إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا: للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية وتفريغها] الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا: للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

    الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا
    الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

    من شرحه لكتاب "الإبانة الصغرى" - الشريط التاسع

    الاستماع



    وقوله -رحمه الله تعالى-: "وَأَنْ تَمْنَعَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا الْفِرَاشَ"، أي: لا يجوز للمرأة إذا دعاها زوجها إلى فراشه أنْ تمتنع، إلاَّ إذا كان ثَمَّ عذرٌ شرعيٌّ هذا مستثنى، أمّا إذا لم يكن هناك إذنٌ شرعيٌّ بسبب عذرها كمرضٍ ونحوه فلا يجوز لها، إذا لم يكن هُناك العذر لا يجوز لها أنْ تمتنع من فراش زوجها إذا دعاها إليه، فقد جاء في حديث أبي هريرة المتَّفق عليه، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"إِذَا دَعَا الرَجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ تَأْتِهِ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ". فهذا يدلُّ على: أنَّ امتناع المرأة من إتيان زوجها في فراشه أمره عظيم وكبير. وفي هذا الحديث أيضًا: دلالة على أنَّ الرَّجل والمرأة كانا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم - وإلى عهدٍ قريبٍ عندنا -، كلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميع، كلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "فراشٌ، لك وفراش لأهلك وثالثٌ للشَّيطان"، فدلّ ذلك: على أنَّ حياتهم هذا منفصلٌ عن هذا، وهذا اليوم النَّاس يرونهُ من الجفاء، وأنا أقول: في الحقيقة هو بالعكس جالبٌ للمودَّة، فإنَّ إكثار الملاصقة ربما ملَّ الإنسان من الَّذي بجواره، فإذا ابتعد عنهُ قليلًا كان لهُ قيمةٌ ولهُ قدرٌ، وهذا إنما جاءنا من الغرب، من الإفرنج، فلذلك - يعني - ينبغي أنْ يُعلم أنَّ اشتراك غرفة النَّوم سرير النَّوم فيه ما فيه.

    مستفادة من مشاركة الأخ أبي سهيل عثمان الألباني
    البيضاء


    حمل المقطع الصوتي من المرفقات
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فريد القبائلي; الساعة 16-Jun-2014, 06:32 PM.

  • #2
    رد: الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا: للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

    السلام عليكم بارك الله فى لشيخ محمد المدخلى وحفظه من سوء واعانه على كل خير وسددة

    تعليق


    • #3
      رد: الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا: للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

      تم رفع المقطع على حساب شبكة الإمام الآجري في SoundCloud وإضافته لقائمة المقاطع الصوتية المتميزة

      تعليق


      • #4
        رد: الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا: للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

        جزاكم الله خيرا
        أشكل عليَّ الحديثُ الذي جاء فيه أن فاطمة رضي الله عنها بعثت إلى النبي صلى الله عليه و سلم طالبة منه خادمة من السَبْي تُعيينها على أمر بيتها , ثم جاءها صلى الله عليه و سلم إلى بيتها و جلس بينها و بين علي رضي الله عنهما على الفراش ....
        فالرجاء ممن عنده كلامٌ لأهل العلم أن لا يبخل على إخوانه .

        تعليق


        • #5
          رد: الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا: للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

          المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الوهاب حكيم الجزائري مشاهدة المشاركة
          جزاكم الله خيرا أشكل عليَّ الحديثُ الذي جاء فيه أن فاطمة رضي الله عنها بعثت إلى النبي صلى الله عليه و سلم طالبة منه خادمة من السَبْي تُعيينها على أمر بيتها , ثم جاءها صلى الله عليه و سلم إلى بيتها و جلس بينها و بين علي رضي الله عنهما على الفراش .... فالرجاء ممن عنده كلامٌ لأهل العلم أن لا يبخل على إخوانه .
          قال الإمام مسلم رحمه الله: حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ، وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ، وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ»

          قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ) قَالَ الْعُلَمَاءُ مَعْنَاهُ أن ما زاد عَلَى الْحَاجَةِ فَاتِّخَاذُهُ إِنَّمَا هُوَ لِلْمُبَاهَاةِ وَالِاخْتِيَالِ وَالِالْتِهَاءِ بِزِينَةِ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَهُوَ مَذْمُومٌ وَكُلُّ مَذْمُومٍ يُضَافُ إِلَى الشَّيْطَانِ لِأَنَّهُ يَرْتَضِيهِ وَيُوَسْوِسُ بِهِ وَيُحَسِّنُهُ وَيُسَاعِدُ عَلَيْهِ وَقِيلَ إِنَّهُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ لِغَيْرِ حَاجَةٍ كَانَ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ مَبِيتٌ وَمَقِيلٌ كَمَا أَنَّهُ يَحْصُلُ لَهُ الْمَبِيتُ بِالْبَيْتِ الَّذِي لا يذكر اللَّهَ تَعَالَى صَاحِبُهُ عِنْدَ دُخُولِهِ عِشَاءً وَأَمَّا تَعْدِيدُ الْفِرَاشِ لِلزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ فَلَا بَأْسَ بِهِ لِأَنَّهُ قَدْ يَحْتَاجُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى فِرَاشٍ عِنْدَ الْمَرَضِ وَنَحْوِهِ وَغَيْرِ ذلك واستدل بعضهم بهذا على أنه لا يلزمه النَّوْمُ مَعَ امْرَأَتِهِ وَأَنَّ لَهُ الِانْفِرَادَ عَنْهَا بِفِرَاشٍ وَالِاسْتِدْلَالُ بِهِ فِي هَذَا ضَعِيفٌ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا وَقْتُ الْحَاجَةِ كَالْمَرَضِ وَغَيْرِهِ كَمَا ذَكَرْنَا وَإِنْ كَانَ النَّوْمُ مَعَ الزَّوْجَةِ لَيْسَ وَاجِبًا لَكِنَّهُ بِدَلِيلٍ آخَرَ وَالصَّوَابُ فِي النَّوْمِ مَعَ الزَّوْجَةِ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا عُذْرٌ فِي الِانْفِرَادِ فَاجْتِمَاعُهُمَا فِي فِرَاشٍ وَاحِدٍ أَفْضَلُ وَهُوَ ظَاهِرُ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي وَاظَبَ عَلَيْهِ مَعَ مُوَاظَبَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ فَيَنَامُ مَعَهَا فَإِذَا أَرَادَ الْقِيَامَ لوظيفته قام وتركها فيجمع بين وظيفته وقضاء حقها المندوب وعشرتها بالمعروف لاسيما إِنْ عَرَفَ مِنْ حَالِهَا حِرْصَهَا عَلَى هَذَا ثُمَّ إِنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنَ النَّوْمِ مَعَهَا الْجِمَاعُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ا.ه

          قَالَ الطِّيبِيُّ: وَلِأَنَّ قِيَامَهُ مِنْ فِرَاشِهَا مَعَ مَيْلِ النَّفْسِ إِلَيْهَا مُتَوَجِّهًا إِلَى التَّهَجُّدِ أَصْعَبُ وَأَشَقُّ: وَمِنْ ثَمَّ وَرَدَ: " «عَجِبَ رَبُّنَا مِنَّ رَجُلَيْنِ، رَجُلٌ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ عَنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقًا فِيمَا عِنْدِي» .

          قال القاري في مرقاة المفاتيح 3/938 (" ثَارَ عَنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ ") ، أَيْ: تَبَاعَدَ عَنْهُمَا (" مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ ") ، أَيْ: مُنْفَرِدًا مِنْهُمْ وَمِنِ اتِّفَاقِهِمْ، وَمُعْتَزِلًا عَنِ اقْتِرَابِهِمْ وَاعْتِنَاقِهِمْ، (" إِلَى صَلَاتِهِ ") ، أَيِ: الَّتِي تَنْفَعُهُ فِي حَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ (" رَغْبَةً ") ، أَيْ: لَا رِيَاءً وَسُمْعَةً بَلْ مَيْلًا (" فِيمَا عِنْدِي ") ، أَيْ: مِنَ الْجَنَّةِ وَالثَّوَابِ، أَوْ مِنَ الرِّضَا وَاللِّقَاءِ يَوْمَ الْمَآبِ. (" وَشَفَقًا ") ، أَيْ: خَوْفًا (" مِمَّا عِنْدِي ") : مِنَ الْجَحِيمِ وَأَنْوَاعِ الْعَذَابِ، أَوْ مِنَ السُّخْطِ وَالْحِجَابِ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْعِقَابِ، وَهَذَا غَايَةُ الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ، فَإِنَّهُ قَامَ بِالْعِبَادَةِ فِي وَقْتِ رَاحَةِ النَّاسِ فِي الْعَادَةِ مَعَ عَدَمِ التَّكْلِيفِ الْإِلَهِيِّ، فَيَكُونُ مِنْ عَلَامَةِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ. ا.ه.

          وجاء في فيض القدير 4/424 قال القرطبي: وهذا الحديث إنما جاء مبينا لعائشة ما يجوز للإنسان أن يتوسع فيه ويترفه به من الفرش لا أن الأفضل أن يكون له فراش يختص به ولامرأته فراش فقد كان المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ليس له إلا فراش واحد في بيت عائشة وكان عنده فراشا ينامان عليه ويجلسان عليه نهارا وأما فراش الضيف فيتعين للمضيف إعداده لأنه من إكرامه والقيام بحقه ولأنه لا يتأتى له شرط الاضطجاع ولا النوم معه وأهله على فراش واحد ومقصود الحديث أن الرجل إذا أراد أن يتوسع في الفرش فغايته ثلاث والرابع لا يحتاجه فهو سرف وفقه الحديث ترك الإكثار من الآلات والأشياء المباحة والترفه بها وأن يقتصر على حاجته ونسبة الرابع للشيطان ذم له لكنه لا يدل على التحريم فكذا الفرش قيل وفيه أنه لا يلزمه المبيت مع زوجته بفراش ورد بأن النوم معها وإن لم يجب لكن علم من أدلة أخرى أنه أولى حيث لا عذر لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليه. ا.ه.

          وقال العلامة عبد المحسن العباد في شرحه على سنن أبي داود : أما قول الخطابي: بأن فيه دليلاً على أن المستحب -وأنه من أدب السنة- أن يبيت الرجل على فراش وزوجته على فراش آخر، ولو كان المستحب لهما أن يبيتا معاً على فراش واحد لكان لا يرخص له في اتخاذه فراشين لنفسه ولزوجته. فالذي يبدو أنه لا بأس بأن يتخذ الفراش الواحد لهما جميعاً، ولكن كونه يصير لها فراش وله فراش، فذلك حتى يمكن أن ينفرد به كل واحد منهما إذا حصل مرض، أو أنها تستقل عنه لحاجة، وأما إذا جمع بينهما في فراش واحد وفي لحاف واحد؛ فإن ذلك لا بأس به. ا.ه.

          تعليق


          • #6
            رد: الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا: للشيخ محمد بن هادي المد

            جزاكم الله خيرا أخانا نجيب على هذه النقولات المباركة , و زيادة في البيان و الإيضاح أنقل لكم كلاما للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى و قفت عليه مؤخرا :


            السؤال:
            هل يُستدلُّ على أنَّ الأصل في الفراش التعدُّدُ -بمعنى: أن يكون لكلِّ واحدٍ من الزوجين فراشُه الخاصُّ- بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم عند ذكر الفراش: «فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ، وَفِرَاشٌ لاِمْرَأَتِهِ، وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ»(١)، وهو ما يؤيِّده قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ»(٢)، أي: هل مِن حسن المعاشرة أن يتَّخذ الزوجُ لامرأته فراشًا لها وفراشًا له؟ أم أنَّ السنَّة أن يتَّخذ الرجلُ فراشًا واحدًا يبيتان معًا عليه؟ وجزاكم الله خيرًا.
            الجواب:
            الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
            فالأصل أن يكون للرجل ولزوجته فراشٌ واحدٌ يجتمعان فيه؛ لأنه أدعى للتقارب وأدومُ للمحبَّة، وقد كان للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فراشٌ واحدٌ في بيت عائشة رضي الله عنها ينامان عليه ليلاً ويجلسان عليه نهارًا(٣)، وقد جاء التنبيهُ على هذا في فعله صلَّى الله عليه وسلَّم في الصلاة على الفراش، ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلاَيَ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا..»(٤) الحديث، وعن عروةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي -وَعَائِشَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ- عَلَى الفِرَاشِ الَّذِي يَنَامَانِ عَلَيْهِ»(٥)، وفي لفظٍ لأحمد عن هشامِ بنِ عروةَ عن أبيه عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي -وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ- عَلَى الْفِرَاشِ الَّذِي يَرْقُدُ عَلَيْهِ هُوَ وَأَهْلُهُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ»(٦)، كما يدلُّ على هذا الأصلِ قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاَتِهِ، فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ لِمَلاَئِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، ثَارَ عَنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاَتِهِ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي..»(٧) الحديث.
            هذا، وإذا كان الاقتصارُ على فراشٍ واحدٍ يجمعهما مِن باب حُسن المعاشرةِ، إلاَّ أنَّ حديث جابرٍ رضي الله عنه: «فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ، وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ»رخَّص له في اتِّخاذ فراشين مِن باب جوازِ ما يَتوسَّع الإنسانُ فيه ويترفَّه به من الفُرُش(٨)، أو مِن باب جواز استعمال الفراش على وجه الانفراد عند حصول العذر مِن مرضٍ أو حوادثَ يكرهانها ونحوِ ذلك، وتأكيدًا لهذا المعنى قال النوويُّ -رحمه الله-: «وأمَّا تعديد الفراش للزوج والزوجة فلا بأس به، لأنه قد يحتاج كلُّ واحدٍ منهما إلى فراشٍ عند المرض ونحوِه وغيرِ ذلك، واستدلَّ بعضُهم بهذا [أي: حديث الفراش] على أنه لا يَلزمه النومُ مع امرأته، وأنَّ له الانفرادَ عنها بفراشٍ، والاستدلال به في هذا ضعيفٌ، لأنَّ المرادَ بهذا وقتُ الحاجة كالمرض وغيره كما ذكَرْنا، وإن كان النومُ مع الزوجة ليس واجبًا لكنَّه بدليلٍ آخر، والصواب في النوم مع الزوجة أنه إذا لم يكن لواحدٍ منهما عذرٌ في الانفراد فاجتماعُهما في فراشٍ واحدٍ أفضل، وهو ظاهر فعلِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الذي واظب عليه مع مواظبته صلَّى الله عليه وسلَّم على قيام الليل، فينام معها فإذا أراد القيامَ لوظيفته قام وتَرَكها، فيجمع بين وظيفته وقضاءِ حقِّها المندوب وعشرتِها بالمعروف، لا سيَّما إن عَرَف مِن حالها حِرْصَها على هذا، ثمَّ إنه لا يَلزم مِن النوم معها الجماعُ»(٩).
            أمَّا حديث: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ» فظاهرُه أنَّ الفراشَ كنايةٌ عن الجماع، ولا يكون إلاَّ في فراشٍ موحَّدٍ يَطَأُ فيه الزوجُ، ويقوِّيه قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ»(١٠)، أي: لمالك الفراش(١١) أي: لمن يَطَأُ في الفراش(١٢)، سواءٌ أكان في فراشه أو في فراشها، فكلا الفراشين مِلْكُه -وهو الغالب الأعمُّ- وإن كان فراشًا آخَرَ فالعبرة بالوطء، فلم يَبْقَ حجَّةً، وإن سلَّمْنا حجِّيَّتَه فهو محمولٌ على الجواز أو على العذر أو الحاجة، ويبقى الأفضلُ اجتماعَهما في فراشٍ واحدٍ -كما تقدَّم-.
            والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.
            الجزائر في: ١٧ من ربيع الثاني ١٤٣٥ﻫ
            الموافق ﻟ: ١٧ فـبـرايـر ٢٠١٤م


            (١) أخرجه مسلم في «اللباس والزينة» (٢٠٨٤) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

            (٢) أخرجه البخاري في «النكاح» باب إذا باتت المرأة مهاجِرةً فراشَ زوجها (٥١٩٣)، ومسلم في «النكاح» (١٤٣٦)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

            (٣) انظر: «فيض القدير» للمناوي (٤/ ٤٢٤).

            (٤) أخرجه البخاري في «الصلاة» باب الصلاة على الفراش (٣٨٢)، وباب التطوُّع خلف المرأة (٥١٣)، ومسلم في «الصلاة» (٥١٢)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

            (٥) أخرجه البخاري في «الصلاة» باب الصلاة على الفراش (٣٨٤) من حديث عروة بن الزبير مرسلاً.

            (٦) أخرجه أحمد (٢٥٩٤٢) عن عائشة رضي الله عنها، وصحَّحه محقِّقو طبعة الرسالة (٤٣/ ١٠١)، وقال الألباني في «الثمر المستطاب» (١/ ٤٤٥): «سندٌ صحيحٌ على شرط الستَّة».

            (٧) أخرجه ابن حبَّان (٢٥٥٨)، وهو عند أحمد (٣٩٤٩) بلفظ: «أَهْلِهِ وَحَيِّهِ»، من حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه، وحسَّنه الألباني في «التعليقات الحسان» (٢٥٤٩) و«صحيح الترغيب» (٦٣٠).

            (٨) وهذا المعنى المذكور نقله المناوي عن القرطبي في «فيض القدير» (٤/ ٤٢٤).

            (٩) «شرح مسلم» للنووي (١٤/ ٥٩-٦٠).

            (١٠) أخرجه البخاري في «الفرائض» باب: الولد للفراش، حرَّةً كانت أو أَمَةً (٦٧٤٩)، ومسلم في «الرضاع» (١٤٥٧)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

            (١١) «النهاية» لابن الأثير (٣/ ٤٣٠).

            (١٢) «فتح الباري» لابن حجر (٩/ ٢٩٤).






            المصدر http://ferkous.com/site/rep/Bk147.php

            تعليق


            • #7
              رد: الرَّجل والمرأة كان لكلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميعا: للشيخ محمد بن هادي المد

              جزاكمُ اللهُ خيرًا ..

              * ( فَاجْتِمَاعُهُمَا فِي فِرَاشٍ وَاحِدٍ أَفْضَلُ وَهُوَ ظَاهِرُ فِعْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي وَاظَبَ عَلَيْهِ ) .
              * ( وهذا الحديثُ إنَّما جاء مبينًا لعائشة ما يجوز للإنسان أن يتوسَّع فيه ويترفَّه به من الفَرشِ ، لا أن الأفضل أن يكون له فراش يختص به ولامرأته فراش ؛ فقد كان المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ليس له إلَّا فراش واحد في بيت عائشة ، وكان عنده فراشٌ ينامان عليه ويجلسان عليه نهارًا ) .
              * وإذا تأمَّلْتَ في مَسَاحةِ بيُوتِ أزواجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ علمتَ يقينًـا أنَّه لم يكنْ لَه ثَمَّ إلَّا فراشٌ واحدٌ في كُلِّ بيتٍ ؛ فكيفَ يُقالُ عنْ شَيْءٍ واظبَ علَيْه رسُولُ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ إنَّه ليسَ منْ عاداتِ المسلمينَ ؟! وإنَّما مما وفدَ إليهمْ ودخلَ علَيْهمْ ؟!
              وقدْ قالَ علَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ فيما صحَّ عنهُ عندَ أحمدَ وأبي داودَ ـ رحمهما الله ـ : (( مَنْ تشبَّـهَ بقومٍ فهُو مِنهمْ )) ، قالَ شَيخُ الإسلامِ ـ رحمَه اللهُ ـ في الاقْتِضاءِ : ( وهذا الحديث أقلُّ أحواله أن يقتضي تحريم التَّشبُّه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كُفرَ المتشبِّه بهم ، كما في قوله : ﴿ وَمَن يَتَوَلَّـهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) .
              * ثمَّ إنَّ هذا الأمرَ هُو الَّذي تدعُو إليه فِطرةُ الإنسانِ : ﴿ لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَـكُمْ مودَّةً وَ رَحْـمَةً ، ﴿ هُنَّ لِـبَاسٌ لَّـكُمْ وَأَنتُمْ لِـبَاسٌ لَّـهُنَّ ، هذا الأصْلُ ، وهو منَ المسلَّماتِ عِندَ بني البَشَرِ كلِّهمْ ، مُسْتقِرٌّ في نُفُوسِهمْ ، حتَّى إنَّه أوَّلُ ما يرِدُ في خاطرِ كلِّ أحدٍ إذا ذُكرَ الزَّواجُ .
              * وأمَّا الافتراقُ فجائزٌ أو طارِئٌ لحاجةٍ خلافَ الأصْلِ ؛ قالَ تعالى : ﴿ وَالَّـٰتِـى تَـخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِـى الْـمَـضَاجِـعِ ﴾ :
              ـ
              قالَ بعْضُ المفسِّرينَ : يَهْجُرُها في المضْجعِ لا يهجُرُ المضْجَعَ ، فقيلَ : يُوليها ظهْرَه ، وقيلَ : لا يُكلِّمُها ، وقيلَ : لا يُجامعُها ؛ فإذا كانَ هذا حالَ التَّأديبِ والهجْرِ فكيفَ بِحالِ الوئامِ والوِفاقِ ؟!
              ـ وقالَ آخرُونَ : الهجرُ أنْ يَنـتقِلَ إلى فراشٍ آخرَ ؛ فأيُّ معنًى لِلعُقُوبةِ بِالهجْرِ إنْ كانَ الأصْلُ افْتراقُهُما ؟! فهيَ في عُقُوبةٍ دَهْرَها !
              * وحديثُ : (( فراشٌ للرَّجُلِ ... )) ففِقْهُه مُقْتَصِرٌ على الأوْلويَّـةِ والاسْتِحْبابِ لا على إنكارِ ما يُخالِفُه وإبطالِه ، ومعَ ذلِكَ فالجوابُ عنِ الاسْتِدلالِ بِه على اسْتِحبابِ الافْتِراقِ ظاهرٌ ، وقدْ أجابَ عنهُ الشَّيخُ عبدُ المحسِنِ العبَّادُ ـ حفظَه اللهُ ـ كما تروْنَ ، والشَّيخُ فركوس ـ حفظَه اللهُ ـ ، فلا يُتعدَّى هذا القَدْرُ .
              ويَرِدُ على قَوْلِ الخطَّابيِّ رحمَه اللهُ في معالمِ السُّنَنِ : ( ولو كان المستحبُّ لهما أن يبيتا معًا على فراش واحدٍ لكان لا يرخَّصُ له في اتخاذِه فراشَين لنفسه ولزوجته ؛ وهو إنما يحسن له مذهب الاقتصاد والاقتصار على أقل ما تدعو إليه الحاجة ) ـ إضافةً لما قالَ الشَّيخُ عبدُ المحسِنِ نفعَ اللهُ بِه ومتَّعَ ـ : أنَّه لا تنافيَ بينَ الرُّخْصَةِ والاسْتِحبابِ والأوْلويَّـةِ ، بلِ الاسْتِدْلالُ ينقلِبُ إذا قيلَ : إنَّه إذا كانَ هذا غايةَ ما رُخِّصَ فيه دلَّ على أنَّ الاقْتِصارَ على أقلَّ مِنه لا سيَّما عندَ عدمِ الدَّاعي إلى التَّرخُّصِ أوْلَى وأحْسنُ .
              بلِ الظَّاهرُ أنَّ هذا الحديثَ ليسَ فيه بيانُ ما يُستحبُّ في المبيتِ وما لا يُستحبُّ ، وإنَّما هُو في القُنْيةِ ، فيما يرخَّصُ فيه منَ المباحاتِ في بابِ متاعِ البيتِ ونحْوِه .
              * وأمَّا تفسِيرُ حديثِ : (( إذا دعا الرَّجُلُ امرأتَه إلى فراشِه )) بأنَّه فراشُه الَّذي يَخُصُّه وينفرِدُ بِه عنْ فراشِها فهذا بعيدٌ جدًّا وغريبٌ عنْ فقْهِ العربيَّـةِ ؛ فإنَّه إذا دعاها إلى فراشِها أوْ إلى أيِّ فراشٍ كانَ ذلِكَ دعوةً منه إلى فراشِه ؛ فإنِ امتَنعتْ دخلَتْ في الوعيدِ ، بلْ فراشُه هو الَّذي يكونُ علَيْه حينَ طلبِ الجماعِ ، فليسَتِ الإضافةُ إضافةَ ملْكٍ أو تخصِيصٍ ، بلْ هِيَ إضافةُ وجودٍ وحلُولٍ ، كما يكونُ الرَّجُلُ في مكانٍ فيقُومُ فيُقالُ : ( قامَ منْ مكانِه ) فهلْ هُو مكانٌ يخُصُّه أوْ هُو مما يملِكُه ؟! وهذا ظاهرٌ جدًّا !
              * وعلى أبعدِ تقديرٍ فالمسألةُ لا تعدُو أنْ تكونَ مسألةَ أوْلوِيَّـةٍ وأفْضَليَّـةٍ ، فالرَّجاءُ منَ الإخوةِ حذفُ عبارةِ ( ليسَ منْ عاداتِ المسلمينَ ) منَ المقطعِ ، فهذا لا يصلُحُ البتَّـة ، بلْ أرى تنبيهَ مستمعي مقطعِ الشَّيخِ ـ حفظهُ الله و وفَّقه وسدَّده ـ إلى هذا الأمرِ ، وأنَّه ذهولٌ منَ الشَّيخِ عنْ حقيقةِ المسألةِ ، وليسَ أحدٌ منْ بني آدمَ معصُومًا إلَّا الأنبياءُ .
              واللهُ أعلَمُ .
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله الوهراني; الساعة 16-Jun-2014, 05:25 PM.

              تعليق

              يعمل...
              X