إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

العلامة محمد أمان الجامي: النووي وابن حجر والشوكاني من أئمة أهل السنة والجماعة الذين لديهم أخطاء وليسوا مبتدعة ولا أشاعرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منهجية] العلامة محمد أمان الجامي: النووي وابن حجر والشوكاني من أئمة أهل السنة والجماعة الذين لديهم أخطاء وليسوا مبتدعة ولا أشاعرة

    الحمد لله؛ قال العلامة محمد أمان الجامي في شرحه لكتاب فتح المجيد في معرض كلامه عن تراجع أبي الحسن الأشعري: "أبو الحسن رجع إلى منهج السلف، لكن ليس معنى ذلك أنه صفيت عقيدته صفاء، بل لا بد من مَطَبَّاتٍ؛ لأنه عاش في الكلام زمنا طويلا، وما يقع منه بعد ذلك من بعض الهفوات نرجوا أن يكون ذلك مغمورا في عقيدته السلفية الصحيحة وفي رجوعه وتوبته، لا يضر ذلك، وهذا يوجد عند كثير من الأئمة كالإمام ابن حجر العسقلاني، والإمام النووي، والإمام الشوكاني، وقوعهم بعض الهفوات في بعض الأسماء والصفات وتأويلهم لبعض الصفات لا يجعلهم مبتدعة، ولا يجعلهم أشاعرة، بل أئمة أهل السنة والجماعة الذين لديهم أخطاء".

  • #2
    رد: العلامة محمد أمان الجامي: النووي وابن حجر والشوكاني من أئمة أهل السنة والجماعة الذين لديهم أخطاء وليسوا مبتدعة ولا أشاعرة

    وهذا سياق كلام الشيخ بتمامه، ففيه مزيد فائدة وتقعيد فيمن وقع مجتهدا في بعض الأخطاء في الأصول على تفصيل في ذلك ، وقد كرر معناه ابن تيمية-رحمه الله- في مواطن عديدة من كتبه:
    ... منَّ الله عليه بأن فهم منهج السلف الصالح فرجع إلى منهج السلف وألّف كتابه الإبانة وأثنى في مقدمة هذا الكتاب على إمام أهل السنة والجماعة ( الإمام أحمد ابن حنبل ) أثنى عليه ثناءً عاطراً يستحقه الإمام وقال : إنه على منهجه وعلى طريقته ، إقرأ في مقدمة الإبانة ، والإبانة موجودة في الأسواق ، لا تضحك عليك الأشاعرة لتقول : إنه لم يرجع ، أبو الحسن رجع إلى منهج السلف لكن ليس معنى ذلك أنه صَفيت عقيدته صفاءً بل لا بد من مطبات لأنه عاش في الكلام زمناً طويلاً وما يقع منه بعد ذلك من بعض الهفوات نرجو أن يكون ذلك مغموراً في عقيدته السلفية الصحيحة وفي رجوعه وتوبته ، لا يضر ذلك وهذا يوجد عند كثير من الأئمة فالإمام ابن حجر العسقلاني والإمام النووي والإمام الشوكاني وقوع بعض الهفوات في باب الأسماء والصفات وتأويلهم لبعض الصفات لا يجعلهم مبتدعة ولا يجعلهم أشاعرة بل أئمة أهل السنة والجماعة الذين لديهم أخطاء ، هذا المعنى ينبغي أن تدرسوا لأجله موقف شيخ الإسلام في رده على البكري لتدركوا أن بعض الناس وهم أئمة قد يخطئون في بعض الأصول وذلك الخطأ مغفور لهم لأنهم لم يقصدوا مخالفة هديه عليه الصلاة والسلام ولكنهم اجتهدوا فأخطئوا لأنهم نشؤوا في جو كله تأويل ولم يهتدوا ولم يتبين لهم الهدى في بعض الصفات وخصوصاً الإمام الشوكاني الذي كان في الإعتزال لأنه زيدي والزيدية كلهم على طريقة الإعتزال ، وكونه فارق الإعتزال وحاول أن يلحق بركب السلف ولحق بهم فعلاً في كثير من المواقف ،فوجود بعض الهفوات لا يضره إن شاء الله بل إن ذلك مغمور في علمه وفي خدمته للإسلام وفي خدمته للسنة وفي خدمته لكتاب الله تعالى[/COLOR] ..
    http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=113552

    وكذا له كلام في الأسئلة الكويتية:
    وسئل الشيخ محمد امان الجامي رحمه الله :
    إن بعض الشباب السلفيين كلما ذُكِرَ عندهم الحافظ ابن حجر يقولون إنه اشعريٌ فيريد توضيح عقيدة هذا الإمام توضيحا شافيا ـ كما قال ـ وغيره من الأئمة الذين قد زلوا في بعض العقائد، فيطلب السائل إزالة الغبش على حد تعبيره من هذه المسألة؟
    فأجاب رحمه الله :
    الحافظ ابن حجر والإمام النووي والذهبي والبيهقي أحياناً والإمام الشوكاني وغير ذلك من الأئمة الذين خدموا الكتاب والسنة وقعوا في بعض التأويلات، في بعض تأويلات نصوص الصفات، في أمثال هؤلاء يقول شيخ الإسلام: فإذا كان الله يقبل عذر من يجهل تحريم الخمر وربما وجوب الصلاة لكونه عاش بعيداً عن العلم وأهله فهو لم يطلب العلم ولم يطلب الهدى ولم يجتهد، فكون الله يعفو ويسمح فيقبل عذر من اجتهد ليعلم الخير وليعلم الهدى وبذل كل جهوده في ذلك ولكنه لم يدرك كل الإدراك فوقع في أخطاءٍ إما في باب الأسماء والصفات أو في باب العبادة أخطأ أخطاءً بعد أن اجتهد ليعرف الحق، يقول شيخ الإسلام: أمثال هؤلاء أحق بالعفو والرحمة والسماح أو كما قال رحمه الله، وشيخ الإسلام كان يناقش علماء الجهمية جهابذة علماء الجهمية فيقول لهم: لو قلت أنا ما قلتموه أنتم أي لو كنت أنا مكانكم لأكون كافرا ولكنكم معذورون لأنكم جُهَّال، يرى شيخ الإسلام أن الإنسان يُعذر بجهله وخصوصا إذا بذل مجهوده ليعرف الحق ولا فرق عنده وعند غيره من المحققين بأن الجهل في الفروع والأصول قد يصوغ في هذا أدلةً منها قصة الإسرائيلي النباش الذي لمَّا دنى أجله أوصى إلى أولاده إذا مات يحرقوه فيسحقوه فيرموه في اليم ويضعوا جزءً منه من الذر في البرد والجزء الآخر في البحر ويتفرق وفي زعمه إذا فعل ذلك سوف يفوت على الله, قال لأن قَدِرَ الله عليَّ ليعذبني عذابا لم يعذب أحداً قبلي أو كما قال. يقول الإمام بن تيميه إنه جهل عموم قدرة الله تعالى. وفُعِلَ به ذلك فبعثه الله فأوقفه بين يديه فسأله ما الذي حملك على، هذا قال خشيتك يا رب، الخوف من الله، بمعنى إنه مؤمنٌ ويخاف الله مع ذلك جهل عموم قدرة الله تعالى وأن الله قادر على أن يجمع تلك الذرَّات فيبعثها، هذا جهلٌ في أصول الدين وكثير من أئمة الدعوة والمحققون يَرَوْنَ ذلك حَتَّى نَقَلَ عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب عن والده أنه كان يقول: أولئك الذين يطوفون بضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني وأمثاله لا بد من تنبيههم أولا قبل الحكم عليهم بالكفر، ولو تتبعنا أقوال المحققين الفقهاء أدركنا بأن العذر بالجهل عامٌ في الأصول والفروع وهؤلاء الأئمة وإن لم يكونوا جُهَّالاً لكنهم فاتتهم مسائل كثيرة, الإمام الشوكاني كان شيعيا لأنه زيدي والزيدية من الشيعة ومن اقرب طوائف الشيعة إلى الحق، ترك الزيدية ورحل وقاطع جميع المذاهب تقليدا، كان مجتهدا غير مقلد وسعى ليلحق بركب السلف في تفسيره وفي نيل الأوطار وفي غيرهما مما كتب ولكن فاته الشيء الكثير إلى أن تصور الإمام رحمه الله أن التفويض هو منهج السلف، وهذا خطأ، التفويض ... تفويض معاني النصوص ليس هو منهج السلف، منهج السلف معرفة معاني النصوص كلها من السمع والبصر والاستواء والنزول والمجيء وغير ذلك، وتفويض الحقيقة إلى الله، التفويض تفويضان: تفويض المعاني وهذا خطأ وهو الذي وقع به الإمام الشوكاني عفا الله عنه، وتفويض الحقيقة والكيفية والكنه وهذا الذي عناه الإمام مالك حيث قال: ((الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة))، وبالإختصار هؤلاء معذورون فيما وقع منهم من الأخطاء في التأويل، و إطلاق اللسان عليهم بكل جرأة إنهم مبتدعة وأن من لم يبدعهم فهو مبتدع، هذه جرأة جديدة من بعض الشباب الذين أصيبوا بنكسة الحداد، فنسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم ويردهم إلى الصواب وهم أخطئوا كثيرا وابتعدوا كثيرا عن الجادة، فصاروا يبدعون الأحياء والأموات على حدٍ سواء، العلماء كبار علمائنا الذين يحضرهم مجالسهم طلاب العلم وغيرهم، طلاب العلم وغيرهم، السلفيون والخلفيون على حدٍ سواء الذين يستفيدون من مجالسهم، مجالسهم مجالس العلم والمذاكرة يُبَدِّعُونَهُمْ بدعوة أنهم يجالسون المبتدعة، وهذا الخطأ فشا للأسف بين الشباب في الآونة الأخيرة وخير ما نقوله: - اللهم اهدي قلوبهم -. انتهى .
    ينظر هنا :http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=123347
    والملف بتمامه في المرفقات: http://www.ajurry.com/vb/attachment....1&d=1339500691

    وليرجع كذلك للسؤال الأول من "الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية" http://www.ajurry.com/vb/attachment....1&d=1339501022


    وليرجع لكلام وتقعيد ونقول طيبة في الشريط 14 و 15 من شرح القواعد المثلى للشيخ محمد أمان رحمه الله- من هنا مع تفريغه مع التنبه لكون التفريغ ناقصا ليس فيه محل الشاهد بل كثير من الشرح ليس فيه:
    http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=19036
    وليرجع لتحميل مكتبة الشيخ هنا: http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_013.php
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 12-Jun-2012, 05:49 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: العلامة محمد أمان الجامي: النووي وابن حجر والشوكاني من أئمة أهل السنة والجماعة الذين لديهم أخطاء وليسوا مبتدعة ولا أشاعرة

      وهنا نقول متممة لما سبق، وقبل ذلك أحثكم لمعرفة رأي الشيخ في الموقف الصحيح ممن وقع في هفوات وزلات من علماء المسلمين؟ وهل يقال هم من أهل السنة أم من المبتدعة؟ ..الخ أن يرجع إلى الشريط الرابع عشر والخامس عشر من شرح القواعد المثلى له -رحمه الله- وقد عدلت في المشاركة السابقة وألحقت في آخرها رابط الشرح المُحال إليه.

      قال الشيخ رحمه الله في شرح الواسطية أيضًا:
      « ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص « / ابتدأ بسورة الإخلاص ؛ لأنها اشتملت على ما لم يشتمل عليه غيرها مع قصرها ، وتسمى سورة الإخلاص لتجريدها عن أوحال الشرك والوثنية ، وتسمى صفة الله لاشتمالها على كثير من الصفات والأسماء ، " وفي قصة الصحابي الذي يقرأ هذه السورة بعد كل سورة في صلاته ، وشُكي إلى رسول  ، وقال الصحابي أنه يحبها ؛ لأنها صفة الله " [1] ، بهذه القصة رُدَّ على الإمام ابن حزم رحمه الله الذي يرى إنه لم يرد ذكر الصفة في الكتاب والسنة ، فيرى المطالب الإلهية يُطلق عليها أسماء الله الحسنى لكن لا يُطلق عليها صفة [2]، وهو رحمه الله لم يطلع على الحديث فيُعتذر له ، ولا ينبغي أن يُضلل لمثل هذا الإنكار ، مثل هذا الإنكار وإن كان أسلوبه قد يستدعي الشدة عليه كما اشتد هو على غيره ، ولكن إذا علمنا أن الرجل يحاول إتباع الكتاب والسنة ويخطئ أحياناً في الاستدلال والاستنتاج وربما ينكر ما في السنة إذا لم يطلع عليه وعرفنا طريقته وطبيعته ينبغي أن نعذره لكثرة ما فيه من الخير والحرص على إتباع الكتاب والسنة ، مع ما فيه من بعض التأويلات والتخبطات أحياناً مع الأشاعرة وأحياناً مع الجهمية\ ، كل ذلك حرصاً منه لإتباع السنة ، فرقٌ بين من يجتهد ليعمل بالكتاب والسنة ويخطئ كثيراً كابن حزم وبين الذي يُعرِض عن الكتاب والسنة إعراضاً ويرى نصوص الكتاب والسنة غير كافية في هذا الباب ، بل يجب إتباع الأدلة العقلية
      ، فرقٌ بين الرجلين الأول يحاول إتباع الحق ولكن يخطئ بعد الاجتهاد ، والثاني معرض ؛ لذلك نحن من الذين يلتمسون الأعذار لمثل ابن حزم ومثل النووي وابن حجر والبيهقي وكثيرًا من علماء الحديث الذين يقعون أحياناً بالتأويل ، وأكثرهم تأويلا وتصرفاً في هذا الباب ابن حزم ، وكلهم نرى أنه ينبغي أن تُلتمس له الأعذار فلا يُلحقون بالمؤولة محرفة النصوص المعرضين عن الكتاب والسنة ، ولكنهم اجتهدوا طلباً للحق فاخطأوا ، ولشيخ الإسلام مقام وأي مقام في هذا الباب أشاد بهم وبدعوتهم وبخدمتهم للكتاب والسنة ويرى هؤلاء تُلتمس لهم الأعذار . وللشيخ ابن عثيمين في كتابه ( القواعد المثلى ) قواعد ينبغي لطلبة العلم الرجوع إلى هذه القواعد ثم ينطلقون للمراجع التي ذكرها الشيخ ابن عثيمين ليعرفوا منهج شيخ الإسلام في علماء المسلمين ، كما عليهم أن يقرؤوا ( رفع الملام عن الأئمة الأعلام ) ، وشيخ الإسلام وإن كان خصومه يتهمونه بالحدة ، يقولون يحتد عند النقاش والمناظرة - هذه طبيعة - لكن في الإنصاف وطلب الأعذار قل أن تجد مثله ، فهو منصف حتى مع المتصوفة وعلماء الكلام ، يخاطب علماء الكلام الذين أعرضوا عن الكتاب والسنة ويرون الاعتماد على الأدلة العقلية ( لو كنتُ مكانكم لحكمتُ على نفسي بالكفر لكنكم جُهال )، فطاحل العلماء يرى أنهم جهال ، حقاً إنهم جهال بالنسبة للعلم الذي جاء به محمد رسول الله  وإن تبحروا في العقليات وفي علم الكلام والمنطق والفلسفة ، هذا علم لا يُخرج المرء من الجهل . على الشباب أن يدرسوا كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ومن استفاد منهم ليسلكوا مسلكهم ، ويخفوا من الحدة إلا الحدة الطبيعية . ا.هـــ

      الهامش:
      [1] أخرجه البخاري تعليقاً مجزوماً به برقم ( 774 ) عن أنس  والترمذي ( 3065 ) ، حسنه الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين برقم ( 3859 ).
      [2] درء تعارض العقل والنقل ( 5 / 249 ).
      [3] الرد على البكري ص ( 259 ).

      وهكذا قال في نفس الشرح:
      . ومن أراد الاستزادة فليراجع كتب الحديث وفي مقدمتها صحيح مسلم مع الشرح في إثبات صفة العينين ، وإن كنتُ استحسن أن أنصح عندما ترجعوا إلى صحيح مسلم في نصوص الصفات تحفظوا من تأويلات النووي أحياناً ، الإمام النووي قد يؤول بعض النصوص ، وكذلك ابن حجر على قلة ؛ لأنهما لم يُوفقا في وقتهما إلى منهج سلفي يستقون منه هذه المعاني السلفية ولم يجدوا معلم سلفي ، ولكن كما قال شيخ الإسلام إنهم هم وأمثالهم خدموا السنة وخدموا الدين أكثر مما خدمة غيرهم وهم كُثر. ومع ذلك لا يُحكم عليهم أنهم من الأشاعرة ، بل من المحدثين الذين قد تحصل لهم بعض الهفوات ؛ لأنهم لم يُوفقوا إلى منهج أو معلم سلفي . قس على ذلك غيرهم من علماء الحديث الذين خدموا السنة وخدموا الشريعة كالبيهقي والشوكاني وغيرهم من علماء السنة ، ولا يُمنع إطلاق أهل السنة عليهم ؛ لوجود بعض الهفوات وبعض التأويلات ، فنسأل الله تعالى أن يعفوا عنهم ؛ لكثرة ما قدموا من خدمه للإسلام ، وأنهم يُعذرون في ذلك ولهم عذرهم كما يعلم طلاب العلم . ا.هـــ

      وقال أيضا رحمه الله:
      وتفسير المقام المحمود أن الله يجلسه  معه على عرشه تفسير باطل لا يليق ، أولاً : الأثر الذي يُنسب إلى مجاهد في معنى الاستواء ، إن الله مستوٍ على عرشه أي جالس على عرشه خطأ وغير ثابت ، ولو ثبت ما قُبِل [1] ،ليس أحد قوله حجة في هذا الباب إلا المعصوم محمد ، لو قال صحابي قولاً اجتهاداً فأخطأ يُرد خطؤه ، ولو قال تابعي فمن باب أولى ، لو ثبت عن مجاهد رحمه الله تفسير الاستواء بالجلوس رُدّ هذا التفسير ؛ لأن سلف هذه الأمة أجمعوا أن الله بائن من خلقه ليس فوق عرشه إلا الله ، دعوى أن الله يُجلِس نبيه  معه على العرش دعوى باطله ولو رووا في ذلك أحاديث لما قُبِلت ، وأخطر من هذا ما سمعناه هذه الأيام في الدرس السابق من بعض الشباب الذي يروي حديثاً بأن الله على صورة شاب أمرد أو على صورة شخص كذا ، من قال إن الله مثل الشاب الأمرد أو الشاب الحسن أو الشاب الملتحي كافر كفراً بواحاً ولو روى في ذلك أحاديث وركب لها أسانيد كالجبال قوة وكالشمس إشراقاً فاعلم بأنها مصطنعه فدمرها بقوله تعالى {.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{11}سورة الشورى } ، { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً{65}سورة مريم } ، { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}سورة الإخلاص } ، قرر أهل العلم من علامات الأحاديث الموضوعة أن تأتي مخالفة لنصوص الكتاب وهذه الأحاديث التي كان يقول لي أحد الشباب الأسانيد بين يديك ويمد لي كتاباً ، لا تنطلي علينا مثل هذه الدعايات ، هذا الكلام ينطلي على إنسان ليس على يقين في عقيدته وفي منهجه ، في هذه الأيام الفتن كثُرت فباستطاعة بعض الناس أن يركبوا أسانيد صحيحة لأحاديث باطلة والعكس حاصل ، والذي يعصمك من هذا أن تكون على يقين من عقيدتك وفي منهجك ولا تعتمد على قول زيد وعمرو تأخذ عقيدتك من الكتاب والسنة . ومن باب المناسبة لعلكم تطلعون وتُشَوَشون أخطاء مجاهد رحمه الله وهو تلميذ ابن عباس رضي الله عنهما الذي يقول ( عرضتُ المصحف على ابن عباس من أوله إلى آخره أُوقفه عند كل آية فأساله عنها ) مع ذلك اجتهد فأخطأ ففسر قوله تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{23}سورة القيامة } بأنها تنتظر ثواب ربها [2] . قال المحققون هذا من أخطاء المجتهدين ، ووقع في مثل هذا شريح رحمه الله القاضي المعروف من التابعين حيث أنكر صفة العجب[3] ، إذا وقع من أفراد من التابعين مثل هذه الأخطاء لا ينخدع طالب علم ثابتٍ في عقيدته ومنهجه بمثل هذا ، يتذكر ما قال إمام دار الهجرة رحمه الله الإمام مالك عندما كان يُدرس في مسجد رسول الله بجوار الروضة يقوي ( كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر ) [4] مشيراً إلى قبر النبي ، مجاهد مع جلالة قدره وسعة علمه وفقهه في كتاب الله يؤخذ من قوله ويرد عليه ؛ لأن إثبات الرؤية بالقيامة ثبت بأحاديث متواترة وبالكتاب والسنة والإجماع ، إن اخطأ هو نعتبر خطئاه لكن لا نقول كما تقول الموجة الجديدة بين الشباب إنه مبتدع لا يُترحم ولا يُستغفر له ، خطأ طائش يدور بين الشباب هذه الأيام ، ،أخطأ الإمام أبو حنيفه ففسر الإيمان بالتصديق والقول وأخّر الأعمال عن الدخول في مسمى الإيمان لم يقل له أحد من علماء المسلمين قديماً وحديثاً بأنه مبتدع وأنه لا يُترحم عليه ولا يُستغفر له ، أخطأ الذهبي وأخطأ البيهقي وأخطأ الحافظ ابن حجر وأخطأ النووي واخطأ الشوكاني ، أئمة خدموا الإسلام وخدموا كتاب الله وسنة رسوله ، أهل العلم يقولون نرجو أن تكون أخطاؤهم مغمورة في بحر علمهم وخدمتهم للكتاب والسنة ، لم يقل أحد قبل هذه الموجه الجديدة التي تجددت هذه الأيام إنهم مبتدعة ، كلام خطير الذي لا يُستغفر له كافر أو مشركاً شركاً أكبر ، والذي يقع في الابتداع ولم تكن بدعتهم مكفرة يُعدون من عصاة الموحدين ، وعصاة الموحدين بالإجماع يُترحم عليهم ويُستغفر لهم وهم أحوج الناس للاستغفار ، كيف لا يُستغفر لهم ، يُستغفر لمن إذن ؟ ! أريد أن أقول الأخطاء حصلت من بعض التابعين وتابعي التابعين ومن بعض الأئمة في باب الأسماء والصفات في التأويل ، وقبلنا أئمتنا الذين تركوا لنا هذه الثروة العلمية عرفوا أولئك وعرفوا موقفهم وعرفوا أخطائهم ، لم يقولوا فيهم ما قال فيهم بعض الشباب اليوم ، وكل الذي اذكر أن الإمام أحمد كان يُحذِّر تلاميذه من مجالسة الحارث المحاسبي [5] ؛ لأن مجالسة من عنده نوع من الابتداع إما في باب الأسماء والصفات وإما في باب التصوف يؤثر في من جالسه وخصوصاً إذا كان يطلب عليه العلم ، لا يلزم من هذا إنه لا يجوز الترحم عليه ولا يجوز الاستغفار له ، الحارث المحاسبي عالم جليل مع ذلك رأينا الإمام ابن تيميه ينقل من كتبه في كتابه الفتوى الحموية نقولاً ، نستنتج من هذا إذا كنتَ تخاف من مجالسة عالم فيه ابتداع لا تجالسه ، ولكن إذا كانت له كتب نافعة استفد من كتبه كما استفاد شيخ الإسلام من كتب المحاسبي ، وشيخه قبله إمام أهل السنة والجماعة يحذر تلاميذه من مجالسته ؛ لئلا يؤثر فيهم بما وقع فيه من بعض الابتداع في التصوف وعلم الكلام ، وعلى كلٍ أيها الشباب أنتم صغار وهناك من هم أكبر منكم سناً وأكثر منكم اطلاعاً وانضج منكم عقلاً عندكم كبار العلماء ، من الخطأ أن يستقل طالب صغير برأيه وفهمه وعقله الصغير ، فيفتي ويحكم ، ربما بعضهم بالغ إذا قال قائل قال شيخ الإسلام هكذا قال ابن القيم كذا قال فلان كذا أو كذا ، قال نحن رجال وهم رجال ، ونحن لم نستفد بعد من بعض علومهم ، هذا الكلام قاله الإمام أبو حنيفه بمناسبة ، قال ( ما جاء عن الله على الرأس والعين ، وما جاء عن رسول الله على الرأس والعين ، وما جاء عن الصحابة على الرأس والعين ، وما جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال ) [6] فأبو حنيفه قال هذا في زملائه وفي أقرانه من التابعين ، لكن هل لتابع التابعين أن يقولوا في التابعين نحن رجال وهم رجال ؟ لا . فلا تتعجلوا تريثوا واستفيدوا من أهل العلم ومن كتبهم ، لا يؤدي هذا إلى الحرمان من الاستفادة من كتبهم . ا.هــــ

      الهامش:
      [1] ذكر البخاري في صحيحه ( مع الفتح ) بسنده إلى ابن عمر رضي الله عنهما أن المقام المحمود هو مقام الشفاعة ( 8 / 509 ) وذكر ابن كثير في تفسيره ( 3 / 76 – 82 ) بعض الآثار عن الصحابة  في تفسير المقام المحمود بأنه الشفاعة العظمى ، وضعف الشيخ الألباني أثر مجاهد ( مختصر العلو ص ( 22 ) ، وهناك قول لبعض أهل السنة في تفسير المقام المحمود أنه الجلوس على العرش ، السنة للخلال 1 / 234 وما بعدها ) ، مجموع الفتاوى ( 4 / 374 ).
      [2] مجموع الفتاوى ( 20 / 34 ).
      [3] مجموع الفتاوى ( 12/ 492 ) ، ( 20 / 34 ).
      [4] منهاج السنة النبوية لابن تيميه ( 3 / 503 ).
      [5] طبقات الحنابلة ( 1 / 234 ).
      [6] المبسوط ( 13 / 23 ).


      تنبيه : قال الشيخ -رحمه الله-:
      أخطأ الإمام أبو حنيفه ففسر الإيمان بالتصديق والقول وأخّر الأعمال عن الدخول في مسمى الإيمان لم يقل له أحد من علماء المسلمين قديماً وحديثاً بأنه مبتدع وأنه لا يُترحم عليه ولا يُستغفر له
      قلت: قد قال بعض مشايخ السنة المعاصرين -حفظهم المولى- بتبديع الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- ، وإن كان هذا القول قد ظهر جليًا بعد موت الشيخ -رحمه الله-، فلا يُقدح في نقله، لكن قد وقع تبديع أبي حنيفة -رحمه الله- من جماعة من المتقدمين بسبب قوله في خلق القرآن ، ولذا وقع اللبس في أمره ، وإن كنت مطمئنا لما قرره جماعة كبيرة من العلماء المعاصرين لكونه ومتقدمي مرجئة الفقهاء يشملهم لقب أهل السنة مع تقرير مخالفتهم للصواب في إخراج عمل الجوارح من مسمى الإيمان، وقد سبق ونقلتُ هذا عن جماعة كبيرة من المعاصرين من الأحياء الفوزان والراجحي والبراك وصالح آل الشيخ وغيرهم كثر ، وهؤلاء العلماء من خواص من دافع عن عقيدة أهل السنة في مسائل الإيمان في العصر الحديث فلا مغمز فيهم ولا مطعن عليهم ولا مدخل للتشكيك في صلابتهم في مسائل الإيمان، وللمخالف الاحتجاج بما ذكره ابن عبد البر -رحمه الله-، هذا وللمزيد مراجعة الشريطين الأخيرين من شرح القواعد المثلى" والله تعالى أعلى وأعلم.
      التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 12-Jun-2012, 06:35 PM.

      تعليق

      يعمل...
      X