إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

حقوق ولاة الأمر لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية وتفريغها] حقوق ولاة الأمر لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    محاضرة (حقوق ولاة الأمر)
    لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى

    حمّل الصوتية من هنا

    أو استمع إليها من موقع فضيلة الشيخ


    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وزدنا علما وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . أما بعد :
    فهذا لقاءٌ طيب مبارك إن شاء الله نجتمع هذا الاجتماع في بيتٍ من بيوت الله وعلى ذكرٍ لله عز وجل بذكر شرعه وما أمر جل في علاه عباده بذكره ، وقد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال : ((مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)) . ومجلسنا هذا اجتماعٌ على هذا الشأن ؛ تذاكر كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، آملين من الله عز وجل الذي يسَّر لنا هذا اللقاء أن يتقبله منا وأن يجعله لنا نافعاً وإليه مقرباً وأن يعيذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يصلح لنا شأننا كله إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .
    وعنوان هذا اللقاء : « حُقُوقُ وُلَاة الأَمْر » ، ومن المعلوم أن هذا الحق الذي هو حق ولاة الأمر ليس حقاً افترضه الناس وإنما هو حق أوجبه الله سبحانه وأوجبه رسوله صلوات الله وسلامه عليه في أحاديث كثيرة جاءت عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ، بل إن هذا الحق جاء في بعض النصوص مضموماً إلى حقوق الله على عباده من صلاةٍ وصيامٍ ونحو ذلكم من الطاعات مرتباً على ذلك كله دخول الجنة ؛ مما يفيد -أيها الإخوة الإكرام- أن هذا الحق حقٌ عظيم وأن الواجب على كل مسلم في سماعه للأدلة الشرعية المأثورة المبينة لهذا الحق العظيم والمقرِّرة لهذا الواجب أن يكون تعامله مع هذه النصوص نظير تعامله مع النصوص الأخرى التي فيها الأمر مثلاً بالصلاة أو الأمر بالصيام أو الأمر بالصدق والصلة والبر وغير ذلك ، لأن الآمِر بذلك واحد والذي أوجب هذا الحق واحد والطاعة واجبة في ذلك كله ، ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجد في نفسه حرجاً أو حزازة من الأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان حق ولي الأمر ووجوب السمع والطاعة له ، بل عليه أن يتلقى هذه الأحاديث بالقبول وانشراح الصدر نظير تلقيه للأحاديث التي جاءت في أوامر أخرى وأحكام أخرى ، إذ إن بعض الناس قد يستمع إلى أحاديث في الصلاة في الصيام في الصدق في الصبر في الصلة ولا يجد في نفسه وحشة أو حرجاً أو حزازة أو نحو ذلك ، فإذا سمع الأحاديث التي تتعلق بولي الأمر وجد في نفسه شيئا وتأثر بسماع ذلك ؛ مما يدل على ضعف الإيمان وضعف الصلة بأحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وقد قال الله تبارك وتعالى : {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء:65] .
    وفي معنى هذه الآية الكريمة ودلالتها العظيمة نستمع إلى كلمةٍ للعلَّامة ابن القيم رحمه الله تعالى في رسالته المعروفة بـ« التبوكية » حيث أورد رحمه الله تعالى هذه الآية الكريمة ثم قال : «فأقسم سبحانه بأجلِّ مقسمٍ به([1]) وهو نفسه عز وجل على أنه لا يثبت لهم الإيمان ولا يكونون من أهله حتى يحكِّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النزاع في جميع أبواب الدين ، فإن لفظة " ما " من صيغ العموم فإنها موصلة([2]) تقتضي نفي الإيمان أو يوجد تحكيمه في جميع ما شجر بينهم ، ولم يقتصر على هذا حتى ضمَّ إليه انشراح صدورهم بحُكمه حيث لا يجدون في أنفسهم حرجاً -وهو الضيق والحصْر- من حُكمه ، بل يقبلوا حكمه بالانشراح ويقابلوه بالتسليم ، لا أنهم يأخذونه على إغماض ويشربونه على قذى ؛ فإن هذا منافٍ للإيمان ، بل لابد أن يكون أخذه بقبولٍ ورضا وانشراح صدر . ومتى أراد العبد أن يعْلَم هذا([3]) فلينظر في حاله ويطالع قلبه عند ورود حُكمه([4]) على خلاف هواه وغرضه أو على خلاف ما قلَّد فيه أسلافه من المسائل الكبار وما دونها ، {بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} . فسبحان الله ! كم من حزازةٍ في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص ، وبودِّهم أن لو لم ترِد !! وكم من حرارة في أكبادهم منها !! وكم من شجى في حلوقهم منها ومن موردها !! ستبدو لهم تلك السرائر بالذي يسوء ويخزي يوم تُبلى السرائر». هذا كلام عظيمٌ متينٌ لهذا الإمام رحمه الله تعالى وغفر له .
    ذكرتُ -أيها الإخوة الكرام- أن الأحاديث التي جاءت في هذا الباب جاءت في بعض موارد الأدلة مضمومة إلى الطاعات العظيمة حقوق الله سبحانه وتعالى على عباده ، ومن ذلكم على سبيل المثال ما رواه الترمذي وأحمد والحاكم وغيرهم وهو حديث صحيح عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ فَقَالَ: (( اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ ؛ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ)) ؛ فتأمل هذا الحديث كيف أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ذكر هذه الخصال الخمس الموجبة لدخول الجنة ، فذكر عبادة الله والصلاة والصيام والزكاة وهي أركان الإسلام التي عليها يُبنى وأعمدته التي عليها يقوم ، وضمَّ إليها صلوات الله وسلامه عليه طاعة ولي الأمر ((وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ )) ضم طاعة ولي الأمر إلى أداء الصلاة وأداء الصيام وأداء الزكاة والقيام بهذه الفرائض العظيمة من فرائض الإسلام ؛ مما يدل دلالةً بيِّنة على أهمية طاعة ولي الأمر في هذا الدين وأنه واجب من واجبات هذا الدين أوجبه الله سبحانه وتعالى على عباده وأوجبه رسوله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة صحت عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ، ويأتي الإشارة إلى شيء منها بإذن الله تبارك وتعالى .
    وإذا تأملت هذا الحديث -حديث أبي أمامة- يذكر النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة ويذكر الصيام ويذكر الزكاة وهي فرائض الإسلام وواجبات الدين التي عليه يبنى ويضم إليها طاعة ولي الأمر ؛ فكما أن المسلم يتلقى الأحاديث الواردة في الصلاة أو الصيام أو الزكاة بالقبول وانشراح الصدر فإن الواجب عليه أن يتلقى أيضا الأحاديث الواردة في طاعة ولي الأمر بالقبول وانشراح الصدر دون أن يكون في قلبه شيء من ذلك أو حرج من ذلك أو حزازة من ذلك أو ضيق من ذلك ، بل عليه أن يتلقاها بالقبول لأنها جزء من الدين الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى به وأمرنا به رسوله ومصطفاه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء:59] ؛ فهذا أمرٌ من الله تبارك وتعالى بطاعة أولي الأمر ، وجاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك أحاديث كثيرة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه .
    وجماع ما ينبغي أن يكون عليه المسلم في هذا الباب العظيم ما يتعلق بولي الأمر: أن يكون ناصحاً لا أن يكون غاشاً خائنا ؛ فإن الدين كله قائم على النصيحة ومبناه على النصيحة ، فليس فيه غشٌ ولا غلٌ ولا خيانة ، بل هو دين قائم على النصيحة ، ولهذا جاء في صحيح مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» ؛ فنصَّ صلوات الله وسلامه عليه في جملة أبواب النصيحة المطلوبة النصح لولي الأمر ، وفي هذا المعنى جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه عددٌ من الأحاديث منها : ما رواه الإمام أحمد في مسنده ومالك في موطئه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا ؛ يَرْضَى لَكُمْ : أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ )) ، وجاء في المسند للإمام أحمد بسند صحيح عن زيد ابن ثابت في حديث طويل وفيه : ((ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا : إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ ، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ)) . فهذه الأحاديث كلها في بيان وجوب النصح لولاة الأمر .
    والنصح في معناه العام : إرادة الخير للغير وأن يحب للغير ما يحبه لنفسه وأن يعامله بما يحب أن يعامل به ، والمعاملة التي ينبغي أن يرضاها كل فردٍ لولي الأمر هي المعاملة التي يرضاها لنفسه لو كان هو ولي الأمر ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) ، فالدين قائم على النصيحة ، ومن النصيحة التي هي من دين الله تبارك وتعالى النصح لولي الأمر .
    والنصيحة لولي الأمر تتناول السمع والطاعة له في غير معصية الله ، تتناول الدعاء له بالصلاح والهداية والمعافاة ، تتناول البعد عن سبِّه وإيغار الصدور عليه ، تتناول معانٍ عديدة نصَّ عليها أهل العلم رحمهم الله تعالى في بيان هذا الحديث وشرحه ، ومن ذلكم :
    - ما قاله أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى قال: « والنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك» .
    - وقال النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم: « وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فمعاونتهم على الحق ، وطاعتهم فيه ، وأمْرهم به ، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ، وترك الخروج عليهم ، وتألف قلوب الناس لطاعتهم » .
    - وقال ابن حجر رحمه الله تعالى : «والنصيحة لأئمة المسلمين : إعانتهم على ما حمِّلوا القيام به ، وتنبيههم عند الغفلة ، وسد خلَّتهم عند الهفوة ، وجمع الكلمة عليهم ، ورد القلوب النافرة إليهم ، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن . ومن جملة أئمة المسلمين أئمة الاجتهاد([5]) ، وتقع النصيحة لهم ببث علومهم ، ونشر مناقبهم ، وتحسين الظن بهم» .
    تقدم معنا -أيها الإخوة الكرام- قول نبينا عليه الصلاة والسلام في حديث زيد بن ثابت: ((ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ)) أي لا يجد غلًا أو ضغينةً أو حزازةً أو بُغضاً أو كراهةً بل يتلقاها بالقبول والانشراح ؛ مما يدل على صدق إخلاصه وجميل نصحه وحُسن طاعته لربه ومولاه سبحانه وتعالى . قال ((ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ )) فذكر الإخلاص للمعبود بتوحيده والبراءة من الشرك والخلوص منه ، وذكر لزوم جماعة المسلمين ، وذكر النصيحة لولاة أمر المسلمين . فإذا كان في قلب العبد شيء من الغل تجاه لزوم الجماعة مثلاً أو تجاه النصح لولي الأمر مثلاً فهذا دليل على وهاء إيمانه وضعف دينه ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام وصف قلب المسلم بأنه لا يغل على هذه الأمور بل يتلقاها بالقبول والانشراح والرضا .
    يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة : «معنى لا يغل عليهن قلب مسلم : أي لا يحمل الغل ولا يبقى فيه مع هذه الثلاثة([6]) فإنها تنفى الغل والغش وفساد القلب وسخائمه » إلى أن قال رحمه الله « وقوله ومناصحة أئمة المسلمين هذا أيضا منافٍ للغل والغش ، فإن النصيحة لا تجامع الغل إذ هي ضده ، فمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل» . قال : «وقوله ولزوم جماعتهم هذا أيضاً مما يطهر القلب من الغل والغش ، فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لها ، ويسوؤه ما يسؤوهم ، ويسرُّه ما يسرهم » .
    هذه -أيها الإخوة الكرام- مقدِّمة بين يدي جملة من الأحاديث المأثورة الثابتة عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في بيان هذا الحق العظيم ، والأحاديث في هذا الباب باب حقوق ولاة الأمر والسمع والطاعة لهم إلى غير ذلكم من حقوقهم المأثورة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه كثيرة جداً جمعها أهل العلم بل أفردها بعضهم في مصنفات خاصة وضُمنت أيضا في أبواب خاصة في دواوين السنة وكتب الحديث المشهورة .
    وفي هذا المقام رأيتُ الاقتصار على أحد عشر حديثاً في هذا الباب جمعها النووي رحمه الله تعالى في كتابه المشهور « رياض الصالحين » وهو كتاب قلَّ أن يخلو بيت منه ، جعل الله سبحانه وتعالى له قبولاً واسعاً وانتشاراً كبيرا ونفعاً عظيما ، ولا يزال يُقرأ في كثير من مساجد المسلمين في بلدان الدنيا ، ولا يزال الناس يستمعون إلى تلك الأحاديث التي جمعها رحمه الله تعالى في ذلك الكتاب المبارك . فلشهرة هذا الكتاب ومكانته ولحسن الجمع ودقته في أبواب هذا الكتاب اقتصرتُ على هذه الأحاديث التي ساقها رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين وهي جُمعت باختيار دقيق وانتقاء متقن لجملة من الأحاديث المتعلقة بحقوق ولاة الأمر أوردها رحمه الله تعالى في « باب وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله وتحريم طاعتهم في المعصية »

    - الحديث الأول : حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( عَلَى المَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ ، إِلاَّ أنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيةٍ ، فَإذَا أُمِرَ بِمَعْصِيةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
    وقول نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ((عَلَى المَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ )) هذا من صيغ الوجوب بل كما ذكر أهل العلم إن «على» من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب ، فإذا قال قائل "لفلان عليَّ كذا" هذا يدل على أنه حق لازم وأمر واجب وشيء متحتم ومتعين ، مثل قول الله عز وجل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران:97] هذا يدل على وجوبه . فقوله ((عَلَى المَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ )) أي يجب عليه أن يسمع ويطيع . يسمع في ماذا ويطيع في ماذا ؟ قال ((فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ )) أي قد يأمره ولي الأمر بأمورٍ توافق غرضه وتتوائم مع ميوله ورغبته ، وقد يأمره بأمور لا توافق رغبته ولا تتوافق مع ميوله وليس فيها مخالفةً لشرع الله ، لأنه إن كان فيها مخالفة لشرع الله وأمره بها فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . قال (( فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ )) أي فيما أحبه المأمور وكرهه لا أن تكون الطاعة فيما يوافق هوى الإنسان ورغبته أو ميوله بل تكون الطاعة فيما أحب وفيما كره أيضا إلا أن يؤمر بمعصية ، قال ((فَإذَا أُمِرَ بِمَعْصِيةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ )) ، والمراد بقوله ((فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ )) أي في هذا الشيء المعين الذي أمره به وفيه معصية لله ، وليس المراد انتفاء السمع والطاعة مطلقاً لولي الأمر ، وإنما في هذا الشيء المعين الذي أمره به وفيه معصية الله لا سمع له ولا طاعة ، كأن يأمره بفعل حرام أو تعاطي حرام أو ارتكاب حرام أو نحو ذلك لا سمع ولا طاعة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى .

    - الحديث الثاني : حديث ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ : «كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ ، يَقُولُ لَنَا : (( فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ )) » متفقٌ عَلَيْهِ . وهذا الحديث فيه المبايعة على السمع والطاعة ، وفيه أن هذا الباب منوط بالاستطاعة ، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16] وقال: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [البقرة:286] والدين مبنيٌ على ذلك ، قال عليه الصلاة والسلام ((فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ )) أي أن الطاعة واجبة في حدود ما يستطيعه العبد ولا يتعلق هذا كما سبق بما يميل إليه العبد أو يرغبه العبد بل فيما يستطيعه العبد ويقدر عليه .

    - الحديث الثالث : حديث ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ حُجَّةَ لَهُ ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) رواه مسلم . وفي رواية لَهُ : (( وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مُفَارِقٌ لِلجَمَاعَةِ فَإنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) .
    وهذا الحديث فيه التحذير الشديد والتهديد والوعيد لمن نزع اليد من الطاعة وخلع يداً من طاعة ونابذ ولاة الأمر وافتات عليهم وامتنع من الطاعة لهم ، فإذا كان الإنسان بهذا الوصف فإنه يلقى الله -كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة وَلاَ حُجَّةَ لَهُ ؛ أي في هذا الفعل ؛ لماذا ؟ لأنه فعل لا مستند له من الشرع ولا مستند عليه من دين الله تبارك وتعالى ، بل النصوص جاءت محذرةً من ذلك فيأتي ولا حجة له ، ليس عنده أي حجة . وهذا حقيقة فيه فائدة عظيمة أن ما عند الذين يتبنَّون نزع اليد من الطاعة ومفارقة الجماعة وخلع اليد ومنابذة ولاة الأمر ليس عندهم إلا شبهات ما أنزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان ، فمن مات على ذلك يلقى الله يوم القيامة ولا حجة له ، لأن الحجة والدليل والبرهان جاء بضد ذلك فيلقى الله بلا حجة ، فإذا كان لا حجة له لا عذر له فيكون عرضة لعقوبة الله تبارك وتعالى .
    (( وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ))؛ قيل في معنى قوله ((مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) أي أن من كان كذلك يُخشى عليه أن يموت مرتداً ، يخشى عليه أن يتمادى به الأمر إلى أن يرتد عن دين الله . وقيل ((مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) أي أن هذا من أعمال أهل الجاهلية وخصالهم وأوصافهم ، الجاهلية لا يرضخون لأمير ولا يسمعون ولا يطيعون وكلٌ يركب رأسه ؛ فيموت على هذا العمل الذي هو من أعمال الجاهلية وليس من أعمال الإسلام والدين في شيء .

    - الحديث الرابع : حديث أنسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( اسْمَعُوا وأطِيعُوا ، وَإنِ استُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشيٌّ كأنَّ رأْسَهُ زَبيبةٌ )) رواه البخاري .
    ((وَإنِ استُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشيٌّ كأنَّ رأْسَهُ زَبيبةٌ ))
    وأهل الحبشة معروف شعرهم أنه متجعد تجعداً يصبح بهذه الصفة كأنه زبيبة ، أي وإن كان الذي استُعمل عليكم عبد حبشي ، والمخاطب بهذا الخطاب عرب من قريش وغيرهم ، يقول لهم النبي عليه الصلاة والسلام ((وَإنِ استُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشيٌّ)) ؛ لماذا هذا التأكيد ؟ حتى في بعض روايات الحديث قال : ((مجدَّع الأطراف)) لماذا هذا التأكيد؟ لما يترتب على السمع والطاعة من مصالح عظيمة دينية ودنيوية ، ولما يترتب أيضاً على نزع اليد من الطاعة من مفاسد عظيمة جداً دينية ودنيوية .

    - الحديث الخامس : حديث أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ ، وَأثَرَةٍ عَلَيْكَ )) رواه مسلم .
    (( عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ)) أي الزم السمع والطاعة وحافظ عليها واعتني بها وكن دائماً كذلك تسمع وتطيع للأمير تسمع كلامه وتطيعه فيما يأمرك به ما لم يكن فيه معصية لله تبارك وتعالى .
    قال : (( في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ )) ؛ في عسرك : أي إن كنت مثلاً فقيرا معوزاً محتاجاً مريضاً إلى غير ذلك في عسرك. ويُسرك : أي في غناك وصحتك وعافيتك . فالسمع والطاعة للأمير لا يتعلق بحال الإنسان ، يعني بعض الناس يقول : "إن كان مثلا أعطاني من الدنيا أنا أسمع وأطيع ، أما أبقى فقيرا لا سمع ولا طاعة" مثلا . فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول (( في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ )) .
    (( وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ )) أي حال نشاطك وحال كراهتك ، لأنه قد تؤمر بشيء تنشط له ونفسك ميالة إليه ، وقد تؤمر بشيء لا تنشط له ونفسك ليست بميالة إليه ؛ فيلزمك الطاعة في المنشط والمكره كما أنه يلزمك ذلك في العسر واليسر ، لا أن تكون الطاعة في اليسر فقط ، ولا أن تكون الطاعة أيضا في المنشط فقط . والطاعة في اليسر والمنشط كلٌ يقدر عليها لأنها توافق شيئاً عند الإنسان وتوافق ميولاً عنده ، لكن الطاعة في العسر والمكره لا يقوى عليها إلا من وفقه الله جل وعلا لحسن الالتزام بدين الله تبارك وتعالى وشرعه .
    وقوله في تمام هذا الحديث (( وَأثَرَةٍ عَلَيْكَ )) أي وإن حصل من ولاة الأمر استئثار ، (( وَأثَرَةٍ عَلَيْكَ )) أي استأثروا بالدنيا استأثروا بالأموال ، أصبحوا مثلا يركبون المراكب الفارهة ويسكنون القصور العظيمة ويمتلكون ويمتلكون ليس هذا هو المقياس ((وَأثَرَةٍ عَلَيْكَ )) ، النبي صلى الله عليه وسلم قال في الزمان الأول للأنصار ((إنكم ستلقون بعدي أثرة)) فأمرهم بالصبر وأوصاهم عليه الصلاة والسلام بالسمع والطاعة حتى وإن استأثر الوالي بالمال فإن الطاعة لازمة ، وإذا أطعت أديت الذي عليك ، وإذا كان استأثر الوالي بما هو حقوق للناس الله حسيبه يوم القيامة ، لكن الذي عليك لا تفرط فيه والذي أوجبه الله عليك لا تضيعه ، فإذا ضيَّع مثلاً ولي الأمر حقك فلا تضيع حقه ، إذا لم يتق الله فيك فاتق الله فيه ، لأن الله سيسألك ويسأله يوم القيامة وستقف أنت بين يدي الله وهو أيضاً سيقف بين يدي الله وكل يحاسبه الله ، أنت حُمِّلت السمع والطاعة فعليك أن تؤدي الشيء الذي حملته وأن تقوم به محتسباً مطيعاً راجياً بذلك ثواب الله سبحانه وتعالى وفضله .

    - الحديث السادس : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: « دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا ؛ فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعْنَا([7]) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا ، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ )) ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ : أَنْشُدُكَ اللهَ([8]) أَأنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ([9]) وَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي([10]) » .
    وتأمل رعاك الله قول نبينا صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث العظيم (( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ)) فإذا قرأ المسلم الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالسمع والطاعة لولاة الأمر عليه أن يقيسها بهذا المقياس وأن يزنها بهذا الميزان وأنها من نصح نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام لأمته ، فما من نبي بعثه الله إلا ودل أمته إلى خير ما يعلمه لهم . فهذه الأحاديث كلها خير وبركة وتترتب عليها مصالح العباد ومنافعهم الدينية والدنيوية .
    والشاهد من هذا الحديث قول النبي عليه الصلاة والسلام : ((وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ ))، وهذا نظير ما تقدَّم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعتم)) .

    - الحديث السابع : حديث أَبي هُنَيْدَةَ وَائِلِ بن حُجُرٍ رضي الله عنه قَالَ : « سَألَ سَلَمَةُ بن يَزيدَ الجُعفِيُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله أَرَأَيْتَ إنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسألُونَا حَقَّهُم([11]) وَيمْنَعُونَا حَقَّنَا([12]) ، فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ فَأعْرَضَ عنه ([13]ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ([14]) ، فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( اسْمَعْوا وَأَطِيعُوا ، فإنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حملْتُمْ )) » رواه مسلم .
    ((عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا )) ؛ حُملوا العدل ، الله عز وجل أمرهم بالعدل ، ولهذا سبحان الله في الآية الكريمة التي مرت معنا { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء:59] ، الآية التي قبلها : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} بعض العلماء في كتب التفسير قال : الآية الأولى تتعلق بولاة الأمر ، والآية الثانية التي تليها : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } تعلق بالرعية . فولاة الأمر مأمورون بالعدل حملهم الله العدل في الرعية ، والرعية حملهم السمع والطاعة ، فولاة الأمر حُملوا العدل والرعية حُملوا السمع والطاعة لولاة الأمر . هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام ((فإنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا )) أي الولاة ، (( وَعَلَيْكُمْ مَا حملْتُمْ )) فأنتم حملتم السمع والطاعة فأدوا هذا الذي اؤتمنتم عليه وقوموا به وافياً وأدُّوه تاماً حتى تجدوا ثوابه وأجره ، وقد مر معنا حديث أبي أمامة الباهلي في هذا الباب ، فهم حُملوا العدل والرعية حملت السمع والطاعة ، وإذا قام الرعية بما حُملوا وجدوا ثواب ذلك يوم القيامة وقد مر معنا حديث أبي أمامة قال : ((تدخلوا جنة ربكم )) .

    - الحديث الثامن : حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( إنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا )) قالوا : يَا رسول الله ، كَيْفَ تَأمُرُ مَنْ أدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ ؟ قَالَ: (( تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
    قال عليه الصلاة والسلام (( إنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أثَرَةٌ )) أي من الولاة يستأثرون بالأموال يستأثرون بحقوق الناس لا يؤدون الحق الذي للناس ، وأيضا تجدون منهم أُمُوراً تُنْكِرُونَهَا ؛ فالصحابة أهل محبة للخير وإرادة للخير فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام ((كَيْفَ تَأمُرُ مَنْ أدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ ؟ )) ماذا نصنع ؟ الآن لو تُركت هذه القضية لهوى الإنسان إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها إذا وجد الأثرة والأمور التي ينكرها نفسه إلى ماذا تدعوه ؟ تدعوه نفسه إلى عدم الطاعة وعدم الاستجابة ويقول كيف أطيع وقد أخذ حقي وتعدى على مالي واستأثر بالدنيا!! إلى غير ذلك فنفسه تأبى ، فقالوا ما تأمرنا إذا أدركنا ذلك ؟ قَالَ : (( تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ )) ، تؤدون الحق الذي عليكم وهو السمع والطاعة ، وتسألون الله سبحانه وتعالى الحق الذي لكم أي تطلبون من الله أن ييسر لكم الحصول على حقوقكم ، وبهذا تكون أديت واجبك الديني أنت ، أديت الواجب الديني الذي سيسألك الله عنه يوم القيامة أديته ؛ السمع والطاعة هذا الذي أُمرت به ، وحقك إن ضاع في الدنيا لا يضيع في الآخرة ، تسأل الله سبحانه وتعالى الذي لك أي الحقوق التي لك التي لم تحصل عليها أو هُضمتها أو ظُلمت فيها أو نحو ذلك تسأل الله ذلك سبحانه وتعالى .

    - الحديث التاسع حديث أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ أطَاعَنِي فَقَدْ أطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أطَاعَنِي ، وَمَنْ يَعصِ الأميرَ فَقَدْ عَصَانِي )) متفقٌ عَلَيْهِ .
    قوله ((مَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أطَاعَنِي ، وَمَنْ يَعصِ الأميرَ فَقَدْ عَصَانِي)) لماذا ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطاعة الأمير ونهى عن معصية الأمير فمن أطاع الأمير أطاع الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومن عصى الأمير عصى الرسول عليه الصلاة والسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر بطاعة الأمير ونهى عن معصيته إنما أمر بذلك لما فيه من المصالح العظام والخيرات الكبيرة والمنافع العميمة ، ونهى عن معصيته لما يترتب على معصيته من مفاسد لا حد لها ولا عد ، وقد مر معنا ((إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ)) فطاعة الأمير خير ومعصيته شر ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعة الأمير وعدَّها من طاعته ، ونهى عن معصية الأمير وعدَّها من معصيته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه .
    وهذا الحديث دليلٌ على وجوب طاعة ولاة الأمر ، لأن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة ، والنهي عن معصية ولاة الأمر لأن معصية النبي صلى الله عليه وسلم محرمة ، إلا إن أمر ولي الأمر بمعصيةٍ لله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . وما يأمر به ولي الأمر لا يخلو من أمور ثلاثة :
    1. إما أن يأمر بأمور أمر بها الله وأمر بها الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ وهنا واجب ، واجبٌ لأمر الله بها ، ولأن من توفيق الله لولي الأمر أكد عليها وعلى العناية بها .
    2. أو أن يأمر بأمر فيه معصية لله -هذا القسم الثاني- فلا طاعة له في ذلك ، إذا أمر بأمر فيه معصية لله لا طاعة له لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
    3. والقسم الثالث : ليس فيه أمر ولا نهي ، يعني لم يأت في النصوص أمرٌ به ولا نهي عنه وأمر به ولي الأمر ؛ فهنا تجب طاعته ، لأن طاعته واجبة ما لم يأمر بمعصية ، وقد مر معنا التقييد بذلك في الحديث .

    - الحديث العاشر : حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( مَنْ كَره مِنْ أمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصْبِرْ ، فَإنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلطَانِ شِبْراً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
    (( مَنْ كَره مِنْ أمِيرِهِ شَيْئاً )) أي إذا وجد أموراً يكرهها لا يرضاها لا يحبها أو مؤذية له أو نحو ذلك ((فَلْيَصْبِرْ )) فليصبر على ذلك وليحتسب صبره ثواباً وأجراً يوم يلقى الله سبحانه وتعالى ، وليحذر أشد الحذر من الخروج على ولي الأمر أو نزع اليد من الطاعة ((فَإنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلطَانِ شِبْراً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) وقد مر معنا ذلك .

    - الحديث الحادي عشر وهو خاتمة هذه الأحاديث : حديث أَبي بكرة رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( مَنْ أهانَ السُّلطَانَ أَهَانَهُ الله )) رواه الترمذي وقال حديث حسن .
    وإهانة السلطان لها صور : كأن يستخف بأوامره ، أو يقلِّل من مكانته ، أو يوغر صدور العامة عليه ، أو غير ذلكم من الصور التي هي داخلة في الإهانة للسلطان . والعقوبة كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن يهينه الله (( مَنْ أهانَ السُّلطَانَ أَهَانَهُ الله )) أي أن عقوبته أن يهينه الله ، فإن كانت إهانة الله له في الدنيا فهذه عقوبته في الدنيا معجلة وإلا فالعقوبة يوم القيامة أشد وأعظم ؛ وهذا مما يجعل الإنسان يحترز تماماً ويحذر أشد الحذر من أن يفعل أمراً يعرِّض به نفسه أن يهينه الله { وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج:18] ، فيحذر من ذلك أشد الحذر ويؤدي الذي عليه ويسأل الله تبارك وتعالى الذي له ، ويكون ناصحاً غير غاش ، قائماً بواجبه الديني كما أمره الله سبحانه وتعالى به ، ويجعل حسيبه ورقيبه في كل أعماله رب العالمين ، فيكون محاسباً لنفسه يزنها بموازين الشرع ويزمُّ نفسه بزمام الشرع ويتقيد بأحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، ويرجو بذلك ثواب الله سبحانه وتعالى وأجره .

    وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا أجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال ، وأن يصلح لنا شأننا كله ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيما ، وأن يعيذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه والسير على نهجه القويم وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيما ، ونسأله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين ، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال ، اللهم وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الخير وتدله عليه وتحذِّره من الشر ، اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، اللهم ولِّ على المسلمين أينما كانوا خيارهم واصرف عنهم شرارهم يا رب العالمين ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر ، اللهم أعنَّا ولا تعن علينا ، وانصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا ، واهدنا ويسِّر الهدى لنا ، وانصرنا على من بغى علينا ، اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين إليك أواهين منيبين ، لك مخبتين لك مطيعين ، اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد ألسنتنا واسلل سخيمة صدورنا ، اللهم يا ربنا انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصراً ومعينا وحافظاً ومؤيدا ، اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين ، اللهم آمن روعاتهم واستر عوراتهم واحقن دماءهم ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم ، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
    اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


    [1] أقسم بنفسه {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ } .

    [2] أي بمعنى الذي .

    [3] أي يعْلَم هذا من نفسه .

    [4] أي النبي عليه الصلاة والسلام .

    [5] أي العلماء .

    [6] أي إن وجدت في المسلم هذه الخصال الثلاث : الإخلاص لله ، والمناصحة لولاة الأمر ، ولزوم الجماعة فهذا دليل على ذهاب الغل من قلبه ، ولا يبقى فيه مع هذه الثلاثة أي لا يبقى الغل .

    [7] يقول نزلنا منزل ، وعادة عندما يرحلون ورحلة على الإبل والنوق ، إذا نزلوا منزل كل يكون مشتغل بمصلحة ما ، وكل في مهمة ما وكل في عمل، فيقول تفرقنا كل في عمله فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة .

    [8] أي أسألك بالله .

    [9] يعني وضع يديه على أذنيه وقلبه .

    [10] أي من رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه .

    [11] أي يطلبون منا أن نؤدي حقوقهم كاملة يطلبون من الرعية أن يؤدوا حقوق ولاة الأمر كاملة .

    [12] أي حقنا لا يعطوننا إياه ماذا نصنع إذا ابتلينا بولاة هذه صفاتهم أي شيء نصنع ؟يطلبون الحق الذي لهم ولا يؤدون الحق الذي عليهم ماذا نصنع؟ .

    [13] أعرض عنه الرسول عليه الصلاة والسلام قيل كأنه كره مسألته ولم يرد أن يفتح باباً في هذا .

    [14] أي أعاد عليه هذا السؤال .
يعمل...
X