إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

    الكلام على البسملة :

    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

    بسم الله(1)........................................... .........................

    (1)* البداءة بالبسملة هي شأن جميع المؤلفين، اقتداء بكتاب الله، حيث أنزل البسملة في ابتداء كل سورة واستناداً إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

    وإعراب البسملة ومعناها تكلم فيه الناس كثيراً، وفي متعلقها، وأحسن ما يقال في ذلك: أنها متعلقة بفعل محذوف متأخر مناسب للمقام، فإذا قدمتها بين يدي الأكل، فيكون التقدير: بسم الله آكل، وبين يدي القراءة يكون التقدير: بسم الله اقرأ.

    نقدره فعلاً، لأن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء، ولهذا كانت الأفعال تعمل بلا شرط، والأسماء لا تعمل إلا بشرط ، لأن العمل أصل في الأفعال ، فرع في الأسماء.

    ونقدره متأخراً لفائدتين:

    الأولى: الحصر، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، فيكون: باسم الله أقرأ، بمنزلة: لا أقرأ إلا باسم الله.

    الثانية: تيمناً بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.

    ونقدره خاصاً، لأن الخاص أدل على المقصود من العام، إذ من الممكن أن أقول: التقدير: باسم الله أبتدئ لكن (باسم الله أبتدئ) لا تدل على تعيين المقصود، لكن (باسم الله أقرأ) خاص، والخاص أدل على المعنى من العام.

    * "الله" علم على نفس الله عز وجل، ولا يسمى به غيره ومعناه: المألوه، أي: المعبود محبة وتعظيماً وهو مشتق على القول الراجح لقوله تعالى: )وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) (الأنعام:3) ، فإن (فِي السَّمَاوَاتِ) متعلق بلفظ الجلالة، يعني: وهو المألوه في السموات وفي الأرض.

    الرحمن(1) الرحيم(2)... الحمد لله الذي أرسل رسوله(3).....................

    (1)* "الرحمن"، فهو ذو الرحمة الواسعة، لأن (فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان: إذا امتلأ غضباً.

    (2)* "الرحيم": اسم يدل على الفعل، لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.

    فيجتمع من "الرحمن الرحيم": أن رحمة الله واسعة وأنها واصلة إلى الخلق. وهذا هو ما أوما إليه بعضهم بقوله: الرحمن رحمة عامة والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين، ولما كانت رحمة الله للكافر رحمة خاصة في الدنيا فقط فكأنها لا رحمة لهم، لأنهم في الآخرة يقول تعالى لهم إذا سألوا الله أن يخرجهم من النار وتوسلوا إلى الله تعالى بربوبيته واعترافهم على أنفسهم: )رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)[المؤمنون: 107]، فلا تدركهم الرحمة، بل يدركهم العدل، فيقول الله عز وجل لهم:(قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:10 [المؤمنون: 108].


    قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله :


    اختلفت العلماء في البسملة ، هل هي آية من كل سورة افتتحت بها ،أو هي آية مستقلة أنزلت ، للفصل بين السور ، وللتببرك بالابتداء بها ، و المختار القول الثاني .
    واتفقوا على أنها جزء آية من سورة النمل وعلى تركها في أول سورة براءة لأنها جعلت هي و الأنفال كسورة واحدة.
    والباء للاستعانة ، و هي متعلقة بمحذوف قدره بعضهم فعلا و قدره بعضهم اسما ، والقولان متقاربان و بكل ورد القرآن قال تعالى " اقرأ باسم ربك " وقال "باسم الله مجراها".
    الى أن قال رحمه الله :
    واختلفت في الجمع بينهما فقيل المراد بالرحمن الذي وسعت رحمته كل شئ في الدنيا ، لأن صيغة فعلان تدل على الامتلاء والكثرة ، والرحيم الذي يختص برحمته المؤمنين في الآخرة و قيل العكس .
    و قد ذهب العلامة ابن القيم رحمه الله الى أن الرحمن دال على الصفة القائمة بالذات ، و الرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، و لهذا لم يجئ الاسم الرحمن متعديا في القرآن قال تعالى " وكان بالمؤمنين رحيما "و لم يقل رحمانا ، وهذا أحسن ما قيل في الفرق بينهما .
    و روي ن ابن عباس أنه فال : هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر ، و منع بعضهم كون الرحمن في البسملة نعتا لاسم الجلالة لأنه علم آخر لله لا يطلق على غيره و الأعلام لا ينعت بها .
    والصحيح أنه نعت له باعتبار ما فبه من معنى الوصفية فالرحمن اسمه تعالى ووصفه ولا تنافى اسميته وصفيتَه فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ، ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الاسم العلم كقوله تعالى "الرحمن على العرش استوى ".

    تعليق


    • #17
      رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

      أذكر كلام الشيخ العلامة ابن عثيمين ثم أذكر التعليق وكلام الشيخ باللون الأخضر. وأرجوا في المشاركة القادمة فصل كلام الشيخ من كلام الشيخ الهراس رحمهما الله


      المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عبد الله بادي مشاهدة المشاركة
      بيان سبب تأليف العقيدة الواسطية



      قال الشيخ صالح العصيمي حفظه الله في تعليقاته على شرح الشيخ ابن عثيمين الشريط الأول د 19 :

      و أما الأمر الثاني و هو بيان سبب تأليفها و هو أن قاض من قضاة واسط يقال له رضي الدين الواسطي الشافعي من قضاة واسط( قال عنه شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى 3/164 : كان من أهل الخير والدين ) شكا الى شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ماكان فيه الناس من بدع وضلال في بلده بعد سطوة التتر عليه وغلبة الجهل والظلم هناك فطلب منه أن يكتب عقيدة مختصرة تكون عمدة له و لأهل بيته فاعتذر أبو العباس رحمه الله تعالى ابتداءا بأن أهل العلم قد كتبوا عقائد كثيرة ليأخذ ما شاء منها مما هو على طريقة أهل السنة والجماعة فأبى القاضي رضي الدين الا عقيدة يكتبها له أبو العباس ابن تيمية .
      وقيل: سميت بالواسطية لأنها توسطت العقائد فهي عقيدة الوسط (( جعلناكم أمة وسطا))


      الكلام على البسملة :

      قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

      بسم الله(1)
      (1)* البداءة بالبسملة هي شأن جميع المؤلفين، اقتداء بكتاب الله، حيث أنزل البسملة في ابتداء كل سورة واستناداً إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

      وإعراب البسملة ومعناها تكلم فيه الناس كثيراً، وفي متعلقها، وأحسن ما يقال في ذلك: أنها متعلقة بفعل محذوف متأخر مناسب للمقام، فإذا قدمتها بين يدي الأكل، فيكون التقدير: بسم الله آكل، وبين يدي القراءة يكون التقدير: بسم الله اقرأ.

      نقدره فعلاً،(0)
      أن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء، ولهذا كانت الأفعال تعمل بلا شرط، والأسماء لا تعمل إلا بشرط ، لأن العمل أصل في الأفعال ، فرع في الأسماء.

      ونقدره متأخراً لفائدتين:

      الأولى: الحصر، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، فيكون: باسم الله أقرأ، بمنزلة: لا أقرأ إلا باسم الله.

      الثانية: تيمناً بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.

      ونقدره خاصاً، لأن الخاص أدل على المقصود من العام، إذ من الممكن أن أقول: التقدير: باسم الله أبتدئ لكن (باسم الله أبتدئ) لا تدل على تعيين المقصود،

      لكن (باسم الله أقرأ)(1)
      خاص، والخاص أدل على المعنى من العام.

      الله علم على نفس الله عز وجل، ولا يسمى به غيره.
      ومعناه: المألوه، أي: المعبود محبة وتعظيماً وهو مشتق على القول الراجح(2)

      لقوله تعالى: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)) الأنعام:3 ، فإن (فِي السَّمَاوَاتِ) متعلق بلفظ الجلالة، يعني: وهو المألوه في السموات وفي الأرض. (3)

      (0)اختلف أهل اللغة في المحذوف فذهب البصريون إلى ان المقدر اسم وذهب الكوفيون إلى ان المقدر فعل. والصواب: هو قول الكوفيين:

      1_ لأن الفعل هو الأصل في التقدير ويعمل بغير شرط بخلاف الاسم .

      2_ ولأن هذا القول هو المشهور عند العلماء من اهل التفسير واللغة كما نقله ابن هشام رحمه الله .

      3_ يصير التقدير يفيد التجدد والاستمرار والبسملة عبادة مطلوب تجددها واستمرارها بخلاف الاسم فإنه يفيد الدوام .

      و يكون التقدير على الأول: بسم الله كتابي , أو تأليفي..
      وعلى الثاني: بسم الله أكتب أو اُأَلف..

      وذكر ابن القيم رحمه الله أسبابا لحذف الفعل منها:
      أنه موطن لا ينبغي فيه سوى ذكر الله فلو ذكرت الفعل –وهو لا يستغني عن فاعله- كان ذلك منافيا للمقصود.


      (1)قال بعضهم إن لفظ (الاسم) هنا مقحم لأن الاستعانة إنما تكون بالله عز وجل لا باسمه وهذا القائل هو معمر بن المثنى واستدل بشعر لبيد

      وهذا القول باطل مخالف لإجماع العرب كما بينه الطبري في جامع البيان ثم قال ولا خلاف بين الجميع من علماء الأمة أن قائلا لو قال عند التذكية ((بالله)) ولم يقل ((باسم الله)) أنه مخالف ما سن له عند التذكية وبين الطبري أن قول لبيد ليس معناه كما فهمه هذا .



      (2)الاسم على قسمين:
      جامد: وهو الاسم الذي لا يؤخذ من غيره كرجل وقلم وحجر....

      ومشتق: وهو ما أخذ من غيره , كقائم وجالس وكاتب مأخوذ من القيام والجلوس والكتابة على الترتيب.

      فإذا علمت هذا فاعلم انهم قد اختلفوا في لفظ الجلالة من أي القسمين هو فذهب أكثر الاصوليين والفقهاء وهو قول السهيلي وشيخه ابن العربي والرازي والخليل وسيبويه في أحد قوليه إلى أن لفظ الجلالة جامد وحجتهم في هذا أنهم قالوا:
      إن الاشتقاق يستلزم مادة يشتق منها والله قديم أي ليس قبله شيء فهو إذن جامد لا مشتق.

      والحق أن لفظ الجلالة مشتق وأما ما احتجوا به فليس بشيء حيث ظن هؤلاء :
      أن الاشتقاق مادي حيث يكون الله فرعا وتلك المادة المشتق منها أصلا.

      ولا شك أن هذا باطل في حق الله عز وجل لكن الذين قالوا بالاشتقاق مرادهم أن لفظ الجلالة دال على صفة هي الإلهية كما يقال عليم: دال على صفة العلم .

      فالمقصود أن الأسماء مأخوذة من مصادرها أي : أنها تدل على صفات . وعلى هذا فلا محذور هنا . وراجع شرح ابن كثير رحمه الله .


      واختلف في مبدأ اشتقاقه فقيل: من ألَهَ يألَهُ أُلُوهةً وإلاهةً وألوهيةً بمعنى عبد عبادة.

      وقيل: من ألِه-بكسر اللام - يأله – بفتحها - ألَها إذا تحيّر.

      والصحيح الأول فهو إلَه بمعنى مألوهٍ أي معبود ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : (( الله ذو الإلهية والعبودية على خلقه أجمعين )) ضعيف .


      وعلى القول بالاشتقاق يكون وصفا في الأصل كصالح ولكن غلبت عليه العَلَمِيَّة اي غلبت عليها العلمية فصارت أسماء لأشخاص.


      والاسم من السَّمة بمعنى العلامة وقيل هذا فيه خطأ عقدي وهو موافق لقول المعتزلة واعترض على هذا -على ما أذكر- الاخ عاصم فاليراجع
      http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=24384

      وقيل من السُّمُو وهو المختار راجع الاشتقاق للزجاجي.


      وقال الهراس: وليس الاسم نفس المسمى كما زعم بعضهم فإن الاسم هو اللفظ الدال والمسمى هو المعنى المدلول عليه بذلك الاسم اهـ.

      هذه المسألة أتت من أهل الكلام والفلسفة ليتوصلوا به على ان القرآن مخلوق قالوا الاسم غير المسمى وأسماءه غيره وما كان غيره فهو مخلوق. قاتلهم الله

      والذي عليه جماهير أهل السنة والجماعة ان الاسم للمسمى قال الله عز وجل (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ))
      وقال تعالى : (( فله الأسماء الحسنى )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن لله تسعا وتسعين اسما .. )) .

      أما من قال الاسم هو المسمى وهذا ذهب إليه من ينتسب إلى السنة كأبي القاسم واللالكائي. فهذا خطأ ومن قال الاسم غير المسمى كذلك اخطأ والله المستعان.


      قال الشيخ محمد خليلهراس رحمه الله :

      اختلفت العلماء في البسملة ، هل هي آية من كل سورة افتتحت بها ،أو هي آية مستقلة أنزلت ، للفصل بين السور ، وللتببرك بالابتداء بها ، والمختار القول الثاني
      .- ذهب الجمهور على أن البسملة آية من كل سورة إلا براءة.
      وذهب الشافعي في المشهور وهي رواية لأحمد وإسحاق وجماعة من أهل الكوفة على أن البسلمة آية من الفاتحة فقط .
      وذهب مالك وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه أنها ليس آية من الفاتحة ولا من غيرها.
      وإلخ إلخ . -

      واتفقوا على أنها جزء آية من سورة النمل وعلى تركها في أول سورة براءة
      لأنها جعلت هي و الأنفال كسورة واحدة. – هذا على أحد الاقوال -

      والباء للاستعانة - وهذا هو قول أهل السنة والجماعة وذهب بعض المتكلمين إلى أنها للمصاحبة وقيل: للإلصاق وقيل للملابسة وقيل غير ذلك.
      قال القرطبي رحمه الله: وفيها رد على القدرية وغيرهم ممن يقول أن أفعالهم مقدورة لهم وموضع الاحتجاج عليهم من ذلك ( أن الله سبحانه أمرنا بالابتداء بكل فعل أن نفتتح بذلك ويكون المعنى أي: بالله وقدرته ومشيئته يوصل إلى ما يوصل إليه اهـ.
      وقول المؤلف رحمه الله: بسم الله هنا (بسم الله) بدون تحديد اسم معين فهذا يعم جميع الأسماء
      وفعل المؤلف رحمه الله يدل على اقتدائه بكتاب الله عز وجل وبطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأما الأحاديث الواردة
      (( كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر )) أي فهو ناقص البركة ولكن هذا الحديث ضعيف .

      والبسملة في قوله : ( بسم الرحمن الرحيم ) أول من استعملها على هذا النحو التام سليمان عليه الصلاة وسلام إن صح الحديث
      ولفظ الجلالة قال بعض العلماء: إنه هو الاسم الأعظم وذكر في القرآن في (2360) موضعا وهو يتناول سائر الأسماء بطريق التضمن



      الرحمن الرحيم ... الحمد لله الذي أرسلرسوله(3.....................

      )الرحمن"، فهو ذو الرحمة الواسعة، لأن)فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان: إذا امتلأغضباً.

      )الرحيم": اسم يدل على الفعل، لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال علىالفعل.

      فيجتمع من "الرحمن الرحيم": أن رحمة الله واسعة وأنها واصلة إلىالخلق.

      وهذا هو ما أومأ إليه بعضهم بقوله:
      الرحمن رحمة عامة والرحيم رحمة خاصةبالمؤمنين، ولما كانت رحمة الله للكافر رحمة خاصة في الدنيا فقط فكأنها لا رحمةلهم،
      لأنهم في الآخرة يقول تعالى لهم إذا سألوا الله أن يخرجهم من النار وتوسلواإلى الله تعالى بربوبيته واعترافهم على أنفسهم: ((رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَافَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)[المؤمنون: 107]
      فلا تدركهم الرحمة، بل يدركهمالعدل، فيقول الله عز وجل لهم:(قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُون) (المؤمنون:10 [المؤمنون: 108].



      قال العلامة الهراس رحمه الله:
      و قد ذهبالعلامة ابن القيم رحمه الله الى أن الرحمن دال على الصفة القائمة بالذات ، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، و لهذا لم يجئ الاسم الرحمن متعديا في القرآن

      قالتعالى " وكان بالمؤمنين رحيما "و لم يقل رحمانا ، وهذا أحسن ما قيل في الفرق بينهما .

      ــ فائدة قال بعض الشراح: إن (الرحمن) خاص اللفظ عام المعنى و(الرحيم) عام اللفظ خاص المعنى.

      فأما خصوص اللفظ في (الرحمن) فلكونه لا يطلق إلا على الله وأما عموم معناه فإنه يشمل جميع المخلوقات من طريق الخلق والرزق والنفع.

      وأما عموم اللفظ في (الرحيم) فمن حيث اشتراك غير الله مع الله في التسمية به وأما من خصوص معناه فمن حيث رجوعه إلى اللطف بالمؤمنين والتوفيق.

      ونعت الله بهذين الاسمين في هذا المقام تعريض للنفس بالدخول في رحمة الله عز وجل التي وسعت كل شيء

      ومن المتقرر أن العلم مبناه على الرحمة والتراحم فالابتداء ببسم الله الرحمن الرحيم مناسب تمام المناسبة في كتب العلم ــ

      و روي أن ابن عباس أنه فال : هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر

      ــ(( موضوع فيه الكلبي الكذاب والسدي ضعيف جدا وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس ))ــ

      و منعبعضهم كون الرحمن في البسملة نعتا لاسم الجلالة لأنه علم آخر لله لا يطلق على غيرهو الأعلام لا ينعت بها .

      والصحيح أنه نعت له باعتبار ما فيه من معنى الوصفيةفالرحمن اسمه تعالى ووصفه ولا تنافى اسميته وصفيتَه فمن حيث هو صفة جرى تابعا علىاسم الله ، ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الاسم العلم كقوله تعالى "الرحمن على العرش استوىاهـ.


      وإعراب البسملة (باسم) الباء حرف جر و(اسم) مجرور بالباء وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره أؤلف أو نحوه و(اسم) مضاف و(الله) مضاف إليه واسم الجلالة مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره . (الرحمن) صفة لله مجرور تابعا للموصوف (الرحيم) صفة ثانية لله مجرور تابعا أيضا .

      تعليق


      • #18
        رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

        السلام عليكم ورحمة الله
        هل بدأت المدارسة أم أوقفتوها لحين اشعار آخر

        تعليق


        • #19
          رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

          بدأنا

          تعليق


          • #20
            رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

            أقترح عليكم أن تجعلوا موضوع مدارسة الواسطية مثبتاً مع المواضيع المثبتة كما ثبتم موضوعي مدارسة ثلاثة الأصول ولمعة الاعتقاد

            تعليق


            • #21
              رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

              الكلام على المقدمة :

              الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا

              وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ, وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا

              أَمَّا بَعْدُ :

              تعليق


              • #22
                رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

                قال الشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

                الله تعالى يحمد على كماله عز وجل وعلى إنعامه، فنحن نحمد الله عز وجل لأنه كامل الصفات من كل وجه، ونحمده أيضاً لأنه كامل الأنعام والإحسان: )وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) [النحل: 53]، وأكبر نعمة أنعم الله بها على الخلق إرسال الرسل الذي به هداية الخلق، ولهذا يقول المؤلف "الحمد لله الذي أرسل رسول رسوله بالهدى ودين الحق".

                والمراد بالرسول هنا الجنس، فإن جميع الرسل أرسلوا بالهدى ودين الحق، ولكن الذي أكمل الله به الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنه قد ختم الله به الأنبياء، وتم به البناء، كما وصف محمد صلى الله عليه وسلم نفسه بالنسبة للرسل، كرجل بنى قصراً وأتمه، إلا موضع لبنة، فكان الناس يأتون إلى هذا القصر ويتعجبون منه، إلا موضع هذه اللبنة، يقول: "فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين"[8]، عليه الصلاة والسلام.

                بالهدى(1) ودين الحق(2) ليظهره على الدين كله(3)................................

                (1) "بالهدى": الباء هنا للمصاحبة والهدى هو العلم النافع ويحتمل أن تكون الباء للتعدية، أي: إن المرسل به هو الهدى ودين الحق.

                (2) "ودين الحق" هو العمل الصالح، لأن الدين هو العمل أو الجزاء على العمل، فمن إطلاقه على العمل: قوله تعالى: )إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ ) [آل عمران: 19]، ومن إطلاقه على الجزاء قوله تعالى: )وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ) [الانفطار: 17]. والحق ضد الباطل، وهو ـ أي الحق ـ المتضمن لجلب المصالح ودرء المفاسد في الأحكام والأخبار.

                (3) "ليظهره على الدين كله": اللام للتعليل ومعنى "ليظهره"، أي: يعليه، لأن الظهور بمعنى العلو، ومنه: ظهر الدابة أعلاها ومنه: ظهر الأرض سطحها، كما قال تعالى: )وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ)(فاطر: من الآية45) .

                والهاء في "يظهره" هل هو عائد على الرسول أو على الدين؟ إن كان عائداً على "دين الحق"، فكل من قاتل لدين الحق سيكون هو العالي. لأن الله يقول: "ليظهره"، يظهر هذا الدين على الدين كله، وعلى مالا دين له فيظهره عليهم من باب أولى، لأن من لا يدين أخبث ممن يدين بباطل، فإذاً: كل الأديان التي يزعم أهلها أنهم على حق سيكون دين الإسلام عليه ظاهراً، ومن سواهم من باب أولى.

                وكفى بالله شهيداً(1)......................................... .....................

                وإن كان عائداً إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فإنما يظهر الله رسوله لأن معه دين الحق.

                وعلى كلا التقديرين، فإن من تمسك بهذا الدين الحق، فهو الظاهر العالي، ومن ابتغى العزة في غيره، فقد ابتغى الذل، لأنه لا ظهور ولا عزة ولا كرامة إلا بالدين الحق، ولهذا أنا أدعوكم معشر الأخوة إلى التمسك بدين الله ظاهراً و باطناً في العبادة والسلوك والأخلاق، وفي الدعوة إليه، حتى تقوم الملة وتستقيم الأمة.

                (1) قوله "وكفى بالله شهيداً" يقول أهل اللغة: إن الباء هنا زائدة، لتحسين اللفظ والمبالغة في الكفاية، وأصلها: "وكفى الله".

                و"شهيداً": تمييز محول عن الفاعل لأن أصلها "وكفت شهادة الله". المؤلف جاء بالآية؟ ولو قال قائل: ما مناسبة "كفى بالله شهيداً"، لقوله: "ليظهره على الدين كله"؟

                قيل: المناسبة ظاهرة، لأن هذا النبي عليه الصلاة والسلام جاء يدعو الناس ويقول: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار [9] ويقول بلسان الحال: من أطاعني سالمته، ومن عصاني حاربته ويحارب الناس بهذا الدين، ويستبيح دماءهم وأموالهم ونساءهم وذريتهم، وهو في ذلك منصور مؤزر غالب غير مغلوب، فهذا التمكين له في الأرض، أي تمكين الله لرسوله في الأرض: شهادة من الله عز وجل فعلية بأنه صادق وأن دينه حق، لأن كل من افترى على الله كذباً فماله الخذلان والزوال والعدم، وانظر إلى الذين ادعوا النبوة ماذا كان مالهم؟ أن نسوا وأهلكوا، كمسيلمة الكذاب، والأسود العنسي.... وغيرهما ممن ادعوا النبوة، لهم تلاشوا وبان بطلان قولهم وحرموا الصواب والسداد لكن هذا النبي محمداً صلى الله عليه وسلم على العكس دعوته إلى الآن والحمد لله باقية، ونسأل الله أن يثبتنا وإياكم عليها، دعوته إلى الآن باقية وإلى أن تقوم الساعة ثابتة راسخة، يستباح بدعوته إلى اليوم دماء من ناوأها من الكفار وأموالهم، وتسبى نساؤهم وذريتهم، هذه الشهادة فعلية، ما أخذه الله ولا فضحه ولا كذبه، ولهذا جاءت بعد قوله: "ليظهره على الدين كله".

                وأشهد(1) أن لا إله إلا الله(2)، وحده(3)، لا شريك له(4)، إقراراً به(5)

                (1) "أشهد"، بمعنى: أقر بقلبي ناطقاً بلساني، لأن ، الشهادة نطق وإخبار عما في القلب، فأنت عند القاضي تشهد بحق فلان على فلان، تشهد باللسان المعبر عما في القلب واختيرت الشهادة دون الإقرار، لأن الشهادة أصلها من شهود الشيء، أي: حضوره ورؤيته، فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه، كأنه يشاهد الأمر بعينه.

                (2) "لا إله إلا الله"، أي: لا معبود حق إلا الله، وعلى هذا يكون خبر لا محذوفاً، ولفظ الجلالة بدلاً منه.

                (3) "وحده" هي من حيث المعنى توكيد للإثبات.

                (4) "لا شريك له": توكيد للنفي.

                (5) "إقراراً به": "إقراراً" هذه مصدر، وإن شئت، فقل: إنه مفعول مطلق، لأنه مصدر معنوي لقوله: "أشهد"، وأهل النحو يقولون: إذا كان المصدر بمعنى الفعل دون حروفه، فهو مصدر معنوي، أو مفعول مطلق، وإذا كان بمعناه وحروفه، فهو مصدر لفظي فـ: قمت قياماً: مصدر لفظي، و: قمت وقوفاً: مصدر معنوي، و: جلست جلوساً: لفظي، و: جلست قعوداً: معنوي.

                وتوحيداً(1) وأشهد(2) أن محمداً عبده(3).........................................

                (1) "وتوحيداً" مصدر مؤكد لقوله: "لا إله إلا الله".

                (2)نقول في "أشهد" ما قلنا في "أشهد" الأولى.

                (3) محمد: هو ابن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي الذي هو من سلالة إسماعيل بن إبراهيم، أشرف الناس نسباً، عليه الصلاة والسلام.

                هذا النبي الكريم هو عبد الله ورسوله، وهو أعبد الناس لله، وأشدهم تحقيقاً لعبادته، كان عليه الصلاة والسلام يقوم في الليل حتى تتورم قدماه ويقال له: كيف تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟" [10]

                لأن الله تعالى أثنى على العبد الشكور حين قال عن نوح: )إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً)(الإسراء: من الآية3) ، فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يصل إلى هذه الغاية، وأن يعبد الله تعالى حق عبادته، ولهذا كان أتقى الناس، وأخشى الناس لله، وأشدهم رغبة فيما عند الله تعالى، فهو عبد الله ، ومقتضى عبوديته أنه لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً وليس له حق في الربوبية إطلاقاً بل هو عبد محتاج إلى الله مفتقر له يسأله ويدعوه ويرجوه ويخافه، بل إن الله أمره أن يعلن وأن يبلغ بلاغاً خاصاً بأنه لا يملك شيئاً من هذه الأمور فقال: )قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوء)(لأعراف: من الآية18 وأمره أن يقول : )قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى)(الأنعام: من الآية50) وأمره أن يقول: )قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً) (21) (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً )(22) (إِلَّا بَلاغا) ( الجـن: من الآية21-23) (إِلَّا) استثناء منقطع، أي: لكن أبلغ بلاغاً من الله ورسالاته.

                فالحاصل أن محمداً صلوات الله وسلامه عليه عبد لله ومقتضى هذه العبودية أنه لا حق له في شيء من شؤون الربوبية إطلاقاً.

                وإذا كان محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بهذه المثابة، فما بالك بمن دونه من عباد الله؟! فإنهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا لغيرهم أبداً وبهذا يتبين سفه أولئك القوم الذين يدعون من يدعونهم أولياء من دون الله عز وجل.

                ورسوله(1)......................................... .................................................

                (1) قوله: "ورسوله": هذا أيضاً لا يكون لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه خاتم النبيين، فهو رسول الله الذي بلغ مكاناً لم يبلغه أحد من البشر، بل ولا من الملائكة فيما نعلم اللهم إلا حملة العرش، وصل إلى ما فوق السماء السابعة، وصل إلى موضع سمع فيه صريف أقلام القضاء[11] الذي يقضي به الله عز وجل في خلقه، ما وصل أحد فيما نعلم إلى هذا المستوى، وكلمه الله عز وجل بدون واسطة، وأرسله إلى الخلق كافة وأيده بالآيات العظيمة التي لم تكن لأحد من البشر أو الرسل قبله، وهو هذا القرآن العظيم، فإن هذا القرآن لا نظير له في آيات الأنبياء السابقين أبداً، ولهذا قال الله تعالى: )وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) )أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِم ) [العنكبوت: 50-51]، هذا يكفي عن كل شيء، ولكن لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أما المعُرض ، فسيقول كما قال من سبقه: هذا أساطير الأولين!

                الحاصل أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم النبيين، ختم الله به النبوة والرسالة أيضاً، لأنه إذا انتفت النبوة، وهي أعم من الرسالة، انتفت الرسالة التي هي أخص، لأن انتفاء الأعم يستلزم انتفاء الأخص، فرسول الله عليه الصلاة والسلام هو خاتم النبيين.

                صلى الله عليه(1)وعلى آله وصحبه(2).......................................... ...........................

                (1) معنى "صلى الله عليه": أحسن ما قيل فيه ما قاله أبو العالية رحمه الله، قال: "صلاة الله على رسوله: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى".

                وأما من فسر صلاة الله عليه بالرحمة، فقوله ضعيف، لأن الرحمة تكون لكل أحد، ولهذا أجمع العلماء على أنك يجوز أن تقول: فلان رحمه الله، واختلفوا، هل يجوز أن تقولك فلان صلى الله عليه؟ وهذا يدل على أن الصلاة غير الرحمة. وأيضاً، فقد قال الله تعالى: )أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)(البقرة: من الآية157) ، والعطف يقتضي المغايرة، إذاً، فالصلاة أخص من الرحمة، فصلاة الله على رسوله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.

                (2) قوله: "وعلى آله"، و(آله) هنا: أتباعه على دينه هذا إذا ذكرت الآل وحدها أو مع الصحب، فإنها تكون بمعنى أتباعه على دينه منذ بعث إلى يوم القيامة ويدل على أن الآل بمعنى الاتباع على الدين قوله تعالى في آل فرعون: )النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر:46) ، أي: أتباعه على دينه.

                أما إذا قرنت بالأتباع، فقيل: آله وأتباعه، فالآل هم المؤمنون من آل البيت، أي: بيت الرسول عليه الصلاة والسلام.

                وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم يذكر الأتباع هنا، قال: "آله وصحبه"، فنقول: آله هم أتباعه على دينه، وصحبه كل من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك.

                وعطف الصحب هنا على الآل من باب عطف الخاص على العام، لأن الصحبة أخص من مطلق الاتباع.

                وسلم(1) تسليماً مزيداً(2)......................................... ..........................................

                (1) قوله: "وسلم تسليماً مزيداً": (سلم) فيها السلامة من الآفات، وفي الصلاة حصول الخيرات ، فجمع المؤلف في هذه الصيغة بين سؤال الله تعالى أن يحقق لنبيه الخيرات ـ وأخصها: الثناء عليه في الملأ الأعلى ـ وأن يزيل عنه الآفات، وكذلك من اتبعه.

                والجملة في قوله: "صلى" و "سلم" خبرية لفظاً طلبية معنى، لأن المراد بها الدعاء.

                (2) قوله: "مزيداً"، بمعنى: زائداً أو زيادة، والمراد تسليماً زائداً على الصلاة، فيكون دعاء آخر بالسلام بعد الصلاة.

                والرسول عند أهل العلم: "من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه".

                وقد نبئ صلى الله عليه وسلم بـ (اقرأ) وأرسل بالمدثر، فبقوله تعالى: )اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) إلى قوله: )عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1-5] كان نبياً، وبقوله: )يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) )قُمْ فَأَنْذِر)ْ [المدثر: 1،2] كان رسولا عليه الصلاة والسلام.

                أما بعد(1): فهذا(2)........................................... ..............................................

                (1) "أما بعد": (أما) هذه نائبة عن اسم شرط وفعله، التقدير: مهما يكن من شيء، قال ابن مالك:

                أمّا كمهما يك من شيء وفا لتلو تلوها وجوباً ألفا

                فقولهم: أما بعد: التقدير: مهما يكن من شيء بعد هذا، فهذا.

                وعليه، فالفاء هنا رابطة للجواب والجملة بعدها في محل جزم جواب الشرط، ويحتمل عندي أن تكون: "أما بعد، فهذا"، أي أن (أما) حرف شرط وتفصيل أو حرف شرط فقط مجرد عن التفصيل، والتقدير: أما بعد ذكر هذا، فأنا أذكر كذا وكذا. ولا حاجة أن نقدر فعل شرط، ونقول: إن (أما) حرف ناب مناب الجملة.

                (2) "فهذا": الإشارة لابد أن تكون إلى شيء موجود، أنا عندما أقول: هذا، فأنا أشير إلى شيء محسوس ظاهر، وهنا المؤلف كتب الخطبة قبل الكتاب وقبل أن يبرز الكتاب لعالم الشاهد، فكيف ذلك؟!

                أقول: إن العلماء يقولون: إن كان المؤلف كتب الكتاب ثم كتب المقدمة والخطبة، فالمشار إليه موجود ومحسوس، ولا فيه إشكال، وإن لم يكن كتبه، فإن المؤلف يشير إلى ما قام في ذهنه عن المعاني التي سيكتبها في هذا الكتاب، وعندي فيه وجه ثالث، وهو أن المؤلف قال هذا باعتبار حال المخاطب، والمخاطب لم يخاطب بذلك إلا بعد أن برز الكتاب وصدر، فكأنه يقول: "فهذا الذي بين يديك كذا وكذا".

                هذه إذاً ثلاثة أوجه.

                تعليق


                • #23
                  رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

                  قال العلامة عبد العزيز بن مانع رحمه الله :


                  -
                  قوله.. الحمد لله..
                  الحمد..نقيض الذم، وهو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية والشكر لا يكون إلا على المتعدية ويكون باللسان والجنان والأركان كما قال الشاعر..
                  أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا.

                  تعليق


                  • #24
                    رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

                    *قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله تعالى*
                    والحمد..هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري ،نعمة كان أوغيرها,يقال.. حمدت الله على إنعامه وحمدته على شجاعته.
                    وأما الشكر..فعلى النعمة الخاصة، ويكون بالقلب واللسان والجوارح، قال الشاعر..
                    أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجب.
                    وعلى هذا فبين الحمد والشكر عموم وخصوص من وجه، يجتمعان في الثناء باللسان على النعمة وينفرد الحمد في الثناء باللسان على ما ليس بنعمة من الجميل الاختياري وينفرد الشكر بالثناء بالقلب والجوارح على خصوص النعمة.
                    فالحمد أعم متعلقا وأخص ألة والشكر بالعكس.
                    -واما الفرق بين الحمد والمدح فقد قال ابن القيم "إن الحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه فلابد فيه من اقتران الإرادة بالخير بخلاف المدح فإنه إخبار مجرد" ولذلك كان المدح اوسع تناولا لأنه للحي والميت والجماد أيضا.
                    -و "ال" في الحمد.. للاستغراق وليتناول كل أفراد الحمد المحققة والمقدرة وقيل للجنس ومعناه "ان الحمد الكامل ثابت لله، وهذا يقتضي ثبوت كل ما يحمد عليه من صفات كماله ونعوت جماله، إذ من عدم صفات الكمال، فليس بمحمود على الإطلاق ولكن غايته أنه محمود من وجه دون وجه، ولا يكون محمودا من كل وجه وبكل اعتبار بجميع انواع الحمد إلا من حاز صفات الكمال جميعها فلو عدم منها صفة واحدة لنقص من حمده بسببها".
                    -والهدى.. في اللغة.. البيان والدلالة كما في قوله تعالى.. "وَأَمَا ثَمودَ فَهدَيْناهُم فَاْسْتَحَبُواْ العَمَى عَلَى الهُدَى"
                    (فصلت..17)
                    فإن المعنى بينا لهم، وكما في قوله "إنَا هَدَيْناهُ السَبيلَ إمَا شَاكراً أو كَفُوراً"
                    (الإنسان..3)
                    و الهدى بهذا المعنى عام لجميع الناس و لهذا يوصف به القرآن كما في قوله تعالى " إنَ هَذَاْ القُرْآنَ يَهْدي للتي هيَ أَقْوَم "( الاسراء..9) ويوصف به الرسول صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى " و إنَكَ لَتَهْدي إلَى صرَاْط مُسْتَقيْم "( الشورى.. 52) .
                    و قد يأتي بمعنى التوفيق والالهام فيكون خاصا بمن يشاء الله هدايته قال تعالى " فَمَن يُرد الله أنْ يَهْديه يَشْرَحْ صَدْرَهُ للْإسْلَام " ( الأنعام ..125) .
                    ولهذا نفاه الله عن رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى " إنَكَ لَا تَهْدي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكنَ الله يَهْدي مَنْ يَشَاء "
                    ( القصص ..56) و المراد بالهدى هنا كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الاخبارات الصادقة و الايمان الصحيح والعلم النافع والعمل الصالح .
                    قوله ׃ "و أشهد أن محمدأً عبده ورسوله ....."
                    وجعل الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة والعبودية مقرونا بالشهادة لله بالتوحيد ، للإشارة الى أنه لا بد من كل منهما ، فلا تغني احداهما عن الأخرى و لهذا قرن بينهما في الآذان والتشهد .
                    وقال بعضهم في تفسير قوله تعالى " وَ رَفَعْنَا لَكَ ذكْرَكَ " ( الشرح ..4) يعني ׃ "لا أُذكر الا ذكرت معي ".
                    وأصل آل ׃ أهل ، أبدلت الهاء همزة ، فتوالت همزتان فقلبت الثانية منهما ألفا و يصغر على أُهيل و أُويل ولا يستعمل الا فيما شرف غالبا ، فلا يقال ׃ آل الاسكاف و آل الحجام .
                    [/

                    تعليق


                    • #25
                      رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

                      السلام عليكم

                      كود PHP:
                      بصفاته اللازمة والمتعدية 
                      ممكن زيادة فائدة عن الصفات اللازمة والمتعدية وما الفرق بينهما

                      تعليق


                      • #26
                        رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

                        المشاركة الأصلية بواسطة أم جليبيب الأثرية مشاهدة المشاركة
                        السلام عليكم


                        كود PHP:
                        بصفاته اللازمة والمتعدية 


                        ممكن زيادة فائدة عن الصفات اللازمة والمتعدية وما الفرق بينهما
                        أسماء الله عز وجل منها ما تدل على وصف متعد ومنها ما لا تدل :
                        1_ متعد
                        2_ وغير متعد .
                        فأسماء الله عز وجل إذا دلت على وصف متعد فقد تضمنت ثلاثة أمور :
                        1- إثبات ذلك الاسم لله عز وجل مثل الغفور.
                        2_ إثبات الصفة التي دل عليها وهي المغفرة.
                        3- الحكم الذي يقتضيه ذلك الاسم من الأحكام .
                        ومقتضى هذا الاسم أن يغفر الله لعباده سبحانه وتعالى .

                        وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين:
                        1_ ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل مثل : الحي
                        2_ ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل وهي الحياة
                        فالحي وصف لازم لله عز وجل لا يتعدى إلى غيره ومثله العظيم والجليل .

                        راجع قواعد المثلى للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى . القاعدة الثالثة

                        تعليق


                        • #27
                          رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

                          المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عبد الله بادي مشاهدة المشاركة
                          *قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله تعالى*
                          ..............يقال.. حمدت الله على إنعامه وحمدته على شجاعته.

                          تنبيه : أظن أن الهاء في لفظة ( حمدته ) و( شجاعته ) تعود على المخلوقين
                          والله أعلم .

                          تعليق


                          • #28
                            رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

                            المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عبد الله بادي مشاهدة المشاركة
                            *قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله تعالى*


                            والحمد..هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري ،نعمة كان أوغيرها,يقال.. حمدت الله على إنعامه وحمدته على شجاعته.
                            .[/
                            المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عبد العالي الجزائري مشاهدة المشاركة
                            [/center]
                            [/b] تنبيه : أظن أن الهاء في لفظة ( حمدته ) و( شجاعته ) تعود على المخلوقين
                            والله أعلم .
                            بارك الله فيكم هذا خطأ في النقل وإلا عندي أكثر من نسخه من الشرح وكلامه واضح يقول العلامة الهراس رحمه الله :
                            يقال: حمدت ((الرجلَ)) على إنعامهِ وحمدته على شجاعتهِ . اهـ.

                            فكلام العلامة الهراس واضح أنه يتكلم عن الرجل لكن وقع القصور في النقل بارك الله فيكم وفي الجميع .

                            تعليق


                            • #29
                              رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

                              المشاركة الأصلية بواسطة أبو علي حسين علي الأثري مشاهدة المشاركة
                              بارك الله فيكم هذا خطأ في النقل وإلا عندي أكثر من نسخه من الشرح وكلامه واضح يقول العلامة الهراس رحمه الله :
                              يقال: حمدت ((الرجلَ)) على إنعامهِ وحمدته على شجاعتهِ . اهـ.

                              فكلام العلامة الهراس واضح أنه يتكلم عن الرجل لكن وقع القصور في النقل بارك الله فيكم وفي الجميع
                              .
                              جزاك الله خيرا أخي أبو علي على الملاحظة الطيبة

                              فقد رجعت الى الكتاب فوجدت كلام الشيخ على نحو ما أثبته أنت وكان السقط من عندي

                              والله المستعان .

                              تعليق


                              • #30
                                رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

                                كل ما أضع المشاركة يظهر لي صفحة فاضية لذلك رفعت مشاركتي على ورد
                                تعليق الأول على كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله
                                تعليق الثاني على كلام العلامة الهراس رحمه الله .
                                الملفات المرفقة

                                تعليق

                                يعمل...
                                X