إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

البيان الجلي في شذوذ زيادة "وَيَتَوَضَّأُ [إِنْ شَاءَ] " في سؤال عمر-رضي الله عنه- عن نوم الجنب!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جمع] البيان الجلي في شذوذ زيادة "وَيَتَوَضَّأُ [إِنْ شَاءَ] " في سؤال عمر-رضي الله عنه- عن نوم الجنب!


    بسم الله الرحمن الرحيم

    فهذه إلماحة في تخريج حديث سؤال عمر -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم- في نوم الجنب وتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالوضوء قبل ذلك، وهذا الحديث مشهور من حديث ابن عمر أو عمر -رضي الله تعالى عنهما- بألفاظ متقاربة منها:
    - ذَكَرَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ».
    - أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: لِيَتَوَضَّأْ وَلْيَنَمْ وَلْيَطْعَمْ إِنْ شَاءَ.
    - أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ ؟ قَالَ : إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ.
    - تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ بِاللَّيْلِ فَمَا أَصْنَعُ ؟ قَالَ : اغْسِلْ ذَكَرَكَ وَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ ارْقُدْ.
    - أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ ؟ قَالَ : يَتَوَضَّأُ وَيَنَامُ إِنْ شَاءَ

    إلا أنه جاء بلفظ وسياق غريب أورده ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان من طريقه فقال الأول:
    211- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ ؟ قَالَ : يَنَامُ وَيَتَوَضَّأُ إِنْ شَاءَ. ا.هـــ

    ففي هذا اللفظ تنصيص على التخيير بفعل الوضوء من عدمه، والحديث كما سبق مشهور بغيرها، فنشطت لبحث هذه الزيادة التي يعتمد عليها من يقول: باستحباب الوضوء للجنب قبل النوم دون وجوبه على ظاهر الأمر، فكان هذا المختصر، فأقول مستعينا بالله:

    روى هذا الحديث عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- جماعة، فالطريق الأولى - وهي التي ورد في بعض طرقها الزيادة- من طريق:
    عبد الله بن دينار ، رواه عنه جماعة:
    1- سفيان بن عيينة . رواه عنه أحمد في مسنده، والحميدي في مسنده، وابن الجارود عن عبد الله بن هاشم ومحمود بن آدم كلاهما عنه، والسراج في حديثه قال: حدثنا محمد بن الصباح" عنه، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي كما عند ابن خزيمة، وبشر بن مطر كما عند ابن عساكر في معجمه.
    2- مالك بن أنس.كما عند البخاري ومسلم في صحيحهما، والنسائي في الصغرى والكبرى، والبغوي في السنة ، وابن حبان في صحيحه.
    3- شعبة بن الحجاج. كما عند ابن خزيمة قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ" به، وابن حبان قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَالْحَوْضِيّ" كلاهما عنه، والسراج قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبو عمر" عنه.
    4- إسماعيل بن جعفر. كما في حديث السراج قال: حدثنا أبو عمر حفص بن عمر" عنه، وابن حبان قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ " عنه به.
    5- صالح بن قدامة. كما عند النسائي في الكبرى قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ قُدَامَةَ عنه به.
    6- سفيان الثوري. أخرجه عنه الفضل بن دكين في كتاب الصلاة له.

    وقال الحافظ في إتحاف المهرة:
    فِيهِ: عَنِ ابْنِ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ.
    وَعَنِ ابْنِ مَرْزُوقٍ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ.
    وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَةَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ.
    وَعَنْ حُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، هُوَ الثَّوْرِيُّ.
    وَعَنْ يُونُسَ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ.
    ثَلاثَتُهُمْ عَنْهُ، بِهِ. ا.هـــ

    كل هؤلاء رووه عن ابن دينار بالرواية المشهورة ، وخالفهم أحمد بن عبدة الضبي [وثقه أبو حاتم والنسائي وقال مرة: صدوق لا باس به] فزاد فيه زيادة قال ابن خزيمة -رحمه الله-:
    211- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ ؟ قَالَ : يَنَامُ وَيَتَوَضَّأُ إِنْ شَاءَ. ا.هــ

    فتفرد بهذه الزيادة ورواها من طريق شيخه ابن عيينة -رحمه الله-، وقد سبق أنّ ابن عيينة روى الحديث عنه جماعة:
    1- الإمام أحمد
    2- الإمام الحميدي.
    3- محمد بن الصباح ، هو الدولابي (ثقة حجة)
    4- سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. (وثقه النسائي ، وقال مسلمة: وهو ثقة فى ابن عيينة)
    5- عبد الله بن هاشم (ثقة)
    6- محمود بن آدم. (وثقه الدارقطني وأخرج له البخاري)
    7- بشر بن مطر. (وثقه الدارقطني وقال أبو حاتم صدوق)


    كلهم رووه بغير الزيادة، فهو قد خالف سبعة في طبقته ، يكفي في طرحها مخالفته للإمامين أحمد والحميدي، ومع هذا فقد وافقهم خمسة آخرون في طبقة شيخه، حيث رواه عن ابن دينار :
    1- الإمام مالك.
    2- شعبة بن الحجاج.
    3- سفيان الثوري.
    4- إسماعيل بن جعفر.
    5- صالح بن قدامة. (صدوق يخطئ)


    كلهم عن ابن دينار عن ابن عمر بغير هذه الزيادة، هذا على فرض صحتها عن ابن عيينة، وقد أشار ابن خزيمة للاختلاف على ابن عيينة فيها فقال بعد إيراده للحديث بالزيادة:
    212- حَدَّثَنَا بِهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، فَقَالَ : إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ ؟ قَالَ : إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ. ا.هــ
    فأشار إلى أنه بنفس السند لكن بدون الزيادة، وقد سبق بيان تفرد أحمد بن عبدة عن ابن عيينة بها، وأنّ عامة أصحاب ابن عيينة لم يذكروها فهو بريء منها.

    وهذا الحديث مشهور عن ابن عمر -رضي الله عنهما- فقد رواه بالإضافة لعبد الله بن دينار:
    2- مولاه نافع، أثبت الناس في ابن عمر، رواه عنه جماعة:
    أ- ابن جريج كما عند عبد الرزاق عنه ومن طريقه مسلم.
    ب- الليث بن سعد كما عند البخاري.
    ج- جويرية كما عند مسلم.
    د- عبيد الله بن عمر كما عن أحمد في مسنده، ومسلم في صحيحه ، والترمذي في سننه، والنسائي في الكبرى.
    ه- أيوب السختياني كما عند أحمد.
    و- ابن عون كما عند النسائي في الكبرى، وفي جزء ابن السراج.
    ز- أسامة بن زيد عند النسائي في الكبرى، والأسماء والكنى للدولابي.
    ح- عمرو بن سعد كما عند النسائي في الكبرى.
    ط- عبد الرحمن بن ثابت كما عند الطبراني في مسند الشاميين.
    ي- المعلى بن إسماعيل كما عند الطبراني في مسند الشاميين.
    ك- شعيب بن أبي حمزة عند الطبراني.
    ل- إسماعيل بن علية كما في مصنف ابن أبي شيبة.
    م- محمد بن إسحاق كما في شرح معاني الآثار للطحاوي.
    ن- عبد الله عمر المُكبر كما عند الفضل بن دكين في كتاب "الصلاة".
    س- يحيى بن أبي كثير كما في جزء السراج وجزء ابن فيل، وجزء الترقفي.


    فعدد ما وقفت عليه من الرواة عن نافع خمسة عشر راويا، كلهم يرويه عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما - بالرواية المشهورة من غير تخيير.

    وهكذا رواه عن ابن عمر:
    3- سالم بن عبد الله بن عمر، ابنه ومن أثبت الناس فيه -أو أثبتهم مع نافع-، رواه عنه:
    أ- الإمام الزهري كما عند عبد الرزاق في مصنفه، والنسائي في الكبرى، والطحاوي في شرح معاني الآثار، والبزار في مسنده.
    ب- سالم بن أبي الجعد كما عند ابن أبي شيبة في مصنفه، والنسائي في الكبرى.

    وأيضًا رواه عن ابن عمر:
    4- أبو سلمة بن عبد الرحمن، رواه عنه:
    أ- يحيى بن أبي كثير كما عند النسائي في الكبرى.

    كل هذا يدل على أنّ هذه الزيادة لا أصل لها من حديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما-.

    ومع هذا فلو سلمنا بثبوت الزيادة من طريق عبد الله بن دينار -مع أنّ هذا دونه خرط القتاد فأين سنذهب بسبعة ثقات في طبقة أحمد بن عبدة، وخمسة في طبقة ابن عيينة؟- فكان يبقى البحث في مخالفة عبد الله بن دينار لثلاثة من حفاظ حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، فنافع وحده أو سالم وحده يُقدم عليه! فكيف إذا اجتمعا سويا على إهمال هذه الزيادة؟! ، ثم وافقهما كذلك أبو سلمة، فأنى لهذه الزيادة أن تصح.

    فهي زيادة منكرة إذن، والذي يظهر - والله تعالى أعلى وأعلم- أنّ الراوي قد التبس عليه لفظ حديث ابن عيينة ، فإنّ ابن عيينة ورد في حديثه (التخيير= إن شاء) لكن ليس راجعًا على الوضوء بل للنوم، وأيضا ليس في كل الطرق، ففي مسند أحمد قال:
    وَيَنَامُ إِنْ شَاءَ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً : لِيَتَوَضَّأْ وَلْيَنَمْ. ا.هـ

    ومرة أرجع التخيير للطعام، ففي مسند الحميدي:
    أينام أحدنا وهو جنب فقال نعم إذا توضأ ويطعم إن شاء ا.هـ
    وهكذا عند ابن الجارود:
    وَلْيَطْعَمْ إِنْ شَاءَ ا.ه
    وبنحوه في معجم ابن عساكر.

    وفي جزء "حديث السراج" ما يُشير إلى الشك في هذا اللفظ ففيه ما نصه:
    1468- حدثنا محمد بن الصباح، أبنا سفيان، عن عبد الله بن دينار،عن ابن عمر قال: ((سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: يتوضأ -قال هو أو غيره- ويطعم إن شاء)) ا.هــ

    فكأن الراوي أخطأ في عود التخيير فأرجعه إلى الوضوء بدلا من الطعام أو النوم، وأخيرا يظهر جليًا في نهاية هذا الجمع شذوذ هذه الزيادة بل نكارتها، فالتفرد والمخالفة واقعة في كل طبقات الإسناد، وعليه فلا يصح الاعتماد عليها في صرف ظاهر الأمر من الوجوب إلى الاستحباب ولينظر في الأدلة الأخرى، هذا والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين

    تنبيه: لم يتيسر لي توثيق كل مرجع بالجزء والصفحة لضيق الوقت لكن من رجع سيجد الأمر كما ذكرت-بإذن الله- والله أعلم.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 17-Jun-2012, 01:22 PM.

  • #2
    رد: البيان الجلي في شذوذ زيادة &quot;وَيَتَوَضَّأُ [إِنْ شَاءَ] &quot; في سؤال عمر-رضي الله عنه- عن نوم الجنب!

    جزاك الله خيرا ونفع بك، وعندي تنبيه ليس له علاقة بمشاركة أخينا أبا صهيب، وهو أنني لاحظت من بعض طلاب العلم -بل وبعض العلماء المتخصصين في الفقه- الذين يمارسون هذا العلم الشريف أنهم يحكمون على بعض ألفاظ الحديث بالشذوذ أو بالوضع بسبب ركاكتها مع عدم مراعاة أن يكون الحديث قد روي بالمعنى، فالركاكة وحدها لا تكفي في الحكم على الحديث بالشذوذ أو الوضع بسبب الركاكة في ألفاظه.

    تعليق


    • #3
      رد: البيان الجلي في شذوذ زيادة &quot;وَيَتَوَضَّأُ [إِنْ شَاءَ] &quot; في سؤال عمر-رضي الله عنه- عن نوم الجنب!

      وفقك الله أبا عبد الرحمن!
      هذه المسألة مهمة أخي الحبيب، فكلامك له وجه قوي وإن نص عدد من العلماء على كون ركاكة الألفاظ من علامات بطلان الحديث، لكن قد يُوجه كلامهم فيما لو اجتمع ذلك مع سماجة المعنى، وبهذا أجاب ابن حجر-رحمه الله- على من اعترض على قول ابن الصلاح: فَقَدْ وُضِعَتْ أَحَادِيثُ طَوِيلَةٌ يَشْهَدُ بِوَضْعِهَا رَكَاكَةُ أَلْفَاظِهَا وَمَعَانِيهَا. ا.هـــ
      فقال ابن حجر:
      اعترض عليه بأن ركاكة اللفظ لا تدل على الوضع حيث جوزت الرواية بالمعنى. نعم إن صرح الراوي بأن هذا صيغة لفظ الحديث وكانت تخل بالفصاحة أو لا وجه لها في الإعراب دل على2 ذلك.
      والذي يظهر أن المؤلف (لم يقصد ركاكة اللفظ) وحده تدل كما تدل ركاكة المعنى، بل ظاهر كلامه أن الذي يدل هو مجموع الأمرين: ركاكة اللفظ والمعنى معا.
      لكن يرد عليه أنه ربما كان اللفظ فصيحا والمعنى ركيكا إلا أن ذلك يندر وجوده، ولا يدل بمجرده على الوضع بخلاف اجتماعهما تبعا للقاضي أبي بكر الباقلاني.
      وقد روى الخطيب وغيره من طريق الربيع بن خثيم التابعي الجليل قال: إن للحديث ضوءا كضوء النهار يعرف، وظلمة كظلمة الليل تنك
      ر. ا.هــ

      ونقل البقاعي عن شيخ الحافظ قوله:
      قالَ شيخُنا: ((إنما المدارُ على المعنى، فحيثُ ما وُجِدَتْ ركاكتُهُ، دلَّ على الوضعِ، سواءٌ كانَ وحدهُ، أو انضمتْ إليهِ ركاكةُ اللفظِ؛ فإنَّ هذا الدينَ كلَّهُ محاسنٌ، والركةُ ترجعُ إلى الرداءةِ؛ فإذن بينها وبينَ مقاصدِ الدّينِ مباينةٌ، قالَ: وركاكةُ اللفظِ لا تدلُّ على ذَلِكَ؛ لاحتمالِ أنْ يكونَ الراوي رواهُ بالمعنى، فغيَّر ألفاظهُ بألفاظٍ غيرِ فصيحةٍ، منْ غيرِ أنْ يُخلَّ بالمعنى، نَعَم. إنْ صرَّحَ بأنَّ هذا لفظُ النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فهوَ كاذبٌ، واللهُ أعلمُ)). ا.ه النكت الوفية

      وينظر رسالة نقد متون السنة ففيها أمثلة، وقبله المنار المنيف لابن القيم ففيه جملة من ذلك أيضًا.

      وعليه فلا يُكتفى بمجرد ركاكة اللفظ إلا حيث اجتمع إلى ذلك سماجة المعنى وركاكته أو قرائن أخرى، لكن يبقى أنّ تلك الألفاظ الركيكة أو الزيادات الركيكة = المروية بالمعنى لا يصح الاعتماد عليها في الاستنباط ؛ بل العمدة هي الألفاظ التي علمنا أنّها ألفاظ النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أو غلب على ظننا أنّها هي التي تكلم بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن الأمثلة التي تحضرني للأحاديث التي رويت بالمعنى مع صحتها بل هي في صحيح البخاري قال:
      5831 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ، بِالْمَدَايِنِ، فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَرَمَاهُ بِهِ وَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الذَّهَبُ وَالفِضَّةُ، وَالحَرِيرُ وَالدِّيبَاجُ، هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ» ا.هـ

      فسليمان بن حرب هنا عمم الحكم في الذهب والفضة، والروايات المتكاثرة أتت في خصوص الأكل والشرب في آنيتهما، فهذا التعميم منه روايةً للحديث بحسب ما ظن أنّه يؤدي المعنى دون زيادة أو نقص، وأنا مع ميلي إلى منع استخدام أواني الذهب والفضة في بقية الاستعملات سوى الأكل والشرب، لكن هذا الحديث عمومه أشمل فهو يشمل كل استخدامات الفضة والذهب سواء الآنية أم غيرها إلا ما استثناه الدليل، فبحسب هذا الدليل يكون الأصل في استعمال الذهب والفضة المنع مطلقًا للرجال والنساء إلا ما خصه الدليل، فالمرأة استثني في حقها كل الاستعمالات ما عدا الأكل والشرب في آنيتهما، وأما الرجل فالعموم باق إلا مثل الضبة اليسيرة لحاجة، وخاتم الفضة ، وأشياء معدودة وردت في السنة، وتبقى بقية الاستعمالات للفضة مشمولة بالعموم، وبهذا الحديث استدل الشيخ الشنقيطي -رحمه الله-، لكن الذي يظهر والله أعلم أنّ الحديث مرويٌ بالمعنى وسليمان بن حرب نص بعض الحفاظ إلى أنه ربما روى الحديث بالمعنى ، فلا يصح حينها الاستنباط من هذا اللفظ أحكاما غير مشمولة في اللفظ الصحيح !

      وأخيرا جزاك الله خيرًا على تنبيهك المهم والله أعلم
      التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 18-Jun-2012, 12:21 AM.

      تعليق


      • #4
        رد: البيان الجلي في شذوذ زيادة &quot;وَيَتَوَضَّأُ [إِنْ شَاءَ] &quot; في سؤال عمر-رضي الله عنه- عن نوم الجنب!

        ولعل حديث: "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل" من ضمن الأحاديث التي فيها ركاكة في المتن مع صحة أو حسن في السند.

        تعليق


        • #5
          رد: البيان الجلي في شذوذ زيادة &quot;وَيَتَوَضَّأُ [إِنْ شَاءَ] &quot; في سؤال عمر-رضي الله عنه- عن نوم الجنب!

          نسيت التنبيه على ما ذكره بعض العلماء المعاصرين -رحمه الله- حيث قال إن رواية التخيير (ويتوضأ إن شاء) قد وردت في صحيح مسلم ، وهذا خلاف تنصيص جماعة كبيرة من علماء الحديث السابقين اللاحقين والشيخ يريد بقوله هذا : ما أخرجه مسلم فقال:
          24 - (306) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ اسْتَفْتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلْ يَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، لِيَتَوَضَّأْ ثُمَّ لِيَنَمْ، حَتَّى يَغْتَسِلَ إِذَا شَاءَ»
          ولا يخفى أنّ المشيئة راجعة في الرواية السابقة إلى (الاغتسال) أي ينام ثم يغتسل متى ما شاء وليس عليه المسارعة بالغسل، وهذا ظاهر جدًا لا يحتاج إلى تطويل ويشبهه ما قد ذكرته في نهاية المشاركة السابقة من إرجاع المشيئة إلى الأكل أو الشرب أو النوم..لا إلى الوضوء هذا والله أعلم.

          تعليق

          يعمل...
          X