إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

تحذير الفتيان من العلاقات العاطفية مع الفتيات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [نصيحة] تحذير الفتيان من العلاقات العاطفية مع الفتيات


    وبعد : فهذه المشاركة استجابة لطلب بعض الإخوة ـ حفظهم الله ـ في إرفاق ملف مطوية الموضوع في ملف وورد ، وإظهار نصّها على صفحات شبكتنا تيسيرا للباحثين ، نسأل الله أن ينفعنا بها ...

    نص الرسالة الثانية : وهي الموجهة للفتيان والتي هي بعنوان : (( ترى .. من هذه ؟)) :


    سلامٌ عليكَ ورحمة الله وبركاته وبعد : من هذه التي معكَ؟.. أختُكَ؟.. أم زوجتُكَ؟.. أم من تكونُ يا تُرى؟.. لا تقل لي صديقتي!! فإنّ الصّداقاتِ الغراميّةِ بين الشّبابِ والفتياتِ، واتخاذِ بعضِهم لبعضٍ أخدانًا وخليلاتٍ، ظاهرةٌ غريبةٌ على كلّ من يدينُ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، ظاهرةٌ قلّد فيها شبابُنا شبابَ الكفّارِ، واتّبعَ فيها أبناؤُنَا الفسّاقَ والفجّارَ ، ظاهرةٌ تُنبئُ عن فسادِ أخلاقِ الشّبابِ والشّابّاتِ، وتهدّد بهدمِ البيوتِ والمجتمعاتِ .
    أيّها الشّاب : هلاّ أخبرتَنا .. ماذا تريدُ من صداقَتِكَ لها؟ وإِلاَمَ ترمي من علاقتِكَ معها؟.. تريدُ أن تخطب؟.. فما هذا سبيل الخُطّاب، أم تريد أن تلعب؟.. فما هذه أخلاقُ من يؤمنون باللهِ، ويخافون يوم الحسابِ .
    أيّها الشّاب : لا تحسبنَّ الرّجولةَ في بنتٍ تُصادقُها، أو فتاةٍ تخادنهُا، فلئن كانت هذه هِيَ الرّجولةُ، فبئسَ الرّجولةُ هِي، رجولةٌ .. تركها أصحاب محمّد صلّى وسلّم عليه الله، وتركها التّابعون رحمهم الله، وتركها الصّالحون من عباد الله، إنّما الرّجولة حقًّا في مدى تمسُّككَ بدينكَ وغَيرتكَ عليه، وإنّما الرّجال صدقاً ﴿رِجالٌ لا تلْهِيهِمْ تِجارةٌ ولا بيْعٌ عنْ ذِكْرِ اللّهِ وإِقامِ الصّلاةِ وإِيتاءِ الزّكاةِ يخافون يوْمًا تتقلّب فِيهِ الْقلوب والْأبْصار﴾ وليس من يُصرُّ على هذه العلاقاتِ ممّن يخافُ يوم القيامةِ، يومٌ .. تتقلبُ فيه القلوبُ والأبصارُ، فهل يكون رجلاً؟ أبداً والله .
    أيّها الشّاب : لئن عرفتُكَ رجلاً فاذهب إلى أهلها خاطباً، وافعل كما قال ربّكَ :﴿وأْتوا الْبيوت مِنْ أبْوابِها واتّقوا اللّه لعلّكمْ تفْلِحون﴾ ، فإنَّ النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال :«لَمْ يُرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ» رواه ابن ماجه وصحّحه الألباني، و إلاّ فدع عنك لعبَ الصبيانِ، حتّى تكون رجلاً أهلاً للزّواجِ ومسؤولياتِه، بل دع عنك اتّباعَ خُطواتِ الشّيطانِ، فإنّه وإن كان كيدُه ضعيفاً، فليس هو بالذي يأمُرك بالفاحشةِ من أوّل وَهْلةٍ، بل إنَّ له خطواتٍ يستدرجك بها إليها، قد كشفها لك ربّك، وحذّرك منها خالقُك فقال :﴿يا أيّها الّذِين آمنوا لا تتّبِعوا خطواتِ الشّيْطانِ ومنْ يتّبِعْ خطواتِ الشّيْطانِ فإِنّه يأْمر بِالْفحْشاءِ والْمنْكرِ ﴾ فهلّا أخذتَ بتحذيرِ ربّكَ، مثبتاً صدق إيمانكَ به؟ أيّها الشّاب: كأنّي بكَ تقول : لم كلُّ هذا التّشنيع؟ ولم كلّ هذا التّقريع؟ وأين الحرجُ في علاقتي معها؟
    ألا فلا تخادعنَّ نفسك بادّعاءِ الجهلِ بحُرمةِ هذه العلاقاتِ، فلئن كنتَتجهلُ فتلكَ مصيبةٌ، ولئن كنتَ تعلمُ فالمصيبةُ أعظمُ .
    أيّها الشّاب : إنّ الحقيقةَ الـمُرّةَ التي لا ينبغي أن يُنكرَها إلاّ من أراد أن يغطّيَ ضوءَ الشّمسِ بغربالٍ؛ أنّه ليس وراء هذه الصّداقاتِ الغراميّةِ، والعلاقاتِ العاطفيّةِ بين الجنسينِ، إلاّ المتعةُ المحرّمةُ والتّقربُ من الفاحشةِ، ولْتعلم أخي الشّاب أنّ ربّك ـ عزّوجل ـ لم يكتف بنهيك عن الوقوع في فاحشة الزّنا فحسب، بل حذّركَ مع ذلك فقال :﴿ ولا تقْربوا الزِّنا إِنّه كان فاحِشةً وساء سبِيلًا﴾ فنهاك عن كلِّ وسيلةٍ تقرّبُ من الزّنا، وكلّ سببٍ يدعو إلى الخطإِ والخَـناَ؛ من الخلوةِ والمخالطةِ، والمصادقةِ والمغازلةِ .
    • فيا أيّها الشّاب : كيف لا تكون هذه العلاقاتُ محرّمةً، وهي لا تخلو من حرامِ النّظر، والتّضييعِ لغضِّ البصرِ، المأمورِ به في مثلِ قوله ـ عزّوجل :﴿ قلْ لِلْمؤْمِنِين يغضّوا مِنْ أبْصارِهِمْ ويَحفظوا فرُوجهم﴾ ؟
    كيف لا تكون هذه الصّداقاتُ محرّمةً، وهي لا تنجو من الخلوةِ الحرامِ، والنّبي
    ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول :«ما خلا رجلٌ بامرأة إلاّ كان الشّيطان ثالثهما»رواه التّرمذي وصحّحه الألباني، وما عسى الشّيطانُ ـ يا تُرى ـ أن يفعلَ إن حضرَ ؟!!
    كيف لا تكونُ هذه العلاقاتُ محرّمةً، وهي لا تخلو من اللّمسةِ الحرامِ، فها أنتم تُلَطّخُونَ أيديَكم بمصافحةِ بعضكم بعضًا، والنّبي
    ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول :«لأَن يُطعنَ في رأسِ أحدكم بمخيطٍ من حديدٍ خيرٌ له من أن يمسّ امرأةً لا تحلّ له» رواه الطبراني وصحّحه الألباني، وإيّاك أيّها الشّاب، ثمّ إيّاك أن تقول لمن ينهاك عن هذا أنّه ( معقّدٌ، وغير متفتّح )!!.. فإنّكَ بهذا تتّهمُ خيرَ البشرِـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بهذه الألقابِ القبيحةِ، لأنّه هو الذي نهاكَ عن ذلك، وهو الذي كان يقول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ :«إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ» رواه النسائي وصححه الألباني ، وهو الذي قالت عنه أمّ المؤمنين عائشةُ ـ رضي الله عنها :« والله ما مسّت يدُه يدَ امرأةٍ قطُّ » رواه البخاري .
    • أيّها الشّاب
    : كيف لا تكونُ هذه الصّداقاتُ محرّمةً، وهي علاقةٌ مع من حذّركَ أنصحُ البشرِ
    ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من فتنتهنّ فقال :«ما تركتُ بعدي فتنةً أضرّ على الرِّجالِ من النّساء» متفق عليه .
    أيّها الشّاب : إنّ عدوّك الشّيطان، حين يزيّنُ لك هذه العلاقاتِ، ويجعلك تتلذّذُ بها، لا تظنَّ أنّه يفعلُ ذلك لأجل مصلحتك؟ كلاّ وألفُ كلاّ .. ﴿إِِنّمَا يدْعو حِزْبهُ لِيكُونُوا مِنْ أصْحابِ السّعِيرِ﴾، إنّما يريدُ أن يمنعكَ كما ـ أخرج أبويك ـ من الجنّة، فإن ظفر منك بالفاحشةِ الكبرى، التي قال عنها الإمام أحمدؒ :«لا أعلمُ بعد قتلِ النّفسِ ذنباً أعظم من الزّنا» فقد فازَ وخسرتَ، ولئن لم يظفر فلن تسلم من محرّماتٍ تقعُ فيها، ومنكراتٍ تتوسّخُ بها، كما قال نبيُّك
    ـ صلّى الله عليه وسلّم : «الْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ» متفق عليه واللفظ لمسلم .
    أيّها الشّاب: أين حياؤُكَ من الله، وأين خوفك منه؟ حين جعلته أهونَ النّاظرين إليكَ، وتخلَّيْتَ عن حلّةِ الحياءِ، وقد قال النّبيّ
    ـ صلّى الله عليه وسلّم :« الحياء والإيمان قُرنَا جميعاً فإذا رُفع أحدُهما رُفع الآخر » رواه البخاري في الأدب وصحّحه الألباني .
    أيّها الشّاب: أين حياؤُك من عباد الله؟ وأين غيرتُك على عرضك أن يتكلّم فيه النّاس؟ حين نراك تجاهرُ أمام الملإِ بهذه العلاقاتِ الوضيعةِ، جريًا وراء الشّهواتِ، وسعيًا في سُبل الغفلاتِ، وما أشدّ خطيئتَكِ حين تجاهرُ بالمنكراتِ، ونبيّك
    ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قد قال :«كلّ أمّتي معافى إلاّ المجاهرون » متفق عليه، واقرأ ما قال ابن القيّم ؒ في معنى حرمان العافية لمن جاهر بالمنكر، وهو يعدّد الآثار السّيئة للذّنوب والمعاصي: (( ومنها: أنّه ينسلخُ من القلبِ استقباحُها، فتصير له عادةً، فلا يستقبحُ من نفسه رؤيةَ النّاسِ له، ولا كلامَهم فيه، وهو عند أربابِ الفسوقِ هو غايةُ التّفكّهِ وتمامُ اللّذةِ، حتّى يفتخرَ أحدهم بالمعصيةِ، ويحدّثَ بها من لم يعلم أنّه عملها فيقول: يا فلان عملت كذا وكذا، وهذا الضربُ من النّاس لا يعافَوْن، وتسدّ عليهم طريق التّوبة، وتُغلق عنهم أبوابها في الغالب )) ا الجواب الكافي، وما من عجبٍ فقد قالها خيرُ البريّة ـ صلّى الله عليه وسلّم :« إذا لم تستح فاصنع ما شئت » رواه البخاري .
    أيّها الشّاب: تذكّر كلّما أردت أن تكلّم خليلتكَ، تذّكر كلّما أردت أن تقابلَ صديقتَك، تذكّر قصّة ذلك الشّاب الذي أتى النّبي
    ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فقال :(( يا رسول الله اِئذن لي في الزّنا، فقال له رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: أتحبّه لأمّك؟ لأختك؟ لعمّتك؟ لخالتك؟ قال: لا، قال : وكذلك النّاس لا يحبّونه لأمّهاتهم وأخواتهم وخالاتهم وعمّاتهم، ثمّ وضع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يده على صدرِه، وقال: اللّهم كفّر ذنبه وطهِّر قلبه وحصِّن فرجه، فلم يكن الفتى يلتفتُ بعد ذلك إلى شيء )) رواه أحمد، ذلك أنّ في قلبه غيرةً وشهامةً، فأينَ غيرتُك وشهامتُك من غيرتِه وشهامتِه؟
    أيّها الشّاب: إنّك ولا شكّ لا ترضى لأمِّك أو أختِك، أو ابنتِك ـ مستقبلاً ـ أو إِحدى قريباتِك، أن تكونَ على علاقةٍ مشبُوهةٍ مع غريبٍ، أو صداقةٍ مزعومةٍ مع حبيبٍ، فكيف ترضى لبناتِ النّاسِ أن يكُنَّ معكَ على ذلك؟!.. أما تَعي قولَ نبيّك
    ـ صلّى الله عليه وسلّم :«لا يؤمنُ أحدكم حتّى يحبَّ لأخيه ما يحبّ لنفسه» متفق عليه، أما تريدُ أن تُزحزحَ عن النّار وتدخلَ الجنّة، فإنّ رسولك ـ صلّى الله عليه وسلّم ـقال :«من أحبَّ أن يُزحزحَ عن النّارِ ويُدخل الجنّةَ، فلْتأتِه منيّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ولْيأتِ إلى النّاس الذي يحبّ أن يُؤتَى إليه» متفق عليه .

    • فإن كنت ممّـن يغارُ على أهلِه، فاحذر من أن تصرَّ على ما أنت عليه، وإلاّ فأبشر بجزاءٍ من جنسِ عملِك، فإنّه كما تدينُ تدان، وكما وقعتَ في أعراضِ بناتِ النّاسِ، بمصادقتهِنّ ومخادنتهِنّ، فلا تضمننَّ أن تقع ابنتك أو إحدى قريباتِك فيما وقعْتَ أنتَ فيه مع قريبَاتِ غيرك، ولا تأمننّ أن يبتليك الله بزوجةٍ كانت لها من العلاقاتِ المشبوهةِ مع غيركَ كما كان لكَ، فالله ـ عزّ وجلّ ـ يقول:﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخبِيثِين والخَبِيثُونَ للْخبِيثَاتِ ﴾، وقال الإمامُ الشّافعيُّ ؒ:

    عُفُّوا تَعفُّ نساؤُكم في المحرمِ *** وتجنبوا ما لا يليقُ بمســلمِ
    إنَّ الزّنى دَينٌ فـإِن أقرضته *** كان الوفا من أهلِ بيتك فاعلمِ

    وتذكّر أنّ :«الْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا».
    ولا تقولنّ : أتوبُ قبل أن أتزوّج أو قبل أن أُرزق بِنتاً! .. فإنّك لا تضمنُ أن يقبلَ الله توبتَك وأن لا يبتليَك، فسارع بالتّوبةِ بارك الله فيك ؟!
    • أمَا وإن كنت ممن لا غيرةَ له على أهلِه، فيرضى أنْ يكون لهنَّ أخدانٌ وأصحابٌ، فأبشر بوسامِ الدّياثةِ التي قال عن أصحابها النّبي
    ـ صلّى الله عليه وسلّم :«ثلاثةٌ لا يدخلون الجنّة :العاقُّ لوالديه والدَّيوثُُ والرّجلةُ» أخرجه البزّار وصحّحه الألباني.
    ... عجبا لك
    أيّها الشّاب إخوانُك في القدسِ يُقتّلون، وفي بورما يُعذّبون، وفي سوريا يُشرّدون، وفي العراقِ يُذلّون، وأنت في لجج العشقِ غارق، وفي قفار الغفلة تائه، فتارة من الحبِّ مجروحٌ، ومرّةً بألم الفراقِ مهمومٌ، وفي أخرى من حرارة الشّوق مغمومٌ، ﴿ قلْ نار جهنّم أشدّ حرًّا لوْ كانوا يفْقهون﴾ .
    فيا أيّها الشّاب: تُبْ إلى ربّك، واندم على تفريطك، واشغل نفسك بما ينفعكَ وينفع أمّتكَ، فإنّ الله ما خلقك عبثاً، ولن يترُككَ سدًى :


    . قد هيّأوك لأمرٍ لو فطنت له *** فارْبأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ

    أيّها الشّاب
    : تُبْ إلى ربّك، واحذر سوءَ الخاتمةِ، فإنّه من شبّ على شيءٍ شاب عليه، ومن شاب على شيءٍ مات عليه، ومن مات على شيءٍ بُعِثَ عليه، قال النّبي
    ـ صلّى الله عليه وسلّم يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ » رواه مسلم.
    أيّها الشّاب: تُبْ إلى ربّك قبل أن يفاجئك الموتُ فتندمَ ولا ينفع النّدم، تندمُ حين ترى تلك العلاقةَ القويّةَ في الدّنيا التي كانت تربطكَ بمحبوبتِكَ، قد زالت وتحوّل بعضكم لبعضٍ أعداءً، مصداقُ ذلك قولُ المولى
    ـ عزّوجل :﴿الْأخِلّاءُ يوْمئِذٍ بعْضهمْ لِبعْضٍ عدوٌّ إِلّا الْمتّقِين﴾، فأيُّ عاقلٍ يعرفُ هذا ثمّ يصرُّ على علاقاتِه العاطفيّةِ الباطلةِ، وصداقاتهِ الشّهوانيّةِ الزّائفةِ ؟؟
    أيّها الشّاب: تُبْ إلى ربّك، ولا تغترَّ بإمهالِ الله
    ـ عزّوجل ـ لك، فإنّ الله يُمهلُ ولا يُهملُ، وتذكّر أنّ هناك يوماً سوف تكون فيه رهينَ عملِك،وكسيرَ ذنوبِك، فتُحاسبَ على النّقيرِ والقطميرِ، والصغيرِ والكبيرِ .
    ألا
    أيّها الشّاب المبارك لا تكن أسيرَ شهوتِك، بل كنْ رجلاً مؤمناً يفكّر بعقله، وكنْ شابّاً مسلماً ينقادُ لأمر ربّه، واعلم أنَّ اللّذةَ تذهب، ويبقى العار والذّنب:


    فنى اللّذاذةُ ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الذّل والعارُ .
    تبقى عواقبُ سوءٍ في مغبّتها *** لا خير في لذّةٍ من بعدها النّارُ



    نسأل الله تعالى أن يطهّر قلوبنا، ويصلح ظواهرنا، ويكفّر عنّا سيّئاتنا، ويتوب علينا، وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيّنا محمد وآله وصحبه .



    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الهيثم شعيب العلمي; الساعة 12-Feb-2013, 03:44 AM.
يعمل...
X