إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

    النصيحة السادسة: مِنْ حُبِّ الزَّوْجِ حُبُّ مَنْ يُحِب


    لا غرابة في حب المرأة لزوجها ، ومودتها له ، ولكن :
    إن من صدق حب الزوج ومودته : حب من يحبه الزوج ، وعلى رأسهم الوالدان والإخوان والأخوات والأصدقاء .
    ولهذا كان من صادق حب الله ورسوله r حب من يحبه الله ورسوله r.
    ومن صادق حب وبرِّ الولد لأبيه : وصله لأهل ودّ أبيه حتى بعد موته!، قال النبي r : ( إنَّ من أبَرِّ البرِّ صِلَةَ الرجل أهلَ وُدِّ أبيه بعد أن يُوَلِّيَ ) رواه مسلم .
    فهكذا إن كنتِ صادقة في حبك لزوجك أحبي من يحب، وخاصة الوالدين، فأظهري لهما الإكرام، والدعاء، والمحبة، والفرح عند رؤيتهما، والتعامل معهما كما يتعامل الوالد مع والديه، من الاحترام والإجلال، وتقبيل اليد والرأس، والسؤال عنهما، ومعاودة زيارتهما.
    وخاصة الأم، فقد جرت عادات النساء من قديم الزمان وحديثه على الحرب الشعواء بين الزوجات وأمهات الأزواج، وربما كان الزوجان آلتا حربٍ بين الأمهات؟!.
    ومن الغرائب المروية ما أوصت به أم إحدى البنات المقبلات على الزواج فقالت(1) :
    عَليكِ يَا سَيّدَةَ البَنَاتِ


    مَعْصِيةُ الزّوجِ إلى الَمَماتِ


    ودَاوِمِي غَيرَتَهُ وشَتْمَهُ


    وقَاتِلِي فِي كُلِّ يَومٍ أمَّهُ


    وباعِدي مَا بَيْنَها وبَيْنَهُ


    وعَيَنَهَا فأسْخِنِي وعَيْنَهُ




    والأخرى قالت توصي ابنتها برّة (2) :
    أوصيتُ مِنْ بَرّةَ قلباً حُرّا


    بالكَلْبِ خَيراً والحَمَاةِ شَرَّا


    لا تَسْأمي ضَرْبَاً لهَا وَجرَّا


    حَتَى تَرى حُلوَ الحَياةِ مُرَّا




    فما أوصتا – والله – بخير، وعامة فساد الزوجات هو هذا الباب، خاصة إن كان الأمهات ناقصات عقلٍ كذلك.
    ولكن مهما يكن حال أم الزوج من الخطأ والتقصير فإنها في مقام أمكِ لأنها أم من تحبين فعامليها بما يحب أن يكون منك كذلك.
    فكما يمرّ بكِ خطأ أمّكِ التي أنجبتك وتغتفرين زلتها ، فكذلك اصنعي مع أمّه بقدر المستطاع .
    وحب القلوب لا يملكه إلا ملك القلوب سبحانه وتعالى، ولكن في مقدورك إظهار الحسن، ودفع الأذى بالكلمة الطيبة، والتعامل اللطيف، والله تعالى يقول : ) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ( .
    فتأملي قوله : ) كأنّهُ ولَيٌّ حَمِيمٍ ( أي أن إظهارنا للحسنى للغير مكسبه عظيم مع من عادانا، حتى يصير (كأنه ولي حميم ) مما يُظْهرُ من الودِّ وحُسْنِ التَّعَاملِ مَعَنا ، ونحن لا نريد منه إلا ذلك، فلا يُشترط أن تكون أمُّهُ لكِ ولية حميمة بقلبها، ولكن بحسن تعاملك معها تكسبين تصرفاتها الظاهرة معك .
    ومثل هذا افعليه مع أخواته وإخوانه .
    وكذلك مع أصدقائه: فإن علمتِ زيارة من يكبر تعظيمه وإجلاله من زوجك فزيدي في إكرامه وخدمته، وأظهري لزوجك الاستبشار بقدومه، ليعظم فرحه بصديقه عندما حلّ عليه ضيفا، ولا تنغصي عليه فرحه بزيارة محبوبه كعادة بعض النساء، إذ جرت عادة الناقصات على كراهة صديق الزوج بحجة أنه يشغله عنها، ويأخذ وقته منها، وغير ذلك من الحجج الرخيصة، وهذا لا يليق، وإن كان الزوج يطيل صحبة صديقه بما يوجب النقص على حقوق عشرتكِ الزوجية فطالبي بحقكِ بلطفٍ ولينٍ من غير انتقاص لصديقه، وهذا عين العقل، ومن جميل التصرف.
    وما أجمل المثل العامّي السائر : من أجل عينٍ تكرم مدينة .



    (1)"محاضرات الأدباء" [ 1 / 415 ] .

    (2) "الأغاني" [ 3 / 123 ] .

    تعليق


    • #17
      رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

      النصيحة السابعة
      الحياةُ زوجيةٌ لا جَمَاعية !!
      لهذه النصيحة صلة بالتي قبلها، فالحياة الزوجية بين زوجين اثنين، فعليه تجنبي إشراك غيركِ معك فيها إلا بالحسنى من الرأي المحمود، والتناصح المشروع.
      فالحياة زوجية لا جماعية :
      [ 1 ] في جميع الأسرار، فإياك وإياك أن يظهر سر زوجك لأحد من الناس.
      وأقبح الأسرار خروجاً ما كان يدور بينكما على الفراش! ، وقد صح أبي سعيد الخدري t : أَنَّ رسولَ اللَّه r قال: ( إِنَّ من أعظمِ الأمانة عندَ الله يوم القيامةَ : الرَّجُلُ يُفْضي إِلى امرأته وتُفْضي إِليه ، ثم ينشُرُ سِرَّها ).
      وفي رواية : ( إِن من أشَرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة : الرجلُ يفضي إِلى امرأته أو تُفضي إِليه ، ثم ينشرُ أحدُهما سِرَّ صاحبه ) أخرجه مسلم وأبو داود.
      قال الحافظ النووي رحمه الله : ( وَفِي هَذَا الْحَدِيث تَحْرِيم إِفْشَاء الرَّجُل مَا يَجْرِي بَيْنه وَبَيْن اِمْرَأَته مِنْ أُمُور الِاسْتِمْتَاع ، وَوَصْف تَفَاصِيل ذَلِكَ وَمَا يَجْرِي مِنْ الْمَرْأَة فِيهِ مِنْ قَوْل أَوْ فِعْل وَنَحْوه . فَأَمَّا مُجَرَّد ذِكْر الْجِمَاع ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ فَائِدَة وَلَا إِلَيْهِ حَاجَة فَمَكْرُوه لِأَنَّهُ خِلَاف الْمُرُوءَة . وَقَدْ قَالَ r : " مَنْ كَانَ يُؤْمِن بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت " ... ) .
      وكذلك الحياة زوجية لا جماعية :
      [ 2 ] في حل المشاكل ومعالجتها في بادئ الأمر ، فليس من سبيل العاقلات أن تفزع في أدنى مشكلةٍ بينها وبين زوجها إلى : أمها أو أختها أو صديقتها وتبث بين يديها المشكلة بمنظورها هي – وقطعاً ربما تكلمت بلسان المظلومة ! – ثم يبدين لها الآراء التي لا تزيد المشكلة إلا تعقيداً وشدة ! .
      فحاولي أن تدربي نفسك يوماً بعد يومٍ على حل مشاكلك وزوجك بنفسك بعيداً عن آراء الآخرين .
      فإن من يدخل عن طريقك كالقاضي الذي لم يسمع من كلا الطرفين!، وإنما أخذ دعواك وبها قضى وأوصى وأمر! ، فهل هذا عدل ؟! .
      نعم، قد تشتد المشكلة، ويعظم الشق على الراقع، فلا حرج من دخول طرفٍ عاقلٍ وأكثر، كما قال تعالى : ) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ( .
      وهنا لي التفاته يسيرة مع الآية عند قوله تعالى : ) إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا ( فلا يفوتكِ هذا المعنى عند وقوع المشكلة دوماً ، وهو : إرادة الإصلاح ، فلا يكن همك هو مجرد الانتصار عليه وإذلاله!، بل ليكن قصدك هو العودة إليه وعودته إليك، وهذا له من المنافع الشيءٍ الكثير منه: التماس العذر، ومنها التجاوز عن الخطيئة، ومنها التلطف في الكلام، ومنها المبادرة بالعفو، ومنها التنازل عن بعض الحقوق طلباً في الإصلاح، وغير ذلك.
      وكذلك الحياة زوجية جماعية :
      [ 3 ] في تربية الأبناء : فلا يكن لغيركما النصيب الأوفر من التربية من المدرسة أو الشارع أو الجيران أو الخادمة ! ، بل أنتِ أنتِ المعنيّةُ به ، والمسئولة عنه .
      قال النبي r : ( والمرأةُ رَاعِيَةٌ على أَهْلِ بَيْتِ زوجها ، وولدِهِ ، وهي مسؤولَةٌ عنهم ) رواه البخاري .
      وما أجمل أن يتغذى الطفل من إناءٍ واحد ومشربٍ واحد ، ومتى تعددت بين يديه المشارب فسد حاله، وتعذر عليكِ السيطرة على سلوكياته في المستقبل، وربما تبنين من جانب وغيرك يهدم جانباً آخر، أو ربما أنتِ ترشديه إلى ما يجب أن يكون من ثوابت أخلاقه، ويرى عند الغير ما يزعزع هذه الثوابت، فلا تتركيه لغيركما في التربية والمتابعة.
      وعليه : فلبيتكِ ولبيتِ زوجِكِ من السُّلُوكِياتِ والخطوطِ العريضةِ في التربية ما قد يخالف أساليب الآخرين من أقربائك من أولاد الإخوان والأخوات، فلا تغفلي عن متابعة سلوكيات الولد ذكراً كان أو أنثى بعد ساعات الاختلاط بهم، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يكتسبها، وتعزيز المفاهيم الحسنة في نفسه.
      وكذلك الحياة زوجية لا جماعية :
      [ 4 ] في البيت وما فيه : فلا يدخل البيت شيءٌ إلا بإذنه ولا يخرج منه شيءٌ إلا بإذنه، وهذا من حقوق زوجك عليك، ليصدق في نفسه مدى تعظيمك لقدره، واعترافك بفضله، وأنه رب البيت والأسرة، فالمال مال الزوج، والبيت بيته، وقد قال النبي r عنكِ في بيتك بأنك : ( رَاعِيَةٌ على أَهْلِ بَيْتِ زوجها ، وولدِهِ ، وهي مسؤولَةٌ عنهم ) كما تقدم .
      وروى الترمذي عن أبي أمامة الباهلي t قال : سمعتُ رسولَ الله r يقول في خُطْبَتِهِ عام حَجَّةِ الوَداع : (لا تُنفق امرأة شيئا من بيتِ زوجها إِلا بإذن زوجها، قيل: يا رسولَ الله ، ولا الطعامَ ؟ قال : ذلك أَفضلُ أموالنا).
      واستئذان المرأة من زوجها لا يعد سلباً لسيطرتها، وشراكتها في الحياة الزوجية، بل هو أكبر دليل على تقديرها لحقوق العشرة بمراعاة حق الزوج، إذ البيت بيته، والكسب كسبه، أما ما كان من كسب المرأة، وخاصة ملكها فهي حرة في التصرف فيه.
      وفي الجملة: إن من حقوق العشرة الزوجية تعظيم الزوج واستشارته واستئذانه في عامة شؤونك تطييبا لخاطره، وكسباً لوده.

      تعليق


      • #18
        رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

        النصيحة الثامنة
        إيـَّـاكِ والكـُـفْـرَ
        نعم؛ إياكِ والكُفْرِ ، وأعيذك بالله من الكفر بالله رب العالمين ، والخروج عن دين المسلمين، وليس هذا ما أريد هنا، وإنما أريد كفران العشير كما قاله النبي r في وصفه للنار : ( ورأيتُ أكثر أهلها النساء ، قالوا: بِمَ يا رسول الله ؟ قال: بكفرهن. قيل : أيكفُرْنَ بالله ؟ قال : يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنتَ إِلى إِحداهنَّ الدهرَ كلَّه ، ثم رأت منك شيئا ، قالت: ما رأيتُ منكَ خيرا قَطُّ ) . أخرجه البخاري ومسلم .
        وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله r قال : ( لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه ) ، رواه النسائي والبزار .
        ومما يؤسف له أن هذا من عادات غالب النساء، ولكنه ليس من أصل خلقتهن ولا دينهن، فالراجحة عقلاً، والتقية ديناً: تعرف لأهل الإحسان الإحسان، ولا تظلم أحداً.
        فلا يحملك عدم تلبيته لحاجة تريدينها منه، أو نزاعٌ حصل بينكما أن تهدمي كل ما مضى من إنعامه وإكرامه، فإن هذا يتجاوز إلى الكذب والافتراء، والظلم والجفاء، وينتح عنه تفتيت الثقة، وغرس الغل والحقد في قلبه عليك، وكيف أنه فعل وفعل وفعل ، ثم يُجحد من غير اعتراف بأية فضيلة ؟! .
        والله تعالى أمرنا بالعدل والإحسان ، وحذرنا من الظلم والبغي قال تعالى : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ( .
        بل اعترافك له بالفضل مجلبة لإرداف الفضل بالفضل!، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!، فإن حرمكِ ما تريدين يوماً من الأيام فتلطفي معه في الكلام، وقولي له : زاد الله خيرك، وليس منعك لحاجتي مما ينقص قدرك، ففضلك عليّ من قبلُ عميم، فإن تكرمت فلساني لك شكور، وإن منعت فقلبي على منعك صبور، وعيبك مستور، وخطؤك مغفور، لسابق أيادي إحسانك وكرمك، ورفيع قدرك في قلبي.
        هذا الكلام وما فيه معناه: لن تعدمي منه الخير من وجوه منها : طاعتك لله تعالى في العدل عند الخصام، وحسن الكلام، واجتناب الحرام من كفران العشير.
        ومنها : كسبك لوده، فمثل هذا الكلام يدعو الكرام إلى الإكرام. وكما يذم كفران العشير ، فكذلك يحمد شكرانه ، فأكثري دائماً من شكره على إحسانه، والاعتراف بدوام فضله عليكِ، وعظيم خدمته لكِ، وأنكِ عاجزة عن مقابلة معروفه بمثله، وأكثري له الدعاء بـ : جزاك اللهُ خيراً ، وزادك الله من فضله، وما قصّرت، ونحو هذا من الكلام الرفيع، فإن هذا كله يقوي أواصر الحياة الزوجية، وكرم الرجال كالنخلة كلما تم سقاؤها كلما طاب ثمرها، فزيدي سقاء كرم زوجك بالثناء والشكر والدعاء له بالخير، وفقكِ يا أختاه الله إلى كلّ خير .

        تعليق


        • #19
          رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

          النصيحة التاسعة
          العفوُ سجيةٌ نَبِيلةٌ والاعْتِرافُ بالخَطأِ فَضِيلةٌ
          كل بني آدم خطّاء ، وخير سبل النجاة من الخطأ الاعتراف به والندم على فعله ، والأنفس أحضرت الشح ، وطلب التعالي وعدم الانصياع للغير .
          وعليه : فربما وقع من زوجك في يوم من الأيام زلة وخطيئة في حقك بفعل أو قول ، فلا تبادريه بالتأنيب والتعنيف ، وتجردي لسانك عليه كالسيف، بل قابلي الخطأ بالغفران والإحسان، وكوني ممن أثنى الله عليهم وقال: )وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ( [آل عمران:134] .
          ألا تريدين أن تكوني من أحباب الله ؟! .
          فعليك بجادة العفو، فهي سبيل الكرام من عقلاء بني آدم، فإن تيقنتي خطأه فلا تقابلي الخطأ بمثله بالصد والهجران، والتكبر والتعالي، وجمع مصيبتين عليه :
          1- مصيبة الخطأ .
          2- ومصيبة الانكسار بالاعتذار .
          فيكفيه عقوبةً اعترافه بالأولى، وبادريه بالعفو عن الثانية.
          ولك أن تصرّحي له: بخطئه وعفوك عنه، وقولي له: مع أنك أخطأت عليّ وقلت كذا أو فعلتَ كذا، ولكن : سامحك الله وغفر لك ، وحقك عندي يحتم عليّ العفو عنك، ونحو هذا الكلام.
          وإن كان الخطأ منكِ فخير الخطائين التوابون، فبادري بالاعتذار عن خطيئتك، وقبليه سريعاً بين عينيه، ويدك بيديه وتأسفي من قولك وصنيعك، ولا يناديك الشيطان إلى التمهل صيانة لنفسك وعزتها! ، فتأخرك في طلب العفو والصفح يزيد من توقد نار الغضب في قلبه كلما طال الوقت!، ثم قد يغلب عليه الانتصار للنفس، ويتعذر على غِلظ غضبه قبول الاعتذار، فبادريه مباشرة بوجه المحب الخجول، وعديه بعدم تكرار الخطأ، فإن مثل هذا الخلق النبيل، والتصرف الجميل يفوت على الكثير من الزوجات، ويولد معقد المشكلات، ومن كمال حال الأزواج الاتفاق على التجاوز عن الأخطاء، والعفو للزلات، وتعويد النفس أن كلاً من الطرفين عزيز الجناب، رفيع المقام: لا ينقصه اعتذاره من صاحبه شيئاً بل يزيده إجلالاً واحتراماً ومحبة.

          تعليق


          • #20
            رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

            النصيحة العاشرة
            هَلْ تَعْرِفِينَ مَا عَلَيكِ ومَا عَلَيه ؟
            سؤال مهم ، يجب عليكما معرفة المتقرر في جوابه من ثلاث جهات مهمات :
            [ 1 ] الجهة الشرعية .
            [ 2 ] الجهة العرفية .
            [ 3 ] الجهة الاتفاقية .
            [ 1 ] فأما الجهة الشرعية :
            فقد فرض الشرع عليه أموراً وعليك أموراً وعليكما أموراً على وجه السواء ، وقد اعتنى بذلك علماء الشريعة في أبواب (عشرة النساء) من كتب الفقه ، وفصلوه أتم تفصيل ، وإني أختصر ذلك فأقول :

            [ أ ] حقوق الزوج على زوجته(1) ، وهي كثير ومنها :
            1- أن تقوم بخدمته بالمعروف ، عن الحصين بن محصن t قال: إن عمة له أتت النبي r في حاجة، ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ( أذات زوج أنت؟ ) ، قالت: نعم، قال: ( كيف أنت له؟ ) قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: ( فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك ) رواه الإمام أحمد .
            قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فعليها أن تخدمه الخدمة المعروفة من مثلها لمثله، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال، فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة ) .
            2- أن تطيعه في غير معصية الله، وتقدم الكلام عن هذا الباب ، وعن عبد الرحمن بن عوف t قال: قال رسول الله r : ( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) رواه الإمام أحمد .
            3- أن لا تصوم نفلاً وهو حاضر إلا بإذنه ، عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: ( لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ) رواه البخاري .
            وفي هذا الحديث إشارة إلى أصلٍ أسريّ يسعى الشارع إلى تحقيقه وهو جاهزية المرأة لزوجها في كلّ حال، وأن لا تشغل عنه بغيره إلا بإذنه .
            4- أن تحافظ على ماله وممتلكاته ، عن أبي أمامة الباهلي t قال: سمعت رسول الله r في خطبته عام حجة الوداع يقول: ( لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها ) ، قيل: يا رسول الله، ولا الطعام؟ ، قال : (ذاك أفضل أموالنا) رواه الإمام أحمد والترمذي .
            وتقدم الإشارة إلى هذا الحق المقبول الذي لا تجحده العقول.
            5- أن لا تدخل أحداً في بيته إلا بإذنه ، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : (ولا تأذن في بيته إلا بإذنه ) رواه البخاري .
            6- أن تشكر نعمته ولا تجحد نعمته وإحسانه ، وتقدم الكلام على هذا عند التحذير من كفران العشير .



            [ ب ] حقوق الزوجة على زوجها ، وهي كثير ومنها .
            1- الصداق – أي المهر - ، فهو حق المرأة على زوجها ، سواء دفعه مقدماً أو أبقاه كله أو بعضه في الذمة ، فلا يجوز له جحده ولا الامتناع عن دفعه لها ، وقد قال الله تعالى : )وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً( .
            2- الإمساك بالمعروف والتسريح بإحسان ، كما قال الله تعالى : )فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ( فلا يجوز للرجل الضرر بالمرأة فهو بين الخيارين إما أن يعيش معها بالمعروف والعشرة الزوجية السعيدة أو يفارقها بإحسان وسلام، فالمرأة بطبعها ضعيفة رقيقة، ولهذا قال النبي r : ( إنهن عوانٌ بين أيديكم ) أي أسيرات، وهذا جاء مساق التشبيه لا حكايةً لحقيقة الحال لضعفها وحاجتها إلى زوجها.
            3- النفقة والطعام والكسوة، من غير تقتير ولا إسراف ، فعن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما في خطبة الوداع قال: قال رسول الله صلى r : (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) رواه مسلم .
            4- أن يعلمها الخير ويأمرها به ، قال الله تعالى : ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاة وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَـاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( ، وقال النبي r : ( ما من رجل يسترعيه الله على رعية فيموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) متفق عليه ، وأعظم الغش أن لا يعلم الرجل أهله الخير، ولا يأمرهم بمعروف، ولا ينهاهم عن منكر.
            5- حق الخلع ، قال الله تعالى : ) فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ( فللمرأة حق طلب الفصال إن ساءت العشرة عليها وتعذر عليها البقاء مع الزوج لضعف دينٍ أو سوء أخلاق، أو تقصير بيّن في النفقة أو السكنى ، أما من غير سببٍ يوجب ذلك فهذا لا يجوز بل يعد كبيرة من كبائر الذنوب، وذلك لصريح النهي من النبي r فعن ثوبان t أن رسول الله r قال : « أيُّما امرأة سألت زوْجها الطلاق ، من غير بأس : فحرام عليها رائحةُ الجنة » أخرجه أبو داود والترمذي.


            [ ج ] الحقوق المشتركة بينهما، ومنها :
            1- الوفاء بشروط العقد ، والمسلمون على شروطهم ، وقد قال النبي r : ( أحقُّ ما أوْفيتم من الشروط : ما استَحلَلْتُمْ به الفروجَ ) متفق عليه ، فإذا اشترط الرجل أو المرأة شرطاً مباحاً فيجب الوفاء به ، إلا أن يتنازل المشترط عن شرطه .
            2- حق الاستمتاع ، فعن أبي هريرة t عن النبي r أنه قال : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح ) متفق عليه .
            3- السريّة الأسرية ، كما تقدم فلا يبوح أحدٌ منهما بأسرار صاحبه وخاصة من أمور العشرة الزوجية، وقد قال رسولَ اللَّه r قال: ( إِنَّ من أعظمِ الأمانة عندَ الله يوم القيامةَ : الرَّجُلُ يُفْضي إِلى امرأته وتُفْضي إِليه ، ثم ينشُرُ سِرَّها ) رواه مسلم ، وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله r والرجال والنساء قعود عنده، فقال: ( لعل رجلاً يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها )، فأرم القوم، فقلت: إي والله يا رسول الله، إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن، قال: ( فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون ) رواه الإمام أحمد .
            4- التوارث، فكل من الطرفين حقُ التوارث من الآخر، ولا يُحجب الزوجان، فهما : يرثان فرضاً، ولا يحجبان من الميراث حجب حرمان، والله تعالى يقول في كتابه الكريم : ) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ( [النساء:12].
            5- تربية الأولاد، من الحقوق المشتركة بين الزوجين.


            [ 2 ] أما الجهة العرفية :
            للعرف قوته، وللعادة حكمها، وما رآه الناس حسناً فهو حسن ما لم يعارض أمراً أو نهياً شرعياً(1)، وعليه فقد جرت عادات الناس على بعض الآداب والتصرفات التي لا يليق به ولا بكِ اختراقها ومخالفتها صيانة لجنابكما من شماتة الشامتين، وأمثلة ذلك كثيرة جداً تختلف من زمن إلى زمن، ومن مكان إلى مكان، ومن قبيلة إلى قبيلة، فقد يكون مما يفعل في الماضي من أمور تعد من القبائح صار الناس يعتبرونها اليوم من الأخلاق السامية!، وكذا قد يعد بعض تصرفات الأزواج مع أزواجهم في القرى من الإجرام بينما يعتبر في المدن من الإكرام!، وكذا قد يكون بعض التصرفات عند قبيلةٍ ممنوعاً، وعند قبيلة أخرى مقرا ومتبوعاً.
            فانظري ما عليه أبناء زمانك ومكانك وقبيلتك من العادات النبيلة فالتزميه ولا تخالفيه بحجية حرية التصرف ونحو ذلك، ولعل من ذلك مما كادت العادات الرفيعة تتفق عليه :
            1- تجنب نداؤه باسمه مجرداً، فمن الأدب مناداته بكنيته أو بأيِّ لفظٍ يحب أن يسمعه منكِ كـ : يا قلبي ، ويا حياتي ، ونحوه .
            2- توقي رفع الصوت عليه، فمن سوء الأدب رفع الصوت في مخاطبته أو معاتبته ويزداد الأمر قبحاً إذا كان بمحضر الغير.
            3- عدم السير أمامه من غير حاجة، فالأدب أن تمشي بجانبه أو متأخرة عنه قليلاً احتراماً له وإجلالا.
            4- عدم تكليفه بشراء حاجاتك النسائية الخاصة، فهو وإن كان مباحاً في الأصل إلا أن عامة عُرْف الناس تواطأ على كراهته.
            5- سلوك الهدوء في البيت عند حلول الضيوف، فجرت عادة أكثر الضيوف على مقت ظهور الأصوات من داخل البيت، وخاصة حين إعداد ضيافتهم، وأصوات الأواني في المطبخ!.
            6- مناداته بالصوت من بين الرجال!، فصوتك وإن لم يكن بعورة عند الرجال على الصحيح، ولكن عادة الناس جرت على مقت ذلك، والتعارف على التصفيق أو طرق الباب ونحوه، فهذا أكثر أدباً.
            7- تكليفه بحمل الطفل من غير حاجةٍ أثناء السير خارج المنزل، فهو وإن كان لا محظور شرعيٍ فيه إلا أن عادة الناس جرت على مقت ذلك من الرجال مع النساء.
            وعلى مثل هذا فقيسي من الأخلاق والطباع المرضية ، فالتزمي بها ولا تخالفيها ، ومخالفة المألوف من خوارم المروءة .
            [ 3 ] أما الجهة الاتفاقية :
            فما أجمل أن يكون بين الزوجة وزوجها اتفاق من أول ليلة زواجهم على ما يحب منها فتأتيه، وما يكره فتجتنبه، والعاقل الوافي: هو الذي يلتزم بهذا الاتفاق، وقد مشى على هذا جماعة من العقلاء من قديم الزمان وحديثه.
            ذكر ابنُ عبد ربِّهِ في "العقد الفريد" أن شريحاً القاضي تزوج بامرأة فلما دخل عليها ومدّ يده إلى ناصيتها .
            فقالت : على رسلك أبا أمية كما أنت.
            ثم قالت : الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، إني امرأةٌ غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأزدجر عنه.
            وقالت: إنه قد كان لك في قومك منكح(1)، وفي قومي مثل ذلك، ولكن إذا قضى الله أمراً كان، وقد ملكتَ فاصْنَعْ ما أمرَكَ الله به : ) إمْسَاكٌ بِمَعْروفٍ أوْ تَسْريحٍ بإحْسَانٍ( ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك .
            قال شريحٌ : فأخرجتني إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم، وبعد :
            فإنكِ قد قلتِ كلاماً إن تثبتي عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وأكره كذا، ونحن جميع فلا تفرقي(1)، وما رأيتِ من حسنة فانشريها وما رأيت من سيئة فاستريها.
            وقالت : شيئاً لم أذكره : كيف محبتك لزيارة الأهل؟ .
            قلت : ما أحبُّ أن يملني أصهاري.
            قالت : فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن له، ومن تكرهه أمنعه؟.
            قلت: بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء.
            قال : فبت بأنعم ليلة، ومكثَتْ معي حولاً لا أرى إلا ما أحب. فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء، فإذا بعجوز تأمر وتنهى في الدار.
            فقلت: من هذه؟ .
            قالوا: فلانة ختنتك، فسرِّيَ عنّي ما كنت أجد، فلما جلست أقبلت العجوز، فقالت: السلام عليك أبا أمية.
            قلت: وعليك السلام، من أنت؟ .
            قالت: أنا فلانة ختنتك .
            قلت: قربك الله .
            قالت: كيف رأيتَ زوجتَك؟ .
            قلت: خير زوجة .
            فقالت لي: أبا أمية، إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها في حالين، إذا ولدت غلاماً أو حظيت عند زوجها، فإن رابك ريبٌ فعليك بالسوط، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأة المدللة. قلت: أما والله لقد أدبت فأحسنت الأدب، ورضت فأحسنت الرياضة.
            قالت: تحب أن يزورك أختانك؟ .
            قلت: متى شاءوا.
            قال: فكانت تأتيني في رأس كل حول توصيني تلك الوصية، فمكثت معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء ..(1) .
            فهذه القصة على منوالها ينبغي أن يكون كثير من الأزواج ليلة الزواج ، فتخبره بما تحب منه ، وماذا تكره ، وهو كذلك يخبرها بما يحب وما يكره، وقد جرّبت هذا فاستفدتُ الكثير، والحمد لله.


            (1) الجامعون للحقوق الزوجية كثير ، وهذا النسق مأخوذ من كتاب " أصول الحياة الزوجية" بتصرف.

            (1)وذلك لأن بعض العامة قد ينكر بعض التصرفات الزوجية وهي من السنن النبوية، ومثال كثير ومنه: شرب الزوج بقية سؤر زوجته، والسير بجانب الزوجة أو يدها بيده، وتصريح الزوج باسم زوجته وذكره لها، وتقبيل المرأة لرأس زوجها بمحضر الغير، ونحو ذلك من الأفعال التي جاءت السنة الصحيحة بفعل النبي r لها وإقرارها.

            (1)أي كان بوسعك أن تجد في قومك زوجة ، وهي كذلك في قومها ، ولكن الله قدّر اجتماعهما بسابق تقديره ، فأوصته بالوصل بمعروف أو التسريح بإحسان .

            (1)أي لا تسعي بالفرقة بين أهلنا .

            (1) " العقد الفريد " ( 6 / 93-94 ) بتصرف يسير .

            تعليق


            • #21
              رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

              النصيحة الحادية عشرة
              كوني داعيةً لا قاضية
              قد يكون زوجك مبتلىً بآفة من الأمور المحرمة التي لا توجب المفاصلة بين الأزواج، فإن كان كذلك، فاعلمي أن من أعظم حقوقه الزوجية عليك: تكرار مناصحته، وإنقاذه من وحل المعصية التي فُتن بها، فهو أسير معصيته فكوني داعية ولا تكوني قاضية، فلا تقابليه كل يوم بالتعيير والتأفف والزجر والنهر، وإقامة رايات الخصام بالكلام كلّ ليلة!، بل كوني داعية.
              والداعي إلى الله تعالى مأمور بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، قال الله تعالى : ) ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ( [النحل:125].
              ومأمور باللين والتلطف في الخطاب كما قال الله تعالى لموسى وهارون : ) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ( [ طه:44 ] .
              وقال الله تعالى : ) وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ( [البقرة:83] .
              فإن رأيتيه على معصية ، فعليك بعدة أمور :
              الأول : الاطلاع بالقراءة والسماع عن حرمة المنكر الذي وقع فيه لمعرفة القدر الأكبر من الأدلة والحجج على حرمته، لأنك – الآن - المُنْكِرَ والناصح ولابد من كان في مثل حالك أن يكون على قاعدةٍ علميةٍ راسخةٍ .
              الثاني : اقتناص الوقت المناسب، والفرص والأساليب لنصحه وموعظته ، فمن الخطأ أن يكون ذلك وقت تعلقه بمعصيته أو فرط غضبه أو حال اختلاف بينكما، وإنما يكون ذلك منكِ في ساعة فسحة حاله، وصفاء باله، وحسن خاطره، فتقتربين منه اقتراب الزوجة الحنون بأدب، وتطرحين عليه نصيحتك بأساليب عديدة.
              كـ : التدلل بأنك تطلبين منه طلباً ما، وتطلبين الوعد منه بتحقيقه.
              أو : تعليق تركه للمعصية على حبه لك، فتقولين: إن كنتَ صادقاً في حبك لي فاترك الأمر الفلاني طاعة لله.
              أو : كتابة رسالة ورقية أو عبر الهاتف الجوال تنصحيه عن طريقها مع التقدم بالعبارات الودادية الغرامية التي تهيئ الزوج لقبول الكلام.
              أو : إهداؤه مجموعة كتب أو أشرطة من ضمنها ما يتعلق بالمعصية التي يقارفها ، وقلت ( مجموعة ) حتى لا يستشيط ويكابر إن علم بأنه المعني بهذا الكلام.
              الثالث : إن كانت معصيتُه في البيت فحاولي صرفه عنها بإشغاله بأي أمرٍ مستحب أو مباح.
              الرابع : لا حرج في الاستعانة بقريب أو قريبة لمناصحته وتذكيره بطريقة غير مباشرة، مع مراعاة عدم معرفته بأن الأمر كان حصل باتفاق معكِ.
              الخامس : الصبر عليه ما لم تري كفراً بواحاً ، أو فاحشة قبيحة لا تستقيم العشرة الزوجية معها، وستأتي نصيحة خاصة عن الصبر.
              السادس : الإكثار من أقوى سلاح المؤمنين : الدعاء ، فبِهِ يبدل الله حال من يشاء إلى الهدى بعد الضلال، وستأتي نصيحة خاصة بالدعاء وفضيلته.
              فهذه الأمور ينبغي على الزوجة الصالحة التمسك بها، وعدم تفويتها، لإصلاح زوجها.

              تعليق


              • #22
                رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

                النصيحة الثانية عشرة
                كوني له أمةً يكن لكِ عبداً
                والله تعالى يقول : ) هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ([الرحمن:60] فالمرأة الصالحة كلما ازدادت لزوجها خدمة وطاعة كلما قابلها بمثل ذلك، والأنفس جُبلت على محبة المحسن إليها، والزوجة المطيعة الخدومة محسنة إلى زوجها، فكوني لزوجكِ أمةً يكن لك عبداً كما أوصت بذلك إحدى عاقلات النساء، وأنا أسوق وصيتها كاملة لما فيها من الفوائد عظيمة العوائد، ومنها ما سبق النصح به ومنها ما لم يسبق.
                ذكر صاحب كتاب "العقد الفريد" أن امرأة قالت لابنتها ليلة عرسها:
                يا بنية : لو تركتُ الوصيةَ لأحدٍ لحسنِ أدبٍ أو لكرم حسبٍ لتركتُها لكِ، ولكنّها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل(1).
                يا بنية : إنك قد خلفتِ العُشَّ الذي منه دَرَجْتِ، والموضعَ الذي منه خرجتِ إلى وكرٍ لم تعْرِفِيهِ، وقرينٍ لم تألفيه(2).
                كوني له أمة يكن لك عبداً ، واحفظي عني خصالاً عشراً تكن لكِ دركاً وذكراً (3):
                أما الأولى والثانية :
                [ 1 ] فحسن الصحابة بالقناعة .
                [ 2 ] وجميل المعاشرة بالسمع والطاعة .
                ففي حسن المصاحبة راحة القلب وفي جميل المعاشرة رضا الرب(1).
                والثالثة والرابعة :
                [ 3 ] التفقد لموضع عينه .
                [ 4 ] والتعاهد لموضع أنفه .
                فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم أنفه منك خبيث ريح، واعلمي أن الكحل أحسن الحسن المودود،وأن الماء أطيب الموجود(2).
                والخامسة والسادسة :
                [ 5 ] فالحفظ لماله .
                [ 6 ] والرعاية لحشمه وعياله .
                واعلمي أن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والإرعاء على الحشم حسن التدبير(3).
                والسابعة والثامنة :
                [ 7 ] التعاهد لوقت طعامه .
                [ 8 ] والهداء عند منامه .
                فحرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة(4) .
                والتاسعة والعاشرة :
                [ 9 ] لا تفشين له سراً .
                [ 10 ] ولا تعصين له أمراً .
                فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره(1)، ثم إياكِ والفرح بين يديه إذا كان مهتماً ، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً )(2).
                فهذه عشر وصايا جامعة ، هي بمثابة العقد على جيدِ رسالتي هذه لما فيها من النصائح المفيدة، فهي لها ولكِ فالزميها رعاك الله.

                (1)أي أنكِ كاملة الخلق والأدب فمثلك قد يقال لا ينصح ولكن اعتذرت بأن النصيحة والوصية ليست للغافل دوماً بل قد تكون معونة للعاقل للثبات على مبادئه الجميلة .

                (2)أي خرجتِ إلى بيتٍ غير بيتك الذي نشأت فيه ، وفيه رجلً لم تعرفيه من قبل فأعدّي نفسك لتغير المكان ومن فيه من العادات .

                (3) أي منجاةً وموعظةً وذكرى ، تذكريها كلما مرّ بك الزمن خلال معيشتك معه .

                (1) وهاتان وصيتان جامعتان لخلقين عظيمين وهما : القناعة ، والطاعة ، فالقناعة تريحها في حياتها ، وتقطع من قلبها حبال الطمع ، وطلب المحال أو العسير ، والطاعة مرضاة لله تعالى لأنه فرض الله عليه ، وفي طاعتها لربها بذلك رجاء لبركة محبة زوجها لها .

                (2) وسيأتي تتمة لهاتين النصيحتين ، والمراد الظهور لعينه بأجمل صورة ، وأن لا يشم منك إلا أجمل ريح، وذكرت الكحل فهو من أجمل ما تره العين في المرأة ، وذكرت الماء فهو أطيب الموجود أي بمداومة الاغتسال به والتطهر حتى لا يشم منها رائحة كريهة .

                (3) وتقدم تفسير هذين الخُلُقين العظيم ، وهو حفظ المال ورعاية العيال ، وذكرَت أن طريقة حفظ المال هي حسن التقدير فلا تبذر ولا تسرف ، وطريقة رعاية العيال حسن التدبير بجميل التربية والتأديب والحفظ والقيام بشؤونهم .

                (4) أي أن جوع الرجل يلهب أحشاءه وأعصابه وربما تعدى ذلك إلى الخطأ على زوجته ، وكذا في
                حال نومه وهدوئه فتكديره مسبب للغضب ، فتبادر العاقلة بالطعام لزوجها، وبحفظه حين نومه وإبعاد مسببات الإزعاج عنه .

                (1) وهذا من خير ما يوصى به من كتمان السر ، وتقدم ذكر ذم البوح بأسرار البيت ومن مخاطر ذلك التسبب في مقابلة الزوج للغدر بالغدر ! ، والجزاء من جنس العمل ، وكذا عصيان أمر الزوج يسبب غور صدره على زوجته وكرهه لها .

                (2) " العقد الفريد " [ 6/83 ] و " محاضرات الأدباء " [ 1/415 ] .

                تعليق


                • #23
                  رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

                  النصيحة الثالثة عشرة
                  قد تَكونُ الغيرةُ عادَةً شريرةً
                  لا يفوت عن علمكِ – رعاك الله – أن من الغيرة ما هو محمود، ومنها ما هو مذموم، والمحمود منها ما هو واجب، ومنها ما هو مباح، ومثل الواجب الغيرة على حرمات الله تعالى، وهذا ما يغار عنده الله تعالى، ويغار عنده رسولُه r والمؤمنون، قال النبي r : ( والله ما من أحد أغير من الله أن يزنى عبده أو تزني أمته ) الحديث، متفق عليه .
                  وعندهما عن ابن مسعود t أنه قال : قال رسول الله r : ( لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) الحديث.
                  وعن عقبة بن عامر الجهنيى t قال: قال رسول الله r : ( غيرتان إحداهما يحبها الله عز وجل والأخرى يبغضها الله : الغيرة في الريبة يحبها الله، والغيرة في غير ريبة يبغضها الله ) الحديث رواه أحمد والطبراني، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" : رجاله ثقات.
                  وقال علي بن أبي طالب t : ( الغيرة غيرتان غيرة حسنة جميلة يصلح الرجل بها أهله وغيرة تدخله النار ) رواه الضياء في " المختارة " .
                  والغيرة المباحة : محبة كسب الخير من غير تمنٍّ لزواله عن الغير أو كراهة لنزوله عليه.
                  فمسارعة الزوجة إلى ما يحب زوجها، وتمنيها أن يكون خيره من نصيبها من الغيرة المباحة من غير إضرار بالغير، وقد جُبلَ – بنات جنسك - النساءُ على الغيرة، ولو سلِم أحدٌ من نساء العالمين من الغيرة لصان الله منها نساء المصطفى r ومع ذلك فقد نقلت عنهن أخبارٌ عجيبة من الغيرة الشديدة عليه r، وكل واحدة منهن تسعى إلى أن تكون أفضل أزواجه، ولكن حاشاهن من الظلم والتجني على الغير، بل كانت غيرتهن دليلاً على عظم محبتهن للنبي r، وعلى كرم خلقه r الذي جعل تلك النساء مع كثرتهن يتسابقن إلى حبه والقرب منه، وإنما المذموم من الغيرة هو ما يصل إلى صورٍ منها:
                  [ 1 ] الافتراء على الغير وغيبته .
                  فهذه غيرةٌ فتاكة، أوقعت في الظلم والتجني، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله ، والظلم ظلمات يوم القيامة ، والله تعالى يقول : ) ولا تحسبن الله غافلاً عما يفعل الظالمون ( ، والأدلة في الترهيب من الظلم كثيرة جداً ، وكذا ذكر أختها بما تكره من وصف ، فهذا من الغيبة التي حذر منها النبي r ، وقد استعظم النبي r مقالة ربما قالت المرأة اليوم في صاحبتها أكبر منها ، فروى أبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها : قالت : قلتُ : ( يا رسول الله حَسْبُكَ من صفيّةَ قِصَرها ، قال : لقد قلتِ كلمة لو مُزِجَ بها البحر لَمَزَجَتْهُ).
                  فقط!؛ قالت عن زوجته الأخرى : قصيرة! في سياق الذم والعيب ! ، فاستعظم النبي r جرم هذه الكلمة بأنها من سوئها لو مزجت بماء البحر لغيرته!.
                  فكيف بتفكّه عمومِ النِّساء بأعراضِ النساء ؟! ، والله المستعان .
                  فإياكِ أن تحملك الغيرة على تنقّص الأخريات خاصة إن كنّ من زوجاته أو أخواته أو أمه ، فإن هذا من أعظم أسباب مقت الله ، ومقت الزوج .
                  [ 2 ] سؤاله طلاق ضرتها .
                  فهذا أيضاً فرع من الظلم ، وقد ورد بخصوصه الترهيب على لسان النبي r ، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة t عن النبي r أنه قال: ( لا يَحِلُّ لامرأة أن تسألَ طلاقَ أُختها لِتَسْتَفْرغَ صَحْفَتها ، ولَتْنكِح ، فإنما لها ما قُدِّر لها ) .
                  فلها ما قدّر لها من النفقة والمبيت والمحبة وحسن العشرة ، فالحذر الحذر من جموح الغيرة إلى طلب طلاق زوجته إن كان متزوجاً .
                  [ 3 ] الشك في الزوج والتجسس عليه .
                  وهذه آفة خطّافة حملت الكثير من النساء على التجسس على الأزواج بوسائل عدة من أنواع التجسس والبحث عن الأسرار، وقد قال النبي r : (إِيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجسَّسُوا، ولا تَنَافسُوا، ولا تحاسَدُوا، ولا تَبَاغضُوا، ولا تَدَابَروا، وكُونوا عبادَ اللهِ إِخوانا كما أمرَكُم، المسلم أخو المسلم، لا يظلِمُهُ، ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا - ويشير إِلى صدره - بِحَسْب امرئ من الشَّرِّ أن يَحْقِر أخاه المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلم حَرَام: دمُهُ، وعِرْضُهُ، ومَالُهُ، إِن الله لا ينظر إِلى أجسادكم، ولا إِلى صُوَرِكم، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأَعمالكم ) متفق عليه .
                  وهذا الحديث جامع شامل لما يجب أن تتفطن له المرأة ، وفيه من قواعد العشرة الكثير، خاصة لمن تزوج أكثر من امرأة من الحذر من التحاسد والتباغض والتدابر والظلم والخذلان والاحتقار، والتجني على المال والعرض والدم، وفيه الحث على الإخوة والتحابب، ومحل الشاهد منه النهي عن التجسس، وعاقبته وخيمة في حال انكشاف أمره للزوج، بل انتهى في غير واقعة إلى الطلاق والافتراق.
                  قال أبو الأسود لابنته :
                  [ 1 ] إياك والغيرة ، فإنها مفتاح الطلاق .
                  [ 2 ] وامسكي عليه الفضلين : فضل النكاح وفضل الكلام .
                  [ 3 ] وكوني كما قيل:
                  خذي العفو مني تستديمي مودتي


                  ولا تنطقي في سورتي حين أغضب(1)



                  وفي " الأغاني "(2) عنه أنه قال لابنته ليلة البناء : أي بنية ، النساء كن بوصيتك وتأديبك أحق مني، ولكن لا بد مما لا بد منه.
                  يا بنية : إن أطيب الطيب الماء ، وأحسن الحسن الدهن، وأحلى الحلاوة الكحل.
                  يا بنية : لا تكثري مباشرة زوجك فيملك ، ولا تباعدي عنه فيجفوك ويعتلي عليك ، وكوني كما قلت لأمك:
                  خذي العفو مني تستديمي مودتي


                  ولا تنطقي في سورتي حين أغضب


                  قلت : ثم يجدر التنبيه أن المحبة أضرب وأنواع، فليس كلّ حبٍ يكون للزوجة من زوجها، فحب البرّ والصلة للأم وأولي الأرحام، وحب العطف والرعاية لسائر العيال، وحب الصداقة والصحبة للإخوان والأصدقاء، وحب الألفة والمودة هذا هو نصيبك من حب الزوج.
                  فلا تخلطي بين أنواع المحبة فتدخلي في طريقٍ غير طريقك، وتطالبي بحقٍ ليس هو من خاصة حقوقك.
                  فلا يحملك حب الزوج لأمه وأخته وولده وصديقه على فرط الغيرة ، وتنغيص محبته لمن يحب .

                  (1) " محاضرات الأدباء " [ 1/415 ] ، ونسب الجاحظ في " البيان والتبيين " نحوه لعبدالله بن جعفر ، وفي " جمهرة خطب العرب " ( 2/507 ) نسب القصة إلى أسماء بن خارجة .

                  (2)" الأغاني " ( 5 / 317) .

                  تعليق


                  • #24
                    رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

                    النصيحة الرابعة عشرة
                    الصبر مفتاح الفرج
                    و ) إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ( [الزمر:10]، فما أُعطيَ ابنُ آدم سجيةً من السجايا أتم ولا أكمل من الصبر، وعليه قوام الدين كله، سمعت شيخي شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى يقول في قوله تعالى: ) والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( .
                    قال رحمه الله : ( العمل الصالح من الإيمان ولكن الله أفرده لأهميته ، والتواصي بالحق من العمل الصالح ولكن الله أفرده لأهميته ، والتواصي بالصبر من الحق ولكن الله أفرده لأهميته ، فدل ذلك على أن ملاك الأمر في الصبر فمن لا صبر عنده لا يؤمن الإيمان الحق ، ولا يعمل الصالحات ، ولا يدعو إلى الله تعالى )(1) .
                    ( فالصبر ضياء ) لحياتك ، وسلوان لما لهمومك وكرباتك، فأنت قد انتقلتِ من بيتٍ حملك على غيرك، وستنتقلين إلى بيتٍ حمله عليك :
                    فالزوج حمل يحتاج إلى صبر .
                    والبيت حمل يحتاج إلى صبر .
                    والأولاد حمل يحتاج إلى صبر .
                    فأعانك الله تعالى، ومنحك الصبر، فأنت على خير، ورباط طاعة لله ولرسوله r، فلا ينفرد بك النصّبُ من غير احتساب الأجر عند الله.
                    ثم يجدر التنبيه إلى : أنك تحتاجين إلى الصبر مع كلّ حملٍ بمفرده، فإياك وإياك أن تتراكب الأحمال عليك!، وتزيد المشقة على عاتقيك، فيطفح الكيل، وتنادين على نفسك بالويل، فعليك بضبط هذه الأحمال بأمرين مهمين :
                    الأول : ترتيبها .
                    الثاني : تجزئتها .
                    أما الترتيب : فحسن إدارتك للوقت من أهم المهمات، ومن أحسن الطرق لاستغلال الأوقات، فمن ضعف دراية بعض النساء على سبيل المثال: أن يجتمع عليها في الحين والواحد: طبخُ الطعام مع غسل الثياب مع خدمة الزوج مع رعاية الأولاد !! .
                    فتراها في حيص بيص -كما يقال- تنتقل من مكان إلى مكان، والطعام يحترق، والغسيل يهمل، والطفل يصيح، والزوج ينادي، وهذه سهام لو سُلطت على أعقل الناس لانفجر من رأسه بركان!، وحلّ من تحت أقدام صبره الزلزال .
                    فما لكِ ولهذا التراكم في الأعمال ، فكوني مديرة لوقتكِ أتم الإدارة، وقدّمِي حق الزوج أولاً، ثم هيئي الأطفال ثانياً، وأشغليهم بما يلهيهم عنكِ في محلٍّ آمن، واجعلي للغسيل وقتاً، وللطبخ وقتاً، ولتنظيف البيت وقتاً، وأعطي كلّ ذي حقٍ حقه.
                    وليكن الترتيب على حسب الأولوية، وهي موكولة بحسب المقام بين أصحاب الحقوق الزوجية من الزوج والأولاد والبيت، وحقوق النفس، وبقية حقوق الآخرين المستحقة.
                    وأما التجزئة : فمن الأعمالِ ما لا يُستطاع أن ينجز مرة واحدة، ولو أردتِ إنجازه مرة واحدة لتسبب في تفويت حق الغير من الزوج والأولاد والبيت وغير ذلك، وعليه فقد تضطرين في بعض الأحيان أن تجزئي العمل الواحد إلى عدة أجزاء في اليوم أو الأسبوع أو الشهر، فلا تضغطي على نفسك بإشغال الوقت في عملٍ واحد لجهة واحدة، فإن عامة ما يحتج به الأزواج من انشغال الأزواج عنهم يرجع إلى تقصير المرأة في تجزئة وقتها، وترتيب أعمالها.
                    إذا أدركتِ ذلك فالعذر مقطوع بتعلل الكثير من النساء في تقصيرهن مع الأزواج بكثرة الأولاد أو ارتباطها بالوظيفة، أو كِبر البيت، ونحو ذلك فتقصر في حق زوجها!، فهذه الأمور وإن قيل بأنها – ولا بدّ – تأخذ من الجهد وقتاً، إلا أن ترتيب الوقت وتجزئته تحل الإشكال ولا تحرم الزوج من كامل حقه أو أكثره على أقل تقدير.
                    وقفة مهمة : ومن الصبر – على مرارته – الصبر على الزوج الظالم، فقد تبتلى المرأة بهذا النوع، على صنوف أنواع الظلم من: ضرب، وإهانة، وسلب مال، وجور في القسمة بين النساء، وغير ذلك(1) ، فما عليها إلا الصبر إن لم يصل الأمر إلى حدٍّ تتعذر المعيشة عنده، ومفاسده لا تنقضي، فليس محتماً عليها أن ترضى بحال الهوان، ولا بحياة الخذلان، والله يغني كلاً منهما من سعته.
                    ولكن: نصحي يتجه إلى من حصل من زوجها بعض أنواع الظلم فإني أوصيها بالصبر، فلا غرابة أن يُبتلى المسلم بأقرب الناس إليه كأب أو أخ أو ابنٍ أو زوجٍ أو زوجة!، وهذه سنة الأنبياء والمرسلين وسادات العالمين، وفي آدم وبنيه آية، وفي إبراهيم وأبيه عبرة، وفي نوحٍ وابنه موعظة، وفي آسية زوجة فرعون وزوجها خير برهان، وفي نبينا محمد r وقومه تهيئة وسلوان، فلا تعجبي من فساد حال أقرب الناس إليك، فلك خير سلف من خير الخلق، فما عليك إلا ما تواصوا به من الصبر والاحتساب، كما قال موسى عليه السلام وهو يرد على قومه عندما بثوا إليه شكواهم ومبلغ ما حلّ بهم من بلاء من فرعون وقومه فقال: ) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ( [الأعراف:128 ] .
                    فاصبري على أذى الزوج وخطئه، والعاقبة للصابرين حسنة بإذن الله عز وجل.
                    وإني عندما أنصح بالصبر لا أنصح بالصبر المصحوب بالعجز، وإنما أنصح بالصبر المحفوف بالكَيْسِ والعزيمة، والجد على الإصلاح، والمثابرة على التصحيح، كما كان الأنبياء يصبرون على أذى أقوامهم من جانب، ويبلغون ما أنزل الله تعالى من جانب آخر، فهذا إبراهيم u يكرر على أبيه بأحسن خطاب وأجمل الألقاب : يا أبتِ، يا أبتِ خمس مرات ، فلم يملَّ ولم يكلَّ .
                    وهذا نبينا محمد r يكرر على قومه الدعوة، ويكرر على عمّه أبي طالب الدعوة: يا عم قل لا إله إلا الله ، أكثر من مرة .
                    وعلى الغلام اليهودي : يا غلام قل لا إله إلا الله ، أكثر من مرة .
                    كل ذلك من الحرص على هدايته، فكذلك كوني، فاجتهدي في تعديل ما عنده من خطأ بقدر المستطاع بوسائل عدة سبق ذكر بعضها، ولا تملي ولا تعجزي.

                    (1)وهذه الدرة الثمينة أنقلها سماعاً من شيخنا رحمه الله تعالى ، وهي فائدة من بين أكثر من ألف فائدة سجلتها عن شيخنا رحمه الله تعالى بسؤالاتي ومسموعاتي منه رحمه الله ، ودونتها في كتابي " الإيجاز بفوائد وفرائد وفتاوى الإمام ابن باز " يسر الله نشره .

                    (1) ذكرت في كتابي " بيوت ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب " يسر الله طباعته : صنوفاً من الحرائق الأسرية ! التي عصفت ببيوت بعض المسلمين على وجه الإجمال لا على وجه التفصيل وسرد القصص، لأن البيوت أسرار ، وبث بعض الأمور قد يفتح أبواب الشرور ، أقول هذا تنبيها على ما يصدر من أقلام وأفواه بعض الفضلاء من ذكر بعض الفضائح الأسرية أو الفردية في الأشرطة أو الكتب بقصد التحذير من خلق مذموم وما علموا بأنهم قد فتحوا أبواب الشرور على فئام من الخلق لم يكونوا عرفوا هذه الأمور من قبل ، ولهذا فإن التحذير من مساوئ الأخلاق جاء في الوحيين غالباً على وجه الإجمال لا على وجه التفصيل ، فلا يليق بالداعي إلى الخير أن يذكر تفاصيل فاحشة أو قتل أو خيانة يسمعها من يعقل ومن لا يعقل ، وإنما يُكتفى بالألفاظ المجملة ، فلينتبه .

                    تعليق


                    • #25
                      رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

                      النصيحة الخامسة عشرة
                      الدعاءُ سلاح المؤمن
                      مخ العبادة الدعاء، وصلة العبد بربه الدعاء، به يكشف الله الضر، ويجيب دعوة المضطرين، ويبدل الأحوال، ويصلح المآل، فلا ينقطع اتصالك بالله تعالى بالدعاء بصلاح الحال، وتحقيق الطلبات، وتفريج الكربات.
                      فلا تغفلي أن يكون لك نصيبٌ من دعاء المتقين من قبل كقولهم : ) رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ([الفرقان:74].
                      فصلاح الزوج والذرية منّةٌ وهبةٌ من الله تعالى يكرم بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء، فكم من زوجة تبتلى بزوج لا يرقب الله تعالى فيها، كما كان شأن التقية الصالحة زوجة فرعون !، التي قال الله تعالى عنها : ) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( [التحريم:11].
                      فعليكِ بالدعاء الدائم لهم بما فيه صلاح الدين والدنيا والآخرة، واقتنصي مواطن الإجابة كحال السجود، وأدبار الصلوات، وآخر الليل، وحين نزول المطر، وفي السفر، ونحو ذلك .
                      وليكن دعاؤك دعاء الواثق بالإجابة من الله تعالى، ولا يدخل في قلبك اليأس.
                      ورحمة الله قريب من المحسنين، فلا تتعاظمي شيئاً على الله، وهو على كلّ شيءٍ قدير، فبالدعاء الصادق يغير الله من حالٍ إلى حال، ويصلح النفس والزوج والعيال.
                      فهذا أبو هريرة t صاحب رسول الله r يقول : كنتُ أدعو أمّي إِلى الإِسلام ، وهي مشركة ، فدعوتُها يوما ، فأَسَمَّعَتْني في رسول الله r ما أكره ، فأتيتُ رسولَ الله r وأنا أبكي، فقلتُ : يا رسول الله ، إِني كنت أدعو أمي إِلى الإِسلام ، فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله تعالى أن يهدي أم أبي هريرة .
                      فقال رسول الله r : ( اللهم اهدِ أمَّ أبي هريرة )، فخرجتُ مُستبشرا بدعوة النبي، فلما جئت فصرتُ إِلى الباب وقَرُبْتُ منه، فإِذا هو مُجاف، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَميَّ، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعتُ خَضْخَضة الماء، فاغْتَسَلتْ ولبسَتْ درعها، وعجِلَتْ عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إِله إِلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال : فرجعتُ إِلى رسول الله r فأتيته وأنا أبكي من الفرح، فقلت: يا رسول الله، أبشر فقد استجاب الله دعوتك، وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وقال خيرا، قال: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يُحبِّبَنِي أنا وأمي إِلى عباده المؤمنين، ويحببهم إِلينا، فقال رسولُ الله r: ( اللهم حبّبْ عُبيدك هذا - يعني أبا هريرة- وأمه إِلى عبادك المؤمنين ، وحبّبْ إِليهما المؤمنين )(1) . فما خَلْق من مؤمن يسمع بي ، ولا يراني إِلا أحبّنِي . أخرجه مسلم. بل بالدعاء يهدي الله تعالى الفئام من الناس ولو كثروا.
                      روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة t قال : جاء الطُّفَيلُ بن عَمْرو الدَّوْسي إلى رسول الله r ، فقال : إنَّ دَوْسا قد هَلَكَتْ ، عَصَتْ وأبَتْ، فادْعُ الله عليهم، فَظَنَّ الناسُ أنه يدعو عليهم، فقال : ( اللهمَّ اهْدِ دَوْسا ، وائْتِ بهم ) .
                      جاء في رواية جاء في المدينة ثمانين بيتاً من بيوت الدوسيين.
                      فتأملي – أختي رعاك الله – كيف هو مفعول الدعاء الصادق بهداية من نحب من الآباء والأمهات والأزواج والزوجات والأبناء والبنات، فما على المحب الصادق إلا أن يجتهد في الدعاء لله تعالى بأن يهدي من يحب.
                      والله تعالى يقول في الحديث القدسي الطويل : ( يا عبادي، كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه ، فاسْتَهدُوني أهْدِكم ) رواه مسلم .
                      فاجتهدي في الدعاء الصادق من قلبك بصلاح حال الأسرة : الزوج، والأولاد، وقولي كما قال إبراهيم r : ) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء ( [إبراهيم:40] .
                      وقولي : ) رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ( [الأحقاف:15].
                      وقولي : )رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء( [آل عمران:38] .
                      واعملي بوصية النبي r لفاطمة رضي الله عنه عندما قال لها : ( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) .
                      فما ظنّك إن أصلح الله لكِ شأنك كله؟! .
                      فستنْعَمِينَ بحياةٍ أسريةٍ هنيئةٍ طيبةٍ مع زوجك وأولادك وجيرانك.


                      (1) وأشهد الله على حبّ أبي هريرة وأمّ أبي هريرة وسائر صحابة الرسول r .

                      تعليق


                      • #26
                        رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

                        النصيحة السادسة عشرة
                        كل يوم جديد كوني زوجة جديدة
                        عن أبي هريرة r قال : قيل لرسولِ الله r : ( أيُّ النساءِ خَيْر ؟ قال : التي تَسُرُّه إِذا نَظَرَ، وتطيعُه إِذا أَمَرَ، ولا تخالِفُهُ في نفسها، ولا مالها بما يَكرهُ). أخرجه النسائي.
                        فكذلك كوني مع زوجك في كلّ يوم، وأدخلي السرور إلى قلبه كلما نظر إليك، وقد منحك الشارع الفرص للعناية بنفسك قبل قدوم الزوج إليك في صورٍ عدة منها:
                        نهيه r عن طرْقِ الأهل بالدخول ليلاً بعد غيبةٍ وسفرٍ من غير خبرٍ عن قدومه .
                        واستحب العلماء استئذان الرجل في دخوله على زوجته بالسلام أو النحنحة أو تحريك الباب أو تحريك النعل ، قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : يُسْتَحَبُّ أَنْ يُحَرِّكَ نَعْلَهُ فِي اسْتِئْذَانِهِ عِنْدَ دُخُولِهِ حَتَّى إلَى بَيْتِهِ .
                        وَقَالَ رَحِمَهُ الله : إذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ يَتَنَحْنَحُ .
                        وَقَالَ مُهَنَّا : سَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يَدْخُلُ إلَى مَنْزِلِهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَأْذِنَ عَلَى أَهْلِهِ أَعْنِي زَوْجَتَهُ ؟ قَالَ مَا أَكْرَهُ ذَاكَ إنْ اسْتَأْذَنَ مَا يَضُرُّهُ ، قُلْت : زَوْجَتُهُ وَهُوَ يَرَاهَا فِي جَمِيعِ حَالَاتِهَا ، فَسَكَتَ عَنِّي فاسْتَحَبَّ الإمِامُ النَّحْنَحَةَ أَوْ تَحْرِيكَ النَّعْلِ لِئَلَّا يَرَاهَا عَلَى حَالَةٍ لَا تُعْجِبُهَا وَلَا تُعْجِبُهُ (1).
                        كلّ ذلك من أجل تدوم بين الأزواج المحبة، ولا يراك الزوج على صورة تكرهها نفسُه، وخاصة عند قدومه من سفر، أو على فراشه، ونحو ذلك.
                        وقد قيل: إذا كانت المرأة حسناء، خيرة الأخلاق، سوداء الحدقة والشعر، لبيرة العين، بيضاء اللون، محبةً لزوجها، قاصرة الطرف عليه، فهي على صورة الحور العين؛ فإن الله تعالى وصف نساء أهل الجنة بهذه الصفة في قوله ) خَيْرَاتٍ حِسَان ( أراد بالخيرات حسنات الأخلاق، وفي قوله ) قَاصِرات الطّرْفِ ( وفي قوله ) عُرُباً أتْرَاباً (العَرُوبِ : هي العاشقة لزوجها المشتهية للوقاع، وبه تتم اللذة، والحَوَرُ: البياض، والحوراء: شديدة بياض العين شديدة سوادها في سواد الشعر، والعيناء الواسعة العين(1).
                        والأنفس جُبِلت على الملل في الدنيا ولو كانت في نعيم!، والملل لا يكون إلا من عدم التجدد والتغير، فلا يدخل المللُ إلى قلبِ زوجِك منك بالمداومة على هيئة معينة، أو لباس معيّن، أو طعامٍ معين، بل نوّعِي في ذلك كلِّه بحسب الاستطاعة.
                        وإذا رأيتِ أنه يحب من لباسك أو طعامك أو تصرفاتك أمراً فلا تكثري منه، حتى لا يملُّه، فربما تعجزي عن معرفةِ ما يُحب فيما بعد، وإنما اجعليه على مراحل وفترات، فإن هذا يقربه أكثر، ويجعل القلب ينشط في محبتك أكثر من ذي قبل.
                        فمن سوء التصرف أن ترى المرأة زوجها يحب لباساً ما، فتصبح وتمسي به أياماً حتى يكرهه.
                        أو تراه يتلذذ بطعامٍ معينٍ فتقدمه له في كلّ لحظة حتى تعافه نفسُه.
                        أو تراه يحب منها تصرفاً ما، فتكرره عليه في كلّ إقبالٍ وإدبارٍ حتى يمقتها بسببه.
                        وسبيل العقل ادِّخارُ محبوبات الزوج وتظهرها فيما بعد بين فترة وأخرى حتى يكون بين : فرحة الأنس بها إن حضرت، وشوق الرؤية لها إن غابت.
                        وكلما كان تجدُّدِكِ له باليسير فهو أولى من تكلفك بطلب كبير القيمة، فإنّ بعض النساء من فسادِ عقلها تظنّ أن من التجدد :
                        شراء الملابس في كلّ حين، حتى تتكدس خزانة البيت من الثياب.
                        أو رميُ أثاثٍ وشراء آخر في العام أكثر من مرة بدعوى تجديد البيت.
                        أو الإسراف في الطعام والشراب.
                        فإن هذا كله من التبذير، ومن موجبات سخط الرحمن قبل سخط الخلان، فالقمر هو هو في كلّ شهر مع ذلك يتجدد في ظهوره بعد غيابه، ولا يزال محط إعجاب الناظرين وأنسهم ومضرب أمثالهم، فكوني كالقمر.

                        (1) ينظر في "غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب" (1 / 479) .

                        (1) "إحياء علوم الدين" ( 1 / 392) .

                        تعليق


                        • #27
                          رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

                          النصيحة السابعة عشرة
                          أقرب طريق إلى قلب الرجل : سمعه وبصره
                          وهذا من جنس النصيحة السابقة، ولكن لما كان قضاة الحكم على الناس : هما السمع والبصر، أفردت العناية بهما بنصيحة، فبهما يحكم على الناس، وعن طريقهما تقاس الأذواق والعقول، فلا يسمع منك زوجك إلا كلَّ كلام جميل، ولا يرى منك إلا كلَّ مظهرٍ نبيل.
                          فاحذري أن يسمع منك أو عنك ما يسوءه ويكرهه.
                          أما منكِ؛ فعودي نفسك على انتقاء ألفاظ كلامك معه، وخاصة عند النداء والطلب، فليس من الذوق الرفيع، والأدب المنيع أن تناديه باسمه مجرداً، أو ببعض العبارات السوقية كقول : يا ولد، أو يا رجل، أو يا هيه، أو أنت، ونحو ذلك، من كلّ اسمٍ ولقبٍ يكرهه أو لا يليق أن يسمعه منك.
                          وكذلك في سائر كلامك معه، وقد قالت أم الغادية للرسول r : أوْصِنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فقَالَ : ( إِيَّاكِ وَمَا يَسُوءُ الأُذُنَ ) رواه الإمام أحمد .
                          فعليك في كلامك معه التزام آداب الكلام عامة، وذكرها لا يتسع له هذا المقام، وكذا آداب الكلام معه خاصة ومن ذلك :
                          [ 1 ] لا تهملي السلام عليه عند لقائه، فالسلام من دين الله تعالى، ولئن كان السلام يحبب قلوب عامة الناس بعضها لبعض فهو بين الزوجين أكثر وأقوى، قال النبي r : ( لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ) رواه مسلم.
                          [ 2 ] بادريه بعد رد السلام عليه بالترحيب بـ : مرحبا وأهلاً(1)، أو أهلاً وسهلاً(2)، أو حياك الله، أو حياك وبيّاك(3)، فإن هذا من الأدب النبوي الرفيع وقد ورد في ذلك أحاديث عدة، وفي حديث حال المسلمين في الجنة وزيارتهم لله تعالى، وعودتهم إلى زوجاتهم جاء فيه : ( ثم ننصرف إلى منازلنا، فتتلقانا أزواجنا، فيَقُلْنَ : مَرْحبا وأهلا ) رواه الترمذي.
                          [ 3 ] واسيه بذكر محاسنه، فإنّ هذا مما يشد عزيمته، ويقوي بأسه، ولهذا لما جاء النبي r إلى خديجة رضي الله عنها بعد نزول أول الوحي عليه، وخوفه على نفسه، قالت له : ( كلا ، أبشر ، فوالله لا يُخزيك الله أبدا ، إنك لتَصِلُ الرحم، وتَصْدُق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتَكسِب المعدوم، وتَقْرِي الضيف، وتُعين على نوائب الحق ) .
                          [ 4 ] من جميل الكلام عبارات الحب والوئام، فلا تسأمي أن تعترفي له بين حين وآخر بحبك له، وتعلقكِ به، وخوفك عليه، فإنّ هذا مما يزيد محبتك في قلبه.
                          [ 5 ] ولا ترفعي صوتك كمنازع الأصم، ولا تخفضيه كباعث السر، وإنما تكلمي معه بصوت يُسمعُهُ ولا يُزعجُه، فإنَّ رَفعَ الصوتِ بريدُ الموت!، وفساد العشرة، وخفاء الكلام سببٌ لسوء الأفهام و ورود الأوهام.
                          [ 6 ] وإياك وكلاماً تعتذرين منه!، وهذه وصية النبي r، عندما قال لأبي أيوب الأنصاري t : ( إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ ولا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا وَاجْمَعْ الْإِيَاسَ مِمَّا فِي يَدَيْ النَّاسِ )، وهذا يدعوكِ إلى أن لا تلقي الكلام مع زوجك جزافاً حتى تتفحصيه أشد التفحص، فإن نزغات الشيطان بين الأزواج قد تكون شرارتها : كلمة لم يحسب لها بين الطرفين حساب، وفي مثل هذه المواطن إبليس أشد حرصاً، وأكثر حضوراً.
                          روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن جابر بن عبد الله t : قال : سمعتُ رسولَ الله r: ( إن عَرْشَ إِبليس على البحر ، فَيَبعثُ سراياه، فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ ، فأعظمهم عنده : أعظمهم فتنة، يجيء أحدُهم ، فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صَنَعتَ شيئا ، ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فَرَّقتُ بينه وبين امرأته، فَيُدنِيهِ منه ، ويلتزمه ، ويقول : نِعمَ أنت) .
                          أما عنكِ؛ فإياك أن تكوني حلقة في سلسلة نقل فريةٍ تخرق الآفاق، أو نميمةٍ تسبب الافتراق، فما أقبح أن تنتشر مقالة السوء، فيبحث الناس عن إسنادها، فيقولون : قالته فلانة!.
                          فإياك ونقل الحديث، وقيل وقال، ومجالس تتبع العورات، وقد ثبت في السنة الصحيحة عن النبي r تحذيره من النميمة، وقيل وقال.
                          روى البخاري ومسلم من حديث حذيفة بن اليمان t قال : سمعتُ النبيَّ r يقول: ( لا يدخل الجنة قَتَّات ) .
                          وعندهما أيضاً من حديث المغيرة بن شعبة t كتب إلى معاوية t أن رسول الله r : ( كان ينهى عن قيِلَ وقالَ ، وإضاعَةِ المال ، وكثرةِ السؤال ).
                          فربما – يا أختاه – دخلتِ في مجمتعٍ نسائيٍ من أخوات زوجك، وزوجات إخوانه، وأقاربه وجيرانه، فعليك بنفسك، وإياكِ أن تشتعل نارُ مشكلةٍ عائليةٍ وسببها مقالةٌ قلتيها أو نقلتيها، ولا يستخفنك مجالس ناقصات العقول، وسمرات ربّات هطل الكلام، فتتكلمي بكلمةٍ تفرح بها حمالةُ حطب السيئات، وتطير بها النافثة في عقد القلوب الصافيات، فربّ كلمة قالت لصاحبها دعني، فالحذر الحذر قبل أن لا ينفع الندم.


                          (1) معنى ( مرحبا وأهلاً ) ، أي تلقى عندنا المكان الرحب، وتجدنا لك أهلا تأنس بهم.

                          (2) معنى ( سهلاً ) أي هيناً سمحاً تجد فيه راحتك.

                          (3) ( حياك ) أي احتفى بك، و( بياك ) أي بوأك مكاناً عنده ومكانة.

                          تعليق


                          • #28
                            رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

                            النصيحة الثامنة عشرة
                            كيف تتصرفين في حال غضبه ؟
                            لا غرابة أن يحدث منكِ أو في بيتكِ ما يُغضب الزوج، ولكن الجدير بكِ معرفة الطريق الأسلم للتخفيف من غضبه، فكم من مشكلة بدأت يسيرة، يشتعل بسببها غضبُ الزوج، فتزيد الزوجة نار الغضب إضراماً حتى تنتهي المشكلة بما لا يُحْمد من فراقٍ وطلاق.
                            وقد شهدتُ عند شيخي الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله في مجالسه من الفصل في قضايا طلاقٍ سببها يضحك ويبكي في آنٍ واحد.
                            أما الضحك فمن تفاهة سبب المشكلة، وأما البكاء فمن ألم ما أرى من ندم الزوج وحسرته بل ربما بكائه عندما يتحقق من بينونة زوجته منه، وتحقق طلاقها منه.
                            والسبب مشكلة يسيرة، لو وافقت من الاثنين عقلاً راجحاً، وتصرفاً حكيماً، لما آلت النتيجة إلى هذا الحد.
                            فعليك بأمورٍ لا ينبغي أن تفارق ذهنكِ عند غضبه :
                            الأول : املكي نفسكِ عند ذلك ولا تقابلي الغضب بالغضب، ومهما تكلم أو فعل حال غضبه، فأنتِ الأقوى والأشد إن ملكتِ نفسك عن ثورة الغضب، وذلك لما رواه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة t قال : قال النبيُّ r : ( ليس الشديدُ بالصُّرَعَةِ ، إِنَّما الشديدُ الذي يملك نفسه عند الغضب ) .
                            والثاني : الغضب قد يكون من الشيطان ومكره، فإن استطعتِ أن تلقنيه بلطفٍ التعوذ من الشيطان فحسنٌ.
                            وذلك لما روى البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد t قال : اسْتَبَّ رجلان عند النبيِّ r ، ونحن عنده ، فبينما أحدهما يَسُب صاحبه مغضَبا قد احمرَّ وجهُه ، قال رسولُ الله r : ( إِني لأعلمُ كلمة لو قَالها لذهبَ عنه الذي يجد، لو قال : أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم ) .
                            والثالث : إن تيسر لكِ أن تغيّري من حاله بجلوس بعد قيام، أو اضطجاع بعد جلوس، أو انتقالٍ من مكانٍ إلى مكان، فهو تصرفٌ حسن، طاردٌ للغضب كما قال النبي r : ( إِذا غضب أحدُكم وهو قائم فلْيجلسْ فإن ذهب عنه الغضب ، وإِلا فليضطجع ) أخرجه أبو داود.
                            وإن تمكنتِ بلطفٍ أن تطلبي منه أن يتوضأ أو يشرب بعض الماء فحسن لقول النبي r : ( إِن الغضبَ مِن الشيطان ، وإِن الشيطان خُلق من النار ، وإِنما تُطفأ النارُ بالماء، فإِذا غَضِبَ أحدُكم فليتوضأ ) أخرجه أبو داود.
                            والرابع : بادريه بالعذر عن نفسكِ إن كان الخطأ منك، ولا تتأخري في الاعتراف بالخطأ والاعتذار له، فإن هذا يعجّل بإطفاء نار الفتنة أول توقدها.
                            والخامس : إذا طال غضبه، فأظهري له من نفسكِ ما تعلمين أنه يحبه من خدمةٍ ولباس، فإنّ بعض النساء وإن لم تقابل غضب الزوج بالكلام إلا إنها تقابله بسوء العشرة، وفساد الخدمة، ولسان الحال أحياناً أشد ضرراً من لسان المقال، بل لسان المقال قد يكون واضح المراد، بينما لسان الحال قد يجعل الشيطان يلعب بأفكار زوجك، فيحسِبُ لكل تصرفٍ منكِ حساباً سلبياً يحمله على قصد معارضته وعدم اعتباره، فكوني حذرة من هذه المداخل.
                            والسادس : إنْ رأيتِ أنَّ وقوفك أمامه يزيد من إثارة غضبه، أو خشيتِ أن تتصرفي أو تتكلمي بما لا يليق، فانصرفي من أمامه.
                            أما إن كان هذا يزيد من إثارة غضبه، ويرى أن انصرافكِ استخفافٌ به، فلا تغادريه حتى ينتهي من كلامه.
                            وإن احتاج الأمر إلى أن تتكلمي فتكلمي بأدبٍ ولطفٍ، وجمّلي كلامك بعبارات تخفّف من الغضب، وتطفئ اللهب، كقولكِ : حفظك الله، الله يرعاك، حفظك الله لي، أبقاك الله لي، يا حبيبي ونحوه مما يليق بالعاقلة قوله.
                            فإن استخف الشيطان عقله، وتسلّط على لسانه، وتكلم بكلامٍ خارجٍ عن ميدان الأدب من سب وشتم ونحوه، فلا تقابليه بالمثل، وإنما عليك مقابلته بكظيم الغيظ كما قال تعالى : )الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ((آل عمران:134).
                            ومقابلتك له بذلك فيها من الفوائد العائدة لك الشيء الكثير، ومنها :
                            الفوز بتأييد جنود الرحمن كما ثبت عن النبي r أنه لما قال له رجلٌ: يا رسولَ الله، إِن لي قرابة، أصلِهُم ويقطعونني، وأُحْسِن إِليهم ويُسيئُون إِليَّ، وأحلُم عنهم، ويجهلون عليَّ، فقال له النبي r : ( لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهُم الملَّ، ولن يزال معك من الله ظهير عليهم ما دُمتَ على ذلك )أخرجه مسلم.
                            ومنها : أن التزامك الأدب، وصيانة اللسان من الوقوع في ساقط الكلام انتصارٌ لك بالسلامة من كلّ ما يخدش سمعك قبل سمعه، ويحدوك في ذلك قول الشاعر :
                            يخاطبني السفيه بكلّ قبحٍ

                            فأكره أن أكون له مجيبا


                            يزيد سفاهة وأزيد حلماً


                            كعودٍ زاده الإحراق طيبا


                            قال أبو الوفاء بن عقيل : ( أمّا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَالْحَسَنَ فِي مُقَابَلَةِ الْقَبِيحِ لِيَزُولَ الشَّرُّ فَلَيْسَ بِمُنَافِقٍ لَكِنَّهُ يَسْتَصْلِحُ أَلَا تَسْمَعُ إلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: )فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (فَهَذَا اكْتِسَابُ اسْتِمَالَةٍ ، وَدَفْعُ عَدَاوَةٍ ، وَإِطْفَاءٌ لِنِيرَانِ الْحَقَائِدِ ، وَاسْتِنْمَاءُ الْوُدِّ وَإِصْلَاحُ الْعَقَائِدِ، فَهَذَا طِبُّ الْمَوَدَّاتِ وَاكْتِسَابُ الرِّجَالِ )(1) .
                            فعليك بالحلم في مثل هذه المواطن فإن عوائده عظيمة.
                            قال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" : ( قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ t : إنَّمَا يُعْرَفُ الْحِلْمُ سَاعَةَ الْغَضَب، وَكَانَ يَقُول : أَوَّلُ الْغَضَبِ جُنُون وَآخِره نَدَم.
                            وَلَا يُقَوَّمُ الْغَضَب بِذُلِّ الِاعْتِذَار وَرُبَّمَا كَانَ الْعَطَب فِي الْغَضَب.
                            وَقِيلَ لِلشَّعْبِيِّ لِأَيِّ شَيْءٍ يَكُونُ السَّرِيعُ الْغَضَب سَرِيع الْفَيْئَة وَيَكُونُ بَطِيءُ الْغَضَب بَطِيءَ الْفَيْئَة؟، قَالَ : لِأَنَّ الْغَضَب كَالنَّارِ فَأَسْرَعُهَا وُقُودًا أَسْرَعُهَا خُمُودًا)(1) .
                            ومن فوائد التزامك الأدب حال غضبه : اعترافه لك بالفضل وحسن الأدب بعد ذهاب إعصار غضبه. وفي الجملة كلما قابلتِ نار الغضب بماء الحكمة كان أدوم لحياة أسرية سعيدة.

                            (1) نقله ابن مفلح في "الآداب الشرعية" ( 1/75) .

                            (1) المصدر السابق (1/259) .

                            تعليق


                            • #29
                              رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

                              النصيحة التاسعة عشرة
                              المشكلة ليست عيبا، ولكن العيب في كيفية التعامل معها
                              لا يوجد بيتٌ زوجي يخلو من مشكلة، بل ليس يخلو المرء في حياتِهِ من ضدٍّ يخالفه في شيءٍ من الأشياء، كما قال ابن الوردي في لاميته :
                              ليس يخلو المرء من ضدٍّ ولو


                              ابتغى العزلة في رأس الجبل


                              فلا غرابة أن تحصل في البيت الزوجي بعض المشاكل والخلافات الأسرية، ولو سَلِمَ منها بيتٌ لسَلِم منها بيتُ النبي r وقد حدث فيه أكثر من مشكلة بين النبي r وأزواجه، تسببت في تخيير الله تعالى له في طلاق أزواجه، وهجرهن شهراً كاملاً، وغير ذلك.
                              فحصول المشكلة ليست مشكلة!، ولكن الإشكال في طرق علاج الإشكال، وعليه فإني أوصيكِ بوصايا عند حلول أي مشكلة لعل فيها دلالة لكِ وله إلى أبواب حلّها، ومن ذلك :
                              الأولى : المشكلة عاصفة، وعند العواصف لا يهتدي المرء إلى الطريق، فمن الخطأ البحث عن حلِّ المشاكل وأنتم في داخلها!، ومن الخطأ أن ينَظِّفَ من وقع في الوحلِ ثيابه ورجله في الطين!.
                              فأفضل خطوات حلّ المشكلة الخروج من عاصفتها بتغيير الزمان أو المكان، وتأخير البحث عن حلها في حينها.
                              ولهذا كم من قرارٍ من أحد الزوجين اتخذه أثناء المشكلة ثم ندم بعد ذلك، وقد لا ينفع الندم حينئذ.
                              الثانية : يُحرم شرعاً خروجك من البيت، وإخراجه لك منه أشد جرماً، والله تعالى يقول في كتابه : ) وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً((الطلاق: من الآية1).
                              فخروجكِ من البيت كما أنه من المحرمات شرعاً كذلك يزيد المشكلة تعقيداً، فلا تعمدي إلى ما يعمد إليه الكثير من النساء ما إن تحدث مشكلة بينها وبين زوجها إلا وقالت له : اذهب بي إلى أهلي، أو اتصلت بهم وطلبت أخذها من البيت، وهذا كلّه شرعاً لا يجوز، فلم تحدث منك فاحشة أخلاقية تقتضي أن تُطردي أو تخرجي هاربة من بيتك!، بل عليك البقاء، ومحاولة حلّ المشكلة بشتى الطرق المناسبة.
                              الثالثة : اتهام الذات، والتفتيش عن مواطن الخلل من أهم المهمات في حلّ المشاكل، وذلك كي لا تخاصمي بالباطل، وتطلبي ما ليس لك بحق، فجولي بفكرك في سبب المشكلة : هل حصل منك خطأ أم لا ؟ .
                              فإنّك بمقدار معرفتك بخطئك في المشكلة يكون قدر طلبك في إنهائها، وحرصك على السلم والتصالح.
                              أما إن ظننتِ أن الصواب كلّه معكِ، وهو كذلك ظنّ أن الصواب كلّه معه، فليس بينكما من القاسم المشترك ما يدعو إلى السلم والمصالحة، ولكن عندما يعترف كلٌ منكما بما أخطأ فيه، تتقلص المشكلة، ويقلّ حجمها، وتضيق دائرتها، فيسهل حلها عندئذٍ.
                              الرابعة : ( ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً ) قاله نبينا محمد r، وحق العشرة الزوجية يدعوك إلى ذلك، فلا ينقصك أن يسبق عفوك عقابك واعتراضك، فإن هذا يحسم مادة المشكلة ابتداء، وقد سبق الإشارة إلى مثل ذلك.
                              الخامسة : من شأن العقلاء : التنازل عن بعض الحقوق لمراعاة مصلحة عظمى، فلا يضرك أن تتنازلي عن بعض حقك - ولو كان ثقيلاً عليك - من أجل حفظ الأسرة، وبقاء بيت الزوجية.
                              السادسة : إياك والبحث عن ثالثٍ يدخل بينكما، وقد تقدم نحو هذا الكلام، فإذا حدثت المشكلة فلا تتسرعي بإخبار أحدٍ عنها حتى تقدمي سائر المحاولات لحلها، وكم من مشكلة بين الزوجين زادت تعقيداً لتعدد الأطراف فيها، فقد كانت في الأصل بين اثنين والآراء فيها كذلك مقسومة على رائيين، فكيف لو تعددت الآراء، وتقاطعت الخطوط، وتشعبت الطرق، فإنها تعظم عند ذلك وتتفاقم، بل ربما يرغب كلٌّ منكما في إصلاح الأمر ولكن لا يستطيع، بل – وهو الأدهى والأمر – ربما يكون الزوجان هما ضحية تصفية حسابات، ونهاية نزاعات بين عائلةٍ وأخرى.
                              وقد وقفتُ على مثل هذا في قضايا أسرية عديدة، والزوجان يتمنيان الخروج من شراكها، والانفراد بحلها بعيداً عن تدخل كلّ أحد.
                              وتأملي قول الله تعالى : )وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً((النساء:35)، وكيف أنّ تدخلَ الحكمِ بين الطرفين إنما جاء عند شدة الشقاق بين الزوجين.
                              فلا تخرج المشكلة من البيت إلى أحدٍ مهما كانت منزلته وعقله، سواء كان الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت، ولا تعطلي عقلك عن معرفة التعامل مع المشاكل كيفما كان حجمها، فمن الزوجات من هي ضعيفة الرأي، هزيلة الشكيمة، تعيش حياتها مع زوجها وكلّ اعتمادها في قراراتها وحلّ مشاكلها على الغير، وهذا من أقبح صفات المرأة.
                              السابعة : تحفَّظي عند كلامك معه من ثورات الغضب من رفع الصوت، وطيش اليد، ونحو ذلك مما لا يليق بالعقلاء .
                              الثامنة : إذا زاد تأجج المشكلة، ورأيتِ أن مداها قد يمتد، فابحثي عن أقرب الناس إلى جادة الدين والعقل، وإياكِ وأقرب الناس إلى عاطفتك!، فالأول سوف يشير عليك بمنظار الدين والعقل، ويقضى لك أو عليك بكل إنصاف، أما صاحب العاطفة فلن يخرج عن مشربك ومذهبك، وسيشاركك الحكم في القضية، بل ربما حمل معك من الحنق والغيظ على الزوج، فتزيد المشكلة بذلك طرفاً ثالثاً، وتزداد تعقيداً، ولهذا كان أقرب الناس إلى عاطفة الزوجات هنّ الأمهات، ومع ذلك لا يدخل غالب الأمهات بخير في قضايا بناتهن لأنهنّ يدخلنّ بداعي العاطفة لا بداعي الدين والعقل، فتكون الأم نسخة أخرى من بنتها.
                              فعليه: إن احتجتِ إلى رأيٍّ رشيدٍ يدلّكِ ويهديك في مشكلةٍ من المشاكل بعدَ بذل وسعك في حلِّها، فابحثي عن صاحب الدين والعقل، واصدقي معه في تصوير المشكلة لكي يوافق رأيه المحل، وينفع العلاج في المرض، وذلك لأن بعض المسترشدات تصوّر مشكلتها مع زوجها بتصويرٍ يخالف الواقع، فيسدي لها العاقل النصيحة والتصرف الأسلم، ثم تعمل به فلا ترى نفعاً لنصيحته بل ربما يتسبب ذلك في إحداث مشكلة أخرى!، وما حالها إلا كحال مريض يصف للطبيب ألماً في موطن وهو يُحس به في موطن آخر، فيصرف له دواءً لا يخفف ألمه، بل ربما أحدث ألماً غيره.
                              فقولي الحق ولو كان عليك، ليتمكن المرشد لك والناصح من البحث عن الحل الأسلم للمشكلة.
                              التاسعة : المحكمة الزوجية!، هكذا يروق لي تسميتها، وقد جرّبها غير واحدٍ من العقلاء والعاقلات فحصدت ثماراً طيبة في حل المشاكل، فإذا وقع إشكالٌ بينك وبين زوجك فاطلبي منه بلطفٍ أن يُعقد مجلسٌ أسري خاص في البيت أو في غيره، وتناقش المشكلة بكلِّ أريحيةٍ وهدوء، مع سلوك طريقة النظام في إدلاء الحجة والسماع لاعتراض المعارض بكلِّ أدب.
                              وقد حصل من بعض الفضلاء أن تعددت المشاكل بينه وبين زوجته، فقال لها : خذي ورقة وقلماً، وأنا كذلك، ثم يكتب كل واحدٍ ما ينتقده وما يريده، ثم نطرح ذلك كله، فما توصلنا فيه إلى حلّ فالحمد لله، وما لم نتوصل فيه إلى حلٍّ فنؤخره إلى أن يشاء الله تسهيل حلّه، قال : فحصل ذلك بعد مجلس عشاءٍ أسري ، فكانت النتيجة إيجابية لمدة طويلة والحمد لله.
                              فالمقصود : أن نضج العقل، وعظم ثقافة الزوجين، وسلامة أخلاقهما، كلّ ذلك يدعوهما إلى سلوك طريقةٍ حُكْمِيِّةٍ حَكِيْمَةٍ يجتمعان فيها، ويتباحثان أطراف المشكلة من حيث الأسباب، وإيجاد الحلول.
                              فإذا كانت كبريات الدول بما عندها من أسلحة الدمار وموجبات العدوان تعقد مثل هذه المحاكم، وتجني الثمار الطيبة على شعوبها، فكيف بأسرة صغيرة ترعى تحت كنفها أطفالاً هم بأشد الحاجة لقطبي الأسرة : الأب والأم ؟! .
                              العاشرة : وتقدم جنسها، عليك بالدعاء في صلاح ما بينك وبين زوجك، وعقد القلب على إرادة الإصلاح، والنصح له، فإن هذه المقدمات إذا كانت حاضرة عند أي مشكلة فإن التصرف فيها يكون أكثر سلامة واستقامة.
                              فهذه عشر وصايا لتكن منك على البال في جميع الأحوال، وأسأل الله أن يبعد عنك كلّ إشكال، وأن يصلح لك زوجك، ويصلحه لك.

                              تعليق


                              • #30
                                رد: كتاب عشرون نصيحة لأختي قبل زواجها ::موضوعات للنقاش::خاص بالأخوات:: نرجو المشاركة

                                النصيحة العشرون
                                سماكِ الله : سكنًا ولباسًا
                                قال الله تعالى : ) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( (الروم:21) .
                                وقال تعالى : ) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ( الآية (البقرة:187) .
                                وقال تعالى : ) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ( (الأعراف:189).
                                وتأملي هذه المعاني السامية من كون الرجل لباس لزوجته، وهي كذلك، فكل منكما للآخر يقوم مقام اللباس :
                                من حيث الستر، فكلٌ منكما ستر على الآخر فلا يرى الناس ما تحته إلى عورته.
                                ومن حيث النظافة، فالمرأة لباس للرجل يحبها دوماً نظيفة جميلة، وكذلك الرجل لباس لامرأته تحبه دائماً نظيفاً جميلاً .
                                ومن حيث القرب، فما لصق بجسم الإنسان مثل لباسه، فكذلك كوني قريبة من زوجك دائماً.
                                ومن حيث الاختصاص، فلباس المرء خاص به، وأنتِ كذلك خاصة به.
                                قال الرازي في "تفسيره" لهذه الآية : ( قد ذكرنا في تشبيه الزوجين باللباس وجوها :
                                أحدها : أنه لما كان الرجل والمرأة يعتنقان ، فيضم كل واحد منهما جسمه إلى جسم صاحبه حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه ، سمي كل واحد منهما لباساً ، قال الربيع : هن فراش لكم وأنتم لحاف لهن ، وقال ابن زيد : هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ، يريد أن كل واحد منهما يستر صاحبه عند الجماع عن أبصار الناس.
                                وثانيها : إنما سمي الزوجان لباساً ليستر كل واحد منهما صاحبه عما لا يحل ، كما جاء في الخبر : ( من تزوج فقد أحرز ثلثي دينه )(1) .
                                وثالثها : أنه تعالى جعلها لباساً للرجل ، من حيث إنه يخصها بنفسه ، كما يخص لباسه بنفسه ، ويراها أهلاً لأن يلاقي كل بدنه كل بدنها كما يعمله في اللباس.
                                ورابعها : يحتمل أن يكون المراد ستره بها عن جميع المفاسد التي تقع في البيت ، لو لم تكن المرأة حاضرة ، كما يستتر الإنسان بلباسه عن الحر والبرد وكثير من المضار .. ) إلى آخر كلام الرازي.
                                وكذلك أنتِ سكن زوجك، يأوي إليك، ويعيش تحت كنفك، ويطلب الراحة عندك، ويبث أسراره فيك، ويلقي حمل تعبه عند عتبات بابك، فلا تخالفي معنى السكون معه، ولا يكون هذا البيت سبب نكده وملله.
                                فكم من زوجٍ ملّ بيته بسبب فساد أخلاق زوجته؟!.
                                وكم من زوجٍ حُبِّبَ إليه السهر خارج بيته لمّا حُرِمَ من سكن الزوجة وقوة داعيها ؟!.
                                فكوني له السكن، وحقق معنى المودة والرحمة المطلوبة منك تجاهه، كما هي مطلوبة منه تجاهك.

                                (1) أخرجه أبو يعلى (4/37 ، رقم 2041) .

                                تعليق

                                يعمل...
                                X