إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

درر منتقاة من أعلام النبلاء للدهبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    و قال عند ترجمة شعبة الأزدي:


    قال البغوي : حدثني جدي أحمد بن منيع : سمعت أبا قطن يقول : ما رأيت شعبة ركع قط إلا ظننت أنه نسي ، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي .


    وحدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه ، سمعت أبا الوليد ، سمعت شعبة يقول : إذا كان عندي دقيق وقصب ما أبالي ما فاتني من الدنيا .

    حدثني عباس بن محمد ، حدثني قراد أبو نوح قال : رأى علي شعبة قميصا ، فقال : بكم اشتريت هذا ؟ فقلت : بثمانية دراهم . فقال لي : ويحك أما تتقي الله ؟ ! ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم ، وتصدقت بأربعة كان خيرا لك ؟ قلت : يا أبا بسطام ، إنا مع قوم نتجمل لهم . قال : أيش نتجمل لهم ! ؟

    حدثنا عبد الله بن عمر القواريري : سمعت يحيى بن سعيد يقول : قال لي شعبة : كل من كتبت عنه حديثا ، فأنا له عبد .

    حدثنا علي بن سهل ، حدثنا عفان : سمعت شعبة يقول : لولا حوائج لنا إليكم ، ما جلست لكم . قال عفان : كان حوائجه : يسأل لجيرانه الفقراء .

    و قال عند ترجمة شقيق بن سلمة:

    وبه إلى أبي نعيم ، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا أبو يحيى الرازي ، حدثنا هناد ، حدثنا عبدة ، عن الزبرقان ، قال : كنت عند أبي وائل ، فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه ، فقال : لا تسبه ; وما يدريك لعله قال : اللهم اغفر لي ، فغفر له .

    عن عاصم قال : كان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجا ، ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه ، ما فعله .

    قال عاصم بن بهدلة : كان أبو وائل يقول لجاريته ، إذا جاء يحيى -يعني ابنه- بشيء , فلا تقبليه ، وإذا جاء أصحابي بشيء ، فخذيه . وكان ابنه قاضيا على الكناسة . قال : وكان لأبي وائل -رحمه الله- خص من قصب ، يكون فيه هو وفرسه ، فإذا غزا ، نقضه وتصدق به ، فإذا رجع ، أنشأ بناءه .

    قلت : قد كان هذا السيد رأسا في العلم والعمل .



    و قال عند ترجمة شهاب بن خراش:

    بهلول بن إسحاق : حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا شهاب بن خراش قال : أدركت من أدركت من ص‍درة هذه الأمة ، وهم يقولون : اذكروا مجلس أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تأتلف عليه القلوب ، ولا تذكروا الذي شجر بينهم ، فتحرشوا عليهم الناس .

    محمد بن سعيد الخريمي ، عن هشام بن عمار : سمعت شهاب بن خراش يقول : إن القدرية أرادوا أن يصفوا الله بعدله ، فأخرجوه من فضله .


    قال هشام : لقيت شهابا وأنا شاب في سنة أربع وسبعين ومائة فقال لي : إن لم تكن قدريا ولا مرجئا ، حدثتك ، وإلا لم أحدثك ، فقلت : ما في من هذين شيء .


    -------------------------- يتبع إن شاء الله تعالى
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو ندى فريد العاصمي; الساعة 30-Dec-2007, 02:46 PM.

    تعليق


    • #32
      و قال عند ترجمة شهر بن حوشب:



      ومن مليح قول شهر : من ركب مشهورا من الدواب ، ولبس مشهورا من الثياب ، أعرض الله عنه ، وإن كان كريما .

      قلت : من فعله ليعز الدين ، ويرغم المنافقين ، ويتواضع مع ذلك للمؤمنين ، ويحمد رب العالمين ، فحسن . ومن فعله بذخا وتيها وفخرا أذله الله وأعرض عنه ; فإن عوتب ووعظ فكابر وادعى أنه ليس بمختال ولا تياه فأعرض عنه فإنه أحمق ، مغرور بنفسه .


      و قال عند ترجمة شيخ الإسلام الهروي:

      قال المؤتمن : كان يدخل على الأمراء والجبابرة ، فما يبالي ، ويرى الغريب من المحدثين ، فيبالغ في إكرامه ، قال لي مرة : هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن - يعني طلب الحديث - وسمعته يقول : تركت الحيري لله . قال : وإنما تركه ، لأنه سمع منه شيئا يخالف السنة .

      قلت : كان يدري الكلام على رأي الأشعري ، وكان شيخ الإسلام أثريا قحا ، ينال من المتكلمة ، فلهذا أعرض عن الحيري ، والحيري : فثقة عالم ، أكثر عنه البيهقي والناس .

      ولقد بالغ أبو إسماعيل في " ذم الكلام " على الاتباع فأجاد ، ولكنه له نفس عجيب لا يشبه نفس أئمة السلف في كتابه " منازل السائرين " ففيه أشياء مطربة ، وفيه أشياء مشكلة ، ومن تأمله لاح له ما أشرت إليه ، والسنة المحمدية صلفة ، ولا ينهض الذوق والوجد إلا على تأسيس الكتاب والسنة . وقد كان هذا الرجل سيفا مسلولا على المتكلمين ، له صولة وهيبة واستيلاء على النفوس ببلده ، يعظمونه ، ويتغالون فيه ، ويبذلون أرواحهم فيما يأمر به . كان عندهم أطوع وأرفع من السلطان بكثير ، وكان طودا راسيا في السنة لا يتزلزل ولا يلين ، لولا ما كدر كتابه " الفاروق في الصفات " بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها ، والله يغفر له بحسن قصده ، وصنف " الأربعين " في التوحيد ، و " أربعين " في السنة ، وقد امتحن مرات ، وأوذي ، ونفي من بلده .

      قلت : قد انتفع به خلق ، وجهل آخرون ، فإن طائفة من صوفة الفلسفة والاتحاد يخضعون لكلامه في " منازل السائرين " ، وينتحلونه ، ويزعمون أنه موافقهم . كلا ، بل هو رجل أثري ، لهج بإثبات نصوص الصفات ، منافر للكلام وأهله جدا وفي " منازله " إشارات إلى المحو والفناء ، وإنما مراده بذلك الفناء هو الغيبة عن شهود السوى ، ولم يرد محو السوى في الخارج ، ويا ليته لا صنف ذلك ، فما أحلى تصوف الصحابة والتابعين ! ما خاضوا في هذه الخطرات والوساوس ، بل عبدوا الله ، وذلوا له وتوكلوا عليه ، وهم من خشيته مشفقون ، ولأعدائه مجاهدون ، وفي الطاعة مسارعون ، وعن اللغو معرضون ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

      قال ابن طاهر : حكى لي أصحابنا أن السلطان ألب أرسلان قدم هراة ومعه وزيره نظام الملك ، فاجتمع إليه أئمة الحنفية وأئمة الشافعية للشكوى من الأنصاري ، ومطالبته بالمناظرة ، فاستدعاه الوزير ، فلما حضر ، قال : إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك ، فإن يكن الحق معك رجعوا إلى مذهبك ، وإن يكن الحق معهم رجعت أو تسكت عنهم . فوثب الأنصاري ، وقال : أناظر على ما في كمي . قال : وما في كمك ؟ قال : كتاب الله . - وأشار إلى كمه اليمين - وسنة رسول الله - وأشار إلى كمه اليسار - وكان فيه " الصحيحان " . فنظر الوزير إليهم مستفهما لهم ، فلم يكن فيهم من ناظره من هذا الطريق .

      وسمعت خادمه أحمد بن أميرجه يقول : حضرت مع الشيخ للسلام على الوزير نظام الملك ، وكان أصحابنا كلفوه الخروج إليه ، وذلك بعد المحنة ورجوعه إلى وطنه من بلخ - يعني أنه كان قد غرب - قال : فلما دخل عليه أكرمه وبجله ، وكان هناك أئمة من الفريقين ، فاتفقوا على أن يسألوه بين يدي الوزير ، فقال العلوي الدبوسي : يأذن الشيخ الإمام أن أسأل ؟ قال : سل . قال : لم تلعن أبا الحسن الأشعري ؟ فسكت الشيخ ، وأطرق الوزير ، فلما كان بعد ساعة ; قال الوزير : أجبه . فقال : لا أعرف أبا الحسن ، وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله في السماء ، وأن القرآن في المصحف ، ويقول : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - اليوم ليس بنبي . ثم قام وانصرف فلم يمكن أحدا أن يتكلم من هيبته ، فقال الوزير للسائل : هذا أردتم ! أن نسمع ما كان يذكره بهراة بأذاننا ، وما عسى أن أفعل به ؟ ثم بعث إليه بصلة وخلع ، فلم يقبلها ، وسافر من فوره إلى هراة .

      قال : وسمعت أصحابنا بهراة يقولون : لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته ، اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ، ودخلوا على أبي إسماعيل ، وسلموا عليه ، وقالوا : ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ، ونسلم عليه ، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك ، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا ، وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ ، وخرجوا ، وقام الشيخ إلى خلوته ، ودخلوا على السلطان ، واستغاثوا من الأنصاري ، وأنه مجسم ، وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله - تعالى - على صورته ، وإن بعث السلطان الآن يجده . فعظم ذلك على السلطان ، وبعث غلاما وجماعة ، فدخلوا ، وقصدوا المحراب ، فأخذوا الصنم ، فألقى الغلام الصنم ، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري ، فأتى فرأى الصنم والعلماء ، وقد اشتد غضب السلطان ، فقال له السلطان : ما هذا ؟ قال : صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة . قال : لست عن ذاك أسألك . قال : فعم يسألني السلطان ؟ قال : إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا ، وأنك تقول : إن الله على صورته . فقال شيخ الإسلام بصولة وصوت جهوري : سبحانك ! هذا بهتان عظيم . فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه ، فأمر به ، فأخرج إلى داره مكرما ، وقال لهم : اصدقوني . وهددهم ، فقالوا : نحن في يد هذا في بلية من استيلائه علينا بالعامة ، فأردنا أن نقطع شره عنا . فأمر بهم ، ووكل بهم ، وصادرهم ، وأخذ منهم وأهانهم .

      قال أبو الوقت السجزي : دخلت نيسابور ، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجويني ، فقال : من أنت ؟ قلت : خادم الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري ، فقال : - رضي الله عنه .

      قلت : اسمع إلى عقل هذا الإمام ، ودع سب الطغام إن هم إلا كالأنعام .


      وقال عبد الغافر بن إسماعيل : كان أبو إسماعيل الأنصاري على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب ، إماما كاملا في التفسير ، حسن السيرة في التصوف ، غير مشتغل بكسب ، مكتفيا بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ ، فيحصل على ألوف من الدنانير وأعداد من الثياب والحلي ، فيأخذها ، ويفرقها على اللحام والخباز ، وينفق منها ، ولا يأخذ من السلطان ولا من أركان الدولة شيئا ، وقلما يراعيهم ولا يدخل عليهم ، ولا يبالي بهم ، فبقي عزيزا مقبولا قبولا أتم من الملك ، مطاع الأمر نحوا من ستين سنة من غير مزاحمة ، وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة ، وركب الدواب الثمينة ، ويقول : إنما أفعل هذا إعزازا للدين ، ورغما لأعدائه ، حتى ينظروا إلى عزي وتجملي ، فيرغبوا في الإسلام . ثم إذا انصرف إلى بيته ; عاد إلى المرقعة والقعود مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم ، ولا يتميز بحال ، وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالفجر ، وتسمية الأولاد غالبا بعبد المضاف إلى أسماء الله - تعالى - .

      قال أبو سعد السمعاني : كان أبو إسماعيل مظهرا للسنة ، داعيا إليها ، محرضا عليها ، وكان مكتفيا بما يباسط به المريدين ، ما كان يأخذ من الظلمة شيئا ، وما كان يتعدى إطلاق ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة ، معتقدا ما صح ، غير مصرح بما يقتضيه تشبيه ، وقال مرة : من لم ير مجلسي وتذكيري ، وطعن في ، فهو مني في حل .

      قلت : غالب ما رواه في كتاب " الفاروق " صحاح وحسان ، وفيه باب إثبات استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة بائنا من خلقه من الكتاب والسنة ، فساق دلائل ذلك من الأيات والأحاديث إلى أن قال : وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش ، وعلمه وقدرته واستماعه ونظره ورحمته في كل مكان .


      --------------------------- يتبع إن شاء الله تعالى

      تعليق


      • #33
        رد: درر منتقاة من "سير أعلام النبلاء" للدهبي
        و قال عند ترجمة كيسان:

        روى معمر ، عن صالح . قال : اجتمعت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم ، فاجتمعنا على أن نكتب السنن ، فكتبنا كل شيء سمعنا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال : نكتب ما جاء عن أصحابه ، فقلت : ليس بسنة ، فقال : بل هو سنة ، فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت .

        و قال عند ترجمة صفوان بن سليم:

        إسحاق بن محمد ، عن مالك بن أنس قال : كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح ، وفي الصيف في بطن البيت ، يتيقظ بالحر والبرد ، حتى يصبح ، ثم يقول : هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم ، وإنه لترم رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل ، ويظهر فيه عروق خضر .

        وروى محمد بن يزيد الآدمي ، عن أنس بن عياض قال : رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له : غدا القيامة ، ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة .

        يعقوب بن محمد الزهري ، عن أبي زهرة مولى بني أمية ، سمعت صفوان بن سليم يقول : في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدنيا ، وإن كان ذا غصص وكرب ، ثم ذرفت عيناه .

        قدامة بن محمد الخشرمي ، عن محمد بن صالح التمار قال : كان صفوان بن سليم يأتي البقيع في الأيام فيمر بي ، فاتبعته ذات يوم ، وقلت : لأنظرن ما يصنع ، فقنع رأسه ، وجلس إلى قبر منها ، فلم يزل يبكي حتى رحمته ، وظننت أنه قبر بعض أهله ، ومر بي مرة أخرى ، فاتبعته ، فقعد إلى جنب قبر غيره ، ففعل مثل ذلك . فذكرت ذلك لمحمد بن المنكدر ، وقلت : إنما ظننت أنه قبر بعض أهله ، فقال محمد : كلهم أهله وإخوته ، إنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات كلما عرضت له قسوة . قال : ثم جعل محمد يمر بي ، فيأتي البقيع ، فسلمت عليه ذات يوم ، فقال : أما نفعك موعظة صفوان ؟ فظننت أنه انتفع بما ألقيت إليه منها .


        و قال عند ترجمة صفوان بن عمرو:

        أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا محمد بن عمر ، وأبو غالب محمد بن علي ، ومحمد بن أحمد الطرائفي قالوا : أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد ، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن ، حدثنا جعفر بن محمد ، حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ، حدثنا بقية ، حدثني صفوان بن عمرو ، حدثني سليم بن عامر ، حدثني جبير بن نفير ، أنه سمع أبا الدرداء ، وهو في آخر صلاته ، وقد فرغ من التشهد ، يتعوذ بالله من النفاق . فأكثر التعوذ منه . فقال جبير : وما لك يا أبا الدرداء أنت والنفاق ؟ ! فقال : دعنا عنك ، دعنا عنك . فوالله إن الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فيخلع منه . إسناده صحيح .

        ومن النفاق الأصغر الرجل يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا ، ولا يظن أنها تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفا .

        وأما النفاق الأكبر ، وإن كان الرجل يعلم من نفسه أنه مسلم ، فعليه أن يتعوذ بالله من النفاق والشرك ، فإنه لا يدري بما يختم له ، فربما أصبح مؤمنا وأمسى كافرا ، نعوذ بوجه الله الكريم من ذلك .
        -------------------------------------------------------------- يتبع إن شاء الله تعالى

        تعليق


        • #34
          و قال عند ترجمة طاوس:

          عبد الرزاق ، عن دواد بن إبراهيم أن الأسد حبس ليلة الناس في طريق الحج ، فدق الناس بعضهم بعضا ، فلما كان السحر ، ذهب عنهم ، فنزلوا وناموا ، وقام طاوس يصلي ، فقال له رجل : ألا تنام ، فقال : وهل ينام أحد السحر .

          وبه إلى أبي نعيم ، حدثنا الطبراني ، حدثنا إسحاق ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس أو غيره أن رجلا كان يسير مع طاوس ، فسمع غرابا ينعب فقال : خير ، فقال طاوس : أي خير عند هذا أو شر؟ لا تصحبني ، أو قال : لا تمش معي .

          روى أبو أمية عن داود بن شابور قال : قال رجل لطاوس : ادع الله لنا ، قال : ما أجد لقلبي خشية ، فأدعو لك .

          عنبسة بن عبد الواحد ، عن حنظلة بن أبي سفيان قال : ما رأيت عالما قط يقول : لا أدري أكثر من طاوس .

          ابن جريج : حدثنا إبراهيم بن ميسرة أن محمد بن يوسف الثقفي استعمل طاوسا على بعض الصدقة ، فسألت طاوسا كيف صنعت ؟ قال : كنا نقول للرجل : تزكي رحمك الله مما أعطاك الله ؟ فإن أعطانا أخذنا ، وإن تولى ، لم نقل تعال .

          ليث بن أبي سليم قال : كان طاوس يعد الحديث حرفا حرفا وقال : تعلم لنفسك ، فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانة .

          وكيع ، عن أبي عبد الله الشامي ، وقيل : وكيع ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله الشامي ، قال : استأذنت على طاوس لأسأله عن مسألة ، فخرج علي شيخ كبير فظننته هو فقال : لا ، أنا ابنه ، قلت : إن كنت ابنه ، فقد خرف أبوك ، قال : تقول ذاك ! إن العالم لا يخرف ، قال : فدخلت ، فقال لي طاوس : سل وأوجز ، وإن شئت علمتك في مجلسك هذا القرآن والتوراة والإنجيل ، قلت : إن علمتنيهم لا أسألك عن شيء ، قال : خف الله مخافة لا يكون شيء عندك أخوف منه ، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه ، وأحب للناس ما تحب لنفسك .

          عن طاوس قال : ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه ، حتى أنينه في مرضه .

          هشام بن حجير ، عن طاوس قال : لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج .

          إبراهيم بن ميسرة قال : قال لي طاوس : تزوج أو لأقولن لك ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد : ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور .

          ابن طاوس ، عن أبيه قال : البخل : أن يبخل الرجل بما في يديه ، والشح : أن يحب أن يكون له ما في أيدي الناس .د


          ******************************

          و قال عند ترجمة طلحة بن عبيد الله ( ع ) :


          أبو إسماعيل الترمذي : حدثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى ، حدثني أبي ، عن جدي ، عن موسى ، عن أبيه ، أنه أتاه مال من حضرموت سبع مائة ألف ، فبات ليلته يتململ . فقالت له زوجته : ما لك ؟ قال : تفكرت منذ الليلة ، فقلت : ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته ؟ قالت : فأين أنت عن بعض أخلائك فإذا أصبحت ، فادع بجفان وقصاع فقسمه . فقال لها : رحمك الله ، إنك موفقة بنت موفق ، وهي أم كلثوم بنت الصديق ، فلما أصبح دعا بجفان ، فقسمها بين المهاجرين والأنصار ، فبعث إلى علي منها بجفنة ، فقالت له زوجته : أبا محمد ، أما كان لنا في هذا المال من نصيب ؟ قال : فأين كنت منذ اليوم ؟ فشأنك بما بقي . قالت : فكانت صرة فيها نحو ألف درهم .

          أخبرنا المسلم بن علان ، وجماعة ، كتابة ، قالوا : أنبأنا عمر بن محمد ، أنبأنا هبة الله بن الحصين ، أنبأنا ابن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا إبراهيم الحربي ، حدثنا عبد الله بن عمر ، حدثنا محمد بن يعلى ، حدثنا الحسن بن دينار ، عن علي بن زيد قال : جاء أعرابي إلى طلحة يسأله ، فتقرب إليه برحم فقال : إن هذه لرحم ما سألني بها أحد قبلك ، إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان ثلاث مائة ألف ، فاقبضها ، وإن شئت بعتها من عثمان ، ودفعت إليك الثمن ، فقال : الثمن . فأعطاه .

          محمد بن سعد : حدثنا محمد بن عمر ، حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه قال : كان طلحة يغل بالعراق أربع مائة ألف ، ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر ، [ وبالأعراض له غلات ] وكان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه ، وقضى دينه ، ولقد كان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف ، ولقد قضى عن فلان التيمي ثلاثين ألفا .

          قال الواقدي : حدثنا إسحاق بن يحيى ، عن موسى بن طلحة أن معاوية سأله : كم ترك أبو محمد من العين ، قال : ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ، ومن الذهب مائتي ألف دينار ، فقال معاوية : عاش حميدا سخيا شريفا ، وقتل فقيدا رحمه الله .
          وأنشد الرياشي لرجل من قريش :



          أيا سائلي عن خيار العباد
          صادفت ذا العلم والخبره

          خيار العباد جميعا قريش

          وخير قريش ذوو الهجره


          وخير ذوي الهجرة السابقون

          ثمانية وحدهم نصره


          علي وعثمان ثم الزبير

          وطلحة واثنان من زهره


          وبران قد جاورا أحمدا

          وجاور قبرهما قبره


          فمن كان بعدهم فاخرا

          فلا يذكرن بعدهم فخره



          يحيى بن معين : حدثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن مصعب ، أخبرني موسى بن عقبة ، سمعت علقمة بن وقاص الليثي قال : لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان ، عرجوا عن منصرفهم بذات عرق ، فاستصغروا عروة بن الزبير ، وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما ، قال : ورأيت طلحة ، وأحب المجالس إليه أخلاها ، وهو ضارب بلحيته على زوره ، فقلت : يا أبا محمد ، إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها ، إن كنت تكره هذا الأمر ، فدعه ، فقال : يا علقمة ، لا تلمني ، كنا أمس يدا واحدة على من سوانا ، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد ، يزحف أحدنا إلى صاحبه ، ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان ، مما لا أرى كفارته إلا سفك دمي ، وطلب دمه .


          قلت : الذي كان منه في حق عثمان تمغفل وتأليب ، فعله باجتهاد ، ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان ، فندم على ترك نصرته رضي الله عنهما ، وكان طلحة أول من بايع عليا ، أرهقه قتلة عثمان ، وأحضروه حتى بايع .



          يحيى القطان : عن عوف ، حدثني أبو رجاء قال : رأيت طلحة على دابته وهو يقول : أيها الناس أنصتوا ، فجعلوا يركبونه ولا ينصتون ، فقال : أف ! فراش النار ، وذباب طمع .


          أخبرنا ابن أبي عصرون ، عن أبي روح ، أنبأنا تميم ، حدثنا أبو سعد ، أنبأنا ابن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى ، حدثنا عمرو الناقد ، حدثنا الخضر بن محمد الحراني ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم التيمي . عن مالك بن أبي عامر ، قال : جاء رجل إلى طلحة فقال : أرأيتك هذا اليماني هو أعلم بحديث رسول الله منكم - يعني أبا هريرة - نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم ، قال : أما أن قد سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع ، فلا أشك ، وسأخبرك : إنا كنا أهل بيوت ، وكنا إنما نأتي رسول الله غدوة وعشية ، وكان مسكينا لا مال له ، إنما هو على باب رسول الله ، فلا أشك أنه قد سمع ما لم نسمع ، وهل تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل ؟ .

          ---------------- يتبع إن شاء الله تعالى
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو ندى فريد العاصمي; الساعة 05-Feb-2008, 02:50 PM.

          تعليق


          • #35
            و قال عند ترجمة طلحة بن مصرف:


            وقال الحسن بن عمرو : قال لي طلحة بن مصرف : لولا أني على وضوء لأخبرتك بما تقول الرافضة .


            قال فضيل بن غزوان : قيل لطلحة بن مصرف : لو ابتعت طعاما ربحت فيه ، قال : إني أكره أن يعلم الله من قلبي غلا على المسلمين .


            وقال فضيل بن عياض : بلغني عن طلحة أنه ضحك يوما فوثب على نفسه . قال : ولم تضحك ، إنما يضحك من قطع الأهوال ، وجاز الصراط ، ثم قال : آليت أن لا أفتر ضاحكا حتى أعلم بم تقع الواقعة ، فما رئي ضاحكا حتى صار إلى الله .


            قال ليث بن أبي سليم : حدثت طلحة بن مصرف في مرضه أن طاوسا كره الأنين ، فما سمع طلحة يئن حتى مات .


            و قال عند ترجمة طلق بن حبيب العنزي:

            عاصم الأحول ، عن بكر المزني ، قال : لما كانت فتنة ابن الأشعث قال طلق بن حبيب : اتقوها بالتقوى . فقيل له : صف لنا التقوى . فقال : العمل بطاعة الله ، على نور من الله ، رجاء ثواب الله ، وترك معاصي الله ، على نور من الله ، مخافة عذاب الله .

            قلت : أبدع وأوجز ، فلا تقوى إلا بعمل ، ولا عمل إلا بترو من العلم والاتباع . ولا ينفع ذلك إلا بالإخلاص لله ، لا ليقال : فلان تارك للمعاصي بنور الفقه ، إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها ، ويكون الترك خوفا من الله ، لا ليمدح بتركها ، فمن داوم على هذه الوصية فقد فاز .

            وروى سعد بن إبراهيم الزهري ، عن طلق بن حبيب ، قال : إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد ، وإن نعم الله أكثر من أن تحصى ، ولكن أصبحوا تائبين ، وأمسوا تائبين .

            قال ابن عيينة : سمعت عبد الكريم يقول : كان طلق لا يركع إذا افتتح سورة " البقرة " ، حتى يبلغ " العنكبوت " وكان يقول : أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي .


            غندر ، حدثنا عوف ، عن طلق بن حبيب ، أنه كان يقول في دعائه : اللهم إني أسألك علم الخائفين منك ، وخوف العالمين بك ، ويقين المتوكلين عليك ، وتوكل الموقنين بك ، وإنابة المخبتين إليك ، وإخبات المنيبين إليك ، وشكر الصابرين لك ، وصبر الشاكرين لك ، ولحاقا بالأحياء المرزوقين عندك .




            و قال عند ترجمة عبادة بن الصامت:

            يحيى القطان : حدثنا ثور بن يزيد ، حدثنا مالك بن شرحبيل ، قال : قال عبادة بن الصامت : ألا تروني لا أقوم إلا رفدا ولا آكل إلا ما لوق - يعني : لين وسخن - وقد مات صاحبي منذ زمان - يعني ذكره - وما يسرني أني خلوت بامرأة لا تحل لي ، وإن لي ما تطلع عليه الشمس ، مخافة أن يأتي الشيطان ، فيحركه ، على أنه لا سمع له ولا بصر .
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو ندى فريد العاصمي; الساعة 17-Feb-2008, 11:16 AM.

            تعليق


            • #36


              و قال عند ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى:

              وروى عطاء بن السائب عن ابن أبي ليلى ، قال : أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار ، إذا سئل أحدهم عن شيء ، ود أن أخاه كفاه .

              أخبرنا إسحاق الصفار ، حدثنا ابن خليل ، حدثنا اللبان ، حدثنا أبو علي ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا أبو بكر بن مالك ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا عبد الله بن عمر ، حدثنا معاوية بن هشام ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، قال : كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي ، فإذا دخل الداخل ، نام على فراشه .


              و قال عند ترجمة عبد الرحمن بن الأسود:

              وعن الحكم أن عبد الرحمن بن الأسود لما احتضر بكى فقيل له ؟ فقال : أسفا على الصلاة والصوم ، ولم يزل يتلو حتى مات .


              و قال عند ترجمة عبد الرحمن بن مهدي:

              قال إبراهيم بن زياد سبلان قلت لعبد الرحمن بن مهدي : ما تقول فيمن يقول : القرآن مخلوق ؟ فقال : لو كان لي سلطان ، لقمت على الجسر ، فلا يمر بي أحد إلا سألته ، فإذا قال : مخلوق ، ضربت عنقه ، وألقيته في الماء .

              وروي عن ابن مهدي قال : لولا أني أكره أن يعصى الله ، لتمنيت أن لا يبقى أحد في المصر إلا اغتابني ! أي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها ؟ ! .

              وعنه قال : كنت أجلس يوم الجمعة ، فإذا كثر الناس ، فرحت ، وإذا قلوا ، حزنت ، فسألت بشر بن منصور ، فقال : هذا مجلس سوء ، فلا تعد إليه ، فما عدت إليه .

              وقال رسته : سمعت ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان : بلغني أنك تتكلم في الرب ، وتصفه وتشبهه . قال : نعم ، نظرنا ، فلم نر من خلق الله شيئا أحسن من الإنسان ، فأخذ يتكلم في الصفة ، والقامة . فقال له : رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق ، فإن عجزنا عنه ، فنحن عن الخالق أعجز ، أخبرني عما حدثني شعبة ، عن الشيباني ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله : لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال : رأى جبريل له ستمائة جناح فبقي الغلام ينظر . فقال : أنا أهون عليك صف لي خلقا له ثلاثة أجنحة ، وركب الجناح الثالث منه موضعا حتى أعلم . قال : يا أبا سعيد ، عجزنا عن صفة المخلوق ، فأشهدك أني قد عجزت ، ورجعت .

              قال أحمد العجلي : شرب عبد الرحمن بن مهدي البلاذر وكذا الطيالسي ، فبرص عبد الرحمن ، وجذم الآخر . قال : وقيل لعبد الرحمن : أيما أحب إليك ، يغفر لك ذنبا ، أو تحفظ حديثا ؟ قال : أحفظ حديثا .

              قال نعيم بن حماد : قلت لعبد الرحمن بن مهدي : كيف تعرف الكذاب ؟ قال : كما يعرف الطبيب المجنون .

              محمد بن عيسى الطرسوسي : سمعت عبد الرحمن رسته يقول : كانت لعبد الرحمن بن مهدي جارية ، فطلبها منه رجل ، فكان منه شبه العدة ، فلما عاد إليه ، قيل لعبد الرحمن : هذا صاحب الخصومات . فقال له عبد الرحمن : بلغني أنك تخاصم في الدين . فقال : يا أبا سعيد ، إنا نضع عليهم لنحاجهم بها فقال : أتدفع الباطل بالباطل ، إنما تدفع كلاما بكلام ، قم عني ، والله لا بعتك جاريتي أبدا .

              قال ابن المديني : قال عبد الرحمن : اترك من كان رأسا في بدعة يدعو إليها .

              ويروى عن ابن مهدي قال : من طلب العربية ، فآخره مؤدب ، ومن طلب الشعر ، فآخره شاعر ، يهجو أو يمدح بالباطل ، ومن طلب الكلام ، فآخر أمره الزندقة ، ومن طلب الحديث ، فإن قام به ، كان إماما ، وإن فرط ، ثم أناب يوما ، يرجع إليه ، وقد عتقت وجادت .

              ونقل غير واحد عن عبد الرحمن بن مهدي قال : إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى ، وأن يكون استوى على العرش ، أرى أن يستتابوا ، فإن تابوا ، وإلا ضربت أعناقهم .

              قال أحمد بن سنان : كان لا يتحدث في مجلس عبد الرحمن ، ولا يبرى قلم ، ولا يتبسم أحد ، ولا يقوم أحد قائما ، كأن على رءوسهم الطير ، أو كأنهم في صلاة ، فإذا رأى أحدا منهم تبسم أو تحدث ، لبس نعله ، وخرج .

              وقال رسته : سمعت عبد الرحمن يقول : كان يقال : إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم ، فهو يوم غنيمته ، وإذا لقي من هو مثله ، دارسه ، وتعلم منه ، وإذا لقي من هو دونه ، تواضع له ، وعلمه ، ولا يكون إماما في العلم من حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما من حدث عن كل أحد ، ولا من يحدث بالشاذ ، والحفظ للإتقان .

              قال أبو بكر بن أبي الأسود : سمعت ابن مهدي يقول بحضرة يحيى القطان ، وذكر الجهمية ، فقال : ما كنت لأناكحهم ، ولا أصلي خلفهم .

              قال عبد الرحمن رسته : سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله ، أيترك الجماعة أياما ؟ قال : لا ، ولا صلاة واحدة . وحضرته صبيحة بني على ابنته ، فخرج ، فأذن ، ثم مشى إلى بابهما ، فقال للجارية : قولي لهما : يخرجان إلى الصلاة ، فخرج النساء والجواري ، فقلن : سبحان الله ! أي شيء هذا ؟ فقال : لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة ، فخرجا بعدما صلى ، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب .

              قلت : هكذا كان السلف في الحرص على الخير .

              وقال عبد الرحمن بن محمد بن سلم : سمعت عبد الرحمن بن عمر ، سمعت ابن مهدي يقول : فتنة الحديث أشد من فتنة المال والولد .

              قال أبو قدامة : سمعت ابن مهدي يقول : لأن أعرف علة حديث أحب إلي من أن أستفيد عشرة أحاديث .

              قال عبد الله أخو رسته : سمعت ابن مهدي يقول : محرم على الرجل أن يفتي إلا في شيء سمعه من ثقة " .

              وعن عبد الرحمن أنه كان يكره الجلوس إلى ذي هوى أو ذي رأي .

              وقال رسته : قام ابن مهدي من المجلس ، وتبعه الناس ، فقال : يا قوم ، لا تطؤن عقبي ، ولا تمشن خلفي ، حدثنا أبو الأشهب ، عن الحسن ، قال عمران : خفق النعال خلف الأحمق قل ما يبقي من دينه .

              قال رسته : سألت ابن مهدي عن الرجل يتمنى الموت مخافة الفتنة على دينه ، قال : ما أرها بذلك بأسا ، لكن لا يتمناه من ضر به ، أو فاقة ، تمنى الموت أبو بكر وعمر ومن دونهما .

              وبلغنا عن ابن مهدي قال : ما هو - يعني الغرام بطلب الحديث - إلا مثل لعب الحمام ونطاح الكباش .


              قلت : صدق والله إلا لمن أراد به الله ، وقليل ما هم .

              تعليق


              • #37
                و قال عند ترجمة عبد الرزاق بن همام:

                عباس : حدثنا يحيى ، قال بشر بن السري : قال عبد الرزاق : قدمت مكة مرة ، فأتاني أصحاب الحديث يومين ، ثم انقطعوا عني يومين ، أو ثلاثة ، فقلت : يا رب ما شأني ؟ أكذاب أنا ؟ أي شيء أنا ؟ .
                قال : فجاءوني بعد ذلك .

                المفضل الجندي : حدثنا سلمة بن شبيب ، سمعت عبد الرزاق يقول : أخزى الله سلعة لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف ، حتى إذا بلغ أحدهم مائة سنة ، كتب عنه ، فإما أن يقال : كذاب ، فيبطلون علمه ، وإما أن يقال : مبتدع ، فيبطلون عمله ، فما أقل من ينجو من ذلك .

                محمود بن غيلان ، عن عبد الرزاق : قال لي وكيع : أنت رجل عندك حديث ، وحفظك ليس بذاك ، فإذا سئلت عن حديث ، فلا تقل : ليس هو عندي ، ولكن قل : لا أحفظه .

                العقيلي في كتاب " الضعفاء " له ، في ترجمة عبد الرزاق : حدثنا محمد بن أحمد بن حماد ، سمعت محمد بن عثمان الثقفي ، قال : لما قدم العباس بن عبد العظيم من عند عبد الرزاق من صنعاء ، قال لنا - ونحن جماعة - : ألست قد تجشمت الخروج إلى عبد الرزاق ، فدخلت إليه ، وأقمت عنده حتى سمعت منه ما أردت ؟ والله الذي لا إله إلا هو ، إن عبد الرزاق كذاب ، والواقدي أصدق منه .

                قلت : بل والله ما بر عباس في يمينه ، ولبئس ما قال ، يعمد إلى شيخ الإسلام ، ومحدث الوقت ، ومن احتج به كل أرباب الصحاح - وإن كان له أوهام مغمورة ، وغيره أبرع في الحديث منه - فيرميه بالكذب ، ويقدم عليه الواقدي الذي أجمعت الحفاظ على تركه ، فهو في مقالته هذه خارق للإجماع بيقين .

                قال العقيلي سمعت علي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول : كان زيد بن المبارك ، قد لزم عبد الرزاق ، فأكثر عنه ، ثم خرق كتبه ، ولزم محمد بن ثور ، فقيل له في ذلك ، فقال : كنا عند عبد الرزاق ، فحدثنا بحديث معمر ، عن الزهري ، عن مالك بن أوس بن الحدثان . . . الحديث الطويل ، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس : فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ، وجاء هذا يطلب ميراث امرأته ، قال عبد الرزاق : انظروا إلى الأنوك ، يقول : تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ، ويطلب هذا ميراث زوجته من أبيها ، لا يقول : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال زيد بن المبارك : فلم أعد إليه ، ولا أروي عنه .


                قلت : هذه عظيمة ، وما فهم قول أمير المؤمنين عمر ، فإنك يا هذا لو سكت ، لكان أولى بك ، فإن عمر إنما كان في مقام تبيين العمومة والبنوة ، وإلا فعمر - رضي الله عنه - أعلم بحق المصطفى وبتوقيره وتعظيمه من كل متحذلق متنطع ، بل الصواب أن نقول عنك : انظروا إلى هذا الأنوك الفاعل - عفا الله عنه - كيف يقول عن عمر هذا ، ولا يقول : قال أمير المؤمنين - الفاروق - ؟ ! وبكل حال فنستغفر الله لنا ولعبد الرزاق ، فإنه مأمون على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صادق .

                أحمد بن زهير : أنبئونا عن بركات الخشوعي ، أنبأنا أبو طالب اليوسفي ، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، حدثنا القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، سمعت سلمة بن شبيب ، سمعت عبد الرزاق ، يقول : ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر ، فرحمهما الله ، ورحم عثمان وعليا ، من لم يحبهم فما هو بمؤمن ، أوثق عملي حبي إياهم .

                وسمعت أبا أحمد الحافظ ، سمعت أبا حامد بن الشرقي ، وسئل عن حديث أبي الأزهر ، عن عبد الرزاق ، في فضل علي ، فقال : هذا باطل ، والسبب فيه أن معمرا كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر مهيبا ، لا يقدر أحد على مراجعته ، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر .

                قلت : هذه حكاية منقطعة ، وما كان معمر شيخا مغفلا يروج هذا عليه ، كان حافظا بصيرا بحديث الزهري.


                ************************************
                ------------------------------------------------------------------------------------------------------------

                و قال عند ترجمة عبد العزيز بن رواز:

                قال مؤمل بن إسماعيل : مات عبد العزيز فجيء بجنازته ، فوضعت عند باب الصفا ، وجاء سفيان الثوري ، فقال الناس : جاء سفيان ، جاء سفيان . فجاء حتى خرق الصفوف ، وجاوز الجنازة ، ولم يصل عليها ; لأنه كان يرى الإرجاء . فقيل لسفيان ، فقال : والله إني لأرى الصلاة على من هو دونه عندي ، ولكن أردت أن أري الناس أنه مات على بدعة .

                عاصم : جاء عكرمة بن عمار إلى ابن أبي رواد ، فدق عليه بابه ، وقال : أين الضال ؟

                **********************************
                -------------------------------------------------------------------------------------

                و قال عند ترجمة عبد الله بن أحمد بن حنبل:

                وقال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي : لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه من عبد الله بن أحمد ، لأنه سمع منه " المسند " ، وهو ثلاثون ألفا ، و " التفسير " ، وهو مائة ألف وعشرون ألفا ، سمع منه ثمانين ألفا ، والباقي وجادة وسمع " الناسخ والمنسوخ " و " التاريخ " ، و " حديث شعبة " ، و " المقدم والمؤخر في كتاب الله " ، و " جوابات القرآن " ، و " المناسك الكبير " و " الصغير " ، وغير ذلك من التصانيف ، وحديث الشيوخ . قال : وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث ، والأسماء والكنى ، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها ، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك ، حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه إياه بالمعرفة ، وزيادة السماع للحديث على أبيه .

                قلت : ما زلنا نسمع بهذا " التفسير الكبير " لأحمد على ألسنة الطلبة ، وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه ، وهو كبير قد سمع من جده وعباس الدوري ، ومن عبد الله بن أحمد ، لكن ما رأينا أحدا أخبرنا عن وجود هذا " التفسير " ، ولا بعضه ولا كراسة منه ، ولو كان له وجود ، أو لشيء منه لنسخوه ، ولاعتنى بذلك طلبة العلم ، ولحصلوا ذلك ، ولنقل إلينا ، ولاشتهر ، ولتنافس أعيان البغداديين في تحصيله ، ولنقل منه ابن جرير فمن بعده في تفاسيرهم ، ولا -والله- يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مائة ألف وعشرون ألف حديث ، فإن هذا يكون في قدر " مسنده " ، بل أكثر بالضعف ، ثم الإمام أحمد لو جمع شيئا في ذلك ، لكان يكون منقحا مهذبا عن المشاهير ، فيصغر لذلك حجمه ، ولكان يكون نحوا من عشرة آلاف حديث بالجهد ، بل أقل . ثم الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف ، وهذا كتاب " المسند " له لم يصنفه هو ، ولا رتبه ، ولا اعتنى بتهذيبه ، بل كان يرويه لولده نسخا وأجزاء ، ويأمره : أن ضع هذا في مسند فلان ، وهذا في مسند فلان ، وهذا " التفسير " لا وجود له ، وأنا أعتقد أنه لم يكن ، فبغداد لم تزل دار الخلفاء ، وقبة الإسلام ، ودار الحديث ، ومحلة السنن ولم يزل أحمد فيها معظما في سائر الأعصار ، وله تلامذة كبار ، وأصحاب أصحاب ، وهلم جرا إلى بالأمس ، حين استباحها جيش المغول وجرت بها من الدماء سيول ، وقد اشتهر ببغداد " تفسير " ابن جرير ، وتزاحم على تحصيله العلماء ، وسارت به الركبان ، ولم نعرف مثله في معناه ، ولا ألف قبله أكبر منه ، وهو في عشرين مجلدة ، وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث ، بل لعله خمسة عشر ألف إسناد ، فخذه ، فعده إن شئت . قال أبو أحمد بن عدي : نبل عبد الله بن أحمد بأبيه ، وله في نفسه محل في العلم ، أحيا علم أبيه من " مسنده " الذي قرأه عليه أبوه خصوصا قبل أن يقرأه على غيره ، ومما سأل أباه عن رواة الحديث ، فأخبره به ما لم يسأله غيره ، ولم يكتب عن أحد ، إلا من أمره أبوه أن يكتب عنه . .

                ************************************
                -----------------------------------------------------------------------------------------

                و قال عند ترجمة عبد الله بن الزبير:

                وروى حبيب بن الشهيد ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام ، ويصبح في اليوم السابع وهو أليثنا .

                قلت : لعله ما بلغه النهي عن الوصال . ونبيك - صلى الله عليه وسلم - بالمؤمنين رءوف رحيم ، وكل من واصل ، وبالغ في تجويع نفسه ، انحرف مزاجه ، وضاق خلقه ، فاتباع السنة أولى ، ولقد كان ابن الزبير مع ملكه صنفا في العبادة .

                أخبرنا إسحاق بن طارق ، أخبرنا ابن خليل ، أخبرنا أحمد بن محمد ، أخبرنا الحداد ، أخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا أبو حامد بن جبلة ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ، حدثنا أبو عاصم ، عن عمر بن قيس ، قال : كان لابن الزبير مائة غلام ، يكلم كل غلام منهم بلغة أخرى ، فكنت إذا نظرت إليه في أمر آخرته ، قلت : هذا رجل لم يرد الدنيا طرفة عين . وإذا نظرت إليه في أمر دنياه ، قلت : هذا رجل لم يرد الله طرفة عين .

                ****************************************
                ----------------------------------------------------------------------------------------------

                و قال عند ترجمة عبد الله بن المبارك:

                نعيم بن حماد قال : كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته ، فقيل له : ألا تستوحش ؟ فقال : كيف أستوحش وأنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ؟ !

                وقال إسماعيل الخطبي : بلغني عن ابن المبارك أنه حضر عند حماد بن زيد ، فقال أصحاب الحديث لحماد : سل أبا عبد الرحمن أن يحدثنا . فقال : يا أبا عبد الرحمن ، تحدثهم ، فإنهم قد سألوني ؟ قال : سبحان الله ، يا أبا إسماعيل ، أحدث وأنت حاضر ؟ ! فقال : أقسمت عليك لتفعلن . فقال : خذوا . حدثنا أبو إسماعيل حماد بن زيد ، فما حدث بحرف إلا عن حماد .

                قال أبو العباس بن مسروق : حدثنا ابن حميد ، قال : عطس رجل عند ابن المبارك ، فقال له ابن المبارك : أيش يقول الرجل إذا عطس ؟ قال : الحمد لله ، فقال له : يرحمك الله .

                --------------------------------- يتبع إن شاء الله

                تعليق


                • #38
                  و قال عند ترجمة عبد الله بن المقفع:


                  أحد البلغاء والفصحاء ، ورأس الكتاب وأولي الإنشاء من نظراء عبد الحميد الكاتب . وكان من مجوس فارس فأسلم على يد الأمير عيسى عم السفاح وكتب له واختص به . قال الهيثم بن عدي : قال له : أريد أن أسلم على يدك بمحضر الأعيان . ثم قعد يأكل ويزمزم بالمجوسية . فقال : ما هذا ؟ قال : أكره أن أبيت على غير دين . وكان ابن المقفع يتهم بالزندقة . وهو الذي عرب كليلة ودمنة .
                  وروي عن المهدي قال : ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع .

                  ***************************
                  و قال عند ترجمة عبد الله بن شبرمة:

                  وروى ابن السماك ، عن ابن شبرمة قال : من بالغ في الخصومة أثم ، ومن قصر فيها خصم . ولا يطيق الحق من بالى على من دار الأمر .
                  وروى ابن المبارك ، عن ابن شبرمة قال : عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار.

                  **********************************

                  و قال عند ترجمة عبد الله بن عباس:


                  إبراهيم بن الحكم بن أبان ؛ عن أبيه ، عن عكرمة ، قال : كان ابن عباس إذا مر في الطريق ، قلن النساء على الحيطان : أمر المسك ، أم مر ابن عباس ؟



                  ********************************

                  و قال عند ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص:


                  أبو النضر هاشم بن القاسم ، وسعدويه ، قالا : حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن مجاهد ، قال : دخلت على عبد الله بن عمرو ، فتناولت صحيفة تحت رأسه ، فتمنع علي . فقلت : تمنعني شيئا من كتبك ؟ فقال : إن هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بيني وبينه أحد ، فإذا سلم لي كتاب الله وهذه الصحيفة والوهط ، لم أبال ما ضيعت الدنيا .

                  الوهط : بستان عظيم بالطائف ، غرم مرة على عروشه ألف ألف درهم

                  قتيبة : حدثنا الليث ، وآخر ، عن عياش بن عباس ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، سمعت عبد الله بن عمرو يقول : لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرة أغنياء ، فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة ، إلا من قال هكذا وهكذا ، يقول : يتصدق يمينا وشمالا .

                  الأسود بن عامر : حدثنا شعبة ; عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، قال : كنت أصنع الكحل لعبد الله بن عمرو ، وكان يطفئ السراج بالليل ، ثم يبكي حتى رسعت عيناه .

                  وفي " مسند أحمد " : حدثنا يزيد ، أنبأنا العوام ، حدثني أسود بن مسعود ، عن حنظلة بن خويلد العنبري ، قال : بينما أنا عند معاوية ، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار - رضي الله عنه - فقال كل واحد منهما : أنا قتلته . فقال عبد الله بن عمرو : ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : تقتله الفئة الباغية . فقال معاوية : يا عمرو ! ألا تغني عنا مجنونك ، فما بالك معنا ؟ قال : إن أبي شكاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أطع أباك ما دام حيا . فأنا معكم ، ولست أقاتل .

                  وروى نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قال عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت أني مت قبلها بعشرين سنة - أو قال بعشر سنين - أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا رميت بسهم . وذكر أنه كانت الراية بيده .

                  مسلم الزنجي : عن ابن خثيم ، عن عبيد بن سعيد : أنه دخل مع عبد الله بن عمرو المسجد الحرام ، والكعبة محترقة حين أدبر جيش حصين بن نمير ، والكعبة تتناثر حجارتها . فوقف وبكى حتى إني لأنظر إلى دموعه تسيل على وجنتيه . فقال : أيها الناس ! والله لو أن أبا هريرة أخبركم أنكم قاتلو ابن نبيكم ، ومحرقو بيت ربكم ، لقلتم : ما أحد أكذب من أبي هريرة . فقد فعلتم ، فانتظروا نقمة الله فليلبسنكم شيعا ، ويذيق بعضكم بأس بعض .


                  ---------------------------- يتبع إن شاء الله تعالى

                  تعليق


                  • #39
                    بارك الله فيك اخي الكريم على هذه الفوائد الغوالي .
                    اخي ممكن خدمة بسيطة الله يحفظك .
                    ممكن ترجمة لأحد الاعلام و الرجال تساعدني فيها .
                    انتظر الرد منك .
                    و الله المستعان .

                    تعليق


                    • #40
                      و فيك بارك الله أخي

                      أنا في الخدمة قدر المستطاع، إن أمكنني المساعدة فلا أجد إلا أن أقول هات ما عندك و أسأله تعالى أن يكون ما ترمو إليه في متناولي و جعل عملنا في رضاه و خالصا لوجهه الكريم ...

                      تعليق


                      • #41

                        و قال عند ترجمة عبد الله بن وهب :


                        ذكر ابن عبد البر في كتاب " العلم " له : قال ابن وهب : كان أول أمري في العبادة قبل طلب العلم ، فولع بي الشيطان في ذكر عيسى ابن مريم - عليه السلام - كيف خلقه الله - تعالى - ؟ ونحو هذا ، فشكوت ذلك إلى شيخ ، فقال لي : ابن وهب ، قلت : نعم قال : اطلب العلم . فكان سبب طلبي العلم .

                        قلت : مع أنه طلب العلم في الحداثة ، نعم ، وحدث عنه خلق كثير ، وانتشر علمه ، وبعد صيته .

                        قال أحمد بن صالح الحافظ : حدث ابن وهب بمائة ألف حديث ، ما رأيت أحدا أكثر حديثا منه ، وقع عندنا سبعون ألف حديث عنه .

                        قلت : كيف لا يكون من بحور العلم ، وقد ضم إلى علمه علم مالك ، والليث ، ويحيى بن أيوب ، وعمرو بن الحارث ،وغيرهم !

                        قال خالد بن خداش : قرئ على عبد الله بن وهب كتاب أهوال يوم القيامة - تأليفه - فخر مغشيا عليه ، قال : فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام - رحمه الله تعالى - .

                        وعن سحنون الفقيه قال : كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا ، ثلثا في الرباط ، وثلثا يعلم الناس بمصر ، وثلثا في الحج ، وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة .

                        قال أحمد بن سعيد الهمداني : دخل ابن وهب الحمام ، فسمع قارئا يقرأ وإذ يتحاجون في النار فغشي عليه .

                        قال حجاج بن رشدين : سمعت عبد الله بن وهب يتذمر ويصيح ، فأشرفت عليه من غرفتي ، فقلت : ما شأنك يا أبا محمد ؟ قال : يا أبا الحسن ، بينما أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء ، أحشر في زمرة القضاة . قال : فتغيب في يومه ، فطلبوه .

                        قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا حرملة : سمعت ابن وهب يقول : نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما ، فأجهدني ، فكنت أغتاب وأصوم ، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم ، فمن حب الدراهم تركت الغيبة .

                        قلت : هكذا والله كان العلماء وهذا هو ثمرة العلم النافع ، وعبد الله حجة مطلقا ، وحديثه كثير في الصحاح ، وفي دواوين الإسلام ، وحسبك بالنسائي وتعنته في النقد حيث يقول : وابن وهب ثقة ، ما أعلمه روى عن الثقات حديثا منكرا .

                        قلت : أكثر في تواليفه من المقاطيع والمعضلات ، وأكثر عن ابن سمعان وبابته ، وقد تمعقل بعض الأئمة على ابن وهب في أخذه للحديث ، وأنه كان يترخص في الأخذ ، وسواء ترخص ورأى ذلك سائغا ، أو تشدد ، فمن يروي مائة ألف حديث ، وينذر المنكر في سعة ما روى ، فإليه المنتهى في الإتقان .

                        قال أبو الطاهر بن عمرو : جاءنا نعي ابن وهب ، ونحن في مجلس سفيان بن عيينة ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أصيب به المسلمون عامة ، وأصبت به خاصة .

                        قلت : قد كان ابن وهب له دنيا وثروة ، فكان يصل سفيان ، ويبره ، فلهذا يقول : أصبت به خاصة .

                        و قال عند ترجمة عبد الملك بن مروان:

                        وعن يحيى بن يحيى الغساني ، قال : كان عبد الملك كثيرا ما يجلس إلى أم الدرداء في مؤخر مسجد دمشق ، فقالت : بلغني أنك شربت الطلاء بعد النسك والعبادة ! فقال : إي والله ، والدماء .

                        قال الشعبي : خطب عبد الملك ، فقال : اللهم إن ذنوبي عظام ، وهي صغار في جنب عفوك يا كريم ، فاغفرها لي .

                        قلت : كان من رجال الدهر ودهاة الرجال ، وكان الحجاج من ذنوبه .

                        تعليق


                        • #42
                          و قال عند ترجمة عبيد الله بن أبي جعفر:

                          وروى إبراهيم بن نشيط الوعلاني عن عبيد الله بن أبي جعفر قال : كان يقال : ما استعان عبد على دينه ، بمثل الخشية من الله .


                          وقال عبد الرحمن بن شريح ، عن عبيد الله بن أبي جعفر قال : غزونا القسطنطينية فكسر بنا مركبنا ، فألقانا الموج على خشبة في البحر ، وكنا خمسة أو ستة . فأنبت الله لنا بعددنا ، ورقة لكل رجل منا ، فكنا نمصها فتشبعنا وتروينا ، فإذا أمسينا ، أنبت الله لنا مكانها .


                          قال رشدين بن سعد : حدثنا الحجاج بن شداد ، سمع عبيد الله بن أبي جعفر ، وكان أحد الحكماء ، قال : إذا كان المرء يحدث في مجلس ، فأعجبه الحديث ، فليمسك . وإذا كان ساكتا ، فأعجبه السكوت ، فليتحدث .

                          ***********************************
                          -------------------------------

                          و قال عند ترجمة عبيد الله بن عمر:

                          وروى جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي ، سمعت يحيى بن معين يقول : عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة : الذهب المشبك بالدر .

                          وروي عن سفيان بن عيينة قال : قدم علينا عبيد الله بن عمر الكوفة ، فاجتمعوا عليه ، فقال : شنتم العلم ، وأذهبتم نوره لو أدركنا عمر وإياكم أوجعنا ضربا .

                          قال أبو بكر بن منجويه : كان عبيد الله من سادات أهل المدينة ، وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة ، وشرفا وحفظا ، وإنفاقا .

                          قلت : كان أخوه عبد الله بن عمر يهابه ، ويجله ، ويمتنع من الرواية مع وجود عبيد الله . فما حدث حتى توفي عبيد الله .

                          ***********************************
                          ----------------------------------------------

                          و قال عند ترجمة عثمان بن أبي شيبة :

                          قلت : لا ريب أنه كان حافظا متقنا ، وقد تفرد في سعة علمه به بخبرين منكرين عن جرير الضبي ذكرتهما في كتاب " ميزان الاعتدال " . غضب أحمد بن حنبل منه لكونه حدث بهما . وهو مع ثقته صاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم ، سامحه الله .

                          ***********************************
                          -----------------------------------------------

                          و قال عند ترجمة عدي بن حاتم:

                          قال ابن عيينة : حدثت عن الشعبي ، عن عدي ، قال : ما دخل وقت صلاة حتى أشتاق إليها .

                          وعنه : ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء .د

                          *********************************
                          -------------------------------------

                          و قال عند ترجمة عروة بن الزبير:

                          وقال ابن نمير ، عن هشام ، عن أبيه ، قال : كان يقال : أزهد الناس في عالم أهله . معمر ، عن هشام ، عن أبيه ، أنه أحرق كتبا له فيها فقه ، ثم قال : لوددت لو أني كنت فديتها بأهلي ومالي .

                          ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرا ، ويقوم به الليل ، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ; وكان وقع فيها الآكلة فنشرت ، وكان إذا كان أيام الرطب يثلم حائطه ، ثم يأذن للناس فيه ، فيدخلون يأكلون ويحملون .

                          أنس بن عياض ، عن هشام بن عروة ، قال : لما اتخذ عروة قصره بالعقيق قال له الناس : جفوت مسجد رسول الله ! قال : رأيت مساجدهم لاهية ، وأسواقهم لاغية ، والفاحشة في فجاجهم عالية ; فكان فيما هنالك - عما هم فيه - عافية .

                          عمرو بن عبد الغفار ، حدثنا هشام ، أن أباه وقعت في رجله الآكلة ، فقيل : ألا ندعو لك طبيبا ؟ قال : إن شئتم . فقالوا : نسقيك شرابا يزول فيه عقلك ؟ فقال : امض لشأنك ، ما كنت أظن أن خلقا يشرب ما يزيل عقله حتى لا يعرف به . فوضع المنشار على ركبته اليسرى ، فما سمعنا له حسا ، فلما قطعها جعل يقول : لئن أخذت لقد أبقيت ، ولئن ابتليت لقد عافيت . وما ترك جزءه بالقرآن تلك الليلة .

                          وأصيب عروة بابنه محمد في ذلك السفر ، ركضته بغلة في إصطبل ، فلم يسمع منه في ذلك كلمة . فلما كان بوادي القرى قال : لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا اللهم كان لي بنون سبعة ، فأخذت واحدا وأبقيت لي ستة ، وكان لي أطراف أربعة ، فأخذت طرفا وأبقيت ثلاثة ; ولئن ابتليت لقد عافيت ، ولئن أخذت لقد أبقيت .

                          وعن عبد الله بن عروة ، قال : نظر أبي إلى رجله في الطست ، فقال : إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط ، وأنا أعلم .

                          سليمان بن معبد : حدثنا الأصمعي ، عن ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : اجتمع في الحجر مصعب ، وعبد الله ، وعروة بنو الزبير ، وابن عمر ، فقالوا : تمنوا ، فقال عبد الله : أما أنا ، فأتمنى الخلافة . وقال عروة : أتمنى أن يؤخذ عني العلم . وقال مصعب : أما أنا ، فأتمنى إمرة العراق ، والجمع بين عائشة بنت طلحة ، وسكينة بنت الحسين . وأما ابن عمر فقال : أتمنى المغفرة . فنالوا ما تمنوا ، ولعل ابن عمر قد غفر له .

                          قال معاوية بن إسحاق ، عن عروة ، قال : ما بر والده من شد الطرف إليه .

                          قال الزبير بن بكار : حدثني غير واحد أن عيسى بن طلحة جاء إلى عروة حين قدم ، فقال عروة لبعض بنيه : اكشف لعمك رجلي ، ففعل فقال عيسى : إنا والله - يا أبا عبد الله - ما أعددناك للصراع ، ولا للسباق ، ولقد أبقى الله منك لنا ما كنا نحتاج إليه ، رأيك وعلمك . فقال : ما عزاني أحد مثلك .

                          قال ابن خلكان كان أحسن من عزاه إبراهيم بن محمد بن طلحة ، فقال : والله ما بك حاجة إلى المشي ، ولا أرب في السعي ، وقد تقدمك عضو من أعضائك ، وابن من أبنائك إلى الجنة ، والكل تبع للبعض إن شاء الله . وقد أبقى الله لنا منك ما كنا إليه فقراء ، من علمك ورأيك ، والله ولي ثوابك والضمين بحسابك .



                          التعديل الأخير تم بواسطة أبو ندى فريد العاصمي; الساعة 05-Mar-2008, 02:15 PM.

                          تعليق


                          • #43
                            و قال عند ترجمةعطاء الخراساني :


                            عثمان بن عطاء عن أبيه : أوثق عملي في نفسي نشر العلم .

                            بن سمرة : سمعت عطاء الخراساني يقول : مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام .

                            قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر : كنا نغازي عطاء الخراساني ، وننزل متقاربين فكان يحيي الليل ، ثم يخرج رأسه من خيمته فيقول : يا عبد الرحمن ، يا هشام بن الغاز ، يا فلان ، قيام الليل ، وصيام النهار أيسر من شرب الصديد ، ولبس الحديد ، وأكل الزقوم ، والنجاء النجاء!


                            *****************************

                            و قال عند ترجمة عطاء بن أبي رباح:

                            وقال محمد بن عبد الله الديباج ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء ، إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر ، وهم يخوضون ، فإن تكلم أو سئل عن شيء أحسن الجواب .

                            قال الأصمعي : دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك ، وهو جالس على السرير ، وحوله الأشراف ، وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته ، فلما بصر به عبد الملك ، قام إليه فسلم عليه ، وأجلسه معه على السرير ، وقعد بين يديه ، وقال : يا أبا محمد : حاجتك ؟ قال : يا أمير المؤمنين ! اتق الله في حرم الله ، وحرم رسوله ، فتعاهده بالعمارة ، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار ، فإنك بهم جلست هذا المجلس ، واتق الله في أهل الثغور ، فإنهم حصن المسلمين ، وتفقد أمور المسلمين ، فإنك وحدك المسئول عنهم ، واتق الله فيمن على بابك ، فلا تغفل عنهم ، ولا تغلق دونهم بابك ، فقال له : أفعل ، ثم نهض وقام ، فقبض عليه عبد الملك وقال : يا أبا محمد ! إنما سألتنا حوائج غيرك ، وقد قضيناها ، فما حاجتك ؟ قال : ما لي إلى مخلوق حاجة ، ثم خرج ، فقال عبد الملك : هذا وأبيك الشرف ، هذا وأبيك السؤدد .
                            محمد بن حميد : حدثنا أبو تميلة ، حدثنا مصعب بن حيان أخو مقاتل قال : كنت عند عطاء بن أبي رباح فسئل عن شيء ، فقال : لا أدري نصف العلم ، ويقال : نصف الجهل .

                            قال عبد العزيز بن رفيع : سئل عطاء عن شيء ، فقال : لا أدري ، قيل : ألا تقول برأيك ؟ قال : إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي .

                            يعلى بن عبيد قال : دخلنا على ابن سوقة ، فقال : يا ابن أخي ! أحدثكم بحديث لعله ينفعكم ، فقد نفعني . قال لنا عطاء بن أبي رباح : إن من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله ، أو أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها ، أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره ، وليس فيها شيء من أمر آخرته .

                            وروى محمد بن عبد الرحيم ، عن علي ابن المديني قال : كان عطاء اختلط بأخرة ، تركه ابن جريج وقيس بن سعد . قلت : لم يعن علي بقوله تركه هذان الترك العرفي ، ولكنه كبر وضعفت حواسه ، وكانا قد تكفيا منه وتفقها وأكثرا عنه ، فبطلا ، فهذا مراده بقوله : تركاه .

                            وعن ابن جريج قال : لزمت عطاء ثماني عشرة سنة ، وكان بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة ، فيقرأ مائتي آية من البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك .

                            وعن عطاء قال : لو ائتمنت على بيت مال لكنت أمينا ، ولا آمن نفسي على أمة شوهاء . قلت : صدق -رحمه الله- ففي الحديث : ألا لا يخلون رجل بامرأة ، فإن ثالثهما الشيطان .

                            تعليق


                            • #44
                              و قال عند ترجمة عكرمة:


                              وروى يزيد النحوي ، عن عكرمة أن ابن عباس قال : انطلق فأفت الناس وأنا لك عون ، قلت : لو أن هذا الناس مثلهم مرتين ، لأفتيتهم .

                              قال : انطلق فأفتهم فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته ، ومن سألك عما لا يعنيه ، فلا تفته ، فإنك تطرح عنك ثلثي مؤنة الناس .

                              حجاح الصواف ، عن أرطاة بن أبي أرطاة ، أنه سمع عكرمة يحدث القوم وفيهم سعيد بن جبير وغيره ، فقال : إن للعلم ثمنا ، فأعطوه ثمنه ، قالوا : وما ثمنه يا أبا عبد الله ؟ قال : أن تضعه عند من يحسن حفظه ولا يضيعه .

                              وقال أحمد بن زهير : سمعت يحيى بن معين يقول : إنما لم يذكر مالك عكرمة -يعني في " الموطأ " - قال : لأن عكرمة كان ينتحل رأي الصفرية .

                              وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا .


                              //////////////////////////////////////


                              و قال عند ترجمة علي بن المديني:

                              وروى الحسين بن محمد بن عفير ، حدثنا أحمد بن سنان قال : كان ابن عيينة يقول لعلي ابن المديني - ويسميه حية الوادي - : إذا استثبت سفيان أو سئل عن شيء ، يقول : لو كان حية الوادي .

                              وقال العباس العنبري : كان سفيان يسمي علي ابن المديني حية الوادي . وعن ابن عيينة قال : إني لأرغب عن مجالستكم ، ولولا علي ابن المديني ما جلست .

                              قال يعقوب الفسوي : سمعت عبد الرحمن بن أبي عباد القلزمي - وكان من أصحاب علي - قال : جاءنا علي ابن المديني يوما ، فقال : رأيت في هذه الليلة كأني مددت يدي فتناولت أنجما . فمضينا معه إلى معبر ، فقال : ستنال علما ، فانظر كيف تكون . فقال له بعض أصحابنا : لو نظرت في الفقه - كأنه يريد الرأي - فقال : إن اشتغلت بذاك انسلخت مما أنا فيه .

                              قال أحمد بن أبي خيثمة : سمعت ابن معين يقول : كان علي ابن المديني إذا قدم علينا ، أظهر السنة ، وإذا ذهب إلى البصرة أظهر التشيع .

                              قلت : كان إظهاره لمناقب الإمام علي بالبصرة لمكان أنهم عثمانية ، فيهم انحراف على علي .

                              قال أبو أمية الطرسوسي : سمعت عليا يقول : ربما أذكر الحديث في الليل ، فآمر الجارية تسرج السراج فأنظر فيه .


                              ////////////////////////////////////////////


                              و قال عند ترجمة ي بن الجعد:

                              وقال أبو يحيى الناقد : سمعت أبا غسان الدوري يقول : كنت عند علي بن الجعد ، فذكروا حديث ابن عمر : كنا نفاضل على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فنقول : خير هذه الأمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر وعثمان ، فيبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلا ينكره . فقال علي : انظروا إلى هذا الصبي هو لم يحسن أن يطلق امرأته يقول : كنا نفاضل وكنت عنده فذكروا حديث : " إن ابني هذا سيد " قال : ما جعله الله سيدا .

                              قلت : أبو غسان لا أعرف حاله ، فإن كان قد صدق ، فلعل ابن الجعد قد تاب من هذه الورطة ، بل جعله سيدا على رغم أنف كل جاهل ، فإن من أصر على مثل هذا من الرد على سيد البشر ، يكفر بلا مثنوية ، وأي سؤدد أعظم من أنه بويع بالخلافة ، ثم نزل عن الأمر لقرابته ، وبايعه على أنه ولي عهد المؤمنين ، وأن الخلافة له من بعد معاوية حسما للفتنة ، وحقنا للدماء ، وإصلاحا بين جيوش الأمة ، ليتفرغوا لجهاد الأعداء ، ويخلصوا من قتال بعضهم بعضا ، فصح فيه تفرس جده - صلى الله عليه وسلم - ، وعد ذلك من المعجزات ، ومن باب إخباره بالكوائن بعده ، وظهر كمال سؤدد السيد الحسن بن علي ريحانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحبيبه ، ولله الحمد .

                              قال أبو جعفر العقيلي : قلت لعبد الله بن أحمد : لم لم تكتب عن علي بن الجعد ؟ قال : نهاني أبي أن أذهب إليه ، وكان يبلغه عنه أنه يتناول الصحابة .

                              قال زياد بن أيوب : سأل رجل أحمد بن حنبل عن علي بن الجعد ، فقال الهيثم : ومثله يسأل عنه ؟ ! فقال أحمد : أمسك أبا عبد الله ، فذكره رجل بشر ، فقال أحمد : ويقع في أصحاب رسول الله ؟ فقال زياد بن أيوب : كنت عند علي بن الجعد ، فسألوه عن القرآن ، فقال : القرآن كلام الله ، ومن قال : مخلوق ، لم أعنفه ، فقال أحمد : بلغني عنه أشد من هذا .

                              وقال أبو زرعة : كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن علي بن الجعد ، ولا سعيد بن سليمان ، ورأيته في كتابه مضروبا عليهما .

                              وقال فيه مسلم : هو ثقة لكنه جهمي .
                              قلت : ولهذا منع أحمد بن حنبل ولديه من السماع منه .



                              قال عبد الرزاق بن سليمان بن علي بن الجعد : سمعت أبي يقول : أحضر المأمون أصحاب الجوهر ، فناظرهم على متاع كان معهم ، ثم نهض لبعض حاجته ، ثم خرج ، فقام له كل من في المجلس إلا علي بن الجعد ، فنظر إليه كالمغضب ، ثم استخلاه ، فقال : يا شيخ ، ما منعك أن تقوم ؟ قال : أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي - صلى الله عليه وسلم .

                              قال : وما هو ؟ قال : سمعت مبارك بن فضالة ، سمعت الحسن يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أحب أن يتمثل له الرجال قياما ، فليتبوأ مقعده من النار " فأطرق المأمون ، ثم رفع رأسه ، فقال : لا يشترى إلا من هذا ، فاشتروا منه يومئذ بثلاثين ألف دينار .

                              تعليق


                              • #45
                                و قال عند ترجمة علي بن الحسين:


                                ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن علي بن مجاهد ، عن هشام بن عروة ، قال : كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها ، وكان يجالس أسلم مولى عمر ، فقيل له : تدع قريشا ، وتجالس عبد بني عدي ! فقال : إنما يجلس الرجل حيث ينتفع .


                                وعن عبد الرحمن بن أردك - يقال هو أخو علي بن الحسين لأمه - قال : كان علي بن الحسين يدخل المسجد ، فيشق الناس حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم ، فقال له نافع بن جبير : غفر الله لك ، أنت سيد الناس ، تأتي تتخطى حتى تجلس مع هذا العبد ، فقال علي بن الحسين : العلم يبتغى ويؤتى ويطلب من حيث كان .

                                الأعمش ، عن مسعود بن مالك ، قال لي علي بن الحسين : تستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد بن جبير ؟ قلت : ما حاجتك إليه ؟ قال : أشياء أريد أن أسأله عنها ، إن الناس يأتوننا بما ليس عندنا .

                                عبد الله بن عمر العمري ، عن الزهري ، قال : حدثت علي بن الحسين بحديث ، فلما فرغت قال : أحسنت ! هكذا حدثناه ; قلت : ما أراني إلا حدثتك بحديث أنت أعلم به مني ; قال : لا تقل ذاك ، فليس ما لا يعرف من العلم ; إنما العلم ما عرف ، وتواطأت عليه الألسن .

                                محمد بن أبي معشر السندي ، عن أبي نوح الأنصاري ، قال : وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد ، فجعلوا يقولون : يا ابن رسول الله النار . فما رفع رأسه حتى طفئت . فقيل له في ذلك فقال : ألهتني عنها النار الأخرى .
                                ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن عبد الله بن أبي سليمان ، قال : كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطر بها ، وإذا قام إلى الصلاة ، أخذته رعدة ، فقيل له ، فقال : تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي ؟ !
                                وعنه ، أنه كان إذا توضأ اصفر .

                                ابن عيينة ، عن أبي حمزة الثمالي ، أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة ، ويقول : إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب .

                                يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل .

                                جرير بن عبد الحميد ، عن عمرو بن ثابت : لما مات علي بن الحسين ، وجدوا بظهره أثرا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل .

                                وقال شيبة بن نعامة : لما مات علي وجدوه يعول مائة أهل بيت .

                                قلت : لهذا كان يبخل ، فإنه ينفق سرا ويظن أهله أنه يجمع الدراهم .

                                وقال بعضهم : ما فقدنا صدقة السر ، حتى توفي علي .

                                علي بن موسى الرضا : حدثنا أبي عن أبيه ، عن جده ، قال علي بن الحسين : إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني ، فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا ، فإذا كان غدا قيل لي : لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل .

                                قال أبو حازم المدني : ما رأيت هاشميا أفقه من علي بن الحسين ; سمعته وقد سئل : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ، ثم قال : بمنزلتهما منه الساعة . رواها ابن أبي حازم عن أبيه .

                                يحيى بن كثير ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : جاء رجل إلى أبي فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟ ! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ; رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون ، والأنصار ، فمن لم يسمه صديقا ، فلا صدق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمر ففي عنقي .

                                وعنه ، أنه أتاه قوم فأثنوا عليه فقال : حسبنا أن نكون من صالحي قومنا .

                                قال ابن عيينة : قال علي بن الحسين : ما يسرني بنصيبي من الذل ، حمر النعم .

                                أخبرنا إسحاق بن طارق ، أنبأنا يوسف بن خليل ، أنبأنا أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبو معمر ، حدثنا جرير ، عن فضيل بن غزوان ، قال : قال علي بن الحسين : من ضحك ضحكة ، مج مجة من علم .

                                قال زيد بن أسلم ; كان من دعاء علي بن الحسين : اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها ، ولا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني .

                                أحمد بن عبد الأعلى الشيباني : حدثني أبو يعقوب المدني ، قال : كان بين حسن بن حسن وبين ابن عمه علي بن الحسين شيء ، فما ترك حسن شيئا إلا قاله ، وعلي ساكت ، فذهب حسن ، فلما كان في الليل أتاه علي ، فخرج ، فقال علي : يا ابن عمي إن كنت صادقا فغفر الله لي ، وإن كنت كاذبا ، فغفر الله لك ، السلام عليك . قال : فالتزمه حسن ، وبكى حتى رثى له .

                                تعليق

                                يعمل...
                                X