إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

أكثر من 140 فائدة من سلسلة دروس وفوائد من آية الكرسي الشيخ عبد الرزاق البدر (سؤال وجواب)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [فوائد مستخلصة] أكثر من 140 فائدة من سلسلة دروس وفوائد من آية الكرسي الشيخ عبد الرزاق البدر (سؤال وجواب)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تنبيه: وردت هذه الأسئلة في إحدى المسابقات وقد تحصلت على نسخة منها فأجبت عليها وأحببت أن أشارككم بها
    دروس وفوائد من آية الكرسي – لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظهما الله تعالى
    من 23-05-1427هـ إلى 29-06-1427هـ بالمسجد النبوي الشريف
    01_مقدمة حول فضل آية الكرسي – حديث أبي بن كعب رضي الله عنه
    02_03_04_كلمة التوحيد التي صُدِّرَت بها آية الكرسي معناها، فضائلها وشروطها
    أسماء الله الحسنى التي اشتملت عليها آية الكرسي
    05_(الله)
    06_(الحي، القيوم)
    07_(العلي)
    08_(العظيم)، قاعدة مفيدة في الأسماء والصفات
    09_الصفات الإلهية المشتملة على آية الكرسي
    10_دراسة تطبيقية لقواعد الأسماء والصفات على ضوء آية الكرسي
    دلائل وبراهين التوحيد الواردة في آية الكرسي
    11_البرهان الأول: (الْحَيُّ) ، البرهان الثاني: (الْقَيُّومُ) ، البرهان الثالث: (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ)
    12_البرهان الرابع: (لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)
    13_البرهان الخامس: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)
    14_البرهان السادس: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ)
    15_كلمة نافعة لأهل العلم - البرهان السابع: (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ)
    16_البرهان الثامن: (إِلاَّ بِمَا شَاء)
    17_البرهان التاسع: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)
    18_البرهان العاشر: (وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا)
    19_20_البرهانان الحادي عشر والثاني عشر: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
    الفوائد المستفادة والدروس المتلقاة من آية الكرسي
    21_الإيمان بالغيب
    22_الإيمان بالقدر
    23_أقسام التوحيد الثلاثة
    24_الرد على المبطلة في أمور التوحيد
    25_الإستشفاء بآية الكرسي

    وهذه الفوائد العشر الأولى منها
    س1: ما هي أفضل آية في القرآن الكريم وما الدليل على ذلك؟
    آية الكرسي ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَ‍ُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ ٢٥٥[البقرة:255]
    جاء في صحيح مسلم عن أبيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: (( قَالَ لي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ قُلْتُ :﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ : وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ ))

    س2: بأي اعتبار تكون سور القرآن وآياته متفاضلة؟
    متفاضلة باعتبار الألفاظ والمعاني لا باعتبار من تكلم به، باعتبار الألفاظ المشتملة على المعاني وباعتبار المعاني التي دلت عليها الألفاظ.

    س3: اذكر جملة من الفوائد التي تضمنها حديث أبي رضي الله عنه؟
    · إدراك الصحابة رضي الله عنهم لمكانة التوحيد وعظم شأنه وأن التوحيد هو أعظم شيء في القرآن ، ولهذا أبيّ لما سأله النبي عليه الصلاة والسلام (( أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ )) لم يرِد على ذهنه آيات الأحكام ، ولم يرد على ذهنه قصص الأمم السابقة ، ولم يرد على ذهنه آيات أهوال يوم القيامة ، ولم يرد على ذهنه آيات الآداب أو نحوها ، وإنما الذي جاء وقفز إلى ذهنه رأساً أعظم شيء في القرآن وهو توحيد الله جل وعلا وإخلاص الدين له.
    · كمال فقه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
    · اختيار آية الكرسي المباركة لأنها أخلصت لبيان التوحيد.
    · قوله صلى اله عليه وسلم "ليهنك العلم" فيه لفتة لعظم مكانة التوحيد وأنه من أجل العلوم.
    · قوله "يا أبا المنذر" فيه لطف الخطاب وحسن التودد.
    · قوله "ليهنك العلم" في هذه التهنئة التشجيع على العلم ورفع المعنويات لطلاب العلم ومعرفة أقدار الناس في العلم وتفاضلهم فيه وإعطاء كل ذي حق حقه.

    س4: اذكر بعض ما جاء في السنة مما يدل على مكانة التوحيد في قلوب الصحابة رضي الله عنهم.
    · قصة الصحابي الجليل الثابتة في صحيح البخاري وغيره عندما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فكان يقرأ في أصحابه في كل ركعة بـ ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١[الإخلاص:1]فأشكل عليهم هذا الأمر ، ولما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم سألوه في ذلك ؟ فقال لهم عليه الصلاة والسلام : ((سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ )) فَسَأَلُوهُ فَقَالَ : " لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا " هذا هو سر الأمر فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ )) ، وفي رواية ((حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ)) .

    س5: ماذا تستفيد من قول النبي صلى اله عليه وسلم: "أن حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ"؟
    · حب آيات الصفات وآيات التوحيد تُنال به محبة الله.
    · فيه دلالة على أن آيات التوحيد تقود إلى كل فضيلة وإلى كل رفعة في الدنيا والآخرة.قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ: مَنْ كَانَ بِاللَّهِ أَعْرَفَ كَانَ لَهُ أَخْوَفَ وقال ابن القيم مَنْ كَانَ بِاللَّهِ أَعْرَفَ كَانَ لَهُ أَخْوَفَ وَلِعِبَادَتِهِ أَطْلَبْ وَعَنْ مَعْصِيَتِهِ أَبْعَدْ.

    س6: اذكر المواطن التي يسن فيها للعبد قراءة آية الكرسي في يومه وليلته.
    ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم في أحاديث عديدة حث على قراءة آية الكرسي وترغيب في تلاوتها وتوظيفها في أيام المسلم ولياليه :
    v والذي ثبت عنه في هذا الباب أنها تقرأ قراءة موظفة راتبة في اليوم والليلة أدبار الصلوات الخمس كما في حديث أبي أمامة الباهلي في سنن النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا أَنْ يَمُوت )) يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد : سمعت " (( وبلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدَّس اللّه روحَه أنه قال: ما تركتُها عُقيبَ كُلِّ صلاة )) .
    v ويشرع قراءتها كل ليلة إذا أوى المسلم إلى فراشه لما ثبت في صحيح البخاري في قصة أسير أبي هريرة رضي الله عنه والقصة طويلة وفي تمامها قال له الأسير : ((دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا )) قال مَا هي ؟ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ )) فسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك فقال : ((أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ)) .
    v ويشرع قراءتها في أذكار الصباح والمساء - مرة في الصباح ومرة في المساء - في قصة أسير أبيّ بن كعب رضي الله عنه وهي قصة مخرَّجة في سنن النسائي ومعجم الطبراني وغيرهما وفيها : أن أبيًّا لما أمسكه قال له : ((أَجِنِّيٌّ ، أَمْ إِنْسِيٌّ ؟ فَقَالَ: بَلْ جِنِّيٌّ ... قَالَ: مَا يُجِيرُنَا مِنْكُمْ ؟ قَالَ: تَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: إِذَا قَرَأْتَهَا غُدْوَةً أُجِرْتَ مِنَّا حَتَّى تُمْسِيَ ، وَإِذَا قَرَأْتَهَا حِينَ تُمْسِي أُجِرْتَ مِنَّا حَتَّى تُصْبِحَ ، قَالَ أُبَيٌّ فَغَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ: صَدَقَ الْخَبِيثُ ))

    س7: ما الحكمة من قراءة هذه الآية العظيمة إذا أوى العبد إلى فراشه كل ليلة؟
    آية الكرسي أخلصت لبيان التوحيد فيكون بذلك أن من أواخر ما ينام عليه المسلم آية التوحيد.

    س8: ماذا يستفيد العبد من قراءة آية الكرسي مرات في يومه وليلته؟
    كل ذلك استذكار للتوحيد وعناية بمقامه وتدبر لدلالاته وبراهينه ليصبح المسلم في أيامه ولياليه لا يزال مستذكراً التوحيد مستحضراً له معتنياً بدلائله وبراهينه، وآية الكرسي متن جامع للتوحيد.

    س9: في قول النبي صلى الله عليه وسلم :" لَا يَزَالَ عَلَيْه مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَه شَيْطَانٌ" إشارة إلى فائدة عظيمة اذكرها.
    التوحيد يطرد الشياطين.

    س10: كيف يحصل العبد الفوائد المرجوة من قراءة آية الكرسي؟
    القراءة ينبغي أن تكون قراءة بتدبر وتعقل وتأمل وتجديد للإيمان واستذكار للتوحيد الذي دلت عليه هذه الآية ، ولهذا نبَّه أهل العلم أن هذه الآية ونظائرها من آي القرآن الكريم أثرها في العبد فرعٌ عن عناية العبد بتدبر معانيها وتأمل دلالاته.

    يُتبع بإذن الله أخوكم ومحبكم في الله نجيب الجزائري

  • #2
    رد: أكثر من 140 فائدة من سلسلة دروس وفوائد من آية الكرسي الشيخ عبد الرزاق البدر (سؤال وجواب)

    وهذه العشرة الثانية
    س11: قال تعالى ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ ١٢١[البقرة:121] اذكر مراتب هذه التلاوة.
    · قراءة القرآن وحفظه قراءة صحيحة سليمة مستقيمة.
    · فهم معانيه ومدلولاته وعقل مراد الله تبارك وتعالى به تدبراً وتفهما وتعقلا وتبصراً وفهماً لكلام الله جل وعلا.
    · العمل بالقرآن.

    س12: صدّر الله تعالى آية الكرسي بكلمة التوحيد ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ اذكر فضل وشأن هذه الكلمة العظيمة وما وصفت به في القرآن والسنة
    هذهِ الآية الكريمة صُدِّرت بقولِه تبارك وتعالى : ﴿اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وهذهِ كلِمة التوحيد التي هيَ أجلُّ الكلِمات وأفضلها على الإطلاق فليسَ في الكلِمات كلِّها كلمةٌ أفضل مِن هذهِ الكلمة ﴿اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ هيَ أفضلُ كلمةٍ قالها نبي كما قالَ عليه الصلاة والسلام : ﴿ وخيرُ ما قُلتهُ أنا والنبيُّون مِن قبلي لا إله إلا الله وهيَ أفضل الذِكر كما قال عليه الصلاة والسلام : ﴿ أفضلُ الذِكرِ لا إله إلا الله وأفضلُ الدعاءِ الحمدُ لله
    قال الله عزّ وجلّ : ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ أي : استمسَك بلا إله إلا الله التي هيَ خيرُ مُستَمسَك وأعظمُ عُروةٍ يتعلّقُ بها العبد ويستَمسِكُ بها لتَتحَقَّقَ نجاتهُ ولِيُحصِّلَ رِبحَ الدُّنيا والآخِرة .
    وجاء في القرآن وصفُها بِأنها الكلِمةُ الطيبة كما قال تبارك وتعالى : ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء .
    وَوَصفها تبارك وتعالى بِأنها القول الثابِت ،كما قال جلّ وعلا : ﴿يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ .
    ووصفها جلّ وعلا بأنها دعوة الحق كما في قولِه سبحانه في سورةُ الرعد : ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ .
    ووصفها جلّ وعلا بأنها الكلمة التي جَعلها إبراهيمُ الخليلُ إمام الحُنفاء باقيةً في عَقِبِه ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي : لا إله إلا الله .
    ووصفها بِأنها كلِمة التقوى التي ألزَمَها الله نبيَّهُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه وكانوا أحقَّ بِها وأهلها كما قال عزّ وجلّ : ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا .
    ووصفها تبارك وتعالى بِأنها العهد كما في قولِه جلّ وعلا : ﴿إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً قيل في تفسيرِها أي : العهدُ هو لا إله إلا الله .
    وجاءَ في القرآن وصفُ هذه الكلمة العظيمة بِصفات كثيرة جِداً تَدلُّ على عِظمِ مقامِ هذهِ الكلمة مِن الدّين وأنّها أساسُ الدّين وأنها الكلمة التي أُنزلَت لأجلِها الكُتب وأرسِلت لأجلِها الرُسل وهذا المعنى جاء في آياتٍ كثيرة في القرآن كقولِه سبحانه وتعالى في أولِ سورة النحل : ﴿أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِفوصَفها بِأنها أنزٍلت الكُتب لأجلِ بيانِها وتقريرِها وإيضاحِها ، وقال عزّ وجلّ : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ وقال جلّ وعلا : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ
    وجاء في سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصفُ هذه الكلمة المُباركة بِأنها أرفعُ شُعب الإيمان كما في حديثِ الشُعب المشهور المُخرّج في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ﴿الإيمانُ بضعٌ وسبعونَ شُعبة أعلاها قولُ لا إلهَ إلا الله وأدناها إماطةُ الأذى عنِ الطريق والحياءُ شُعبةٌ مِن شُعبِ الإيمان وجاء في السنة وصفُ هذهِ الكلمة بأنها لو وُضِعت في كِفَّة ميزان وفي كِفَّة الميزان الأخرى السموات والأرض ثقُلت بِهنَّ هذه الكلمة العظيمة كلمة التوحيد ـ لا إله إلا الله ـ ففي المُسند مِن حديثِ عبد الله بن عمر بن العاص بِسندٍ ثابِت عنِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنّ نوحاً ـ عليه السلام ـ قال لابنه : ﴿ يا بُني أمُركَ بلا إله إلا الله فإنّها إنْ وُضِعت في كِفَّة والسموات السبع والأرضون السبع في كِفَّة لمالَت بِهِنَّ لا إله إلا الله ، قال ولو كانت السموات والأرض حلقةً مُفرغة لفَصَمَتهُنَّ ـ وفي رواية ـ لقَصَمَتهُنَّ لا إله إلا الله
    وجاءَ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في المسند وغيره من حديثِ عبد الله بن عمر بن العاص قال عليه الصلاة والسلام : ﴿ يُصاحُ بِرجلٍ مِن أمتي على رؤوسِ الخلائِقِ يوم القِيامة فيُنشَرُ لهُ تِسعةٌ وتِسعون سِجِلا كلُّ سِجلٍ مِنها مَدّ البصر ، فيُقالُ لهُ : أتنكُرُ مِن ذلِك شيء فيقول : لا يا رب ، فيقالُ لهُ : أعِندَك عذرٌ أو عندكَ حسنَة ، فيهاب الرجل ويقول : لا يا رب ، فيقول الله سُبحانه وتعالى : إنك لا تُظلَم ، فيُخرج لهُ بِطاقة فيها لا إله إلا الله ، فيقول الرجل : يا رب وما هذهِ البطاقة مع هذهِ السِجلات ، قال : فتوضَع البِطاقة في كِفَّة والسجِلات في كِفَّة ، قال : فطاشَت السِجِلات وثَقُلَت البِطاقة ولا يثقُل مع اسم الله شيء

    س13: لماذا سميت هذه الآية المباركة آية الكرسي؟
    لأنها الآية الوحيدة التي ذكر فيها الله عز وجل هذا المخلوق العظيم وهو الكرسي.

    س14: في قول النبي صلى الله عليه وسلم يخرج مِن النار مَن قال لا إله إلا الله وفي قلبِهِ مثقال ذرَّةٍ من خير فائدة جليلة اذكرها.
    هذا فيه فائدة أنّ قوة أثر هذه الكلمة بِحسبِ قوة صِدق العبد فيها وقوة الإيمان الذي يقوم في قلبِه.

    س15: كيف يسلم العبد في هذا الباب من طرق المغضوب عليهم والضالين وأهل النفاق؟
    • بالعِلم يَخرج العبد مِن طريقَة النصارى الذين يعمَلون ولا يعلمون عِندهُم عمل بلا عِلم.
    • وبالعمل يخرج مِن طريقة اليهود قال الله تعالى : ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا أي : لم يعملوا بِها ، لديهِم عِلم ولكنّهُم لا يعملون.
    ولِهذا قال بعض السلف رحمهم الله مَن ضلَّ مِن عُبّادِنا ففيهِ شَبهٌ مِن النصارى ومَن ضلَّ مِن عُلمائنا ففيهِشبهٌ مِن اليهود والله سبحانه وتعالى : ﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾.
    • وبالصِدق يخرج العبد مِن طريقةِ المُنافقين الذين يُظهِرون ما لا يُبطِنون قال تعالى: ﴿ إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَوقال الله سبحانه وتعالى : ﴿ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾.

    س16: ما هي شروط لا إله إلا الله بالأدلة؟
      • الشرط الأول لقَبولِ لا إله إلا الله فهو العِلم بِمعناها نفياً وإثباتاً المُنافي للجهل قال تعالى : ﴿ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَأي : يعلمون معنى ما شهِدوا به وقال تعالى : ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَاوقال الله تعالى : ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وجاء في صحيح مُسلم مِن حديثِ عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهُ قال : ﴿ مَن ماتَ وهوَ يعلمُ أنهُ لا إله إلا الله دخَل الجنة
      • الشرط الثاني : اليقين المُنافي للشكِّ والريب قال الله سبحانه وتعالى : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا أي : أيقنوا ولم يشكُّوا ثبتَ في صحيح مُسلم مِن حديثِ أبي هُريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : ﴿ أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنّي رسُول الله لا يلقى اللهَ بِهِما عَبدٌ غيرُ شاكٍّ فيهِما إلا أدخَلهُ اللهُ الجنة وفي حديثِ أبي هريرة الآخر في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام : ﴿ أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنّي رسولُ الله لا يلقى الله بِهِما عبدٌ مُستيقِنٌ بِها قلبهُ إلا دخَل الجنة
      • الشرط الثالث : الإخلاص المُنافي للشرك والرّياء. قال الله تعالى : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وقال تعالى : ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ أي : الصافي النقي ، وفي الحديث : ﴿ مَن قالَ لا إلهَ إلا الله خالِصاً مِن قلبِه دخلَ الجنة
      • الشرط الرابع : الصِدق المُنافي للكذِب. قال الله سبحانه وتعالى عن المُنافقين : ﴿إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ أي : كاذِبونَ في أنَّ ما قالوهُ بألسِنتهم ليسَ مُواطِئً لِما قامَ في قلوبِهم. ثبتَ في الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اشتِراطُ الصدق لِقبول لا إله إلا الله : ﴿ مَن قالَ لا إله إلا الله صادِقاً مِن قلبِهِ دَخَلَ الجنة
      • الشرط الخامِس: المحبة المُنافية للبغضِ والكُره ، ولِهذا قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام : ﴿ أوثَقُ عُرى الإيمان الحُبُّ في الله والبُغضُ في الله وفي الحديث الآخر قال : ﴿ مَن أحَبَّ لله وأبغَض لله وأعطى لله ومنعَ لله فقد استَكمَل الإيمان وقال عليه الصلاة والسلام : ﴿ ثلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ وجَدَ بِهِنَّ حلاوَة الإيمان ، أن يكونَ الله ورسولُه أحبَّ إليهِ مِمَّا سِواهُما وأنْ يُحبَّ المرء لا يُحِبُّه إلا لله وأن يَكرَهَ أنْ يعودَ في الكُفرِ بعدَ أن أنقذهُ الله مِنه كما يَكرهُ أن يُقذفَ في النار
      • الشرط السادس مِن شروطِ هذه الكلمة العظيمة : الانقياد المُنافي للترك قال عزّ وجلّ : ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىأي : بلا إله إلا الله
    · الشرط السابع: القَبول المُنافي للرد قال تعالى : ﴿ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وقال عليه الصلاة والسلام: ﴿ قل آمنت بالله ثم استقم

    س17: اذكر بعض النصوص الدالة على أن الكفار فهموا معنى هذه الكلمة من إخلاص الدين لله وترك الأنداد والوسطاء والبراءة من ذلك.
    قال تعالى ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ولمّا قال نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمِّهِ أبي طالب عِندما حضرتهُ الوفاة : ﴿ يا عم قُل لا إله إلا الله كلِمة أحاجُّ لك بِها عِندَ الله قال أبوا جَهل ومن معه وكانوا عِند رأسه قالوا : بل على مِلّة عبد المُطّلب ، وهذا يُفيدُنا أنهم كانوا يفهمون أنّ لا إله إلا الله تعني التخلِّي عن عِبادة غير الله وإخلاص الدّين لله تبارك وتعالى وترك الأنداد والوُسطاء والشُركاء والتَخلِّي عن ذلِك كلّه والبراءة مِنه والإقبالِ على الله سبحانه وتعالى ولِهذا عَدُّوا طلبَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِنهم قول لا إله إلا الله أمراً في غايةَ العَجب لأنه يقتضي التخلّي عن الآلهة والبراءةِ مِنها ولِهذا قالوا كما جاء في القرآن : ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ يعني أمر في غاية العَجب ، بل إنهم تواصّوا فيما بينهُم على الصَبر على الآلهة وعدَم التخلّي عنها ﴿ وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ وكان بعضهُم يُهنّئ بعضاً على هذا الصبر ﴿ إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا

    س18: ما المطلوب من العبد في شروط لا إله إلا الله؟
    ليس المطلوب في هذه الشروط السبعة عَدُّها أو مُجرّد عَدِّها وإنّما المطلوب في هذه الأمور السبعة تحقيقُها أن يُحقَّقها العبد ، ولِهذا قال بعض أهل العِلم : كم مِن عامّي مُتحقِّقة فيه هذه الشروط ولو قُلتَ لهُ عُدّ لنا شُروط لا إله إلا الله ما يُحسِن أن يُعدّها ولكنّه يعرِف أنّها تعني التوحيد والإخلاص وعِنده يقين في قلبه وصادِق ليس مُنافِقاً ويقولُها بإخلاص وبنيّة صافية ومُحب لله ولدين الله ولشرع الله ولأوامر الله وأيضاً مُنقاد ومُستسلم ومُطيع وليس مُتلقِياً لها بالاستِكبار ، مُتحقّقة فيه فالعِبرة بتحقُّقها ليس العِبرة بِمُجرّد عدّها ، قد يَعُدّها الإنسان ويجري فيها مثل السهم ولكنه قد يَخرِمها ـ والعياذ بالله ـ فالعِبرة بأن يكون العبد مُحقِّقاً لها وليس شرطاً هنا أن يضبطَ العدد ويقول الشُروط سبعة . . واحد اثنين ثلاثة أربع خمسة . . ليس هذا شرط وليس بلازِم ، المُهم أن تتحقّق فيه هذهِ الشروط وأن تجتَمِع وأن يُتمِّمها وأن يبذل وسعه في حياتهِ في تحقيقها إلى أن يلقى الله سبحانه وتعالى وهو راضٍ عنه .

    س19: ما سب وقوع اللبس في فهم كلمة التوحيد عند كثير من الناس؟
    كل ذلك عائد إلى الأهواء والجهل بدين الله تبارك وتعالى ودعاة الضلال وأهل الفتنة وإلا واضحة عليها نور وضياء وبرهان ولا خفاء فيها.

    س20: ما هو تقدير خبر (لا) في كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" مع ذكر شواهد ذلك من القرآن الكريم؟
    المحذوف المقدر كما تدل على ذلك نصوص القرآن هو كلمة "حق" –لا إله حق إلا الله- كما قال الله سبحانه وتعالى ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٦٢[الحج:62] وكما قال تعالى ﴿لَهُۥ دَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ ١٤[الرعد:14]﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّهُۥ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَأَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٦[الحج:6] والآيات في هذا المعنى كثيرة فلا إلا إلا الله أي : لا إله حق إلا الله.
    يُتبع بإذن الله أخوكم ومحبكم في الله نجيب الجزائري

    تعليق


    • #3
      رد: أكثر من 140 فائدة من سلسلة دروس وفوائد من آية الكرسي الشيخ عبد الرزاق البدر (سؤال وجواب)

      وهذه العشرة الثالثة:
      س21: ما معنى الإله لغة وشرعا؟

      الإله في لغة العرب معناه المعبود والتأله التعبد، إله من ألِهَ يألَهُ إلَهةً أي: عَبَدَ يعبُدُ عبادة والتأله التعبد ولهذا قيل:

      لله در الغانيات المُدّه ِ*** سَبَّحن واسترجعن من تأله

      أي من تعبدِي
      والإله هو المعبود المألوه الذي يُذلّ له ويُخضع ويُطاع ويُخشع له وتُصرف له أنواع العبادة.

      س22: ما معنى قول الله تعالى ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَآءِ إِلَٰهٞ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَٰهٞۚ ٨٤[الزُّخرُف:84]؟
      أي معبود في السماء ومعبود في الأرض، تعبده الملائكة في السماء ويعبده من شاء من خلقه في الأرض.

      س23: ما هي أركان لا إله إلا الله وكيف يسمى هذا الأسلوب عند العرب؟ وما فائدته؟
      تشتمل على ركنين لا يتحق التوحيد ولا يستقيم إلا بهما:
      الركن الأول: النفي
      الركن الثاني: الإثبات
      وهذا الأسلوب في لغة العرب يسمى القَصر وهو قوي في تقرير المراد وبيان المقصود وهو في قوته يعادل جملتين مفيدتين الأولى مُثبِتة والثانية نافية (لا إله: الجملة النافية وإلا الله: الجملة المثبتة).

      س24: هل يكفي أن يُحقق أحد الأركان فقط؟
      لا يكون العبد موحدا إلا بتحقيق هذين الركنين معا النفي والإثبات، ولو جاء بأحد الركنين دون الآخر لا يكون من أهل التوحيد.بل يكون من أهل لكفر.

      س25: في أي نوع من أنواع التوحيد كانت الخصومة بين الكفار وبين النبي صلى الله عليه وسلم مع ذكر الدليل؟
      كان المشركون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يثبتون ولا ينفون يُثبتون أن الله معبود ويعبدونه ولكنهم لا ينفون العبادة عن من سواه قال تعالى ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِ ١٦٥[البقرة:165] وإذا أُلقوا في النار قالوا ﴿تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨[الشعراء 97-98] وقال تعالى ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ ١٠٦[يوسف:106] وجاء في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل رجلا من المشركين قال له "كم إلها تعبد" قال: سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء قال له:"من الذي يجعل لرغبك ورهبك" قال: الذي في السماء قال:"دع الذي في الأرض واعبد الذي في السماء".

      س26: ماذا يفيدنا ما جاء في السنة مضافا إلى كلمة التوحيد وهو قوله:"وحده لا شريك له"؟
      هذا تأكيد للتوحيد بركنيه الذي دلت عليه كلمة التوحيد –لا إله إلا الله- تأكيد للتوحيد بركنيه النفي والإثبات فقوله: وحده: هذا تأكيد للإثبات وقوله: لا شريك له هذا تأكيد للنفي.

      س27: اشرح معنى لا إله إلا الله على ضوء نصوص الكتاب والسنة.
      قال تعالى ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ٢٦إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ ٢٧وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ فِي عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ٢٨[الزُّخرُف] الكلمة التي جعلها عليه السلام باقية في عقبه هي لا إله إلا الله وقد ذكرت هنا بمعناها المبين لنا بركنيها فقوله: إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ هذا النفي وقوله إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي وهذا الإثبات وهذا هو التوحيد الذي دلت عليه هذه الكلمة.
      قال تعالى﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗا ٦٤[آل عمران:64] أي لا نصرف من العبادة إلا له.
      قال تعالى﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِثم نضم إله قوله عزّ وجل وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
      من مجموع هاتين الآيتين اللتين فيهما بيان زُبدة دعوة المرسلين –لا إله إلا الله- في الآية الأولى ذكر كلمة التوحيد بلفظها وفي الآية الثانية ذكر آية التوحيد بمعناها ومدلولها فلا إله إلا الله معناها عبادة الله واجتناب عبادة الطاغوت.
      قال تعالى لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
      وهذا هو معنى لا إله إلا الله : يكفر بالطاغوت هذا النفي، ويؤمن بالله هذا الإثبات.

      س28: تفسير الشيء وبيانُه لأهل العلم فيه طريقتان اذكرهما. ثم على ضوء ذلك كيف نفسر التوحيد؟
      الطريقة الأولى يذكر المعاني المندرجة تحت اللفظ المفسّر والطريقة الثانية بذكر الضد فالشيء يُفسر بماعنيه الداخلة تحته والتي يدل عليها اللفظ والطريقة الثانية ببيان ضده وكما قيل: وبضدها تتميز الأشياء.
      ولهذا يُفسر التوحيد تارة بالإخلاص –إخلاص الدين له- ومعنى الإخلاص أن يؤتى بالدين صافيا نقيا لا يراد به إلا الله ولا يُجعل معه شريكا.
      كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له لَهُ الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون"فلا إله إلا الله معناها أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين.

      س29: اذكر بعض التفسيرات الباطلة لكلمة التوحيد. وماذا يترتب على تقدير خبر لا ب: موجود وخالق؟
      قولهم إنّ معنى لا إله إلا الله أي : لا إله موجود إلا الله أو لا إله مُمكن إلا الله ، فقدّر المحذوف بموجود أو بِمُمكن. فيكون المعنى : كلُّ إلهٍ وُجِد وعُبد فهو الله ، فترجع الكلمة إلى أقبح عقيدة وأفسد عقيدة وهي عقيدة الحُلولية الذين يَقصِدون بالعِبادةِ كلَّ شيء ويقولون : إنّ الله حالٌ في كلِّ مكان تعالى الله عمّا يقولُ الظالِمون عُلوٌ كبيرَ.
      ومِن قائل إنّ معنى لا إله إلا الله أي : لا خالِق إلا الله وهذا الأمر صحيح مِن حيثُ هو لا خالِق إلا الله فالخالقُ هو الله وحده لكن هل هذا هو معنى لا إله إلا الله ؟ هل هذا هو مدلولُها ؟ ولو كان هذا مدلولُ هذه الكلمة أيرفُضها المشركون في زمنِ النبي عليه الصلاة والسلام الذين ذكَر الله سبحانه وتعالى مِن شأنهم أنهم إذا سُألوا من الخالق للسموات و للأرض والجبال والناس يقولون الله ، هم يعتقِدون أنه لا خالق إلا الله ، ولو كان معنى لا إله إلا الله أي : لا خالق إلا الله لمَا رفض المشركون هذه الكلمة لأنها لا تُصادمُ عقيدةً عِندهم ، ولكنّهم فهِموا معناها وفَهِموا أنها تُبطلُ الآلهة والمعبودات و لِهذا قال لما لهُم عليه الصلاة والسلام : ﴿ قولوا لا إله إلا الله تفلحوا قالوا : ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ فامتنعوا مِن قول هذه الكلمة وقبولِها لأنّها تُبطل الآلهة و لو كان معناها لا خالق إلا الله لما تردَّدوا في قبولِها والنُطق بها ، وفي الآية الأخرى قال تعالى : ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ .

      س30: اذكر بعض الفوائد المستنبطة من قصة أبي طالب عندما حضرته الوفاة.
      · ليست مِلّة عبد المُطّلب نفيُ وجود الله وليست مِلّة عبد المُطّلب نفي أنّ الله الخالق بل كان عبد المُطّلب يعتقِد أنّه لا خالِق إلا الله ولا ربَّ إلا الله ولكنّه لم يُخلِص العِبادة لله ولم ينفي الشرك والتنديد الذي جعلوهُ للآلهة.
      · خُطورة قُرناء السوء وخُلطاء الفساد والشرّ.
      · مُسايرة الآباء ومُسايرة مَن نشأ في مُجتمع هذهِ تُعتبر مُشكلة منعت كثير من الناس عن قبول الحقّ وصدَّتهُم عن الهُدى ولا يليق بالعاقِل أن يكون بهذهِ الصفة.
      · نبّه العُلماء أنّ من المُفيد للمسلم في فهمِ لا إله إلا الله أن يدرُس السيرة ، سيرة النبي عليه الصلاة والسلام مع كُفّار قُريش ومع المشركين عُمومًا وما هي الخُصومة التي كانت بينهم ؟
      يُتبع بإذن الله أخوكم ومحبكم في الله نجيب الجزائري

      تعليق


      • #4
        رد: أكثر من 140 فائدة من سلسلة دروس وفوائد من آية الكرسي الشيخ عبد الرزاق البدر (سؤال وجواب)

        س31: ما هي العبادة التي يحقق المسلم بها كلمة التوحيد؟
        قال العُلماء في معناها : (( العِبادةُ هي غايةُ الذُلِّ مع غاية الحُبّ لله سبحانه وتعالى )) ، والكلمة مأخوذة لغةً العبادة مِن الذُلّ ، تقول العرب : طريقٌ مُعبّد أي ماذا ؟ مُذلّل ، ذلَّلته الأقدام من كثرة الوطء ، ويقولون : الناقة مُعبّدة أي : مُذلّلة ذلولٌ ، فالمُعبّد المُذلّل والعِبادة التذلّل ، عِبادة الله هي غايةُ الذلِّ له مع غاية الحُبّ وإذا اجتمع في العبد ذُلٌّ تام وحُبٌّ تام لله سبحانه وتعالى انقادَت جوارِحه طواعيَّةً وامتِثالا وانقياداً لأوامِر الله سبحانه وتعالى ، ولِهذا أيضاً قال أهل العلم في معنى العِبادة قالوا : (( هي اسمٌ جامِع لكلِّ ما يُحبُّه الله و يرضاه مِن الأقوال والأعمال الظاهِرة و الباطِنة ))

        س32: اذكر بعض الأسباب لانحراف كثير من الناس عن المفهوم الصحيح للعبادة.
        الخطأ الذي يقَع فيه كثير من الناس في هذا الباب ينشأ عن الجهل بِمدلولِ هذه الكلمة العظيمة كلمة التوحيد ـ لا إله إلا الله ـ فمع وُجود الجهل وأيضاً مِن جِهةٍ أخرى وجود الشُبهات التي يُلقيها دُعاة الضلال وأهل الباطِل يقع كثير مِن الناس في أنواعٍ من الانحِرافات وخاصةً تِلك الانحِرافات التي تَقع على بعض الناس مِن مداخِل أرادوا بها قصداً صحيحاً ولكن بِمسلك خاطئ وطريقةٍ فاسِدة.

        س33: ما معنى اسم الجلالة الله الذي افتتحت به آية الكرسي؟
        روى ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال "الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين" فجمع رضي الله عنه في تعريفه لهذا الاسم وبيانه له بين أمرين يدل عليهما هذا الاسم وهما من مدلوله:
        1- الألوهية التي هي وصف الله جلّ وعلا
        2- العبودية التي هي فعل العبد والتي يقتضيها هذا الاسم
        فالله ذو الألوهية هو الذي يؤله لكماله وجلاله وعظمته سبحانه وتعالى، والله ذو العبودية أي الذي يجب على العبادة صرف العبادة له وحده دون سواه.
        س34: ما هو أعظم شيء يُسب الفساد في الأرض؟
        أعظم شيء تفسُد به الأرض هو الشرك بالله جل وعلا قال تعالى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا يعني لو كان فيهما معبودات غير الله جل| وعلا لفسدت الأرض لفسدت السماوات وقال جلّ وعلا: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ.

        س35: اذكر بعض الآيات التي جاء فيها الجمع بين معنى الألوهية والعبودية.
        قال تعالى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وقال أيضا وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ وقال تعالى فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا.

        س36: ما هي أوجه الحُسن في أسماء الله تعالى والتي بها استحقت الوصف بأنها حسنى؟
        v من الحسن في أسماء الله أنها كلها مدائح وثناء وتعظيم لله تبارك وتعالى.
        v ومن الحسن فيها أنها كلها أعلام وأوصاف، أعلام باعتبار دلالاتها على الذات وأوصاف باعتبار دلالاتها على المعاني.
        v ومن الحسن فيها أن كل اسم منها دال على ثبوت صفة كمال لله ولو كانت ليس دالة على صفة لم تكن حسنى ولو كانت دالة على صفة ولكنها ليست صفة كمال لم تكن حسنى فهي إنما كانت حسنى بدلالتها على صفات الكمال لله عز وجل.
        v ومن الحسن فيها أمره تبارك وتعالى دعاءه بها وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا.
        v ومن الحسن فيها أنه لا سمي له تبارك وتعالى كما قال جل وعلا هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا.
        v ومن الحسن فيها أن إحصاء تسعة وتسعين من أسماء الله تبارك وتعالى موجب لدخول الجنة.
        س37: ما معنى الإحصاء الوارد في قول النبي صلى الله عليه وسلم "من أحصاها دخل الجنة؟ مثل لذلك باسميه تعالى "الله" و "العليم".
        عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ قال أهل العلم: إحصاء تسعة وتسعين من أسماء الله المأمور به في الحديث لا يكون إلا بأمور ثلاثة: حفظ الاسم وفهم دلالته ومعناه والعمل بما يقتضيه.
        مثال ذلك:
        الله: هنا يحتاج العبد في إيمانه بهذا الاسم إلى أمور ثلاثة: حفظ هذا الاسم والإيمان به اسما لله تبارك وتعالى فهم مدلوله وهو كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين والأمر الثالث: قيامه بما يقتضيه هذا الاسم من الذل والخضوع والانكسار الامتثال والطاعة والعبودية لله تبارك وتعالى.
        العليم: يتطلب إقرار العبد به اسما لله تبار وتعالى وأنه من أسمائه الحسنى ويتطلب أيضا الإيمان بالوصف الذي دلّ عليه الاسم وهو العلم وأنه تبارك وتعالى أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أيضا الأمر الثالث قيام العبد بما يقتضيه هذا الاسم إيمانه بعلم الله به وإطلاعه عليه ورؤيته له وعلمه بما يُسرّ ويُعلن فإن هذا يقتضي من العبد ألا يراه الله تبارك وتعالى حيث نهاه وألا يفتقده حيث أمره وأن يكون دائما ماضيا على تقواه ومراقبته جل وعلا في السر والعلانية.

        س38: ماذا تستفيد من ذكر التوحيد بعد اسم الجلالة الله "الله لا إله إلا هو"؟ وكيف يكون دعاء العبد لله بأسمائه مستقيما كما أمره الله تعالى؟
        دلالات القرآن على التوحيد وعلى العبادة وعلى ذكر الله جل وعلا ولم يأت منها ولا في موضع واحد اسم الله تبارك وتعالى مفردا دون أن يكون في جملة مفيدة تدل على معنى
        وتأمل قول الله جل وعلا وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا أي دعاء العبادة ودعاء المسألة فلا يكون دعاء العبد لله مستقيما كما أمره الله تبارك وتعالى حتى يتم معنى وحتى يتم جملة مفيدة فيها التوحيد أو فيها التسبيح أو فيها التنزيه أو فيها التكبير أو فيها التفويض لله جل وعلا أو غير ذلك من المعاني التي جاءت في الأذكار الشرعية.

        س39: اشرح أنواع التوحيد مشيرا إليها في آية الكرسي.
        قال تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وقال جل وعلا وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قال العلماء بناء على هاتين الآيتين وغيرهما من آي القرآن أن التوحيد نوعان – علمي وعملي – وآية الكرسي اشتملت عهلى النوعين، صُدرت بالتوحيد العملي في قوله: ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ ثم ذُكر في بقية الآية التوحيد العلمي بدء من قوله جل وعلا ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ .

        س40:كم عدد الأسماء الحسنى التي جاء ذكرها في آية الكرسي؟
        اشتملت آية على الكرسي على خمسة أسماء لله جل وعلا: الله، الحي ، القيوم، العلّي والعظيم.

        تعليق


        • #5
          رد: أكثر من 140 فائدة من سلسلة دروس وفوائد من آية الكرسي الشيخ عبد الرزاق البدر (سؤال وجواب)

          س41: اشرح اسم الله تعالى "الحي" مبينا دلالته على إخلاص العادة له وحده لا شريك له.
          اسم الله "الحي" يدل على ذات الله جل وعلا ويدل على ثبوت صفة الحياة له جلّ وعلا. والحياة التي هي مضافة إلى العبد خاصة بهم تليق بضعفهم ونقصهم وعجزهم وفقرهم وحاجتهم فلا يلزم من اتفاق الاسمين اتفاق الحقائق والمسميات فالإضافة تقتضي التخصيص.
          قال تعالى هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين فإيمان العبد بأن الله تعالى هو الحي الحياة الكاملة التي لا يعتريها نقص المستلزمة لصفات الكمال يجعله لا يخضع إلا له ولا يقصد بالعبادة إلا وجهه ولا يتوكل إلا عليه ولا يُلتجأ إلا إليه ولا يصرف شيئا من العبادة والطاعة إلا له.

          س42: اشرح اسم الله تعالى "القيوم" مبينا دلالته على إخلاص العادة له وحده لا شريك له.
          اسم الله القيوم يدل على أمرين:
          1- يدل على أنه تارك وتعالى القائم بنفسه جل وعلا.
          2- يدل على قيامه تبارك وتعالى بشؤون خلقه تسخيرا وتدبيرا.
          فالقيوم معناه القائم بنفسه الغني عن من سواه وقيامه بنفسه جل وعلا يقتضي غناه عن كل من سواه وقيامه تبارك وتعالى بغيره يقتضي افتقار كل من سواه إليه والنصوص التي تدل على كمال قدرة الله جل وعلا وقيامه بمخلوقاته تسخيرا وتدبيرا وتصريفا كثيرة في القرآ، والسنة، فمن كانت هذا شأنه ومن كان هذا وصفه هو هو الذي يخضع له ويُذل وتُصرف له جميع أنواع العبادة.

          س43: اذكر الآيات التي ورد فيها الجمع بين هاذين الاسمين "الحي" و "القيوم" وماذا تستفيد من هذا الجمع المبارك؟
          آية الكرسي ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ وآية آل عمران ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ وآية طه ﴿۞وَعَنَتِ ٱلۡوُجُوهُ لِلۡحَيِّ ٱلۡقَيُّومِۖ وَقَدۡ خَابَ مَنۡ حَمَلَ ظُلۡمٗا ١١١[طه:111]
          ذكر غير واحد من أهل العلم في ذكر هاذين الاسمين مجتمعين في أكثر من آية أن اجتماعهما يدل على كمال عظيم في الله جل وعلا حيث إن اجتماع هاذين الاسمين "الحي القيوم" الحي الذي يدل على كمال الحياة والقيوم الذي يدل على كمال الغنى والقدرة، قال أهل العلم إلى هاذين الاسمين ترجع جميع الصفات فالصفات الذاتية ترجع إلى اسمه الحي والصفات الفعلية ترجع إلى اسمه القيوم ولهذا بعض أهل العلم أن الحي القيوم هو اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به جاب وإذا سئل به أعطى.

          س44: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهم لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت و الجن و الإنس يموتون" كيف يسلم العبد من مضلات الفتن والصوارف عن طاعة الله على ضوء هذا الحديث؟
          يسلم العبد من الضلال وسبل الضلال بفقهه لهذه الدعوة وحسن دعاء الله تبارك وتعالى بهذه الدعوة فالسلامة من الضلال كما تدل عليه هذه الدعوة بأمرين:
          1- الالتجاء الصادق إلى الله أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت و الجن و الإنس يموتون.
          2- مجاهدة النفس على تحقيق ما خُلقت له اللهم لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت.

          س45: ما معنى الإلحاد في أسماء الله عز وجل؟ وما خطورته؟
          الإلحادَ في أسماء الله جلّ وعلا هو الميلُ بها والعُدولُ بها عنِ الحقِّ الثابِتِ لها ، وهو مأخوذٌ في اللغة مِن مادّةِ لحَدَ التي تدلُّ على الميل ، يقال : ألحَدَ السهمُ عن الرميَّة أي : مال. والإلحادُ في أسماء الله هو الميل بِها عنِ الحقِّ الثابِتِ لها ، الحقُّ الثابتُ لها هو إثباتُها والإيمانُ بها وإمرارُها كما جاءت والإيمانُ بها كما وردت.
          ومِمّا ينبغي أن يُعلم أنَّ الخطأ في أسماءِ الله تبارك وتعالى وصِفاتِه ليس كالخطأ في اسمٍ آخر سواءً إنْ أثبتَ العبدُ ما نفاهُ الله عن نفسِه أو نفى عنِ الله ما أثبتهُ لِنفسِه و إلى هذينِ النوعين ترجِع الأخطاء في هذا الباب ، مُحصَّل الأخطاء في هذا الباب إمّا نفيٌ لِما أثبتَ الله أو إثباتٌ لِما نفى الله ، ينفي تبارك وتعالى عن نفسِهِ المثيل فيقع المُلحِد بإثبات المثيل أو يُثبِت لنفسِه تبارك وتعالى صِفة فيأتي المُلحِد وينفيها ، ولِهذا ترجِع الأخطاء في هذا الباب إلى هذين الأمرين :إمّا إثبات ما نفى الله أو نفي ما أثبتَ الله.

          س46: اذكر دليلين من القرآن الكريم مبينا من خلالها خطورة الخطأ في أسماء الله وصفاته والكلام فيهما على غير طريقة أهل السنة والجماعة.
          قال جلّ وعلا : ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ والآيةُ اشتملت على التحذِير مِن الإلحاد في أسماء الله جلّ وعلا مِن وجهين : الوجه الأوّل في قولِه تبارك وتعالى : ﴿ وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ ﴾ أي : أتركوهُم وجانِبوهم وابتعِدوا عنهم واحذروا سبيلهُم وابتعِدوا عن طريقهم ﴿ وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ ﴾ وهذا فيه ذمٌ بالِغٌ لهم ولِطريقتِهم ومسلكهِم السيّئ اتِّجاهَ أسماء الله تبارك وتعالى ، والوجه الثاني في قولِه عزّ وجلّ في تمام الآية : ﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ يُجزونَ أي : يُعاقبون ويُحاسبون على هذا العمل ، ولم يُذكر تبارك وتعالى نوعَ العِقاب وفي هذا دَلالة على شِدَّتِه وفظاعتِهِ وهَوْلِ المطلعِ لهؤلاء لِقاءَ هذا الجُرم العظيم والذنب الكبير ألا وهو الإلحادُ في أسماءِ الله
          يقول الله تعالى : ﴿ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ* وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ * فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ ردى وهلاك وخُسران هذا ترتَّبَ على هذا الخطأ الذي يتعلَّق بِصِفةٍ واحِدة وهي صفة العِلم ولم ينفوها مِن أصلِها هُم أثبتوا العِلم ولكنّهم نفوا إحاطة العِلم فكيف بِمن يأتي على عُموم الصِفات نفياً وتعطيلا كما يفعله أهل البِدع والأهواء مِن مُعطِّلةِ صِفات الرحمن الثابِتة في كتابِه وسنّة نبيّهِ ـ صلى الله عليه وسلم.

          س47: اشرح اسم الله العلّي مبينا دلالته على إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له.
          العليّ هذا الاسم يدلُّ على ثُبوتِ العُلوِّ صِفة لله والله عزّ وجلّ سمّى نفسه في القرآن بثلاثةِ أسماء حُسنى كلّها تدلُّ على هذه الصفة : ـ العليّ ـ في آية الكرسي وآيات أخرى و ـ المُتَعال ـ في سورة الرعد : ﴿ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ و ـ الأعلى ـ في سورة الأعلى : ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ وكلّ هذه الأسماء الثلاثة دالّةٌ على ثُبوت العُلو صِفةً لله جلّ وعلا ، دالّةٌ على ثُبوت العُلو لله سبحانه وتعالى ذاتاً وقدراً وقهراً
          ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فهو تبارك وتعالى بِذاتِهِ عليٌّ فوق مخلوقاته .
          وقدراً أي : أنه سبحانه وتعالى له الصفات الكاملة والنُعوت العظيمة التي لا نقصَ فيها بأيِّ وجهٍ من الوجوه .
          وقهراً أي : الذي قهرَ بِقدرتِه ومشيئتِه جميعَ مخلوقاته ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وجميعُ المخلوقات مُفتقِرةٌ إليه سبحانه وتعالى .
          فإيمان العبد بهذا الاسم العظيم هو من أعظم أسباب حياة القلوب ونجاتها من الضلال وهو من أعظم الوسائل المقربة إلى الله تبارك وتعالى ولكن بتحقيق الإيمان بهذا الاسم وفهم دلالته والقيام بما يقتضيه من عبودية وذل وخضوع لله تبارك وتعالى.

          س48: اذكر أنواع الأدلة والبراهين على إثبات علو الله بذاته سبحانه وتعالى.
          النوع الأول: سمّى الله عزّ وجلّ نفسه في القرآن بثلاثةِ أسماء حُسنى كلّها تدلُّ على هذه الصفة : ـ العليّ ـ المُتَعال ـ في سورة الرعد : ﴿ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ و ـ الأعلى ـ في سورة الأعلى : ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ كلُّ ذلك دالٌّ على ثُبوتِ العُلوِّ لله سبحانه وتعالى ذاتاً وقدراً وقهراً .
          النوع الثاني : من دلائل العُلو إخبارهُ تبارك وتعالى بالفوقيَّةِ على عِبادِه كما في قوله : ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وكما في قوله : ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وجاء في الحديث الصحيح لمّا حكم سعد بن مُعاذ في يهودِ بنِ قُريضة بأن تُقتل مُقاتِلتهم وتُسبَى ذراريهِم وأموالِهم قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ﴿ لقد حَكَم فيهِم ـ يعني سعد ـ بِحُكم الله الذي حكمَ فيهِ مِن فوقِ سبعِ سموات ﴾ ، ولمّا نزلَ قولُ الله تعالى : ﴿ زَوَّجْنَاكَهَا ﴾ أخذت تسخَر زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ على نساءِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقولُ في كلامِها تقول : (( زوَّجَكُنَّ أهَالِيكُنّ وزَوَّجني الله من فوقِ سبعِ سموات )).
          النوع الثالث : آياتٌ وأحاديث فيها ذِكرُ العروج إلى الله سبحانه وتعالى والعُروج إلى أين ؟ إلى أعلى ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ يعني إلى ربِّ العالمين.
          النوع الرابِع : أدلّةٌ عديدة فيها ذِكرُ الصعود إلى الله سبحانه وتعالى ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ إليه :إلى من ؟ إلى الله إلى العُلو حيثُ ربّ العالمين جلّ وعلا.
          النوع الخامِس : أدلّة عديدة في القرآن والسنّة فيها إخبارُ الربِّ سبحانه وتعالى عن نفسِه بأنّه في السماء وإخبارُ رسولهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ربِّهِ بذلِك وفي سورة المُلك يقول الله تبارك وتعالى : ﴿ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ جاء في المسند وغيرِه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام لقيَ أحد المشركين قال له : ﴿ كم إلهاً تعبُد ﴾ قال : سبعة ، ستََّةٌ في الأرض وواحدٌ في السماء ، يعرِفون أنّ الله في السماء ، قال لهُ عليه والصلاة والسلام : ﴿ مَن منهُم الذي تَجعل لِرَغبِك ورهَبِك ﴾ يعني من هؤلاء السبعة إذا اشتدّ بك الحاجة واشتدَّ بك الأمر من الذي تلتجأ إليه من هؤلاء ؟ ، قال : الذي في السماء ، قال : ﴿ إذا اترُك الذي في الأرض وأعبُد الذي في السماء ﴾.
          النوع السادس : نُصوص في الكتاب والسنّة فيها إخبار الله تبارك وتعالى عن نفسِه بأنّه استوى على العرش وهذا جاء في القرآن في سبعة مواضِع كلّها يُخبِرُ فيها ربُّ العالمين عن نفسِه بأنّه استوى على العرش ، ومعنى استوى قولا واحِداً عندَ أئمّة السلف وعُلماء اللغة أي : علا وارتَفع ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
          أيضاً من الدلائل ما جاء في أحاديث كثيرة فيها رفع الأيدي بالدعاء يقول عليه الصلاة والسلام : ﴿ إنَّ الله حييٌّ كريم يستَحيِ من عبدِه إذا رَفعَ إليهِ يديهِ أنْ يردَّهُما صِفراً ﴾
          أيضاً من أنواعِ الأدلّة على عُلو الله ما جاء في السنة من إشارةِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بِأصبَعِهِ هكذا أمامَ الآلاف الذين أمامه في حجّةِ الوداع عِندما خطبَهم و أستَشهَدهُم كما في حديث جابر وغيرِه قال : ﴿ إنّكم مَسئُولون عنّي فماذا أنتُم قائلون ﴾ قالوا : نشهدُ أنّك قد بلّغت ، فرفع يدهُ إلى السماء وقال : ﴿ اللهمّ فاشهد ﴾ ثمّ يقول : ﴿ ألا هل بلّغت ﴾ يقولون : نعم فيمكُتُها إليهم يقول : ﴿ ألا هل بلّغت ﴾ فيقولون : نعم ، فيرفعُها إلى السماء قائلا : ﴿ اللهمّ فاشهد ﴾ يُكرِّرُ ذلِك مرّات عليه الصلاة والسلام.

          س49: كيف نرد على من قال إن الله في كل مكان واستدل ببعض المتشابه من القرآن الكريم؟
          الكثير من الناس يقع في مِثلِ هذا الخطأ يدَع الآيات البيّنات ثمّ يتعلّق بأمرٍ اشتَبَهَ عليه فهمهُ بل فهِمهُ فهماً خاطئ ولو سألنا ما المُراد بقوله تعالى : ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ الذي لا يفهَم معنى إله في لغة العرب يقع هُنا في الخطأ ، عندما تقول : لا إله إلا الله ما معناها ؟ لا معبود بحقّ إلا الله ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ ﴾ أي : وهو الذي معبودٌ في السماء ومعبودٌ في الأرض ، في السماء تعبُدُهُ الملائكة وفي الأرض يعبُدُه من شاء مِن خلقِه.
          مثال آخر : يأتي إلى قوله تعالى : ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ويُجرِّد هذه الآية من أولِّها ومن آخِرها ويقتطِع من الآية هذا الجُزء : ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْفيستدِّل به على هذا القول الباطِل ـ إنّ الله في كلّ مكان ـ ، السلف ـ رحمة الله عليهم ـ لمّا ردّوا على هؤلاء قالوا اقرأ الآية كاملة هذا هو الردّ ، اقرأ الآية كاملة مِن أولِّها إلى أخرها لا تأتي وتقتَطِع منها جزءاً بل اقرأ الآية مِن أولِّها إلى تمامِها ، إذا قرأتها بِتمامِها عرفتَ أنّ المُراد بقوله :﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ إلا هو معهم أين ما كانوا أي : بعلمِه ، لأنّه سبحانه وتعالى قال : ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ بدأ الخبرُ بالعِلم وختمَه بالعِلم إلا هو معهم أينما كانوا المُرادُ بذلِك أي : بعلمِه لدلالَةِ السِباق والسياق واللِحاق على ذلِك.

          س50: اذكر أقسام أسماء الله عزّ وجلّ من حيث الدلالة والمعاني مع التمثيل.
          1- أسماء تدل على أوصاف ذاتية لله عز وجل كالسميع يدل على ثبوت السمع صفة له والبصير يدل على ثبوت صفة البصر.
          2- أسماء تدل على صفات فعلية: كالغفور يدل على المغفرة والرحيم يدل على الرحمة والرزاق يدل على الرزق والمحسن يدل على الإحسان.
          3- أسماء تدل على صفات التنزيه لله جل وعلا ونفي النقائص والعيوب له كالسبوح يدل على التسبيح (التنزيه عن النقائص) السلام من السلامة فهو عز وجل سالم عن كل نقص وعيب.
          4- أسماء لا تدل على معنى مفرد وإنما تدل على معان عديدة كالسيد والصمد والعظيم والحميد والمجيد.
          الحميد: يدل على حمد الله تبارك وتعالى فهو يحمد على جلاله وعظمته وعلى إكرامه وعلى أسمائه وصفاته فهو دال على ثبوت المحامد في أسمائه جل وعلا وأفعاله.
          المجيد: يدل على السعة فالمجد الذي هو وصف الله تبارك وتعالى يدل على كثرة الصفات وتنوع المحامد وتعدد النعوت الدالة على كمال الرب سبحانه وتعالى وعظمته.
          السيد هو العظيم الذي كمل في عظمته الرحيم الذي كمل في رحمته العزيز الذي كمل في عزته، فالسيادة على معان عديدة يدل على ثبوت صفات الكمال والعظمة لله تبارك وتعالى.

          تعليق


          • #6
            رد: أكثر من 140 فائدة من سلسلة دروس وفوائد من آية الكرسي الشيخ عبد الرزاق البدر (سؤال وجواب)

            س51: اشرح اسم الله تعالى العظيم مبينا دلالته على إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له.
            العظيم اسم يدلّ على العظمة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: الكبرياء ردائي و العظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار". فصفة العظمة بمنزلة الإزار وهذا من خصائصه جلّ وعلا والمراد بالعظمة كمال قدر الربّ جلّ وعلا ذاتا وصفات وفعلا فله كل معاني العظمة والكمال والجلال. واسم الله العظيم يدل على كثرة صفاته وتعددها ويدل على وصف الرب جلّ وعلا القائم به ألا وهو كماله وكمال قدره عزّ وجل في ذاته وصفاته وأفعاله واختصاصه سبحانه وتعالى في الكمال.
            ويعظم العبدُ ربه بإخلاص الدين له وإفراده وحده بالعبادة والإيمان بشرعه وتعظيم أحكامه ونواهيه والخضوع له والذل له تبارك وتعالى والقيام بطاعته والبراءة من اتخاذ الشركاء
            س52: اذكر جملة من الأمور التي هي من معاني تعظيم الله سبحانه وتعالى.
            يندرج تحت تعظيم الله جلّ وعلا:
            · إثبات صفاته وأسمائه جلّ وعلا.
            · الإيمان بكمال الله عز وجل في أفعاله وفي قدره وفي مشيئته وفي حكمه.
            · البعد عن الإلحاد في أسمائه وصفاته فكل ملحد في أسماء الله لم يعظمه سبحانه وتعالى.
            · لا عظم الله حق تعظيمه من صرف العبادة لغيره (عدم اتخاذ الشركاء) }إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ{
            · الإيمان بأقداره وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، قال ابن عباس " الإيمان بالقدر نظام التوحيد "
            · أن يعظم العبد دين الله وشعائره وحرماته }ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ{
            · معرفة قدر نبيه صلى الله عليه وسلم }مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ{

            س53: بين عظمة الله عز وجل وما تهديك إليه من خلال ما ختمت به آية الكرسي.
            }وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ{ الإشارة إلى عظمة مخلوق من مخلوقات الله جاء كالتوطئة بين يدي ذكر عظمة الله جل وعلا ويبين عظمة هذا المخلوق حديث أبي ذر الغفاري قال :" دخلت المسجد الحرام فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فجلست إليه , فقلت : يا رسول الله أيما آية نزلت عليك أفضل ? قال : آية الكرسي : ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة "

            س54: اذكر بعض الخصائص لآية الكرسي.
            · أنها أعظم آية في القرآن.
            · أن فيها اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
            · أن هذه الآية مشتملة على عشر جمل كلها في تقرير التوحيد وذكر عظمة الرب ففيها خمسة أسماء لله جل وعلا وما يزيد على العشرين صفة وفيها ذكر اسم الله تعالى مظهرا ومضمرا ثماني عشر مرة فاجتمع في هذه الآية ما لم يجتمع في آية أخرى.
            · أن من قرأها في ليله إذا أوى إلى فراشه لم يزل عليه من الله حافظ
            · من قرأها دبر الصلوات المكتوبة لم يكن بينه وبين الجنة إلا أن يموت
            · من قرأها في الصباح أجير من الشياطين والجن حتى يمسي وكذلك في المساء.

            س55: اذكر أنواع دلالة أسماء الله تعالى على الصفات مع التمثيل.
            أ‌- دلالة المطابقة: هي دلالة اللفظ على كامل معناه
            ب‌- دلالة التضمن: هي دلالة اللفظ على بعض معناه
            ت‌- دلالة الالتزام: هي دلالة اللفظ على أمر خارج معناه.
            مثال ذلك:
            الحي: يدل على ذات الله تعالى وصفة الحياة مطابقة لأن هذه هي دلالة هذا اللفظ على كامل معناه أو استدللنا به على الذات فالدلالة هنا دلالة تضمن وأما دلالة الالتزام فهي تدل على ثبوت السمع والبصر وثبوت الإرادة وثبوت العلم.

            س56: ذكر أهل العلم قاعدة في باب ما يُنفى عن الله تعالى من الصفات السلبية اذكرها مع التمثيل.
            كل نفي عن الله جاء في القرآن أو في السنة فهو نفي متضمن لثبوت كمال ضد المنفي عن الله تبارك وتعالى لله عز وجل.
            }وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ{ نفي للظلم مثبت للعدل.
            }وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ{}وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ{هذا متضمن لكمال القوة
            }وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ{ثبوت كمال العلم
            ﴿ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ متضمن لثبوت كمال حياة الله تبارك وتعالى وكمال قيوميته
            }وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا { ثبوت كمال قوة وكمال قدرة وكمال حفظه جلّ وعلا.

            س57: اذكر صفات الله العليا التي جاء ذكرها في آية الكرسي على وجه التفصيل.
            1- الألوهية في قوله "الله" في أول الآية الكريمة. وصفة الألوهية هي كمال الله جلّ وعلا بكمال نعوته وكمال أوصافه التي بها استحق أن يُؤله وحده وأن تُصرف له أنواع العبادة.
            2- تنزيهه سبحانه وتعالى عن الشريك: وذلك في كلمة التوحيد "لا إله إلا هو" تبرئته عن الشركاء والأنداد. لا إله: نفي عام للآلهة والأنداد، إلا الله: إثبات الألوهية الحقة والعبودية الخاصة لله ربّ العالمين.
            3- صفة الحياة: دلّ عليها اسمه "الحي" والحياة الثابتة لله عز وجلّ هي حياة مختصة به حياة كاملة لا يعتريها نقص ولم تسبق بعدم، حياة مستلزمة لكمال الصفات وعظمة النعوت ولهذا فاسم الله "الحي" دال دلالة اللزوم على ثبوت الصفات الذاتية وصفات الكمال ونعوت الجلال من حياته: ثبوت السمع والبصر والعلم والإرادة...
            4- القيومية: دل عليها اسمه "القيوم" يدلّ على أمرين: - قيامه بنفسه: ثبوت كمال غناه فهو القائم بنفسه. - قيامه بشؤون خلقه وتصريف أحوالهم لافتقارهم إليه واحتياجهم إليه. فاسم القيوم يدل على القيومية ويدل على الغنى وكمال القدرة.
            5- كمال الغنى: القائم بنفسه.
            6- كمال القدرة: القائم بشؤون خلقه.
            7- تنزيهه عن السنة والنوم: وهذه من صفات النفي والسلب: فنفي النقائص عن الله جلّ وعلا ليس نفيا صرفا بل هو نفي متضمن لثبوت كمال الضد ﴿ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ
            8- الملك: قوله جلّ وعلا لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ قال المفسرون: له ما في السماوات والأرض ملكا وخلقا فهاتان الصفتان الملك والخلق أي كل ما في السماوات والأرض ملك لله جلّ وعلا والجميع عبيده
            9- لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ يدل على ثبوت الملك صفة لله جلّ وعلا وعلى ثبوت صفة الخلق.
            10- الحكم: وهذا مستفاد من الآية نفسها، فإذا كان ما في السماوات وما في الأرض لله ملكا وخلقا وإيجادا وتدبيرا فإن الأمر فيهما له جلّ وعلا فالحكم حكمه والشرع شرعه.
            11- سعة سلطان الله: مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦ فالكون ملك لله عز وجل والخلق خلق الله عز وجل له السلطان القديم فهو جلّ وعلا له السلطة في هذا الكون يأذن لمن يشاء ويمنع من يشاء يخفض ويرفع يقبض ويبسط يعطي ويمنع يعز ويذل، الأمر له والسلطان سلطانه سبحانه وتعالى. لا أحد يملك شفاعة ابتدائية إلا بإذن السلطان سبحانه وتعالى الذي له الأمر وله التدبير.
            12- صفة الإذن: وهذه يدل عليها قوله تعالى مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦ فيراد بالإذن نوعين: - الإذن الكوني. – والإذن الشرعي. مثال ذلك شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة "ارفع رأسك سل تعط و اشفع تشفع"
            13- صفة العلم: قوله سبحانه وتعالى يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ هذا يدل على ثبوت العلم صفة لله جلّ وعلا وأن علمه سبحانه وتعالى وسع كل شيء، يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
            14- صفة الإحاطة لله جلّ وعلا يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ فهو سبحانه وتعالى أحاط علمه بكل شيء ولهذا يقول جلّ وعلا وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ هو أحاط علمه بهم.
            15- صفة المشيئة: والمشيئة كونية قال ’’وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين’’ وآية الكرسي دلت على هذه الصفة في قوله ’’ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء’’ من علمه الذي هو من وصفه تبارك تعالى أ, من علمه الذي هو معلومه جل وعلا فالله عز وجل لا يطلع الخلائق والناس على علمه إلا بما شاء ’’وما أوتيتم من العلم إلا قليلا’’ وما أوتيتم: أي وما أتاكم الله. المشيئة النافذة في مخلوقاته لا راد لحكمه. ما شِئْتَ كان وإن لم أشأ وما شِئْتُ إن لم تشأ لم يكن.
            16- ’’ولا يؤوده حفظهما’’ وهي من صفات التنزيه لله تبارك وتعالى من أن يُثقله شيء أو يُكرثه شيء.
            17- قوله ’’ولا يؤوده حفظهما’’ متضمن ثبوت كمال قوة الله جل وعلا.
            18- الحفظ: في قوله ’’حفظهما’’ أي السماوات والأرض فالله سبحانه وتعالى هو الحفيظ للسماوات والأرض، الحفظ لكتابه ’’إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون’’ فمن أوصاف الله العظيمة الدالة على كماله وجلاله الحفظ وهو ثابت في هذه الآية الكريمة.
            19- صفات مستفادة من قوله جل وعلا’’ العلي’’ هذا الاسم يدل على علو الله تعالى ذاتاً وقدراً وقهراً فله سبحانه وتعالى معاني العلو الثلاثة: علو الذات: فهو علي بذات على مخلوقاته
            20- علو القدر: هذا في ثبوت كمال قدره سبحانه وتعالى "وما قدروا الله حق قدره"
            21- علو القهر: "وهو القاهر فوق عباده" ولا يخرج أي مخلوق عن قدر الله سبحانه وتعالى لأنه الخالق وهو وحده المتصرف في هذا الكون يقضي بما يشاء.
            22- في قوله "العلي" فإن العلي في دلالته يفيد التنزيه "سبحانه وتعالى عما يصفون" تعالى: أي تقدس وتنزه عن النقائص والعيوب.
            23- قوله سبحانه وتعالى "العظيم" عظمة الذات
            24- وعظمة الصفات
            25- قوله "وسع كرسيه السماوات والأرض" فيه بيان سعة الله ولهذا من أسمائه الحسنى الواسع جل وعلا.

            س58: ماذا تستفيد من السياق المبارك لآية الكرسي والعد لصفات الله تعالى بعد تصديرها بالتوحيد؟
            ج58: هذا السياق جاء في مقان تقرير التوحيد وبيان دلائله وبراهينه، فالآية صدرت بالتوحيد في قوله "الله لا إله إلا هو" ثم أتبع هذا التوحيد بذكر البراهين والدلائل ولهذا اشتملت آية الكرسي على ذكر براهين التوحيد ودلائل تقريره وأن اله عز وجل هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ما لم تشتمل عليه آية أخرى بل الذي جاء في هذه الآية جاء في آيات متفرقة ولهذا في آية الكرسي ما يزيد عن عشرة براهين للتوحيد.

            س59: اذكر أهمية عناية الطالب بقواعد الأسماء والصفات.
            ج59:
            · القواعد تيسر العلم وتسهل الفائدة وتجمع المفترق وتؤصل طالب العلم وتزيل الاشتباه عنه والالتباس وتعينه على ضبط المسائل وإتقان الأحكام.
            · تفيد طالب العلم في تقرير الحق في المعتمد.
            · في الرد على أهل الباطل ونقض شبهات المخالفين.




            تعليق

            يعمل...
            X