إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

هل هذا مـن السلفيــة !؟ . . . (( صوت و قراءة )) للشيـخ رسـلان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل هذا مـن السلفيــة !؟ . . . (( صوت و قراءة )) للشيـخ رسـلان

    تفريـــغ رقم : 4



    هل هذهِ مِن السلفية !! ؟





    بســـــم الله الرحمن الرحيـــــم






    هذه محاضَرةٌ قيمةٌ ألقاها الشيخ محمد سعيـد رسلان ـ حفظه الله ـ والتي قمتُ بفضل الله تعالى على تفريغها .


    يجِبُ عليك الالتفات للنقاط التالِية :

    1 ـ حذفُ بعضَ الكلِمات ، مِثل المكرّرة .

    2 ـ تَشكِيل النَّص أو بعضهُ لما تقتضيه الحاجة ( كما سمعتهُ مِن الشيخ ـ حفظه الله ـ )

    3 ـ مراجعة الآيات وكتابتها كما هي مَرسُومة في المصحف ، أمّا الأحاديث فأنقُلها كما سمعتها ولا أزيد عليها ولا أنقص ( هذا خاص

    بِصاحب علم ) .

    4 ـ يبقَى أن أُشِير إلى :


    . أنَّ الكَلِمة التي تحتهَا خَط ( ؟؟؟؟؟ ) فهي مكتُوبة كما فهِمتُها أنا وعلى القارئ أن يتأكد مِنها .
    . أنّ الكلِمة المُلونة بالأحمر (؟؟؟؟؟) فهي إضافة من عندي مثل (و ، مع ، ال ، في..)
    . أنّ ما يوجد بين قوسين ( ..... ) فهي كلمة غير مفهومة .

    5 ـ أحيانا الشيخ يخرج عن الموضوع أو يشرح كلمة قالها أو سؤال وجواب فمثلُ هذا أخرجتُهُ من الموضوع وجعلتهُ في الهامِش

    مع الترقيم مثل (1)

    6 ـ وأخيرًا لا أقبل أن يُعتمد على هذا التفريغ إلا ومعهُ المادة الصوتية أو أن يأذن الشيخ .


    هذا وأرجوا من الله سبحانه وتعالى أنْ يَكتُب لي الأجرَ قَدرَ ما يستفِيدُ وينتفع به المسلمون مِن هذا العمل ، ومَن سَاهمَ أيضًا في نشرِ .




    عنــوان المحاضرة : هل هذا مِن السلفية !! ؟ .

    الشـيخ : محمـد سعيـد رسلان ـ حفظه الله تعالى ـ

    مكــان وزمن المحاضرة : الجمعة 27 من ذي القعدة 1428هـ الموافق 7-12-2007م بالمسجد الشرقي - سبك الأحد - أشمون -


    محافظة المنوفية - مصر

    وقــت المحاضرة : ساعة و 12 دقيقة .

    لتحميل المحاضرة : من هنا






    التفريـــــــغ :





    إنّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا ، من يهدِهِ الله فلا مُضل له ومَن يُضلل فلا هاديَ له ،

    وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أنّ محمداً عبدهُ ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي َتسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً


    أمّا بعدُ :

    فإنّ أصدَقَ الحديثِ كِتابُ الله وخير الهدي هديُ محمدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلم ـ وشرَّ الأمور مُحدثاتُها وكلّ مُحدثةٍ بِدعة وكلّ بِدعة

    ضلالة وكل ضلالة في النار .

    أمّا بعدُ :

    فحسَنٌ جِداً أنْ يُحرِّرَ بعضُ طلابِ العلم كِتابٍ يُحذرُ فيهِ مِن الفِتن ، أو يُحذِّرُ فيهِ مِن مُلابَسةِ الفِتن ، ويدعوا إلى البُعدِ عنهُ ـ حَسَنٌ جِداً ـ ولكِنهُ

    مَعيبٌ جداً أن يكتُبَ أحدٌ رسالةٌ يحذِّرُ فيها مِن التحذِيرِ مِن الفِتَن والتحذِيرُ مِمَّن يُحذِّرُ مِن الفِتَن ، هوَ الفِتنةُ حقا ، وإنْ لم يكُن ذلِك فتنةً فلا فتنة

    تحتَ أديمِ السماء ، وهو مُصادِمٌ مصادمةً صريحةً لدينِ اللهِ ربّ العلمِين ، وهذا نبِيّنا ـ صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلم ـ قد حذّرَ مِن الفِتن وحذّر مِن

    أهلِها واشتدّ عليهِم فقد ذكرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخوارِجَ ونعتَهُم بِأنّهُم كلابُ أهلِ النار ، وأخبَر أنه لو لقِيهُم لقتلَهُم قتلَ عَاد يعني وما

    أبقى منهُم أحدا ، وأخبَر أنَّ قتلاهُم شَرّ قتلى تحتَ أدِيمِ السماء ، ووَصف رسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخوارِجَ بِصِفَتِهِم ودلّ عليهِم بذكرِ

    نُعُوتِهِم بِحيثُ لا يلتبِسُ أمرُهُم على أحَد فذكَرهُم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذِكراً مُستفيضاً ودلّ عليهِم بالوصفِ المُلازِم الذي لا ينفكّ عنهُم

    بِحيثُ إنه لا يَشتَبِهُ أمرُهُم على أحدٍ أتى بعدَهُ ، وحذّرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن القدرِية ، وأخبرَ أنهُم مَجُوسُ هذِهِ الأمة ، ونهى النبي ـ

    صلى الله عليه وسلم ـ عن عِيادتِهِم إذا مَرِضوا ، فحذّرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن بِدعتِهِم وحذّر مِن أشخاصِهِم ، كما حذّرَ مِن بِدعةِ

    الخوارِجِ ومِن أشخاصِهِم ودلّ على سِماتِهِم بوصفِهِم ونعتِهِم بِحيث لا يُمكنُ أن يَشتَبِهَ الأمرُ بعدُ على أحد ، وأنكَر النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    على خطيبٍ قامَ يخطُبُ بينَ يديه ، أنكرَ عليهِ قوله ( ومَن يعصِهِما فقَد غوى) وقد قال هذا الخطيبُ بين يدي النبي ـ صلى الله عليه وعلى آلهِ

    وسلم ـ ( إنهُ مَن يُطع الله ورسُوله فقد رشِدَ ومَن يعصِهِما فقد غوى ) فقال ﴿ بأسَ خطيبَ القومِ أنت وأتى بِها صريحةً مِن غيرِ ما تثنيةٍ ولا

    مُواراة ، مُواجَهةً يسمَعُها من حضر ، وتُنقلُ إلى الأجيالِ مِن بعد مِن أجلِ التحذيرِ مِن الخطأ ، ( ومَن يعصِهِما فقَد غوى ) قال ﴿ بِأسَ خطيبُ

    القومِ أنت ، وأنكَرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مَن قال ( ما شاء الله وشاءَ مُحمد ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ( ما شاء الله وشئتَ) ،

    فقال ﴿ أجَعَلتَني للهِ نِدا فنهى عن هذا الاستخدامِ اللغوي الأسلوبيّ على هذا النحو لأنهُ يُوهِمُ شيئاً لا يُحمَد ، وهذا كما ترى إنكارٌ بأمرٍ عظيم

    في موطِنٍ كريم لا يورِّ فيهِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينَ الإنكار ولا يُعرِّضُ وإنما يأتي بهِ كِفاحًا بِغيرِ مُواربة ويأتي بهِ ظاهِرًا مِن غيرِ غموضٍ ولا

    خفاء ، وراجع النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ النابِغَةَ الجَعدي وأخرجَ ذلِك ابن كثير في تاريخِه وذكرهُ الحافظُ في ـ الإصابة ـ وأبو نُعيم في

    ـ تاريخِ أصبهان ـ فأنكرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على النابِغة الجعدي ـ رضي الله عنه ـ قوله :

    بلغْنا السَمَاءَ مجدُنا وجُدُودنا ....... وإنا لنرجو فوقَ (1) ذلِك مظهرَا (2)

    فقال لهُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ﴿ أينَ المظهرُ يا أبى ليلى فقال ـ رضي الله عنه ـ : الجنة يا رسول الله ، فقال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم

    ـ ﴿ أجل يا أبى ليلى إن شاء الله .

    فهذا شاعِرٌ يُراجِعُ في أمرٍ أتى بِه ، ولا يُمشِّيهِ رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يُمرِّرُه بل يُراجِعُه ويُعلّمُه ، والنبيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله

    وسلم ـ قال ﴿ أصدقُ كلمةٍ قالها شاعِرٌ كلمةُ لبيد


    ألا كلُّ شيءٍ ما خلى الله باطلُ ............ وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ (3) .

    وقد راجعَ فيهِ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ﴿ لا ، في الجنةِ نعِيمٌ لا يَزول (4) .

    والنبيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كما في الصحيحين ، لمّا كان في سفرٍ فسمِع شاعِراً يُنشِدُ على بعيرٍ له فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    ﴿ خذوا الشيطان ، خذوا الشيطان فلم يُفوّت هذا ولم يُمشّهِ وإنما راجع فيهِ ووصفهُ بِهذا الوصفِ الشديد ، يقولُ أهلُ العِلم : إنّ الإسلامَ لا

    يُحارِبُ الشِعر ، الشعرُ ديوانُ العرب وهو لا ينبغي لرسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فليسَ بشاعِر ، وأمّا أهلُ الصِدقِ والفضل والمُنافِحون عن

    دينِ الله تبارك وتعالى و الذابّون عن أعراض المؤمنون والمُؤمِنات فهؤلاءِ لا تثريب عليهِم ، وقد قال حسان ـ رضي الله عنه ـ لِعُمرَ ـ رضي الله عنه ـ

    وقد قام في مسجدِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُنشِدُ شِعره ، فلمّا نظرَ إليهِ نظرَ اللائِمِ عليهِ قال حسّان ـ رضي الله تبارك وتعالى عنه ـ إليكَ عنّي

    يا عُمر ، فوالله إنكَ لتعلمُ أني كُنتُ أنشِدُ في هذا المسجدِ من هو خيرٌ مِنك ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

    ﴿ خذوا الشيطان ، خذوا الشيطان فأنكَرَ على شاعِرٍ أديب ، أن يُخطأ في أمرٍ ويأتي بأمرٍ معيب ، فراجَعَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابَهُ

    ليدُلّهُم على موطِن العِبرة في الأمرِ فقال ﴿ خذوا الشيطان ، خذوا الشيطان .

    وقد استَنشَدَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَن يروي شِعرَ أميّةَ بن أبي الصّلد حتى سَمِعَ مائةَ قافية (5) ، ثم قال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم

    ـ ﴿ كادَ يُسلِمُ في شعرِه ، أميّة بن أبي الصلد في شِعرِهِ هذا آمَنَ لِسانُهُ وكفرَ قلبه ، فدلّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ما وراءَ ذلِك .

    بشار بن بُرد (6)، قُتِلَ عل الزندقةِ التي أتى بِها في شِعرِهِ .

    أبو الطيّب المُتنبي ، روجِعَ وكفّرهُ من كفّرهُ مِن العُلماء لأمورٍ وقع فيها في شِعرِهِ ، لم يُمَشِّها عالِمٌ مِن عُلماءِ الدّين ولم يقبلها ، وليست هذِهِ بمحاكِمِ

    التفتيش ولكِنّهُ دين الله فتكلّم فيما تُحسِن وإلا فدع مَن يُحسِن يتكلمُ فيما يُحسِن ، مالك ولِهذا ؟ فلمّا أدخلَ أنفهُ داسًّا إيّاهُ في هذهِ الأمور كان

    أنْ حكمَ عليهِ مَن حكَم ، و كذا حكَموا على أبي العلاء المعرّي بِما حكَموا عليهِ مِن أمورٍ لسببِ ما وقعَ مِنه في شِعرِهِ ونثرِهِ على السواء .

  • #2
    والآنَ نقول : هل مِن الفتنة التحذيرُ مِن كُتُبٍ يطعنُ كاتِبُها في أنبياءِ الله ، موسى وداود وسليمان ـ عليهم السلام ـ ؟ هل مِن الفتنة التحذيرُ مِن

    ذلِك ؟ وهل مِن الفتنة التحذيرُ مِن كتب يطعنُ صاحِبُها في صحابةِ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، عُثمان ومُعاوية وعمر بن

    العاص وأبي سفيان وهِندٍ زوجِهِ ، بل وفي مُعظم الأصحاب ـ رضي الله تبارك وتعالى عنهم ـ ؟ هل مِن الفتنة أنْ يُحذّرَ مِن ذلِك ؟ وهل مِن الفِتنةِ

    التحذيرُ مِن كتابٍ يقولُ صاحِبه فيهِ بِخلقِ القُرآن ؟ وأنّ كلامَ الله تبارك وتعالى عبارةٌ عنِ الإرادة تتوجّهُ ولا كلامَ هنالِك فيُعطّل صفةٍ من صفات

    الله ؟ دلّ عليها الله ربُّ العلمين في كِتابِهِ وعلى لسانِ رسولِه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، هل مِن الفتنة أنْ يُحذّرَ مِن ذلِك ؟ وهل مِن الفتنة التحذيرُ

    مِن كتابٍ يذكُرُ صاحِبهُ فيهِ وِحدةَ الوجود والحُلول والجبر كعقيدةٍ مُعتقدةٍ وسبيلٍ مسلوك ؟ وهل مِن الفتنةِ التحذيرُ مِن كتابٍ يُعطّلُ صاحِبه

    صِفات الله عزّ وجلّ على طريقةِ الجهميّة وأهلِ البِدع ؟ هل مِن الفتنة أنْ يُحذّرَ مِن ذلِك المذكور ؟ وهل مِن الفتنةِ التحذيرُ مِن كتابٍ يُنكِرُ صاحِبُهُ

    الميزان في الآخِرة ، ويُصرِّحُ باعتقادِهِ أنّ الروح أزليَةٌ مُنفصِلةٌ عن ذاتِ الله تبارك وتعالى ؟ وهل مِن الفِتنةِ التحذيرُ مِن ذلِك ؟ وهل مِن الفِتنةِ

    التحذيرُ مِن كتابٍ يُقرِّرُ صاحِبهُ مِن غيرِ ما مواربةٍ أنّ أحاديثَ الآحادِ لا تُقبلُ في الاعتِقاد ؟ هل مِن الفتنة أنْ يُحذَّرَ مِن ذلِك وأنْ يُدلّ على الخطأ

    فيه ؟ وهل مِنَ الفِتنة التحذيرُ مِن كُتُبٍ تُقرِّرُ أنّ الخِلافَ إنمّا كان في قضيةِ الرُبوبية لا في قضيةِ الألوهِية ، وأنّ الإسلام يسوغُ مزيجاً مِن النصرانية

    والشيوعية ، ويُكفّر المجتمعات الإسلامية كُلّها ؟ هل مِن الفِتنة أن يُحذّرَ مِن ذلك ؟ هل مِن دينِ الله أن يُسكَتَ على ذلِك ؟ وهل مِن النصحِ للأمة

    و براءة الذِمّة أن يَسكُتَ ساكِتٌ على مِثلِ هذا وهو قادِرٌ على بيانِه ؟ وهل مِن دينِ الله ربّ العلمين أن يعتَرِضَ مُعتَرِضٌ على مَن بيّنَ ذلِك وأرشَدَ

    الأمة إلى الصوابِ فيه ؟ هل مِنَ السلفية أن يَصِفَ أحدٌ أحداً بيّنَ ذلِك ووضَّحه ؟ هل مِن السلفية أن تُعتَقدَ مثلُ هذهِ المُعتقدات الشِركية البِدعية ؟

    هل هذا مِن السلفية ؟ وهل مِن الفتنة التحذيرُ مِن كتابٍ يتناوَلُ القرآن العظيم تفسيراً على قواعِد الموسيقى التي راجَعها موسيقيٌّ مشهور ، وعلى

    قواعِد الرسم التي راجَعَها فنانٌ معروف ، وقواعِد المسرح التي قرّرتها وقعَّدَتها الفنونُ الحديثة ؟ هل مِن الفتنةُ التحذيرُ مِن ذلِك ؟ وهل مِن الفتنة

    الحضُّ على احترامِ كتابِ الله ربّ العالمين ، ووجوبِ تناوُلِه بِما ينبغي أن يُتناوَلَ بِهِ مِن التقديسِ والاحتِرامِ والتعزيرِ والتوقِير ؟ وهل فسَّرَ القُرآنَ

    على مَدارِ تاريخِ الأمة أحدٌ بِمثلِ هذهِ البِدعة ، وتردَّى في كلامِهِ عن القرآنِ العظيم إلى مِثلِ هذه الهوّة ؟ هل في تاريخِ الإسلامِ مِن أهلِ البِدع مَن

    تناوَلَ القرآن العظيمَ على هذا النحو المشين ؟ وهل مِن الفِتنة التحذيرُ مِن كتابٍ يُحسَبُ على الدّين وعلى الشريعَة وهو يُقرّرُ الاشتِراكية في أقبحِ

    صُوَرِها وفي أحَطِّ مدارِكها ؟ وهل مِن الفتنة التحذيرُ مِن كتابٍ يُقرّرُ أنّ شِركَ العرب الحقيقية لم يَكُن في الاعتِقاد وإنما كان في الحاكِمِيّة ، هل هذا

    مِن الفتنة ؟ أنْ يُحذّرَ مِن كتابٍ يَنُصُّ على أنّ شِركَ العرب الذين بُعِثَ فيهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكُن في اتخاذِ معبوداتٍ مع الله ولا في

    صرفِ العِبادةِ لِمن وما سِوى الله وإنما الشركُ في الحاكِميّة ؟.

    وهذا تفصيلٌ يسيرٌ بلا استيعاب إن شاءَ الكريمُ الوهاب .


    يقولُ سيد قُطب في ( التصوير الفني ) ص / 162 عن موسى ـ عليه السلام ـ ( لنأخُذ موسى ، إنهُ نموذجٌ للزعيمِ المُندفِع العصبيِّ المِزاج ) ،

    الكلامُ هاهُنا عن كليمِ الله موسى ، عن أحدِ الخمسةِ الكِبار في مسيرةِ الرُسُلِ المُكرمين مِن أولي العَزم ، فيُتناولُ على هذا النحو ، هو نموذجٌ للزعيمِ

    المُندفع العصبي المِزاج ، يقول :( وهنا يَتَبدّى التَعصُّبُ القوميُّ كما يبدوا الانفِعال العصبي ) ، يقول ( ويُنسيهِ التعصّبُ والاندِفاع (7) الاستِغفارَ

    والندَمَ والخوفَ والترقّب ، وإنهُ الفتى العصبيُّ نفسه ولو أنهُ قد صارَ رجُلا (8) ) ، ويتكلّمُ عن عودةِ العصبي في سُرعةٍ واندفاعٍ في الوقتِ الذي

    يقولُ فيه عن موسى ـ عليه السلام ـ ( وإنهُ لنبي) ، يعني يتناولُه في حالِ كونِهِ مُتلبِسًا بالنبوة والرسالة ، إذاً نحنُ نتكلّمُ عن نبي ، فهل يلِيقُ أن

    يُتكلّمَ عن نبيٍّ مِن أنبياء الله بِمثلِ هذا الكلام ؟ ويَذكُرُ نحوًا ممّا وصَفَ بِهِ موسى في الضِلال أيضًا كما في كلامِهِ عن سورةِ القَصص في الجُزء

    الخامِس ص / 2682 ، وما بعدَها .

    في كلامٍ كثير ذكرتُهُ قبلُ بحولِ الله وقُوتِه ، فهل مِن الدّين أن يوصَفَ موسى بِهذا ؟ وهل مِن عقيدة السلف في شيء أنْ يَسكُت الناس عن هذا ؟

    في أيّ كتابٍ مِن كُتبِ العقيدة يُسكَتُ عن سبِّ الأنبياء وعن لَمزِ الأنبياء وعن تَنَاوُلِ الأنبياء بِمِثلِ هذا السوء ، بل ما هو أفحش ؟ .

    يقول وقد أفحشَ في كلامِهِ عن داود وسُليمان ـ عليهما السلام ـ يقول :( هُنا يستَيقِظُ (( الرجلُ )) الذي يُريدُ أن يبهَرَ(( المرأة )) (9) بِقوّتِهِ

    وسُلطانِه و (( سُليمان )) بعدُ هو ابن داود صاحِب التِسع والتسعين نعجةٍ الذي فُتِن في نعجةٍ واحِدة ) ، وقال في الحاشِية :( في قِصةِ داود في

    القرآن إشارةٌ إلى فتنتِهِ بامرأة مع كثرةِ نِسائهِ ) في التصوير الفني ص / 172 ، وقال ص / 173: ( كانت بالقِيس (( امرأة )) كامِلة وحسّت

    بغَريزَتِها أنّ إعداد المُفاجأة لها (10)دليلٌ على عِناية (( الرجل )) بِها ، فألقت السلاح وألقت بِنفسِها إلى الرجل الذي بَهرها وأبْدَ اهتِمامهُ بِها ) .

    هل مِن الفِتنة في شيء أنْ يُرَدَّ على هذا الكلام وأنْ يُحذّرَ مِنهُ ومِن الكِتاب الذي هو فيهِ ؟ هل مِن الفتنة في شيء أن يُقالَ ويلكَ أمسِك لسانكَ

    وقلمك عن أعراضِ الأنبياء ، أتدري عمَّن تتكلّم ، لو تكلّمتَ بِمثلِ هذا الكلام عن آحادِ الناس لَجَرَّكَ جراً إلى ساحاتِ المحاكِم ولا أصابَ فيك

    حكمًا ، والقِصةُ المُشارُ إليها في الحاشية هي قصةُ الخيانة التي تُنسبُ إلى نبي الله داود كما في العهدِ القديم وأنهُ خَانَ قائِدهُ في عرضِهِ لمّا اطّلَع على

    امرأتِهِ وهي تغتَسِل فلمّا أحسّت بِهِ ألقت شَعرَها على جسدِها ، فوارى الشعرُ الجسد ، فَفُتِنَ داود كذا يَقولون وساء ما يقولون وإنهُ لَكذبٌ محضٌ

    وافتِراءٌ أبلق أصلع ليس فيهِ هَبٌ مِن الحقيقة ولا ذروٌ مِن الصدقِ ، فيَأتي فيقول :( وفي القُرآن إشَارَةٌ إلى أنّ فِتنة داود كانت بِسببِ امرأة ) ، أينَ

    في القرآن ذلك ؟ واللهِ إنّ القرآن لبريءٌ عن مِثلِ ذلِك ،ذلِك في العهدِ القديم ليس في القرآن الكريم ، في القُرآن العظيم تَنزِيهٌ للأنبياء والمُرسَلين ،

    اصطَفاهُم اللهُ ربُّ العالمين مِن البشر و صنعهُم على عَينيه واختصّهُم بِوحيهِ ورِسالته .

    فهل مِن الفِتنة التحذيرُ مِن ذلِك ؟ أم أنّ الفِتنة أنْ تُحذِّرَ مِمَّن حذَّرَ مِن ذلِك ؟ ولصالِحِ مَن ؟ يظلُّ هذا الطعنُ في الأنبياء مِن غيرِ تحذيرٍ مِنه ،

    لِصالِح مَن تُطبعُ الكُتب التي تحوي هذا الطعنَ عشراتِ المرّات مِن غيرِ إشارةٍ ولو يسيرة لِهذا الطعن في الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وفي أيِّ

    كتابٍ مِن كتب العقيدة الصحيحة جوازُ تناوُلِ الأنبياء بِمِثلِ هذا السوء ؟ .

    . وأمّا الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ :

    ففي كتابِ العدالة الاجتِماعِية يقول سيّد ص / 206 : ( ونحنُ نَميلُ إلى اعتِبارِ خِلافةِ عليّ ـ رضي الله عنه ـ امتِداداً طبيعيًا لخلافةِ الشيخينِ قبلهُ

    وأنّ عهدَ عُثمان كان فجوة بينهُما ) ، يعني : ليسَ بِخليفة راشِد ولا يُسلَكُ كما قال إمَامهُ قبل ـ العقاّد ـ عِندما كتبَ ما سمّاهُ بالعبقريات ، فذكَر

    عبقريّة الصّديق وعبقريّة عُمر ثمَّ قال ذو النورين ولم يُثبِت له عبقريّة والحمدُ لله ، ثمَّ إنّهُ بعدَ ذلِك قال عبقريّة الإمام ، بل إنهُ يصفُ ـ محمد عبده ـ

    بأنهُ عبقريٌّ ويظِّنُ بِها عل عُثمان ، فيقول عبقريُّ الإصلاح والتعليم الشيخ الإمام ـ محمد عبده ـ وأمّا عُثمان فليسَ هُناك ، والعبقريّة شيءٌ لا

    يُوصفُ به الأنبياء فهذا سبيلٌ مطروقٌ مِمَّن يحادّ دين الله تبارك وتعالى في الغربِ مِن أجل أن يُجَرِّدُ الأنبياء مِن صفةِ النُبوّة والرُسل مِن صفةِ الرّسالة

    وإنّما أفرادٌ مُتميّزون عباقِرة ولا زِيادة ، وأمّا الوحيُ مِن السماءِ فأمرٌ لا يُقطعُ بهِ بل لا يَثبُتُ ولا يُثبَتُ لهُ ، فلا يُتَباكى على عدَمِ ذِكرِها ولكن ما

    وراءَ ذلِك .

    ويقولُ أيضًا في ذاك الكِتاب ص / 242 : ( إنَّ مُعاوية وزميلهُ عَمراً لم يغلِبوا علياً لأنهُما أعرفُ منهُ بِدخائِلِ النفوس وأخبَرُ مِنهُ بالتصرّفِ النافِع في

    الظرفِ المُناسِب ولكن لأنهُما طليقان في استِخدامِ كلِّ سِلاح وهو مقيّدٌ بِأخلاقِه في اختِيارِ وسائِل الصِراع ، وحينَ يَركَنُ مُعاوية وزميلهُ إلى الكذِب

    والغشّ والخديعة والنّفاق والرّشوة وشِراء الذمم ) هل تعرِفون شيئاً في الأخلاقِ السافِلة لم يُذكر ؟ .

    يقول : (لا يَملِك عليٌ (11) أنْ يَتَدَلَّ إلى هذا الدركِ الأسفل فلا عجَبَ ينجحَان ويفشَل وإنّهُ لفشلٌ أشرفُ مِن كلّ نجاح) هذا يُمَرَّر ؟ صحيحٌ أنهُ

    يُمكِنُ أنْ يُقال قد حُذفَ بعدُ ولكِن أين ردُّ الاعتِبار ؟ وأين التوبة إلى العزيزِ الغَفّار مِن قولِ مِثلِ هذا الكلام في أصحابِ النبي ـ صلى الله عليه

    وسلم ـ ؟ .

    وقال في مجلة ـ المُسلمون ـ العدد الثالِث سنة 1371 هـ عن أبي سُفيان ـ رضي الله عنه ـ : ( أبو سُفيان هو ذلِك الرجُل الذي لقيَ الإسلامُ منهُ

    والمُسلِمون ما حَفَلت بهِ صفحاتُ التاريخ ، والذي لم يُسلِم إلا وقد تقرّرت غلبةُ الإسلام ، فهوَ إسلامُ الشتتِ واللسان لا إيمانُ القلبِ والوُجدان ،

    وما نَفَذَ الإسلام إلى قلبِ ذلِك الرجل ) ومن أدراك ؟ هذا حُكمٌ على غيب غير منظور ، والنبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ما زال يُراجِعُ

    أسامة لمّا ضَرَب الرجل فَقتلهُ وهو يقول أشهدُ أن لا إله إلا الله ، يقول : ﴿ أقتلتهُ بعدَ أنْ قال لا إلهَ إلا الله وهو يقول : قالها مخافةَ السيفِ يا

    رسُول الله ، أينَ أنتَ مِن لا إلهَ إلا الله ؟ حتى قالَ أسامَة ـ رضي الله عنه ـ ودِدتُ أنّي لم أسلِم إلا يومَئذٍ ، وأبو سُفيان ـ رضي الله عنه ـ كانت لهُ

    بعدُ المواقِفُ المحمودة ومات شهيداً ـ رضي الله عنه ـ .

    ويذكُرُ كلاماً كثيراً في حق الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ تخصيصًا وتعميمًا ، وقد ذكَرنا ذلِك باستيعاب واستِفاضة في مرّة فائتة .

    فهل مِن الفتنة في شيء أنْ يُردّ هذا الكلام وأنْ يُحذّر مِنه ومِن الكِتاب الذي هو فيهِ ومِن كاتِبه ؟ هل مِن الفِتنة في شيء هذا ؟ إذا كانَت هذهِ فتنة

    فالله المُستعان ، أم أنَّ الفِتنة هي التحذيرُ مِمَّن حذّرَ من ذلِك ؟ ولِصالحِ مَن يظلُّ الطعنُ في الأصحابِ مِن غيرِ تحذيرٍ منهُ ؟ لِصالح أهل السنة أم

    لِصالِح الرافضة والمُنافِقين وأعداءِ دين الإسلام العظيم ، لصالِح مَن ؟ ومعلومٌ أنّ الذين طعنوا في أصحابِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنّما كانوا

    يُريدون الطعنَ في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن لمّا لم يستطيعوا ذلِك طعنوا في أصحابهِ حتى يقولَ الناس هذا رجلُ سوء حولهُ أصحابُ سوء

    ولو أنهُ كان رجُلاً صالِحاً لصَحِبَهُ قومٌ صالِحون ، وكذلِك لمّا تَكلّمَ رأسُ النِفاقِ وشايعهُ مَن شايعهُ مِن المُنافقين حاشَ مَن كانَ هنالِك مِمَّن تورَّطَ

    مِن الصحابةِ المُخلصينَ ـ رضي الله عليهم أجمعين وعفو ـ مَن قالَ في عِرضِ عائشة ، من قالَ لم يُرِد عائشة ـ رضي الله عنها ـ وإنمّا أرادَ فراشَ رسُول

    الله ، فلِصالِحِ مَن ، يبقى هذا في مِثلِ هذهِ الكُتب لِصالحِ أهلُ السنة ولِصالح الإسلام في معرَكتِهِ مع كلِّ قوى الشّر في الأرض أم لِصالِح الرافضة

    والشيعة والمُنافقين وأعداءِ الدّين الذينَ يُبغِضون النبيَّ الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيطعَنُونَ في أصحابِهِ ـ رضوان الله عليهم ـ .

    تعليق


    • #3
      . القولُ بِخلق القرآن :

      قال في الضلال الجزء الأول ص/ 38 مُتَحَدِّثاً عنِ القُرآن :( والشأنُ في هذا الإعجاز هو الشأنُ في خلقِ الله جميعًا وهوَ مِثلُ صُنعِ الله في كلِّ شيءٍ


      وصُنعِ الناس ) .

      وقال في الجزء الخامِس ص/ 2719 بعدَ أنْ تكَلَّمَ عنِ الأحرُف المُقطَّعة في أوائلِ السُور :( ولكِنهُم (12) لا يَملِكون أنْ يؤلِّفوا مِنها (13) مِثل هذا

      الكِتاب ، لأنهُ مِن صُنعِ الله لا مِن صُنعِ إنسان ) القرآنُ كلام الله وصِفتهُ ولا يُقالُ لِصفةٍ مِن صِفات الله تبارك وتعالى إنّها مَخلوقَة ، وأمّا هذا

      الكلام قولُ الجَهمِية الذين يُنكِرون صفات ربّ البرية ويُعطِّلونَ الله مِن صِفاتِهِ جلّ وعلا .

      ويقولُ أيضاً في الجُزء الرابع ص / 2328: (إنّ القرآن ظاهِرةٌ كونيةٌ كالأرضِ والسماوات) فما هي الفتنة مِن التحذيرِ مِن ذلِك ؟

      ومِن بيانِ أنّ القولَ بِخلقِ القرآن هو قولُ الجهمية وأهلِ الاعتِزال ، ما الفِتنةُ في هذا ؟ وما المصلحة الشرعية في ترك هذا الكلام على ما هُو عليهِ ؟

      ولِماذا نُنكِرُ على المؤوِّلةِ الذينَ يُحرّفون الكَلِمَ عن مَواضِعِه ؟ ولماذا يُنكِرُ أهلُ السنة وأتباعَ السلف الصالِح ـ رحمهم الله تعالى ـ على كلِّ من أوّلَ

      صفةٍ مِن صِفات الله جلّ وعلا ؟ لماذا يُنكِرون ؟ ولِماذا نلتقي في مِثلِ هذا الأمرِ العظيم ؟ الأمرُ أمرُ عقيدةٍ كما ترى .

      . القولُ بِوحدة الوُجُود والحُلُول والجَبر :

      يقول في الجزء السادس مِن الضلال ص / 4200 : (إنّها أحَدِيَّة الوُجُود فليسَ هُناك حقيقةٌ إلا حقيقتُهُ ، وليسَ هُناك وجودٌ حقيقيٌ إلا وُجودُهُ ،

      وكُلُّ موجُودٍ آخر فإنّما يَستمِدُّ وُجُودَهُ مِن ذلِك الوُجود الحقيقي ويَستَمِدُّ حقيقَتَهُ مِن تلك الحقيقةِ الذاتِية ، وهِيَ مِن ثمَّ أحاديَّة الفاعِلية فليس سِواهُ

      فاعلاً في شيءٍ في هذا الوُجود أصلاً ) وهذِه عقيدةٌ في الضمير وتفصيلٌ للوُجودِ أيضًا .

      وذكرَ نحواً مِن ذلِك في تفسيرهِ لسورةِ الحديد في الجُزء السادس مِن الضِلال ص / 3479 والتي بَعدَها ، قد تقولُ هذا كلامٌ إنشَائيٌ أدبيٌ يُمكِنُ أن

      يُحمل على محمَل صحيح ، ولا يُحمل وليسَ لهُ مَخلص بِحال ، ولَوَدِدتُ أنّي وجَدتُ لهُ مَخلَصاً يَعلمُ الله تبارك وتعالى ذلِك ، وما أحِبُّ أحداً

      لِمُسلمٍ أن يتورّطَ في أمرٍ يُخالِفُ أحكامَ الله فضلاً عن عقيدةِ السلف الصالِحين التي جاءَ بِها النبي الأمين ، ولكِن يقولُ سيّد في مُقدِّمة ديوان

      الشاطئ المجهول ، هذا كلامُه الذي قالَهُ هو ، وقد نقلَهُ مرةً أخرى ـ عبد الباقي محمد حُسين ـ في مقدمةِ ديوان سيّد وقد جمعهُ هذا الرجل وطبعتهُ

      دار الوفاء وتجِدُ ذلِك في ص / 30 مِن الطبعة الثالِثة لسنة 1997 مِن ميلاد عبد الله ورسُولهُ عيسى بن مريَم ، يقول سيّد : ( القولُ بالتدايُنِ بينَ

      الجِسمِ والروح قديمٌ مُتَداوَلٌ في الفلسفةِ القديمة والشاعِرُ (14) مَيَّالٌ إلى الأخذِ بالروح العامّة لِهذهِ الفلسفة القديمة وإنْ لم يأخُذ في الفصلِ بين هاذين

      العُنصُرين لاعتِقادِهِ بِوحدةِ الوجود (15) وبالتحديد يرى أنّهُ هُناكَ شيئينِ مُتَمَيِّزين جسماً وروحاً ولكن بينهُما اتّصال ) .

      فهل مِن الفتنةفي شيء أنْ يُحذّرَ مِن هذا الكلام ؟ أم الفتنةُ السُكوتُ على هذا الكلام ؟ هل مِن مَنهَج السلف ومِن عقيدَتِهِم أنْ يُسكَتَ على مِثلِ

      هذا الكلام في كتابٍ كائنًا مَن كانَ قائِله ؟ إنّ الأئمةَ تتَبَّعوا الكُتب التي كتبها بعضُهُم ، فتَتَبَّعَ بعضُهُم بعضًا لبيانِ ما زلَّ فيهِ القلمُ أو طاش أو وقَعَ

      عفوَ الخاطِر مِن غيرِ تحرير أو أخطأ فيهِ مَن أخطأ عن نسيانٍ أو غفلةٍ أو جهلٍ ، فتَتَبَّعوا الكُتُبَ الكبيرة ودلُّوا عل مواطِن الخطأ فيها ، فأيُّ عابٍ

      يلحقُ مَن حذّرَ مِن مِثل هذا الكلام ومِن الكتاب الذي هو فيهِ .

      . القولُ بالتعطيلِ وتأويل صِفات الباري جلّ وعلا :

      يقولُ في استِواء الله تعالى على عرشِهِ ، وقد ذَكَرَ الله تبارك وتعالى استِوائهِ على عرشِهِ عن نفسِهِ تبارك وتعالى في سبعةِ مواضِع مِن القرآن العظيم ـ

      على العرشِ استوى ـ كُلها كذلِك وحينئذٍ على العرشِ استوى عِندَ ذِكرِ ذلِك في هذهِ المواضِع التي ذكرها اللهُ ربُّ العالمين في كِتابِهِ فدَلَّت دلالةً

      واضِحةً على أنَّ ذلِك كذلِك ولا ينبغي أن يُؤَوَّلَ بِحالٍ مِن الأحوال وأمّا الكيفيّةُ فكما قال ربيعَةُ الرأي شيخُ مالِك وقالهُ مالِك ـ رحِمهُما الله تعالى

      ـ يقول : ﴿ الاستِواءُ معلوم والكيفُ مجهول والسُؤالُ عنهُ بِدعة لأنهُ وَسِعَ الأصحاب أن يَسكُتُ على ذلِك معَ عِلمِهم بالمدلولِ الظاهِر للفظ ،

      وأجمَعوا على أخذِهِ على ظاهِرِهِ وأنّ ذلِك في كَيفِيَتِهِ مُفَوِّضٌ إلى الله ربّ العالمين ، فأثبتوا المعنى وفوّضوا الكيفِية ولم يُنقَل عنهُم خِلافٌ في ذلِك فكانَ

      إجماعًا مِن الأصحاب ـ رضوان الله عليهم ـ ونحنُ إن لم يَسعنَا ما وسِعَ أصحابُ نبيّنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا وَسَّعَ الله علينا .

      يقولُ في الجزء الرابع ص / 2328 في تفسيرِهِ سورة طه :( وهوَ المُهيمِنُ على الكونِ كلهِ على العرشِ استوى ، والاستِواءُ على العرشِ كِنايةٌ عن

      غايةِ السيطرة والاستِعلاء ) هل يوجَد سلفيٌ في الدُنيا كلِّها يقبلُ تأويلَ الاستِواء بِهذا ؟ هل يوجَدُ سلفيٌ في الدُنيا كلِّها يقبلُ تأويلَ الصِفات

      وتعطيلَ الباري سُبحانه وتعالى عن صِفاته جلّ وعلا ؟ إنْ وَجَدتُموهُ فدُلُّونَا عليه .

      يقولُ سيّد في تفسيرهِ لسورة الأعراف في الجزء الثالث ص / 1762 وما بعدَها :( والاستِواءُ على العرشِ كِنايةٌ عن مقامِ السيطَرة العُلويةِ الثابِتَةِ

      الراسِخةِ باللُغةِ التي يَفهمُها البشرُ ويتَمثَّلون بِها المعاني على طريقَة القُرآنِ في التصوير كما فصّلنا في فصل التَخييل الحسّي والتجسيم في كِتاب

      التصوير التي في القُرآن ) .

      ولِسيّد تعطيلٌ لِصِفةِ النُّزول وصِفة اليديْن ويُنكِرُ رفعَ عيسى إلى السماء .

      ويقولُ في الضِلال في الجزء الرابع ص / 2374 عِندَ تفسيرِهِ قول الله تعالى ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ وهم يَصِفونهُ بأنّ له شُركاء

      يقول :(تَنَزّهَ اللهُ المُتعالي المُسيطِرُ ربّ العرش ، والعرش رمزُ المُلك والسيطرَة والاستِعلاء ) وكرّرَ نحوَ هذا في الجُزء الرابع ص / 2482 .

      فهل مِن الفتنة ردُّ هذا الكلام على قائِله ؟ هل مِن الفِتنة بيانُ الحقِّ الذي كان عليهِ نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانَ عليهِ الأصحاب ـ رضوان

      الله عليهم ـ ومَن تَبِعهم بإحسانٍ في مِثلِ هذِهِ المواضِعِ الخطيرة مِمّا يُصادِمُ العقيدة النقيّة الصحيحة التي جاءنا بِها نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أم

      الفتنة في السُكوت على ذلِك ؟ .

      تعليق


      • #4
        . إنكارُ الميزان :


        يقولُ في التصوير الفني ص / 83 : ( ثمّ لمّا كانَ هذا التجسيمُ خُطةً عامةً ) صوّرَ الحِسابَ في الآخِرة كما لو كانَ وزنًا مُجسِماً للحسنات

        والسيئات وساقَ آياتٍ تُثبِتُ الميزان والوزن ، ثمّ عطَفَ عليها فقال : (وكلّ ذلِك تَمَشِّياً مع تجسيمِ الميزان وكثيرٌ ما يَجتَمِعُ التخييلُ والتجسيمُ في

        المِثال الواحِدِ مِن القرآن فَيصوّرُ المعنوية المُجرّدة جسماً محسوساً ويُخيِّلُ حركةً لِهذا الجسم أو حولَهُ مِن إشعاعِ التعبير ) وتَأوّلَ الميزانَ نحواً مِن هذا

        في الجزء الثالث ص / 1261 .

        وعطّلَ سيّد صِفةَ الكلام لله تعالى وجَعَلَ الكلامَ هو الإرادَة ، قال عِندَ قولِه تعالى ﴿ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ : (وقد كانَ

        ما قالهُ الله فقولهُ تعالى إرادةٌ وتوجه الإرادة يُنشِأُ الخلقَ المُراد ) فكلامُهُ تعالى إرادةٌ وتوجهُ الإرادة يُنشِأُ الخلق المُراد ، ثم ذَكرَ كلاماً يُظهِرُ اعتِقادهُ أنّ

        الروح أزليةٌ مُنفصلةٌ مِن ذاتِ الله تبارك وتعالى وليست مَخلوقة ، فهل مِن الفتنة التحذيرُ مِن هذا ؟ خاصةً إذا كان الذين يقرءون لا يعرِفون أصُولَ

        العقيدة ولا يُحكِمون مُفرداتِها وإنّما يقعُ فيمن يستطيعون القراءةَ مِن أنصاف المُثقّفين و مِن المُثقّفين مِمَّن أبتُليَ بِهِم هذا العصر ، فهؤلاء لا يفقهون

        في العقيدةِ الصحيحة لا قبيلاً ولا دبيراً إلا مَن رحِم الله ، فإذا قرءوا مِثلَ هذا الكلام وهوَ قريبٌ في فهمِهِ كما ترى لِقُربِ لُغتِهِ فإنّهُم يعتَقِدونه

        عقيدة يَلقَونَ اللهَ عليها ، فهل النُصح لأمةِ محمد وللمُسلمين أن يُتركَ ذلِك ، كذلِك بين أيدي المُسلِمين يَسْتَقونَ العقيدة المُحرّفة مِنه ويَصدّهم عن

        العقيدة الصحيحة التي قرّرها نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانَ عليهاَ أصحابهُ ، أينَ الفِتنة في هذا ؟ أسأل الله ربّ العالمين أن يَرحمنا وأن يرحمَ

        موتانا وأن يرحمَ موتى المُسلِمين .

        الحمدُ لله ربّ العالمين وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له هو يتولى الصالحين وأشهدُ أنّ محمداً عبدُهُ ورسولهُ ـ صلى الله عليه وعلى آله

        وسلم ـ صلاةً وسلاماً دائمين مُتلازمين إلى يومِ الدّين .

        أمّا بعد :

        . فيُقرّرُ سيّد أنّ أحاديث الآحادِ لا تُقبل في الاعتِقاد :

        قال في تفسيرِهِ لِسورةِ الفلق وهو يردُّ الحديثَ المُتفق على صِحّته : (وأحاديث الآحاد لا يُأخذ بِها في أمرِ العقيدة (16) والمرجعُ هوالقُرآن ، والتواتُر

        شرطٌ للأخذِ بالأحاديثِ في أصول الاعتِقاد وهذِهِ الرِوايات ليست مِن المُتواتر ) يعني : لا هوَ مُتفق على صِحتِهِ في سبب نزول المُعوذّتين ، فَيَرُدّهُ

        مُقرّراً هذهِ القاعِدة ، وهي قاعِدةٌ باطِلة تنفي مِن اعتِقادِ المُسلمين جُملةً كبيرةً مِن عقائِدَهُم ثَبَتَت مِن أحاديث الآحَاد الثابِتة الصحيحة عن نبينا ـ

        صلى الله عليه وسلم ـ فهكذا ! ، ( وأحاديث الآحاد لا يُأخذ بِها في أمرِ العقيدة ) قولاًَ واحِداً بلا مَثنَوِية ! هذا كلامُ أهل البِدعة ليسَ هذا ما

        جاءَ بِهِ نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا كانَ عليهِ سَلفُنا ـ رحمهم الله تعالى ـ فهل مِن الفتنة التحذيرُ مِن ذلِك ؟ الذين يقرءون الكِتاب مِن المُثقّفين

        و أنصاف المُثقّفين مِمَّن أبتُليَ بِهِم هذا العصر ، يَفهمون هذا لأنهُ قريب ، يعتَقدون أنهُ عقيدة يَحيَونَ عليها وعليها يموتون وعليها يَلقَونَ الله ، فهل

        يَصِّحُ أن نغُشَّ المُسلمين وأن نترُكَ هذا بينَ أيديهم يعتَقِدونه ولا خِبرةَ لهُم بِأمور الاعتِقاد ولا معرفةً ، فيَتَحصلّون على أمثالِ هذهِ الطامات ، تكونُ

        عِندهُم عقيدة مِن العقائِد يَموتون عليها مُخلِصين لها بِزعمِهِم وهُم على الباطِلِ المَحض وأتُوا مِن قِبَلِ الخيال الصِفر .

        . وغريبٌ جِداً ما أذكُرُهُ لك :

        يقولُ في كِتابهِ معركة الإسلام والرأسُمالية ص / 61 : ( ولا بُدَّ للإسلامِ أن يحي لأنهُ العقيدةُ الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تسوغُ مِن المسيحية

        والشيوعية معاً مزيجاً كامِلاً يتضمَنُ أهدافهُ جميعاً ويزيدُ عليهِما التوازُن والتناسُق والاعتِدال ) هذا كلام ؟! والشيوعية ! .

        . ويُقرّرُ أنّ الخِلاف في توحيدِ الربوبية لا في توحيدِ الألوهية :

        فيقول في الضلال الجزء الرابع ص / 1846 : ( فقَضِيّةُ الألوهية لم تَكُن محلَّ خِلاف (17) وإنّما قضِيّةُ الربوبية هي التي كانت تُواجِهُها الرّسالات

        وهي التي تُواجِهُها الرسالةُ الأخيرة ) وهذا غريب جِداً ! .

        وهذِهِ القضية ـ قضية توحيدُ الألوهية ـ بِصرف العِبادة ظاهِراً وباطِناً لله ، وأمّا إثباتُ بأنّ للكونِ خالِقاً ورازِقاً ومُدَبِّراًَ فقد أثبتَ القرآن العظيم أنهُ لا

        خِلافَ فيه ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ بل إنّهُم يُقِرّون أنَّ الذي خلقهُم هُم وخلقَ آلِهَتَهُم التي يعبُدونها مِن دون الله

        هو الله ، ويُقرّرون أنهُم يَعبُدُون تِلك الآلِهة لِتُقرِبهُم إلى الله زُلفى ، الخِلافُ في قضية الألوهية وليسَ في قضية الربوبية فهذا خَلط .

        ويقولُ أيضاً في الجُزء الرابع ص / 1852 : ( وما كانَ الخِلافُ على مَدارِ التاريخ بينَ الجاهِلية والإسلام ولا كانت المعرَكةُ بين الحقّ والطاغُوت

        على ألوهِية الله سبحانه للكونِ وتصريفِ أمورِهِ في عالَمِ الأسبابِ والنواميس الكَونِية ، إنّما كان الخِلافُ وكانتِ المعركةُ على مَن يكونُ هو ربّ

        الناس الذي يحكُمهُم بِشرعِهِ ويُصرّفُهُم بأمرِهِ ويَدينَهُم بِطاعَتِه ) .

        فهل مِن الفِتنة أنْ يُحذّرَ مِن ذلِك وإن وقعَ خلطاً للجهلِ أو عدمِ المعرِفةِ والاستيعاب ؟ الصحابيُّ يقولُ بين يديّ النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله

        وسلم ـ :( وإنا لنرجو فوقَ ذلِك مظهرا ) ، ﴿ أينَ المَظهرُ يا أبى ليلى ويُراجِعُهُ ويُعلِّمُه ويقول :( ومَن يَعصِهِما (18) فقد غوى ) يقول : ﴿ بِأسَ

        خطيبُ القومِ أنتَ يُعلِّمُه ويُحذِّرُ مِن هذا الكلام أنْ يُكرّرَهُ أحدٌ مِن المُسلمين بعد ، ويقولُ للذي قال لهُ :( ما شاء الله وشئتَ ) ، ﴿ أجَعَلتَني للهِ

        نِدا هكذا مِن أجلِ أنْ يُعَلِّمه حتى لا يتَورّطَ في ذلِك مرّة أخرى ولا يتورّطُ فيهِ بعدُ أحدٌ مِن المسلمين ، ما في هذا ؟ .
        . موسيقيَّةُ القرآن ومسرَحتُه :

        هذا كثيرٌ جداً في التصوير الفني ، فيهِ امتِهانٌ لِكتابِ الله تبارك وتعالى وهي بِدعةٌ في التفسير لم يَسبق إليها أحدٌ وهي فاشِيةٌ في التفسير جاريَةٌ فيهِ

        جريانَ الماءِ في العود وهي ساريةٌ فيهِ لا يُمكِنُ أن تُخَلَّصَ منهُ ولا أنْ يُخَلَّصَ مِنها لأنها قاعِدةُ التفسير عِندهُ ، ما هي قاعِدةُ التفسير عندهُ ؟ وقد

        أفرطَ فيها جِداً وقرّر في حاشِية ص / 84 مِن التصوير الفني أنهُ :( تفضلّ المُوسِيقيُّ المُبدِعُ الأستاذُ ـ محمد حسن الشُجاعي ـ (19) بِمُراجَعةِ الجزء

        الخاص بالمُوسيقى في القرآن وكانَ لهُ الفضل في ضبطِ بعضِ المُصطلحاتِ الفنّية المُوسيقية التي حُوكِمَ إليها كِتابُ الله ربّ العلمين ) .

        ذَكرنا كثيراً مِن النماذِج في التفسير المُوسيقي للقرآن ، وحاولَ سيّد أنْ يُخضِعَ القُرآن لمِصطلحات المُصوّرين (20) وأتى بِكثيرٍ مِن الخلطِ في هذا

        وقال في التصوير ص / 94 : ( تَفضَّلَ الأستاذُ الفنّان ضياءُ الدّين محمد مُفتش الرسم بِوزارة المعارِف بِمُراجعة هذا القِسم الخاص بِتناسُق

        التصوير ) .

        وأمّا استِخدامُ مُصطَلحاتُ و مُواضعاتُ أهلِ المسرَح الحديث فشيءٌ كثيرٌ جِداً وقد ذكرتُ كثيراً مِن تِلك النماذِج في مَسرحة القُرآن وقد استحالَ

        القرآن في هذا التفسير مَسرحاً مِن نظّارة وخَشَبَة وسِتارَة وأضواء ثمَّ مناظِر ومشاهِد وآلِيات في قَطعِ الحِوار وما أشبه كلُّ ذلِك يُخضعُ له كلامُ الله

        ربّ العالمين ، وكلام الله صِفةٌ ، هذا يُعَاملُ بِه كلامُ الله ، هذهِ البِدعة لم يسبِق بِها أحدٌ في تاريخ الإسلام العظيم ، فهل مِن الفِتنة في شيء أن نقول

        للناس اتقوا الله واحترِموا كِتابَ الله وابحَثوا عنِ المقاصِدِ التي أرادها الله ربّ العالمين في كِتابه والتزِموا ما قالهُ وأتمروا بِأوامِرِه واجتَنِبوا نواهِيَه واتَّعِظوا

        بِزواجِرِه ومواعِظه .

        تعليق


        • #5
          ثمَّ أغرَب شيء قطُّ يُمكِن أن يَدورَ لَك بِبالك على حسبِ الدّعايات الشائِعة الذائِعة التي صارَت كالحقائِق الواقِعة وهي وهمٌ كبيرٌ أنّ :
          . سيّد يقولُ بِحقيقة الاشتِراكِيّة :


          فيقولُ في كِتابِهِ ـ معركَة الإسلام والرأسُمالِية ـ ص / 39 والتي تَليها :( بَل في يَدِ الدولة أن تَنزِعَ المِلكيّات والثروات جميعًا وتُعيدَ توزيعها على

          أساسٍ جديد ، ولو كانت هذهِ المِلكيّات قد قامت على الأسُسِ التي يعترفُ بها الإسلام ونَمَت (21) بِالوسائِل التي يُبرِّرُها الإسلام لأنّ دفع الضرَرِ

          عن المُجتمع كله أو اتِقاء الأضرار المُتوقّعة لِهذا المُجتَمع أولى بِالرّعاية مِن حقوق ِ الأفراد ) هذا عينُ ما تدعوا إليهِ الاشتِراكية ، والغريبُ أنَّ هذا

          الكلام كانَ هو المُستند الذي استَند إليهِ وعليهِ مَنِ استند مِن أجلِ التأميم ـ تأميم ثروات الناس ـ ، كلام سيّد كانَ هو السبب ، وسيّد هو الذي

          سمّاها ثورة ، الذين قاموا بِها لم يُسمُّوها ثورة وإنّما قالوا هي حركةٌ مباركة ، وأعدائُها كانوا يقولون هي انقِلاب ، أمّا هو فقال لا بل هيَ ثورة ، ثمّ

          أرادوا بعدَ أنْ قاموا بِذلِك وأطاحوا بالمَلَكِيّة أن يعودوا إلى الثَكنات فقال : لا ، ينبغي أن يَظلُّوا في أماكِنهم ثلاثة أعوامٍ على الأقل ـ هذا ثابِتٌ عنه ـ

          وبَرَّرَ لهُم يَومَئِذٍ ـ وهذا ثابِتٌ مقطوع بِه عنه ـ ما سمّاه بِنظريّة المُستَبِد العادل ، ومِن عجيبِ الأمرِ أنّ الذي كان يرُدُّ عليه في نظريّة المستبِد العادل ـ

          إحسان عبد القدوس ـ فردّ عليه وقال :( لا يُمكِن أن يكون مِثل هذا قط لأنّ المُستبِد لا يُمكِنُ أنْ يكونَ عادِلا ولأنّ العادلَ لا يُمكِنُ أنْ يكونَ

          مُستَبِداً ) وأمّا هو فقال نَنزع مُمتَلكات الناس ولو أنّها تأسّسَت على قواعِد الشرع ونَمَت على ضوء قواعِدِه ثم فلتَبقوا في أماكِنِكم ثلاثة أعوام

          على الأقل والمُستبِدّ العادلُ هي النظرية التي ينبغي أن تسيروا عليها ، ثمَّ دَبَّ الخِلافُ بينهم بعد .
          . وأمّا تكفيرُ المُجتمعات :

          فيقول في الجزء الرابع ص / 2122 : ( إنهُ ليسَ على وجهِ الأرض اليوم دولةٌ مُسلمة ولا مُجتمعٌ مسلم قاعِدةُ التعامُلِ فيهِ هي شريعةُ الله والفقهُ

          الإسلامي ) ويقول في الجزء الثالث ص / 1634 : ( إنّ المسلمين اليومَ لا يُجاهِدون ، ذلِك أنّ المسلمين اليوم لا يوجَدون ، إنّ قضية وجود

          الإسلام ووجود المُسلمين هي التي تحتاجُ اليوم إلى عِلاج ) ويقولُ في المُجلد الثاني ص / 1057 : ( لقد استَدارَ الزَمانُ كهَيئتِهِ يومَ جاءَ هذا الدّين

          إلى البشرية ب ـ لا إله إلا الله ـ (22)فقد ارتَدّت البشريةُ إلى عِبادةِ العِباد وإلى جَوْرِ الأديان ونَكَصَت عن ـ لا إله إلا الله ـ وإن ظلّ فريقٌ مِنها يردِّدُ

          على المَآذِنِ ـ لا إله إلا الله ـ (23) وهؤلاء (24)أثقلُ إثماً وأشَدُ عذاباً يوم القِيامة (25) لأنهُم ارتَدّوا إلى عِبادة العِباد مِن بعدِ ما تبيّنَ لهم الهدى ومِن

          بعد ما كانوا في دينِ الله ) فكانَ ماذا ؟ خرجوا مِنه ـ كفروا ـ ليسَ على ظهرِ الأرض مُسلم ، هذا كلام يبقى بين أيدي الشبيبة تَعتَنِقُه وتَعتَقِدُه

          وتُسَاقوا سوقاً إلى المَحرَقة ، هذا كلام يظلُّ بينَ أيدي المسلمين وأين قواعِدُ سلف الأمة في تكفيرِ الناس وفي الحُكم بالكفرِ عموماً وتنزيلاً على

          المُعيَّنين ؟ أين هذهِ القواعِد ؟ هل قالَ بِهذا أحدٌ قطُّ مِمَّن ينتمي إل سلفِ الأمة الصالِحين وضاق وشمَّ وطَعِمَ شيئاً مِنَ العِلم الشرعي الصحيح

          المؤسّس على الكِتابِ والسنة بِفهمِ سلف الأمة ، من قال بِهذا ؟ وعِندما يبقى هذا بِأيدي الناس وبأيدي الشباب وهُم يَرون الظُلمَ يَقعُ على

          المسلمين في أقطارِ الأرض بِكلِّها ويَرون المُسلمين يُتابَعون قتلاً وتشريداً وسلبً واغتِصاباً ونهباً للثروات واحتِلالاً للأوطان ، فعِندما يَجِدون مِثل

          هذا ، ماذا يكون ؟ وهل تَكوّنَت الجماعات التي خرَجَت على الأمة بالسِلاح وكان مِنها ما كان مِن إراقةِ الدّماء ومِن وقوعِ الصُّدامِ بينَ السُلطات

          الزمانيّة في كلّ مكانٍ كانت فيه وبينَ المُسلمين أو ما نتجَ عن ذلِك مِن تضييقٍ على المسلمين ومِن تَتبُّعٍ لهُم تشريداً وسجناً واعتِقالاً وقتلاً ، هل نشَأ

          شيءٌ مِن ذلِك إلا في أمثالِ هذهِ الكُهوف المُظلِمة مِن كهوفِ الفِكرِ المُعوَجّ البغيض مَن قال هذا ؟ .

          ويقول في المُجلد الرابع ص / 2009 : ( إنّ هذا المُجتمع الجاهِليُ الذي نعيشُ فيهِ ليس هو المُجتمع المسلم ) هكذا ! ، هذا المُجتمع كافِر !! .

          فالآن على كلِّ أحدٍ وهذا لازِم الكلام وما يفهمهُ مَن يفهمهُ مِن أولئك الشباب الذين يَتحمّسون لدين الله ربّ العلمين وهُم بِحماسَتِهِم وعليها لا

          يُلامون ولكن أين العِلم الشرعي الصحيح وأين الفهمُ المُستقيمُ للكتاب والسنة ولا يكون إلا بِفهمِ سلف الأمة ؟ أيبقى مِثلُ هذا مِن غير تحذير ؟

          وَيْحَكُم كيفَ تحكُمون ؟ وَيحَكُم أين تذهبون ؟ أمِثلُ هذا لا يُحذّرُ مِنه ؟ وتُلتَمسُ الأعذارُ لهُ ؟ ألا شدَّ ما هانَت عليكُم عقيدتُكم ؟ وشدَّ ما

          لَبَّستُم على الناس بِانتِسابِكم إليها وحربِها في آن ، عُلماءُ السوء قعدوا على بابِ الجنة يَدعونَ الناس إليها بِأقوالِهم ويَصدّونهُم عنها بِأفعالِهم ، كما

          أنّ شرُّ الناس مَن تشبَّهَ بِالأنبياء وليسَ مِنهم فشرُّ الناسِ مَن تشبّهَ بالعُلماء وليسَ مِنهم ، أيعيبُ المرء أن يقول أنا طُويلِبُ عِلم ، أطلُب العلم ولا

          أتكلّم فيما لا أحسِن ، لا يَعيبُكَ ، أماّ أن تكون منَظِّراً وقائِداً وزعيماً ومَرجِعاً وأنتَ جاهِلٌ مِثل هذا الجهل الفاضِح فهذا أمرٌ مَعيبٌ جِداً وتضليلٌ

          اللأمة وقولٌ على الله بلا عِلم وهو أعظمُ المُحرّمات تحريماً في دين الله ربّ العلمين .

          هذا الذي مرّ إنّما هو قطرةٌ في بحر و رملةٌ في صحراءَ مُتَرامِية الأطرافِ في صحراءَ قاحِلة جرداء لا زرعَ فيها ولا ماء ، هذا قليلٌ جِداً مِن كثير لا

          يُحصى ، أيُتركُ هذا هكذا مِن غير تحذيرٍ ولا تنفيرٍ مِنه ومن كاتِبهِ ومِن الكُتب التي كُتِبَ فيها هذا الكلام ؟ هل نتنَاوَلُ الناس في أعراضِهِم ، هل

          نسُبُّ حاش لله ، هل تَكلَّمنا في عِرضِهِ أو في أبيه وأمِّهِ وفي أخلاقِهِ وسُلوكِه حاش لله ، ولكِن هذا كلامٌ بين أيدي المسلمين ينبغي أمْ يُحذّر المسلِمون

          مِنهُ لأنّ مَردودهُ كما تعلمون ـ مردودهُ معلوم لا يُنكِرهُ أحد ـ وشيءٌ آخر يشملُ الكاتِب ومَن يُدافع ومن يحذِّرُ مِمَّن يُحذِّرُه ومَن يُدافع عَنِ

          التحذير في الفتنة أو مِنَ الفتنة بِمعنى أن يُحذّرَ الناس مِنَ الكلام في التحذيرِ مِن الفتنة ، يُقال لِهؤلاء جميعًا : إنّ الإسلام فرَّقَ بينَ أمرينِ كبيرينِ ، بينَ

          أهليّة التَحمُّل وأهليّة الأداء ، لم يَصُدَّ الإسلام عن شِرعةِ العِلم أحداً ولو كانَ كافِراً ، بل إنّ الكافِرَ إذا تحمّلَ شيئاً مِن العِلم في حالِ كُفرهِ ثم أسلم

          وروى بعدَما أسلَم وتوفَّرت فيهِ شُروط الأداء فروى ما تَحمَّلهُ في حالِ كُفرِهِ قُبِلَ مِنهُ وعندَ البخاري في الصحيح حديثُ جُبير ـ رضي الله عنه ـ لمّا

          أوفَدَتهُ قُريشٌ إلى المدينة لِلقاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لِيُكلّمهُ في شأن أسر بدر ، قال : فدخَلتُ مع المغربِ والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

          يُصلي بالناس المغرِبَ يقرأ ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ قالَ فذلِك حينَ كادَ قلبي أن يَطير ، روى هذا بعدَ أنْ أسلَم وحَسُنَ

          إسلامُه ـ رضي الله عنه ـ وتحمّلهُ في حالِ كُفرِه ، تحمُّل العلم ـ تَلَقِّيه ومعرِفتُه والإحاطةِ بِهِ ـ أهليّةُ التحمّل لا يُصدُّ عن التحمُّل أحد ، حتى إنّ

          العُلماء لا يُجيزون للمعدومِ الذي لم يُخلق بعد ، فأجيزُك بِكُتبي ومَرويّاتي ؟ وأجيزُ ولدكَ في رحِم أمّه ؟ ومَن يأتي مِن صلبهِ بعدُ إلى سابِعِ ولد ،

          فهذهِ إجازةٌ لِمعدوم فقد لا يأتي مِنهُ أحد ، وإنّما هي المُحافظة على بركة الإسناد ، الكافِرُ يتحمَّلُ والفاسِق والفاجِر والبرّ والمُنافِق يعرِف ، أهليّةُ

          التحمّل مفتوحة ولكِن لا تَخلِط بين أهليّة التحمّل وأهليّة الأداء ، الأداء أنْ تؤدّي ما قد تَحمّلتهُ أنْ تُعَلِّمَ وتُبَصِّر وتُرشِد وتدلّ الناس على ما عَلِمتهُ

          مِن علمٍ وتحمّلتهُ ، هاهُنا على المِحَك ، فَيُنظرُ في دينِك ومُروءتِك وحِفظِك وسُلوكِك وعاداتِك ويُضطرُّ مَن يُؤدّي العِلم إلى تركِ كثيراً مِن المباحات

          خوفاً مِن الزراية عليهِ والنظرِ إليهِ بِعينِ الاحتِقار لأنهُ لا ينبغي لهُ أنْ يأخُذَ بِمثلِ هذا وقد ترخّص فيه ، أمّا أهليّةُ الأداء فلا بُدّ أن يكونَ عدلاً وتقياً

          ومُحافِظاًَ على الواجِبات والسُنن ظاهِراً وأنْ يكونَ ذا مُروءة فلا يأتي بِما يخرُم المُروءة على حسبِ أهل العصرِ ، فلو كان أهل العصرِ يَرونَ أنّ

          الرجل إذا مشى في الناسِ حاسِرا الرأس يكونُ مخروم المروءة ومشى هو في الناسِ حاسِراً الرأس فقد خُرمَت مُروءته ، إذا كان الناس يرونَ أنّ

          الشُرب في الشوارِع والأكل فيها إلى غيرِ ذلِك مِمّا ( ... ) عليه الناس ، أنّ ذلِك مِمَّا يخرُم المُروءة فأتى بِه فإنّ علمهُ حينئذٍ لا يُحملُ عنهُ لأنهُ قد

          صارَ مخروم المروءة على تفصيلٍ عِند أهل العِلم ، الناسُ في حُدورِ عُلمائِهِم كالصِبيانِ في حُدورِ آبائِهِم فَفرّق بين أهليّة التحمّل وأهليّة الأداء ،

          الناس يخلِطون ، فكلّ مَن تحمّلَ عِلماً وظنَّ أنّ لديهِ الآن الأهليّة مِن أجلِ أن يُبلّغهُ ـ حاشَ وكلا ـ تُعرضُ على المِحَك أولاً ولا بُدَّ أن يكونَ هنالِك

          مِن القواعِد التي توفّرت فيك والشُروط التي انطبقت عليك ما بِسبَبِها يُحمَل العلمُ عنك ، وأمّا بِدون ذلِك فعِلمُك مردودٌ عليك ولا كرامة ،

          وقديمًا قال ـ محمد ابن سيرين ـ رحمه الله وأخرجَ ذلِك مسلم في مقدِّمة الصحيح وعِند ابن عبد البر في التمهيد أنّ ذلِك مِمَّا رواهُ أبى هريرة وأنس

          وقد أثبَتُّ بِفضلِ الله أنّ ذلِك صحيح في نِسبتِهِ إلى الصحابة ومِثله لا يُقال مِن قِبل

          الرأي : ﴿ إنّ هذا العِلم دين فانظروا عمّن تأخذونَ دينَكم .

          تعليق


          • #6
            علينا أن نَلتفِتَ إلى هذهِ المعاني ونعلَم أنّ الأشخاصَ لا يُرادونَ ولا يُتَتَبَّعون هُنا ـ لا نَتَتَبَّعُ شخصاً ـ نَتتَبَّعُ فِكراً وكلاماً وكُتباً ( ... ) في هذهِ الأمة

            كالسُمّ الزُعاف وهي سِدَّةٌ في وجهِ العملِ الإسلامي في هذا العصر ، لو أنّها أزيلَت وعاد أهلُ السنة إلى كلِمةٍ سواء ، وأعجب والله مِن الضلال .

            نسأل الله ربّ العالمين أن يُثبتَ قلوبنا على دينِه .


            مِثلُ هذا الكلام يقبلهُ أحد ؟ هذا الكلام في حقِّ الأنبياء والأصحاب ـ رضوان الله عليهم ـ هذا الكلامُ بِخلقِ القرآن ووِحدة الوُجود

            وبالاشتِراكية . . هذا الكلام وهذا الكلام يقبلهُ مُسلمٌ عِندهُ ذروٌ مِن العقيدة الصحيحة و هبٌ من الانتِساب إلى العِلم الشريف ؟

            يا أهلَ السنة في كلّ فجّ وبكلّ سبيل اتقوا الله واتفِقوا على كلِمة سواء فإنهُ لن يضيرنا في شيء أن نُنَحِّيَ هذا وما كَتَبَ ناحِيةً ، ونمضي إلى الأمام

            فإنّ عِندنا ما يُغنينا بفضلِ الكريم الوهاب العلام .

            يا أهلَ السنة في كلّ مكان وبِكلِّ سبيل اتقوا الله ولا تخدَعوا المُسلمين ولا تغشّوهُم .

            يا أهلَ السنة يا مَن تنتَسِبون إلى السلفية اتقوا الله ، عودوا إلى الله ، دُلُّوا الشباب على ما هُنالِك مِن السوء ، ارجِعوا إلى الله وتوبوا إلى الله عسى الله

            أن يتوبَ عليكُم .

            فما أكثرَ مَن ضلَّ بِسببِكُم ، فثناؤكُم ملحوظ لفظاً وإشارةً وكِتابةً و خطًا اتقوا الله لا تُضِلُّوا المسلمين ،عودوا على الله واتفقوا على كلمةٍ سواء ،

            تَحاكَموا إلى الكِتابِ والسنة فما هذهِ القاعِدة الأولى في هذهِ السلفية الشريفة ، عُودوا إلى الكِتابِ والسنة وعلى ما قالهُ الإمامُ الشافعي ـ رحمه الله ـ

            ﴿ أومِنُ بالله وبِكِتابِ الله على مُرادِ الله وأومِنُ برسولِ الله وبِكلام رسول الله وعلى مُرادِ رسول الله لا على مُرادِ أحداً مِن الناس ، القُرآن على

            مُرادِ مَن تكلّم به وأنزلهُ والسنة على مُرادِ مَن تكلّم بِها وأدّاها وهي الوحيُ الثاني .

            عودوا إلى الله وتَدَارَكوا شباب الأمة المِسكين حتى يَنصَرِفَ إلى العِلم الحق والعِبادة الصحيحة ، لِصالِح مَن هذا الاختِلافُ وهذا التَفرق ؟ توبوا إلى

            الله وارجِعوا إلى الله ، الحقُّ واضِحٌ جِداً والخطأُ بيّنٌ جِداً لِماذا العِناد ؟ لِماذا الثورة والحماسة المُتّخذة هي التي تُصَرِّفُكُم وتأخُذُ بأزِمَّتِكُم وما كذلِك

            ينبغي أنْ يَكون أهلُ العِلم ، إنّ العالِم خاضِعٌ للدليل مِن الكِتاب والسنة ، العالِمُ زِمامُ قلبهِ بين يديّ الشرع الأغّر يُصرّفهُ كيف يشاء ، العالِمُ يَتَجَرَّدُ

            لله ولا يَدخُلُ على مسألةٍ مِن مسائِلِ العلم بِنتيجَةٍ مُسبقة ثم يذهبُ يَتقمَّمُ مِن أجلِ أن يبحثَ عنِ الأدلة التي تُقيمُ نتيجَتِهِ والمقدّمات التي تؤدي إلى

            مَعيب نتيجتِهِ ، لا يجوز وإنّما تجرَّدوا وتأمّلوا وتفحّصوا واعلموا أنّ الله ربّ العالمين كما أخبركُم نبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد ضَمِنَ لكم أنه

            لا يُمكِنُ أن يَتسلَّطَ عليكم مِن خارِجِكم مِن غيرِكم مَن يستَبيحُ بيضَتَكم ويستَأصِلُ ( ... ) مضمونةٌ هذهِ كما أخبرَ الرسول ، لا نخافُ مِن قوةٍ

            على الأرضِ مهما كان ، على ما تخافون ؟ خافوا على المسلمين والشباب المساكين ، دَلُّوهُم على الحق والخير وتأمَّلوا القاعِدة التي يُدندِنُ حولها

            الجمعُ كله : الكِتابُ والسنة بِفهمِ سلف الأمة ، فهل عِندَ السلف تفويتٌ وتَمشيةٌ مِثل هذا الكلام ؟ عِندَ مَن ؟ دلُّونا عليه وإنّا في الانتِظار .


            نسأل الله العزيز الغفار أن يَرُدَّنا جميعاً إلى الحقّ وأنْ يٌقيمَنا عليه بعدما أن هدانا إليهِ إنهُ على كلِّ شيء قدير ، وصلى الله وسلم على

            البشير النذير ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .






            (1) أي فوق السماء .
            (2) مظهرا : علوا .
            (3) في الصحيحين .
            (4) هذا شاعِر وهو لبيدٌ ـ رضي الله تبارك وتعالى عنه ـ وهو فحلٌ مِن أصحابِ المُعلّقات ، لا يُمَشّي لهُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذهِ الكلِمات إنمّا يُراجِعُه ويُصوِبه ويدُلّه على الذي ينبغي أن يُقال .
            (5) أي : حتى سمِع مائة قصيدة .
            (6) وهو شاعر ابنُ المُقفع وهو كاتِبٌ نافر ، لمّا أتى ما أتى بهِ قتِل على الزندقة .
            (7) أي : يُنسي موسى ـ عليه السلام ـ تعصُبه واندِفاعه .
            (8) يعني : لا فائِدة فيه
            (9) يعني : الذكر والأنثى .
            (10) يعني : مِن سليمان ـ عليه السلام ـ .
            (11) يعني :حينَ يركَن معاوية وزميله إلى هذهِ الأخلاق السافلة المُنحطّة .
            (12) يعني : العرب .
            (13) يعني : مِن تِلك الأحرف .
            (14) يعني : نفسهُ .
            (15) كلامه ( لاعتِقاده بوحدة الوجود )
            (16) هكذا !
            (17) لِماذا حاربَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الكُفار إذن ؟ .
            (18) أي : ومَن يعصِ الله ورسولهُ .
            (19) وكانَ مُديراً لدارِ الأوبِرا في ذلِك الوقت .
            (20) أي : الرسّامين .
            (21) أي : وزادَت .
            (22) يعني : كانت الأرض أطبقت على الكُفر فليس فيها مسلم ، إلا بقايا أهل الكِتاب في الدّيارات والصوامِع ، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهُ قبل أن يبعَثهُ ـ صلى الله عيه وسلم ـ نظرَ إلى أهل الأرض فمَقَتهُم عَرَبهُم وعَجَمهم إلا بقايا مِن أهل الكتاب في الدّيارات والصوامع وكانوا ينتظرون قدومَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
            (23) البشريةُ بِجُملتِها بِما فيها أولئك الذين يردّدون على المآذِن في مشارِقِ الأرض ومغاربها كلِمات ـ لا إله إلا الله ـ بِلا مدلول ولا واقع ارتَدَّت !! .
            (24) يعني : الذين يُرددّون على المآذِنِ ب ـ لا إله إلا الله ـ .
            (25) يعني : مِن الذين لا يُردّدونها والذين يُعلِنون ويُعالِنون بالكفرِ بِه .



            قــام بتفريغــه :

            حيـــدر

            ـ غفر الله له ولوالديه ـ

            والسلام عليكم


            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
              بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى في هذه الايام المباركة.
              وحفظ الله شيخنا محمد سعيد رسلان وسدد خطاه، وجزاه عنا خير الجزاء.

              تعليق


              • #8
                آمين وفيكم بارك الله

                تعليق

                يعمل...
                X