إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

جمعٌ لأقوالِ العلماءِ في تفسير قول الله - تعالى -: ((إنـي جاعِلٌ فـي الأرْضِ خَـلِـيفَةً))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جمع] جمعٌ لأقوالِ العلماءِ في تفسير قول الله - تعالى -: ((إنـي جاعِلٌ فـي الأرْضِ خَـلِـيفَةً))

    الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم
    أمّا بعدُ


    فهذا جمعٌ لأقوالِ العلماءِ في تفسير قول الله تعالى : ((إنـي جاعِلٌ فـي الأرْضِ خَـلِـيفَةً))



    الإمام الطبريّ – رحمه الله – قال:

    القول فـي تأويـل قوله تعالـى: (( خَـلِـيفَةً ))
    والـخـلـيفة الفعلـية، من قولك: خـلف فلان فلاناً فـي هذا الأمر إذا قام مقامه فـيه بعده، كما قال جل ثناؤه:
    {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فـي الأرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }
    يعنـي بذلك: أنه أبدلكم فـي الأرض منهم فجعلكم خـلفـاء بعدهم ومن ذلك قـيـل للسلطان الأعظم: خـلـيفة، لأنه خـلف الذي كان قبله، فقام بـالأمر مقامه، فكان منه خـلفـاً، يقال منه: خـلف الـخـلـيفة يخـلُف خلافة وخـلـيفـاً، وكان ابن إسحاق يقول بـما:

    حدثنا به ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: { إنـي جاعِلٌ فـي الأرْضِ خَـلِـيفَةً } يقول: ساكناً وعامراً يسكنها ويعمرها خـلقاً لـيس منكم. ولـيس الذي قال ابن إسحاق فـي معنى الـخـلـيفة بتأويـلها، وإن كان الله جل ثناؤه إنـما أخبر ملائكته أنه جاعل فـي الأرض خـلـيفة يسكنها، ولكن معناها ما وصفت قبل.

    فإن قال لنا قائل: فما الذي كان فـي الأرض قبل بنـي آدم لها عامراً فكان بنو آدم بدلاً منه وفـيها منه خـلفـاً؟ قـيـل: قد اختلف أهل التأويـل فـي ذلك.

    فحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبـي روق، عن الضحاك، عن ابن عبـاس، قال: أوّل من سكن الأرض الـجنّ، فأفسدوا فـيها، وسفكوا فـيها الدماء، وقتل بعضهم بعضاً. قال: فبعث الله إلـيهم إبلـيس فـي جند من الـملائكة، فقتلهم إبلـيس ومن معه، حتـى ألـحقهم بجزائر البحور وأطراف الـجبـال ثم خـلق آدم فأسكنه إياها، فلذلك قال:{ إنـي جاعِلٌ فـي الأرْضِ خَـلِـيفَةً }.

    فعلـى هذا القول إنـي جاعل فـي الأرض خـلـيفة من الـجنّ يخـلفونهم فـيها فـيسكنونها ويعمرونها.

    وحدثنـي الـمثنى قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع بن أنس فـي قوله: { إنـي جاعِلٌ فـي الأرْضِ خَـلِـيفَةً }الآية، قال: إن الله خـلق الـملائكة يوم الأربعاء، وخـلق الـجن يوم الـخميس، وخـلق آدم يوم الـجمعة، فكفر قوم من الـجن، فكانت الـملائكة تهبط إلـيهم فـي الأرض فتقاتلهم، فكانت الدماء وكان الفساد فـي الأرض.

    وقال آخرون فـي تأويـل قوله: { إنـي جاعِلٌ فـي الأرْضِ خَـلِـيفَة } أي خـلفـاً يخـلف بعضهم بعضاً، وهم ولد آدم الذين يخـلفون أبـاهم آدم، ويخـلف كل قرن منهم القرن الذي سلف قبله.



    قال ابن كثير – رحمه الله :

    { إني جاعل في الأرض خليفة } أي: قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل، كما قال تعالى: { وهو الذي جعلكم خلائف الأرض } [الأنعام: 165] وقال { ويجعلكم خلفاء الأرض } [النمل: 62]. وقال { ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون } [الزخرف: 60]. وقال { فخلف من بعدهم خلف } [مريم: 59].



    الإمام ابن القيّم – رحمه الله – قال في "مِفتاح دار السعادة" :

    واحتج القائلون بجواز أن يقال: فلان خليفة الله في أرضه بقوله تعالى للملائكة}: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً]{البقرة: 30]، وبقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ} [فاطر: 39]، وهذا خطاب لنوع الإنسان، وبقوله تعالى: {أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ} [النمل: 62]، وبقول موسى لقومه:{ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129]، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله مُمَكِّنٌ لكم في الأرض، ومستخلفكم فيها فناظِرٌ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء)).واحتجوا بقول الراعي يخاطب أبا بكر رضي الله عنه:
    خَلِيفَةَ الرَّحْمَنِ إِنَّا مَعْشَرٌ ............ حُنَفَاءُ نَسْجُدُ بُكْرَةً وَأَصِيلاَ

    عُرْبٌ نَرَى للهِ فِي أَمْوَالِنَا ............ حَقَّ الزَّكَاةِ مُنَزَّلاً تَنْزِيلاَ
    وَمَنَعَتْ طَائفة هذا الإطلاق، وقالت لا يقال لأحد إنه خليفة الله؛ فإن الخليفة إنما يكون عمن يغيب، ويَخْلُفُه غَيْرُه، والله تعالى شاهدٌ غيرُ غائب، قريبٌ غير بعيد، راءٍ وسامع؛ فمحال أن يَخْلُفَهُ غيرُهُ؛ بل هو سبحانه الذي يَخْلُف عبده المؤمن، فيكون خليفته؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال: ((إنْ يَخرُج وأنا فيكم فأنا حَجِيجُه دونكم، وإن يَخرُج ولست فيكم فامرؤ حَجِيجُ نَفْسِه، والله خليفتي على كُلِّ مؤمن ))والحديث في الصحيح.

    وفي صحيح مسلم أيضًا من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سَافَرَ:(( اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال….)) الحديثَ.

    وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخْلُفْه في أهله}. فالله تعالى هو خليفة العبد؛ لأن العبد يموت فيحتاج إلى مَن يَخْلُفُه في أهله.

    قالوا: ولهذا أنكر الصديق رضى الله عنه على مَن قال له: يا خليفة الله، قال: لستُ بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله، وحسبي ذلك.

    قالوا: وأما قوله تعالى:(( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)) [البقرة: 30] فلا خلاف أن المراد به آدم وذريته، وجمهور أهل التفسير من السلف والخلف على أنه جعله خليفة عمَّن كان قَبْلَه في الأرض؛ قيل عنِ الجنِّ الذين كانوا سُكَّانَها، وقيل عن الملائكة الذين سكنوها بعد الجنِّ، وقصتهم مذكورة في التفاسير.

    وأما قوله تعالى:(( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ)) [فاطر: 39] فليس المراد به خلائف عن الله، وإنما المراد به أنه جعلكم متعاقِبِينَ؛ يَخْلُف بعضُكم بعضًا، فكلَّما هَلَكَ قَرْنٌ خَلَفَه قَرْنٌ إلى آخر الدهر.

    وأما قول موسى لقومه: ((وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ)) [الأعراف: 129] فليس ذلك استخلافًا عنه؛ وإنما هو استخلاف عن فرعون وقومه، أهلكهم وجعل قوم موسى خلفاء من بعدهم، وكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله مستخلفكم في الأرض". أي من الأمم التي تَهْلِك، وتكونون أنتم خلفاء مِن بعدهم.

    قالوا: وأما قول الراعي فقولُ شاعر، قال قصيدة في غَيْبَةِ الصِّدِّيق، لا يُدْرَى أَبَلَغَتْ أبا بكر أو لا؟ ولو بلغته فلا يُعلَم أنه أقرَّه على هذه اللفظة أم لا؟......فإن أُرِيد بالإضافة إلى الله أنه خليفة عنه، فالصوابُ قولُ الطائفة المانعة منها، وإن أريد بالإضافة أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله، فهذا لا يمتنع فيه الإضافة، وحقيقتها خليفة الله الذي جعله الله خَلَفًا عن غيره ، والله أعلم. مفتاح دار السعادة


    وفي زاد المعاد المجلد الثاني ص434 باب ما كرهه رسولالله –صلى الله عليه وسلّم من الألفاظ

    لا يقالُ للسلّطان خليفةُ اللهِ

    "ومما يُكْره منها أنْ يقولَ للسلطانِ خليفةُ اللهِ ، أو نائبُ اللهِ في أرضه ، فإنّ الخليفةَ والنائبَ إنّما يكونُ عن غائبٍ، والله ُ سُبْحانهُ وتعالى خليفةُ الغائبِ في أهلهِ ، ووكيلُ عبْدهِ المؤمن.



    قال الشنقيطي - رحمه الله - في اضواء البيان "
    قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} الآية في قوله: {خليفة} وجهان من التفسير للعلماء:

    أحدهما: أن المراد بالخليفة أبونا آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ لأنه خليفة الله في أرضه في تنفيذ أوامره. وقيل: لأنه صار خلفا من الجن الذين كانوا يسكنون الأرض قبله، وعليه فالخليفة: فعيلة بمعنى فاعل. وقيل: لأنه إذا مات يخلفه من بعده، وعليه فهو من فعيلة بمعنى مفعول. وكون الخليفة هو آدم هو الظاهر المتبادر من سياق الآية.

    الثاني: أن قوله: {خليفة} مفرد أريد به الجمع، أي خلائف، وهو اختيار ابن كثير. والمفرد إن كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مرادا به الجمع كقوله تعالى: {إن المتقين في جنات ونهر} يعني وأنهار بدليل قوله: {فيها أنهار من ماء غير آسن} الآية وقوله: {واجعلنا للمتقين إمامًا}، وقوله: {فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا}

    ونظيره من كلام العرب قول عقيل بن علفة المري: [الوافر]
    وكان بنو فزارة شرعم ... وكنت لهم كشر بني الأخينا

    وقول العباس بن مرداس السلمي: [الوافر]

    فقلنا اسلموا إنا أخوكم ... وقد سلمت من الإحن الصدور

    وأنشد له سيبويه قول علقمة بن عبدة التميمي: [الطويل]
    بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب

    وقول الآخر: [الوافر]
    كلوا في بعض بطنكم تعفوا ... فإن زمانكم زمن خميص

    وإذا كانت هذه الآية الكريمة تحتمل الوجهين المذكورين. فاعلم أنه قد دلت آيات أخر على الوجه الثاني، وهو أن المراد بالخليفة: الخلائف من آدم وبنيه لا آدم نفسه وحده. كقوله تعالى: {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء{ الآية .

    ومعلوم أن آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ليس ممن يفسد فيها، ولا ممن يسفك الدماء. وكقوله: {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض}الآية وقوله: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} الآية وقوله: {ويجعلكم خلفاء} الآية ونحو ذلك من الآيات.

    ويمكن الجواب عن هذا بأن المراد بالخليفة آدم، وأن الله أعلم الملائكة أنه يكون من ذريته من يفعل ذلك الفساد وسفك الدماء. فقالوا ما قالوا، وأن المراد بخلافة آدم الخلافة الشرعية، وبخلافة ذريته أعم من ذلك، وهو أنهم يذهب منهم قرن ويخلفه قرن آخر.



    العلامة ابن باز – رحمه الله -:
    حول قوله تعالى: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً
    يقول السائل: قال الله تعالى: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ))
    يقول: هل معنى هذا أن الله خلق الإنسان قبل آدم عليه السلام؟ وإلا فكيف عرفت الملائكة أن الإنسان يفسد في الأرض ويسفك الدماء؟وما المقصود من أن الله جعل في الأرض خليفة؟ وخليفة عمن؟
    العلامة ابن باز – رحمه الله -:
    الآية الكريمة تدل على أن الله جلّ وعلا جعل هذا الإنسان وهو آدم عليه الصلاة والسلام خليفة في الأرض عمن كان فيها من أهل الفساد وعدم الاستقامة، وقول الملائكة يدل على أنه كان هناك قومٌ يفسدون في الأرض، فبنت ما قالت على ما جرى في الأرض، أو لأسباب أخرى اطلعت عليها فقالت ما قالت فأخبرهم الله سبحانه وتعالى بأنه يعلم ما لا تعلمه الملائكة، وأن هذا الخليفة يحكم الأرض بشرع الله ودين الله، وينشر الدعوة إلى توحيده، والإخلاص له، والإيمان به.
    وهكذا ذريته بعده يكون فيهم الأنبياء، ويكون فيهم الرسل، والأخيار، والعلماء الصالحون، والعباد المخلصون، إلى غير ذلك مما حصل في الأرض من العبادة لله وحده، وتحكيم شريعته، والأمر بما أمر به، والنهي عما نهى عنه.
    هكذا جرى من الأنبياء والرسل، والعلماء الصالحين، والعباد المخلصين، إلى غير ذلك، وظهر أمر الله في ذلك، وعلمت الملائكة بعد ذلك هذا الخير العظيم، ويقال: إن الذي قبل آدم هم طوائف من الناس ومن الخليقة يقال لهم: الجن والحن.
    وبكل حال فهو خليفة لمن مضى قبله وصار قبله في أرض الله ممن يعلمهم الله سبحانه وتعالى، وليس لدينا أدلة قاطعة في بيان من كان هناك قبل آدم، وصفاتهم، وأعمالهم، فليس هناك ما يبين هذا الأمر، لكن جعله خليفة يدل على أن هناك من كان قبله في الأرض، فهو يخلفهم في إظهار الحق، وبيان شريعة الله التي شرعها له، وبيان ما يرضي الله ويقرب لديه، وينهى عن الفساد فيها.
    وهكذا من جاء بعده من ذريته قاموا بهذا الأمر العظيم، من الأنبياء، والصلحاء، والأخيار، دعوا إلى الحق ووضحوه، وأرشدوا إلى دين الله، وعمروا الأرض بطاعة الله وتوحيده والحكم بشريعته، وأنكروا على من خالف ذلك.
    المصدر



    هذا سؤالٌ وجه للعلامة الألباني ّ – رحمه الله -: صوتِّيًا
    التفريغ:
    السؤال: ما معنى الخلافة والاستخلاف لغة وشرعاً؟الجواب: السائل يسأل: ما معنى الخلافة والاستخلاف لغةً وشرعاً؟
    العلامة الألباني – رحمه الله -:
    ليس هناك فرق بين اللغة والشرع في هذه المسألة فكلاهما متحد فيها، لكن الشرع يؤكد التزام اللغة في ذلك.الخلافة هي مصدر، كما جاء في القاموس يقال: خلفه خلافةً، أي: كان خليفته -ولاحظوا تمام التعبير- وبقي بعده. ومما جاء في القاموس: الخليفة السلطان الأعظم كالخليف، أي: يقال بالتذكير والتأنيث، الخليف والخليفة، والجمع خلائف وخلفاء. هذا ما في القاموس، لكن الشيء البديع ما في النهاية في غريب الحديث والأثر لـابن الأثير، فقد ذكر أثراً فانتبهوا له! يقول: [جاء أعرابيٌ فقال لـأبي بكر : أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا. قال: فما أنت إذا كنت تقول لست خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:أنا الخالفة بعده] أي: الذي يأتي بعده، أما أن يكون خليفة فلا، لماذا؟ لأن معنى الخليفة فيه معنى دقيق على ما كنا نعبر عنه إجمالاً ونستنكر في التعبير، بأن الإنسان خليفة الله في الأرض، من أجل ذلك المعنى الذي يوضحه لنا الآن الإمام ابن الأثير، يقول: فقال: [أنا الخالفة بعده[ أبو بكر لم يرض لنفسه أن يقول: إنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قال: [أنا الخالفة بعده] أي: جاء من بعده فقط، يفسر ابن الأثير فيقول: الخليفة من يقوم مقام الذاهب ويسدُّ مسدَّه، والهاء فيه للمبالغة، وجمعه الخلفاء .. إلى آخره. فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو بشر لم يرض أبو بكر الصديق أن يقول: إنه خليفته؛ لأن معنى الخلافة بهذه اللفظة: أنه ينوب مناب الذي خلف ومضى وهو الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يمكن لـأبي بكر مهما سما وعلا أن يداني كماله عليه الصلاة والسلام.ومن هنا نعرف بأنه لا ينبغي من باب أولى أن يقال: الإنسان هو خليفة الله في الأرض؛ لأن البون أكبر من أن يذكر بين الخالق والمخلوق، فإذا كان أبو بكر لم يرض أن يقول عن نفسه إنه خليفة الرسول، فنحن لا نرضى أن نقول: إن الإنسان خليفة الله في الأرض.السائل: إذاً: فما معنى قوله تعالى: ((إني جاعل في الأرض خليفة)) [البقرة:36]؟الشيخ: أنا كنت في صدد الإجابة عن مثل هذا السؤال؛ لأن الواقع أن هذا السؤال يكثر إيراده، والجواب عنه باختصار: جاء أنه في الأرض خليفة للعلماء، وهناك أكثر من قول في تفسير هذه الآية أو هذه اللفظة بخصوص هذه الآية، والقول الذي يجنح إليه ابن كثير وهو في ذلك تابع لـابن جرير، يقول ابن كثير في تفسير الآية نفسها: ((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ))[البقرة:30]: ليس المراد هنا الخليفة آدم عليه السلام فقط، كما يقول طائفة من المفسرين، وعزاه القرطبي إلى فلان وفلان، وفي ذلك نظر، بل الخلاف في ذلك كثير حكاه الرازي في تفسيره وغيره، والظاهر أنه لم يرد آدم عيناً، إذ لو كان ذلك لما حسن قول الملائكة:(( أتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ))[البقرة:30] فإنهم أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك.. إلخ. ثم قال ابن كثير : قال ابن جرير : وإنما معنى الخلافة التي ذكرها الله إنما هي خلافة قرنٍ بعد قرن، قال: والخليفة الفعيلة من قولك: خلف فلانٌ فلاناً في هذا الأثر، إذا قام مقامه فيه بعده، كما قال تعالى :(( ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ))[يونس:14] ومن ذلك قيل للسلطان الأعظم خليفة؛ لأنه خلف الذي كان قبله فقام بالأمر، فكان منه خلفاً.هذا هو معنى الخلافة، فنحن يجب أن نستحضر هذا المعنى العربي حتى نستعظم التعبير بأن الإنسان لا سيما إذا أطلقنا فنقول: إنه خليفة الله عز وجل؛ لأن الذي يريد أن يخلف غيره يجب أن يكون أقلَّ ما يكون قريباً منه، وكما أقول دائماً وأبداً: لا يحسن مطلقاً أن يقول القائل: فلان الجاهل، فلان الزبال، هو خليفة العالم الفلاني؛ هذا مستهزئ كل الاستهزاء؛ لأنه لا يصلح أن يكون خليفةً لذلك العالم؛ لبعد الشقة بينهما في صفة الخلافة، فماذا يقال عن إنسان بالنسبة لخالق الأكوان سبحانه وتعالى؟!ولذلك نجد التعابير في السنة الصحيحة تأتي لتضع الخليفة الحق، كما جاء في حديث في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر سفراً دعا قائلاً: ((اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل)) وفي رواية: ((في الحضر))، فإذا غاب الزوج عن بيته فمن الخليفة من بعده؟ هو الله سبحانه وتعالى؛ لأنه هو الذي يحسن الخلافة، أما أن يكون العبد العاجز الجاهل، مهما كان قوياً وعالماً، أن يكون خليفة عن الله عز وجل في الأرض، فهذا تعبير مستهجن لغةً وشرعاً،هذا ما عندنا بالنسبة لهذا السؤال.



    قول العلامة ابن عُثيمين – رحمه الله -:
    قول الملائكة: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } يرجح أنهم خليفة لمن سبقهم، وأنه كان على الأرض مخلوقات قبل ذلك تسفك الدماء، وتفسد فيها، فسألت الملائكة ربها عزّ وجلّ: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}كما فعل من قبلهم . واستفهام الملائكة للاستطلاع، والاستعلام، وليس للاعتراض؛ قال تعالى: { إني أعلم ما لا تعلمون } يعني: وستتغير الحال؛ ولا تكون كالتي سبقت..من تفسير سورة البقرة للشيخ.

    هذا وصلى اللهُ على نبيّنا محمدٍ وآلهِ وصحبِهِ
    وسلّم

  • #2
    رد: جمعٌ لأقوالِ العلماءِ في تفسير قول الله - تعالى -: ((إنـي جاعِلٌ فـي الأرْضِ خَـلِـيفَةً))

    وهذه إضافة
    :قول علامتنا الفوزان - حفظه الله - :
    "قارئ رسالة ابن أبي زيد القيرواني :
    وهي الَّتِي أَهْبَطَ منها آدَمَ نبِيَّه وخلِيفَتَه إلى أَرضِه، بِما سَبَقَ فِي سابِق عِلمِه
    تعليق الشيخ الفوزان
    خليفته هذه فيها نظر ؛ لأن الله ليس له خليفة ، بل الله هو الخليفة ، الله جل وعلا هو الخليفة لعباده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه السفر : وأنت الخليفة في الأهل .
    الله لا يستخلف أحدا نيابة عنه ، وإنما البشر يخلف بعضهم بعضا ﴿وهو الّذِي جعلكمْ خلائِف الْأرْضِ ﴾ يعني يخلف بعضكم بعضا.
    قوله تعالى :﴿إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأرْضِ خلِيفةً ۖ﴾ يعني يخلفوا من قبله من أهل الأرض وليس يخلف الله سبحانه وتعالى .
    نعم
    إلا إن كان المصنف رحمه الله يريد بخليفته هنا يعني ما ذكر الله في قوله ﴿إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأرْضِ خلِيفةً ۖ﴾ يعني بعبارة الآية نعم ، خليفته يعني خليفة من قبله من البشر
    نعم
    القارئ: وهي الَّتِي أَهْبَطَ منها آدَمَ نبِيَّه وخلِيفَتَه إلى أَرضِه، بِما سَبَقَ فِي سابِق عِلمِه
    "
    الإضافة لأختي أم مصطفى بشبكة الورقات السلفية

    تعليق


    • #3
      كيف علمت الملائكة أن أهل الأرض سيفسدون؟
      الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        للفائدة

        تعليق

        يعمل...
        X