إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فتح رب السماء في تفنيد الأوهام حول أحاديث تهليلات الصباح والمساء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تحقيق] فتح رب السماء في تفنيد الأوهام حول أحاديث تهليلات الصباح والمساء

    الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ،أما بعد:
    فقد كثر الكلام حول تهليلات الصباح والمساء وحصلت أوهام كثيرة في ما يتعلق بأحاديث هذه التهليلات وتخريج هذه الأحاديث يحتمل مجلد ولكني سأتكلم على اثرين عزيزين فات الكثيرين مع تنبيهات مهمة تتعلق بأحاديث التهليلات عموما تفي بالمقصود.

    الأول:اثر رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
    فقد قال ابن أبي شيبة في مصنفه (6/37-طبعة مكتبة الرشد) - حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثني فطر، قال: حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير، عن رجل، من أصحاب محمد، قال: " من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، رفع له عشر درجات، ومحي عنه عشر سيئات، وبرئ يومئذ من النفاق حتى يمسي، فإن قال حين يمسي كان مثل ذلك، وبرئ من النفاق حتى يصبح ".
    قلت:وهذا إسناد صحيح وجهالة الصحابي لا تضر لأن الصحابة كلهم عدول.
    وهذا اللفظ بزيادة "بيده الخير " ثابت أيضا في الأثر التالي.

    الثاني: اثر عبد الله بن مسعود
    فقد قال ابن فضيل الضبي في كتابه الدعاء(1/355-152-ط.مكتبة الرشد) حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، قال عبد الله: «من قال أول النهار: لا إله إلا الله , وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير - عشر مرات - كن كعدل(أربع) محررين من ولد إسماعيل» قال: فذكرت ذلك لإبراهيم، فزاد فيه: «بيده الخير».
    قلت:وهذا إسناد صحيح وزيادة إبراهيم من قبيل المرسل ومراسيله عن ابن مسعود صحاح،إلا انه سقط من نسخة هذا الكتاب لفظ "أربع" وقد أشار الحافظ بن حجر في فتح الباري (11 /204- ط. دار المعرفة) إلى وجود هذه الكلمة في هذا الكتاب،وعلى كل فان هذا الأثر قد أخرجه النسائي مختصرا في السنن الكبرى (9/51-ط. مؤسسة الرسالة) عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود قال: " من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كان له عدل أربع محررين من ولد إسماعيل "
    وأخرجه أبو جعفر ابن البختري في مجموع مصنفاته (1/ 268 –طبعة دار البشائر الاسلامية ) عن هلال بن يساف، قال: ما قعدت إلى الربيع بن خيثم إلا كان من آخر قوله: قال ابن مسعود: من قال في أول النهار لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان عدل أربع محررين من ولد إسماعيل.

    وقد صحح الإمام الدارقطني حديث عبد الله بن مسعود هذا فقال كما في العلل: ((س698- وسئل عن حديث الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ... الحديث.
    فقال: يرويه هلال بن يساف واختلف عنه؛
    فرواه حصين واختلف عنه أيضا، فروى عبد العزيز بن مسلم، ومندل بن علي، ومحمد بن فضيل، وإبراهيم بن طهمان، عن حصين، عن هلال بن يساف.
    وكذلك قال وكيع، عن الأعمش، عن هلال بن يساف، عن الربيع، عن ابن مسعود قوله.
    ورواه شعبة، عن حصين، عن هلال، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود.
    وقال شعبة أيضا، عن عبد الملك بن ميسرة، عن هلال، عن الرجلين: الربيع بن خثيم، وعمرو بن ميمون.
    فصحت الروايتان جميعا، وكلهم وقف.... الحَدِيثَ)).


    قلت:رواية شعبة علقها البخاري في صحيحه(8/86-ط. دار طوق النجاة) فقال ( وَقَالَ آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، سَمِعْتُ هِلاَلَ بْنَ يَسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَوْلَهُ)).

    ثم وقفت على شاهد لأثر عبد الله بن مسعود فقد قال أبو بكر بن ابي شيبة في مصنفه (6/61-ط.مكتبة الرشد) حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن زر، عن عبد الله، قال: " من قال في يومه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كن له عدل أربع رقاب يعتقهن من ولد إسماعيل "


    قلت:وإسناده صحيح وعدم ذكر عدد التهليلات لا يضر هنا لانها ثابتة في روايات أخرى .

    تنبيهات :
    الأول: قال الحافظ بن حجر في فتح الباري (11/ 201- ط.دار المعرفة):((قَوْله ( مِنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ ، لَهُ الْمُلْك وَلَهُ الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير )
    هَكَذَا فِي أَكْثَر الرِّوَايَات ، وَوَرَدَ فِي بَعْضهَا زِيَادَة " يُحْيِي وَيُمِيت " وَفِي أُخْرَى زِيَادَة " بِيَدِهِ الْخَيْر ")).
    قلت:وزيادة "يحيى ويميت" لم تصح كما سيأتي بيانه. وأما زيادة "بيده الخير" فهي ثابتة في حديث الصحابي الذي لم يسمى وفي حديث عبد الله بن مسعود وقد وقفت على زيادة "بيده الخير" في حديث أبي أيوب الأنصاري من طريق الحافظ المتقن يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عند ابن أبي شيبة في مصنفه (7 /171-ط. مكتبة الرشد)،والمنتخب من مسند عبد بن حميد(1/103 –ط.0 مكتبة السنة) والشاشي في مسنده (3/57-مكتبة العلوم والحكم).
    الا ان الشاشي روى الحديث من طريق عيسى العسقلاني عن يزيد بن هارون فقال "يحيى ويميت" بدل "بيده الخير" ولا تصح هذه اللفظة عن يزيد لانه عيسى العسقلاني خالف جماعة من أصحاب يزيد فرووه عنه بلفظ "بيده الخير" منهم:
    1-الحسين بن الحسن المروزي.
    2-أبو بكر بن ابي شيبة.
    3- عبد بن حميد
    4-عباس بن محمد الدوري عند الشاشي في مسنده وروايته تؤكد ثبوت زيادة بيده الخير" عن يزيد دون غيرها فانه قال (حدثنا يزيد بن هارون قراءة عليه).
    لكن عيسى العسقلاني توبع فقد تابعه الحسين بن مكرم ولم أجد له جرحا او تعديلا فروايتهما غلط محض.
    ومما تقدم يتبين ما يلي:
    أن أكثر الروايات جاءت بلفظ "لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير" غير انه ثبتت زيادة "بيده الخير".
    فعلى هذا فيعمل بالزيادة أحيانا وأحيانا بدونها.
    وهناك مسلك أخر وهو مسلك التلفيق ومما يقوي هذه المسألة أن الزيادة وردت في حديث أبي أيوب الأنصاري فيكون الذكر على هذا"لا اله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير".

    الثاني: قال الإمام أحمد في مسنده (38 /544-ط.مؤسسة الرسالة) حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي رهم السمعي عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات وحط الله عنه بها عشر سيئات ورفعه الله بها عشر درجات وكن له كعشر رقاب وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن فإن قال حين يمسي فمثل ذلك
    قلت : و هذا إسناد ظاهره الصحة لانه من رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين وهي قوية ، لكن متنه وهو متن حديث شهر بن حوشب.ولم يروه أحد حديث أبا أيوب الأنصاري بهذا اللفظ مع كثرة طرق الحديث.
    وقوله "كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات..." فهذه مما تفرد بها شهر بن حوشب في حديث أبي ذر وخالف بها إسماعيل بن عياش كل من ذكر أن في مجموع العشر تهليلات عشر حسنات ، واما زيادة "وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن "

    فهذه مما تفرد بها شهر بن حوشب بهذا اللفظ ولم ترد في جميع طرق حديث أبي أيوب على كثرتها.

    وقد عرفت العلة في هذه التخاليط فقد قال الإمام عبد الرزاق في مصنفه (2 /234-ط.المكتب الإسلامي) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَلَيْثٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
    «مَنْ قَالَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ» - قَالَ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ فِي حَدِيثِهِ: وَهُوَ ثَانِيَ رِجْلِهِ - قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عِدْلُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُنَّ مَسْلَحَةً وَحَرَسًا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَحِرْزًا مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَلَمْ يَعْمَلْ عَمَلًا يَقْهَرُهُنَّ إِلَّا أَنْ يُشْرِكَ بِاللَّهِ ".
    قلت :وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب وقد أضطرب في هذا الحديث وبهذا المتن ولإسماعيل بن عياش في هذا الحديث شيخين،والثواب في هذا المتن بعينه هو الذي رواه إسماعيل بن عياش بإسناد شامي عن أبي أيوب الأنصاري وهذا غلط ظاهر.
    الثالث:في قول هذا الذكر إجارة من الشيطان الرجيم.

    ولهذه الزيادة طرق عن أبي أيوب :
    الأول :أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9 /16–ط. مؤسسة الرسالة) فقال أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم، مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، عن أبي أيوب، أنه قال وهو في أرض الروم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال غدوة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، وكن له بقدر عشر رقاب، وأجاره الله من الشيطان، ومن قالها عشية كان له مثل ذلك ".
    قلت:وهذا إسناد جيد وفي القاسم كلام لا يضر هنا.

    الثاني : أخرجه الإمام احمد في مسنده (38 /499-ط. مؤسسة الرسالة) - حدثنا أبو جعفر المدائني أخبرنا عباد بن العوام عن سعيد بن إياس عن أبي الورد عن أبي محمد الحضرمي عن أبي أيوب الأنصاري قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل علي فقال لي يا أبا أيوب ألا أعلمك قال قلت بلى يا رسول الله قال ما من عبد يقول حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد إلا كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات وإلا كن له عند الله عدل عشر رقاب محررين وإلا كان في جنة من الشيطان حتى يمسي ولا قالها حين يمسي إلا كذلك قال فقلت لأبي محمد أنت سمعتها من أبي أيوب قال آلله لسمعته من أبي أيوب يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

    قلت :وهذا إسناد جيد في المتابعات على الأقل وأبو الورد روى له البخاري هذا الحديث معلقاً في المتابعات.
    ونقل الحافظ المزي «تهذيب الكمال» (34/ 389) قول الدارقطني: ما حدث عنه غير أبي مسعود الجريري.
    فتعقبه بقوله: هكذا قال، وقد روى عنه أيضا: شداد أبو طلحة الراسبي.
    وقال ابن سعد «الطبقات» (7/ 226): أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري، وكان معروفا قليل الحديث.
    وقال عبد الله بن أحمد كما في «العلل» (981):(( قلت لأبي: الجريري عن أبي الورد، من هذا؟، قال: هذا أبو الورد بن ثمامة، حدث عنه الجريري أحاديث حسان، لا أعرف له اسما غير هذا)).

    الثالث: أخرجه احمد في مسنده (38/501) فقال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي حدثنا سلمة بن الفضل حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن يعيش عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال إذا صلى الصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كن كعدل أربع رقاب وكتب له بهن عشر حسنات ومحي عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له حرسا من الشيطان حتى يمسي وإذا قالها بعد المغرب فمثل ذلك

    قلت :إسناد لا بأس في الشواهد والمتابعات ومحمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند ابن حبان لكن في سند الحديث عبد الله بن يعيش وهو مجهول لكن روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/62).

    الرابع: في ثواب قول الذكر أنه يكتب لقائله عشر حسنات ويمح عنه عشر سيئات وهذا ثابت في الطرق السالفة الذكر في التنبيه السابق، ومن ثواب هذا الذكر أنه يرفع لصاحبه عشر درجات ويبرئ من النفاق وهذا ثابت في أثر الصحابي عند ابي بكر بن ابي شيبة.
    الخامس: قد حصل اضطراب في ذكر عدد الرقاب في حديث أبي أيوب الأنصاري وقد أشار الحافظ إلى أن المحفوظ هو اربع رقاب فقال في فتح الباري (11 /205):((وأما ذكر رقبة بالإفراد في حديث أبي أيوب فشاذ ، والمحفوظ أربعة كما بينته)).
    قلت : وهو ما علقه البخاري في صحيحه ( رقم: 6041) قال: قال موسى بن إسماعيل عن وهيب.

    ووصله الحافظ في (تغليق التعليق) (5/- 151 –ط. المكتب الإسلامي) فقال ( وأما حديث موسى بن إسماعيل فقال ابن أبي خيثمة في ترجمة الربيع بن خثيم من (تاريخه) ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب بن خالد عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي ? قال: (( من قال لا إله إلا الله قال فذكر مثله يعني حدثنا مثله وبقيته وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له من الأجر مثل من أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل )). اهـ
    ويؤيد ان المحفوظ في حديث ابي أيوب الانصاري ذكر الاربع رقاب انه هو الثابت في حديث عبد الله بن مسعود، وسبب وهم من ذكر ان الثواب كعدل عشر رقاب هو ان عدد التهليلات عشرة وثوابها عشر حسنات فهذا سبب الوهم .

    السادس: لم يصح تقييد التهليلات دبر صلاتي الفجر والمغرب فقد خالف محمد بن ابي ليلى أصحاب الشعبي فزاد زيادة "بعد صلاة الغداة" وهي زيادة منكرة لان محمد بن أبي ليلى سئ الحفظ جدا .ومما يدل على خطئه انه تارة يروي الحديث بالزيادة وتارة بدونها.
    وهذه الزيادة وردت في طريق أخر من طريق عبد الله بن يعيش عن أيوب الأنصاري مرفوعا وعبد الله بن يعيش مجهول كما قال الحافظ في تعجيل المنفعة فزيادته التي تفرد بها دون أصحاب أبي أيوب منكرة.
    وقد روي التقييد بهاتين الصلاتين من حديث أبي ذر ولم يصح لان في إسناده شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد أضطرب في الحديث اضطرابا شديدا فتارة يرويه عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر، وتارة عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ، وتارة عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي هريرة، وتارة عن عبد الرحمن بن غنم مرسلاً، وتارة عن أبي أمامة، وتارة عن أم سلمة، مع اضطراب في المتن أيضا.

    وقد روي تقييد تهليلات المساء بدبر المغرب من حديث عمارة بن شبيب:
    أخرجه التِّرْمِذِيّ في سننه(5/435-ط. دار الغرب الإسلامي) والنَّسَائِيّ في عمل اليوم والليلة (ص385) من طريق أبي عبد الرحمن الْحُبُلِيّ عن عمارة بن شبيب السّبائِي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحْيِىِ ويُمِيِت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله مُسَلَّحَةً يحفظونه من الشيطان حتى يُصْبِح، وكتب الله له لها عشر حسنات مُوجباتٍ، ومحي عنه عشر سيئات مُوبِقات، وكانت له بعِدْلُ عشر رقاب مؤمنات ».
    قلت : وهذا حديث معلول كما قال الإمام ابن يونس في تاريخه(1/363).
    وعلته أن عمارة بن شبيب لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بل سمعه من رجل من الأنصار لم يسمه.
    وقد بين الإمام البخاري علته في التاريخ الكبير(6/ 495-ط. دائرة المعارف العثمانية)( وَقَالَ ابنُ وهب: أَخبرني عَمرو، سَمِعَ الجُلاَّح، سَمِعَ أَبَا عَبد الرَّحمَن المَعافِرِيّ، سَمِعَ عُمارة السَّبَئِيّ، أن رجلا من الأنصار حَدَّثَهُ، قَالَ النَّبيُّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم؛ فِي التهليل)).
    وقال ابن حبان في كتابه الثقات (3 /295-ط.دائرة المعارف العثمانية)( وَمن زعم أَن لعمارة بْن شبيب السبأى صُحْبَة فقد وهم سمع عمَارَة خَبره فِي التهليل عَن رجل من الْأَنْصَار عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
    وقد قال الحافظ العراقي في كتابه تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (ص237- ط. مكتبة الرشد) -:(( وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن السبئي عَن رجل من الْأَنْصَار عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلا انه سَمَّاهُ عمارا
    قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر هَذَا هُوَ الصَّوَاب إلا فِي قَوْله عمار يَعْنِي أن الرجل تَابِعِيّ وَحَدِيثه الأول مُرْسل)).

    والحاصل أن عمارة بن شبيب تابعي وهو في عداد المجاهيل وليس صحابيا والرجل الأنصاري الذي حدثه الظاهر أنه أبو أيوب الأنصاري فزياداته منكرة مخالفة لما رواها الحفاظ المعروفين.

    السابع: تقدم أن تقييد التهليلات بدبر صلاتي الفجر والمغرب لم يصح ومن باب أولى أن لا يصح قيد "ثان رجليه" في حديث ابي ذر :(( من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجله قبل أن يتكلم : لا إله إلا الله ،...)).

    لان في إسناده شهر بن حوشب وهو ضعيف كما تقدم وقد أضطرب في الحديث أضطرابا شديدا كما تقدم بيانه، قال ابن رجب في فتح الباري (5 /261-ط. دار ابن الجوزي) ( ولم يأخذ الإمام أحمد بحديث أبي ذر ، فإنه ذكر له هذا الحديث ، فقال : أعجب إليّ أن لا يجلس ، لأن النبي ( كان إذا صلى الغداة أقبل عليهم بوجهه.
    يعني : أن هذا أصح من حديث شهر بن حوشبٍ هذا ، مع أنه ليس في جميع رواياته : ( ( قبل أن يثنى رجله ) ) ، بل في بعضها)).

    الثامن: قال الحسن بن عرفة في جزئه ( 1 / 51-ط. دار الأقصى) : حدثنا قران بن تمام الأسدي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا قال : - " من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير بعدما يصلي الغداة عشر مرات كتب الله عز و جل له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات و كن له بعدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل ، فإن قالها حين يمسي كان له مثل ذلك و كن له حجابا من الشيطان حتى يصبح " .
    قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة لكن الإمام الدارقطني أعله ففي العلل( 119(وسئل عن حديث أبي عياش الزرقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له. ... الحديث.
    فقال يرويه حماد بن سلمة ، ووهيب ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي عياش الزرقي ، وقال غيرهما ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن ابن عايش ، وقال قران بن تمام ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، ولا يصح أبو هريرة فيه)).
    وحديث أبي عياش الزرقي الذي رجحه الدارقطني ليس فيه قوله "بعد أن يصلي الغداة" وهذه الزيادة لو صحت لا تدل على تقييد التهليلات بدبر الصلاة بل هي من أذكار الصباح وليست من أذكار دبر صلاة الغداة.
    وكذلك قوله في ذكر الثواب " وكن له بعدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل " فهذا وهم والصواب "أربع رقاب من ولد إسماعيل ". وهذا الأوهام غير مستبعدة من قران بن تمام فانه كان يخطأ وقد قال الحافظ في التقريب :"صدوق ربما أخطأ" وقال أبو زرعة الرازي :"شيخ لين".

    التاسع :ترتيب الثواب الكبير على هذا الذكر دليل على شرفه، وفضله، وعظيم ما احتواه من المعاني، ففيه توحيد الله - جل جلاله – بقوله: (لا إله إلا الله)، أي لا يستحق العبادة إلا الله تعالى، وتأكيد هذا التوحيد بقوله: (لا شريك له)، وتمجيده والثناء عليه - جل وعلا – بقوله: (له الملك)، وحمده بجميع أنواع المحامد-سبحانه وتعالى – بقوله: (له الحمد)، و الثناء عليه وتعظيمه – سبحانه – بقوله: (وهو على كل شيء قدير).

    فمن قال هذا الذكر فقد وحد ربه، ومجّده، وحمده، وعظّمه، وأثنى عليه، وهو - سبحانه - أهل الثناء والمجد ، جل ربنا وتعالى وتقدس وقد شرع هذا الذكر في الصباح والمساء عشر مرات لتجديد العهد بتوحيد الله تبارك وتعالى.

    الخلاصة
    أن التهليلات العشرة ثابتة في أذكار الصباح والمساء ولم يصح التقييد بدبر صلاتي الصبح والمغرب بل هي من أذكار الصباح والمساء .
    وقد صح الحديث بزيادة "بيده الخير" في حديث عبد الله بن مسعود وفي حديث صحابي أخر لم تصرح الرواية باسمه ووردت في حديث أبي أيوب الأنصاري بل وردت حتى في رواية شهر بن حوشب مع ما فيها من اضطراب ،ولم تصح زيادة "يحيى ويميت" فلا يعمل بها.

    والثواب المترتب على هذه التهليلات العشر صباحا هي أنها تعدل أربع رقاب من ولد إسماعيل ويكتب لمن قالها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات ويرفع له عشر درجات ويجار من الشيطان حتى يمسي ويبرئ من النفاق حتى يمسي ،فان قالها مساءا كان له مثل ذلك.وما يروى غير ذلك في ذكر الثواب لم يصح.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    وكتبه عمر بن ابراهيم الموصلي
    راجيا بذلك عفو ربه
يعمل...
X