إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فوائد في العقيدة : إثبات صفة المماسة لله عز وجل للشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] فوائد في العقيدة : إثبات صفة المماسة لله عز وجل للشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله



    بسم الله الرحمن الرحيم



    فوائد في العقيدة : إثبات صفة المماسة لله عز وجل للشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله



    قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: جاءت الأحاديث بثبوت المماسة، كما دل على ذلك القرآن الكريم وقاله أئمة السلف، وهو نظير الرؤية، وهو متعلق بمسألة العرش، وخلق آدم بيده، وغير ذلك من مسألة الصفات وإن كان قد نفاه طوائف من أهل الكلام والحديث من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم، فشيخ الإسلام أثبت مماسة الله لبعض خلقه، كالعرش وآدم وقال: إن ذلك دل عليه القرآن الكريم وجاء الحديث بثبوته وقاله أئمة السلف، وإن كان قد نفاه طوائف من أهل الكلام والحديث.
    قلت: مثل القاضي أبو يعلى من الحنابلة نفاه في كتابه إبطال التأويلات، وقال: إنه يستلزم الحدوث للرب.
    أقوال العلماء في مماسة الرب للعرش ثلاثة:
    - منهم من يثبت المماسة كما جاءت بها الآثار.
    - ومنهم من ينفي المماسة.
    - ومنهم من يقول: لا أثبتها ولا أنفيها.
    المس والاتصال بالرب مختلف فيه على قولين.
    قال شيخ الإسلام وذكر عن الصحابة كابن عباس وعن التابعين عن عبيد بن عمير وغيره، وفيه أن الله ينادي داود -عليه السلام- حتى يمس بعضه، وكذلك الحركة في جوازها أو جواز إطلاقها على الرب قولان للعلماء.


    المصدر


  • #2
    رد: فوائد في العقيدة : إثبات صفة المماسة لله عز وجل للشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الرد على أبي الحسن المأربي في مسألة المماسة و تحقيق القول فيها للشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله-

    قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- في كتابه "التنكيل بما في لجاج أبي الحسن المأربي من الأباطيل":
    (قال أبو الحسن في كتابه " قطع اللجاج "(ص 16):" وأعتقد أن الله مستو على عرشه، بائن منه، من غير مماسة، ولا حاجة للعرش، استواء يليق بجلاله" .
    قال سماحته(1) فالأولى حذف " من غير مماسة" لأن ما قبلها وما بعدها، يغني عن ذلك وتعديل عبارة:" بائن منه" إلى "بائن من خلقه"لأن العبارة الأولى فيها محذور، من حيث إنه يلزم منه عدم استواء الله على عرشه".اهـ
    قال أبو الحسن قلت:
    أولاً: لقد أخذت بنصيحة سماحته وعدلت العبارة كما في جميع الطبعات الثلاث الفقرة رقم(9).
    ثانياً: مع أنني عدلت عبارتي في المماسة، إلا أنني أرى أن هذا كلام لبعض السلف - وإن كان في ذكره ومنعه اختلاف- ففي اجتماع الجيوش الإسلامية"لابن القيم، ت/بشير محمد عيون ص(153): وقال في موضع آخر والظاهر- من السياق أن القائل أحمد أو المروزي والأول أقرب وإن الله -عز وجل- على عرشه فوق السماء السابعة، يعلم ما تحت الأرض السفلى، وأنه غير مماس لشيء من خلقه ، وهو تبارك وتعالى بائن من خلقه، وخلقه بائنون منه".اهـ
    وقال أبو عمرو الداني في "الرسالة الوافية"ط/دار ابن الجوزي،ت/ القحطاني ص(53): واستواؤه جل جلاله: علوه بغير كيفية ولا تحديد ولا مجاورة ولا مماسة"اهـ
    وانظر ما قاله العلامة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع في شرحه العقيدة السفارينية ط/أضواء السلف، ت/ أشرف بن عبد المقصود ص(93-97) فقد قال في شرحه:" استواء منـزهاً عن المماسة والتمكن والحلول " ثم انتصر لهذا القول في الحاشية، ونقل إنكار بعض أهل العلم لذكر هذا اللفظ نفياً وإثباتاً".
    أقول على كلامك هنا ملاحظات:
    أولاً- على قولك:" ثانياً: مع أنني عدلت عبارتي في المماسة".
    الصواب أن تقول: مع أنني حذفت عبارة "المماسة"لأن الشيخ نصحك بحذفها لا بتعديلها ولأنك حذفتها فعلاً.
    ثانياً- ما هذه المماحكة التي تتخذها تجاه العلماء الذين يوجهونك إلى الصواب والحق .
    فلقد أخذت تماحك وتشوش على عدد من توجيهات الشيخ غير هذه المسألة لتوهم الناس أنك محق في كل أو جل ما نصحك به الشيخ وأخذه عليك ، وهكذا تفعل مع غيره أليس هذا من الأمراض العقلية والنفسية التي تحتاج إلى العلاج .
    ثالثاً- على قولك:" إلا أنني أرى أن هذا كلام لبعض السلف – وإن كان في ذكره ومنعه اختلاف-".
    أقول : في كلامك هذا نظر قوي فالسلف لم يجر بينهم خلاف في ذكره ومنعه.
    ولم يطرح على بساط البحث والمناقشة والاستدلال ، ولو كان الأمر كما ذكرت لرأيت كل طرف منهم يدلي بحججه وبراهينه على صواب قوله وبطلان قول مخالفه كما هو معروف عنهم فبما هو دون هذه المسألة المتعلقة بعظمة الله .
    رابعاً- أن كلامك يوحي بأنك لست براض عن حذف عبارة "من غير مماسة" وأنك أقرب إلى الصواب من الشيخ عبد العزيز الذي علل حذفها بقوله " لأن العبارة الأولى فيها محذور من حيث أنه يلزم منه عدم استواء الله على عرشه " لكنك حذفتها مراعاة ً لخاطره ولا ترى ما يراه الشيخ من المحذور والدليل أنك دعمت وجهة نظرك بما نسبته إلى الإمام أحمد وبنقلك لكلام أبي عمرو الداني والشيخ / محمد بن مانع رحم الله الجميع وهذا استرواح منك وركون إلى التقليد الأعمى بل الأمر أبعد من ذلك .
    خامساً- الواجب عليك وأنت تعتقد أن في المسألة اختلافاً بين السلف الأمور الآتية :
    أولاً : أن تضع في الاعتبار :
    أ- قول اله تعالى : " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤلا".
    وقول الله تعالى " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي وأن تشركوا بالله ما لم ينـزل به سلطان وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " .
    فنفي المماسة من القول على الله بغير علم .
    ب- وإذ المسألة خلافية كما تزعم فكان عليك أن تأخذ بقول الله تعالى :" فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " وأنت رددت الأمر إلى غير الله ، وهذا ما لا يليق بطالب العلم لا سيما إذا كان يحارب التقليد ويقول أنا لا أقبل قول أحد إلا بدليل ولا سيما في هذا الباب المتعلق بعظمة الله .
    سادساً – أنت تنادي بالتأصيل وتلهج بالأصول بل تبالغ وتكثر من التأصيل لحماية أهل البدع .
    أفما كان من حق الله عليك أن تهرع في هذا المقام الخطير إلى القواعد التي قررها السلف في هذا الباب العظيم باب أسماء الله وصفاته .
    ومنها : أننا لا نثبت لله من الأسماء والصفات والأفعال إلا ما ثبت عن طريق الوحي كتاب الله وما ثبت عن رسول الله r .
    ومنها : أن مثل لفظ المماسة وعدمها ولفظ الجسم والجوهر والعرض وأمثالها مما يقوله المتكلمون ومن جرى مجراهم من أهل الأهواء لا نطلقها على الله ولا ننفيها.
    مثل هذه الآيات والقواعد لا يجوز لمسلم أن يتناسها من أجل الدفاع عن نفسه ويتعلق بأذيال التقليد .
    فالعلماء كما يقول شيخ الإسلام" يحتج لهم ولا يحتج بهم" .
    سابعاً- كان من حق الإمام أحمد عليك أن تتأمل كلامه حق التأمل فتنظر في سياقه وسباقه والقرائن التي تحفه قبل أن تنسب إليه هذه المسألة .
    ولو عملت ما قلته لك لظهر لك جلياً أنه لا يقصد من نفي المماسة ما يقصده الأشاعرة وأمثالهم ، ولظهر لك أن هذا الإمام إنما يقصد بنفي المماسة الرد على الجهمية الذين يقولون إن الله في كل مكان ، ويقصد تنـزيه الله عن أن يحل في الكون أو شيء منه أو يمازجه .
    أما الداني وابن مانع فأنهما على ما عندهما من سلفية فقد وقعا في تقليد الأشاعرة من حيث يشعران أو لا يشعران فتقليدك لهما من العجائب وقولك بسبب ما وقعت فيه من التقليد : "إلا أنني أرى أن هذا كلام لبعض السلف وإن كان في ذكره ومنعه اختلاف" لا حجة لك فيه ولا يغني عنك شيئاً ، فإن السلف لم يجر بينهم اختلاف .
    لكن لما وقع فيه بعض المتأخرين رد عليهم السلفيون المتأخرون ، فكان ينبغي أن تذكرهم وتذكر أدلتهم وقواعدهم التي تمنع من إطلاق هذا اللفظ وأشباهه في حق الله جلَّ وعلا وتبين للناس أن قولهم هو الحق بل ليس بينهم اختلاف وإنما خالفهم أناس متأخرون قد تأثروا بالأشعرية فقولهم لا يرتفع إلى درجة الاختلاف ولا يقدم في القضية ولا يؤخر .
    فالذب عن الدين مقدم على الدفاع عن النفس عند الصادقين .
    ثامناً – وقفت على كلام العلامة بن سحمان في هذه المسألة و فيه بيان و تبديع لمن يقول بالمماسة فلم تستفد منه و لم يردعك فمن المناسب أن أنقله هنا لطالبي الحق .
    قال الشيخ العلامة سليمان بن سحمان خلال رده على الشيخ / محمد بن عبد العزيز بن مانع . في مسائل أنكرها عليه .
    قال : " و منها ما ذكره في الكواكب في صفحة أربعة و عشرين قال في معنى الاستواء " استواء منزها عن المماسة و التمكن و الحلول " فاعلم أن هذا القول قول مبتدع مخترع لم يذكره أحد من أهل العلم من سلف هذه الأمة و أئمتها اللذين لهم قدم صدق في العالمين ، و قد تقرر أن مذهب السلف و أئمة الاسلام عدم الزيادة و المجاوزة لما في الكتاب و السنة و أهم يقفون و ينتهون حيث وقف الكتاب و السنة و حيث انتهيا .
    قال الإمام أحمد –رحمه الله تعالى - : لا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه و وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم انتهى و ذلك لعلمهم بالله و عظمته في صدورهم و شدة هيبتهم له و عظيم جلاله و لفظ المماسة لفظ مخترع مبتدع ، لم يقله أحد ممن يقتدى به و يتبع ، فإن أريد به نفي ما دلت عليه النصوص من الاستواء و العلو و الارتفاع و الفوقية فهو قول باطل ضال قائله مخالف للكتاب و السنة و لا جماع سلف الأمة مكابر للعقول الصحيحة و النصوص الصريحة و هو جهمي لا ريب من ما قبله ، و إن لم يرد هذا المعنى بل أثبت العلو و الفوقية و الارتفاع الذي دل عليه لفظ الاستواء فيقال فيه هو مبتدع ضال قال في الصفات قولا مشتبها موهما فهذا الفظ لا يجوز نفيه و لا إثباته و الواجب في هذا الباب متابعة الكتاب و السنة و التعبير بالعبارات السلفية الايمانية و ترك المتشابه .
    هذا ما ذكره شيخنا الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن في جوابه على بعض الجهمية . "
    ومن المناسب أيضاً أن أذكر هنا جواباً صدر مني على اشتباه حصل لبعض الأفاضل في قول بعض الناس:"إن الله مستو على العرش من غير مماسة" فقلت راداً لهذا الاشتباه موضحاً وجه الحق فيه- على حسب ما ظهر لي- وفقاً لمنهج السلف وسيراً على أصولهم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
    من ربيع بن هادي عمير المدخلي إلى أخيه في الله الشيخ "فلان" -حفظه الله- ووفقه .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    وصل إليَّ خطابكم الكريم حول مسألة استواء الله على عرشه وما يتصل به من الكلام عن وصف المماسة أي من نفيه أو إثباته .
    1- قلتم وفقكم الله : " لأهل السنة من المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة قولان :
    الأول : أنه مستوٍ على عرشه من غير مماسة وهذا قول جماعة منهم :
    1- عبد الله بن المبارك - رحمه الله- .
    فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في كتابه "بيان تلبيس الجهمية"
    (1/443) ما نصه :
    "فبين ابن المبارك أن الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه منفصل عنهم" اهـ
    فبين أنه منفصل عنه أي عن العرش " .
    أقول بارك الله فيكم إن في نسبة هذا القول إلى عبد الله ابن المبارك - رحمه الله- نظراً إذ ليس في كلامه ذكر المماسة وإنما فيه ذكر المباينة .
    والقصد من ذكر المباينة الرد على الجهمية الذين يصفون الله بصفة المعدوم فيقولون : لا داخل العالم ولا خارجه ولا كذا ولا كذا .
    أو يجعلونه حالاً في المخلوقات فهو يريد بذكر المباينة تنـزيه الله عن أن يكون حالاً في المخلوقات ممازجاً لها .
    ولفظ الانفصال الوارد في كلام ابن تيمية - رحمه الله- إنما يريد به نفي ما يزعمه الجهمية من الحلول والامتزاج بالمخلوقات وفي ذلك تأكيد للفظ المباينة الوارد في كلام ابن المبارك وليس فيه نفي للماسة الذي لا ينبغي إطلاقه نفياً ولا إثباتاً لعدم وروده في كلام الله ولا في كلام رسوله r .
    ومما يمنع نسبة نفي المماسة إلى عبد الله بن المبارك - رحمه الله- قول ابن القيم - رحمه الله- في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص133) ط الباز :
    " قول إمام أهل الدنيا في وقته عبد الله ابن المبارك - رحمه الله- وقد صح عنه صحة قريبة من التواتر أنه قيل له : بماذا نعرف ربنا ؟
    قال : بأنه فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه " ذكره البيهقي ، وقبله الحاكم ، وقبله الدارمي عثمان ، وقد تقدم "
    فهذا هو الذي يصح نسبته إلى الإمام ابن المبارك - رحمه الله- .
    2- وقلتم سدد الله خطاكم :
    "2- الإمام أحمد رحمه الله ، فقد قال شيخ الإسلام ابن القيم -رحمه الله- في اجتماع الجيوش الإسلامية ( ص201) ط الرشد : وقال المروزي قلت لأبي عبد الله ... إلى قوله قال : وعلمه في كل مكان وعلمه معهم قال : أول الآية يدل أنه علمه وقال في موضع آخر : إن الله عز وجل على عرشه فوق السماء السابعة يعلم ما تحت الأرض السفلى وأنه غير مماس لشيء من خلقه " .
    أقول بارك الله فيكم في نسبة نفي المماسة للعرش إلى الإمام أحمد رحمه الله من هذا النص نظر فإنه إنما نفى مماسة شيء من خلقه ويقصد بذلك تنـزيه الله عن قول الجهمية الضالة إن الله في كل مكان وأنه حال في مخلوقاته أما بالنسبة للعرش فلم ينف الإمام أحمد المماسة ولا أثبتها .
    وقلتم أيضاً : " وقال الإمام أحمد بن حنبل في كتابه " الرد على الجهمية " (ص97) فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه قال:
    " هو في كل شيء من غير مماس لشيء ولا مباين منه ، فقلنا إذا كان غير مباين أليس هو مماس ، قال :لا ، قلنا فكيف يكون في كل شيء من غير مماس لشيء ولا مباين ، فلم يحسن الجواب " .
    أقول هذا الكلام ظاهر في أن الإمام أحمد لا يريد المعنى الذي نسب إليه إنما يريد إلزام هذا الجهمي الضال الذي يقول :
    1- إن الله مع خلقه ويعني بذاته .
    2- ويقول هو في كل شيء ، ويقول من غير مماس لشيء ولا مباين ، فألزمه الإمام أحمد بناء على قوله أنه في كل شيء من خلقه ...الخ بأنه يقول بالمماسة أي الحلول والممازجة ، فهذا ظاهر جداً كما ترى وليس فيه ما يدل على أن الإمام أحمد يقول إن الله مستوٍ على عرشه من غير مماسة .
    3- وقلتم - رعاكم الله- :
    (3) الإمام أبو نصر السجزي - رحمه الله- حيث قال في رسالته المشهورة إلى أهل زبيد في "الرد على من أنكر الحرف والصوت" (ص126-127) ط دار الراية " واعتقاد أهل الحق أن الله سبحانه فوق العرش بذاته من غير مماسة ، وأن الكرامية ومن تابعهم على قول المماسة ضلال " أهـ.
    ونقل عنه هذا الكلام بحروفه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في بيان تلبيس الجهمية ( 1/446) .
    أقول : ينبغي أن نفهم لماذا نقل شيخ الإسلام - رحمه الله- كلام السجزي -رحمه الله- .
    فأقول : إن ابن تيمية - رحمه الله- إنما ساق كلام السجزي في مساق الإنكار على من ينفي الحد عن الله من مثل الخطابي ، وابن حبان وذكر طائفة من أهل الفقه والحديث ممن يسلك في الإثبات مسلك ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن ونحوهم في هذه المعاني ولا يكاد يتجاوز ما أثبت هؤلاء ، مع ماله من معرفة بالأحكام كأبي حاتم هذا (يعني ابن حبان) والخطابي وغيرهما ، وذكر منهم في هذا السياق السجزي - رحمه الله- فلم يسق شيخ الإسلام كلام السجزي للاستشهاد به في مسألة المماسة ولا غيرها وإنما ساقه مساق الإنكار على من ينفي الحد .
    وانظر قول شيخ الإسلام في بداية حديثه عن السجزي حيث قال : " وممن نفى الحد أيضاً من أكابر أهل الإثبات أبو نصر السجزي قال في رسالته المشهورة إلى أهل زبيد ...الخ .
    وراجع كلام شيخ الإسلام من (ص440-446) :
    وإذا تأملت كلام السجزي في قضية الاستواء تجد في كلامه ارتباكاً واضطراباً لتأثره نوعاً ما بكلام ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن الأشعري في إنكار الحد ونفي المماسة .
    وفي قوله : "والله سبحانه وتعالى فوق ذلك بحيث لا مكان ولا حد لاتفاقنا أن الله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان ...الخ .
    وهذا كلام الأشاعرة الذين ينكرون علو الله واستواءه على عرشه ويريدون بهذا الكلام هذا المعنى ولم يفطن له السجزي - رحمه الله-.
    والحاصل أن في كلامه اضطراباً من جملته ما سبق ذكره ولم يناقشه شيخ الإسلام لا في قضية المماسة ولا في غيرها ، لأن المقصود الإنكار عليه في قضية نفي الحد ، وقد يكون اكتفى بقوله في (ص440) قلت : وقد أنكره ( أي الحد) طائفة من أهل الفقه والحديث ممن يسلك في الإثبات مسلك ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن ونحوهم في هذه المعاني ...الخ .
    وكل من الإمام سعد بن علي الزنجاني والإمام أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني إمام في السنة وذاب عنها ، ولكن في هذه المسألة قد أصابهما من غبار الأشعرية من حيث لا يعلمان .
    وكذلك الشيخ / محمد بن عبد العزير ابن مانع من علماء السنة والتوحيد ، لكنه في هذه المسألة لم يسلم من غبار الأشعرية وذلك تقليد محض لا سند له من كتاب ولا من سنة وفي كلامهم هذا تدخل في الكيفية .
    وقول شيخ الإسلام في "التدمرية " " وقد علم أنه ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق .
    والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته " .
    إنما يريد شيخ الإسلام بهذا الكلام دحض ضلال أهل الحلول ووحدة الوجود
    لا غير ، وهو صريح في هذا المعنى دون ريب ولا دخل لمعنى المماسة فيه .
    والحق هو اقتفاء الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة في أمور الدين كلها ولا سيما باب أسماء الله وصفاته فلا نثبت لله إلا ما أثبته كتاب الله وسنة رسوله ولا ننفي إلا ما نفاه كتاب الله وسنة رسوله .
    وهذا هو أصل أهل السنة وبه نرد على أهل الأهواء المبتدعين كما نرد به أخطاء أفاضل السلفيين كما في هذه المسألة .
    وتذكر قول أم سلمة وربيعة ومالك "الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة" .
    وأخيراً خذ بقول الشيخ عبد اللطيف والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ ابن عثيمين - رحمهم الله جميعاً- فهو الحق وعلى الكتاب والسنة ومنهج السلف.
    وأرجو من فضيلتكم العدول عن هذه المسألة وأن لا تقولوا : إن لأهل السنة من المتقدمين والمتأخرين قولين ، فإن السلف من أهل القرون المفضلة ، وإلى عهد الإمام أحمد وطبقته وطبقة تلاميذه كالبخاري وأبي داود وعبد الله بن أحمد وصالح ، وأبي زرعة وأبي حاتم وأمثالهم ، بل ومن بعد هؤلاء من أئمة السنة والحديث لم يقولوا بهذه المسألة إلى أن استفحلت الأشعرية في العالم الإسلامي فدخل هذا الدخن الذي أشار إليه ابن تيمية على رجال من أهل الحديث والفقه فقلدوا ابن كلاب والقلانسي والأشعري وغيرهما من أهل الكلام ، فهذه المسألة لا وزن لها عند أهل السنة ولا يجوز أن نقول لأهل السنة فيها قولان فإنها ليست بشيء ولم تقم على علم ولا هدى ولا كتاب منير ، ولم تطرح على بساط البحث عند أهل السنة .
    ولتتأكد أن هذه المسألة من عقائد الأشعرية أنقل لكم قول الغزالي الآتي :
    قال في سياق السلوب التي يستعملها الأشعرية والجهمية : " وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منـزهاً عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال .." الأحياء ( 1/124) نشر مؤسسة الحلبي وشركائه .
    كما أرجو الاجتهاد في إزاحة هذه الشبهة من أذهان تلاميذكم ومحبيكم والبعد منكم ومن إخوانكم عن إثارة مثل هذه المسألة التي تؤدي إلى القيل والقال وقد تؤدي إلى الفتن .
    رفع الله قدركم ونصر بنا وبكم دينه وسنة نبيه .
    فما كان من هذا الأخ الفاضل المذكور إلا الاستجابة وإعلان تراجعه على رؤوس الأشهاد في مدرسته ، وبلغني عن طريق الثقات أنه نشر ذلك في بلده وفقنا الله وإياه لما يحب ويرضى وثبتنا جميعاً على الحق والسنة.
    فما هو رأي أبي الحسن الآن هل سيلزم جادة أهل السنة ومنهجهم في هذا الباب أو يسير على منهج الإخوان المسلمين الذين يجعلون الاختلاف حجة ولا يلتفتون إلى تقديم الحق على الباطل والصواب على الخطأ ليسوغوا لأنفسهم ولمن تحت رايتهم التمسك بالأراء الشاذة والأقوال الضالة ).

    رابط الرد من موقع الشيخ:

    تعليق

    يعمل...
    X