إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

الطريقة العزمية والطرق الصوفية والإخوان بوابة الرافضة إلى مصر: أبو عبدالأعلى خالد عثمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] الطريقة العزمية والطرق الصوفية والإخوان بوابة الرافضة إلى مصر: أبو عبدالأعلى خالد عثمان

    الطريقة العزمية والطرق الصوفية والإخوان

    بوابة الرافضة إلى مصر

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه..
    أما بعد؛ فإنه مما لا يخفى خطورة الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية، وأن الأعداء قد تربصوا بها من كل حدب وصوب.
    ومصر بلا شك تمثل كيانًا رئيسًا في الأمة الإسلامية، وتعد هدفًا هامًا لأعدائها.
    ومن أجل هذا كتبت هذه النصيحة العاجلة؛ لأن ديننا الحنيف مبني على النصيحة، حيث قال رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم: "الدين النصحية"، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: "لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم".
    وإنه مما لا يخفى تزايد المدِّ الشيعي الرافضي الفارسي في المنطقة، والذي يتمثل في إيران، ولبنان، وأخيرًا العراق التي سقطت فريسة في أيدي الرافضة الإيرانيين.
    ومن المعلوم أن الشيعة الرافضة يسعون لتحقيق دولتهم العظمى، مثلما يسعى اليهود لذلك، ولكن الشيعة الرافضة أخطر من اليهود على بلاد الإسلام.
    وبعد سقوط العراق في أيديهم، وكذلك أجزاء من لبنان تحت قيادة حسن نصر، فإن أنظارهم تتجه بقوة للهدف الأكبر عندهم، وهو: مصر، ثم السعودية.
    فإنهم يعتبرون الحكومة المصرية والسعودية هما أقوى حكومتين تمثلان القوى السُّنية في المنطقة، ومن ثَمَّ يسعون بكل الطرق الملتوية والخفية إلى زرع أناس منهم في كلا البلدين للتمهيد لمنهجم وفكرهم، ولإثارة الخلافات والنزاعات ما بين أبناء البلدين، من أجل أن تصفو لهم الساحة، وأن ينفردوا بالزعامة.
    ومن هؤلاء الذين صاروا يمثلون أيدٍ معاونة لتحقيق هذه الأهداف في داخل مصر، ما تسمى بـ"الطريقة العزمية"، والتي صارت منبعًا للمنهج الرافضي الخبيث.
    فمن يقرأ لسان حال الطريقة العزمية، وهي مجلة "الإسلام وطن"؛ يُكشف له الوجه الرافضي الكالح للطريقة العزمية، والذي تبجحوا بإظهاره دون حياء، فصدق عليهم قول الحكيم العليم سبحانه في كتابه: {أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم}.
    فقد سعوا بكل جرأة ووقاحة إلى بث الفكر الشيعي الإيراني، وإلى خلق الخلافات بين مصر والسعودية، مع توجيه السب والشتم إلى خادم الحرمين الشريفين، مِمَّا قد يحدث اضطرابات بين كلا البلدين، والتي هي في صالح المد الشيعي الإيراني.
    ففي العدد (260) شهر ربيع الثاني 1429هـ (أبريل 2008 م):
    جاء على الصفحة الخلفية لغلاف المجلة نقلاً لخبر عن جريدة "الواشنطون بوست" عنوانه: "أكبر عشرة شخصيات ديكتاتورية على مستوى العالم"، واختاروا الملك عبدالله –خادم الحرمين الشريفين- في المرتبة الخامسة، ساعين إلى تشويه صورته بكل طريقة، والسؤال: هل الطعن في الملك عبدالله، ومحاولة إسقاط حكومته في صالح مَن: مصر أم إيران؟ والجواب واضح عند أصحاب البصيرة السياسية.
    وأصدرت الطريقة عدة إصدارات تحت عنوان "سلسلة الفتوحات العزمية" ركَّزت على الطعن في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهَّاب -رحمه الله-، والدولة السعودية منها:
    1. "كشف الإرتياب في إمامة ابن سعود وابن عبدالوهَّاب".
    2. "الوهابية لمصلحة مَن؟".
    3. "الدُّرر السنية وثيقة تكفيرية".
    4. "خونة الإسلام".
    5. "الدُّرر السنية في الرد على الوهابية" لأحمد زيني دحلان.
    وكتبوا في الغلاف الخلفي لهذه الإصدرات هذا الكلام الخبيث في الطعن على هذه الدولة السنية القائمة على نشر التوحيد وقمع الشرك والوثنية:
    "إن فتنة الوهَّابية من المصائب التي أصيب بها أهل الإسلام فإنهم سفكوا كثيرًا من الدماء وانتهبوا كثيرًا من الأموال، وعمَّ ضررهم وتطاير شرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
    قلت: كذبتم -والذي نفسي بيده-، بل إن هذه الدولة المباركة التي أقامها الإمام محمد بن عبدالوهّاب مع الإمام محمد بن سعود -رحمهما الله- قامت على نشر التوحيد وإقامة شريعة الإسلام، وطهرت البلاد من الظلم والوثنية، وجمَّعت القبائل المتناحرة وحقنت دماءهم وحفظت أموالهم، وقضت على فتنة عبادة القبور، وخدمت الحرمين الشريفين خدمة عظيمة لم يُعرَف لها مثيل في الدول السابقة.
    بل إن الذين سفكوا دماء المسلمين الأبرياء وانتهكوا أعراضهم وانتهبوا أموالهم هم أسيادكم من الروافض في إيران !!!
    وفي (الصفحة 26) كتب د. نبيل فوزي مقالاً بعنوان: "رسائل وأهداف عدة لمحمود أحمدي نجاد في بغداد"، والتي هدف من خلالها أن يظهر للقارئ أن الهيمنة الفعلية على مجريات الأمور في العراق إنما هي لإيران، وهو يذكر هذا على سبيل الامتنان لإيران، والإقرار لهيمنتها على العراق.
    وفي (الصفحة46)، كتبت "لجنة البحوث والدراسات بالطريقة العزمية" بحثًا بعنوان "خصائص أصحاب الإمام الحسين"، فقالوا في استفتاحه ما يلي: "إن ما حدث ليلة كربلاء، يجعلنا نتساءل عن الخصائص الرئيسة التي امتاز بها أصحاب الحسين رضي الله عنه، والتي كانت السبب وراء وقوفهم مع قائدهم في ذلك الموقف العصيب في وقت لم يكن لهم في إحراز النصر على عدوهم أدنى أمل، وليس أمامهم سوى القتل، يقول السيد عباس الذهبي في كتابه "أبعاد النهضة الحسينية": "فمن خلال دراستنا لسلوكهم ومواقفهم في كربلاء نجد هذه الخصائص تتمثل بما يلي...
    وذكر أربع خصائص: 1. عدالة القضية، 2. الإيمان بالقيادة، 3. التضحية الغالية، 4. الانضباط التام".اهـ
    قلت: وهذا فيه استنفار العواطف لتحقيق الحلم الرافضي بالإمامة، والذي يدثرونه بدثار الحزن على مقتل الحسين رضي الله عنه، تدليسًا على السُّذَّج الذين لا يدركون مراميهم الحقيقية، والتي تتمثل في إعادة سلطان الدولة الصفوية الفارسية باسم "حب آل البيت"، وهم من أكذب الناس، بل هم الذين خانوا الحسين رضي الله عنه في ليلة كربلاء، وخذلوه، وأسلموه إلى عبيدالله بن زياد –عاملهم الله بما يستحقون-.
    وفي (الصفحة49) كتب محمد الشندويلي مقالاً بعنوان: "مسجد السيدة فاطمة المعصومة رضي الله عنها"، ثم أردفه بهذا العنوان: "الخطباء في إيران يدعون إلى التمسك بالدين وإلى محاسن الأخلاق، وإلى المحبة والمودة"، قال في أوله:
    "التقيت بالمستشار توفيق وهبة –رئيس المركز العربي للدراسات الإسلامية- بعد عودته من إيران، والذي اتضحت له رؤى كثيرة، فأكَّد لي أنه قال له صديقه، إننا سنصلي الجمعة في الحرم، فقلت له: ما هو هذا الحرم؟ قال: حرم فاطمة المعصومة...".
    قلت: وهذا تطرف شيعي وغلو رافضي تأباه شريعة الإسلام، فإنه من المعلوم من الدين بالضرورة، أن الحرم إذا أطلق فإنه لا يتنزل إلا على الحرم المكي –حرم الكعبة المشرفة- في بيت الله الحرام، كما قال الله سبحانه: {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ}.
    ولكن الشيعة يربون أتباعهم على هذا التطرف في الدين، من أن حرم أضرحة أئمتهم أفضل من الحرم المكي، ويودون لو أنهم هدموا الحرم المكي.
    ثم قال: "وتوجهنا إلى المسجد، وكنا في الصف الأول خلف الإمام، وسمعت خطبة الجمعة، وكانت مثلاً طيبًا لما يجب أن يكون عليه الخطباء تدعو إلى التمسك بالدين، وإلى محاسن الأخلاق، وإلى المحبة والوحدة، ولم أسمع الخطيب أو غيره يسب مسلمًا أو غير مسلم كما يشاع ضد الشيعة...إلخ".
    قلت: عدم سماع المستشار توفيق وهبة لسب المسلمين في إيران، لا يعني عدم وجوده، ومن الملاحظ أن المستشار استحى أن يقول سب الصحابة رضي الله عنهم.
    وهذا خلاف ما هو معروف في كتب زعيم الثورة الإيرانية الإسلامية المزعومة، والتي تعج بتكفير وسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بل احتوت على سبِّ الربِّ عز وجل، وسب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ونذكر من هذا قوله:
    "إننا لا نعبد إلهًا يقيم بناء شامِخًا للعبادة والعدالة والتدين، ثم يقوم بهدمه بنفسه، ويجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه"([1]).
    قلت: ما رأي المستشار في هذا السب الصريح لله عز وجل، ثم السب لاثنين من أكابر الصحابة: عثمان ومعاوية، وهل هذا من محاسن الأخلاق والمحبة والوحدة التي تعلمها خطباء إيران من زعيمهم الخميني ؟!!
    وقال الخميني أيضًا في سب أبي بكر وعمر: "إننا هنا لا شأن بالشيخين، وما قاما به من مخالفات للقرآن، ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حلَّلاه وحرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين..إن مثل هؤلاء الجهال الحمقى والأفَّاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر([2])".اهـ
    وقد قام رافضة إيران بتشييد ضريح لأبي لؤلؤة المجوسي –قاتل عمر رضي الله عنه- في مدينة كاشان، وسمَّوه بـ"بابا شجاع الدين أبو لؤلؤة فيروز"، وكتبوا عليه بالفارسية: "الموت لأبي بكر، الموت لعمر، الموت لعثمان"، ويقوم الزائرون له بالدعاء له بالمغفرة والرحمة، ويقولون في دعائهم: "اللهم احشرنا مع أبي لؤلؤة، اللهم احشرنا مع وليك"، مع أن أبا لؤلؤة –قاتل عمر- مات مجوسيًّا كافرًا.
    وكان شعار الثورة الخمينية في أول أمرها: "سوف نحرر الكعبة من أيدي الكفَّار"، يعنون من حكم آل سعود السُّنيين.
    ومن ثَمَّ لا نعجب أن يُقتل الملك فيصل مع الرئيس المصري السادات –رحمهما الله- في وقت متقارب !!
    وعليه فقد سمى الخميني شارعًا في طهران باسم "خالد الإسلامبولي" قاتل السادات.
    ومن أهل الملحوظات التي تثبت بيقين أن "الطريقة العزمية" هي طريقة رافضية متسترة، أنك لن تجد أبدًا على صفحات مجلتها أي ذكر لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم على وجه الخصوص، ولا لبقية أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على وجه العموم، إلا علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ومن جاء بعدهم من نسلهم من الأئمة المنسوبين إلى آل البيت.
    ولكنهم لا يستطيعون التصريح بسب وتكفير أبي بكر وعمر وعثمان، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم؛ لأنهم يعلمون أن أهل مصر لن يقبلوا هذا الكلام، فاضطروا إلى استخدام التقية في إخفاء عقيدتهم، كما هو مصرح به في كتبهم، من أن التقية هي من أصول دينهم.
    وعلى الجانب الآخر تمكنهم هذه التقية من نشر عقائدهم الأخرى التي يستميلون بها عقول السُّذَّج باسم حب آل البيت.
    وهم لا يتخلون عن هذه التقية لا في وقت الاستضعاف، ولا في وقت التمكين، كما قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (1/6: "وأما الرافضة فأصل بدعتهم عن زندقة وإلحاد، وتعمُّد الكذب: كثيرٌ فيهم، وهم يقرون بذلك حيث يقولون: ديننا التقية، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق ويدعون مع هذا أنهم هم المؤمنون دون غيرهم من أهل الملة ويصفون السابقين الأولين بالردة والنفاق فهم في ذلك كما قيل رمتني بدائها وانسلت، إذ ليس في المظهرين للإسلام أقرب إلى النفاق والردة منهم..".اهـ
    وقال في (2/46): "والنفاق والزندقة في الرافضة أكثر منه في سائر الطوائف بل لا بد لكل منهم من شعبة نفاق فإن أساس النفاق الذي بنى عليه الكذب وأن يقول الرجل بلسانه ما ليس في قلبه كما أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التقية، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برَّأهم الله عن ذلك حتى يحكوا عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائي.
    وقد نزَّه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك بل كانوا من أعظم الناس صدقًا وتحقيقًا للإيمان وكان دينهم التقوى لا التقية".اهـ
    ثم شرع الكاتب "محمد الشندويلي" بسرد تاريخ هذا المسجد، فقال في نسب فاطمة:
    "هي السيدة الجليلة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر –سابع أئمة أهل البيت-، وأخت الإمام الرضا –ثامن أئمة أهل البيت-...".
    قلت: وهذا تصريح واضح عن الانتماء إلى الطريقة الإمامية الرافضية الإثنى عشرية المتطرفة.
    بل لقد وصلت بهم الجرأة في الكشف عن هويتهم الشيعية المتطرفة بإصدار سلسلة كتب سموها بـ"الشيعة والتشيع في رأي القادة وفكر الأئمة... شبهات حول الشيعة"، دافعوا فيها باستماتة عن الأصول الرافضية المتطرفة في فهم الإسلام، والتي هي من الكفر الصريح بإجماع علماء الإسلام.
    والرافضة يعتقدون كفر كل المجتمعات الإسلامية، وعلى رأسها الحكومة المصرية والسعودية، ويسعون لتأليب عواطف الشباب المتحمس باسم الثورة الإسلامية الإيرانية، كي يخرجوا على هذه الحكومات لإزالتها وإقامة الملك للثورة الإسلامية الشيعية المتطرفة، كما قال الشيخ محب الدين الخطيب –رحمه الله- في كتابه "الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثنى عشرية" (ص1: "والحقيقة الخطيرة التي نلفت إليها أنظار الحكومات الإسلامية أن أصل مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية -التي تسمى الجعفرية- قائم على اعتبار جميع الحكومات الإسلامية من يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الساعة -عدا حكم علي بن أبي طالب – حكومات غير شرعية, ولا يجوز لشيعي أن يدين لها بالولاء والإخلاص من صميم قلبه, بل يداجيها مداجاة ويتقيها تقاة؛ لأنها كلها ما مضى منها وما هو قائم الآن وما سيقوم منها فيما بعد: حكومات مغتصبة، والحكام الشرعيّون في دين الشيعة وصميم عقيدتهم هم الأئمة الإثنى عشر وحدهم, سواء تيسر لهم مباشرة الحكم أو لم يباشروه, وكل من عداهم ممن تولوا مصالح المسلمين من أبي بكر وعمر إلى من بعدهم حتى الآن مهما خدموا الإسلام، ومهما كابدوا في نشر دعوته وإعلاء كلمة الله في الأرض وتوسيع رقعة العالم الإسلامي، فإنهم مفتئتون مغتصبون إلى يوم القيامة".اهـ
    والطريقة العزمية تزكي هذا الاتجاه، ولها في طيات منشوراتها التحريض على حكّام مصر والمملكة، وإن كانت تستخدم التقية بالظهور بمظهر المحب لمصر وأهلها، وهم كَذَبة، وودوا لو أسقطوا الحكومة ومكَّنوا للدولة الإيرانية الرافضية الباطنية.
    والطريقة العزمية المتطرفة تسعى لاستقطاب الرموز الثقافية في الساحة المصرية، خاصة من المستشارين والقضاة والوزراء ووكلاء النيابة؛ من أجل أن تُحكِم قبضتها الفكرية على متخذي القرار في شتى ربوع مصر، مما يسهل عليهم تمرير مذهبهم المتطرف في أوساط الشعب المصري تحت سلطان هؤلاء، فإذا حانت ساعة الصفر التي تحددها القوة الإيرانية الشيعية تمكنوا من إحكام سيطرتهم على البلاد.
    وبالفعل قد تمكنوا من التغلغل في وسط الإذاعة المصرية –إذاعة القرآن الكريم- لنشر مذهبهم الرافضي المتطرف عن طريق توزيع كتب أذكار وأدعية صوفية شيعية متطرفة، وكتب تهاجم السنة تحت مسمى محاربة الفكر الوهابي –زعموا وكذبوا-، وهذه هي شنشنة الرافضة، فهم الذين نشروا هذا المصطلح "الوهابية" ليبغضوا السُّنة إلى العامة المساكين، وليتمكنوا من تمرير مذهبهم المتطرف بالتخلص ممن يفضح خططهم.
    ولهم اجتماع أسبوعي يسمونه بـ"الحضرة الأسبوعية" في (15 شارع شمس الدين الذهبي متفرع من ش الميرغني محطة كلية البنات فوق معرض ديكورست - القاهرة)، ولا يبعد أن تكون لهم اجتماعات سرية يتدارسون فيها خططهم في نشر مذهب الشيعة الإمامية المتطرف داخل المجتمع المصري.
    واعلموا –رحمكم الله- أن هذا التطرف الرافضي الذي أظهرته الطريقة العزمية، هو قرين الطرق الصوفية المتطرفة في مصر نحو الطريقة الأحمدية، والطريقة الرفاعية، وغيرهما؛ وكل هذه الطرق تتمنى أن يعاد مجد الدولة الفاطمية الشيعية، وقد بدا لهم هذا الأمل قريبًا بعد ازدياد قوة الشيعة في العراق، ولبنان، وبدء تدفق الشيعة العراقيين إلى داخل مصر بأعداد كبيرة.
    ومن الطرائف أن الطريقة العزمية كانت تلعب على محورين لتحقيق أملها في عودة الدولة الفاطمية الشيعية: المحور الإيراني، والمحور الليبي، فلقد نشر أصحاب الطريقة العزمية الشيعية في هذا العدد المشار إليه من مجلة الإسلام وطن تصريحًا للقذافي الهالك، وذلك في الصفحة الأخيرة من المجلة تحت عنوان "الطريقة العزمية تشارك في احتفال المولد النبوي بأوغندا"، جاء في طيات هذا الخبر:
    "في فعل استنه الزعيم الليبي منذ ما يقرب من عقد من الزمان، ويتمثل في مؤتمرات ورحلات التحدي الحاشدة في قلب إفريقيا...وفي هذا الإطار شهد استاد كمبالا بعد ظهر الأربعاء 19/3/2008 احتفالاً ضخمًا في ذكرى المولد النبوي بحضور الزعيم الليبي معمر القذافي –قائد القيادة الشعبية الإسلامية العالمية-، ورؤساء أوغندا ومالي وبوروندي والصومال وجيبوتي وزنجبار، وشيوخ قبائل الصحراء الكبرى وشيوخ الطرق الصوفية وقيادات وفاعليات الأشراف....
    وأمَّ القذافي في صلاة الظهر..وعقب الصلاة ألقى خطبة..
    وأعلن القذافي عن وقوفه إلى جانب الطوائف الإٍسلامية المقهورة والمضطهدة سياسيًّا لأسباب دينية، واستعرض القذافي ما يتعرض له الأشراف من اضطهاد بسبب انتمائهم للبيت النبوي الشريف، وما تتعرض له طوائف الشيعة بسبب التشيع لآل البيت، حيث يعامل الشيعي في البلاد العربية كمواطن من الدرجتين الثانية والثالثة، وأوضح أنه لحماية هذه الطوائف المضطهدة كان لا بد من الدعوة إلى إحياء الدولة الفاطمية الثانية من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط".اهـ
    قلت: هكذا يتبجح أعضاء هذه الطريقة العزمية المتطرفة بنشر هذا التصريح الخطير للقذافي الهالك، والذي يؤكد ما قررناه من خطورة هذه الطريقة الخبيثة وسعيها لإعادة مجد دولة الروافض.
    وفي عدد (234) من مجلة "الإسلام وطن" –المتحدثة باسم الطريقة العزمية- (صفر 1427هـ، مارس 2006) جاء في صفحتها الأخيرة (ص56) الإعلان عن عقد مؤتمر عقدته مشيخة الطريقة العزمية برئاسة شيخها محمد علاء الدين ماضي أبي العزائم بقاعة المؤتمرات الرئيسة بجامعة الأزهر (صالح كامل) تحت عنوان "الإسلام وطن والمسلمون جميعًا أهله"، ومما يلفت النظر أن الشخصيات الرئيسة التي حضرت المؤتمر هي من التيار الصوفي والتيار الشيعي المتستر تحت مسمى الأشراف من آل البيت، فكان من هؤلاء كما جاء في نص الخبر: السيد الحسين أبو الحسن –شيخ الطريقة الجوهرية الأحمدية-، والتي تمثل اتجاهًا شيعيًّا باطنيًّا تبعًا لشيخها أحمد البدوي الذي دخل مصر لإعادة مجد الدولة الفاطمية الشيعية كما أكَّد هذا الشيخ مصطفى صبري –شيخ الأزهر الأسبق-، حيث عثر على وثيقة تاريخية تؤكد هذا الأمر.
    وحضر أيضًا الأستاذ الشريف أنس الكتبي –نائبًا عن أشراف الحجاز-، وأشراف الحجاز يمثلون التيار العلوي الشيعي المتطرف على أرض المملكة.
    هذا بجانب مشايخ الطرق الصوفية التي هي تعد الساعد الأيمن لنشر الفكر الشيعي المتطرف بين أوساط العامة تحت مسمى "حب آل البيت".
    والمثير للانتباه عقد مثل هذا المؤتمر المشبوه في أكبر قاعات جامعة الأزهر، مما يرشدنا إلى قوة هذا التحالف الشيعي الصوفي، واتخاذه الأزهر مظلة له لتمرير مخططاته الخبيثة داخل مصر دون أن تشعر الأجهزة الأمنية بأي ريبة تجاهه.
    بل لقد قامت مؤخرًا عناصر شيعية بالولايات المتحدة الأمريكية بدعوة بعض مشايخ الطرق الصوفية في مصر لحضور مؤتمر عن التصوف يعقد في ولاية كاليفورنيا خلال الفترة من 25 إلي 28 أبريل 2008، كما أعلنت عن هذا بعض وكالات الأنباء.
    وقد أكَّد بعض مشايخ الطرق الصوفية أن الدعوة مشبوهة؛ لأنها تروج للفكر الشيعي، معترفين أن الشيعة يحاولون اختراق الطرق الصوفية مستغلين محبتهم لآل البيت، بل أكَّدوا أن عددًا كبيرًا من الناس في مصر تحولوا للشيعة من المنتمين للجماعات الصوفية.
    وصرحت وكالات الأنباء أن الجماعات الشيعية الأمريكية حرصت على توجيه الدعوة بزيارة الولايات المتحدة وحضور هذه المؤتمر لعدد من مشايخ الطرق الصوفية، وليس للمجلس الأعلي للطرق الصوفية، مما اعتبر دليلاً علي وجود نوايا لتغييب المجلس، وعدم الاعتداد به كجهة رسمية -تابعة للحكومة المصرية- مسئولة عن تنظيم عمل الطرق الصوفية.
    ومما يؤكد بيقين ولاء الطريقة العزمية للرافضة أن الشيخ محمد علاء الدين ماضي أبو العزائم -شيخ الطريقة العزمية، وعضو المجلس الأعلي للطرق الصوفية- هو المفوض باختيار مشايخ الطرق الذين يشاركون في المؤتمر المشبوه، وقد صرح بهذا حيث قال: إن الدعوة وجهت له من قبل "علي كيانفر" رئيس الاتحاد العالمي للتصوف، كما جاءته عن طريق رسالة بالبريد الالكتروني من أحمد تيجاني، وكشف أن الدعوة موجهة لنحو 12 شيخ طريقة صوفية في مصر لحضور المؤتمر.
    ولقد شهد شاهد من أهلها، حيث صرح د. محمد أبو هاشم -شيخ الطريقة الهاشمية الخلوتية الأحمدية وعميد كلية أصول الدين بالزقازيق- حديثه لمجلة "آخر ساعة" قائلاً عن هذا المؤتمر: "إن هذا المؤتمر شيعي، والهدف من دعوة بعض مشايخ الطرق للمؤتمر هو محاولة تجنيدهم لدخول التشيع إلى مصر؛ لأن المنظمين للمؤتمر من الشيعة".
    ومما يؤكد هذا التحالف الصوفي الشيعي في مصر، ما صرَّح به أخيرًا شيخ مشايخ الطرق الصوفية الشيخ حسن شناوي من أنه لا فرق بين الصوفية والشيعة.
    وكشف تقرير سري لمجمع البحوث الإسلامية عن استغلال بعض التيارات والجهات الشيعية للطرق الصوفية في مصر في محاولة نشر أفكار ومبادئ المذهب الشيعي بين أتباع ومريدي هذه الطرق مستغلة في ذلك وجود تشابه بين التصوف والتشيع.
    وحذر المجمع من تزايد النشاط الشيعي في مصر خاصة مع قدوم لاجئين عراقيين ينتمون إلى المذهب الشيعي يسعون لإقامة حسينيات في مصر، وهو الطلب الذي قوبل برفض من الجهات الأمنية المصرية من قبل.
    وجدير بالذكر أن مجمع البحوث الإسلامية قرر مصادرة العديد من الكتب والمجلات الشيعية مؤخرًا، كان آخرها كتاب لأحمد راسم النفيس -أحد أقطاب الشيعة في مصر- يستعرض فيه رحلته في الانتقال من المذهب السني إلي المذهب الشيعي، ويتحدث فيه عن الثورة الإسلامية في إيران وقتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكيف أنه انضم إلى جماعة "الإخوان المسلمين" قبل التشيع لمدة 10 سنوات حتى بداية عام 1985م.
    وكشف زعماء بالطائفة الشيعية في مصر عن اعتزامهم التقدم بطلب لتشكيل أول حزب سياسي شيعي في مصر يطلق عليه "شيعة مصر"، كما أشارت إلى هذا جريدة روزاليوسف في عدد 19/9/2005.
    وقال الدريني -رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت -الرابطة الشيعية الوحيدة بمصر- ووكيل مؤسسي حزب "شيعة مصر"-:"إن برنامج الحزب الجديد سيتضمن حرية الاعتقاد وإعادة بناء الاقتصاد وتوازن العلاقات الإقليمية خاصة مع إيران، كما أنه يقبل انضمام الأقباط لحزبه".
    وكشف الدريني لـ"العربية.نت" عن اسم الحزب الذي سيطلق عليه عند إعلانه قائلاً: "هو اسم خاص بنا وليس اسم "حزب الشيعة في مصر" الذي اختارته الدولة ونشرته روزاليوسف، وهذا الاسم الخاص بنا هو (الغدير).
    قلت: وتعود هذه التسمية إلى هذا الحديث المكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم، المسمى بحديث غدير خم، والذي ادعوا فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع في غدير خم كل المسلمين وقال لهم: من مولاكم، فقالوا الله ورسوله، فرفع يد علي بن أبي طالب وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والي من والاه وعادي من عاداه..؛ فادعوا أنه في هذا المؤتمر نصب الرسول صلى الله عليه وسلم عليًّا وصيًّا على المسلمين.
    وقال مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين تعليقاً على هذا الخبر: "من حق الشيعة تأسيس حزب سياسي يعبر عن أفكارهم وطموحاتهم السياسية".
    قلت: إن الأمر جدُّ خطير، والسعيد من وُعظ بغيره، فما حدث أمس بالعراق، يجعلنا نكون على حذر شديد من هذه الاتجاهات الغريبة.
    وعلى الجانب الآخر توجد اتجاهات إخوانية وأزهرية تقوي تنامي التيار الشيعي داخل مصر، وتدافع عنه، وتسعى لتعمية الأبصار عن خطورته بكل وسيلة، وتهاجم كل من يحاول تحذير القيادات، وتحذير عامة أهل مصر من خطورة الشيعة الرافضة الإمامية بالخصوص (والتي تمثلها إيران ولبنان والعراق)، فإذ بهما بدلاً من تحذير شعب مصر من مخططات الشيعة وخيانات الشيعة التي بدت واضحة بعدما حدث في العراق ولبنان، إذ بهما يوهمان العامة السُّذّج بأن الخلاف بين السنة والشيعة في أمور فرعية، وأن المذهب الشيعي مثله مثل المذاهب الفقهية السُّنية.
    والأمر المثير للانتباه وجود علاقة وثيقة بين المفتي الحالي علي جمعة وبين الطريقة العزمية الشيعية، وهذا واضح من خلال مجلة "الإسلام وطن"، بل لقد اختارته الرجل الأول لعام 1426هـ، وهذا في الوقت الذي اشتهرت فيه فتاوى علي جمعة في تأييد المذهب الشيعي والدفاع عنه، وإصداره بعض الفتاوى الشاذة النابعة من منهج غلاة المتصوفة الموافق لمنهج الشيعة نحو جواز التبرك ببول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجواز رؤية النبي حيًّا في اليقظة...إلخ هذه الفتاوى التي هي من وحي شياطين الجن ليجادلوكم.
    وكأن هناك أيد خفية تعمل في الظلام لمحاولة إيصال أنصار التشيع إلى مناصب القيادة الدينية في مصر، وعلى رأس هذه القيادة الدينية: منصب شيخ الأزهر، ومنصب المفتي.
    وفي مجلة الأزهر عدد (ذو القعدة 1424-يناير 2004)، جاء على غلاف المجلة صورة الرئيس السابق مبارك مع الرئيس الإيراني السابق علي خاتمي عند زيارته لمصر، وقام محرر الخبر كما في (ص170 بالدفاع عن إدخال المذهب الشيعي داخل أروقة الأزهر قائلاً: "أما الشيعة الذين نقرر إدخال فقههم، فهم الزيدية، وقد لُقبوا بالإمامية، ولا يكادون يختلفون عن أهل السنة في شيء، ومثلهم الشيعة الإمامية الإثنا عشرية، وهم يسكنون إيران والعراق وسوريا ولبنان والباكستان والهند، ويؤمنون بأصول الإسلام كلها، ولا يستطيع أحد من أهل القبلة أن يحكم بكفرهم، وكل ما بينهم وبين السنة من خلاف، إنما هو وراء الأصول التي يجب الإيمان بها".اهـ
    قلت: وبالفعل تم إدخال المذهب الشيعي، بل والمذهب الإباضي الخارجي المؤيد للمذهب القطبي الإخواني إلى داخل أروقة الأزهر، ففي جريدة الأهرام (عدد الأثنين 27/2/2006، 6/3/2006) ذكر المفتي أن الأزهر قد اعترف بالمذاهب الفقهية الثمانية: الأربعة السنية، واثنان من الشيعة، واثنان من غيرهما: الإباضية، والظاهرية.
    وللأسف جاء تصريح أخير لشيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي يعضد هذا الاتجاه المريب في تعمية الشعب المصري عن خطورة الشيعة، حيث تم لقاء بين شيخ الأزهر ورئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد الذي زار مصر، ونشرت وقائع هذا اللقاء جريدة الشرق الأوسط في الصحيفة السابعة من العدد (10655) الصادر في يوم الأربعاء 21من شهر المحرم الحرام لعام (1429)، والتي تضمنت بحث سبل تدعيم العلاقات الثقافية والتقريب بين السنة والشيعة، فاتفقا على التعاون العلمي بين الأزهر والمركز الإسلامي العالمي بطهران في مجال تبادل البحوث والمؤلفات.
    وقال شيخ الأزهر: "إنَّ الخلاف في الأمور الفرعية لا يمنع من التعاون لخدمة الإسلام وتوحيد الصف الإسلامي في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن.
    مشيراً إلى أن التعاون بين الأزهر وإيران في مجال تبادل المؤلفات والأبحاث سيؤدي إلى تدعيم العلاقات الثقافية والتقريب بين السنة والشيعة".اهـ
    قلت: وما ادعاه محرر مجلة الأزهر من عدم اختلاف المنهج الشيعي عن منهج أهل السنة كثيرًا، مع ما صرح به شيخ الأزهر يعد قلبًا للحقائق الظاهرة ظهور الشمس، ويمثل منعطفًا خطيرًا على أمن مصر، حيث يفتح بابًا واسعًا للشيعة إلى مصر، طالما تمنوا فتحه، وسوف أرد على شيخ الأزهر وعلى هذا المحرر الأزهري من كلام الأزهر نفسه في موطن آخر، ففي بيان مجمع البحوث الإسلامية الصادر من الأزهر في حق البهائية، والمنشور في عدد جمادى الأولى عام 1427هـ، ذكروا ما يلي في من مبادئ البهائية التي توافقت فيها مع مبادئ الإمامية الشيعية: "القول بالحلول بمعنى أن الله سبحانه وتعالى بعد ظهورة في الأئمة الأثنى عشرية، وهم أئمة الشيعة ظهر في شخص اسمه أحمد الإحسائي، ثم في شخص الباب".
    قلت: فهل تأليه الشيعة لأئمتهم الأثنى عشر ليس كفرًا، ولا يتنافى مع أصول الإسلام في نظر شيخ الأزهر، وفي نظر هذا المحرر الأزهري؟!!
    والبهائية ما هي إلا فرع من المنهج الشيعي الرافضي، فكيف تحاربون الفرع، وتتركون الأصل، هل لأن الشيعة صارت لها دولة، والبهائية ليست لها دولة، أم ماذا؟
    وفي "بيان الأزهر للناس – الجزء الثاني"، والذي صدر في عهد الشيخ جاد الحق -شيخ الأزهر السابق-، قاموا بتعريف "الإمامية" كما في (ص13)، فقالوا:
    "الإمامية هم الذين قالوا بإمامة اثنى عشر من آل البيت, ويسمون بالاثنى عشرية وبالموسوية, لأن الأئمة عندهم هم: علي, الحسن, الحسين, علي زين العابدين بن الحسين, وكانت الإمامة لابنه الأكبر (زيد)، فلما رفضوه..ولّوا بدله أخاه محمدًا الباقر, ثم جعفر الصادق, وكان له ستة أولاد, أكبرهم إسماعيل، ثم موسى.
    ولما مات إسماعيل في حياة أبيه أوصى والده بالإمامة إلى ابنه موسى الكاظم, وبعد وفاة جعفر انقسم الأتباع, فمنهم من استمر على إمامة إسماعيل، وهم: الإسماعيلية أو السبعية, والباقون اعترفوا بموسى الكاظم, وهم الموسوية، ومن بعده علي الرضا ثم ابنه محمد الجواد, ثم ابنه علي الهادي, ثم ابنه الحسن العسكري, نسبة إلى مدينة العسكر –سامرا- وهو الإمام الحادي عشر, ثم ابنه محمد الإمام الثاني عشر, وقد مات ولم يعقب فوقف تسلسل الأئمة، وكانت وافته سنة 265هـ، ويقول الإمامية: إنه دخل سردابًا في سامرا فلم يمت, وسيرجع بعد ذلك باسم المهدي المنتظر.
    وهذه الطائفة منتشرة في إيران والعراق وسوريا و لبنان, ومنهم جماعات متفرقة في أنحاء العالم، ولهم كتب ومؤلفات كثيرة ومن أهمها كتاب "الوافي" في ثلاثة مجلدات كبيرة, جمعت كثيرًا مما في كتبهم الأخرى كتب عليه أحد أهل السنة نقدًا سماه: "الوشيعة في نقد عقائد الشيعة"، وكان ذلك في فبراير سنة 1935م كما كتب رئيس أهل السنة بباكستان ((محمد عبد الستار التونسوى)) رسالة في ذلك.
    و من أهم أصولهم :
    1- تكفير الصحابة و لعنهم, وبخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلا عددًا قليلاً جدًّا كانوا موالين لعلي رضي الله عنه، وقد رووا عن الباقر و الصادق: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم و لهم عذاب أليم: من ادعى إمامة ليست له, ومن جحد إمامًا من عند الله, ومن زعم أن أبا بكر وعمر لهما نصيب من الإسلام.
    و يقولون: إن عائشة وحفصة رضي الله عنهما كافرتان مخلدتان, مؤولين عليهما قول الله تعالى: {ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط" (التحريم 10).
    2- ادعاء أن القرآن الموجود في المصاحف الآن ناقص؛ لأن منافقي الصحابة (هكذا) حذفوا ما يخص عليًّا و ذريته، وأن القرآن الذي نزل به جبريل على محمد سبعة آلاف آية, والموجود الآن (6263) والباقي مخزون عند آل البيت فيما كتبه علي, وهو غائب بغيبة الإمام.
    3-رفض كل رواية تأتي من غير أئمتهم, فهم عندهم معصومون, بل قال بعضهم: إن عصمتهم أثبت من عصمة الأنبياء.
    4-التقية: وهي إظهار خلاف العقيدة الباطنة, لدفع السوء عنهم.
    5- الجهاد غير مشروع الآن, وذلك لغيبة الإمام, والجهاد مع غيره حرام و لا يطاع, ولا شهيد في الحرب إلا من كان من الشيعة, حتى ولو مات على فراشه.
    وهناك تفريعات كثيرة على هذه الأصول, منها :
    عدم اهتمامهم بحفظ القرآن, انتظارًا لمصحف الإمام, وقولهم بالبداء, بمعنى أنّ الله يبد له شيءلم يكن يعلمه من قبل ويتأسف على ما فعل, والجمعة معطلة في كثير من مساجدهم, وذلك لغيبة الإمام, ويبيحون تصوير سيدنا محمد وسيدنا علي, وصورهما تباع في أمام المشاهد والأضرحة, ويدينون بلعن أبي بكر وعمر...".اهـ
    قلت: ثم ذكروا بعد ذلك عقائد الإسماعيلية والنصيرية والدروز، وعقائدهم الكفرية لا تختلف كثيرًا عن عقائد الإمامية إلا في بعض التفاصيل.
    فهذه هي فرق الشيعة المختلفة تعتقد هذه العقائد الشنيعة، فهل يصح بعد هذا أن يقال إن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف في الفروع، لا يقول هذا إلا أحد رجلين: جاهل، أو عميل للشيعة يريد إدخالهم إلى مصر لتفتيت المسلمين، وإعادة الحكم الشيعي الفاطمي.
    وقال المحرر الأزهري أيضًا: "إن التقارب بين مصر وإيران الذي نباركه الآن هو أساس وطيد للوحدة الإسلامية المنشودة، والوحدة الإسلامية أمل عزيز دعا إليها جمال الدين الأفغاني في ظروف مشابهة لما تعانيه البلاد الإسلامية اليوم".
    قلت: هكذا يدعو هذا المحرر في مجلة الأزهر القيادة المصرية إلى الوحدة مع إيران الشيعية، التي أظهرت العداء الواضح للحكومة المصرية بل لكل الحكومات العربية الإسلامية، والتي تسعى جاهدة لإحداث قلاقل أمنية واضطرابات داخل مصر والسعودية بالخصوص.
    وصدقت مجلة الأزهر في أن هذه الدعوة إلى الوحدة الموهومة بين السنة والشيعة هي في الأصل من بنات أفكار جمال الدين الأفغاني، ولكنها تناست أن الأفغاني كان ينادي بهذه الوحدة بين السنة والشيعة كي يحطم الإسلام من داخله بإذابة السنة في الشيعة وضياع الإسلام الحقيقي تحت الهيمنة الشيعية التي لا صلة لها بالإسلام الصحيح، وهذه إحدى أحلام الماسونية العالمية التي كان الأفغاني أحد أعضائها المخلصين لمبادئها، كما أثبت هذا مَن ترجم للأفغاني، فقال د. حسن حنفي في كتابه "الأفغاني..المئوية الأولى"-نشرة مكتبة الأسرة (ص26): "فانضم –أي الأفغاني- إلى الجمعية الماسونية –المحفل الاسكتلندي-...وأنشأ محفلاً وطنيًّا تابعًا للشرق الفرنسي لتحويل الماسونية الغربية إلى حركة وطنية مصرية..." –إلى أن قال- "واستأنف الأفغاني خطبه في المحفل الماسوني لتعليم الجاهل واستنفار الخامل وحث المستمعين على الدفاع عن حقوق الشعب المهضومة".
    وقال رشيد الذوَّادي في كتابه "رواد الإصلاح" –طبعة مكتبة الأسرة- (ص 95): "والتف حول السيد جمال الدين الأفغاني معظم الطلاب الثوريون الذين هاموا بحرية البحث والتفكير الشخصي فكانوا يوميًّا يلتقون به ليأخذوا عنه الحكمة والنحو والمنطق والتاريخ والفلسفة ونصر الحق، وكيفية تسيير الجماهير، وطرائق وأد الظلم، وسبل تقويض الحكم المطلق وإنشاء حكومات دستورية.
    إنها شعارات جديدة لم يألفوها من قبل عند شيوخ الأزهر ولا عند غيرهم".اهـ
    قلت: بالفعل هي شعارات جديدة في الإسلوب قديمة في الجذور؛ فإن جذورها ممتدة إلى ذي الخويصرة رٍأس الخوارج الذي حذَّر منه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
    وقد فرَّخ هذا المنهج الثوري -الذي أسَّس الأفغاني بنيانه في مصر في العصر الحديث-: دعوة حزب الإخوان المسلمين، حيث إن الأفغاني يعد الأب الروحي لحزب الإخوان، وقد سار حسن البنا على خطاه في مسألة التقريب بين السنة والشيعة.
    وكان من أفراخ الدعوة الأفغانية الإخوانية: الدعوة القطبية الخارجية، وما تفرع عنها: نحو تنظيم الجهاد الذين قتلوا الرئيس المصري السابق السادات.
    وهناك هذه الأيام خططٌ تُحاك في الظلام للدفع بأفغاني جديد يُكرر الدور نفسه لإسقاط الحكومة الشرعية القائمة في السعودية، باسم حقوق الإنسان والوحدة الإسلامية ...إلى آخر الشعارات الكاذبة التي يخدعون بها الشباب ليخربوا بيوتهم بأيديهم، ويسلموا بلادهم غنيمة باردة سهلة إلى الرافضة، وإلى الماسونية العالمية والقوى الصهيونية.
    وهذه المناداة من مجلة الأزهر للأخذ بإطروحات الأفغاني الماسونية، تؤكد تنامي التيار الإخواني الرافضي في داخل الأزهر، حتى صارت مجلة الأزهر –خصوصًا بعد تولي د. محمد عمارة رئاسة تحرير مجلة الأزهر- تدعو بدون تورية إلى أفكار الإخوان، وتؤصل لمنهجهم، وتمجد على صفحاتها رموز الإخوان سياسيًّا ودعويًّا نحو: حسن البنا، وسيد قطب، ومحمد الغزالي، وأبي الحسن الندوي، وأبي الأعلى المودودي –زعيم الجماعة الإسلامية في الهند-، ونبيه بري الشيعي، وعبدالرحمن الكواكبي الثوري.
    بل لقد صرح د. محمد عمارة في عدد من مجلة الأزهر (عدد ربيع الآخر 1429- إبريل 200 تحت عنوان "حسن البنا والإخوان المسلمين":
    "لقد اقتحم التغريب عقل الأمة .. ولم يعد فكر نخبة لايتعدى دوائر المثقفين المتغربين!..
    وأمام تصاعد مخاطر هذه التحديات, التي نقلت المعركة إلى ميدان الهوية الإسلامية للأمة كانت الاستجابة الإسلامية -من تيار الإحياء والتجديد- استجابة ايجابية..
    فبعد فشل الجهود بذلت لإحياء الخلافة الإسلامية..تداعت صفوة علماء الإسلام ومفكريه في (1345هـ 1927م) إلى المؤتمر الذي عقد في القاهرة وأثمر قيام "جمعية الشبان المسلمين".
    وفي العام التالي (1346هج 1928م) أسَّس حسن البنا (1324-1368هـ، 1906-1949م)- وهو الذي شارك في المؤتمر التأسيسي للشبان المسلمين – أسَّس "جماعة الإخوان المسلمين" كأول تنظيم جماهيري لتيار الإحياء والتجديد الإسلامي في العصر الحديث .. فأمام تعاظم التحديات, واقتحام التغريب عقل الأمة, وتأسيس أحزاب وطنية وقومية تتبنى -بدرجات متفاوتة- المرجعية الغربية ونموذجها في التحديث, الأمر الذي نقل المخاطر إلى "الهوية الإسلامية للجماهير", كان لا بد من نقل حركة اليقظة الإسلامية وتيار الإحياء والتجديد من إطار الصفوة والنخبة والعلماء والمفكرين إلى إطار الأمة والجماهير ..فأمام "عموم البلوى" كان لا بد من استدعاء "الأمة" إلى ميدان الدفاع عن الإسلام, والمرجعة الإسلامية لمشروع النهضة والتغيير!
    إن مدرسة مجلة "المنار" قد حملت إلى العالم الإسلامي, إلى امتداد نحو أربعين عامًا, معالم المشروع الإسلامي لإحياء والتجديد..وإذا كان الشيخ محمد رشيد رضا, عندما أراد تفسير القرآن الكريم , قد بدأ من حيث انتهى الإمام محمد عبده في هذا التفسير .. فإن حسن البنا قد صنع ذات الشيء, فبدأ تفسيره للقرآن من حيث انتهى الشيخ رشيد رضا .. بل وواصل إصدار مجلة (المنار), تأكيدًا على استمرارية حلقات مدرسة وتيار الإحياء والتجديد ..
    لكن تأسيس جماعة الإخوان المسلمين, بمثابة المنعطف الجديد في هذه المسيرة ..".اهـ
    وهذا يدل على الاندماج الأزهري في الفكر الإخواني حيث بدت على صفحات المجلة في أعداد مختلفة صور هؤلاء الثوريين من رموز الإخوان، خاصة في مقالات د. محمد عمارة، ومحمد رجب بيومي.
    وأما الاتجاه الثاني الذي يقوي تنامي تيار الشيعة الإمامية الإيرانية في مصر ويدافع عنه، ويختلق له المعاذير: الجمعية الشرعية التي صارت في قبضة حزب الإخوان المسلمين، ففي مجلة التبيان –المجلة الرسمية للجمعية الشرعية-: عدد (32) (شهر ربيع الأول 1428-أبريل 2007) كان ملف العدد عن "المقاومة الإسلامية وبداية الانتصار"، تحت عنوان: "لبنان..انتصار الحرب والسياسة"، والذي كتبه (د. رضا الطيب: الأمين العام للجمعيات الشرعية)، والذي حاول الكاتب من خلاله تلميع الدولة الإيرانية الشيعية، ومحاولة دفع أهل السنة إلى الوقوع في حبائلها بطرق ماكرة، فرغم اعترافه بخطورة الشيعة، إلا أنه عاد فنقض كلامه هذا بقوله (ص37): "إن جمهورية إيران الإسلامية تعتبر الدولة الوحيدة التي تعلن هويتها الإسلامية بوضوح وتحمل مسمى إسلاميًّا".
    قلت: وهذا كذب فادح يثبت تواطؤ الجمعية الشرعية في تمرير الخيانة الشيعية؛ حيث إنه يخدع الشباب بهذا المسمى الكاذب لإيران، ويثبت أيضًا الحقد الدفين الذي تحمله الجمعية الشرعية على الدولة السعودية السُّنية؛ حيث إنه تناسى أن الدولة السعودية هي التي تستحق هذا الوصف الذي وسم به الدولة الفارسية الصفوية التي لا علاقة لها بالإسلام الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث إنها لا تؤمن لا بالكتاب ولا بالسنة، فالقرآن عندها محرف، وكتب السنة لا وجود لها في مراجعها التي تستمد منها أحكام الدين، فهي تكفِّر بكل كتب السنة التي يعتمدها المسلمون منذ عدة قرون في معرفة دينهم الذي دون في هذه الكتب، هذا بخلاف تكفير هذه الدولة الشيعية الصريح لمن حمل إلينا الإسلام وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف تكون دولة إسلامية فضلاً عن أن تكون هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تعلن هويتها الإسلامية.
    وسعت الجمعية الشرعية إلى جرِّ جمعية أنصار السنة إلى هذا المخطط الخطير، ألا وهو تمرير المذهب الشيعي إلى داخل مصر، ونجحت في الإتيان بالرئيس العام لجمعية أنصار السنة مع هيئة الجمعية في مؤتمر عام داخل المبنى الرئيسي للجمعية الشرعية في حضور رئيس الجمعية الشرعية الذي يسمي نفسه بـ"إمام أهل السنة"، وقام د. عبدالحليم عويس –وهو إخواني متطرف- بالتصريح بهذا الكلام الخطير في حضور الجميع، ألا وهو: "أن قضية السنة والشيعة هي قضية سياسية أكثر منها قضية عقائدية، ويجب أن نكون واعين بهذا المأزق، ولا نتعجل العراك، وإذا فرضت المعركة فنحن أهل لها إن شاء الله".اهـ
    قلت: واعلموا –سلمكم الله جميعًا- أن خيانات الرافضة عبر التاريخ لا حصر لها، فإن تاريخهم أسود مليء بالجرائم التي يندى لها الجبين.
    فمن أشهر خياناتهم وأضرها على بلاد الإسلام، خيانات: "ابن العلقمي الرافضي"، و"نصير الدين الطوسي الرافضي"، والتي مكَّنت التتار من احتلال بلاد الإسلام، ويحكي لنا الإمام ابن كثير –رحمه الله- خيانات ابن العلقمي والطوسي في كتابه الحافل "البداية والنهاية" (13/200-201) في تأريخه للعام 656 هـ، فيقول:
    "فيها أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حتى الخليفة وانقضت دولة بني العباس منها"، ثم قال حاكيًا عن هولاكو قائد التتار: "ووصل بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة لا يبلغون عشرة آلاف فارس وهم وبقية الجيش كلهم قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الاسواق وأبواب المساجد وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله، وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي".
    قلت: فهذه أول خيانة لابن العلقمي الشيعي الرافضي أعان بها التتار على دخول بغداد، وهو قيامه بتسريح جيش المسلمين بمنع رواتب الجنود، وإضعافهم.
    وأورد الشوكاني بداية خيانة ابن العلقمي وسببها بمزيد من التفصيل الحسن، كما في كتابه "أدب الطلب ومنتهى الأرب"، فقال كما في (ص70-71) بعد أن ذكر العداوة التي كانت بين الوزير ابن العلقمي والأمير مجاهد الدين الدويدار، حيث إن الأمير مجاهد الدين كان يقمع الشيعة، وينكل بهم: "فغضب الوزير –أي ابن العلقمي- غضبًا شديدًا, ولم يستطع المكافأة إذ ذاك, فحمله ذالك على مكاتبة التتر, وترغيبهم في بغداد, وتسهيل الأمر عليهم, فأقبل هولاكو ملك التتر, ومعه جيش من التتر عظيم, فوصلوا بغداد, وأحاطوا بها من جميع جوانبها, وما زال الوزير يخدع الخليفة, ويفرق جيوشه ويحول بينه وبين الحزم, حتى أعيته الحيلة, وتمكن العدو فخرج عن ذلك الوزير إلى التتر وقد تقدم بينهم من المكاتبة ما فيه حرمة وذمة, وتكفل لهم بإيقاع الخليفة وأعيان المحل في أيديهم يقتلونهم كيف شاؤوا ثم دخلوهم بغداد بعد ذلك، ثم رجع إلى الخليفة وأخبره أن سلطان التتر لايريد استئصاله ولانزع يده من الخلافة, وليس له رغبة في ذلك, بل مراده أن يكون متصرفًا عن أمر الخليفة,كما كان يتصرف عن أمرهم الملوك الحمدانية والبويهية والسلجوقية, وأنه يريد أن يتزوج ابن الخليفة بابنته، ومازال يخدع الخليفة, ويفتل منه في الذروة والغارب حتى أسعده, ومال إلى مقاله, وقال له: يخرج هو وأهل البلد إلى أعيان البلد لعقد النكاح، فخرج الخليفة و أخوته وأولاده وأعمامه وأمراؤه وأعيان بغداد من كل طبقة من الطبقات التي تتصل بالخليفة، وكان الذي عيّن الخارجين وسماهم هو الوزير المذكور, فلم يدع أحدًا من أركان الدولة يخشى منه, ولاسيما من كان متعصبًا على الشيعة كالأمير مجاهد الدين الدويدار, فإنه جعلهم في أول الخارجين لشهود العقد، وقد كان أبرم هو وسلطان التتر أنه سيجعله وزيرًا كما كان مع الخليفة العباسي، فلما خرج أولئك والخليفة قتلهم التتر جميعًا، ثم دخلوا بغداد فقتلوا من بها من الطائفتين، لم يبقوا على شيعي ولاسني, وكان جملة القتلى كما ذكره كثير من ثقات المؤرخين لكا عن ألف ألف قتيل وثماني مائة ألف قتيل".
    ثم قال ابن كثير: "ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو –أي ابن العلقمي- فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه فاجتمع بالسلطان هلاكوخان -لعنه الله-، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤس الأمراء والدولة والأعيان فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكوخان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسًا فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم وأحضر الخليفة بين يدي هلاكو فسأله عن أشياء كثيرة، فيقال: إنه اضطرب كلام الخليفة من هول ما رأى من الإهانة والجبروت، ثم عاد إلى بغداد وفي صحبته خوجة نصير الدين الطوسي والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة فأحضر من دار الخلافة شيئًا كثيرا من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وقال الوزير –أي ابن العلقمي-: متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسَّنوا له قتل الخليفة، فلما عاد الخليفة إلى السلطان هولاكو أمر بقتله، ويقال إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي"، ثم قال: "وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلمَّا قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هوَّن عليه الوزير ذلك، فقتلوه رفسًا وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه".اهـ
    وقال الشوكاني في أدب الطلب (ص71-72) "فانظر هذه الفارقة العظيمة التي تسببت عن تعصب الوزير الرافضي لأصحابه الرافضة -لا رحمه الله-"، وقال: "وانظر بما صنع بالمسلمين, وما جناه الخليفة على نفسه من استخلاصه للوزارة, وأمانته على الأسرار, والركون إليه في تدبير الدولة.
    وهكذا من ألقى مقاليد أمره إلى رافضي, وإن كان حقيرًا؛ فإنه لا أمانة لرافضي قط على من يخالفه في مذهبه ويدين بغير الرفض, بل يستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له؛ لأنه عنده مباح الدم والمال، وكل مايظهره من مودة فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة، وقد جربنا هذا تجريبًا كثيرًا, فلم نجد رافضيًّا يخلص المودة لغير رافضي, وإن آثره بجميع ما يملكه , وكان له بمنزلة الخول, وتودد إليه بكل ممكن، ولم نجد في مذهب من المذاهب المبتدعة ولا غيرها ما نجده عند هؤلاء من العداوة لمن خالفهم، ثم لم نجد عندهم من التجري على شتم الأعراض المحترمة, فإنه يلعن أقبح اللَّعن, ويسب أفظع السب, كل من تجري بينه وبنيه أدنى خصومة, وأحقر جدال, وأقل اختلاف، لعل سبب هذا – والله أعلم- أنهم لما تجرؤوا على سبِّ السلف الصالح هان عليهم سب من عاداهم، ولا جرم فكل شديد الذنب يهون ما دونه, وقد يقع بعض شياطينهم في علي -كرم الله وجهه- حردًا عليه وغضبًا له؛ حيث ترك حقه, بل قد يبلغ بعض ملاعينهم إلى ثلب العرض الشريف النبوي -صانه الله- قائلاً: إنه كان عليه الإيضاح للناس, وكشف أمر الخلافة ومن الأقدم فيها والأحق بها".اهـ
    قلت: فالحذر الحذر!! من تسرب هؤلاء الرافضة إلى الوزارات ومقاليد السلطة في البلاد، إما بأنفسهم أو عن طريق الصوفية والإخوان المسلمين، فإن كثيرًا من القضاة المصريين، بل ومن الوزراء صاروا يدينون بمذهب المتصوفة الغلاة الذي هو قرين المذهب الرافضي، فالحذر الحذر، ولنتعظ من هذه الخيانة الآثمة من الوزير ابن العلقمي الرافضي للخليفة المعتصم.
    واعلموا -رحمكم الله- أن خيانة الشيعة الروافض كانت هي السبب أيضًا في سقوط بيت المقدس في أيدي الصليبيين، كما هو مذكور في موطنه من كتب التاريخ.
    ومن خيانات الرافضة الفاطميين أيضًا ما صنعوه مع السلطان صلاح الدين الأيوبي؛ حيث حاولوا قتله أكثر من مرة، بل عاونوا الإفرنج عليه، وهذا مذكور بالتفصيل في كتاب "السلوك في دول الملوك" للمؤرخ المصري "تقي الدين المقريزي" (1/53-57)، والذي أعادت طباعته دار الكتب المصرية في العام الماضي، وذلك أنهم كانوا يريدون إعادة مجد الدولة الفاطمية الشيعية التي قضى عليها صلاح الدين، ومن ذلك ما قاله المقريزي في (1/57) في حوادث سنة 570 هـ: "وفيها جمع (كنز الدولة) –والي أسوان- العرب والسودان، وقصد القاهرة يريد إعادة الدولة الفاطمية، وأنفق في جموعه أموالاً جزيلة، وانضم إليه جماعة ممن يهوى هواهم، فقتل عدة من أمراء صلاح الدين"، ثم سرد المقريزي كيف تمكن صلاح الدين من القضاء على جيش هذا الشيعي "كنز الدولة"، ثم قتله أخيرًا في 7 صفر من عام 570 هـ.
    وفي العصر الحديث، فإن خيانات الرافضة تضاعفت وأضافت صفحات سوداء جديدة إلى تاريخهم الأسود، وبدت هذه الخيانات واضحة لكل ذي عينين في أفغانستان، والعراق، ولبنان.
    وتزعم حزب حسن نصر الرافضي اللبناني راية نشر مذهب الشيعة الإمامية وسط العرب؛ حتى لقب حسن نصر بـ"خميني العرب"، وقد أعلن حسن نصر في تصريحات عديدة له ولاءه الكامل للقيادة الشيعية في إيران، وقال كلمته المشهورة: "إن المرجعية الدينية هناك –في إيران- تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا المسلح"، كما في مجلة المقاوم (عدد 27-ص15-16)، وعلى موقع بازتاب الإيراني صورة وكالة الخميني لحسن نصر في جباية الأموال ورعاية أمور الشيعة في لبنان.
    وحزب حسن نصر الرافضي –والله بريء منهم-، هو وليد حركة أمل الشيعية التي كتبت أظلم وأخس صفحات الخيانة الشيعية في العصر الحديث في مخيمات صابرا وشاتيلا، حيث قامت حركة أمل الشيعية بإباحة القتل الجماعي في المسلمين الفلسطينيين من شيوخ ونساء وأطفال وشباب بصورة بربريةلم تشهدها البشرية إلا في حروب التتار، والشيعة القرامطة، وفي نحو الحروب العالمية الأخيرة، حتى قتلوا المرضى والعاجزين في مستشفى غزة، كما هو مذكور في عدد من المصادر الإخبارية التي رصدت هذه الحوادث الفظيعة، وفخامتكم أدرى بحقيقة ما حدث في هذه المخيمات لسعة اطلاعكم السياسي الذي تمكنكم من معرفة حقائق هذه العمليات.
    ولبقية طوائف الشيعة من نصيرية ودروز وأحباش جرائم مشابهة قديمًا وحديثًا، لا يتسع المقام لذكرها.
    وقد أصابنا الفزع والروع لما علمنا أن تواجد الشيعة في محافظة (6 أكتوبر) يزداد بقوة، حتى أنهم طالبوا بإقامة "حُسينيات" لهم هناك، وصاورا يستجلبون حب الشعب المصري المسكين بالأموال!!
    وانتبهوا -رحمكم الله- إلى حيلة خطيرة يتخفى خلفها هؤلاء المجرمين، وهي الظهور بمظهر التقشف والزهد والتصوف؛ حتى لا ينكشف أمرهم، ومن أجل ذلك قد تنخدع الجهات الأمنية بهذه الحيلة، فتتركهم يبثون دعوتهم الخبيثة دون أدنى مقاومة لهم، ولكن هذه الحيلة مكشوفة لمن يعرف تاريخهم الأسود، فمن قبل استخدموا هذه الحيلة الكاذبة في إسقاط الدولة العباسية؛ حتى انتشرت دعوتهم وقويت شوكتهم، ثم صارت لهم الغلبة عند القبائل والقيادات فقامت دولتهم التي تسمى بـ"الدولة الفاطمية"، والتي احتلت الديار المصرية ما يزيد عن قرنين من الزمان، أذاقت فيها أهل مصر الذل والهوان، وأبعدتهم عن دينهم الحق، ونشرت بينهم الخرافات والوثنية والبدع، وأباحت المحرمات بشتى صورها، هذا بخلاف ما حدث من ظلم واستباحة للدماء، وإليكم نبذة من ابتداء أمر هذه الدولة، وكيف قامت، حتى تدركوا خطورة هذه الطريقة العزمية على أمن مصر، وأنه ما ينبغي أبدًا التهاون معها أو مع مثيلاتها من الطرق الشيعية أو الصوفية.
    نقل شهاب الدين أحمد النويري في كتابه "نهاية الأرب في فنون الأدب" (المجلد 2 (طبعة دار الكتب والوثائق القومية عام 1428هـ) (ص66-67):
    " قال أبو محمد عبد العزيز بن شداد بن الأمير تميم بن المعزّ بن باديس في كتابه المترجم بالجمع والبيان في أخبار المغرب والقيروان: أوّل من قام منهم –أي من الشيعة الفاطميين- أبو شاكر ميمون بن ديصان بن سعيد الغضبان, وكان ممّن صحب أبا الخطاب محمد بن زينب ملى بني أسد, فألقوا إلى كل من اختصوا به أنّ لكل شيء من العبادات باطنًا, وأنّ الله تعالى ما أوجب على أوليائه صلاة ولا زكاة ولا صومًا ولا حجًّا, ولا حرَّم عليهم شيئًا من المحرمات؛ وأباح لهم نكاح البنات و الأخوات، إنما هذه العبادات عذاب على الأمة وأهل الظّاهر, وهي ساقطة على الخاصة، يقولون ذلك لمن يثقون به ويسكنون إليه. ويقولون في آدم وجميع الأنبياء :كذابون محتالون طلابٌ للرئاسة.
    فاشتدت شوكة هؤلاء في الدولة العباسية، وتفرقوا في البلاد شرقًا وغربًا, يظهرون التقشف، والزهد, والتصوف, وكثرة الصلاة والصيّام, يعرفون الناس بذالك وهم خلافه, ويذكرون أبا الخطاب إلى أن قامت البينة في الكوفة أنّ أبا الخطاب أسقط العبادات وأحل المحارم, فأخذه عيسى بن موسى الهاشمي, مع سبعين من أصحابه, فضرب أعناقهم, فتفرق بقية أصحابه في البلاد, فصار قوم ممن كان على مذهبه إلى نواحي خراسان, وقوم إلى الهند, وصار أبو شاكر ميمون بن سعيد إلى بيت المقدس مع جماعة من أصحابه, وأخذوا في تعلم الشعبذة والنارنجيات والحيل ومعرفة الرزق من صنعة النجوم والكيمياء, ويحتالون على كل قوم بما يتفق عندهم, وعلى العامة بإظهار الزهد والورع, ونشأ لأبي شاكر ابنٌ يقال له عبد الله القداح, علمه الحيل وأطلعه على أسرار هذه النحلة فتحذق وتقدم, وكانوا يظهرون التشيع والبكاء على آل البيت ويزيدون أكاذيب اخترعوها يخدعون بها ضعفاء العقول.
    وكان من كبار الشعوبيّة رجل يسمى محمد بن الحسين بن جهار نجار الملقب دنان وهو بنواحي الكرج وأصفهان له حال واسعة وضياع عظيمة، وهو المتولي على تلك المواضع، وكان يبغض العرب، ويذمهم، ويجمع معايبهم، وكان كل من طمع في نواله تقرّب إليه بذم العرب، فسمع به عبد الله بن ميمون القداح القدّاح وما ينتحله من بغض العرب وصنعة النجوم, فسار إليه وكان عبد اله يتعاطى الطب وعلاج العين, ويقدح الماء النازل فيها, ويظهر أنه يفعل ذالك حبسةً وتقربًا إلى الله عز وجل فطار له هذا الاسم بنواحي أصفهان والجبل فأحضره دندان وفاتحه الحديث, فوجده كما يحب ويهوى وأظهر له عبدالله من مساوئ العرب والطعن عليهم أكثر مما عنده فأشتد إعجابه به, وقال له مثلك لا ينبغى له أن يطب –أي يعمل بالطب-, وإن قدرك يرتفع ويجل عن ذلك, فقال: إنما جعلت هذا ذريعة لما وراءه مما ألقيه إلى الناس وإلى من أسكن إليه على رفق ومهل, من الطعن على الإسلام, وأنا أشير عليك ألا تظهر ما في نفسك إلى العرب, ومن يتعصَّب لهذا الدين, فإن هذا الدين قد غلب على الأديان كلها فما يطيقه ملوك الروم ولا الترك والفرس, والهند مع بأسهم ونجدتهم, وقد علمت شدة بابك صاحب الخرامية وكسرة عساكر, وأنه لما أظهر ما في نفسه من بغض الإسلام وترك التستر بالتشيع، كما يقول أولاً قلع أصله, فالله الله أن تظهر ما في نفسك, والزم التشيّع والبكاء على أهل البيت, فإنك تجد من يساعدك على ذالك من المسلمين, ويقول :هذا هو الإسلام، وسُبَّ أبا بكر وعمر، وادَّع عليهما عداوة الرسول وتغييرَ القرآن وتبديل الأحكام, فإنّك إذا سببتهما سبَبْتَ صاحبهما؛ فإذا استوى لك الطّعن عليهما فقد اشتفيت من محمد, ثم تُعْمِلُ الحيلة بعد ذالك في استئصال دينه.
    ومن ساعدك على هذا فقد خرج من الإسلام من حيث لا يشعر, ويتم لك [الأمر، كما تريد, فقال دندان: هذا هو الرأي.
    ثم قال له عبد الله القدّاح: إنّ لي أصحابًا و أتباعًا أبثُّهم في البلاد فيظهرون التقشّف والتصوّف والتشيع, ويدعون ماتريده بعد إحكام الأمر، فاستصوب دندان ذالك وسُرَّ, وبذل لعبد الله القدّاح ألفى ألف دينار، فقبل المال وفرقه في كور الأَهواز والبصرة وسواد الكوفة, وبطالقات, وخرسان, وسلمية من أرض حمص.
    ثم مات دندان فخرج عبد الله القدّاح إلى البصرة وسواد الكوفة, وبثّ الدعاة, بالمال, ودبّر الأمر".اهـ
    قلت: بهذه الحيل القائمة على التظاهر بالتصوف والتشيع والبكاء على آل البيت، قامت الدولة الفاطمية الشيعية، فخذوا حذركم ولا تنحدعوا بهذه المظاهر الكاذبة.
    وقال الشوكاني في أدب الطلب (ص72-74): " وناهيك بقوم بلغ الخذلان بغلاتهم إلى إنكار بعض كتاب الله, وتحريف البعض الآخر, وإنكار سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وجاوز ذالك جماعة من زنادقتهم إلى اعتقاد الألوهية في ملوكهم, بل في شيوخ بلدانهم, فلا غرو فإن أصل هذا المظهر الرافضي مظهر إلحاد وزندقة, جعله من أراد كيدًا للإسلام سترًا له, فأظهر التشيع والمحبة للآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واستجذابًا لقلوب الناس؛ لأن هذا الأمر يرغب فيه كل مسلم, وقصدًا للتغرير عليهم, ثم أظهر للناس أنه لا يتم القيام بحق القرابة إلا بترك حق الصحابة, ثم جاوز إلى إخراجهم – صانهم الله – عن سبيل المؤمنين، ومعظم ما يقصده هو الطعن على الشريعة وإبطالها؛ لأن الصحابة –رضي الله تعالى عنهم – هم الذين رووا للمسلمين علم الشريعة من الكتاب والسنة، فإذا تم لهذا الزنديق باطنًا, الرافضي ظاهرًا: القدح في الصحابة, وتكفيرهم, والحكم عليهم بالردة بطلت الشريعة بأسرها؛ لأن هؤلاء هم حماتها الراوون لها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    فهذا هو العلة الغائية لهم, وجميع ما يتظهرون به من التشيع كذب وزور، ومن لم يفهم هذا فهو حقيق بأن يتهم نفسه ويلوم تقصيره، ولهذا تجدهم إذا تمكنوا, وصارت لهم دولة, يتظاهرون بهذا, ويدعون الناس إليه, كما وقع من القرامطة والباطنية و الإسماعيلية، ومن نحا نحوهم؛ فإنهم لما تمكنوا أظهروا صريح الكفر والزندقة, وفعلوا تلك الأفاعيل من الاستهتار بمحارم الله وما عظمه,كنقلهم الحجر الأسود من الحرم إلى هجر, وكقول رئيس القرامطة اللعين لما سفك دماء الحجّاج بالبيت الحرام, وفعل به من المنكرات ما هو معروف:
    ولو كان هذا البيت لله ربنا لصبّ علينا النار من فوقنا صبًا
    لأنا حججنا حجَة جاهلية محلّلةً لم يبقى شرقاً ولا غربـًا
    ثم قال لمن بقي في الحرم سالماً من القتل: يا حمير أنتم تقولون {وَمَن دَخَلَه كان ءَامنًا}.
    وقد كان أول هذه النحلة القرمطية التظهر بمحبة آل البيت, والتوجع لهم, والعداوة لأعدائهم, ثم انتهى أمرهم إلى مثل هذا.
    وهكذا الباطنية, فإن مذهبهم الذي يتظاهرون به ويبدونه للناس, هو التشيع، ولا يزال شياطينهم ينقلون من دخل معهم فيه من مرتبة إلى مرتبة حتى يقفوه على باب الكفر وصراح الزندقة، إذا تمكن بعض طواغيتهم فعل كما فعل علي بن الفضل الخارج من اليمن من دعاء الناس إلى صريح الكفر ودعوى النبوة, ثم ترقي إلى دعوى الألوهية.
    وكما فعله الحاكم العبيدي بمصر –وهو الحاكم بأمر الله الفاطمي الشيعي- من أمر الناس بالسجود إليه, والقيام عند ذكره على صفة معروفة, فكان إذا ذكره الخطيب يوم الجمعة على المنبر قام جميع من بالمسجد, ثم يخرون ساجدين, ثم يقوم بقيامهم من يتصل بالجامع من أهل السوق, ثم يسرى ذالك إلى قيام مصر، وما كان بيديه من الأفعال المتناقضة, والحماقات الباردة, مقصوده من ذلك تجريب أحوال الناس, واختبار طاعتهم له في الأمور الباطلة, وفي مخالفة الشريعة؛حتى ينقلهم إلى ما يريده، وكم نعدد فيهم, وإن كان ينتمي إلى غير الإمامية، فلا تشك في أنه مثلهم فيما قدمنا لك".اهـ
    وأما عن خيانات الرافضة في العصر الحديث، فحدِّث ولا حرج، فقد قاموا بالعديد من الجرائم البشعة، فلهم في كل بلد مسلم جريمة نكراء يندى لها الجبين، وهذه بعض الأمثلة من هذه الجرائم:
    المثال الأول: قام أفراد "حزب الله الشيعي البحريني" المدعوم من إيران بمحاولة إسقاط الحكم في البحرين، وقال حسين المديفع –أحد أفراد الحزب-: تدربنا في معسكرات حزب الله بلبنان على الأسلحة والرماية والمتفجرات بدعم إيراني.
    المثال الثاني: قيام أعضاء حزب (الله) -والله بريء منهم- الرافضي الكويتي بالتعاون مع إيران باختطاف الطائرة الجابرية الكويتية، وألقوا جثث بعض الركاب من الطائرة بعد قتلهم بأبشع صورة.
    المثال الثالث: قيام هذا الحزب الرافضي الكويتي بمحاولة اغتيال الشيخ جابر الأحمد الصباح –رحمه الله- أمير الكويت عام 1985م.
    المثال الرابع: في ليلة 7 من ذي الحجة عام 1409هـ، قام المجرمون من حزب الله الكويتي بعمل تفجيرات في الشارع المؤدي إلى الحرم، مما أدى إلى مقتل وتشويه الحجاج الذين قدر خروجهم من الحرم في هذا الوقت.
    وقد اعترف منفذو العملية بأنهم قد استلموا مواد التفجير من سفارة إيران بالمملكة.
    المثال الخامس: جرائم الشيعة في العراق، والتي فاقت كل وصف، فقد قتلوا الآلاف من المسلمين هناك، وأحرقوا المساجد والمصاحف، ولولا خيانة الشيعة ما دخلت أمريكا العراق.
    إلى آخر الجرائم التي لا حصر لها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    وكما هو ظاهر من أن الطريقة العزمية تنفق أموالاً باهظة في تمويل دعوتها، فمن الذي يمولها لبث هذه الدعوة الشيعية، ومحاولة جذب الشخصيات الهامة في مصر إليها؟ هذا سؤال هام وإجابته واضحة عند أصحاب البصيرة، ألا وهي إيران الفارسية لا الإسلامية!!
    وننبه جهاز الأمن إلى أنه سوف يقابل عقبة كؤود مع هذه الفئات الشيعية الرافضية ألا وهي استخدامهم للتقية والكذب وشهادة الزور لإخفاء معتقداتهم، كما بينا من قبل أن التقية من أصول دينهم، ولذلك قال الشافعي كما في حلية الأولياء (9/114): "لم أر أحدًا من أصحاب الأهواء أشهد بالزور من الرافضة"([3]).
    وقال أشهب: سئل مالك عن الرافضة، فقال: لا تكلمهم، ولا ترو عنهم، فإنهم يكذبون([4]).
    وقال العباس الدوري في تاريخ ابن معين (4992) سمعت أبا عبيد يقول: عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام، فما رأيت قومًا أوسخ وسخًا ولا أقذر ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة –أي الشيعة-، ولقد وليت قضاء الثغور فنفيت منهم ثلاثة رجال جهميين ورافضيًّا أو رافضيين وجهميًّا، قلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغور؛ فأخرجتهم".
    وقال ابن حزم في كتابه "الفصل في الملل والنحل" (2/213): "وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض –الشيعة- ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر".
    وقال الشوكاني في أدب الطلب (ص72): " وأما تسرع هذه الطائفة –أي طائفة الشيعة- إلى الكذب, وإقدامهم عليه, والتهاون بأمره, فقد بلغ من سلفهم وخلفهم إلى حدِّ الكذب على الله ورسوله وعلى كتابه وعلى صالحي أمته، ووقع منهم في ذاك ما يقشعر منه الجلد".اهـ
    ومن ثَمَّ فإننا ننبه إلى أن أسلوب احتواء الفلول الشيعية التي تقطن مصر عن طريق السياسة لا يصلح، لأنهم لا عهد لهم ولا أمان، وهم لا يؤثر فيهم إحسان، ولا يرضون بحكم الشيعة بدلاً، فالحذر الحذر.
    ونذكر أولي الألباب إلى أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين لما اكتشف تخطيط الشيعة العراقيين لإقامة دولة شيعية داخل العراق، قام بعمليات قمع واسعة ضدهم، وقام بإعدام باقر الصدر في عام 1980 مما أخمد شرهم قليلاً عن العراق، ثم لما استخدم سياسة الاسترضاء لهم، فأنفق مبالغ كبيرة في إعمار الحسينيات والمراكز الشيعية، وأعطى الحوافز للقادة الشيعيين في حكومته، فقد خانوه وأسلموا العراق إلى إيران كما هو معلوم.
    وكذلك الرئيس اللُّبناني الحريري، فبرغم كل ما قدَّمه للشيعة من خدمات على أرض لبنان، فقد خانوه واغتالوه.
    فرجاء ثم رجاء سرعة العمل على تطهير مصر من هؤلاء الرافضة العراقيين واللبنانيين والإسراع بطردهم من بلادنا قبل أن يستفحل أمرهم، ويصيرون دولة في داخل دولة، فإن هؤلاء ما هم إلا عيونٌ للتجسس لصالح المخابرات الشيعية الإيرانية، فانتبهوا –بارك الله فيكم- !!
    كذلك نحن وإن كنا نطالب بتتبع هذه الفلول الشيعية، لا نعني أنه سوف يتم بالقضاء عليها القضاء على التيار الشيعي في مصر، بل يجب تجفيف منابع التشيع في مصر والتي تتمثل في هذه الأضرحة والمقامات التي امتلأت بها البلاد نحو مقام الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والسيد البدوي، والدسوقي، والقناوي، فإنه بهذا المسح سوف يضع يده على منافذ التشيع داخل مصر، وعن طريق تطهير هذه الأماكن، يتم تجفيف منابع التشيع في مصر.
    إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت من آخر وصاياه لهذه الأمة ما ثبت عن الصحابي الجليل: جندب رضي الله عنه في صحيح مسلم (532) أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ إني أنهاكم عن ذلك".
    وظلت الأمة تعمل بهذه الوصية طوال ما يقرب من أربعة قرون، حتى جاءت الدولة الفاطمية الشيعية في آخر القرن الرابع، وأدخلت هذه القبور والأضرحة المكذوبة على آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مصر، كما ذكر هذا المؤرخ المصري الشهير: تقي الدين المقريزي في كتابه "الاعتبار بذكر الخطط والآثار المصرية"، والإمام ابن كثير في البداية والنهاية، وغيرهما.
    فإن هؤلاء الدروايش القابعين عند هذه الأضرحة والمقامات، ومَن خلفهم من رؤوس هذه الطرق الصوفية والشيعية ما هي إلا قنابل موقوتة، ولا ينبغي الاستهانة بهم، فإن الثورة الخمينية الشيعية في إيران قد قامت على أمثال هؤلاء.
    وكذلك دروايش الشيعة في العراق هم الذين أعانوا الأمريكان على قلب نظام الحكم في العراق رغم قوته، حيث كانت الخيانة منهم ومن أمثالهم.
    فإما أن يزال الجهل عن هؤلاء وأن يعودوا إلى حظيرة الإسلام الصحيح القائم على الكتاب والسنة بعيدًا عن التشيع والتصوف، وإما أن يؤخذ على أيديهم كفًّا لشرهم عن أهل مصر.
    وآخر دعوانا الحمد لله برب العالمين.
    وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.
    وكتب
    أبو عبدالأعلى خالد محمد عثمان
    ليلة الجمعة رجب 1434
    القاهرة _ مصر

    ([1]) كتاب كشف الأسرار (ص 123) للخميني.
    ([2]) كتاب كشف الأسرار (ص 107-10 للخميني.
    ([3]) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (10/20، والخطيب في الكفاية في علوم الرواية (ص126)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (9/114)، واللاكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (2810-2811)، وإسناده صحيح.
    ([4]) ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/146) في ترجمة إبراهيم بن الحكم الكوفي الشيعي.
    منقول من سحاب

  • #2
    رد: الطريقة العزمية والطرق الصوفية والإخوان بوابة الرافضة إلى مصر: أبو عبدالأعلى خالد عثمان

    السلام عليكم بارك الله فى الشيخ على ما اتحفنا من علم ينفع وتذكرة تسمع اسال الله ان يوفق الشيخ

    تعليق


    • #3
      رد: الطريقة العزمية والطرق الصوفية والإخوان بوابة الرافضة إلى مصر: أبو عبدالأعلى خالد عثمان

      جزاكم الله خيرا

      وحفظ الله الشيخ وجميع علماء السنة ورعاهم

      وحفظ الله مصر وبلاد المسلمين من شر الروافض وحميرها

      الملفات المرفقة

      تعليق

      يعمل...
      X