إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

    الخطأ العاشر- تثقيل الحرف المخفف
    بعض القراء ينطقون بعضَ الحروف ثقيلةً, فمثلًا عندما يقرأ: {ما يبدّل القول لديّ} تجده ينطق الميم وكأنها مشددة, فينطقها: {مّا}؛ مِن أجل المبالغة في النفي -زعموا-.
    وهذا خطأٌ بلا ريب, ونحمد الله أن هذا الخطأ لا يوجد إلا عند فئة قليلة جدًّا مِن القراء.

    تعليق


    • #32
      رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

      الخطأ الحادي عشر- حصرمة الراء
      بعضُ الناس يهرب مِن إظهارِ تكرير الراءِ فيقع في حصرَمتِها, وذلك بأن يغلق الفرجة التي تكون بين طرف اللسان وبين ما يحاذيه من غار الحنك عند نطق الراء, فيؤدي ذلك إلى حبسِ الصوتِ حبسًا تامًّا, فيأتي بها شبيهة بالطاء.
      انظر: "النشر" (1/ 218 ), و"جهد المقل" (ص36 ).

      تعليق


      • #33
        رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

        الخطأ الثاني عشر- التكلف في القراءة
        قد نهى أئمة القراءة قاطبةً عن التكلف في القراءة, وعابوه, وحذَّروا منه, وأنكروا على مَن فَعَلَه, والنصوص عنهم في ذلك متكاثرة, من أشهرها:
        قول أبي عمرٍو الداني في "التحديد" (ص68 ): "فتجويد القرآن هو إعطاء الحروف حقوقَها, وترتيبُها مراتبَها، وردُّ الحرفِ من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله, وإلحاقهُ بنظيره وشكله، وإشباعُ لفظه، وتمكينُ النطق به على حال صيغته وهيئته من غير إسرافٍ ولا تعسفٍ، ولا إفراطٍ ولا تكلفٍ". اهـ.
        وقول ابن الجزري في "النشر" (1/ 212- 215 ): "فَالتَّجْوِيدُ هُوَ حِلْيَةُ التِّلَاوَةِ، وَزِينَةُ الْقِرَاءَةِ، وَهُوَ إِعْطَاءُ الْحُرُوفِ حُقُوقَهَا, وَتَرْتِيبُهَا مَرَاتِبَهَا، وَرَدُّ الْحَرْفِ إِلَى مَخْرَجِهِ وَأَصْلِهِ، وَإِلْحَاقُهُ بِنَظِيرِهِ, وَتَصْحِيحُ لَفْظِهِ, وَتَلْطِيفُ النُّطْقِ بِهِ عَلَى حَالِ صِيغَتِهِ وَكَمَالِ هَيْئَتِهِ, مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا تَعَسُّفٍ وَلَا إِفْرَاطٍ وَلَا تَكَلُّفٍ.

        ...فليس التجويد بتمضيغ اللسان، ولا بتقعير الفم، ولا بتعويج الفك، ولا بترعيد الصوت، ولا بتمطيط الشد، ولا بتقطيع المد، ولا بتطنين الغنات، ولا بحصرمة الراءات, قراءة تنفر عنها الطباع، وتمجها القلوب والأسماع، بل القراءة السهلة العذبة الحلوة اللطيفة، التي لا مَضْغٌ فيها ولا لَوْكٌ، ولا تعسف ولا تكلف، ولا تصنُّع ولا تنطُّع، لا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء بوجه من وجوه القراءات والأداء..." اهـ.
        وقال السخاوي في "عمدة المفيد وعُدّة المُجيد في معرفة التجويد":
        يا من يروم تلاوة القرآن *** ويرود شأوَ أئمة الإتقانِ
        لا تحسب التجويد مدا مفرطا *** أو مَدَّ ما لا مَدَّ فيه لِوَانِ
        أو أن تشدد بعد مد همزةً *** أو أن تَلُوك الحرفَ كالسكران
        أو أن تَفُوه بهمزةٍ متهوعا *** فيفر سامعها من الغثيان
        للحرف ميزانٌ فلا تك طاغيًا *** فيه ولا تكُ مُخسر الميزان اهـ.


        وللأسف؛ نرى الكثير من قراء القرآن يقعون في هذا الداء الوبيل, فتجدهم يتكلفون في القراءة ويتنطعون؛ فتجد بعضَهم إذا نطق حرف الضاد رأيتَه كأنه يَلِدُها ولادةً, وتجد آخر يبالغ في المد حتى يصل إلى أكثر من عشر حركات, وآخر يهرب من تكرير الراء فيقع في حصرمتها, وآخر يبالغ في تفخيم الألف اللينة حتى يجعلها واوًا, وآخر يبالغ في ترقيق الحرف المفتوح حتى يصير مقللا أو ممالًا, وآخر يبالغ في التقليل من تفخيم القاف حتى ينطقها شبيهة بالكاف, وآخر يبالغ في تفخيم الراء حتى يجعلها واوًا, وآخر يبالغ في نطق العين حتى يكاد أن يحبس صوتها بالكلية, وآخر يبالغ في النبر عند نطق الياء المشددة حتى ينطقها شبيهة بالجيم, وآخر يبالغ في ضم الشفتين عند نطق الواو حتى يكاد صوتها أن ينحبس بالكلية... إلى آخر ما نشاهده ونسمعه. وإلى الله المشتكى, ولا حول ولا قوة إلا به.

        وهنا أُحِبُّ التنبيه على أمرٍ يقعُ مِن بعضِ الجهال؛ حيث إنهم يظنون أن كلَّ من التزم بقواعد التجويد في قراءته فهو متكلِّفٌ! وهذا خطأ لا يخفى على شريفِ علمٍ؛ إذ شتَّانَ بين الإتقان والتكلف. ولكنّ الجهل يقلب الحقائق في عيون أهله, فيظنون أن التفريط هو القراءة السليمة وأن الإتقان إفراط!

        تعليق


        • #34
          رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

          المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن علي المالكي مشاهدة المشاركة
          سأبحث لك عن التلاوات الموجودة برواية قالون وأجيبك اليوم مساءً -إن شاء الله-.
          إن شاء الله، بارك الله فيكم

          تعليق


          • #35
            رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

            وأنا لا أدري ما نوع الأخطاء اللغوية التي تحدثتِ عنها
            أي :هو ليس ضابطًا للمثلث المختلف المعنى - ولا يحضرني الآن ، لكنني استمعتُ مرةً فلفت انتباهي ذلك - أعني به أنّ الكلمة- مع أنك تراها تتفق رسمًا - إذَا تغيرتْ حركة فائها أو عينها أدّى ذلك إلى اختلافٍ في المعنى وإلى انتقالها مِنْ معنًى إلى معنًى آخَر تدل عليه .

            تعليق


            • #36
              رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

              تقصدين بذلك (النَّبْر)؟

              تعليق


              • #37
                رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

                المشاركة الأصلية بواسطة أم حمزة السلفية مشاهدة المشاركة
                بارك الله فيكم،ما أفضل الختمات / التلاوات برواية قالون عن نافع لمن يريد التعلم ومراجعة المحفوظ؟
                وهل تنصحون بمصحف التجويد الملون؟ (صورة)
                بالنسبة لمصحف التجويد؛ هو يساعد القارئ المبتدئ على فهم وتطبيق أحكام التجويد, ولكنه لا يغني عن المشافهة والتلقي عن المشايخ المتقنين. فهو وسيلةٌ مساعِدة.

                وبالنسبة للختمات؛ أظن أن ختمة الشيخ الحذيفي تناسب طلبك. وأنتِ أدرى بالسرعة التي تحتاجينها في المراجعة.
                هذا شيء.

                والشيء الثاني- الحُكْمُ بأن الختمة الفلانية هي أفضل الختمات؛ أمرٌ يحتاج إلى عالِمٍ صاحبِ خبرة في هذا الفن وإلى سَبْرٍ واستقراءٍ للختمات, فأين أنا مِن هذا؟!

                والشيء الثالث- لا توجد ختمة من ختمات القراء الكبار إلا وفيها ما يُنتقد مما هو من دقائق علم التجويد, هذا أمرٌ مسلَّمٌ عند أهل هذا الفن, ولا ينكره إلا جاهل أو مكابِر, وعليه؛ فحُكمُ عالمٍ مِن علماء هذا الفن بأن الختمة الفلانية هي أفضل الختمات لا يعني أنها خالية من الأخطاء الدقيقة.
                والعمدة في هذا: قواعدُ علمِ التجويد.
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن علي المالكي; الساعة 06-Sep-2014, 07:26 PM.

                تعليق


                • #38
                  رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

                  الخطأ الثالث عشر - المبالغة في تطويل زمن الضاد الساكنة
                  من الأخطاء التجويدية المنتشرة: تطويل زمن الضاد الساكنة أكثرَ مِن الحد المطلوب, حتى إن البعض يُحدِث فراغًا صوتيًّا أثناء نطقها؛ بسبب أنه يبالغ في تطويل زمنها إلى الحد الذي لا يمكنه معه إخراج صوتٍ؛ فيضطر بسبب ذلك إلى إحداث سكتةٍ أثناء مدة نطقه الحرفَ!
                  وهذا يرجع إما إلى التكلف, وإما إلى التقليد الأعمى لبعض مَن يفعل ذلك, وإما إلى الجهل, وربما إلى غير ذلك من الأسباب.

                  تعليق


                  • #39
                    رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

                    الخطأ الرابع عشر- إبدال الضاد ظاءً
                    قرر علماء القراءة وعلماء اللغة أن الضاد تخرج من حافة اللسان مع ما يليها من الأضراس العليا.
                    قال أبو عمرو الداني في "التحديد" (ص105 ): "لِحَافَةِ اللسان مخرجان وحرفان، وهما الضاد واللام.
                    فالضاد من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، فبعض الناس يجري له في الشدق الأيمن، وبعضهم يجري له في الشدق الأيسر، ومخرجها من هذا كمخرجها من هذا..." اهـ.
                    وقال الشاطبي في "الحرز":
                    .......................... وَحَافَةُ الْـ *** ـلِسَانِ فَأَقْصَاهَا لِحَرْفٍ تَطَوَّلَا
                    إِلى مَا يَلِي الأَضْرَاسَ وَهْوَ لَدَيْهِمَا *** يَعِزُّ وَبِالْيُمْنَى يَكُونُ مُقَلَّلاً
                    وقال ابن الجزري في "النشر" (1/ 200 ): "تَخْرُج الضَّادُ الْمُعْجَمَةُ مِنْ أَوَّلِ حَافَّةِ اللِّسَانِ وَمَا يَلِيهِ مِنَ الْأَضْرَاسِ مِنَ الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ عِنْدَ الْأَكْثَرِ، وَمِنَ الْأَيْمَنِ عِنْدَ الْأَقَلِّ, وَكَلَامُ سِيبَوَيْهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا تَكُونُ مِنَ الْجَانِبَيْنِ، وَقَالَ الْخَلِيلُ: إِنَّهَا أَيْضًا شَجَرِيَّةٌ يَعْنِي مِنْ مَخْرَجِ الثَّلَاثَةِ قَبْلَها" اهـ.
                    وقال سيبويه في "الكتاب" (4/ 433 ): "ومن بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد".
                    وقال ابن جني في "سر صناعة الإعراب" (1/ 52 ): "ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرجُ الضاد, إلا أنك إن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن, وإن شئت من الجانب الأيسر" اهـ.
                    وكان علماء القراءة يوصون القارئ بالعناية بتجويد الضاد وتمييزها من الظاء.
                    قال السعيدي: "ويؤمر القارئ بتجويد الضاد".
                    وقال مكي في "الرعاية" (ص185 ): "فمتى لم يتكلف القارئ إخراجَها على حقِّها أتى بغير لَفْظِها, وأخلّ بقراءته. ومَن تكلَّف ذلك وتمادى عليه صار له التجويد بلفظها عادة وطبعًا وسجية" اهـ.
                    وقال الداني في "التحديد" (ص162 ): "مِن آكَد ما على القراء: أن يُخْلِصُوه مِن حرف الظاء" اهـ.
                    بل إنهم أفردوا هذا الموضوع بالتأليف. فمما وقفتُ عليه من ذلك:
                    كتاب: "الفرق بين الضاد والظاء في كتاب الله –عز وجل- وفي المشهور من الكلام" للداني (http://www.archive.org/download/fdzka/fdzka.pdf)
                    كتاب: "الأقوال الجلية في الضاد الظائية والضاد الطائية" للسيد بن أحمد بن عبد الرحيم (http://www.4shared.com/office/wlP5aYSc/______.html?)

                    وإن من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس عند تلاوة القرآن الكريم: إبدال الضاد ظاءً
                    وهذا لَم يصح في قراءة متواترة ولا شاذة, بل عَدَّه الأئمة من اللحن, ونبّهوا عليه القارئ, وحذّروا من الوقوع فيه.
                    ومن العجب أن يأتيَ بعضُ الناس فيؤْثِرَ نُطْقَ الضاد ظاءً على نطقِها ضادًا! مقدِّمًا الهوى والعصبية على ما جاء في السُّنّة النبوية!
                    وما يضير هذا لو أنه قرأها ضادًا كما وردت بالأسانيد الصحيحة إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟!
                    وتجِدُ مِن هؤلاء مَن يحافظ –مثلا- على قيام الليل, وينشط له, ويتتبع السنن المهجورة, وينشط لها, ويدعو الناس إليها, بينما لا ينشط لإقامة حروف القرآن على النحو الذي جاء عن النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم-, ولا يحافظ على ذلك, ولا يدعو الناس إليه ويعلمهم إياه!
                    فما الذي يجعل يفعل هذا؟
                    يقول المثل: مَن جهِلَ شيئًا عاداه.
                    والأسوأ من هذا أن تجد من ههذا الصنف مَن يرى أن الحرص على إتقان نُطقِ الضادِ لا داعي له!!
                    نسأل الله السلامة.
                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن علي المالكي; الساعة 24-Sep-2014, 08:47 AM.

                    تعليق


                    • #40
                      رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

                      الخطأ الخامس عشر- عدم إتمام الحركات
                      من المعروف أن الفتحة هي ألفٌ قصيرة, والضمة هي واو قصيرة, والكسرة هي ياء قصيرة.
                      فإذَن؛ من اللازم للقارئ أن يفتح فاه عند النطق بالحرف المفتوح كفتحه إياه عند النطق بالألف, وأن يضم شفتيه عند النطق بالحرف المضموم كضمه إياهما عند النطق بالواو, وأن يخفض فاه عند النطق بالحرف المكسور كخفضِه إياه عند النطق بالياء.
                      وما أجمل قولَ الطيبي في منظومته "المفيد في التجويد":
                      وكلُّ مضمومٍ فلن يتمَّا *** إلا بضم الشفتين ضمًّا
                      وذو انخفاضٍ بانخفاضٍ للفمِ *** يَتِم, والمفتوحُ بالفتحِ افهَمِ
                      إذِ الحروفُ إن تكُنْ محرَّكهْ *** يَشْركُها مخرجُ أصلِ الحركهْ
                      أي مخرجُ الواو ومخرجُ الألف *** والياءُ في مخرجها الذي عُرِف
                      فإن تَرى القارئَ لنْ تنطبقَا *** شفاهُه بالضم كُن مُحقِّقا
                      بأنه منتقِصٌ ما ضَمَّا *** والواجبُ النُّطقُ به مُتَمَّا
                      كذاك ذو فتحٍ وذو كسر يجبْ *** إتماُ كل منهما, افهمه تُصِبْ

                      وإن من الأخطاء الشائعة في تلاوة القرآن: عدم فتح الفم بالمقدار المطلوب عند النطق بالحرف المفتوح, وعدم ضم الشفتين بالمقدار المطلوب عند النطق بالحرف المضموم, وعدم خفض الفك بالمقدار المطلوب عن النطق بالحرف المكسور. أو العكس من جميع ذلك. فالإفراط والتفريط مذمومان كلاهما.
                      وإن المقدار المطلوب في كلِّ هذا تضبطُه المشافهة.
                      وكثير ممن يقرؤون القرآن يقع منهم الإخلال بإتمام الحركات إما بالتفريط -وهو الأكثر والأغلب- وإما بالإفراط -وهو قليل-.
                      ومِن أسوإ من رأيتُ في جانب التفريط: خالد الجليّل.
                      والمحيسني أيضًا مسيء في هذا الباب.
                      ولا يحضرني الآن إلا هذان. وسأكمل القائمة فيما بعد -إن شاء الله-

                      تعليق


                      • #41
                        رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

                        السلام عليكم و رحمة الله
                        ماهي الختمات الجيّدة برواية ورش من طريق الأزرق لمن يريد مراجعة القرآن الكريم كلِّه ؟
                        و بارك الله فيكم

                        تعليق


                        • #42
                          رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          ختمة الحصري من أفضل الختمات المسجلة برواية ورش.
                          وهي على حالها لا أظنها تصلح كثيرا للمراجعة؛ لأن تلاوته -رحمه الله- بطيئة, ولكن يمكنك تسريعها إلى مستوى مناسب.

                          تعليق


                          • #43
                            رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

                            الخطأ السادس عشر- قول: (صدق الله العظيم) عند الفراغ من التلاوة
                            في فتاوى اللجنة الدائمة (1- 4/ 150-151):
                            "قول القائل: (صدق الله العظيم) في نفسها حق، ولكن ذِكْرُها بعد نهاية قراءة القرآن باستمرار بدعة؛ لأنها لم تحصل من النبي -صلى الله عليه وسلم!- ولا من خلفائه الراشدين -فيما نعلم-، مع كثرة قراءتهم القرآن. وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم!- أنه قال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وفي رواية: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
                            وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم!
                            اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
                            عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
                            عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
                            وفي موضع آخر (2- 2/ 177):
                            "قول: (صدق الله العظيم) في نهاية التلاوة ليس لها أصل، فالتزامها دائما بدعة يجب تركها؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم!-: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد».
                            وبالله التوفيق، وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم!
                            اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
                            عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
                            بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
                            وقال العلامة ابن باز في فتاويه (7/ 330-331)
                            "اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا: (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم هذا لا أصل له، ولا ينبغي اعتياده، بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة، فينبغي ترك ذلك، وأن لا يعتاده؛ لعدم الدليل، وأما قوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ}؛ فليس في هذا الشأن، وإنما أمره الله -عز وجل- أن يبين لهم صِدْقَ الله فيما بيَّنه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها، وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن، ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته -رضوان الله عليهم!-.
                            ولما قرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شهيدا} قال له النبي صلى الله عليه وسلم: حسبك. قال ابن مسعود: فالتفتُّ إليه فإذا عيناه تذرفان. عليه الصلاة والسلام! أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكورَ في الآية.
                            ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (صدق الله العظيم) بعد ما قال له النبي: حسبك.
                            والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ: (صدق الله العظيم) ليس له أصل في الشرع المطهر، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به". اه بتصرف يسيرـ.
                            وقال في موضع آخر (9/ 344):
                            "المشروع تركُها، تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان من غير قصد فلا يضر، فإن الله صادق في كل شيء -سبحانه وتعالى-، لكن اعتياد ذلك بعد كل قراءة -كما يفعله كثير من الناس اليوم- ليس له أصل كما تقدم" اهـ.
                            وقال في موضع آخر –كما في كتاب: (فتاوى إسلامية) (4/ 36)-:
                            "هذه كلمة شاعت بين الناس وكثرت وليس لها أصل عند أهل العلم في هذا المقام، فينبغي عدم اعتيادها، فهي داخلة في قوله النبي -صلى الله عليه وسلم!-: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد}، فهي أشبه بالبدعة، فإن لم نقل إنها بدعة فهي أشبه بها؛ حيث ملازمتها في كل قراءة، حتى إن بعضهم صار يقرؤها في الصلاة واعتادها.
                            فلم يؤثر عن الرسول -صلى الله عليه وسلم!- ولا عن أصحابه -رضي الله عنهم!- ولا عن سلف الأمة أنهم كانوا إذا فرغوا من القراءة قالوا: (صدق الله العظيم).
                            أما كونها شاعت بين الناس وانتشرت واستحسنتها بعض العقول فهذا لا يكفي في شرعيتها أو استحسانها أو لزومها.
                            لو فعلها الإنسان بعض الأحيان تعظيماً لكتاب الله عندما يقرأ شيئاً يتعجب منه ويظهر له ما به من الخير العظيم يقول: (صدق الله، ما أعظم هذا...) من باب التعجب ومن باب إظهار عظمة كتاب الله فلا بأس، أما اعتياد ذلك عند كل تلاوة فليس لهذا أصل مما علمنا بعد العناية وبعد التتبع وبعد المذاكرة مع أهل العلم" اهـ.
                            وفي أحد أشرطة سلسلة الهدى والنور قرأ العلامة الألباني أواخر سورة الفرقان ثم قال: "ولا أقول: (صدق الله العظيم)؛ لأنه من المعلوم...". اهـ.
                            وفي (فتاوى إسلامية) (4/ 17) و(فتاوى نور على الدرب) (39/ 1-5) قال العلامة ابن عثيمين:
                            "ذكر أهل العلم قاطبةً أن العبادة لا بد فيها من شرطين أساسيين: الإخلاص لله -عز وجل-، والمتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم!-.
                            ولا تتحقق الموافقة والمتابعة إلا بأن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وهيئتها وزمانها ومكانها، فمن تعبد لله تعالى عبادة معلقة بسببٍ لم يجعله الشرع سببا لها؛ فإن عبادته لم تكن موافقة للشرع، فلا تكون مقبولة، وإذا لم تكن موافقة للشرع فإنها بدعة، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام!-: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).
                            وبناء على ذلك فإننا نقول: إن قول الإنسان عند انتهاء قراءته: (صدق الله العظيم لاشك أنه ثناء على الله -عز وجل- بوصفه -سبحانه وتعالى- بالصدق، والثناء على الله بالصدق عبادة، والعبادة لا يمكن أن يتقرب الإنسان بها إلا إذا كانت موافقة للشرع. وهنا ننظر هل جعل الشرع انتهاء القراءة سببا لقول العبد: (صدق الله العظيم)؟ إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا. فلا يسن للإنسان عند انتهاء القرآن الكريم أن يقول: (صدق الله العظيم)، فهو بدعة.
                            فإذا انتهيت من قراءتك فاسكت واقطع القراءة بعد آخر آية تقرءها بدون أن تضيف شيئا.
                            أما أن تقول: (صدق الله العظيم) وهي لم ترد لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم!- ولا عن أصحابه؛ فإن هذا القول يكون غير مشروع.
                            فإن قال قائل أفليس الله يقول: {قل صدق الله}؟
                            فالجواب: بلى، قد قال الله ذلك، ونحن نقول: صدق الله، لكن هل قال الله ورسوله –صلى ملله عليه وسل !-: إذا أنهيتم القراءة فقولوا: (صدق الله العظيم)؟
                            وقرأ عليه ابن مسعود –رضي الله عنه!- من سورة النساء حتى بلغ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شهيدا} قال له النبي -صلى الله عليه وسلم!-: حسبك. ولم يقل: قل: صدق الله العظيم. ولم يقله ابن مسعود أيضا. وكذلك قرأ عنده زيد بن ثابت سورة النجم حتى ختمها ولم يقل له النبي -صلى الله عليه وسلم!-: قل: صدق الله العظيم. ولا قالها أيضا. فهذا دليل على أن قول القائل: (صدق الله العظيم) عند انتهاء القراءة ليس بمشروع.
                            نعم لو فرض أن شيئا وقع مما أخبر الله به ورسوله فقلت: صدق الله، واستشهدتَ بآية من القرآن الكريم؛ فهذا لا بأس به؛ لأن هذا من باب التصديق لكلام الله -عز وجل-، كما لو رأيت شخصا منشغلا بأولاده عن طاعة ربه فقلت: صدق الله العظيم، {إنما أموالكم وأولادكم فتنة}. وما أشبه ذلك مما يستشهد به؛ فهذا لا بأس به" اهـ بتصرف واختصار.
                            وفي معجم المناهي اللفظية (ص 32:
                            "قول القائل: (صدق الله العظيم) ذكرٌ مطلق، فتقييده بزمان أو مكان أو حال من الأحوال لابد له من دليل؛ إذ الأذكار المقيدة لا تكون إلا بدليل. وعليه فإن التزام هذه بعد قراءة القرآن لا دليل عليه، فيكون غير مشروع، والتعبد بما لم يشرع من البدع، فالتزامها والحال هذه بدعة. والله أعلم" اهـ.
                            وفي (فتح الرب الودود) للعلامة أحمد النجمي (2/ 13:
                            "كذلك قول: (صدق الله العظيم) بعد الفراغ من القراءة والتزامُه دائمًا بدعة. أما لو قال الإنسان هذا في بعض الأحيان لمناسبةٍ فلا شيء في ذلك.
                            ومن حيث المعنى فهو صحيح جدًّا، فالله أصدق القائلين، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثًا، إنما التزام اللفظ دائمًا لم يرد، ونحن متبعون لا مبتدعون" اهـ.

                            تعليق


                            • #44
                              رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

                              الخطأ السابع عشر – الإسراع في القراءة إلى حد لا يجوز
                              إن علماءَ القراءةِ قسَّموا تجويدَ القراءةِ بحسب السرعةِ والتمهُّلِ ثلاثةَ أقسام –كما هو معروف-، وأطلقوا على أسرعِها اسمَ (الحَدْر) –بفتح الحاء وسكون الدال-. والحدرُ في اللغة مأخوذ من الانحدار، مصدرُ حَدَرَ يحدُرُ إذا أسرع. فَهُوَ مِنَ الْحُدُورِ الَّذِي هُوَ الْهُبُوطُ، لِأَنَّ الْإِسْرَاعَ مِنْ لَازِمِهِ، بِخِلَافِ الصُّعُودِ.
                              وأما في الاصطلاح فعرفه بعضهم بأنه السرعة في القراءة مع المحافظة على أحكام التلاوة.
                              وعرفه آخرون بأنه القراءة بسرعة وخفّة دون مبالغةٍ إلى حد الخلط.
                              وعرفه ابن الجزري بأنه "عِبَارَةٌ عَنْ إِدْرَاجِ الْقِرَاءَةِ وَسُرْعَتِهَا وَتَخْفِيفِهَا بِالْقَصْرِ، وَالتَّسْكِينِ، وَالِاخْتِلَاسِ، وَالْبَدَلِ، وَالْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ، وَتَخْفِيفِ الْهَمْزِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا صَحَّتْ بِهِ الرِّوَايَةُ وَوَرَدَتْ بِهِ الْقِرَاءَةُ، مَعَ إِيثَارِ الْوَصْلِ، وَإِقَامَةِ الْإِعْرَابِ، وَمُرَاعَاةِ تَقْوِيمِ اللَّفْظِ وَتَمَكُّنِ الْحُرُوفِ، وَهُوَ عِنْدُهُمْ ضِدُّ التَّحْقِيقِ. فَالْحَدْرُ يَكُونُ لِتَكْثِيرِ الْحَسَنَاتِ فِي الْقِرَاءَةِ، وَحَوْزِ فَضِيلَةِ التِّلَاوَةِ، وَلْيَحْتَرِزْ فِيهِ عَنْ بَتْرِ حُرُوفِ الْمَدِّ، وَذَهَابِ صَوْتِ الْغُنَّةِ، وَاخْتِلَاسِ أَكْثَرِ الْحَرَكَاتِ، وَعَنِ التَّفْرِيطِ إِلَى غَايَةٍ لَا تَصِحُّ بِهَا الْقِرَاءَةُ وَلَا تُوصَفُ بِهَا التِّلَاوَةُ، وَلَا يَخْرُجُ عَنْ حَدِّ التَّرْتِيلِ" اهـ بشيء من الاختصار.
                              ويقول الدكتور إبراهيم الجرمي: "وهذُّ القرآن والسرعةُ فيه مذموم إذا أخلّ القارئ بأحكام التلاوة والترتيل، لا سيما إذا قرأه بغير تفكر ولا تدبر. أما إذا روعيت أحكامُ التلاوة مع التفكر والتدبّر، فلا كراهة ولا ذم، فإن الحدرَ مرتبةٌ من مراتب القراءة" اهـ.
                              ويقول العلامة ابن عثيمين: "ولا بأْسَ بالسرعةِ الَّتِي ليس فيها إخْلالٌ باللفظِ بإسْقاط بعضِ الحروفِ أوْ إدغام ما لا يصح إدْغامُه. فإنْ كان فيها إخلالٌ باللفظِ فهي حرَامٌ؛ لأنها تغييرٌ للقرآنِ" اهـ.
                              ويقول الدكتور غانم الحمَد: "العلماء لا يمنعون من القراءة السريعة مطلقا، وقد نصوا على أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، كما أنه يختلف لاختلاف حال الشخص في النشاط والضعف والتدبر والغفلة" اهـ.
                              فبان مما سبق أن ما يفعله بعض القراء في المراجعة وفي صلاة التراويح ونحوِ ذلك - مِن الإفراط في الإسراع أن هذا أمرٌ مذموم. بل وصل الحال ببعضهم أنه يتباهى بأنه يقرأ الجزءَ في ربع ساعةٍ أو نحوِها! وآخر يتباهى بأنه قرأ كذا وكذا من الآيات في نفسٍ واحدٍ! وآخر يتباهى بأنه يصلي بالجزء في صلاة التراويح في أقل من ساعة! وآخر يتباهى بأنه ختم ختمتين في يوم واحد ... إلى غير ذلك مما نراه ونسمعه –ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
                              قال ابنُ مسعودٍ –رضي الله عنه!- عندما قال له رجلٌ إِنِّي أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ – قال: "هَذًّا كَهَذِّ الشعر؟! إن قوما يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ فَرَسَخَ فِيهِ نَفَعَ".
                              وَأَخْرَجَ الْآجُرِّيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أنه قَالَ: "لَا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ، ولا تهذوه هذَّ الشِّعْرِ".
                              قال الخطابي: "الهذ سرعة القراءة، وإنما عاب عليه ذلك؛ لأنه إذا أسرع القراءة ولم يرتلها فاته فهمُ القرآن وإدراكُ معانيه" اهـ.
                              وقال ابن عاشور: "لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَنْشَدُوا الْقَصِيدَةَ أَسْرَعُوا لِيَظْهَرَ مِيزَانُ بَحْرِهَا، وَتَتَعَاقَبَ قَوَافِيهَا عَلَى الْأَسْمَاعِ" اهـ.
                              وقَالَ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ: "وَاتَّفَقُوا عَلَى كَرَاهَةِ الْإِفْرَاطِ فِي الْإِسْرَاعِ".
                              قَالُوا: وَقِرَاءَةُ جُزْءٍ بِتَرْتِيلٍ أَفْضَلُ مِنْ قراءةِ جزأين فِي قَدْرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ بِلَا تَرْتِيلٍ.
                              قَالُوا: وَاسْتِحْبَابُ التَّرْتِيلِ لِلتَّدَبُّرِ، وَلِأَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الْإِجْلَالِ وَالتَّوْقِيرِ، وَأَشَدُّ تَأْثِيرًا فِي الْقَلْبِ، وَلِهَذَا يُسْتَحَبُّ لِلْأَعْجَمِيِّ الَّذِي لَا يَفْهَمُ مَعْنَاهُ.
                              وَقال ابن الجزري: "اخْتُلِفَ هَلِ الْأَفْضَلُ التَّرْتِيلُ وَقِلَّةُ الْقِرَاءَةِ، أَوِ السُّرْعَةُ مَعَ كَثْرَتِهَا؟
                              فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّ كَثْرَةَ الْقِرَاءَةِ أَفْضَلُ، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!-: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا..." الْحَدِيثَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: "كُلُّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ"، وَلِأَنَّ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ!- قَرَأَهُ فِي رَكْعَةٍ، وَذَكَرُوا آثَارًا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ السَّلَفِ فِي كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ.
                              وَالصَّحِيحُ بَلِ الصَّوَابُ مَا عَلَيْهِ مُعْظَمُ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ، وَهُوَ أَنَّ التَّرْتِيلَ وَالتَّدْبِيرَ مَعَ قِلَّةِ الْقِرَاءَةِ أَفْضَلُ مِنَ السُّرْعَةِ مَعَ كَثْرَتِهَا; لِأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ الْقُرْآنِ فَهْمُهُ وَالتَّفَقُّهُ فِيهِ وَالْعَمَلُ بِهِ، وَتِلَاوَتُهُ وَحِفْظُهُ وَسِيلَةٌ إِلَى مَعَانِيهِ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ مَنْصُوصًا عَنِ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -.
                              وَسُئِلَ مُجَاهِدٌ عَنْ رَجُلَيْنِ قَرَأَ أَحَدَهُمَا الْبَقَرَةَ وَالْآخَرُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ فِي الصَّلَاةِ، وَرُكُوعُهُمَا وَسُجُودُهُمَا وَاحِدٌ، فَقَالَ: الَّذِي قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَحْدَهَا أَفْضَلُ.
                              وَلِذَلِكَ كَانَ كَثِيرٌ مِنَ السَّلَفِ يُرَدِّدُ الْآيَةَ الْوَاحِدَةَ إِلَى الصَّبَاحِ، كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!-.
                              وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَزَلَ الْقُرْآنُ لِيُعْمَلَ بِهِ، فَاتَّخِذُوا تِلَاوَتَهُ عَمَلًا.
                              وَرُوِّينَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ -رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ!- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَأَنْ أَقْرَأَ فِي لَيْلَتِي حَتَّى أُصْبِحَ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} وَ{الْقَارِعَةُ} لَا أَزِيدُ عَلَيْهِمَا وَأَتَرَدَّدُ فِيهِمَا وَأَتَفَكَّرُ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَهُذَّ الْقُرْآنَ هَذًّا -أَوْ قَالَ: أَنْثُرَهُ نَثْرًا-.
                              وَأَحْسَنَ بَعْضُ أَئِمَّتِنَا -رَحِمَهُ اللَّهُ!- فَقَالَ: إِنَّ ثَوَابَ قِرَاءَةِ التَّرْتِيلِ وَالتَّدَبُّرِ أَجَلُّ وَأَرْفَعُ قَدْرًا، وَإِنَّ ثَوَابَ كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ أَكْثَرُ عَدَدًا. فَالْأَوَّلُ كَمَنْ تَصَدَّقَ بِجَوْهَرَةٍ عَظِيمَةٍ، أَوْ أَعْتَقَ عَبْدًا قِيمَتُهُ نَفِيسَةٌ جِدًّا، وَالثَّانِي كَمَنْ تَصَدَّقَ بِعَدَدٍ كَثِيرٍ مِنَ الدَّرَاهِمِ، أَوْ أَعْتَقَ عَدَدًا مِنَ الْعَبِيدِ قِيمَتُهُمْ رَخِيصَةٌ" اهـ بتصرف.
                              وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم!-: "من قرأ القرآن في أقلَّ من ثلاثٍ؛ لَمْ يفقَهْهُ".
                              قال الألباني: "وهذا نص عام شامل لجميع الأشخاص، وفيه التقدير بثلاث ليال" اهـ.
                              وذكر أن ابنَ نصرٍ ذكر عن ابن مسعود أنه قال: "من قرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ فهو راجز. هَذٌّ كهَذِّ الشعر، ونثر كنثر الدَّقَل". ثم قال الألباني: "فالحق أنه لا يجوز قراءةُ القرآن في أقلَّ من ذلك. وهو اختيارُ الإمامِ أحمد وغيرِه من الأئمة". ثم نقل عن الحافظ ابن كثير أنه قال: "وثبت عن كثير من السلف أنهم قرءوا القرآن في أقل من ذلك، وهو محمول على أنه ما بلغهم في ذلك حديث مما تقدم، أو أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرؤونه مع هذه السرعة". ثم قال معلقا: "والجواب الصحيح هو الأول".
                              وروى إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إنى سريع القراءة، وإنى أقرأ القرآن فى ثلاث. فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فَأَدَّبَّرهَا وأُرَتِّلهَا؛ أحب إلى من أن أقرأ كما تقول.
                              وعن حجاج عن شعبة, وحمَّاد بن سلمة عن أبي جمرة، عن ابن عباس نحوَ ذلك، إلا أن فى حديث حمَّاد: "أَحَبُّ إليَّ من أن أقرأ القرآن أجمعَ هَذْرَمَة" أي أحب من أن أقرأه كلَّه هذرمةً". وفي لفظ: "لَأَنْ أقرأ بسورة واحدةٍ أعجبُ إليَّ مِن أن أفعل مثل الذي تفعل، فإن كنت فاعلًا لا بُدَّ؛ فاقرأه قراءةً تسمع أذنيك ويعيه قلبك". اهـ.
                              والنصوص في هذا المقام كثيرة، ولكن أرجو أن الفكرة قد وصلت بما نُقِل.

                              تعليق


                              • #45
                                رد: تحذير النابهين مما يفعلُه بعضُ القُرَّاء المحدَثين

                                جزاك الله خيرًا على الموضوع القيّم أخي أبا عبد الرحمن
                                ومن أسماء القراء الذين يقعون في التلحين:
                                -سلمان العتيبي
                                -محمد اللحيدان

                                تعليق

                                يعمل...
                                X