلم يوثقه غير ابن حبان (1 / 173) ، ومن المعلوم أن توثيقه غير معتمد عند المحققين من العلماء والنقاد، ومنهم الذهبي نفسه، ولهذا لم يوثقه الحافظ في " التقريب "، وإنما قال فيه:
              " مقبول ". يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة.
              ومنه يتبين أن تعقب الذهبي على العقيلي مما لا طائل تحته، وأن للحديث علتين سعيد الوراق، وعطية الجهني.
              وجملة القول أن الحديث قد جاء من طرق عمن ذكرنا من الصحابة وهي وإن كانت مفرداتها، لا تخلو من ضعف، فإن بعضها ليس ضعفها شديدا، ولذلك فإني أرى أنه يرتقي بمجموعها إلى درجة الحسن على أقل الأحوال. والله سبحانه وتعالى أعلم.

              تعليق


              • #8
                رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

                قال الالباني في السلسلة الصحيحة تحت حديث :
                " إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، الذين يطلبون ألوان الطعام وألوان
                الثياب، يتشدقون بالكلام ".

                أخرجه أحمد في " الزهد " (ص - 77) وابن أبي الدنيا في " الجوع " (ق 9 / 1) وابن عدي في " الكامل " (ق 249 / 1) وأبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " (ق 14 / 1 - 2) وعنه ابن عساكر في " التاريخ " (9 / 60 / 2) عن عبد الحميد ابن جعفر الأنصاري حدثني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أن أمة الله فاطمة بنت حسين حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
                قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله موثوقون إلا أنه مرسل، فاطمة بنت الحسين روت عن أبيها الحسين بن علي بن أبي طالب وجدتها فاطمة الزهراء مرسل. وله شاهد مرسل أيضا، فقال ابن المبارك في " الزهد " رقم (75: أخبرنا الأوزاعي عن عروة ابن رويم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
                قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد. وقد روي موصولا، فأخرجه الحاكم (3 / 56 من طريق أصرم بن حوشب حدثنا إسحاق بن واصل الضبي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلنا لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ... قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر أحاديث هذا أحدها، وزاد: " ويركبون من الدواب ألوانا ". وسكت الحاكم عنه
                ، فتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: أظنه موضوعا، فإسحاق متروك وأصرم متهم بالكذب ". وذكر في ترجمة إسحاق من " الميزان " أنه من الهلكى وأن من بلاياه هذا الحديث وأنه من رواية أصرم وليس بثقة. لكن نقل المناوي عن الحافظ العراقي أنه قال:
                " ورواه أبو نعيم من حديث عائشة بإسناد لا بأس به ".
                قلت: فلينظر إسناده، فقد زعم المناوي أن في " الميزان ": هذا من رواية أصرم ابن حوشب وليس بثقة عن إسحاق بن واصل، وهو هالك متروك الحديث.
                قلت: فإني أخشى أن يكون اختلط على المناوي حديث عبد الله بن جعفر المتقدم بحديث عائشة هذا، فإني أستبعد جدا أن يكون فيه هذان المتروكان ويقول الحافظ العراقي في إسناده: لا بأس به! ثم تأكدت مما استبعدته حين رأيت الذهبي ذكر ذلك في ترجمة إسحاق دون أن يسمي صحابي الحديث، فذكر الحافظ في " اللسان " أنه عبد الله بن جعفر، وأن الحاكم رواه ... فتبين أن المناوي وضع كلام الذهبي في غير موضعه وأنه لا يحق إعلال حديث عائشة به. وقد روي الحديث بلفظ: " سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون بالكلام، فأولئك شرار أمتي ".
                قلت: أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (رقم - 7512) وتمام في " الفوائد " (264 - 265) عن جميع بن ثوب الرحبي عن حبيب بن عبيد عن أبي أمامة مرفوعا.
                قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا جميع هذا قال البخاري: " منكر الحديث ". وقال النسائي: " متروك الحديث ". لكن تابعه أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد به. أخرجه الطبراني أيضا في " الكبير " (7513) و " الأوسط " (2536) .
                وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف لاختلاطه، فإذا ضم إلى المرسلين الأولين صار الحديث بمجموع ذلك حسنا، لاسيما ولبعضه شاهد أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (رقم - 130 من طريق البراء بن يزيد عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: " شرار أمتي الثرثارون المتشدقون المتفيهقون، وخيار أمتي
                أحاسنهم أخلاقا ". وهذا إسناد رجاله ثقات رجال " الصحيح " غير البراء وهو ابن عبد الله بن يزيد البصري قال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف ". وله طريق أخرى عند البزار (ص 324 - زوائد ابن حجر) من طريق عبد الرحمن بن زياد عن عمارة بن راشد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: " إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسامهم ". قال المنذري في " الترغيب " (3 / 125) :
                " ورواته ثقات إلا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ".
                قلت: وهو الإفريقي، وقد ضعفوه كما قال الذهبي في " الكاشف ". وأما قول
                الهيثمي (10 / 250) : " وقد وثق، والجمهور على توثيقه وبقية رجاله ثقات " . ففيه نظر.
                قلت: فمثله يستشهد به، والله أعلم.

                تعليق


                • #9
                  رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

                  و قال الشوكاني في فتح القدير
                  في تفسير قوله تعالى"ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ"
                  أخرج ابن أبي شيبة ، وهناد ، وأحمد ، وابن جرير ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن محمود بن لبيد قال : لما نزلت : { ألهاكم التكاثر } فقرأ حتى بلغ : { ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم } قالوا : يا رسول الله أيّ نعيم نسأل عنه؟ وإنما هما الأسودان : الماء ، والتمر ، وسيوفنا على رقابنا ، والعدوّ حاضر ، فعن أيّ نعيم نسأل؟ قال : « أما إن ذلك سيكون » وأخرجه عبد بن حميد ، والترمذي ، وابن مردويه من حديث أبي هريرة . وأخرجه أحمد ، والترمذي وحسنه ، وابن ماجه ، وابن المنذر ، وابن مردويه من حديث الزبير بن العوّام . وأخرج أحمد في الزهد ، وعبد بن حميد ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن حبان ، وابن مردويه ، والحاكم ، والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أوّل ما يسأل العبد عنه يوم القيامة من النعيم أن يقال له : ألم نصحّ لك جسدك ، ونروك من الماء البارد؟ » وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن جابر بن عبد الله قال : جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر ، فأطعمناهم رطباً ، وسقيناهم ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هذا من النعيم الذي تسألون عنه » وأخرج عبد بن حميد ، وابن مردويه ، والبيهقي من حديث جابر بن عبد الله نحوه . وأخرج مسلم ، وأهل السنن ، وغيرهم عن أبي هريرة قال : خرج النبيّ ، فإذا هو بأبي بكر وعمر ، فقال : « ما أخرجكما من بيوتكما الساعة؟ » قالا : الجوع يا رسول الله ، قال : « والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما فقوما » فقاما معه ، فأتى رجلاً من الأنصار ، فإذا هو ليس في بيته ، فلما رأته المرأة قالت : مرحباً ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم « أين فلان؟ » قالت : انطلق يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاريّ فنظر إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ، فقال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني ، فانطلق ، فجاء بعذق فيه بسر ، وتمر . فقال : كلوا من هذا ، وأخذ المدية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إياك والحلوب » فذبح لهم فأكلوا من الشاة ، ومن ذلك العذق ، وشربوا ، فلما شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ، وعمر : « والذي نفسي بيده لنسألن عن هذا النعيم يوم القيامة ».

                  تعليق


                  • #10
                    رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

                    المشاركة الأصلية بواسطة أم البراء مشاهدة المشاركة
                    جزاك الله خيرا أختي ولكن هذا الحديث أخافني




                    الله المستعان نحن نأكل أطيب الطعام ونلبس ألوان الثياب فكيف نستطيع تطبيق الحديث

                    لعلك أختي إن وجدت شرحا لهذا الحديث أو كيفية تطبيقة وضعته لنا لنستفيد بارك الله فيك ووفقك لخير ...
                    و جزاكِ الله خير الجزاء .... و انا ايضا أختي انتابني نفس الشعور.. الله المستعان ..... نسأل الله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة. إن شاء الله سأبحث عن شرح الحديث .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

                      أحاديث ذات صلة:
                      وَفِي "صَحِيحِ مُسْلِمٍ " «عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ خَطَبَ، فَذَكَرَ مَا أَصَابَ النَّاسَ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدُ دَقَلًا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ» . وَخَرَّجَ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: «لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يَخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثٌ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي طَعَامٌ إِلَّا مَا وَارَاهُ إِبِطُ بِلَالٍ» . وَخَرَّجَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، قَالَ: «أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَكَثْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ لَا نَقْدِرُ - أَوْ لَا يَقْدِرُ - عَلَى طَعَامٍ»



                      وقال البخاري في صحيحه:حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» - قَالَ عِمْرَانُ: لاَ أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً - قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ»

                      (يظهر فيهم السمن) المعنى أنهم يحبون التوسع في المآكل والمشارب التي هي أسبابالسمن


                      و قال البخاري في صحيحه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ يَأْتِي عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، إِنَّمَا هُوَ التَّمْرُ وَالمَاءُ، إِلَّا أَنْ نُؤْتَى بِاللُّحَيْمِ»


                      (باللحيم) تصغير لحم وأشارت بذلك إلى قلته


                      وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " «عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ خَطَبَ، فَذَكَرَ مَا أَصَابَ النَّاسَ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدُ دَقَلًا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ» .

                      وَخَرَّجَ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: «لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يَخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثٌ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي طَعَامٌ إِلَّا مَا وَارَاهُ إِبِطُ بِلَالٍ» . (صحيح) مختصر الشمائل



                      وَعَن النّعمانِ بن بشيرٍ قَالَ: أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ؟ لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بَطْنَهُ. رَوَاهُ مُسلم


                      و عن ابي هريرة قال:


                      مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طعامٍ واحدٍ ثَلَاثًا حَتَّى قُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا الأسودين: التمر والماء


                      صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (123): م



                      تعليق


                      • #12
                        رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

                        الحمدلله و جدت بحث خفف الأمر قليلا وهو من موقع لا أعلم حاله فلذا لم أضع المصدر:

                        جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية
                        الأحكام المتعلقة بالشبع :
                        الأكل من الطعام الحلال فوق الشبع :
                        3 - من آداب الأكل الاعتدال في الطعام وعدم ملء البطن ، وأكثر ما يسوغ في ذلك أن يجعل المسلم بطنه أثلاثا : ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للنفس لحديث : « ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلثا لنفسه » . ولاعتدال الجسد وخفته ، لأنه يترتب على الشبع ثقل البدن ، وهو يورث الكسل عن العبادة والعمل ، ويعرف الثلث بالاقتصار على ثلث ما كان يشبع به ، وقيل يعرف بالاقتصار على نصف المد ، واستظهر النفراوي الأول لاختلاف الناس .
                        وهذا كله في حق من لا يضعفه قلة الشبع ، وإلا فالأفضل في حقه استعمال ما يحصل له به النشاط للعبادة ، واعتدال البدن .
                        وفي الفتاوى الهندية : الأكل على مراتب : فرض : وهو ما يندفع به الهلاك فإن ترك الأكل والشرب حتى هلك فقد عصى .
                        ومأجور عليه ، وهو ما زاد عليه ليتمكن من الصلاة قائما ، ويسهل عليه الصوم .

                        ومباح ، وهو ما زاد على ذلك إلى الشبع لتزداد قوة البدن ولا أجر فيه ولا وزر ويحاسب عليه حسابا يسيرا إن كان من حل .
                        وحرام ، وهو الأكل فوق الشبع إلا إذا قصد به التقوي على صوم الغد ، أو لئلا يستحي الضيف فلا بأس بأكله فوق الشبع .
                        وقال ابن الحاج : الأكل في نفسه على مراتب ، واجب ، ومندوب ، ومباح ، ومكروه ، ومحرم ، فالواجب : ما يقيم به صلبه لأداء فرض ربه ، لأن ما لا يتوصل إلى الواجب إلا به فهو واجب .
                        والمندوب : ما يعينه على تحصيل النوافل وعلى تعلم العلم وغير ذلك من الطاعات .
                        والمباح : الشبع الشرعي .
                        والمكروه : ما زاد على الشبع قليلا ولم يتضرر به .
                        والمحرم : البطنة . وهو الأكل الكثير المضر للبدن .
                        وقال النووي : يكره أن يأكل من الطعام الحلال فوق شبعه .
                        وقال الحنابلة : يجوز أكله كثيرا بحيث لا يؤذيه . وفي الفتية : يكره مع خوف تخمة .
                        ونقل عن ابن تيمية كراهة الأكل المؤدي إلى التخمة كما نقل عنه تحريمه .

                        وسئل ابن حجر الهيثمي: هل الشبع بدعة مذمومة مطلقا أم لا وما معنى خبر { ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه } وخبر { المؤمن يأكل في معى واحد } ؟
                        ( فأجاب ) بقوله الشبع بدعة ظهرت بعد القرن الأول وصح أنه صلى الله عليه وسلم قال { ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس } قال القرطبي لو سمع بقراط بهذه القسمة لعجب من هذه الحكمة وقال غيره إنما خص الثلاثة بالذكر لأنها أسباب حياة الحيوان ولأنه لا يدخل البطن سواها وهل المراد بالثلث في كل الحقيقة أو التقسيم إلى ثلاثة أقسام متقاربة ظاهر الخبر الأول لكن الثاني أظهر وقد صح { المؤمن يأكل في معى واحد أي بكسر الميم والقصر وهو المصران والكافر يأكل في سبعة أمعاء } والمراد بالسبعة المبالغة في الكثرة أي من شأن المؤمن التقلل من الأكل لاشتغاله بالعبادة ولعلمه بأن القصد من الأكل الإعانة عليها لا غير ومن شأن الكافر التكثر منه لغفلته عن ذلك وإنما عبرنا بما من شأنه لأن بعض المؤمنين قد يكثر وبعض الكفار قد يقلل فالحاصل أن من شأن المؤمن الزهادة في الدنيا والاقتناع بالبلغة بخلاف الكافر وقيل المراد أن المؤمن يتحصن من الشيطان بالبسملة فلا يشركه الشيطان فيكفيه القليل بخلاف الكافر .
                        وقيل المراد به كامل الإيمان لأن كماله يستلزم إشغال الفكر فيما بين يديه من الموت وما بعده فيمنعه ذلك من استرسال نفسه في شهواتها

                        ومن ثم جاء أنه صلى الله عليه وسلم قال { من كثر تفكره قل مطعمه ومن قل تفكره كثر مطعمه وقسا قلبه } وقالوا لا تدخل الحكمة معدة ملئت طعاما ومن قل طعامه قل مشربه وخف منامه ومن خف منامه ظهرت بركة عمره ومن امتلأ بطنه كثر شربه فيثقل نومه فتمحق بركة عمره ومن اكتفى بدون الشبع حسن اغتذاء بدنه وصلح حال نفسه وقلبه ومن امتلأ من الطعام ساء غذاء بدنه وأشرت نفسه وقسا قلبه وأخرج الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال { إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع في الآخرة } وفي رواية { إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة } وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها { لم يمتلئ جوف النبي صلى الله عليه وسلم شبعا قط } أي شبعا مذموما وهو ما يثقل المعدة ويثبط صاحبه عن حق القيام بالعبادة ويفضي إلى البطر والأشر والنوم والكسل .
                        وقد يحرم الشبع إن أضر أو كان من مال الغير ولم يأذن فيه أو يظن رضاه به وأما الشبع النسبي المعتاد في الجملة فقد وقع منه صلى الله عليه وسلم لما في مسلم من خروجه صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من الجوع وذهابهم إلى بيت الأنصاري وذبحه الشاة وتقديمها مع الرطب وفيه فلما أن رووا وشبعوا قال النووي فيه جواز الشبع وما جاء في كراهته محمول على المداومة عليه ا هـ والأولى عندي أنه محمول على أول مراتب الشبع ومن شأن هذا أنه لا يثقل ولا يكسل وكراهته محمولة على ما يثقل من غير ضرر وإلا حرم كما مر وأخرج

                        ابن سعد عن عائشة رضي الله تعالى عنها { أنه صلى الله عليه وسلم خرج من الدنيا ولم يمتلئ بطنه في يوم من طعامين كان إذا شبع من التمر لم يشبع من الشعير وإذا شبع من الشعير لم يشبع من التمر } وليس في هذا ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان دائما لا يجمع بين نوعين لما صح أنه صلى الله عليه وسلم أكل الرطب بالقثاء كما بينته مع ما يناسبه في شرح الشمائل وروى مسلم { أنه صلى الله عليه وسلم كان يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه } ( تنبيه ) عند أهل التشريح أن أمعاء الإنسان سبعة المعدة ثم ثلاثة أمعاء بعدها متصلة بها البواب ثم الصائم ثم الرقيق والثلاثة رقاق ثم الأعور والقولون والمستقيم وطرفه الدبر وكلها غلاظ وقد نظمها الحافظ زين الدين العراقي في قوله سبعة أمعاء لكل آدمي معدة بوابها مع صائم ثم الرقيق أعور قولون مع المستقيم مسلك المطاعم .

                        الفتاوى الفقهية الكبرى (8/-401-403)

                        وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله
                        عن صحة حديث : نحن قوم لا نأكل حتى نجوع
                        س 6 : بالنسبة لهذا الحديث لا ندري ما صحته ، وهو : " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع " .
                        ج 6 : هذا يروى عن بعض الوفود وفي سنده ضعف ، يروى أنهم قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم : " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع " يعنون أنهم مقتصدون .
                        هذا المعنى صحيح لكن السند فيه ضعيف . [يراجع في زاد المعاد والبداية لابن كثير] . وهذا ينفع الإنسان إذا كان يأكل على جوع أو حاجة ، وإذا أكل لا يسرف في الأكل ، ويشبع الشبع الزائد ، أما الشبع الذي لا يضر فلا بأس به . فالناس كانوا يأكلون ويشبعون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي غيره ، ولكن يخشى من الشبع الظاهر الزائد ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان يدعى إلى ولائم ، ويضيف الناس ويأمرهم بالأكل فيأكلون ويشبعون ، ثم يأكل بعد ذلك عليه الصلاة والسلام ومن بقي من الصحابة . وفي عهده يروى أن جابر بن عبد الله الأنصاري دعا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب يوم غزوة الخندق إلى طعام على ذبيحة صغيرة - سخلة - وعلى شيء من شعير فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع الخبز واللحم وجعل يدعو عشرة عشرة فيأكلون ويشبعون ثم يخرجون ويأتي عشرة آخرون وهكذا فبارك الله في الشعير وفي السخلة وأكل منها جمع غفير وبقي منها بقية عظيمة حتى صرفوها للجيران .

                        والنبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم أيضا سقى أهل الصفة لبنا قال أبو هريرة فسقيتهم حتى رووا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم " اشرب يا أبا هريرة " قال شربت ثم قال " اشرب " فشربت ثم قال " اشرب " فشربت ثم قلت والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكا ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي وشرب عليه الصلاة والسلام وهذا يدل على جواز الشبع وجواز الري ، لكن من غير مضرة .

                        مجموع فتاوى و مقالات ابن باز


                        ................................
                        وكتب عضو آخر أخذت هذه النقطة فقط:

                        1- ذهب الشيخ ابن عثيمين كما في شرح رياض الصالحين أنه لا بأس بالشبع أحيانا ويستدل بفعل أبو هريرة إني لا أجد له مسلكا ..
                        التعديل الأخير تم بواسطة أم البراء; الساعة 24-Sep-2011, 09:56 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

                          بارك الله فيكم على هذا البحث المفيد أريد التأكد من مقولة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه إن كانت صحيحة : أن تأتي الطعام و أنت تشتهيه و تقوم عنه و أنت تشتهيه . أو كما قال رضي الله عنه.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: &quot;إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة &quot;

                            إن شاء الله سأبحث عن صحة الأثر ، وفيكـِ بارك الله

                            تعليق

                            يعمل...
                            X