[ترجمة] ترجمة أبي يعقوب الأذرعي النهدي الشامي رحمه الله تعالى

[أبو ماريه سعيد النهدي]

أبو يعقوب الأذرعي



أولئك آبائي فجئني بمثلهم 000 إذا جمعتنا يا جرير المجامع



اليوم نحن في سيرة رجل من علماء المسلمين ، ينتمي إلى قبيلة نهد القضاعية، وهو أحد المحدثين الثقات ، ومن عباد الله الصالحين، من أهل الشام بمدينة دمشق ، وتحديدا من أذرعات0
وأذرعات بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء هو بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان ، قال الحافظ أبو القاسم أذرعات مدينة بالبلقاء(1)0


ترجمة أبي يعقوب النهدي:
قال الذهبي(2):
الإمام المحدث الرباني القدوة أبو يعقوب ، إسحاق بن إبراهيم بن هاشم ، النهدي الأذرعي شيخ دمشق .
وقال ابن كثير(3) :
رحمه الله تعالى : إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن يعقوب النهدي، قال ابن عساكر: من أهل أذرعات - مدينة بالبلقاء - أحد الثقات من عباد الله الصالحين0


رحلاته وسماعه وعمن أخذ:
كان من سنن السلف – رحمهم الله - الرحلة في طلب العلم والأخذ عن العلماء ، وكان العالم يعظم شأنه إذا ارتحل واخذ عن العلماء في الأمصار ، ولقد كان لأبي يعقوب الأذرعي النهدي - رحمه الله – حظاً في الرحلة ، فقد ارتحل في طلب العلم وسمع من المشائخ والعلماء في عدة أماكن منها: مصر ، وحمص ، ودمشق ، وحلب ، وأنطاكية ، وبالس0

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:
ارتحل وسمع بمصر من : يحيى بن أيوب ، ومقدام بن داود ، وأبي يزيد القراطيسي ، والنسائي وسمع بحمص من : موسى بن عيسى بن المنذر ، وبدمشق من : أبي زرعة النصري .

وقال كمال الدين بن العديم(4) ، في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب:
سمع بحلب نزيلها أبا عبد الله أحمد بن علي بن سهل المروزي، وبأنطاكية أبا عمرو عثمان بن عبد الله بن خرزاد الإنطاكي، وإبراهيم بن إسماعيل بن زراره البالسي ببالس أو بغيرها.


من روى عنه وسمع:

لقد روى عن عالمنا أبي يعقوب الأذرعي وسمع منه خلق كثير، دونت أسمائهم في دواوين الإسلام، وسطرها العلماء في كتب التاريخ والرواة0

قال الذهبي(5):
حدث عنه : ابن جميع ، وابن منده ، وتمام الرازي ، وأبو عبد الله بن أبي كامل ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر ، وأبو محمد بن أبي نصر ، وخلق سواهم .

وقال كمال الدين بن العديم:
روى عنه أبو علي محمد بن هرون بن شعيب، وتمام بن محمد، وأبو محمد ابن أبي نصر، وأبو القاسم خلف بن محمد بن القاسم بن عبد السلام بن محرز الداراني، وأبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ الداراني، وأبو عبد الله بن أبي كامل، وأبو الحسين بن جميع، وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان، وأبو القاسم بن طغان، وعبد الوهاب الكلابي وأبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي الأنطاكي، وأبو الحسين محمد بن أحمد ابن الحسن الكرجي نزيل بيت المقدس، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو قابوس أحمد بن لبيب، وأبو عبد الله بن منده، وأبو الحسين الرازي، وأبو الفرج عمران بن الحسن بن يوسف الخفاف، وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي البرذعي، وعبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الرملي، وعبيد الله بن الحسن بن أحمد الوراق0


ما جاء في مدحه والثناء عليه وشيء من أخباره رحمه الله :

قال الذهبي:
قال أبو الحسين الرازي: كان من جلة أهل دمشق ، وعبادها وعلمائها0
قال ياقوت الحموي(6) : وينسب إلى أذرعات أذرعي وخرج منها طائفة من أهل العلم منهم إسحاق بن إبراهيم الأذرعي بن هشام ابن يعقوب بن إبراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد ويقال ابن إبراهيم بن زامل أبو يعقوب النهدي ، أحد الثقات من عباد الله الصالحين0

وقال كمال الدين بن العديم بإسناده: أخبرنا أبو القاسم قال: قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد - وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق : في الدفعة الثانية: أبو يعقوب إسحق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، وكانوا من أهل أذرعات، سكن دمشق، وكان من أجلة أهل دمشق، وعبادها، وعلمائها0


ومن أخباره رحمه الله:

ما ذكره ابن كثير في تاريخه، قال:
وقد روى عنه ابن عساكر أشياء تدل على صلاحه وخرق العادة له0

قال الحافظ الذهبي:
وقال عبد القاهر بن عبد العزيز الصائغ : سمعت أبا يعقوب الأذرعي يقول : سألت الله أن يقبض بصري ، فعميت فتضررت في الطهارة ، فسألت الله إعادة بصري ، فأعاده تفضلا منه .

وقال كمال الدين ابن العديم:
أنبأنا زين الأمناء بن عساكر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد: هبة الله بن الأكفاني، وعبد الكريم بن حمزة قالا: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد قال: حدثنا أبو محمد بن أبي نصر قال: حدثني أبو يعقوب الأذرعي قال:
خلوت في بعض الأوقات فتفكرت وقلت: ليت شعري إلى ما نصير؟ فسمعت قائلاً يقول: إلى رب كريم.


وفاته:

قيل في وفاته ثلاثة أقوال: أولاها: سنة 334هـ، والثاني: سنة 344هـ، والثالث: سنة 354هـ
أما الأول ما رواه زين الأمناء(7) قال : أخبرنا أبو القاسم قال: قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد - وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق - : في الدفعة الثانية – قال -: وأبو يعقوب هذا مات وأنا بدمشق في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وتعقبه الحافظ بن عساكر( فقال: هذا وهم، وقد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس: توفي يعقوب إسحق بن إبراهيم الأذرعي يوم الأضحى سنة أربع وأربعين، ومات وهو ابن نيف وتسعين سنة.
قلت: وهذا هو القول الثاني0
أما القول الثالث: قيل سنة أربع وخمسين، ذكره ابن كثير في تاريخه(9)، وقال: وصححه ابن عساكر، وقد نيف على السبعين سنة0
قال كمال الدين ابن العديم:
قال ابن الأكفاني: المعروف بابن فطيس، وبلغني أن الذي غسله عمر بن البري، والذي صلى الله إسماعيل العلوي.

هذه آخر ترجمة : إسحاق بن إبراهيم بن هاشم أبي يعقوب الأذرعي النهدي – رحمه الله تعالى-0
وصلى الله على محمد وعلى وآله وصحبه وسلم0



جمع وإعداد:
الراجي عفو ربه ، الفقير إلى مولاه:
سعيد بن حويل


ــــــــــــــــــــــــ
(1): انظر معجم البلدان لياقوت الحموي : ( 1/130 )
(2): انظر سير أعلام النبلاء ، الجزء الخامس عشر ، صفحة: 478-479
(3): البداية والنهاية: المجلد السادس ، الجزء الحادي عشر ، صفحة: 223
(4): بغية الطلبة في تاريخ أهل حلب ،1433
(5): سير أعلام النبلاء الجزء 15 / صفحة : 478-479
(6): معجم البلدان ( 1/130 )
(7): انظر بغية الطلب : 3/1433 ، وتاريخ دمشق : 8 / 166 - 170
(: تاريخ دمشق : 8 / 166 - 170
(9): البداية والنهاية: المجلد السادس ، الجزء الحادي عشر ، صفحة: 224




فهرس المصادر والمراجع:


البداية والنهاية للحافظ عماد الدين بن كثير الدمشقي ، ت 774هـ ، طبعة دار الحديث بمصر
بغية الطلب في تاريخ حلب ، للصاحب كمال الدين عمر بن احمد بن أبي جرادة، ت 660هـ ، تحقيق سهيل بكار ، دار الفكر 0
تاريخ دمشق ، للحافظ هبة الله بن عساكر الدمشقي، ت 571هـ، طبع دار الفكر 0
سير أعلام النبلاء للحافظ شمس الدين أبي عبد الله الذهبي، ت 745هـ، مؤسسة الرسالة 0
معجم البلدان لياقوت الحموي، ت 623هـ ، دار الفكر – بيروت