إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

[تمت] نصيحة لجماعة التبليغ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

    محمد يوسف الكاندهلوي وكتابهحياة الصحابة :
    جاء في الكتاب المسمى"سيرة محمد يوسف" لمحمد الثاني الحسني -وعندي نسخة منها -أنه قال في الشيخمحمد زكريا هذهالعبارة المنكرة وهي قوله :
    "ويعامل الله معهمعاملة خاصة ، بحيث كل شيخ ومرب طرا عليه الموت ، يودع الشيخ خلفائه ومسترشديه ، وهؤلاءيرفعون إلى الشيخ زكريا من إشارة غيبية ، أو ليكون ثقة شيخه ومربيه على الشيخ زكرياواعتمادهم عليه ، فيجعلون أمور تكميلهم وتربيتهم وهدايتهم ومشورتهم في أيدي الشيخ زكريا"
    أعوذ بالله من هذا الشرك الأكبر ففي (جملة من اعتماد خلفاءالشيخ ومسترشديه على الشيخ زكريا وجعل أمور تكميلهم وتربيتهم وهدايتهم في يد الشيخ) فكله من الشرك الأكبر كما يعلمه الصبيانوالعجائز فضلا عن غيرهم !!! .
    وفي الكتاب طامات كبيرةوكثيرة نسأل الله العفو والعافية ولو لا خشية الإطالة لنقلت لكم طامات أخرى ودائماأقول وأكرر ولعل في الإعادة إفادة أن صاحب الحق والباحث عن الحق يكفيه دليل واحد ومنفي قلبه مرض والمتعصب لغير الحق لا يكفيه ألف دليل .

    وانظر يا رعاك الله إلىهذا العالم الذي يصفه التبليغ أنه" ريحانة الهند"و"بركة العصر" و"المحدث الكبير" و"شيخ الحديث" قالفي بعض رسائله كما ذكر الشيخ محمد أسلم ما نصه "وإذا وصلت إلى حضرة الرسول ، فقل له هذه الكلمات : إنه يسلم عليك كلب هندي ، وإنتستطيع أن تقول في ذلك المجلس بأدب بالغ بعد الصلاة والسلام : عن هذا النجس لايليق له أن يسلم عليك ، لكنك رحمة للعالمين ، ولا ملجأ لهذا النجس إلا رأفة نظرتك.
    أنظر إلى هذا الكلام السخيف الذي لا يصدر إلا من رجل قد بلغالنهاية في السخف والرعونة وينبغي أن يعد قائله من الثلاثة الذين رفع عنهم القلملأن العاقل لا يرضى لنفسه أن يقول له أحد أنت كلب أو أنت نجس لأن هاتين الصفتين منأقبح صفات الذم التي لا يرضى بها عاقل لنفسه فضلا أن يصف نفسه بشيء منها والنجس هوالكافر أما المؤمن فإنه لا ينجس ، والكلب قال تعالى فيه : فمثله كمثلِ الْكلْبِ إِنْ تحْمِلْ عليْهِ يلْهثْ أوْ تتْركْه يلْهثْ ۚ ذٰلِك مثل الْقوْمِ الّذِين كذّبوا بِآياتِنا ۚ فاقْصصِ الْقصص لعلّهمْ يتفكّرونالأعراف:الآية 176
    نقد كتاب حياة الصحابة
    السؤال للشيخ الألباني:
    كتاب حياة الصحابة هو دليل لما نقول نحن ، فالذيألف هذا الكتاب ليس فرداً من أفراد جماعة التبليغ ، بل إن لم يكن من رؤوسهم فهو رأسالرؤوس ، ألف هذا الكتاب ، والجماعة ينطلقون على هداه ، ولكن هذا الكتاب جمع ما هبودب ، أي: أولاً: لم يخصص هذا الكتاب لأنْ يذكر فيه ما صح عن رسول الله ، لأن كلام الرسول ليس ككلام غيره من الناس، ولو كانوا أولياء وصالحين .
    ثانياً: ذكر روايات كثيرةعن الصحابة رضي الله عنهم ، فإذا كانت الأحاديث التي نسبها إلى الرسول فيها أشياء لا تصح نسبتهاإلى الرسول عند أهل العلم بطريق معرفةالحديث ، ومعرفة الأسانيد ، وتراجم رجال الأسانيد ونحو ذلك ، فمن باب أولى أن يذكرفي هذا الكتاب روايات كثيرة وكثيرة جداً عن الصحابة من أقوالهم ، ومن أفعالهم ، ومن منهجهم ، ومن سلوكهم ، وكثيرٌ منها لا يصح .
    ويعجبني في هذه المناسبةقول لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وهذا من نفيس كلامه ودقيق منهجه العلمي ، حيثقال ما معناه : إن على كل باحث أن يتثبت فيما يرويه عن أصحاب النبي ، كما يتثبت فيما يرويه عن الله ورسوله.
    هذه كلمة جماهير العلماءقديماً وليس حديثاً فقط ، قديماً وحديثاً قد أخلوا بها ، فما تعود إلى كتاب إلا ماندر جداً ، مثل كتاب نيل الأوطار للشوكاني ، هذا من الكتب التي نحن نحض طلاب العلمعلى الاعتناء بدراسته والاستفادة منه ، مع ذلك تجده يحشد فيه أقوال الصحابة والتابعينوغيرهم بمناسبة الكلام مع الآية أو الحديث ، لكنه لا يسلك هذا السبيل وهو سبيل التثبتمما ينسب إلى الصحابة ، كما يجب التثبت مما ينسب إلى النبي ، قلَّ من يفعل هذا! ومنهنا يصيب المجتمع الإسلامي شيء من الانحراف ، لماذا ؟ وهذه نقطة في الحقيقة مهمة جداً.
    نحن قلنا دائماً وأبداً:إن منهجنا كتاب الله وسنة رسول الله ، وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح ، لا يكفي اليوم أبداً أن ندعو الناس إلى الكتاب والسنةفقط، لأنك لن تجد في كل هذه الجماعات المختلفة حديثاً وقديماً ، لن تجد جماعة منهمولو كانوا من المرجئة أو كانوا من المعتزلة يقولون: نحن لسنا على الكتاب والسنة ، كلهميقولون هكذا ، إذاً: ما الفارق بين هذه الجماعات التي كلها تقول ، وهي صادقة فيما تقول، لا نستطيع أن نتهمها فيما تقول ، تقول: نحن على الكتاب والسنة ، لكنها غير صادقةفي تطبيقهما على ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله تعالى عنهم.
    من هنا نقول: لابد من معرفةما كان عليه السلف لنستعين به على فهم الكتاب والسنة ، فإذا جاءتنا رواية عن بعض الصحابةوهي غير صحيحة ، وأخذنا بها على أساس أنها بيان للكتاب والسنة ، انحرفنا كما لو أخذنابحديث ضعيف أو موضوع ، لهذا ابن تيمية يقول : يجب التثبت فيما نرويه عن الصحابة كمانتثبت فيما نرويه عن الله ورسوله .
    هذا الكتاب كتاب حياة الصحابةخالف هذا المنهج العلمي ، فهو جمع ما هب ودب ، وأنا أضرب لكم مثلاً مجملاً: هو ينقلمثلاً حديثاً عن كتاب مجمع الزوائد ، يقول: رواه أحمد و الطبراني ، وقال في مجمع الزوائد: رجاله ثقات .
    الذين يتداولون هذا الكتابعندما يقرءون : قال في مجمع الزوائد : رجاله ثقات ، ما الذي يفهمون منه ؟ كما يقولونعندنا في بعض الأعراف في سوريا : (خش حديث) ما دام رجاله ثقات صار حديثاً ثابتاً ،لا.
    عند أهل العلم أي حديثيقول فيه أحد المحدثين: رجاله ثقات ، فلا يعني هذا المحدث أنه حديث صحيح ، بل أي حديثيقول فيه مؤلف الكتاب : رجاله رجال الصحيح فلا يعني أنه صحيح ، وهذا أشد إيهاماً لصحةالحديث من قوله الأول ، فإذا قال : رجاله ثقات ، قد يتوهم بعض الناس أنه صحيح ، لكنالإيهام بالتعبير الثاني : رجاله رجال الصحيح ، أكثر ، مع ذلك لا هذا ولا هذا في علمالحديث يعني صحة الحديث .
    إذاً: كان ينبغي على مؤلفهذا الكتاب أن يختار ، لا نقول : أن يصحح كل هذه الروايات ويدقق القول فيها ، لأنهفي الحقيقة -أنا أعتقد- لو أراد رجل عالم متثبت أن يصحح وأن يضعف وأن يؤلف كتاباً مثلكتاب الصحابة لأخذ منه سنين عديدة ، لأن الحديث الواحد التحقيق فيه قد يأخذ منه ساعات، بل قد يأخذ منه يوماً وأياماً ، وهذا نحن نعرفه بالتجربة ، فإذاً : لو أراد أن يؤلفمثل هذا الكتاب وعلى هذه الطريقة فسيأخذ منه عمره أو بعض عمره على الأقل ، لكن كنانرجو منه أن يختار ما صح عنده بأقرب طريق ، بدون أن يخصص الكلام في كل حديث من هذهالأحاديث .
    إذاً : هذا هو الجواب عنكتاب حياة الصحابة ، أنه لا ينبغي الاعتماد عليه إلا بشيء من التحفظ كأكثر الكتب .
    قال الشيخ محمود التويجريرحمة الله عليه :
    وللتبليغيين كتاب آخر يعتمدونعليه ويجعلونه من مراجع أتباعهم وهو المسمى"حياة الصحابة" لمحمد يوسف الكاندهلويوهو مملوء بالخرافات والقصص المكذوبةوالأحاديث الموضوعة والضعيفة وهو من كتب الشر والضلال والفتنة .
    يقول محمد زكريا الكاندهلوي :" أريد أن أسجل هنا قصتين لأكابرنا كنموذج.
    إحداهما رسالة سامية لشيخ المشايخقطب الإرشاد حضرت الكنكوهي قدس سره التي كتبها إلى شيخه شيخ العرب والعجم الحاجإمداد الله أعلى الله مرتبته وهي مطبوعة في مكاتيب رشدية أيضاً يقول: " إنإطالة الكلام إساءة أدب اللهم اغفر فإنما كتب بأمر الشيخ أنا كذاب أنا لا شيء لاظل إلا ظلك ولا وجود إلا وجودك من أنا ؟ لا شيء وما أنا هو أنت وتفريق أنا وأنت هوشرح محض استغفر الله استغفر الله استغفر الله ولا حول ولا قولة إلا بالله .] فضائل الصدقات ص 556[.

    تعليق


    • #17
      رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

      وهذا أبو الحسن الندويوهو من خلفاء ورفقاء وتلامذة محمد إلياس بايع الشيخ عبد القادر راي فوري الذي هو منمشايخ السلسلة الجشتية وهو يقول بطريقة المبايعة الجشتية النقشبندية القادرية السهرورديةويعمل عليها وقد بايع على يده في المسجد النبوي بعض طلبة الجامعة وغيرهم حينما حضرالمدينة المنورة في مؤتمر الدعوة والشاهد بهذه البيعة الطالب بالجامعة حفيظ الرحمنالباكستاني /السنة الثالثة/فصل ب / كلية الشريعة .
      وكل من عرف كتاب الله وسنةالنبي حق المعرفة يستحيل أنيتمسك بطريقة من الطرائق الصوفية بل يتبع كتاب الله وسنة رسوله والصحابة الكرام الذينزههم عن الطرائق القدد وأمرنا بإتباعهم بإحسان بلا زيادة ولا نقصان .
      وقال لطلبة الجامعة فيمجلسه الخاص في بيت نور ولي بالمدينة المنورة : ليكن اتصالكم بالنبي اتصالا قلبيا وعلاقة قلبية.
      وهذا كلام الصوفية وهومن الكلام المردود لأنه ليس له أصلا في الشرع ولم يذكر ذلك أحد من الصحابة ولا التابعينولا أئمة العلم والهدى من بعدهم وإنما هي من أقوال الذين يغالون في النبي ويحومون حول التعلق بهوالالتجاء إليه في استجلاب الخير واستدفاع الشر .
      وكان أبو الحسن الندوييجلس في مسجد رسول الله مستقبلا الحجرة الشريفة في غاية الخشوع(وهذا شرك لأن الخشوع نوع من أنواع العبادة فلايجوز صرفها لغير الله) لا يتكلم ساعتين وأكثر وهذا يعرف عند الصوفية بالاستمداد . وهذاشرك بالله واتخاذ وسائط بين العبد وربه .
      وقد كتب أبو الحسن الندويكتابا سماه "سيرة الشيخ أحمد شهيد" يقول فيه : وأراد في الليلة السابعة والعشرينأن يحييها ويعبد فيها لكن غلب عليه النعاس بعد العشاء فنام وأيقظه رجلان بإمساك يدهفي ثلث الليل ، فرأى أن النبي جلس عن يمينه ، ورأى أبا بكر رضي الله عنه جلس عن شماله ، ويقول له : يا سيد أحمد ! قم بسرعة واغتسل . فلما رآهما سيد أحمد أسرعإلى حوض المسجد على رغم كون الماء في الحوض من البرد كالثلج ، فاغتسل من هذا الماء، وفرغ منه ثم حضر في خدمته فقال عليه الصلاة والسلام : يا ولدي ! الليلة ليلةالقدر ، فاشتغل في ذكر الله والدعاء والمناجاة . ثم اذهب بعد ذلك .
      لا إله إلا الله هذه الحكاية الخرافية المبنية على الهوسدليل على حماقة من نسبت إليه من مشايخ التبليغيين وعلى حماقة من أدخلها في سيرةذلك الشيخ وأقرها متوهما أنها من كراماته وفي هذه الحكاية خرافات وكذب منها :
      الأول :
      زعم مدعيها أن رسول الله وأبا بكر رضي الله عنهأمسكا يده وأيقظاه من نومه وجلسا عن يمينه وشماله . وهذا يلزم أن الله تبارك وتعالىقد أحيا نبيه وأحيا أبا بكر الصديق رضي الله عنه مثل حياتهما في الدنيا ، وأنهأذن لهما بالذهاب إلى الهند ليمسكا بيدي أحمد شهيد ويوقظاه من نومه .
      وهي شبيهة بما يذكره الصوفيةأنهم يجتمعون بالنبي ويرونه في اليقظة وأنه يحضر معهم في الموالد وغيرها من مجتمعاتهم . وهذا مما لا شكأنه من لعب الشيطان بعقولهم الخفيفة وإضلالهم بالخرافات والتوهمات التي لا حقيقة لها. ويلزم أن كُلًّا من قبر النبي وأبي بكر الصديق رضي الله عنه قد انشق فخرج منه حيا مثل حياته في الدنيا ! وهذا لا يقوله أحد له أدنى شيء من العقل .وقد أخبر الله تعالى أن بعثرة القبور وتشققها عن الأموات تكون يوم القيامة فقالتعالى إِذا السّماء انْفطرتْوإِذا الْكواكِب انْتثرتْ وإِذا الْبِحار فجِّرتْوإِذا الْقبور بعْثِرتْعلِمتْ نفْسٌ ما قدّمتْ وأخّرتْالانفطار:١ ٥ .
      أفلا يعْلم إِذا بعْثِر ما فِي الْقبورِوحصِّل ما فِي الصّدورِ إِنّ ربّهمْ بِهِمْ يوْمئِذٍ لخبِيرٌالعاديات:٩ ١١ .إلى غير ذلك من الآيات .
      الثاني :
      زعم مدعيها أن رسول الله قال له يا سيد أحمد ! قم بسرعة ...... . وترد هذه الفرية بما هومعروف من هدي النبي وسيرته في الخطاب مع أصحابه رضوان الله عليهم فإنه لم يذكر عنه أنه قال لأحد من أصحابهيا سيد فلان ! وهم بلا أدنىشك أحق بهذا الوصف من غيرهم . ولو ورد إشكال في أن النبي قال في الحسن بن علي رضيالله عنهما إن ابني هذا سيد وقال للأنصار قوموا إلى سيدكم وقال لبني سلمة سيدكم عمرو بن الجموح فالجواب أنيقال : إنما أخبر بشرف هؤلاء وعلو مرتبتهم على أبناء جنسهم ومع هذا فإنه لم يذكر أنهقال لأحد منهم يا سيد فلان !. والفرق بين الإخبار بالسؤدد وبين المخاطبة ظاهر معلوم .
      ويرد أيضا على كلمة يا ولدي كما رد على الفرية التي قبلها.وأما زعمه أن رسول الله أخبره بليلة القدر فهو مردود بما ثبت عن النبي أنه قال في ليلة القدر:"إني قد رأيتها ثم أنسيتها". رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابنماجة ومالك وأحمد .

      وهذانص ما رأى الشيخ قاسم الناتوي في منامه فهو يقول : أنا واقف على سطح الكعبة وجرت الأنهار من عشر أصابعيدي ورجلي ثم انتشرت في أكناف العالم ورأى الشيخ شاه رفيع الدين المهاجر إلى المدينةالعميد الثاني لدار العلوم ديوبند في منامه مفاتيح العلوم الدينية .
      الصعود على بيت الله غيرمشروع ولم يفعله النبي وهذه أضغاث أحلام وضلالة وأوهام .
      وهم يعتمدون كثيرا علىالرؤى فيبيت في الليل نائما ويصبح ويأتي يقصعلى الناس منامات الله أعلم بصحتها ويبنون عليها دينهم لا حول ولا قوة إلا بالله .

      ويأتي شيخهم زكريا شيخالحديث عندهم وبمدرستهم يأتي إلى المدينة المنورة ويرابط عند قبر النبي بالجانب الشرقي من القبرونحو الأقدام الشريفة ويذهب فيالمراقبة عدة ساعات ، كما شاهده الكثيرون .
      وقد صنف كتبا عديدة في الفضائل باسم فضائل الصلاة وفضائلرمضان وفضائل التبليغ وحكايات الصحابة وغير ذلك وسمَّاها "تبليغي نصاب"أي منهج التبليغ أو المقرر في منهج التبليغ وقد جمع فيها الغث والسمين والصحيحوالضعيف والموضوع والأكاذيب والخزعبلات وكل ما هب ودب دون تنقيح أو اعتناء بالصحاحوالله المستعان . ومما جاء فيه من الباطل :
      وجاءفي باب فضائل الحج ما يلي: " إنالأولياء والأبدال والأقطاب يشتركون في الحج من جميع أنحاء العالم فهذه فرصةللاستفادة من فيوضهم وبركاتهم وأنوارهم وكمالاتهم. إن هذا شرك بالله سبحانه وتعالىالناس يذهبون إلى الحج طاعة لربهم وتقرباً إليه ويطلبون منه المغفرة والجنة والرزقوالصحة وغيرها وهذا يطلب الفيوض والبركات والأنوار من أقطابه وأبداله وأولياءه يالها من مصيبة أيريد هؤلاء أن يعلموا الناس الدعوة المحمدية التي كان عليها محمد وصحابته أمإنهم يعلمون الناس الشرك والكفر ومحاربة هدي محمد إن الدعاء لا يكون للأبدال والأقطاب والأولياء: يقول تعالى قلْ إِنّما أدْعو ربِّي ولا أشْرِك بِهِ أحدًاقلْ إِنِّي لا أمْلِك لكمْ ضرًّا ولا رشدًا الجن:20-21. وقالتعالى : حنفاء لِلّهِ غيْر مشْرِكِين بِهِ ۚ ومنْ يشْرِكْ بِاللّهِ فكأنّما خرّ مِن السّماءِ فتخْطفه الطّيْر أوْ تهْوِي بِهِ الرِّيح فِي مكانٍ سحِيقٍالحج: الآية 31.
      وبين سبحانه وتعالى أن من دعا غيرهأنه من أضل الناس قال تعالى: ومنْ أضلّ مِمّنْ يدْعو مِنْ دونِ اللّهِ منْ لا يسْتجِيب له إِلىٰ يوْمِ الْقِيامةِ وهمْ عنْ دعائِهِمْ غافِلون وإِذا حشِر النّاس كانوا لهمْ أعْداءً وكانوا بِعِبادتِهِمْ كافِرِينالأحقاف:5-6.

      ومما يتعجب في حال التبليغوالقاديانيين أنهم منعوا من النشاط في مصر ولكنهما مسموح لهم بل وعندهم مركز في أراضياليهود الغاصبة ولهم تجولات شبه دائمة .

      تعليق


      • #18
        رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

        يقول الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي أمير جماعةالتبليغ سابقا ما يلي: وعلى أية حال فإننا جماعة نرى ضرورة التقليد في هذا العصر كمانرى التصوف الشرعي أقرب الطرق للتقرب إلى الله تعالى فالذي يخالفنا في هذين الأمرينفهو برئ من جماعتنا وكلا الأمرين ذو أهمية بالغة في المذهب الديوبندي فالذي يرى أنهلا فرق بين جماعة المودودي والجماعة الديوبندية في المذهب فهو مكابر. ] فتنة مودوديت له ص 126[.
        ويقول الشيخ محمد زكريا: انا مشتاق إلى تراجممشايخ الديوبندية ] ولي كامل ص 254[.

        يقول الشيخ أشرف التهانوي :إن أهل التصرف يقدرون على العناصر فيركبون الأجساد ويتشكلون في الأشكال وذلك لأنالروح ذات انبساط فيوقفون بينها وبين عدد من الأجساد مما يسهل عليهم التشكل فيأشكال مختلفة ] مقالات حكمت ص 31[.
        انظر وتأمل واعجب من أقوالالتهانوي جعل البشر يتصرفون في الكون هذا كلام سفسطة وزندقة وكفر وإلحاد نسأل الله العافية .
        ويقول التهانوي : " يقولديوان محمد ياسين وكان من خدام الشيخالنانوتوي رحمة الله عليه : كنت مشغولاً بالذكر تحت القبة الشمالية في مسجد "جهته" وكان الشيخ النانوتوي رحمة الله عليه مراقباً في صحن المسجد في الجهةالشمالية نفسها وكان متوجهاً إلى قلبي إذ طرأت علي حالة خاصة ورأيت وأنا في حالةالذكر أن غاب سقف المسجد وقبته مع بقاء جدرانه وأن نوراً عظيماً في الفضاء ممتدإلى السماء وعليه الرسول والخلفاء الأربعة على الزوايا الأربعة نزل العرش حتى استقر قريباً مني في المسجدفقال الرسول لأحدخلفاءه : اذهب وائتِ بالشيخ محمد قاسم فذهب وأتى به فطلب الرسول من الشيخمحمد قاسم حساب المدرسة بكل دقة ففرح الرسول بهذا فرحا شديداً وأذن له بالذهاب ثم صعدالعرش إلى السماء وغاب عن الأنظار تعليق التهانوي "
        ماذا تظن أيها المسلم أن التهانويسيقول تجاه هذه الخرافة السخيفة التي تمجها الفطر السليمة لقد استحوذ عليهمالشيطان ولبس عليهم فظنوه محمداً احمد الله أيها المسلم على نعمة الإسلام وعلى نعمة السنة ونعمة العقل السليم ولكنانظر ماذا قال التهانوي الذي يتمنى محمد إلياس أن يستخدم أسلوبه في دعوته بقول :إن هذه الواقعة كانت نوعاً من الكشف والذي يحتمل أن يكون قد حصل بتوجه الشيخ ولعلتعبير هذه الواقعة هو أن يرى صاحبها ما رأى فيها من تدقيقه لحسابالمدرسة حتى يطئمن الذين كان في قلوبهم شك حول ذلك وأما المعاندون فمن دأبهمالتشكيك حتى في الوحي ] أرواح ثلاثة [ ص 434 .
        ومما يعرف من مشايخ التبليغوأكابرهم أنهم ليسوا متفقهين في الدين ، ولا متضلعين بعلومه كما ينبغي ، ولا راسخينفي العلم حقيقة ، ولكنهم خلفيون ، أي متضلعون في علوم الخلف ومتطرفون أي : واقعون على طرف من علوم السلف الصالح فحضرهم المهم[1] وغاب عنهم الأهم .
        انظر إلى رؤساء التبليغ وأكابرهم من مشايخهم وأمرائهم فقد وقع منهم الشرك والبدع والخزعبلات والترهات والسخافات يأتي من الناس من يزكيهم ويدافع عنهم من دون أن يعلم الأخطاء والطامات التي وقعوا فيها ، ومن كان يعرف حالهم ويدافع عنهم ويزكيهم فهذا يساهم في هدم هذا الدين نسأل الله السلامة والعافية ، وهو بذلك ملبس مدلس .


        [1] قال أحد مشايخي ممن راجع هذا البحث : أي مهم حضرهم ؟ ودأبهم المنامات والخرافات فلا المهم أصابوا ولا الأهم طلبوا بل ضيعوا وأضاعوا . اهـ .

        تعليق


        • #19
          رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

          ومنأورادهم:
          )إلاالله: (أربعمئةمرة .)والله ،الله: ( ستمئةمرةيومياً.
          والأنفاسالقدسية : عشردقائقيومياً ،وتتحقَّقبالتصاقاللسان فيسقفالفم ،والذكربإخراجالنفسمنالأنفعلىصورةلفظ(الله(.
          والمراقبةالجشتية :نصفساعةأسبوعياًعندأحدالقبور، بتغطيةالرأس ،والذكربهذهالعبارة: ))اللهحاضري ،الله ناظري((.وهذهالأورادبدعوضلالةمخالفةلماكانعليهرسولاللهوأصحابهوالتابعونلهمبإحسان .
          وقدذكربعضالعلماءعنالتبليغييننوعاًآخرمنالذكر ،وهو أنهميكررونكلمة) لاإله ( ستمئةمرة ،ثميكررونكلمة) إلا الله(أربعمئةمرة .
          ولاشكأنهذامنالاستهزاءباللهوبذكره ،ولايخفىعلىمنلهعلموفهمأنفعلهمهذايتضمنالكفرستمئةمرة ،لأنفصل النفيعنالإثباتفيقول (لا إله إلا الله) بزمنمتراخبينأول
          الكلمةوآخرهاعلىوجهالاختياريقتضينفيالألوهيةعنالله تعالىستمئةمرة ،وذلكصريحالكفر،ولوأنذلكوقعمنأحدمرةواحدة،لكانكفرَاصريحَا ،فكيفبمنيفعلذلكست
          مئةمرةفيمجلسواحد؟! ثمإنإتيانهمبكلمةالإثباتبعدفصلها عنكلمةالنفيبزمنمتراخٍلايفيدهمشيئاً،وإنماهوالتلاعب بذكراللهوالاستهزاءبه.

          ومنأورادهم وأذكارهم "دلائل الخيرات" وفي هذا الكتيب من البدع والغلووالإطراء ما هو معلوم عند أهل العلم ومع هذا فإن جماعة التبليغ يعتنون بهذا الكتيبويحافظون على قراءته .
          وهاكأيها اللبيب بعض ما جاء فيه :
          قالفي موضع : "اللهم صل على سيدنا محمد عدد معلوماتك وأضعاف ذلك".
          وقالأيضا "اللهم صلِّ على سيدنا محمد حتى لا يبقى من الصلاة شيء"
          وأيضا"اللهم ارحم سيدنا محمد حتى لا يبقى من الرحمة شيء ، اللهم بارك على سيدنامحمد حتى لا يبقى من البركة شيء "
          انظروالعياذ بالله كيف جعل معلومات الله محدودة وراح يأتي بصلاة على النبي وتركالتي علمها النبي جميع المسلمين ، واقتصر عليها أصحابه والتابعون لهم بإحسان وأحدث بدعة وألف كتابايتلى كما يتلى القرآن وابتدع زيادة "سيدنا".
          هذه الأفعال لا تنتهي ، وكيف يقول الجزولي : حتى لا يبقىمن الرحمة شيء ، والله تعالى يقول: وسِعتْ كلّ شيْءٍالأعراف:الآية156 .
          وكتاب دلائل الخيرات مشتمل على صلوات على النبي محدثة ، وفيها غلو ، وما ثبت في الصحيحين وغيرهما منكيفيات للصلاة على النبي فيهاغنية وكفاية عما أحدثه المحدثون ، ولا شك أن ما جاءت به السنة وفعله الصحابةالكرام والتابعون لهم بإحسان هو الطريق المستقيم والمنهج القويم ، والفائدة للآخذبه محققة ، والمضرة عنه منتفية ، وقد قال : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين منبعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكلبدعة ضلالة ".
          قال الشيخ محمد الخضر بن مايابى الشنقيطي في كتابه مشتهىالخارف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني : "فإن الناس مولعة بحب الطارئ ، ولذلك تراهم يرغبون دائما في الصلواتالمروية في دلائل الخيرات ونحوه ، وكثير منها لم يثبت له سند صحيح ، ويرغبون عنالصلوات الواردة عن النبي في صحيحالبخاري .

          قالالإمام محمد الصنعاني في ذم دلائل الخيرات :
          وحــرق عمـدا للدلائـل دفتـرا أصـاب ففيها ما يجـل عـن العـد
          غـلو نهى عنه الرسـول وفريـة لا مرية فاتركه إن كنت تستهدي
          أحــاديث لا تعزى إلى عالم فلا تساوي فليسا إن رجعت إلى النقد
          وصيرهــا الجهـال للذكـر ضـرة ترى درسها أزكـى لديهم من الحمد
          لقد سرني ما جاءني من طريقه وكنت أرى هذه الطريقة لي وحدي

          وأيضا البردة :
          ويقولمحمد إلياس مؤسس جماعة التبليغ في قصيدة البردة الشركية : " قصيدة البردةعندنا من المقرر قراءته على العلماء ] ملفوضات الياس ص 53[. أقولإن إلياس: بقوله هذا يقرر لجماعته المتبعين له مقررات شركية وهي قصيدة (البردة)لمؤلفها البوصيري الذي جعل علم الغيب كعلم اللوح والقلم ووجود الدنيا والآخرة أن هذه الأمور التي هي من خصائص الله سبحانهوتعالى جعلها لمحمد وهذا شرك لا ينكر ذلك أحد عرفالتوحيد إلا من أضله الله .
          كلام العلامة محمد بن على الشوكاني في البردة :
          فانظر رحمك الله تعالى ما وقع من كثير من هذه الأمة منالغلو المنهي عنه المخالف لما في كتاب الله وسنة رسوله كما يقوله صاحب البردة :
          يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
          فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله إنا لله وإنا إليه راجعون . وهذا باب واسع ، قد تلاعبالشيطان بجماعة من أهل الإسلام حتى ترقوا إلى خطاب غير الأنبياء بمثل هذا الخطاب ،ودخلوا من الشرك في أبواب بكثير من الأسباب .
          ومن ذلك قول من يقول مخاطباً لابن عجيل :
          هات لي منك يا بن موسى إغاثة عاجلاً في سيرها حثاثة
          فهذا محض الاستغاثة التي لا تصلح لغير الله لميت منالأموات قد صار تحت أطباق الثرى من مئات السنين .
          كلام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في البردة :
          قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في كتابه"القول المفيد على كتاب التوحيد " (1/21 :
          وقد ضل من زعم أن لله شركاء كمن عبد الأصنام أو عيسى بنمريم عليه السلام ، وكذلك بعض الشعراء الذين جعلوا المخلوق بمنزلة الخالق ، كقولبعضهم يخاطب ممدوحاً له :
          فكن كمن شئت يا من لا شبيه له وكيف شئت فما خلق يدانيك
          وكقول البوصيري في قصيدته في مدح الرسول :
          يـا أكـرمَ الخـلْـقِ مـالي مَن ألوذُ به سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمم
          إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاًوإلا فقـل يـا زلـة القـدم
          فـإن مِـن جودك الدنيا وضَـرتهــا ومن علومك علم اللوح والقلم
          قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وهذا من أعظم الشركلأنه جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول ، ومقتضاهُ أن الله جل ذكره ليس له فيهما شيء .
          وقال -أي: البوصيري - [ومن علومك علم اللوح والقلم] ،يعني : وليس ذلك كل علومك ، فما بقي لله علمٌ ولا تدبيرٌ ـ والعياذ بالله ـ . أ.هـ
          كلام العلامة صالح بن فوزان الفوزان في البردة :
          قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في كتابه إعانةالمستفيد بشرح كتاب التوحيد :
          قوله تعالى : ولا شفيعٌ أي : واسطة ، يتوسط له عند الله ، ما أحد يشفعله يوم القيامة إلا بإذن الله سبحانه وتعالى ، وبشرط أن يكون هذا الشخص ممن يرضىالله عنه ، هذه شفاعة منفيّة فبطل أمر هؤلاء الذين يتخذون الشفعاء ويظنون أنهميخلصونهم يوم القيامة من عذاب الله كما يقول صاحب " البردة " :
          يـا أكـرمَ الخـلْـقِ مـالي مَن ألوذُ به سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمم
          إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقـل يـا زلـة القـدم
          هذا على اعتقاد المشركين أن الرسول يأخذ بيده ويخلصه منالنار ، وهذا ليس بصحيح ، لا يخلصه من النار إلا الله سبحانه وتعالى إذا كان منأهل الإيمان . إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 241 ) .
          عن أنس رضي الله عنه : أن أناساً قالوا يا رسول الله ،يا خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، فقال " يا أيها الناس قولوابقولكم ، ولا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد رسول ، عبد الله ورسوله ، ما أحب أنترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل . رواه النسائي بسند جيد .
          فهذان الحديث يُستفاد منهما فوائد عظيمة :
          الفائدة الأولى : فيه التحذير من الغلوّ في حقِّه عن طريق المديح ، وأنّه إنّما يوصف بصفاتِه التي أعطاهُ الله إيَّاها :العبوديّة والرِّسالة ، أمّا أن يُغالي في حقَّه فيوصف بأنّه يفرِّج الكُروب ويغفرالذنوب ، وأنه يستغاث به - عليه الصلاة والسلام - بعد وفاته ، كما وقع فيه كثيرٌمن المخرِّفين اليوم فيما يسمّونه بالمدائح النبوية في أشعارهم : " البردة" للبوصيري ، وما قيل على نسجها من المخرفين ، فهذا غلو أوقع في الشرك .
          فهذا غلوٌّ - والعياذ بالله - أفضى إلى الكفر والشِّرْك، حتى لم يترُك لله شيئاً ، كلّ شيء جعله للرسول : الدنيا والآخرة للرسول ، علم اللوح والقلم للرسول ، لا ينقذ من العذاب يوم القيامة إلا الرسول ، إذاً ما بقي لله عز وجل ؟ وهذا من قصيدةٍ يتناقلونهاويحفظونها ويُنشدونها في الموالد . وكذلك غيرُها من الأشعار ، كلّ هذا سببه الغلوّفي الرّسول . وأمّا مدحُه بما وصفه الله به بأنّه عبدٌ ورسول ، وأنه أفضل الخلق ،فهذا لا بأس به ، كما جاء في أشعار الصحابة الذين مدحوه ، كشعر حسان بن ثابت ،وكعب بن زهير ، وكذلك كعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، فهذه أشعار نزيهة طيبة ،قد سمعها النبي وأقرها ،لأنها ليس فيها شيءٌ من الغلو ، وإنما فيها ذكر أوصافه .

          وجاء في الهمزية في مخاطبته النبي قال:
          الأمان الأمان إن فؤادي مــن ذنـوب أتـيـتـهـن هــــواء
          فهذه علتي وأنت طبيبي وليس يخفى عليك في القلب داء
          فانظر إلى طلبه الأمان من النبي وقوله: وليس يخفى عليك في القلب داء ، يزعم أن النبي يعلم علل القلوب وأدواءها ، وأنه لا يخفى عليه ما في القلوب، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ومِنْ أهْلِ الْمدِينةِ ۖ مردوا على النِّفاقِ لا تعْلمهمْ ۖالتوبة الآية:101 . وقوله الأمان الأمان ، أي أسألك الأمان ، فأكده تأكيدا لفظيا ، فهو يطلب من النبي أن يؤمنه ويجيره من عذاب الله ، وقد قال :" لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ، قالوا ولا أنت يارسول الله ، قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل" أخرجه البخاريومسلم ، وكان أكثر دعاء النبي :" اللهمربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" أخرجه البخاري ومسلم، ومن دعائه :" رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك" أخرجهأبو داود .
          وغير ذلك من أدلة الكتاب والسنة ، التي تدل على أنه لا يعلم ما في القلوب ، إلا ما أطلعه الله عليه ، قال تعالى:عالِم الْغيْبِ فلا يظْهِر علىٰ غيْبِهِ أحدًا إِلّا منِ ارْتضىٰ مِنْ رسولٍالجن : 26-27، أي: فإنه يطلعه على ما يشاء من غيبه .
          ومما جاء في الهمزية إثبات حياة النبي على الإطلاق ، وإنه يصلي الصلوات الخمس ويتطهر ، ويجوز أنيحج ويصوم ولا يستحيل ذلك عليه ، وتعرض عليه الأعمال و استجارته بالرسول والإستجارة بغير الله نوع من الشرك الأكبر والعياذ بالله.
          وقال أيضا :
          ليته خصني برؤية وجه زال عن كل من رآه العناء
          أنظر رحمني الله وإياك كيف جعل مجرد الرؤية إلى النبي ذهاب العناء وهذا كذب وباطل ، وقد رآه في حياته عليه الصلاةوالسلام أقوام كثيرون فما زال عنهم عناؤهم ولا كفرهم .

          فانظررحمك الله ما في قصيدتي"البردة" و"الهمزية" وكتاب "دلائل الخيرات" وما فيهممن الشرك والغلو والإطراء ما لا يخفى على من نَوَّرَ الله قلبه بنور العلموالإيمان .

          وفيالجملة فإن الأذكار والأوراد التي يعتني بها التبليغ لا تخلو من شرك وبدع وغلووإطراء وما كان بهذه الصفة فهو من أعظم المنكرات التي يجب المنع منها عملا بما أمرالله به ورسوله من إنكار المنكر والأخذ على أيدي المسيئين وأطرهم على الحق وقصرهم عليه وعملا أيضابأمر النبي برد المحدثاتوالأعمال التي ليس عليها أمره ومن أنكر على أهل التوحيد إنكارهم للأذكار والأورادالمشتملة على الشرك والبدع والغلو والإطراء فقوله هو المنكر في الحقيقة .
          وهذهالأذكار التي فتن بها التبليغيون كلها بدع وضلالات وتلاعب بذكر الله واستهزاءبالله وبذكره ويخشى عليهم أن تنطبق عليهم قول الله تعالى : فرِيقًا هدىٰ وفرِيقًا حقّ عليْهِم الضّلالة ۗ إِنّهم اتّخذوا الشّياطِين أوْلِياء مِنْ دونِ اللّهِ ويحْسبون أنّهمْ مهْتدونالأعراف:الآية 30 . وقوله تعالى ومنْ يعْش عنْ ذِكْرِ الرّحْمٰنِ نقيِّضْ له شيْطانًا فهو له قرِينٌ وإِنّهمْ ليصدّونهمْ عنِ السّبِيلِ ويحْسبون أنّهمْ مهْتدونالزخرف:الآية 36 - 37 . وقوله تعالى أفمنْ زيِّن له سوء عملِهِ فرآه حسنًا ۖ فإِنّ اللّه يضِلّ منْ يشاء ويهْدِي منْ يشاء ۖ فلا تذْهبْ نفْسك عليْهِمْ حسراتٍ ۚ إِنّ اللّه علِيمٌ بِما يصْنعونفاطر:الآية 8 .

          والشيءالملاحظ أن التبليغيين لا يحبون الناصحين من أهل السنة ، لأنهم قد فتنوا بتعظيمكبرائهم من أمرائهم ومشايخهم ، وتعظيم طرائقهم التي يأمرونهم بسلوكها ولزومها ،فلهذا لا يصغون إلى كلام الناصحين لهم من علماء أهل السنة ، بل ينفرون منهم ،ويمنعونهم من الكلام في مجتمعاتهم بما يخالف طرائقهم التي كانوا عليها .
          وقدتركت كثيرا من هوسهم وضلالاتهم وجهالاتهم ، فلم أذكرها ، لئلا تطول النصيحة وفيماذكرته كفاية إن شاء الله تعالى في بيان مساوئهم وفساد عقائدهم وجهلهم بالتوحيدالذي لا يصح الإسلام من دونه .

          واللهالمسؤول أن يفتح قلوب المعجبين بهم ، وينور بصائرهم ، حتى يعرفوا ما عليهالتبليغيون من الزيغ والضلال والبعد عن الصراط المستقيم الذي كان عليه الرسول وأصحابهوالتابعون لهم بإحسان ، وأنهم في الحقيقة ضالون مضلون والناس أوعية منهم من يعلم الله تعالى في قلبه خيرا فيوفقهللخير ومنهم من يعلم الله في قلبه شرا فيخذله والعياذ بالله قال الله تعالىفلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهمْ ۚ واللّه لا يهْدِي الْقوْم الْفاسِقِينالصف:٥ لم يزغ قلوبهمإلا حين زاغوا هم أولا وأرادوا الشر لم يوفقوا للخير أما من علم الله في قلبه خيرافإن الله يوفقه فإذا علم الله في قلب الإنسان خيرا أراد به الخير وإذا أراد به الخيرفَقَهَهُ في دينه وأعطاه من العلم بشريعته ما لم يعط أحدا من الناس وهذا يدل على أنالإنسان ينبغي له أن يحرص غاية الحرص على الفقه في الدين لأن الله تعالى إذا أراد شيئاهيّأ أسبابه ومن أسباب الفقه أن تتعلم وأن تحرص لتنال هذه المرتبة العظيمة ((أن اللهيريد بك الخير)) ، فاحرص على الفقه في دين الله والفقه في الدين ليس هو العلم فقط بلالعلم والعمل ولهذا حذر السلف من كثرة القراء وقلة الفقهاء فقال عبد الله بن مسعودرضي الله عنه : "كيف بكم إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم" فإذا علم الإنسان الشيءمن شريعة الله ولكن لم يعمل به فليس بفقيه حتى لو كان يحفظ أكبر كتاب في الفقه عن ظهرقلب ويفهمه لكن لم يعمل به فإن هذا لا يسمى فقيها يسمى قارئا لكن ليس بفقيه ولهذا قالقوم شعيب لشعيبما نفْقه كثِيرًا مِمّا تقول هود:الآية ٩١ .لأنهم حرمواالخير لعلم الله ما في قلوبهم من الشر فاحرص على العلم واحرص على العمل به لتكون ممنأراد الله به خيرا أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من هؤلاء الذين فقهوا في دين اللهوعملوا وعلموا ونفعوا وانتفعوا به .

          تعليق


          • #20
            رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

            قصة عجيبة محزنة يرويها أحد من كان ينتمي لهذه الجماعة وأتركالقارئ يحكم بنفسه :

            بسمالله الرحمن الرحيم
            فيالاجتماع المنعقد لجماعة التبليغ يوم السبت 28/7/1402هـ الموافق 22/5/1982 وحيثالحشود والوفود تجتمع في مدينة شارلوروا قررت الذهاب هنالك لملاقاة بعض الأخوةالباكستانيين القادمين من الدانمارك لحضور اللقاء وتم بحمد الله التقائي بهم فيقاعة التجمع واستمعنا معا إلى بيانات مشايخ التبليغ وغير ذلك طيلت يوم السبت إلىصلاة العشاء وبعد انقضاء الصلاة قمت مع أمير جماعة التبليغ في الدانمارك لنذهب إلىالمكان الذي حطوا فيه رحالهم وأثنا ذلك اعترضني القادري أميرهم في الدار البيضاءفظننت أنه سائلي سؤالاً عابراً ومضى صديقي دون أن يشعر بتخلفي عنه فسألني القادريقائلاً: كيف تجد قلبك تجاه العمل الذي نقوم به والخروج في سبيل الله ؟ فأجبته بأنيغير مطئمن لطريقة هذا الخروج فاستفسرني عنسبب ذلك فأجبته قائلاً إني أفضل أن يكون خروجي أربعة أشهر لتعلم العربيةوالحديث والفقه في الدين ولا أرغب الاستماع إلى الخرافات والمنامات التي لا شأن ليبها فأجابني على الفور بكلامه إذا فيقلبك نفاق فقلت له: هل أنت مطلع على قلبي؟ ! فأجابأن نعم ! فقلت له ما دمت بهذه المنزلةفأنت ربي لأنه هو وحده المطلع على القلوب كما قال تعالى يعْلم خائِنة الْأعْينِ وما تخْفِي الصّدور غافر:الآية 19 . فقبضمن يدي بقوة فقلت له إليك عني : فقال لي: ورد في الحديث " من رأى منكممنكراً فليغيره بالعصا" فبادرته قائلاً اتق الله لاتحرف حديث النبي وإنماقال: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. " الحديث. فلميصبر آنذاك حتى جرني إليه بقوة ولم يدع لي فرصة لأخذ نعلي فأخذني إلى حجرة صغيرةوطلب مني أوراقي كأنه رجل مخابرات فسلمته أوراقي فأخذها وانصرف بعد أن خلف منيحرسني ثم عاد بعد حوالي ثلاث ساعات مع رجل آخر فأخذاني إلى مكان خلفي في الخارجخال عن حركة الناس فربطوا يدي من وراء ظهري وانهال علي القادري ضرباً وركلاً وجراًللحيتي وضرباً برأسي على جدار وأذكر من بين ما كان يقال لي أثناء التعذيب "من أين جئت بسيارة مشحونة بالسلاح" ثم انصرف بعد أن خلف من يحرسني. وبعدربع ساعة تقريباً عاد إليّ القادري مع رجلأردني وآخر مغربي يصحبهم الهامي التونسيأميرهم بفرنسا وعادوا إلى ضربي وتعذيبيتحت نظر الهامي ورعايته وجاءوا بهزلة أخرى وذلك قولهم لي : إنهم وجدوا سيارةمشحونة بالسلاح وأن لي ارتباطاً بها وغير ذلك من الترهات التي لا يصدقها عاقلفبادرتهم بقولي أن لا علاقة لي بهذا على الإطلاق وإن كان ما تزعمونه حقاً فأخبرواالشرطة التي تحقق في هذا. واستمروافي تعذيبي دون أن يحصلوا مني على نتيجة ثمهددوني بالكهرباء فقلت : إني أفوض أمري إلى الله إنه بصير بالعباد وألبسوني ثوباًويداي مقيدتان كما سبق وأخذوني إلى مكان أعلى في حجرة ضيقة حيث هنالك آلة توليدالكهرباء واجلسوني على حديدة والعجلة من وراء ظهري وأخذ بلحيتي يجرها حتى أقر بماورائي من سوء كما ادعوا . ثمقفل الباب وظللت وحيداً على تلك الحالة سوى واجهة أنظر من خلالها إلى الناسوينظرون إليّ ، ومن حين لآخر يأتي من يتولى إذايتي ويقوم بتعذيبي حتى أدركني الفجروأنا على ذلك فصليت بعيني وأنا على ذلك الحال حتى طلعت الشمس. وحواليالحادية عشرة جائني القادري ونصحني بالابتعاد عن المسلمين وأخذني لأغسل ما أصابنيأثناء تعذيبي من التشويه حتى بعد الثانية عشرة ناولني أوراقي وأطلق سراحي مكرراًنصحه لي بالابتعاد عن المسلمين وهكذا يا أحبائي الكرام يكون إكرام المسلم ولا حولولا قوة إلا بالله وإليه المشتكى وهو حسبي ونعم الوكيل وجاء في خاطري وأنا خارجالمكان أن أذهب إلى الشرطة وأخبرهم بما جرى لي مع هؤلاء ولكني فضلت الصمت مراعاةلمصلحة الإسلام والمسلمين.
            التوقيع: فاروق حنيف
            تأملأيها المسلم ما ذنب فاروق حنيف حتى ينهال عليه التبليغيون بالضرب والركض واللكموالتعذيب بالكهرباء ، ليس لديه ذنب سوى أنه حث على طلب العلم وعدم سماع الخرافات ولكن جماعة التبليغ رأوا ذلك منكراًلابد أن يغيروه مع أنهم بعيدون كل البعدعن النهي عن المنكر بل ربما شاركوا في المنكرات لمصلحة دعوتهم .

            تعليق


            • #21
              رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

              يتناقلطائفة كثيرة من الناس شبهة وهي : أن ما سبق ذكره إنَّما هو فِي حق التبليغيينالموجودين فِي الهند والباكستان - على أني لم أذكر كل بدعهم والشرك الذي هم واقعونفيه والعياذ بالله - ، أما التبليغيون الموجودون فِي جزيرة العرب والدول العربيةأمثال الجزائر وغيرها من البلدان أصحاب عقيدة سلفية فلا ينطبق عليهم هذا التحذيروهم على خير...الخ ، وهذه الشبهة تضمنت حقًّا وباطلاً.
              أماكون هؤلاء ليسوا كأولئك إذ هم على عقيدة سلفية صحيحة ، فهذا حق فيمن لو كان حقيقةسليم العقيدة وإن سلمنا لهم جدلا ذلك فهذا لا يعني أنَّهم فِي الدعوة ليسوا علىطريقة بدعية ، وأيضًا المستمر منهم مع هؤلاء التبليغيين موافق لَهم على عدم إنكارالشرك ، لأن من أصولِهم عدم إنكار المنكر أيًّا كان ، بل وسيوالِي التبليغيينالهنود والباكستانيين الواقعين فِي الشرك ، لأنَّهم من جماعته فتراه يحضر اجتماعهمالسنوي ، ويخرج معهم للدعوة على هذه الطريقة الضالة ، فهم بِهذا على خطر عظيم ،وطريق غير مستقيم ، واجب عليهم أجمعين تركها والتوبة إلَى الرب الرحيم من الانتسابإليها ، لكونِها مُخالفة للشرع . وهاك بعض الدلائل على أنه لا فرق بينهم :
              1- أن العلماء لما حذروا من هذه الجماعة لميفرقوا بين التبليغ العجم وغيرهم منأحباب الجزيرة ، بل إنكثيراً من علمائنا لم يذهبوا لبلاد العجم ، لكنهم لما رأواالتبليغالعرب وبدعهم وانحرافهم فحذروا من الجماعة هنا وهناك ، ولم يفرقوا بينهم ؛لأن منهجهم واحد لا يختلف عرباً وعجماً.
              2
              - أن التبليغ العرب يفرحونبالانتسابلهذه الجماعة الأعجمية الصوفية ، ويدافعون عنها ، ويغضبون إذا انتقد أحدٌرموزها وتجمعاتها في أي مكان ومحفل، والسلف -رضي الله عنهم- يقولون : من خفيت علينابدعته لم تخف عنا إلفته .وذلك أن المرء على دينه خليله .
              3 - أنالعلماء صرحوا بعدم الفرقبين التبليغ في بلادنا أو بلاد العجم ، كالشيخ عبد الرزاقعفيفي، والشيخ التويجري ، والشيخ الفوزان ، وغيرهم .
              4 - أنأتباعالجماعة عندنا يشدون الرحالإلى مراكز الجماعة في بلاد العجم وغيرها ، ويشاركونالعجمفي جميع أنشطتهم ، فأين الفرق بينهم إذن ؟!.
              5
              - أن التبليغ عندنايستقبلونرموز الجماعة من العجم وغيرهم ، ويقيمون لهم المجالس في المخيماتوالاستراحات لعقد حلق الذكر كما يزعمون ، فأيفرق بين العرب والعجم ، وأين صفاءالعقيدة الذي يدعونه؟!.
              6 - أن طريقتهم عندنا هي طريقة مؤسس الجماعةإلياس نفسها في الاقتصار على الصفات الستوالخروج والتنظيم والبعد عن بيان التوحيدومحاربةالشرك والبدع ، فأين الفرق بالله عليكم ؟!.
              7 - نفرةأتباعهافي بلادنا وغيرها منالبلدان من دروس التوحيد وعلماء السنة المعتنين ببيان التوحيد والسنة والتحذير منالشرك والبدعة وأهلها ، لكنهم يجتمعون ويظهرونالتأثر والخشوع إذا كان من يلقي الكلمة شخص منأتباعهم، وهذه والله البلية العظمى أن يتصدر الجهال ، وهذا ماتريدهالجماعة .
              8 - مبايعة بعض بني جلدتنا لأمراء الجماعةعلى الطرقالأربع الصوفية !، كما ذكرذلك الشيخ الحصين ، وهو العارف بالجماعة بعد مصاحبة ثمانسنوات.
              9 - أن الأحباب عندنا لا يُحذرون ولا ينشرون فتاوىالعلماء فيالجماعة وبدعها ، فلماذا لايحذرون من بدع وخرافات مشايخ وأتباع الجماعة العجم إنكانوايخالفونهم ؟!.

              10
              - ومنها: أن ولاء التبليغيين عندنا منعقدعلى هذهالجماعة دون استثناء، فهويحبون ما تحب ويكرهون ما تكره!، ويعادون من يبين ضلالاتهاوانحرافهافي أي مكان كانت!.
              11
              -ومما يدل على عدمالفرق بينهم عرباً وعجماً:أنهم في كل مكان يحرصون على اقتناء كتب الجماعة ، ككتاب حياة الصحابة للكاندهلويالتبليغي الصوفي.

              تسميةأنفسهم بالتبليغ تفرق الأمة .
              أنَّهمسائرون على طريقة تؤدي إلَى تقسيمالمسلمينوجعلهم أحزابًا وشيعًا ، وذلك أنَّهم تسموا باسم جديد مُحدث جعلهم متميزين به عنباقي المسلمين السائرين على طريقة السلف الماضين ، ومعلوم كم لِهذا من الأثر فِيتفريق المسلمين وإشعال الخصومة بينهم ، فصاروا يسمون أصحابَهم أحبابًا ودروسهمبيانًا ، ومن المتقرر في الشرع أن ما أدى إلَى تفريق المسلمين وجعلهم أحزابًامُحرم ، قال تعالى: منِيبِين إِليْهِ واتّقوه وأقِيموا الصّلاة ولا تكونوا مِن الْمشْرِكِين مِن الّذِين فرّقوا دِينهمْ وكانوا شِيعًا ۖ كلّ حِزْبٍ بِما لديْهِمْ فرِحون الروم:31 32 .وقال تعالى :واعْتصِموا بِحبْلِ اللّهِ جمِيعًا ولا تفرّقوا ۚ آلعمران : 103 .
              وحذارِ أن تغتر بِحماستهم وتضحياتِهم فِي الدعوةإلَى الله ، فإن الاجتهاد فِي العمل لا يدل على صحته ما لَمْ يكن موافقًا لِهدي الرسول،إذ قال غير واحد من السلف: اقتصاد فِي سنة خير مناجتهاد فِي بدعة ، ويؤكد هذا ما ثبت فِي الصحيحين عن أبِي سعيد الخدري أن رسول اللهe قال فِي الخوارج الموصوفين بالاجتهاد فِي الصلاة وقراءة القرآن: " دعه فإن له أصحابيَحقر أحدكم صلاته مع صلاتِهم وصيامه مع صيامهم ، يقرءونالقرآن لا يُجاوز تراقيهم ، يَمرقون من الإسلام كما يَمرق السهم من الرمية ". وكن على ذكر أن الخطاب للصحابة الذين هم خير الناسصلاة وصيامًا ، ومع هذا لَمْ ينفع الخوارج اجتهادهم فِي العمل لَمَّا لَمْ يكن علىهدي رسول الله .

              تعليق


              • #22
                رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

                وترد شبهة هنا بالنسبة لجماعة التبليغ في الجزائروربما في غيرها من البلدان وهي عندما تنكر على شخص منهم وتقول لهم أنا جماعة التبليغ فيها شرك وتصوف وبدع وأخطاءكثيرة وتبين له بالدليل القاطع والبرهان الساطع فإذا به ينكر عليك وهو أحد شخصين :
                الأول :
                يقول نحن والحمد لله لسنا مثل جماعة الهند والباكستانفنحن لا نقع فيما تقوله .
                الثاني :
                ينكر ويجحد ويقول بأن الذين يحذرون ويبينون ويكشفونعوراتهم إنما هم مخطئون بل وكاذبون وهم لا يعرفون الجماعة جيدا ولم يخرجوا معهم إلىآخر ما يقولون . يعني ينكرون كل ما ثبت عليهم بالدليل ومن في أشياخهم وأتباعهم وممنتاب ورجع وكشف كثير من أسرارهم وخباياهم .
                أما هذا فمكابر ومجادل ومدافع على الجماعة بالباطلوقد سبق وأن بينا والحمد لله أخطاءهم فيرد عليه بما هو موجود في هذه النصيحة .

                أما الأول فيرد عليه بأنه لو كان ينكر ما يقع فيهذه الجماعة من الشرك والبدع والأخطاء الكثيرة فعليه بترك هذه الجماعة والبراءة منهاوالتحذير من الانضمام لها والخروج معها .

                ومما لا شك فيه أن أي جماعة تصدر من أي مكان لابد أنها نشأت حسب تصورات وأفكار وعقائد مؤسسيها إذ أن المنهج الذي سيوضع لهذه الجماعةلا بد أن يكون من أفكار مؤسسيها فلا يأتي شخص ويقول إن هذه الأمور من الشركيات والبدعوالخرافات ليست في جماعة التبليغ أن أقر أنه يستحيل أن يكون جميع أفراد هذه الجماعةلهم نفس الأفكار ونفس الانحرافات ونفس الشركيات ونفس البدع ونفس الأخطاء وكأنهم شخصواحد لا طبعا ولا يقولها شخص عاقل فها هم الفرق الأخرى من الأشاعرة والشيعة والمعتزلةوالخوارج والمرجئة هم عدة أفراد وتجد في المشايخ والمؤسسين بعض الاختلافات ومع ذلكينتمون كلهم لفرقتهم الأم فالأشاعرة مثلا فيهم ماتريدية وكلابية و فرق أخرى كثيرة وفيالماتريدية اعتقادات لا تجهدها عند الكلابية واعتقادات عند الكلابية لا تجدها عند الماتريديةبل وفي بعض الأحيان يكون ردود بينهم ومع ذلك كلهم أشاعرة .
                فلا يأتي شخص ويقول نحن لسنا مثل الجماعة التي فيالهند أو الباكستان فما دام أنك انتسبت للجماعة واعتقدت بعض أصولها فأنت محسوب عليهالا محال ومقر لأصولها وإن لم تعمل بها .

                تعليق


                • #23
                  رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

                  شبهة أخرى يرددها بعض المتعصبين لهم وهي :
                  جماعة التبليغ لاتوجد جماعة في العالم الإسلامي خير منها في نشر الدعوة الإسلامية وإصلاح الأفراد .
                  وقد نوقش أحدهمبأن قيل له أين ذهبتم بمعاصريهم من أهل العلم كابن إبراهيم وابن باز والألباني والوادعي وهيئة كبار العلماء فقال هم أي جماعة التبليغ أفضل من هؤلاء العلماء قلتله : من أين جاءت هذه الأفضلية قال لأنهم يخرجون وهؤلاء لا يخرجون فقلت له :لكنهؤلاء وصل علمهم إلى أمكنة لم يصلوا إليها فقال هم أفضل منهم من حيث الأجر فقلت له: لو كان فعل جماعة التبليغ أفضل لترك الناس العلم فكيف تفضل جهال على علماء ؟والله سبحانه يقول يرْفعِ اللّه الّذِين آمنوا مِنْكمْ والّذِين أوتوا الْعِلْم درجاتٍالمجادلة: الآية 11 . فسكت وقال ليسوا أفضل منهم فتركته وعرفت أنالرجل متعصب لهم والله المستعان .
                  أقول وأين هو مندعوة أهل السنة والجماعة السلفيين السائرين على منهج سلف الأمة هل نسيها أمتناساها ولعله يرى أن قول نبينا "لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر اللهلا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون علىالناس" متفق عليه . أقول لعله يرى أنهذا الحديث وأمثاله ينطبق على جماعة التبليغ فإن قال نعم فأين يذهب بأئمة أهلالسنة الذين نزلوا هذه الأحاديث على أهل الحديث ومن سلك مسلكهم ولذلك قال الشاعر:
                  أهل الحديث همأهل النبي وإن لم يصحبوا نفسهأنفاسه صحبوا
                  ومن الذين فسرواالحديث السابق بأن المراد به أهل الحديث جمع من الأئمة .
                  قال ابن المبارك: هم عندي أصحابالحديث .
                  وقال البخاري : قال علي بنالمديني هم أصحاب الحديث .
                  وقال الإمام أحمد : إن لم تكن هذهالطائفة المنصورة أهل الحديث فلا أدري من هم .
                  وإن قال : لاينطبق عليهم فعليه أن يتراجع عن مقولته فيهم وثنائه عليهم بأنه لا توجد جماعة فيالعالم الإسلامي خير منها في نشر الدعوة الإسلامية وإصلاح الأفراد : أليسوا أهلالسنة والجماعة مهتمين بنشر الدعوة في العالم الإسلامي وإصلاح الناس أفراداًوجماعات ألم يطلع على كتبهم وأشرطتهم ومحاضراتهم ودوراتهم العلمية عبر الإذاعاتوالأنترنت والمسجد وغيرها من الأمكنة أين يريد أن يذهب بجهود علماءنا أمثال العلامة ابن باز وابن عثيمينوالألباني والوادعي والفوزان والنجمي والمدخلي والسبيل والغديان واللحيدان وآلالشيخ وهيئة كبار العلماء وعلماء الهند واليمن ومشايخ بلدنا وغيرها من الدول .
                  إن أهلالسنة والجماعة دعوتهم من الكتاب والسنةإلى الكتاب والسنة ويهتمون بالدعوة إلى التوحيد يدعون الناس إليه ويحذرونهم منالشرك أما جماعة التبليغ فإنها ترى أن الكلام في التوحيد والعقيدة من أمراض الأمةلذا يجب السكوت عنه إذا فما فائدة دعوة تدعوا إلى إكرام المسلم والفضائل كالذكر وغيرذلك من الأعمال وتترك أصلاً عظيماً عليه مدار و

                  سعادة المرء فيالدنيا والآخرة وهو التوحيد الذي خلق الله الخلق من أجله قال تعالى: وما خلقْت الْجِنّ والْإِنْس إِلّا لِيعْبدونِالذاريات: الآية 56.

                  قـالوا هــذه دعـوة لله جِهـــارا واتخذوا فيها منالأخلاق ستــارا
                  وصـفـوهــابـأنها دعوة نبويــة لـكـنـهـا صوفية هندية غَــرَّارة
                  خدعوا الشباب ودلسوا لرجالنـا بِـصِـفَـاتِ مَـكْـرٍ رَكَسُوهادِثَــارَ
                  قـالـوا إن الـدين يُفْهَمُ عندمــا يـتـجـول الإنـسـان في الأسفــار
                  نصبوا النصاب وحددوا أركانــه ظَـهَـرَ الـبَـيَـانُ وأبطنواالأســرار
                  هــذه خــفايـاهم في الخـافقيــن وفي الخفـا قـد غُزِيَ الأبناءبالأذكار
                  هزُّالرؤوس صار لب نشاطهم عـلـم الـطـقوس هو عالم الأبــرار
                  إنقلت قـال الله قـال رسولــه بـدا الـعتـاب بِـضَـمَـةِ الأشـفــار
                  هل من مثال عندي تم صياغـه أوآيــة قــد حـــرفـت بـمـهــارة
                  هــي صـوفية إن كنت ذا بصـر وبـذي البـصـيـرة هـذا درب النــار

                  تعليق


                  • #24
                    رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ


                    ملحق
                    ابن تيمية والتبليغيون :
                    ابن تيمية والتبليغيون:
                    إن لِهذا الإمام السلفي الكبير فتوى[1] قوية فِي أمثال هؤلاء التبليغيين الموجودين فِي بلاد الجزائر وغيرها من البلدان الْمُخالفين فِي طريقة الدعوة والمعتقد ، وهذه الشدة منه فِي حق من معتقده سليم ، فكيف لو كان مُخالفًا فِي المعتقد أيضًا ؟ علمًا أن هذا الإمام لَمْ يبادر بالجواب مباشرة ، بل قَعَّد فِي ثنايا كلامه قواعد ، وأصَّل أصولاً مهمة حري بالدعاة معرفتها والإحاطة بِها . فإليكها مع شيء من التعليقات :


                    [1] طبعت هذه الفتوى ضمن مَجموع الفتاوى (11/620-635) .

                    تعليق


                    • #25
                      رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

                      نص السؤال :
                      وسئل شيخ الإسلام: أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن عبد الله بن أبِي القاسم بن تيمية الحراني عن جماعة يَجتمعون على قصد الكبائر: من القتل ، وقطع الطريق ، والسرقة ، وشرب الخمر ، وغير ذلك ، ثُمَّ إن شيخًا من المشايخ المعروفين بالخير واتباع السنة قصد منع المذكورين من ذلك ، فلم يُمكنه إلا أن يقيم لَهم سماعًا يَجتمعون فيه بِهذه النية ، وهو بدف بلا صلاصل ، وغناء الْمغنِّي بشعر مباح بغير شبابة ، فلما فعل هذا تاب منهم جماعة ، وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات ، ويؤدي المفروضات ، ويَجتنب الْمُحرمات ، فهل يباح فعل هذا السماع لِهذا الشيخ على هذا الوجه ، لِمَا يترتب عليه من المصالح مع أنه لا يُمكنه دعوتُهم إلا بِهذا؟ اهــ .

                      تعليق


                      • #26
                        رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

                        وقبل إيراد جواب ابن تيمية ألفت نظر القارئ الكريْم إلَى أن هذه الواقعة الَّتِي أفتَى فيها ابن تيمية بِهذه الفتوى القوية جمعت أمورًا :
                        الأول: سوء حال المدعوين قبل هدايتهم بأن كانوا مرتكبين لذنوب كبائر متعدية: كالقتل وسرقة المال وقطع الطرق .
                        الثاني: صلاح الداعية بأن كان شيخًا معروفًا بالخير وإتباع السنة .
                        الثالث: أنه قصد من فعله الْخير.
                        الرابع: لَمْ يُمكنه إلا اتِّخاذ هذه الطريقة لِهدايتهم .
                        الخامس: أنه لَمْ يقع معهم فِي مُحرمات كبائر ، وإنَّما دف بلا صلاصل ، وغناء بشعر مباح بغير شبابة.
                        السادس: أنه ترتب على هذه الطريقة مصلحة كبيرة وخير عظيم ، ومع هذا كله لَمْ تغلب ابن تيمية عاطفته ولَمْ ينكسر لَها ، بل بنَى فتواه على الأدلة الشرعية والقواعد المرعية فكان حكمه فِي هذه الواقعة ما سترى.

                        تعليق


                        • #27
                          رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

                          فأجاب: الحمدلله رب العالَمين ، أصل جواب هذه المسألة وما أشبهها : أن يعلم أن الله بعث محمدًا بالهدى ودين الحق ، ليظهرهعلى الدين كله ، وكفى بالله شهيدا[1]، وأنهأكمل له ولأمته الدين ، كما قال تعالى الْيوْم أكْملْت لكمْ دِينكمْ وأتْممْت عليْكمْ نِعْمتِي ورضِيت لكم الْإِسْلام دِينًا ۚ فمنِ اضْطرّ فِي مخْمصةٍ غيْر متجانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فإِنّ اللّه غفورٌ رحِيمٌالمائدة:الآية 3 [2]. وأنهبشر بالسعادة لمن أطاعه ، والشقاوة لِمن عصاه، فقال تعالىومنْ يطِعِ اللّه والرّسول فأولٰئِك مع الّذِين أنْعم اللّه عليْهِمْ مِن النّبِيِّين والصِّدِّيقِين والشّهداءِ والصّالِحِين ۚ وحسن أولٰئِك رفِيقًاالنساء الآية 69 .وقال تعالىإِلّا بلاغًا مِن اللّهِ ورِسالاتِهِ ۚ ومنْ يعْصِ اللّه ورسوله فإِنّ له نار جهنّم خالِدِين فِيها أبدًاالجن:الآية 23[3].

                          [1]قد سبق أن هذه الفتوى متضمنة قواعد شرعية فمنها ما يلي: القاعدةالأولى:أن الطريقة الَّتِي عليها رسول الله ﷺ هي الهدى ودين الحق ، فمن أراد الهدى ودين الحق فليلزم طريقته ،وليتمسك بِهديه فِي كل شيء لاسيما فِي أكبر المهمات: الدعوة إلَى الله.
                          [2]القاعدة الثانية: أن الدين كامل فكل ما رآه الناس دينًا ولَمْيكن دينًا فِي عهد رسول الله وصحابته مع إمكانِهم التدين به فليس دينًا ، ومن كمال هذا الدينالقويْم أن فيه ما يكون سببًا لِهداية الضالين وتتويب العاصين ، لكن قد يَخفى علىالبعض لجهله ، فعلى هذا فليلزم العلم النافع ، أو قد يكون عالِمًا به لكن يكونعاجزًا عنه ، فمن ثَمَّ ليتخذ الأسباب المعينة وهي كثيرة. ومِمَّا يوضح كمال الشرعفِي هذا: أن المصلحين منذ بعثة رسول الله e إلَى قبل هذه الطريقة الْمُحدثة يتسببون فِي هداية الخلق من كفارضالين وعصاة فاسقين وغيرهما. قال ابن تيمية فِي مَجموع الفتاوى(11/344-345): والقول الجامع أن الشريعة لا تُهمل مصلحة قط ،بل الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم النعمة ، فما من شيء يقرب إلَى الجنة إلاوقد حدثنا به النَّبِي ، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك ،لكن ما اعتقده العقل مصلحة وإن كان الشرع لَمْ يرد به فأحد الأمرين لازم له: إماأن الشرع دل عليه من حيث لَمْ يعلم هذا الناظر ، أو أنه ليس بِمصلحة وإن اعتقدهمصلحة ، لأن المصلحة هي المنفعة الحاصلة أو الغالبة ، وكثيرًا ما يتوهم الناس أنالشيء ينفع فِي الدين والدنيا ويكون فيه منفعة مرجوحة بالمضرة ، كما قال تعالى فِيالخمر والميسر: قلْ فِيهِما إِثْمٌ كبِيرٌ ومنافِع لِلنّاسِ وإِثْمهما أكْبر مِنْ نفْعِهِما ۗالبقرة: الآية 219 . وكثيراًمِمَّا ابتدعه الناس من العقائد والأعمال من بدع أهل الكلام والتصوف وأهل الرأي وأهلالملك حسبوه منفعة أو مصلحة نافعًا وحقًّا وصوابًا ولَمْ يكن كذلك. اهـ.
                          ([3])القاعدة الثالثة: أن الطريقة الَّتِي عليها رسول الله هي الطريق الموصلة للسعادة ، وما عداها موصلة للشقاوة فمن أرادالسعادة فليلزم طريقته.
                          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 29-Jun-2013, 12:19 PM.

                          تعليق


                          • #28
                            رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

                            وأمر الخلق أن يردوا ما تنازعوا فيه من دينهمإلَى ما بعثه به ، كما قال تعالى: يا أيّها الّذِين آمنوا أطِيعوا اللّه وأطِيعوا الرّسول وأولِي الْأمْرِ مِنْكمْ ۖ فإِنْ تنازعْتمْ فِي شيْءٍ فردّوه إِلى اللّهِ والرّسولِ إِنْ كنْتمْ تؤْمِنون بِاللّهِ والْيوْمِ الْآخِرِ ۚ ذٰلِك خيْرٌ وأحْسن تأْوِيلًا النساء:الآية 59[1]. وأخبرأنه يدعو إلَى الله وإلى صراطه المستقيم كما قال تعالى:قلْ هٰذِهِ سبِيلِي أدْعو إِلى اللّهِ ۚ علىٰ بصِيرةٍ أنا ومنِ اتّبعنِي ۖ وسبْحان اللّهِ وما أنا مِن الْمشْرِكِينيوسف:الآية 108 . وقال تعالى: وإِنّك لتهْدِي إِلىٰ صِراطٍ مسْتقِيمٍ صِراطِ اللّهِ الّذِي له ما فِي السّماواتِ وما فِي الْأرْضِ ۗ ألا إِلى اللّهِ تصِير الْأمورﭿ الشورى:52-53[2].وأخبر أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويُحل الطيباتويُحرم الخبائث ، كما قال تعالى: ورحْمتِي وسِعتْ كلّ شيْءٍ ۚ فسأكْتبها لِلّذِين يتّقون ويؤْتون الزّكاة والّذِين همْ بِآياتِنا يؤْمِنونالّذِين يتّبِعون الرّسول النّبِيّ الْأمِّيّ الّذِي يجِدونه مكْتوبًا عِنْدهمْ فِي التّوْراةِ والْإِنْجِيلِ يأْمرهمْ بِالْمعْروفِ وينْهاهمْ عنِ الْمنْكرِ ويحِلّ لهم الطّيِّباتِ ويحرِّم عليْهِم الْخبائِث ويضع عنْهمْ إِصْرهمْ والْأغْلال الّتِي كانتْ عليْهِمْ ۚ فالّذِين آمنوا بِهِ وعزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الّذِي أنْزِل معه ۙ أولٰئِك هم الْمفْلِحونالأعراف: 156 157 . وقد أمر الرسول بكل معروف ونَهى عن كل منكر[3]، وأحل كل طيب وحرم كل خبيث ، وثبت عنه فِي الصحيح أنه قال:" ما بعث الله نبيًّا إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لَهم ، وينهاهم عن شر ما يعلمه لَهم".

                            ([1])القاعدة الرابعة: أن المرجع فِي تَميز الحق من الباطل: كتاب الله وسنة رسولالله ﷺ القولية والفعلية ، فما اختلف فيه أهو حق أم باطل؟ فالمرجع للكتاب والسنة، فما وافقهما فهو حق وما خالفهما فهو باطل ، فهل يا ترى ما عليهالتبليغيون فِي الدعوة هو الذي عليه رسول الله ﷺ وصحابته ؟نبِّئونِي بِعِلْمٍ إِنْ كنْتمْ صادِقِينالأنعام: الآية 143 .
                            ([2])القاعدة الخامسة: أن رسول الله كان من الدعاة بل إمامهم ،وكذلك صحابته من بعده وكانوا يدعون على سبيل معين وطريقة مستقيمة توصل إلَى الصراطالمستقيم ، وما عداها من السبل طرق مضلة غير مستقيمة ولا توصل إلَى صراط اللهالمستقيم. فهل من مدكر ؟!
                            ([3])القاعدة السادسة: أن رسول الله ﷺ أمربكل معروف ونَهى عن كل منكر ، فكل معروف مزعوم فِي الدعوة أو وسيلتها لَمْ يسلكهرسول الله ﷺ مع وجود المقتضي وانتقاء المانعفليس من المعروف فِي شيء ، إذ لو كان خيرًا ومعروفًا لَمَا تركه رسول الله ﷺ وإنظنه غيره من المعروف ، وليس معنَى هذا أن وسائل الدعوة توقيفية مطلقًا ، كلا بل منها ما هوتوقيفي ، وغير توقيفي- على ما سيأتي تفصيله-.

                            تعليق


                            • #29
                              رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

                              وثبت عن العرباض بن سارية قال:" وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب، وذرفتمنها العيون ، قال: فقلنا: يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد علينا؟ فقال:أوصيكم بالسمع والطاعة ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسنتِي وسنةالخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تَمسكوا بِها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكمومُحدثات الأمور. فإن كل بدعة ضلالة".وثبت عنه أنه قال:"ما تركت من شيء يبعدكم عن النار إلا وقد حدثتكم به "، وقال:" تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لايزيغعنهابعدي إلا هالك " .وشواهد هذا -الأصل العظيم الجامع- من الكتابوالسنة كثيرة وترجم عليه أهل العلم فِي الكتب "كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة"كما ترجم عليه البخاري والبغوي وغيرهما ، فمن اعتصم بالكتاب والسنة كان من أولياء اللهالمتقين ، وحزبه المفلحين ، وجنده الغالبين ، وكان السلف -كمالك وغيره- يقولون: السنةكسفينة نوح: من ركبها نَجا ، ومن تَخلف عنها غرق ، وقال الزهري: كان من مضى من علمائنايقولون: الاعتصام بالسنة نَجاة .إذاعُرف هذا فمعلوم أن مايهديالله به الضالين،ويرشد به الغاوين،ويتوب به على العاصين، لابد أن يكون فيما بعثه الله به من الكتاب والسنة ، وإلا فإنه لو كان ما بعث اللهبه الرسول لايكفي فِي ذلك ، لكان دين الرسول ناقصًا مُحتاجًاتتمة ، وينبغي أن يُعلم أن الأعمال الصالِحة أمر الله بِها أمر إيْجاب أو استحباب ،والأعمال الفاسدة نَهى الله عنها.والعمل إذا اشتمل على مصلحة ومفسدة ، فإن الشارعحكيم ، فإن غلبت مصلحته على مفسدته شرعه ، وإن غلبت مفسدته على مصلحته لَمْ يشرعه بلنَهى عنه ، كما قال تعالى: كتِب عليْكم الْقِتال وهو كرْهٌ لكمْ ۖ وعسىٰ أنْ تكْرهوا شيْئًا وهو خيْرٌ لكمْ ۖ وعسىٰ أنْ تحِبّوا شيْئًا وهو شرٌّ لكمْ ۗ واللّه يعْلم وأنْتمْ لا تعْلمونالبقرة:الآية 216 . وقالتعالى: يسْألونك عنِ الْخمْرِ والْميْسِرِ ۖ قلْ فِيهِما إِثْمٌ كبِيرٌ ومنافِع لِلنّاسِ وإِثْمهما أكْبر مِنْ نفْعِهِما البقرة:من الآية 219 . ولِهذاحرمهما الله تعالى بعد ذلك .وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقربًا إلَىالله ولَمْ يشرعه الله ورسوله: فإنه لابد أن يكون ضرره أعظم من نفعه ، وإلا فلو كاننفعه أعظم غالبًا على ضرره لَمْ يهمله الشارع ، فإنه eحكيم ، لا يهمل مصالِح الدين ، ولا يفوت المؤمنين ما يقربُهم إلَىرب العالَمين.إذا تبين هذا فنقول للسائل: إنالشيخ المذكور قصد أن يُتوِّب الْمُجتمعين على الكبائر ، فلم يُمكنه ذلك إلا بِما ذكرهمن الطريق البدعي ، يدل أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية الَّتِي بِها تتوب العصاة ، أوعاجز عنها ، فإن الرسول والصحابة ، والتابعين كانوايدعون من هو شر من هؤلاء من أهل الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية الَّتِي أغناهمالله بِها عن الطرق البدعية.فلا يَجوز أن يقال: إنهليس فِي الطرق الشرعية الَّتِي بعث الله بِها نبيه ما يتوب به العصاة ، فإنه قد علمبالاضطرار والنقل المتواتر أنه قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من لا يُحصيه إلاالله تعالى من الأمم بالطرق الشرعية ، الَّتِي ليس فيها ما ذكر من الاجتماع البدعي، بل السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان- وهم خير أولياءالله المتقين من هذه الأمة- تابوا إلَى الله تعالى بالطرق الشرعية لا بِهذه الطرق البدعية، وأمصار المسلمين وقراهم قديْمًا وحديثًا مَملوءة مِمَّن تاب إلَى الله واتقاه ، وفعلما يُحبه الله ويرضاه بالطرق الشرعية لا بِهذه الطرق البدعية.فلا يُمكن أن يقال: إنالعصاة لا تُمكن توبتهم إلا بِهذه الطرق البدعية ، بل قد يقال: إن فِي الشيوخ من يكونجاهلاً بالطرق الشرعية ، عاجزًا عنها ، ليس عنده علم بالكتاب والسنة وما يُخاطب بهالناس ، ويسمعهم إياه مِمَّا يتوب الله عليهم ، فيعدل هذا الشيخ عن الطرق الشرعية إلَىالطرق البدعية ، إما مع حسن القصد -إن كان له دين- وإما أن يكون غرضه الترؤس عليهموأخذ أموالِهم بالباطل ، كما قال تعالى: يا أيّها الّذِين آمنوا إِنّ كثِيرًا مِن الْأحْبارِ والرّهْبانِ ليأْكلون أمْوال النّاسِ بِالْباطِلِ ويصدّون عنْ سبِيلِ اللّهِ التوبة:الآية 34 .فلا يعدل أحد عن الطرق الشرعية إلَى البدعيةإلا لِجهل ، أو عجز ، أو غرض فاسد، وإلا فمن المعلوم أن سَماع القرآنهو سَماع النبيين والعارفينوالمؤمنين، قال تعالى فِي النبيين: أولٰئِك الّذِين أنْعم اللّه عليْهِمْ مِن النّبِيِّين مِنْ ذرِّيّةِ آدم ومِمّنْ حملْنا مع نوحٍ ومِنْ ذرِّيّةِ إِبْراهِيم وإِسْرائِيل ومِمّنْ هديْنا واجْتبيْنا ۚ إِذا تتْلىٰ عليْهِمْ آيات الرّحْمٰنِ خرّوا سجّدًا وبكِيًّا ﮤ ﮥ مريم: الآية 58 . وقالتعالى فِي أهل المعرفة:وإِذا سمِعوا ما أنْزِل إِلى الرّسولِ ترىٰ أعْينهمْ تفِيض مِن الدّمْعِ مِمّا عرفوا مِن الْحقِّ ۖ المائدة:الآية 83. وقالتعالى فِي حق أهل العلم: قلْ آمِنوا بِهِ أوْ لا تؤْمِنوا ۚ إِنّ الّذِين أوتوا الْعِلْم مِنْ قبْلِهِ إِذا يتْلىٰ عليْهِمْ يخِرّون لِلْأذْقانِ سجّدًاويقولون سبْحان ربِّنا إِنْ كان وعْد ربِّنا لمفْعولًاويخِرّون لِلْأذْقانِ يبْكون ويزِيدهمْ خشوعًاﮈ ﮉ الإسراء:107 109 .وقالفِي المؤمنين: إِنّما الْمؤْمِنون الّذِين إِذا ذكِر اللّه وجِلتْ قلوبهمْ وإِذا تلِيتْ عليْهِمْ آياته زادتْهمْ إِيمانًا وعلىٰ ربِّهِمْ يتوكّلون الّذِين يقِيمون الصّلاة ومِمّا رزقْناهمْ ينْفِقون ﭿ الأنفال:2 3 . وقالتعالى:اللّه نزّل أحْسن الْحدِيثِ كِتابًا متشابِهًا مثانِي تقْشعِرّ مِنْه جلود الّذِين يخْشوْن ربّهمْ ثمّ تلِين جلودهمْ وقلوبهمْ إِلىٰ ذِكْرِ اللّهِ ۚالزمر:الآية 23 .وبِهذا السماع هدى الله العباد ، وأصلح أمرالمعاش والمعاد ، وبه بعث الرسول وبه أمر المهاجرين والأنصاروالذين اتبعوهم بإحسان ، وعليه كان يَجتمع السلف كما كان أصحاب رسول الله إذا اجتمعوا أمروا رجلاً منهم أن يقرأ وهم يستمعون ، وكان عمر بنالخطاب رضي الله عنهيقوللأبِي موسى: ذكِّرنا ربنا ، فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون. وفِي الصحيح عن النَّبِي أنه مر بأبي موسىالأشعريوهويقرأ ، فجعل يستمع لقراءته وقال: " لقدأوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود " ،وقال:" مررت بك البارحةوأنتتقرأ فجعلت أستمع لقراءتك ، فقال: لو علمت أنك تسمعنِي لَحبرته لك تَحبيرًا ". أي: لَحسنته لك تَحسينًا.وفِي الصحيح أنه قال لابن مسعود:" اقرأ عليَّالقرآن . فقال:أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟! فقال: إني أحب أن أسْمعه من غيري. قال: فقرأتعليه سورة النساء حتَّى وصلت إلَى هذه الآية: ﴿فَكَيْفَإِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاََءِ شَهِيدًاقاللي: حسبك[1]، فنظرتإليه فإذا عيناه تذرفان من البكاء ".وعلى هذا السماع كانيَجتمع القرون الذين أثنَى عليهم النبي حيث قال:"خير القرون الذين بعثت فيهم ثُم الذين يلونَهم ثم الذين يلونَهم ".ولَم يكن فِي السلف الأول سَماع يَجتمع عليه أهل الخير إلا هذا ، لا بالحجاز ، ولا باليمن ،ولا بالشام ، ولا بِمصر ، والعراق وخراسانوالمغرب، وإنَّما حدث السماع المبتدع بعد ذلك . وقد مدح الله أهل هذا السماع المقبلين عليه، وذم المعرضين عنه ، وأخبر أنه سبب الرحمة فقال تعالى: وإِذا قرِئ الْقرْآن فاسْتمِعوا له وأنْصِتوا لعلّكمْ ترْحمونالأعراف:الآية 204 . وقالتعالى: والّذِين إِذا ذكِّروا بِآياتِ ربِّهِمْ لمْ يخِرّوا عليْها صمًّا وعمْيانًاالفرقان:الآية 73 . وقالتعالى: ألمْ يأْنِ لِلّذِين آمنوا أنْ تخْشع قلوبهمْ لِذِكْرِ اللّهِ وما نزل مِن الْحقِّ الحديد:الآية 16 . وقالتعالى: ولوْ علِم اللّه فِيهِمْ خيْرًا لأسْمعهمْ ۖ ولوْ أسْمعهمْ لتولّوْا وهمْ معْرِضونالأنفال:الآية 23 . وقالتعالى: فما لهمْ عنِ التّذْكِرةِ معْرِضِين كأنّهمْ حمرٌ مسْتنْفِرةٌالمدثر: 49 50 .وقال تعالى: ومنْ أظْلم مِمّنْ ذكِّر بِآياتِ ربِّهِ فأعْرض عنْها ونسِي ما قدّمتْ يداهالكهف:الآية 57 . وقالتعالى: فإِمّا يأْتِينّكمْ مِنِّي هدًى فمنِ اتّبع هداي فلا يضِلّ ولا يشْقىٰومنْ أعْرض عنْ ذِكْرِي فإِنّ له معِيشةً ضنْكًا ونحْشره يوْم الْقِيامةِ أعْمىٰ ﯿ قال ربِّ لِم حشرْتنِي أعْمىٰ وقدْ كنْت بصِيرًا قال كذٰلِك أتتْك آياتنا فنسِيتها ۖ وكذٰلِك الْيوْم تنْسىٰ طه: 123 126 . ومثل هذا في القرآن كثير يأمر الناس باتباعما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، ويأمرهم بسماع ذلك.وقد شرع الله تعالى السماع للمسلمين: فِي المغرب، والعشاء ، والفجر. قال تعالى: وقرْآن الْفجْرِ ۖ إِنّ قرْآن الْفجْرِ كان مشْهودًاالإسراء: الآية 78 . وبِهذامدح عبد الله ابن رواحة النَّبِي حيث قال:
                              وفينا رسول الله يتلو كتابه
                              يبيت يجافي جنبه عن فراشه
                              أتى بالْهــدى بعــد العـمى فقلوبنـــــا
                              إذا انشق معروف من الفجر ساطع
                              إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
                              بــه مـــوقنات أن مــا
                              قـال واقــع


                              ([1])قد شاع وانتشر عند كثير من القارئين لكتاب الله قول: "صدق الله العظيم"بعد الانتهاء من القراءة مع كون خير المتعبدين التالين لكتاب الله -محمد - لَمْ يكن يفعل ذلك ولا صحابته خير الناس بعده ، فدل هذا دلالةواضحة على أنه بدعة يَجب تركه والتوبة إلَى الله منه ، فهل يا ترى لو كان من الدينالمرضي لرب العالَمين يتركه رسول الله وصحابته من بعده ؟ وإلىكونه بدعة ذهبت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية فتوى رقم (3033)، والعلامة الفقيه مُحمد بن صالح العثيمين كما فِي كتاب إزالة الستار عن الجوابالْمحتار (126-131) ، والشيخ بكر أبو زيد كما فِي كتاب تصحيح الدعاء (ص292). ومِمَّا يؤسف: أنه معكثرة وجلالة الناصين على بدعية هذا القول إلا أنك لا تزال تسمع القارئين للقرآنفِي الإذاعات ومنها الإذاعة المباركة إذاعة القرآن الكريْم تلهج بِهذا القول فِيختام كل قراءة ، فاللهم هداك.
                              التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 30-Jun-2013, 02:57 AM.

                              تعليق


                              • #30
                                رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

                                وأحوال أهل هذا السماع مذكورة فِي كتاب الله، من وجل القلوب ، ودمع العيون ، واقشعرار الجلود ، وإنَّما حدث سَماع الأبيات بعدهذه القرون ، فأنكره الأئمة ، حتَّى قال الشافعي -رحمه الله-: خلفت ببغداد شيئًا أحدثته الزنادقة ، يسمونه التغبير، يزعمون أنه يرقق القلوب ، يصدون به الناس عن القرآن. وسئل الإمام أحمد عنه فقال:مُحدث ، فقيل له: أنَجلس معهم فيه؟ فقال: لا يجلس معهم.والتغبير: هو الضرب بالقضيب على جلودهم ، منأمثل أنواع السماع ، وقد كرهه الأئمة فكيف بغيره؟! والأئمة المشايخ الكبار لَمْ يَحضروا هذا السماعالْمُحدث ، مثل الفضيل بن عياض ، وإبراهيم بن أدهم ، وأبي سليمان الداراني ، ومعروفالكرخي ، والسري السقطي ، وأمثالِهم . ولا أكابر الشيوخ المتأخرين مثل: الشيخ عبدالقادر ، والشيخ عدي ، والشيخ أبِي مدين ، والشيخ أبِي البيان ، والشيخ أبِي القاسمالحوفي ، والشيخ علي بن وهب ، والشيخ حياة ، وأمثالهم.وطائفة من الشيوخ حضروه ثُمَّ رجعوا عنه.وسئل الجنيد عنه فقال: "من تكلف السماعفُتن به ، ومن صادفه السماع استراح به" ، فبيَّن الجنيد أن قاصد هذا السماع صارمفتونًا ، وأما من سَمع ما يناسبه بغير قصد فلا بأس.فإن النهي إنَّما يتوجه إلَى الاستماع دونالسماع. ولِهذا لو مر الرجل بقوم يتكلمون بكلام مُحرملَمْ يَجب عليه سد أذنيه ، لكن ليس له أن يستمع من غير حاجة ، ولِهذا لَمْ يأمر النَّبِيe ابن عمر بسد أذنيه لَما سمعزمارة الراعي : لأنه لَمْ يكن مستمعًا بل سامعًا .وقول السائل وغيره: هل هو حلال أو حرام؟ لفظمُجمل فيه تلبيس يشتبه الحكم فيه ، حتَّى لا يَحسن كثير من المفتين تَحرير الجواب فيه، وذلك أن الكلام فِي السماع وغيره من الأفعال على ضربين:أحدهما: أنههل هو مُحرم ، أو غير مُحرم ؟ بل يفعل كما يفعل سائر الأفعال الَّتِي تلتذ بِها النفوس، وإن كان فيها نوع من اللهو واللعب كسماع الأعراس وغيرها ، مِمَّا يفعله الناس لقصداللذة واللهو لا لقصد العبادة والتقرب إلَى الله.والنوع الثاني: أنيفعل على وجه الديانة والعبادة وصلاح القلوب وتَجريد حب العباد لربِّهم وتزكية نفوسهموتطهير قلوبِهم ، وأن تُحرك من القلوب الخشية والإنابة والحب ورقة القلوب ، وغير ذلكمِمَّا هو من جنس العبادات والطاعات ، لا من جنس اللعب والملهيات.فيجب التفريق بين سَماع المتقربين وسَماع المتلاعبين، وبين السماع الذي يفعله الناس فِي الأعراس والأفراح ونَحو ذلك من العادات ، وبينالسماع الذي يفعل لصلاح القلوب والتقرب إلَى رب السموات، فإن هذا يسألعنه: هل هو قربة وطاعة؟ وهل هو طريق إلَى الله؟ وهل لَهم بد من أن يفعلوه لِما فيهمن رقة قلوبِهم وتَحريك وجدهم لِمحبوبِهم وتزكية نفوسهم وإزالة القسوة عن قلوبِهم ونَحوذلك من المقاصد الَّتِي تقصد بالسماع ، كما أن النصارى يفعلون مثل هذا السماع فِي كنائسهمعلى وجه العبادة والطاعة لا على وجه اللهو واللعب؟!إذا عرف هذا فحقيقة السؤال: هل يباح للشيخأن يجعل هذه الأمور -الَّتِي هي: إما مُحرمة أو مكروهة أو مباحة قربة وعبادة وطاعةوطريقة إلَى الله يدعو بِها إلَى الله ، ويتوب العاصين ، ويرشد به الغاوين ويهدي بهالضالين؟ومن المعلوم أن الدين له "أصلان"فلا دين إلا ما شرع الله[1]، ولاحرام إلا ما حرمه الله ، والله تعالى عاب على المشركين أنَّهم حرموا ما لَمْ يُحرمهالله ، وشرعوا دينًا لَمْ يأذن به الله.ولو سئل العالِم عمن يعدو بين جبلين: هل يباح([2])لهذلك؟ قال: نعم ، فإذا قيل: إنه على وجه العبادة كما يسعى بين الصفا والمروة ، قال:إن فعله على هذا الوجه حرام منكر ، يُستتاب فاعله ، فإن تاب وإلا قتل.ولو سئل عن كشف الرأس ولبس الإزار والرداء، أفتَى بأن هذا جائز ، فإذا قيل: إنه يفعله على وجه الإحرام ، كما يُحرم الحاج ؟ قال:إن هذا حرام منكر.ولو سئل عمن يقوم فِي الشمس ، قال: هذا جائز. فإذا قيل: إنه يفعله على وجه العبادة ؟ قال : هذا منكر. كما روى البخاري عن ابن عباسرضي الله عنه أن رسول الله رأى رجلاً قائمًا فِي الشمس. فقال: "من هذا؟قالوا:هذا أبو إسرائيل يريد أن يقوم فِي الشمس ، ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ، فقال النَّبِيe: مروه فليتكلم وليجلس وليستظل وليتم صومه "فهذا لو فعله لراحة أو غرض مباح لَم ينه عنه ، لكن لَمَّا فعله على وجه العبادة نُهي عنه .وكذلك لو دخل الرجل إلَى بيته من خلف البيتلَمْ يَحرم عليه ذلك ، ولَكن إذا فعل ذلك على أنه عبادة كما كانوا يفعلونه في الجاهليةكان أحدهم إذا أحرم لَمْ يدخل تَحت سقف ، فنهوا عن ذلك كما قال تعالى: ﴿وليْس الْبِرّ بِأنْ تأْتوا الْبيوت مِنْ ظهورِها ولٰكِنّ الْبِرّ منِ اتّقىٰ البقرة:189 . فبيَّنسبحانه أن هذا ليس بِبِّرِ ، وإن لَمْ يكن حرامًا ، فمن فعله على وجه البر والتقربإلَى الله كان عاصيًا مذمومًا مبتدعًا والبدعة أحب إلَى إبليس من المعصية ، لأن العاصييعلم أنه عاصٍ فيتوب ، والمبتدع يَحسب أن الذي يفعله طاعة فلا يتوب .ولِهذا من حضر السماع للعب واللهو لا يعدهمن صالِح عمله ، ولا يرجو به الثواب ، وأما من فعله على أنه طريق إلَى الله تعالى فإنهيتخذه دينًا ، وإذا نُهي عنه كان كمن نُهي عن دينه ، ورأى أنه قد انقطع عن الله وحرمنصيبه من الله تعالى إذا تركه ، فهؤلاء ضُلاَّل باتفاق علماء المسلمين ، ولا يقول أحدمن أئمة المسلمين: إن اتِّخاذ هذا دينًا وطريقًا إلَى الله تعالى أمر مباح ، بل منجعل هذا دينًا وطريقًا إلَى الله تعالى فهو ضال ، مفترٍ ، مُخالف لإجماع المسلمين ،ومن نظر إلَى ظاهر العمل وتكلم عليه ، ولَمْ ينظر إلَى فعل العامل ونيته ، كان جاهلاًمتكلمًا فِي الدين بلا علم.
                                فالسؤال عن مثل هذا أن يقال: هلما يفعله هؤلاء طريق وقربة وطاعة لله تعالى يُحبها الله ورسوله أم لا؟ وهل يثابون علىذلك أم لا؟ وإذا لَمْ يكن هذا قربة وطاعة وعبادة لله ، ففعلوه على أنه قربة وطاعة وعبادةوطريق إلَى الله تعالى ، هل يحل لَهم هذا الاعتقاد؟ وهل العمل على هذا الوجه؟وإذا كان السؤال على هذا الوجه لَمْ يكن للعالِمالمتبع للرسول eأن يقول: إن هذا من القرب والطاعات ، وأنه من أنواع العبادات ، وأنهمن سبيل الله تعالى وطريقه الذي يدعو به هؤلاء إليه ، ولا أنه مِمَّا أمر الله تعالىبه عباده: لا أمر إيْجاب ولا أمر استحباب ، وما لَمْ يكن من الواجبات والمستحبات فليسهو محمودًا ولا حسنة ولا طاعة ولا عبادة باتفاق المسلمين.فمن فعل ما ليس بواجب ولا مستحب على أنه منجنس الواجب أو المستحب فهو ضال مبتدع ، وفعله على هذا الوجه حرام بلا ريب ، لاسيماكثير من هؤلاء الذين يتخذون هذا السماع الْمُحدث طريقًا يقدمونه على سَماع القرآن وجدًاوذوقًا. وربَّما قدموه عليه اعتقادًا ، فتجدهم يسمعون القرآن بقلوب لاهية ، وألسن لاغية، وحركات مضطربة ، وأصوات لا تقبل عليه قلوبُهم ، ولا ترتاح إليه نفوسهم ، فإذا سَمعوا"المكاء" و" التصدية " أصغت القلوب ، واتصل الْمَحبوب بالْمُحب، وخشعت الأصوات ، وسكنت الحركات ، فلا سعلة ولا عطاس ولا لغط ولا صياح ، وإن قرءواشيئًا من القرآن أو سَمعوه كان على وجه التكلف والسخرة ، كما لا يسمع الإنسان ما لاحاجة له به ، ولا فائدة له فيه ، حتَّى إذا ما سَمعوا مزمار الشيطان أحبوا ذلك ، وأقبلواعليه ، وعكفت أرواحهم عليه.فهؤلاء جند الشيطان ، وأعداء الرحمن ، وهميظنون أنَّهم من أولياء الله المتقين ، وحالهم أشبه بِحال أعداء الله المنافقين ، فإنالمؤمن يُحب ما أحبه الله تعالى ، ويبغض ما أبغضه الله تعالى ويوالي أولياء الله ،ويعادي أعداء الله ، وهؤلاء يُحبون ما أبغض الله ، ويبغضون ما أحب الله ، ويوالون أعداءالله ، ويعادون أولياءه ، ولِهذا يَحصل لَهم تنَزلات شيطانية بِحسب ما فعلوه من مزاميرالشيطان ، وكلما بعدوا عن الله ورسوله وطريق المؤمنين قربوا من أعداء الله ورسوله وجندالشيطان. فيهم من يطير فِي الْهَواء والشيطان طائر به ، ومنهم من يصرع الحاضرين وشياطينهتصرعهم ، وفيهم من يُحضر طعامًا وإدامًا ، ويَملأ الإبريق من الْهَواء والشياطين فعلتذلك ، فيحسب الجاهلون أن هذه من كرامات أولياء الله المتقين ، وإنَّما هي من جنس أحوالالكهنة والسحرة وأمثالِهم من الشياطين ، ومن يُميز بين الأحوال الرحمانية والنفسانيةوالشيطانية لا يشتبه عليه الحق بالباطل.وقد بسطنا الكلام على "مسألة السماع"وذكرنا كلام المشايخ فيه فِي غير هذا الموضع وبالله التوفيق ، والله أعلم. وصلىالله على مُحمد وعلى آله وصحبه وسلم. إلَى هنا انتهى جواب الإمام ابن تيمية -رحمه الله-.


                                [1]فمن هذا يتبين أن الأصل فِي العبادات: الحظر والمنع ، والدليل قوله تعالى: ﴿أمْ لهمْ شركاء شرعوا لهمْ مِن الدِّينِ ما لمْ يأْذنْ بِهِ اللّهٌ﴾الشورى: الآية 21 . وماثبت فِي الصحيحين من حديث عائشة أن رسول الله ﷺ قال:" من أحدث فِي أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ". ومعنَى قوله: " أمرنا"أي:ديننا. قال ابن تيمية فِي القواعد النورانية : فباستقراءأصول الشريعة نعلم أن العبادات الَّتِي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بِها إلابالشرع . ثُمَّ قال: ولِهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الْحديث يقولون: إنالأصل فِي العبادات التوقيف فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله وإلا دخلنا فِي معنى قوله:أمْ لهمْ شركاء شرعوا لهمْ مِن الدِّينِ ما لمْ يأْذنْ بِهِ اللّهالشورى: الآية 21 . اهــ .
                                [2]العبادةلا تَخرج عن كونِها واجبة أو مستحبة فعلاً ، ومحرمة أو مكروهة تركًا ، ولا يصحللمسلم أن يتعبد الله بفعل المباحات -إلا فِي صورة واحدة يأتِي ذكرها- فمن بابأولى لا يصح له أن يتعبد الله بفعل المكروهات والْمُحرمات ، فمن ثَمَّ يعلم أنه لاتوجد عبادة جائزة مباحة فعلاً وهي ليست واجبة ولا مستحبة . كما يذكر البعض أنإهداء القرب للأموات ليست واجبة ولا مستحبة لكنها جائزة (مباحة) ، قال ابن تيميةفِي مَجموع الفتاوى (11/450): "فهذا أصل عظيم تَجب معرفته والاعتناء به ، وهوأن المباحات إنَّما تكون مباحة إذا جُعلت مباحات ، فأما إذا اتخذت واجبات أومستحبات كان ذلك دينًا لَمْ يشرعه الله ، وجعل ما ليس من الواجبات والمستحبات منهابمنزلة جعل ما ليس من الْمُحرمات منها ، فلا حرام إلا ما حرمه الله ولا دين إلا ماشرعه الله ، ولِهذا عظم ذم الله فِي القرآن لِمن شرع دينًا لَمْ يأذن الله به ،ولِمن حرم ما لَم يأذن الله بتحريْمه ، فإذا كان هذا فِي المباحات فكيف بالمكروهاتأو الْمُحرمات؟- إلَى أن قال-: بإهمال هذا الأصل غلط خلق كثير من العلماء والعباديرون الشيء إذا لَمْ يكن مُحرمًا لا يُنهى عنه ، بل يقال إنه جائز ، ولا يفرقونبين اتِّخاذه دينًا وطاعة وبرًّا وبين استعماله كما تستعمل المباحات الْمَحضة . ومعلومأن اتِّخاذه دينًا بالاعتقاد أو الاقتصاد أو بِهما أو بالقول أو بالعمل أو بِهمامن أعظم الْمُحرمات وأكبر السيئات ، وهذا من البدع المنكرات الَّتِي هي أعظم منالمعاصي الَّتِي يعلم أنَّها معاصٍ وسيئات" اهــ .وقال فِي الاستقامة (1/260): "فلزوم زي معين من اللباس سواء كان مباحًا أو كانمِمَّا يقال إنه مكروه بِحيث يجعل ذلك دينًا مستحبًّا وشعارًا لأهل الدين هو منالبدع أيضًا ، فكما أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ، فلا دين إلا ما شرعهالله" اهــ . وقد أنكر ابن تيمية على الذين يقولون: السفر إلَى قبر الرسول مباح، ثُمَّ يتعبدون الله بذلك ، فبيَّن -رحمه الله- أنه علىفرض الإباحة ، فإن العبادة لا تكون إلا بأمر واجب أو مستحب ولا تكون بأمر مباح ،راجع الصارم المنكي (ص 46) وراجع للاستزادة : مَجموع الفتاوى (1/80) (11/634-631).وقد سبقت الإشارة: إلَى أن المباح يصح التعبد به فِي حالة واحدة وهي أن يكون عوناعلى فعل الطاعات فلا يتقصد لذاته بل لغيره ، وهو كونه مُعينًا على الطاعات ، ويدللِهذا ما رواه مسلم عن أبِي ذر أن رسول الله قال: " وفيبضع أحدكم صدقة.قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدناشهوته ويكون له أجر؟ قال: أرأيتملو وضعها فِي الحرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها فِي الحلال كان له أجر ". وأخرج الشيخان عن سعد بن أبيوقاص أن رسول الله قال:" إنك لن تنفق نفقة تبتغي بِهاوجه الله إلا أُجرت عليها حَتَّى ما تَجعل فِي فِيِّامرأتك ". وروى البخاري أن أبا موسى قال لمعاذ بن جبل:فكيف تقرأ أنت يا معاذ ؟قال: أنام أول الليل فأقوموقد قضيت جزئي من النوم ، فأقرأ ما كتب الله لي فأحتسب نومتِي كما أحتسب قومتِي".قال ابن رجب فِي جامع العلوم والحكم بعد حديث أبِي ذر السابق": وظاهر هذا السياقيقتضي أنه يؤجر على جماعه لأهله بنية طلب الولد الذي يترتب الأجر على تربيته وتأديبهفِي حياته ويَحتسبه عند موته..." اهـ. وقال ابن تيمية فِي مَجموع الفتاوى: "وأما إذا فعل المؤمنما أبيح له قاصدًا للعدول عن الحرام إلَى الحلال لحاجته إليه ، فإنه يُثاب على ذلك، كما قال النَّبِي : "وفي بضع أحدكم صدقه..."اهـ. وقال فِي الاستقامة:"وإذا عرف أن لذات الدنيا ونعيمهاإنَّما هي متاع ووسيلة إلَى لذات الآخرة ، وكذلك خلقت فكل لذة أعانت على لذات الآخرةفهو مِما أمر الله به ورسوله ، ويثاب على تَحصيل اللذة بِما يثوب إليه منها من لذاتالآخرة الَّتِي أعانت هذه عليها..." اهـ. وقال فِي كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان :"ومن كان إنَّما يفعل ما يُحبه الله ويرضاه ويقصد أن يستعين بِما أبيح له علىما أمره الله فهو من أولئك" اهـ. وقال ابن القيم فِي إعلام الموقعين: "والعبد إذا عزم على فعل أمر فعليه أن يعلم أولاً هل هو طاعة أم لا؟ فإن لَمْ يكن طاعة فلايفعله إلا أن يكون مباحًا يستعين به على الطاعة ، وحينئذٍ يصير طاعة ..." اهـ.وقال ابن حجر فِي فتح الباري: "المباحات يؤجر عليها بالنية إذا صارت وسائل للمقاصد الواجبةأو المندوبة أو تكميلاً" اهـ. وقال أيضا: "طريقة النَّبِي الحنيفية السمحة ، فيفطر ليتقوى على الصوم ، وينام ليتقوى على القيام ، ويتزوج لكسر الشهوة وإعفاف النفس وتكثير النسل" اهـ.وهكذا يقال فِي كل ما يعترض به ، إذ العبادات فعلاً لا تَخرجعن كونِها واجبة أو مستحبة، لذا كانت مَحبوبة لله ، مع مراعاة أن المستحبات ليست علىدرجة واحدة ، فإن كثيرًا مِمَّن يعترض بِمثل هذه النصوص لا يستحضر كون المستحبات على درجات فيصف المفضول بأنه مباح والفاضل بأنه مستحب ، ثُمَّ بعد ذلك يدعي أن هذا من جملةالمباحات الجائزة الَّتِي لا يتعبد بِها ، والواقع أنَّها من جملة العبادات المفضولةفتنبه. ثُمَّ على هذا القول يصح للمبتدع أن يُحدث ما شاء زاعمًا أنهلا يتعبد الله بِها، لأنَّها جائزة غير مستحبة ، فللمحتفل بِمولد النَّبِي أن يقول: أنا لا أتعبد الله به ، بل هو من باب المباحات الجائزةلا العبادات ، والرد على هؤلاء جميعًا أن يقال: كل ما يُفعل ويبتغي صاحبه من ورائه الأجر فهو عبادة شاء أم أبى ، فيكون الأصل فِي فعله المنع والحظر إلا بدليل والله أعلم.ثُمَّ هذا المباح المراد اتِّخاذه وسيلة أو عونًا على الطاعةلابد أن يضبط بضابط وهو هل كان المقتضي لفعله موجودًا فِي عهد رسول الله والمانع منتفيًّا أم لا؟ كما سيأتي تفصيله فِي الكلام على وسائل الدعوة : هل هي توقيفية؟

                                تعليق

                                يعمل...
                                X