إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الكرامات لا تدل على سلامة المنهج - تنبيه لمحبي إخواننا في دار الحديث بدماج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] الكرامات لا تدل على سلامة المنهج - تنبيه لمحبي إخواننا في دار الحديث بدماج

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فما زلنا في هذه الفتنة التي عمت البلاد اليمنية بل وبعض بلاد العالم والتي تولى كبرها الشيخ يحيى الحجوري –هداه الله للحق ورده إليه- ما زلنا نرى فيها بين كل حين وآخر هوىً محموما يهوي بأصحابه إلى مقالات أهل الأهواء والبدع، فتجدهم تارةً يشككون في بعض شروط التكفير واستحلال الدماء لغرض الطعن في بعض مشايخنا [1]،وأخرى يشككون في شروط الجهاد ، ومرة يفتون جميع الشباب في البلاد اليمنية بفرضية الجهاد على الأعيان ويأمرونهم بالسفر ولو بغير رضى الوالدين، ومرة يشككون في شروط جهاد الطلب حتى قال أحدهم : سنلاحق الرافضة ولو إلى أقاصي الأرض" وبنحو هذه العبارة قال كثير في محاضرات ودروس وخطب رنانة، ولا أدري تحت أي جهاد دفع تدخل هذه العبارة ومثيلاتها، ونجدهم تارة قد أصابتهم لوثة الطعن في الحكام فيطعنون في ولاة الأمر بحجة أنه حوثي متستر وما إلى ذلك من الطعون، بل كنت أسمع وغيري عن أخبار بعض الصغار العائدين من (كتاف) فنجد بعضهم يقدح في ولاية الرئيس وأنّ الأمور اضطربت فلم يَعُد ثَمّ حاجة لإذنه [2] وحقيقة لا أدري هل هذا من كيسهم أم من كيس بعض التكفيريين الموجودين في كتاف؟![3] ، ثم نجدهم تارة يسلكون مسلك أبي الفتن المأربي المصري الذي كان يدافع عن أخطائه بتلمس أخطاء من سبقه من العلماء ، وهكذا وجدنا هؤلاء يتلمسون لشيخهم المخارج "قال فلان" و" ذكر علان" ، ووالله إنّ الأمر أهون من هذا، قل (أخطأت) (زل لساني) (سبق قلمي) (وهمت) (فهمت خطأ) ( ظننت ظنا وأنا أتوب إلى الله) وانتهى الأمر ، لكن "
    الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ" فتكبرٌ على الحق وطعن في الناس وتهوين من أمرهم فشيخه (ضعيف في العلم) وذاك (واعظ لا أكثر ولا أقل) وذاك (لا يعرف من الفتن شيئا إلا وهي مدبرة) وذاك (لا يصلح للفتوى) وهكذا تهوين من أمر علماء السنة ودعاتها في مختلف الأمصار.
    ثم أخيرًا وجدنا بعض الشباب الأغمار يصيحون بكرامات الشهداء ، ونحن نصدقهم ولا نكذبهم ونفرح بذلك ولا نحزن، لكن الباطل هو الاستدلال بها على صحة طعنهم في العلماء وانحراف سيرهم عن منهج السلف وجادة الصواب ، فلم تكن خوارق العادات يوما عند أهل السنة دليلا على صحة المعتقد وسلامة المنهج، بل هذه طريقة منحرفة سلكها المتصوفة قديما وحديثا، وتابعهم أهل التكفير من "تنظيم القاعدة" ونحوهم حديثا، وما كتاب عبد الله عزام –رحمه الله- "آيات الرحمن في جهاد الأفغان" ببعيد .

    وانظر يا طالب الإنصاف ما روى مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ: قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: إِنَّ
    صَاحِبَنَا اللَّيْثَ-أي ابن سعد- كَانَ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَلَا تَغْترُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِضُوا أَمْرَهُ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ؟ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : قَصَّرَ اللَّيْثُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- ، بَلْ إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ، وَيَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ ، فَلَا تَغْترُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِضُوا أَمْرَهُ عَلَى الْكِتَاب وَالسُّنَّة [أورده ابن كثير في تفسيره وغيره، ونقله جماعة من الصوفية عن الجنيد كما أشار العلامة تقي الدين الهلالي–رحم الله الجميع-]

    وَروى أَبوْ نعَيْمٍ في "الحِليَةِ" بسنده عن
    أَبي يَزِيْدَ البسْطامِيُّ:لوْ نظرْتُمْ إلىَ رَجُل ٍ أُعْطِيَ مِنَ الكرَامَاتِ ، حَتَّى يرْفعَ فِي الهوَاءِ : فلا تَغْتَرُّوْا بهِ ، حَتَّى تَنْظرُوْا كيْفَ تجدُوْنهُ عِنْدَ الأَمْرِ وَالنَّهْيِّ ، وَحِفظِ الحدِ وَأداءِ الشَّرِيْعَة [10/40]

    قال ابن تيمية –رحمه الله-:
    "ولهذا
    اتفق أولياء الله على أن الرجلَ لو طارَ في الهواءِ أو مَشَى على الماء لم يُعتَبر حتَّى يُنظَر متابعتُه لأمرِ الله ونهيِه. فإن هؤلاء يستلزم أقوالهم أن يجعلوا كثيرًا من المشركين وأهل الكتاب - اليهود والنصارى - من أولياء الله المتقين، فإن لهؤلاء خوارق كثيرة، فمن أنكر وجودَها كان كمن أنكر خوارقَ الأولياء وأنكر السحرَ والكهانةَ، ومن أقرَّ بوجودِها وجعلَها دليلاً على أنّ صاحبَها وليّ لله فهو جَعَلَ خوارقَ السحرةِ والكهّانِ دليلاً على أنهم أنبياء وأولياء الرحمن، وكلا القولين يوجب الخروجَ عن دينِ الإسلام، والخروجَ من النور إلى الظلام." [جامع المسائل 1/97]

    ونحن لا نقول أنّ ما وقع لأخواننا هو من جنس خوارق السحرة والكهان حاشا لله، وبرأهم الله من مشابهتهم، ولكنا نقول إنّ الكرامة لا تدل على كمال الاتباع، بل تقع الكرامة أحيانا بالنظر إلى حال المُخالف ولو كان في المُتبع بعض –بل كثير من - النقص والانحراف ، وحينئذ تدل على أن صاحب هذه الكرامات على الحق في مقابل الطرف الآخر.

    قال ابن تيمية –رحمه الله-:
    لكن قد [تدل] الخوارق على أنّ هؤلاء على الحقّ، دون هؤلاء؛ لكونهم من أتباع الأنبياء؛ كما قد [يتنازع] المسلمون والكفار في الدين؛ فيؤيّد الله المؤمنين بخوارق تدل على صحة دينهم؛ كما صارت النار على أبي مسلم برداً وسلاماً؛ وكما شرب خالد السمّ، وأمثال ذلك. فهذه الخوارق هي من جنس آيات الأنبياء.
    وقد يجتمع كفار،
    ومسلمون، ومبتدعة، وفجّار؛ فيؤيّد هؤلاء بخوارق تعينهم عليها الجنّ و [الشياطين] ، ولكن جنهم وشياطينهم أقرب إلى الإسلام؛ فيترجّحون بها على أولئك الكفار عند من لا يعرف النبوّات؛ كما يجري لكثيرٍ من المبتدعة، والفجّار، مع الكفّار؛ مثل ما يجري للأحمدية، وغيرهم، مع عبّاد المشركين البخشيّة قدّام التتار، كانت خوارق هؤلاء أقوى لكونهم كانوا أقرب إلى الإسلام.
    وعند من هو أحق بالإسلام منهم لا تظهر خوارقهم، بل تظهر خوارق من هو أتمّ إيماناً منهم.
    وهذا يُشبه ردّ أهل البدع على الكفّار بما فيه بدعة؛ فإنّهم وإن ضلّوا من هذا الوجه، فهم خير من أولئك الكفار، لكن من أراد أن يسلك إلى الله على ما جاء به الرسول يضرّه هؤلاء، ومن كان [حائراً] نفعه هؤلاء.
    بل كلام أبي حامد ينفع المتفلسف ويصير أحسن؛ فإنّ المتفلسف يُسلم به إسلام الفلاسفة، والمؤمن يصير به إيمانه مثل إيمان الفلاسفة. وهذا [أردأ] من هذا، بخلاف ذاك. ا.هــــ كلامه [النبوات 1/ 160]

    وقال:
    وَحَكَى ذَلِكَ الشَّيْخُ أَنَّهُ كَانَ مَرَّةً عِنْدَ بَعْضِ أُمَرَاءِ التتر بِالْمَشْرِقِ وَكَانَ لَهُ صَنَمٌ يَعْبُدُهُ قَالَ: فَقَالَ لِي: هَذَا الصَّنَمُ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ كُلَّ يَوْمٍ وَيَبْقَى أَثَرُ الْأَكْلِ فِي الطَّعَامِ بَيِّنًا يُرَى فِيهِ فَأَنْكَرْت ذَلِكَ فَقَالَ لِي إنْ كَانَ يَأْكُلُ أَنْتَ تَمُوتُ؟ فَقُلْت نَعَمْ قَالَ فَأَقَمْت عِنْدَهُ إلَى نِصْفِ النَّهَارِ وَلَمْ يَظْهَرْ فِي الطَّعَامِ أَثَرٌ فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ التتري وَأَقْسَمَ بِأَيْمَانِ مُغَلَّظَةٍ أَنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ يُرَى فِيهِ أَثَرُ الْأَكْلِ لَكِنَّ الْيَوْمَ بِحُضُورِك لَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ.
    فَقُلْت لِهَذَا الشَّيْخِ: أَنَا أُبَيِّنُ لَك سَبَبَ ذَلِكَ. ذَلِكَ التتري كَافِرٌ مُشْرِكٌ وَلِصَنَمِهِ شَيْطَانٌ يُغْوِيه بِمَا يُظْهِرُهُ مِنْ الْأَثَرِ فِي الطَّعَامِ
    وَأَنْتَ كَانَ مَعَك مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ وَتَأْيِيدِ اللَّهِ تَعَالَى مَا أَوْجَبَ انْصِرَافَ الشَّيْطَانِ عَنْ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ بِحُضُورِك وَأَنْتَ وَأَمْثَالُك بِالنِّسْبَةِ إلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ الْخَالِصِ كالتتري بِالنِّسْبَةِ إلَى أَمْثَالِك فالتتري وَأَمْثَالُهُ سُودٌ وَأَهْلُ الْإِسْلَامِ الْمَحْضِ بِيضٌ وَأَنْتُمْ بُلْقٌ فِيكُمْ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. فَأَعْجَبَ هَذَا الْمَثَلُ مَنْ كَانَ حَاضِرًا ا.هــ [مج 11/ 447 وما بعدها]

    والنصوص في هذا كثيرة جدا، ولم يكن في الحسبان قيام الحاجة لذكر بعض ذلك ، ولست أقول هاهنا إن جميعهم يعتقد هذه العقيدة الفاسدة، لا! ولكن بعضهم يُشيع ، وآخر يُشير، وثالث يكاد يصيح بها ظنا بجهله أنّها صكٌ بسلامة منهجهم وصدق دعواهم وصحة موقفهم من مشايخ السنة وعلماء اليمن.
    فالله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين.

    الهامش:
    [1]ولم يكتفوا بالتخطئة أو إثبات الخلاف وترجيح الراجح كما هو صنيع المنصفين من أهل العلم ؛ وما ذاك إلا أنّ غرضهم التوصل للطعن في أهل العلم لا الوصول إلى الحق.
    [2] وهذا خلال فترة الاضطرابات التي انتشرت كالهشيم في بعض البلاد الإسلامية، وكان هذا قبل تنحي الرئيس وهكذا بعد توقيع الاتفاق في أرض الحرمين.
    [3] أقول هذا إنصافا لهم، ولست أريد الطعن بوجود هؤلاء التكفيريين في الجبهة هنالك، وللشيخ العالم عبيد الجابري فتوى منشورة بهذا الخصوص فليرجع إليها.

  • #2
    الرد على مقال &quot; فائدة من كلام العلامة العثيمين بأن الكرامات تدل على صحة المنهج &quot;

    بسم الله الرحمن الرحيم

    رأيت مشاركة في موقع القوم باسم "فائدة من كلام العلامة العثيمين بأن الكرامات تدل على صحة المنهج" وهذا الكلام لا يخرج ممن يفهم معنى الكرامة لأنه يلزم منه الدور، وفرق بين قول القائل:
    الكرامة تقع لمن بلغ الغاية في الاتباع، وتقع لمن كان على الحق في مقابل عدوه ، وتقع تثبيتا للمرء على الصراط..الخ، وبين قوله:
    الكرامة لا تقع إلا لمن صح منهجه.

    بل هناك فرق بين قول القائل:
    الكرامة تدل على صحة المنهج ، وقول القائل:
    صحة المنهج يدل على أن الخارق للعادة كرامة.
    فهذا الثاني أقرب للمعقول، أما الأول فيلزم منه الدور ولابد، فكيف تعرف أن الخارق للعادة كرامة، بصحة المنهج، وكيف استدللت على صحة منهجه بالكرامة؟!

    لأن الدليل كما هو معلوم عند مَن يفهم لا ينفك عن مدلوله، يقول ابن تيمية -رحمه الله-:
    فإنّ الدليلَ لا يكون دليلاً حتى يكون مستلزماً للمدلول؛ متى وُجِدَ وُجِدَ المدلول، وإلاّ فإذا وُجِدَ تارةً مع وجود المدلول، وتارةً مع عدمه [فليس بدليل] ا.هـ [النبوات 1/ 144]
    وهذا الكاتب جعل الكرامة دليلا، وعليه : لا تقع الكرامة إلا لمن صح منهجه، فكل ما يقع من الخوارق على أيدي المسلمين ممن سوى أهل السنة ، سواء في مقابلة الكفار أو في مقابلة من هم أبعد منهم عن الحق ، هي من الشيطان والسحر على قول هذا القائل، وهذا من الجهل العظيم بما يتكلم فيه، وسببه عدم فقه معنى الكرامة أولًا، ثم عدم فهم الحِكَم التي من أجلها يُقدر الله الكرامة لبعض خلقه.
    قال ابن تيمية -رحمه الله- لبعض المبتدعة كما نقلتُ في الأعلى "
    وَأَنْتَ كَانَ مَعَك مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ وَتَأْيِيدِ اللَّهِ تَعَالَى مَا أَوْجَبَ انْصِرَافَ الشَّيْطَانِ عَنْ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ بِحُضُورِك"


    * والذي أوقع القوم في هذا الخلط العجيب، هو حسن ظني ورفقي، فإنْ قلتَ كيف ذاك؟
    أقول: إنّي ذكرتُ في عنوان هذه المشاركة "الكرامة لا تدل.." ولم أقل " الخارق للعادة لا يدل.." ، ولو استخدمت العبارة الثانية لما استطاعوا المجادلة، فإنّ الخارق للعادة يقع للمسيح الدجال فضلا عن الكافر والساحر ومن دونهم، ولو قالوا بخلاف ذلك لوافقوا المعتزلة المنكرين لكل الخوارق سوى معجزات الأنبياء، ولكنّي حسّنت الظن بهم ، وغلبت جانب الرجاء وأنّ ما وقع لهم إنما كان من قبيل الله وتأييده سبحانه وتعالى لهم في مقابلة أهل الرفض الحوثيين -عليهم من الله ما يستحقون- ، فلما غلّبت جانب الرجاء أردت الإفادة بأنّ الكرامة -التي تكون من قبيل الرحمن- قد تقع لمن لم يبلغ الغاية في الاتباع لأسباب ذكرتها في الأعلى، كما أشار ابن تيمية -رحمه الله-، وهنا وقع عليهم اللبس لغموض المسألة، فجرهم حسن ظني هذا إلى مخالفة أخرى ، وهي زعمهم أن الكرامة تدل على صحة المنهج وعليه:
    فيلزمهم أنّ كل خارق للعادة يقع لمن كان فيه بدعة كبيرة أو صغيرة ، هو من قبيل الشيطان، سواء كان ذلك في مقابلة الكفار أو من هم أبعد منهم عن السنة.
    - فإن أبوا فليقروا بأنها كرامات وعليه تكون كل تلك المذاهب المختلفة المنسوبة للإسلام صحيحة، لأن الدليل مستلزم للمدلول.
    - فإن أبوا فباب التوبة مفتوح لهم وخير الخطائين التوابون.

    ثم في التعليقات قال أحدهم " وأما ذاك الذي نقل هذا الكلام وأن الكرامات لا تدل على صحة المنهج فهذا الذي حصل في دماج من كرامات الشهداء لقد أغاظهم وقض مضاجعهم" ا.هــ

    قلت: لو أقض مضجعي ما سميتها كرامة ولعرّضت بكم فقلت في العنوان "الخارق للعادة" كما سبق وأشرت.

    ثم قال مكملًا ظلمه "وهذا الرجل الذي كتب هذا المقال أخبرني بعض أقاربه أنه ضائع من الضائعين وبوق من أبواق عبدالعزيز البرعي، فلا يشتغل بمثله وقد تركنا الرد عليه لما علمنا حقارته ودناءته، كما تقدم نقلا عن بعض أقاربه وعن إخواننا السلفيين من محافظة إب "

    فأقول لك: صدقني -ولو شئت لحلفت لك أيمانا مغلظة-: إنك لا تعرفني ، وليس لي قريب تعرفه، ولست من محافظة إب، ، ولم أتتلمذ على الشيخ البرعي -وفقه المولى-، وأقاربي وأسرتي كلها من جهة والداي الأصول والفروع والأرحام بعيدين عن خطراتك ووساوسك، ولا أعرف أحدًا منهم قد يُفكر حتى في اللمز أو الإشارة بالقدح فيّ...ولو ذهبت أذكر القرائن على كذب هذا الكلام لقلتُ ما لا أحب سواء عن نفسي أو عن أسرتي، لكن لأختصر لك الطريق أَعِدْ قراءة اسمي في التوقيع، ثم سل صديقكم أبا عبد الله حسين الكحلاني -وفقه الله وهداه للخير والحق- فهو يعرفني جيدًا، وأظنه مع موافقته لكم والخلاف بيننا لن يقول عُشر ما قلتَ، وسيشهد بوهمك في الرجال والله المستعان وعليه التكلان.

    وأما السب والشتم للشيخ أسامة العتيبي -سدده الله- فبضاعة كاسدة ، وتَشَفٍّ لا معنى له إلا إخراج الغيظ حقًا دون مراقبة العزيز الرقيب، وأنا ناصح لأخواني جميعا وإياكم أن يكون الرد والكلام بالعلم لا بالسباب ، والشتائم، ولا بنفث ما في الصدور من الحقد والغل، فليراقب كل امرئ نفسه وليعد الجواب عن كل ما تسطره يده، فإن رأى كلمة ليس عنده فيها جواب فليحذفها، وليضع ما يراه موافقا للحق مصدقا بالدليل تبرأ به ذمته في الدنيا والآخرة، فلا يستغل الردود العلمية ونصرة ما يراه حقًا لتسوية خصومات ..فهذا من أبواب الشيطان التي نبه عليها الإمام ابن تيمية -رحمه الله- فالحذر الحذر ، وأعجب من كثير -للأسف- يتقرر الحق عنده بحسب خصمه، فمتى ما رأى فلانا يقول بقول، فإذا به يسارع لضده، ويكتب المقالات والبحوث، ثم ربما تجده ينقلب أو يميل إلى جانب آخر بحسب الخصوم وتغير الأحوال، وآخرون يتغير الحق عندهم بتغير آراء بعض الشيوخ فمرة حرام ومرة حلال ومرة بدعة وأخرى مسألة اجتهادية ..وهكذا، والواجب على المرء اتباع الكتاب والسنة والإجماع وما عاد إلى هذه الأصول، والجاهل يقلد فيما لا يمكنه تعلمه ...وأما من يتصدر للرد والإنكار فلابد له من معرفة الحق بدليله لا بقول فلان أو فلان.

    أعود فأقول : أما السير بهذه الطريقة السوقية -السب والشتم- فمغبتها وخيمة خاصة في هذه الشبكات التي يطلع عليها الملايين من المسلمين وغيرهم، وكلامي حقيقة لمن بقي معه إنصاف وعقل وأدب ، وأما السفهاء فهؤلاء ندعوهم لمراجعة استقامتهم ابتداءً فما أظن حالهم مع الله باقٍ على ما كان ولا أظن القلوب لا تزال رطبة ذليلة مستكينة لربها ... أسأل الله لي ولكم السلامة والعافية والحمد لله رب العالمين

    تنبيه: قول العلماء: إن الكرامات تكون لأولياء الله، فهذا حق ، لكن الولاية لا تعني العصمة من الخطأ ، ثم هي أمر يعلمه الله عز و جل، ونحن لنا الظاهر، فربما يُحكم على الرجل بالبدعة بحسب ظاهره، ويعلم الله له عذرا، أو تأويلا ، أو تكون له حسنات ماحية ،...الخ، فليس ظهور الخارق للعادة على يده دليلا على صحة بدعته، وليست كذلك من الشيطان، بل قد تكون كرامة له وتثبيتا ...خاصة كما قلت سابقا في مقابلة الكفار ومن هم أبعد عن السنة ومنهج الصواب، بل الأشاعرة في مقابلة الروافض هم أهل السنة فتنبه.
    وقد قال ابن تيمية -رحمه الله-:
    وَمَنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَقَصَّرَ فِي طَلَبِ الْحَقِّ وَتَكَلَّمَ بِلَا عَلَمٍ : فَهُوَ عَاصٍ مُذْنِبٌ . ثُمَّ قَدْ يَكُونُ فَاسِقًا وَقَدْ تَكُونُ لَهُ حَسَنَاتٌ تَرْجَحُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ . فَ " التَّكْفِيرُ " يَخْتَلِفُ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ حَالِ الشَّخْصِ فَلَيْسَ كُلُّ مُخْطِئٍ وَلَا مُبْتَدَعٍ وَلَا جَاهِلٍ وَلَا ضَالٍّ يَكُونُ كَافِرًا ؛ بَلْ وَلَا فَاسِقًا بَلْ وَلَا عَاصِيًا لَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ " مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ " وَقَدْ غَلِطَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ أَئِمَّةِ الطَّوَائِفِ الْمَعْرُوفِينَ عِنْدَ النَّاسِ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ . وَغَالِبُهُمْ يَقْصِدُ وَجْهًا مِنْ الْحَقِّ فَيَتَّبِعُهُ وَيَعْزُبُ عَنْهُ وَجْهٌ آخَرُ لَا يُحَقِّقُهُ فَيَبْقَى عَارِفًا بِبَعْضِ الْحَقِّ جَاهِلًا بِبَعْضِهِ ؛ بَلْ مُنْكِرًا لَهُ. ا.هــــ [مج 12/ 180]

    وقال في "مقدمة التفسير":
    و " فِي الْجُمْلَةِ " مَنْ عَدَلَ عَنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَفْسِيرِهِمْ إلَى مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ كَانَ مُخْطِئًا فِي ذَلِكَ بَلْ مُبْتَدِعًا وَإِنْ كَانَ مُجْتَهِدًا مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ ا.هـ
    وارجع لهذه المشاركة " كلام الإمام ابن القيم -رحمه الله- في حكم شهادة الرَّافِضَةِ وَالْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ ثم بيان حكم المقلدة منهم من حيث التفسيق والتكفير!! "

    وأخيرًا أقول: لو تنزلنا بأنّ الكرامات دالة على صحة المنهج ، فلا يدل ذلك على صحة كل ما يصدر عمن وقعت له الكرامة، فقد يزل العالم التقي الورع في مسألة جليلة فضلا عمن دونه، قال ابن تيمية -رحمه الله-:
    بَلْ يَضِلُّ عَنْ الْحَقِّ مَنْ قَصَدَ الْحَقَّ وَقَدْ اجْتَهَدَ فِي طَلَبِهِ فَعَجَزَ عَنْهُ فَلَا يُعَاقَبُ وَقَدْ يَفْعَلُ بَعْضَ مَا أُمِرَ بِهِ فَيَكُونُ لَهُ أَجْرٌ عَلَى اجْتِهَادِهِ وَخَطَؤُهُ الَّذِي ضَلَّ فِيهِ عَنْ حَقِيقَةِ الْأَمْرِ مَغْفُورٌ لَهُ. وَكَثِيرٌ مِنْ مُجْتَهِدِي السَّلَفِ وَالْخَلَفِ قَدْ قَالُوا وَفَعَلُوا مَا هُوَ بِدْعَةٌ وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ بِدْعَةٌ إمَّا لِأَحَادِيثَ ضَعِيفَةٍ ظَنُّوهَا صَحِيحَةً وَإِمَّا لِآيَاتِ فَهِمُوا مِنْهَا مَا لَمْ يُرَدْ مِنْهَا وَإِمَّا لِرَأْيٍ رَأَوْهُ وَفِي الْمَسْأَلَةِ نُصُوصٌ لَمْ تَبْلُغْهُمْ. ا.هـ [مج 19/ 191]

    فمع وقوعهم في هذه البدعة والضلالة لم يخرجهم هذا عن حيز الولاية.
    وعليه فصحة هذه الكرامات لا يدل على صحة ما كان عليه هؤلاء الأخوة ، لكن غايته أنّهم معذورون بعد التسليم بكونها كرامة ، والله أعلم والحمد لله رب العالمين.

    تعليق


    • #3
      الرد على مقال &quot; التعليق الأثري في رد تخرصات أبي صهيب الفرغي في مسألة كرامات الأولياء &quot;

      بسم الله الرحمن الرحيم

      ثم رأيت مشاركة أخرى للعفري "
      التعليق الأثري في رد تخرصات أبي صهيب الفرغي في مسألة كرامات الأولياء" ، وهذا العفري هو الذي رد عليه العلامة ربيع -وفقه الله- أخيرا في مقاله"الذب عن الخليفة الراشد عثمان –رضي الله عنه-" ، وسأجتنب السب والشتم الظاهرين من العنوان فضلا عما طفح به المقال من تعليقات الأعضاء النبلاء عفيفي اللسان!!، وسأتعرض فقط لأمور يسيرة:

      أولا: تعبيري في مشاركتي الأولى بالـ "الصغار" و "الأغمار" لم يكن استحقارا، لكن هذا حقيقة الحال فالمتكلمون بهذا هم صغار السن ، وصغار في العلم ، وحديثو استقامة، فأنا وصفتهم بهذا لأدلل على أنّ هذا القول لم يقله أحد المدرسين أو الشيوخ المشهورين أي من (الحجوريين)، لكن كما قلتُ، كلما أنصفتهم ، عادوا على أنفسهم بالإضرار وبالسب والشتم
      فقال:
      قوله بعض الشباب الأغمار هذا نظير ذلك، وأنه مجرد استحقار يدل على أن هذا الرجل في قلبه غمر شديد على إخوانه"
      وقال:
      ونعت بعض المجاهدين بأنهم صغار غمط لحقهم يدل على مدى استصغار واحتقار هذا المخلوق لأولئك الشرفاء الذين رفع الله بهم رؤوس إخوانهم وكانوا نقمة على الزنادقة."

      فأقول لك:
      قد حصّلت مرادك، فالآن سأقول: وهذا يقوله الصغار والكبار من الحجوريين، أنّ من وقعت له كرامة فهذا دليل على صحة منهجه، فلم تقع كرامة قط لأشعري ولو كان ابن حجر ولو كان النووي ...فضلا عن ابن حزم والسيوطي وابن الوزير والمقبلي والشوكاني -رحمهم الله جميعا- ، فهؤلاء ذو منهج منحرف سواء سميتهم أشاعرة ، أو زيدية ، أو معتزلة، أو واقفة في القرآن...أو عندهم أخطاء عقدية..الخ ، فلا يمكن أن تقع لهم كرامة فالدليل مستلزم للمدلول، لكن القوم لا يفرقون بين الولاية وبين صحة المنهج، ولا يفرقون بين الأحوال التي تقع فيها الكرامة والله المستعان.

      قال المتعقب بخصوص استدلالي بكلام أبي يزيد البسطامي:
      الفقرة الثامنة قوله: وَروى أَبوْ نعَيْمٍ في "الحِليَةِ" بسنده عن أَبي يَزِيْدَ البسْطامِيُّ ..
      قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : هذا المدبر لم يفته التنكيت على إخوانه كما يعرف من تنبيهاته في الحاشية، وفاته أن ينبه على حال هذا المدبر الزنديق الحلولي فسبحان الله.
      وكذلك الأحمق المتطاول أسامة العتيبي فاته أن ينبه على حال هذا الزنديق فيا لله العجب ! ا.هـــ كلامه

      أقول:
      قد تتبعت قديما أخبار أبي يزيد البسطامي ولله الحمد، وأوردت كلامه هنا لأمرين فاعقلهما :
      أولا: بعدما تتبعت كلام ابن تيمية -رحمه الله- فيه ، وهو من هو في معرفة الرجال وتحرير الأقوال ظهرلي أن ابن تيمية لا يثبت كثيرًا مما يروى عنه، وربما يذكر في مواطن أنّ هذا قاله حال الفناء، فمثلا يقول ابن تيمية في "الرد على الشاذلي":
      وكذلك بعض الغلاة في المشايخ فيهم من قد يعتقد الحلول والاتحاد في بعض المشايخ ويحكون كلمات مجملة أو فاسدة عن أبي يزيد البسطامي وغيره مضمونها الحلول ويعتقدون أنها صحيحة وتلك الكلمات بعضها كذب عمن نقلوها عنه وبعضها مجملة لا تدل على ما قالوه وبعضها خطأ وضلال ممن تكلَّم بها. ا.هــ
      ويقول:
      لَكِنَّ بَعْضَ ذَوِي الْأَحْوَالِ قَدْ يَحْصُلُ لَهُ فِي حَالِ الْفَنَاءِ الْقَاصِرِ سُكْرٌ وَغَيْبَةٌ عَنْ السَّوِيِّ وَالسُّكْرِ وُجِدَ بِلَا تَمْيِيزٍ. فَقَدْ يَقُولُ فِي تِلْكَ الْحَالِ: سُبْحَانِي أَوْ مَا فِي الْجُبَّةِ إلَّا اللَّهُ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تُؤْثَرُ عَنْ أَبِي يَزِيدَ البسطامي أَوْ غَيْرِهِ مِنْ الْأَصِحَّاءِ وَكَلِمَاتُ السَّكْرَانِ تُطْوَى وَلَا تُرْوَى وَلَا تُؤَدَّى؛ إذَا لَمْ يَكُنْ سُكْرُهُ بِسَبَبِ مَحْظُورٍ مِنْ عِبَادَةٍ أَوْ وَجْهٍ مَنْهِيٍّ عَنْهُ. فَأَمَّا إذَا كَانَ السَّبَبُ مَحْظُورًا لَمْ يَكُنْ السَّكْرَانُ مَعْذُورًا لَا فَرْقَ فِي ذَاكَ بَيْنَ السُّكْرِ الْجُسْمَانِيِّ وَالرُّوحَانِيِّ؛ فَسُكْرُ الْأَجْسَامِ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَسُكْرُ النُّفُوسِ بِالصُّوَرِ وَسُكْرُ الْأَرْوَاحِ بِالْأَصْوَاتِ. ا.هـ [مج 2/ 461]

      ويقول:
      فَإِنَّ كَثِيرًا مِمَّا يُنْقَلُ عَنْ هَؤُلَاءِ كَذِبٌ عَلَيْهِمْوَالصِّدْقُ مِنْ ذَلِكَ فِيهِ مَا أَصَابُوا فِيهِ تَارَةً وَأَخْطَئُوا فِيهِ أُخْرَى وَأَكْثَرُ عِبَارَاتِهِمْ الثَّابِتَةِ أَلْفَاظٌ مُجْمَلَةٌ مُتَشَابِهَةٌ لَوْ كَانَتْ مِنْ أَلْفَاظِ الْمَعْصُومِ لَمْ تُعَارِضْ الْحُكْمَ الْمَعْلُومَ فَكَيْفَ إذَا كَانَتْ مِنْ قَوْلِ غَيْرِ الْمَعْصُومِ. وَقَدْ جَمَعَ أَبُو الْفَضْلِ الْفَلَكِيُّ كِتَابًا مِنْ كَلَامِ أَبِي يَزِيدَ البسطامي سَمَّاهُ " النُّور مِنْ كَلَامِ طيفور " فِيهِ شَيْءٌ كَثِيرٌ لَا رَيْبَ أَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى أَبِي يَزِيدَ البسطامي وَفِيهِ أَشْيَاءُ مِنْ غَلَطِ أَبِي يَزِيدَ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - وَفِيهِ أَشْيَاءُ حَسَنَةٌ مِنْ كَلَامِ أَبِي يَزِيدَ وَكُلُّ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إلَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ا.هــــ [13/ 257]

      فابن تيمية -رحمه الله- يترحم عليه وينكر كثيرا مما قاله، وبعضه حال السكر والفناء فلا يؤاخذ به، وبعضه خطأ يُرد ولكن لا يصل إلى حد الزندقة والكفر، فبعدما تبيّن لي هذا صرت إلى التوقف في أمره والله أعلم بحاله.

      ثانيا: ذكرت هذا النقل هاهنا لأن باب الكرامات يكثر الاستدلال به من قِبل الصوفية، فكلام إمام من أئمتهم يسد الباب أمامهم، وقد صار اقتباس من القرآن مثلا "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا" ، وقالت العرب "والحق ما شهدت به الأعداء وشيخ الإسلام -رحمه الله- وغيره من أئمة الدين هذه طريقتهم، يوردون من كلام المخالفين وكلام كبرائهم ما يصدهم ويكسر حججهم.

      وأزيدك ثالثا: أنّ الإمام ابن تيمية -رحمه الله- قد استدل في مجموع الفتاوى [11/ 466, 666] بأثر أبي يزيد ثم أثر الشافعي -رحمه الله-، فوجه نصيحتك لشيخ الإسلام.

      وأزيدك رابعا: أنّ ابن تيمية -رحمه الله- يسشهد في مواضع كثيرة بكلامه، فإما أنّك لا تقرأ كتب ابن تيمية -رحمه الله-، وإما أنك تقرأها ولا تفقهها، إما أنك تقرأ وتفهم لكنك تريد الاستدراك ولو بأمر فيه بحث وتطويل يخرج بالكلام عن محل النزاع.

      وأخيرا أقول :
      لأني ما زالت مترددا في أمره أعرضت عن الترحم عليه ووكلته لعالمه، وليس هذا من الآن ، بل منذ أن تتبعت كلام ابن تيمية فيه ، فعزمت على عدم الجزم بكفره وزندقته ولا العكس والله أعلم بحاله.

      تنبيه مهم: إنّ العفري المراقب العام!! في رده تحرز فقال ما معناه "الأصل" أن الكرامة تدل على صحة المنهج، فبعد أن كانت دليلا ملازما للمدلول كصاحب المشاركة السابقة، تراجع فجعل الأصل هذا ويمكن الخروج عن هذا الأصل، فإذن لم تصح دليلا، لأن الدليل ملازم، وفي كلامه هذا نقض للمشاركة الأخرى في نفس الموقع، فهنالك جعلوا الكرامة دليلا على صحة المنهج، وهو خرج عن قولهم إلى أنّ الكرامة الأصل فيها لأهل المنهج الحق وقد تكون لغيرهم ولذا قال في مقاله:
      وهذا يؤكد لنا من أن هذا السفيه المتعالم لم يدرك هذه المسألة على ما هي عليه إدراكاً جازماً فإن خوارق العادات إذا كانت للمؤمن التقي الصالح كانت كرامة وتثبيتاً له وإظهاراً لأحقيته فهذا الإطلاق يدلنا على مدى التضخم الذاتي الذي عند هذا الجاهل المجهول وما يحصل لأهل البدع يكون نادراً وليس أصلاً في الباب فعده أصلاً من جهلك المركب ا.ه
      وقال:
      الأصل في خوارق العادات التي تحصل للمؤمن أنها كرامة من الله له إما لحاجة به أو أو لإقامة حجة على العدو لإقامة دين الله وتدل على كمال اتباعه أما أهل البدع : ما يحصل لهم من خوارق العادات الأصل فيها أنها من الشيطان إلا إذا كانت لنصرة ماوافق فيه الحق مقابل الطرف الآخر فهذه كرامة نسبية وهذا نادر ا.هــــ

      قلت: هذان المقطان على ما فيهما من الشتم كافيان في بيان صحة ما ذكرته في مشاركتي الأولى ، وأن الكرامة لا تدل على صحة المنهج، فالدليل ملازم للمدلول، وأما ما يُفارق الأثر فله مسميات أخرى عند أهل العلم.

      ثم بعد تمام بحث المراقب العام الماتع!! كرّ الجميع يُعلق بالسب والشتم والتجهيل عليّ وعلى الشيخ العتيبي -سدده الله ووفقه - بخصوص أبي يزيد البسطامي وكأنهم وقفوا على غنيمة ، وهذا مما يزيدك قناعة بجهل الكُتّاب في تلك الشبكة ، وإلا فهل من اطلع على كلام ابن تيمية في الأعلى يرمي من استدل بكلام البسطامي من غير الترحم عليه بكل ذلك السب والشتم ...لكن هي حسنات تساق إلينا أو سيئات تُرفع عنا، وأنا ناصح لهم بأن يتركوا الظلم والاعتداء ، والله لو كانوا على حق لما جاز لهم مثل هذا الصنيع من الاستهزاء والتعدي فيما فيه اجتهاد ومساغ للبحث العلمي، كيف وهم مخطئون فيه والله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين

      تعليق


      • #4
        رد: الكرامات لا تدل على سلامة المنهج - تنبيه لمحبي إخواننا في دار الحديث بدماج

        وهذه نقل مهم تنبهت له من بعض المشاركات ، وهو للشيخ العالم صالح آل الشيخ -وفقه الله- فقال:
        لكن قد تجري الكرامة على يَدَيْ من عنده بدعة أو معصية أو ظلم لنفسه، وذلك راجع لأسباب:
        1- السبب الأول: أن يكون ليس هو المراد بها وإنَّمَا يكون هذا المبتدع أو هذا الظالم لنفسه في جهادٍ مع الكافر، في جهادٍ مع العدو الكافر فيعطيه الله - عز وجل - الكرامة لا لذاته ولكن لما يُجَاهِدَ عليه، وهو الإسلام والإيمان ورد الكفر.
        فيكون إعْطَاؤُهُ الكرامة لا يغتر بها لأنها ليست لشخصه وإنما هي للدليل على ظهور الإيمان والإسلام على الكفر والإلحاد والشرك ونحو ذلك.
        2- السبب الثاني: أن يكون إعْطَاؤُهُ الكرامة لحاجته إليها في إيمانه أوفي دُنْيَاه، فتكونُ سبباً له في استقامة أو في خير.
        فلهذا من جرى على يديه شيء في ذلك فينظر في نفسه:
        - إنْ كان من أهل الإيمان والتقوى فيحمد الله - عز وجل - ويُثْنِي عليه ويُلازِمُ الاستقامة على ما أكرمه الله - عز وجل - به.
        - وإن كان من أهل البدعة أو المعصية أو الظلم للنَّفْسْ، فيعلم أَنَّ في ذلك إشارة له أن يلازم سنة النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان والتقوى حتى تكون البُّشرى له في الدنيا والأخرى، وإلَّا يكون قد قامت عليه حُجَّةْ ونعمة من الله رآها ثُمَّ أَنْكَرَهَا. ا.هــ [شرح الطحاوية / الشريط السادس والأربعين نهاية الوجه الأول]

        فجزى الشيخ -حفظه الله- خير الجزاء ، فيصح في هذا قول العرب "قطعة جهيزة قول كل خطيب"

        تعليق


        • #5
          رد: الكرامات لا تدل على سلامة المنهج - تنبيه لمحبي إخواننا في دار الحديث بدماج

          وهذا جواب نافع مختصر للعلامة العثيمين -رحمه الله- في شرحه على السفارينية، وقد أغفل المفرغون في المطبوع ذكر السؤال وهو مهم، ثم حذفوا أول الجواب والله المستعا، ودونكم المقطع وفيه قال السائل:
          يدعون أنّ الكرامة تكون حتى لمن كان دون الولي كعامة الناس ، وأن هذا كرامة من الله عز وجل يعطيها لمن يشاء، سمعنا من غير واحد حتى من أهل العلم؟
          فأجاب الشيخ:
          وربما أن الله يمن على من يشاء من عباده، لكن الأصل أنّ الخارق للعادة لا يأتي إلا لنصرة حق ٍأو لتأييد للحق ،لكن ربما أن الله سبحانه وتعالى يمن على شخصٍ ويكرمه لكن تجده بإحسان ، نحن ذكر لنا بعض الناس فيما سبق لما كانوا يذهبون إلى البلاد الشاسعة عن طريق الإبل يقول : إننا في مرة من المرات ضعنا في مكانٍ يقال له : الدهناء كلها رمال في الصيف وأننا هلكنا إلا أن يشاء الله يقول : فنمت فأتاني آتٍ بإناءٍ فيه لبن فشربت حتى رويت وقلت : أنا نشيط ويقول : هذا الإناء كان مثل الإناء الذي كنت أسقي به جارةً لنا في البلد وكنت أعطيه هذه الجارة كل يوم إناء لبن والإناء الذي كنت أعطيه هذه الجارة هو الذي جاءني في المنام وشربت حتى رويت هذه كرامة لكن جزاء للإنسان وهو عادي رجل جماَّل ا.هـــ

          لتحميل الفتوى :
          اضغط هنا


          الملفات المرفقة

          تعليق

          يعمل...
          X