إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: "كتاب الفتن من صحيح البخاري" وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [طلب] فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: "كتاب الفتن من صحيح البخاري" وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

    الحمدُ للهِ؛ والصّلاة والسّلامُ على رسولِ الله؛ وبعد:

    فقد وفّقني اللهُ -عزّ وجلّ- إلى تفريغ 3 أشرطةٍ من شرح الشّيخ العلاّمة: عُبيد بن عبد الله الجابريّ -حَفِظَهُ اللهُ- لـ: "كتاب الفِتَن من صحيح البُخاريّ" منذ أكثر من سنةٍ، إلاّ أنِّي لم أقُم بتفريغ الشّريط الأوّل، ومجموع الأشرطة هُوَ: 4،
    فحبّذا لو ينشط أحد الإخوة أو إحدى الأخوات ويُفرِّغ الشّريط الأوّل، عسى بعد ذلكَ أن نَنْشُرَ التّفريغ كاملاً -بإذنِ اللهِ-،

    وهذا رابط الشّريط:
    http://archive.org/download/charh_ki...l_jabiri/1.mp3

    نسألُ اللهَ -عزّ وجلّ- أن يرزُقنَا جميعًا الإخلاص في القولِ والعملِ ..

    أخوكم المُحِبّ:/ أبو عبد الرّحمن أُسَامَة

  • #2
    رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

    هل التفريغ الذي تريده يتضمّن مقدمة الشيخ محمد الهاجري ووصايا الشيخ عبيد الجابري أم ما يتعلق بالمتن والشرح فقط؟

    تعليق


    • #3
      رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

      ليخبرنا المشرفون إن كان هذا الشرح فرغ كاملا أم لا ، فإن لم يكن فأنا مستعد إن شاء الله لإتمام عمل أخينا، وإذا أحب الأخ الكريم مراجعة ما فرغه فكذلك .

      تعليق


      • #4
        رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

        قبل قليل كلَّمتُُ أخي أُسامة في الموضوع، وقال لي أنّ الشّريط الأوّل فقط ليس مُفرّغًا عندهُ... بإمكانك أخي تفريغ الشّريط، وعند إنهاء التّفريغ راسلني على الخاص لإتمام العمل مع أخينا أسامة وفّقه الله وأعانه على أعماله ... بالتّوفيق وجزاكم اللهُ خيرًا

        تعليق


        • #5
          رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

          جزاكُمُ اللهُ خيرًا على تجاوُبِكُمُ السّريع .. ورغبتَكُم في فعلِ الخَيْرِ ..

          وأشكُرك أخي الحبيب مُحمّد الفاضل على اتِّصالك بِي وتنبيهك لِي على أنّ هُنَاك من أبدى رغبةً في التّفريغ ..

          وأرجُو أن تقوم الأختُ أو يقوم الأخ بالتّنبيه هُنَا إن كان أحدهما قد شرعَ في التّفريغ؟؟

          نرجُو التّجاوب سريعًا ..

          والتّفريغ يكون كاملاً حتّى بالمُقدِّمَة والوصايا ..

          وفّقكمُ اللهُ جميعًا لما يُحِبُّ وَيَرْضَى ..

          تعليق


          • #6
            رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

            فرغت قدرا مع التصحيح والتعليق .
            والله تعالى ييسر .

            تعليق


            • #7
              رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

              أخي الفاضل أسامة أخوك أبا العوام له باع طويل في عملك الذي تتميز به فأستفد منه قدر المستطاع ..والشكر موصول لأخنيا محمد الفاضل ...أخوكم

              تعليق


              • #8
                رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

                من عادتي نشر التفريغ أولا على صفحات المنتدى في دفعات ، ثم جمعه في ملف ، وفي ذلك كسب أكبر عدد من المستفيدين ، وبخاصَّةٍ من تفتر همته عن التنزيل ، وكذلك لاستقبال الملاحظات قبل الجمع في ملف ، فهذه دفعة أولى :
                بِسْمِ اللهِ الرَّحـْمنِ الرَّحيمِ

                تقديمُ الشيخِ محمَّدِ بنِ رمزانَ الهاجرِيِّ حفظهُ اللهُ تعالَى

                إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونسْتَعينُه ، ونعُوذُ بِالله مِن شُرورِ أنفُسِنا ، ومِنْ سيِّئاتِ أعْمالِنا ، مَنْ يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ لَه ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ لهُ ، وأشهدُ أنْ لا إلٰهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ لهُ ، وأشْهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورَسُولُه ، أمَّا بعدُ :
                فالحمدُ للهِ على ما مَنَّ به علَيْنا هٰذِه اللَّيلةَ منَ الالْتِقاءِ بِعالِمٍ مِنْ عُلَماءِ السُّنَّـةِ ، علَماءِ الدَّعوةِ السَّلفيَّـةِ
                ، هٰذا الصَّوتُ الَّذي لطالَما دَوَّى في مسجِدِ رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ .
                وقدْ عُرِفَ عنِ الشَّيخِ حِرْصُه علَى تَعْلِـيمِ العقيدةِ وتَصْحيحِها لِلنَّاسِ ، وكذَا المنهَجِ ، وكذَا في أُمورِ العِباداتِ ، والأخْلاقِ والسُّلُوكِ ؛ فالحمدُ للهِ أنْ رزَقَنا جُلُوسًا بينَ يدَيْ مُعلِّمٍ ربَّانيٍّ ، ومُرَبٍّ لِلْأجيالِ ، زادهُ اللهُ فَضْلًا وتوْفِـيقًا .

                ومعَ فضِيلةِ الشَّيخِ بِمُقَـدِّمةٍ ينصَحُ فيها أبناءَه ، ثُمَّ يكونُ بعْدَ ذٰلِكَ قراءَةُ المتْنِ .


                [ وقد حذفت من هذه المقدمة ما يتعلق بذكر المسجد المقام فيه الدورة وإمامه وشكر وزارة الأوقاف ] .

                مقدِّمةُ الشَّارحِ حفظهُ اللهُ تعالَى

                الـحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ ، والعاقبةُ للمتَّـقينَ ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ علَى نبيِّـنا محمَّـدٍ ، وعلى آلِه وصَحْبِه أجمَعينَ .

                أقولُ : أُشْهِدُ اللهَ ومَنْ حضَرَني وإيَّاكمْ مِن ملائِكتِه الكِرامِ أنِّي دُونَ كُلِّ ما ذَكرَ الشَّيخُ ، فما أنا إلَّا منْ عوامِّ طُلَّابِ العِلْمِ
                [1] ، لَعلِّي أُسْهِمُ بِجُهْدِ الـمُقِلِّ في نَشْرِ سُنَّةِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، والذَّبِّ عنها وعنْ أَهلِها ، وتَصْفيَـةِ السُّنَّـةِ ممَّا يُحاوِلُ أهلُ الخلْطِ والخبْطِ أنْ يَدُسُّوهُ على أَهلِها .
                وأقولُ : مَنْ أرادَ أنْ يَنْصَحَ لعبادِ اللهِ فلْيُعلِّمْهمْ دينَ اللهِ مِن كتابِه ومِن سُنَّـةِ نَبيِّـه
                صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ الصَّحيحةِ ، وعلَى فهْمِ السَّلَفِ الصَّالحِ .
                والسَّلفُ الصَّالحُ : كلُّ مَنْ مَضَى بعدَ رَسُولِ اللهِ
                صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ ، وأساسُهمْ وقاعِدتُهمُ الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ ، ثُمَّ مَنْ بعدَهمْ مِنْ أئِمَّةِ التَّابِعينَ ، ثُمَّ مَنْ بَعْدهُمْ مِنْ أَهلِ القُرُونِ المفضَّلةِ الَّتي شَهدَ لها رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ بِالخيْريَّـةِ في غَيْرِ ما حدِيثٍ ، ومِنها قَوْلُه صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ : (( خيرُ النَّاسِ قَرْني ، ثُمَّ الَّذينَ يَلُونَهمْ ، ثُمَّ الَّذينَ يَلُونهمْ )) [2] .
                وما ابْتُلِـيَتْ ه
                ٰذِه الأُمَّـةُ في هٰذا العصْرِ ـ حسَبَ اسْتِقْرائي لأحوالِ النَّاسِ ـ إلَّا بِثَلاثَةِ أصْنافٍ :
                * الصِّنْفُ الأَوَّلُ : أئِمَّةُ الضَّلالةِ ، الَّذينَ رُزِقُوا بَعْضًا مِن علمِ الشَّريعةِ والسُّنَّـةِ ، لٰكنَّهمْ جَعلُوا نُصُوصَ الكتابِ والسُّنَّـةِ تابِعةً لِلعقْلِ !
                ؛ فيحلِّلُونَ ويُحرِّمونَ ويُؤَسِّسُونَ على غيرِ هَدْيِ الكِتابِ والسُّنَّـةِ .
                وقدْ حذَّرَ النَّبيُّ
                صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ مِنْ هٰؤُلاءِ بِما أظُنُّه مُتواتِرًا منَ الأحاديثِ الصَّحيحةِ ، وإنْ لمْ يَكُنْ مُتواتِرًا فهُو مُسْتفيضٌ ، ومِنها :
                قَولُه
                صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ : (( إنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعًا يَنْـتَزِعُه منَ العِبادِ ، ولٰكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَماءِ ، حتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عالِـمٌ ـ وفي روايَـةٍ : لَمْ يُبْقِ عالِـمًا ـ اتَّـخَذَ النَّاسُ رُؤُسًا جُهَّالًا ؛ فسُئِلُوا فأفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ؛ فضَلُّوا وأَضَلُّوا ))[3] .
                فه
                ٰؤلاءِ يُسَمَّوْنَ جُهَّالًا مِنَ الجهْلِ الَّذي هُو الطُّغْيانُ والانْحِرافُ علَى عِلمٍ ، ولَيْسَ منَ الجهْلِ الَّذي هُو عدَمُ العلْمِ .
                وقالَ
                صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ : (( سَيَكونُ في آخِرِ أُمَّتي أُناسٌ يُحدِّثُونكمْ ما لَمْ تَسْمعُوا أنتُمْ ولا آباؤُكُمْ ؛ فـإِيَّاكُمْ وإيَّاهُمْ ))[4] .
                * الصِّنْفُ الثَّاني : الجهَلَـةُ
                ، الَّذينَ تصَدَّرُوا مَيدانَ الدَّعْوةِ ، وفُتِنَ بِهمُ النَّاسُ ، و وَراءَهمْ مَن يَرْفَعُهمْ مِنْ أعداءِ السُّنَّـةِ ، وحملَةِ البِدَعِ ، فيتكلَّمونَ في قَضَايا التَّوحيدِ ، وقَضَايا الشَّرْعِ ، والنَّوازِلِ بِغَيْرِما عِلمٍ يُؤَهِّلُهمْ لِذٰلِكَ ، بلْ كلُّ ما عِندَهمْ هُو زُخْرُفُ العِباراتِ ، وشَقْشَقَةُ الأقْوالِ ، والأحاديثُ الموضُوعةُ أوِ الضَّعيفةُ ، والقَصَصُ والحِكاياتُ .
                * الصِّنْفُ الثَّالِثُ : الهمَجُ الرَّعاعُ
                ، هٰؤُلاءِ يُضْفُونَ علَى الأوَّلِ والثَّاني هالاتٍ وشُهْرةً ودِعاياتٍ ، حتَّى يظُنَّ مَنْ ليسَ عِندهُ بَصِيرةٌ ولا فِقْهٌ في دِينِ الله أنَّهمْ ـ أعني : الصِّنفينِ الأوَّلَينِ ـ هُمْ دُعاةُ الحقِّ والبَصِيرةِ .
                وما أحْسَنَ ما قالَه أميرُ المؤْمِنينَ رابعُ الخلفاءِ الرَّاشِدينَ
                رضيَ اللهُ عنهُ وعنهُمْ أجمعينَ عليُّ بْنُ أبي طالبٍ : (( النَّاسُ ثَلاثَـةٌ : فعالمٌ ربَّانيٌّ ، ومتعلِّمٌ على سَبيلِ نَجاةٍ ، وهَمَجٌ رَعاعٌ ، أتباعُ كلِّ ناعِقٍ ))[5] .
                هَمجٌ رَعاعٌ يَتبَعُونَ كلَّ أحدٍ ! كلَّ مَنْ تكلَّم في جانبٍ مِن جَوانبِ السُّنَّـةِ مخلُوطًا بِأَضْعافٍ كثيرةٍ ظَنُّوهُ العالمَ النِّحْرِيرَ
                [6] ، وقدْ رُفِعَ أُناسٌ بِسَبَبِ هٰؤلاءِ الهمَجِ الرَّعاعِ ؛ لأنَّهمْ يَتَّبِعُونَ كلَّ ناعِقٍ ، حتَّى جَعَلُوهمْ في مَصَافِّ الدُّعاةِ إلى الله علَى بَصِيرةٍ .
                فَوَصِيَّتي لِـمَنْ حضَرَ مِن أبنائي وبَناتي أَنْ يَلزَمُوا ما عَرَفُوا مِن سُنَّـةِ النَّبيِّ
                صَلَّى اللهُ عليه وعلَى آلِه وسلَّمَ ، وأنْ يَدَعُوا أمرَ العامَّةِ لِـمَنْ يُحسِنونَ النَّظرَ فيه والحديثَ عنهُ ؛ فهٰذَا أسْلَمُ لهمْ ، أحْوطُ لِلدِّينِ ، وأبْرأُ لِلعِرْضِ ، وأَنْجَى لهمْ ؛ فلَمْ يَجْعلِ اللهُ سُبْحانه وتعالَى سَبِيلَ نَجاةٍ إلَّا التَّوحيدَ والسُّنَّـةَ ، وما كانَ غَيْرَ ذٰلِكَ فهُو غُثَاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ .
                * هُناكَ أمرٌ رابعٌ ابْتُلِيَتْ بِه الأُمَّةُ أَيْضًا ، وهُو : الكُتُبُ الفِكْرِيَّةُ ، سُمِّيَتْ ( فِكْرِيَّةً ) لأنَّ مَبناها على الفِكْرِ ، وما فيها مِنْ فِقْهٍ مُسْتنبَطٍ مِنَ النُّصُوصِ فهُو نَزْرٌ يَسِيرٌ مَغْمُورٌ بِأضْعافٍ مُضَاعَفةٍ مِنَ الباطِلِ ، بلْ وبَعْضُ هٰذِه الكُتُبُ الفِكْرِيَّةُ فيها كُفْرِيَّاتٌ ، وتكْفيرٌ ، ودَعْوةٌ لِلْخُرُوجِ علَى وُلاةِ أَمرِ
                [7] المسلِمينَ .
                وعلى رأسِ هٰذِه الكُتُبِ الفِكْرِيَّةِ ـ أَقُولُها ولا أَجِدُ غَضَاضَةً ، ولَوْ أُخرِجتُ مِن هٰذَا المسْجِدِ ! الحمدُ للهِ ؛ أهلُ الخيْرِ كثِيرٌ ، ما هُو عُبيْد فقطْ ـ كتُبُ سَيِّد قُطْب ، وكُتُبُ المودُودِيِّ الهندِيِّ أبي الأعلَى ، واسْمُه لا أعْرِفُه
                [8] ، وكُتُبُ النَّدَوِيِّ أوِ النَّدْوِيِّ [9] ، اسْمُه عليٌّ وكُنْيَـتُه أَبو الحسَنِ ، وغَيْرِها .
                وأنْ يَرْجِعُوا
                [10] إلى ما دوَّنه عُلماءُ السُّنَّـةِ ، الَّذينَ بَنَوْا كُتبَهمْ علَى أُصُولِ الدِّينِ وفُرُوعِه ، ودُوِّنَ ذٰلِكَ عنهم ؛ فأصْبَحَ مَعْلُومًا .
                فوَاللهِ و تَاللهِ و بِاللهِ ما أفْسَدَ كثيرًا إلَّا الكُتُبُ الفِكْرِيَّـةُ ، وهٰذِه الكُتُبُ الفِكرِيَّـةُ الآنَ لها صَنادِيدُ يَذُبُّونَ عَنها ، لٰكِنْ ـ ولله الحمدُ ـ لا تَرُوجُ إلَّا علَى مَنْ قلَّ فِقْهُه في دِينِ اللهِ .

                هٰذِه وَصَايا مُختَصَرةٌ ، ولوْ أنِّي أطلْتُ عليْكُمْ ، لٰكِنْ لا بأسَ .

                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

                [1] أعْلى اللهُ قدْر الشَّيخِ ، وفي هٰذا درسٌ لكلٍّ مغْرُورٍ يرى نفسَه شيْئًا ؛ ولأجلِ مثلِ هٰذا ـ واللهِ ـ تُعقَدُ الحلقاتُ ، ويُطلبُ المعلِّمونَ والمربُّون ، وتُثْنى الرُّكبُ بينَ يدَيْ أهلِ العِلْمِ ؛ وإلَّا فإنَّ الكتابَ ـ علَى مكانتِه ـ لَنْ يُعلِّمكَ سَمْتًا ولا دَلًّا .
                [2] أخْرجَه البُخاريُّ رحمه اللهُ تعالى (ح2652) ، ومُسْلِمٌ رحمه اللهُ تعالى (ح2533) منْ حديثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضيَ اللهُ عنهُ ، وثبتَ عنْ عدَدٍ منَ الصَّحابةِ عندَهما وعندَ غيرِهما بألفاظٍ متقاربةٍ ، منهمْ عائِشَةُ وعِمرانُ بنُ حُصَينٍ وأبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهم ، وهُو حديثٌ مُتواتِرٌ ، كما قالَ الحافِظُ رحمه اللهُ في الإصابةِ (1/12) .
                [3] أخْرجَه البُخاريُّ رحمه اللهُ تعالى (ح100) ، ومُسْلِمٌ رحمه اللهُ تعالى (ح2673) منْ حديثِ عبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضيَ اللهُ عنهُما ، وهٰذَا لَفْظُ البُخارِيِّ ، والاخْتِلافُ الَّذي ذَكرَ الشَّيخُ هو في رِواياتِ البُخارِيِّ ، ولفْظُ مُسْلِمٍ : (( لمْ يَـتْرُكْ عالِـمًا )) ، وما قالَ الشَّيخُ مِنْ تواتُرِه أوِ اسْتِفاضَتِه فهُو حديثٌ مَشْهُورٌ كما قرَّرهُ الحافِظُ رحمهُ اللهُ في الفَتْحِ (1/195ط السَّلفيَّـة) ، والمشْهُورُ هُو المسْتَفيضُ علَى رأيٍ.
                * تنبِـيهٌ : ضَبطُ ( رؤسًا ) علَى ه
                ٰذَا الوَجْهِ منْ إسْقاطِ حرفِ المدِّ كتابةً لا نُطْقًا في النُّسْخةِ اليُونينيَّـةِ لِصَحيحِ البُخاريِّ ، وكذَا في مَطبُوعةِ الإحياءِ لصَحيحِ مسلمٍ ، وهُو وجْهٌ صَحيحٌ وإنْ لمْ يكُنْ شائِعًا لدَى المتأخِّرِينَ ، وقياسُ القَواعدِ الإملائيَّـةِ يَقْتَضي زِيادةَ واوِ المدِّ بعدَ الهمزةِ علَى واوٍ : ( رُؤُوس ) ، ويَجُوزُ وجْهٌ ثَالثٌ وهُو : أن تُكتبَ الهمزةُ على السَّطرِ معَ واوِ المدِّ بعدَها : ( رُءُوس ) ، علَى أنَّ في بَعْضِ رِواياتِ البُخاريِّ ( رؤَسَاء ) .
                [4] أخْرجَه الإمامُ مُسْلِمٌ رحمهُ اللهُ في مُقَدِّمةِ صَحيحِه (ح6) ، ومعلُومٌ أنَّ المقدِّمةَ ليسَتْ على شَرطِ الصَّحيحِ ، فاخُتلِفَ في هٰذَا الحديثِ ، وأكثرُ أهلِ العِلْمِ على تَصْحيحِه ، منهمُ الشَّيخُ الألبانيُّ رحمه اللهُ في صَحيح الجامع (ح3667) وغيرُه .
                [5] في أثرٍ طويلٍ أخرجَه أبو نُعَيْمٍ رحمه الله في الحلْيَـةِ (1/79ـ80) ، ومنْ طريقِه الخطيبُ البغداديُّ رحمَه اللهُ في الفقيه والمتفقِّه (1/182ـ183 ط دار ابن الجوزيِّ) ، منْ رِوايَـةِ أبي حمزةَ الثُّماليِّ ( ضَعيفٌ رافضِيٌّ ) عنْ عبدِالرَّحمٰنِ بْنِ جُندبٍ الفَزارِيِّ ( مجهُولٌ ) عنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيادٍ النَّخعيِّ عنْ عليٍّ ، وكُميْلٌ هٰذا حاصِلُ كلامِ أهلِ العِلْمِ فيه أنَّه ثقةٌ إلَّا فيما يَرويه عنْ عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ ! و رُوِيَ بِأسانيدَ أُخْرَى لا تُفيدُه إلَّا وَهنًا ! ولٰكِنْ لعلَّ تساهُلَ بَعْضِ أهلِ العِلْمِ فيه لشُهْرَتِه كما يُفيدُه كلامُ ابْنِ عبدِ البَرِّ رحمَه اللهُ في جامعِ بيانِ العِلْمِ (2/166ط ابن الجوزيِّ) ، وجودةِ مَضمونِه حتّى قالَ الخطيبُ في الموضِعِ المذكورِ : ( هٰذا الحديثُ مِنْ أحسنِ الأحاديثِ معْنًى ، وأَشْرَفِها لَفْظًا ) ، وحتَّى شَرحَه بِإسْهابٍ ابْنُ القَيِّمِ رحمَه اللهُ في مفتاحِ دارِ السَّعادةِ (1/347ـ432 ط عالم الفَوائد) .
                والـهَمَجُ جمعُ هَمَجةٍ : رُذَالةُ النَّاسِ ، وأصْلُه ذُبابٌ صَغيرٌ يَسْقُطُ على وُجُوهِ الغَنَمِ ، أو البَعُوضُ ؛ شُبِّـهَ بِه رَعاعُ النَّاسِ ، والرَّعاعُ بِفَتحِ الرَّاءِ جمعُ رَعاعَةٍ ، وهُم : غَوغاءُ النَّاسِ وسُقَّاطُهمْ وأخلاطُهمْ ، انظر النِّهاية (ر ع ع) و (هـ م ج) ، والنَّاعِقُ مِنَ النَّعقِ وهُو الصِّياحُ والتَّصْويتُ ، فيأخُذُهمْ ظاهِرُ الصَّوتِ واللَّهجةِ وطلاقَةِ اللِّسانِ دُونَ نظرٍ إلى صِحَّةِ المضْمونِ وفَسَادِه ، ولِذَا قالَ في الأثرِ بعْدُ :
                (( يَمِيلُونَ معَ كُلِّ رِيحٍ ، لَمْ يَسْتَضِيئوا بنُورِ العِلْمِ ، ولَمْ يَلْجَؤُوا إلى رُكْنٍ وَثِيقٍ )) واللهُ أعلَمُ .
                [6] النِّحْرُ والنِّحْرِيرُ: الماهِرُ العاقِلُ المجرِّبُ البَصيرُ بكلِّ شيءٍ، من قولهم: نَحَرَ الأمورَ عِلمًا ، ج : النَّحارير ، انظر تاج العرُوسِ (ن ح ر) .
                [7] جمعَ الشَّيخُ ( الأمرَ ) فأفْرَدتُه ؛ لأنَّه الوارِدُ في الكتابِ والسُّنَّـةِ ، قالَ تعالَى : (( يأيُّها الَّذينَ ءامنُوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسُولَ وأولِى الأمْرِ مِنكُمْ )) ، وقالَ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ : ((ثَـلاثٌ لا يَغلُّ علَيـهِنَّ قلبُ امْرئٍ مُسلمٍ : إخْلاصُ العمَلِ لله ، ومُـنَاصَحةُ وُلاةِ الأمْـرِ ، ولُزومُ جماعةِ المسلِمينَ )) ، أخرجَه الإمامُ أحمدُ رحمه اللهُ (ح21590ط التُّركي) ، والدَّارمِيُّ رحمه الله (ح235ت : حُسين سَليم أسَد) ، وصحَّحهُ الشَّيخُ الألْبانيُّ رحمهُ الله في السِّلسِلةَ الصَّحيحةَ (ح404) ، ولأنَّ أمْرَ المسلمينَ واحدٌ وإنْ تعَدَّدتْ أَئِمَّتُهمْ ، وتنوَّعتْ مَصالحُهمْ ، واللهُ أعلَمْ .
                [8] الظَّاهِرُ أنَّ اسْمَه كُنْيَـتُه ، ويلَقَّبُ بِالسَّيِّـدِ ! ؛ لعلَّه لما يُذْكرُ عنْ أصُولِه العَربيَّـةِ ، وقدْ اعتَرَضَ علَى اسْمِه النَّسَّابةُ حمدٌ الجاسِر ؛ لقولِ الله تعالَى : (( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )) ، وهُو وَجيهٌ خِلافًا لما قالَه صَاحبُ معجمِ المناهي اللَّفْظيَّـةِ ، واللهُ أعلَمُ .
                [9] الثَّاني ؛ لأنَّ نِسْبتَه إلى جامعةِ ( نَدْوةِ العُلماءِ ) بمدينة ( لَـكْهْنَو ) بِالهندِ ، وكانَ بعضُ أجْدادِه يُسْمَى ( سيِّد قُطْبُ الدِّين ) ! ، فانظُرْ كيفَ اتَّفقَ الثَّلاثةُ في الاسْمِ والرَّسْمِ ؟! والمودُودِيُّ هُو رَأْسُهمْ ، وهُو أحدُ أبرَزِ منَظِّري نظريَّـةِ ( الإسْلامِ السِّياسيِّ ) ، والبنَّا وقُطب وهلمَّ جرًّا تبعٌ لَه ، انظر لمزيد البيانِ : تفريغ درْسِ ( التَّفسيرُ السِّياسيُّ للإسْلامِ ) للشَّيخ محمَّد بنِ سَعيد رسلان حفظه الله ، مع تعليقِ مفَرِّغه وفَّقه اللهُ ، نسخةَ الآجُرِّي :
                http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=10981
                [10] معْطُوفٌ على قَوْلِه : وصِيَّتي لمن حضَرَ أنْ يَلْزَمُوا .... الخ


                وغدا إن شاء الله دفعة أخرى .

                تعليق


                • #9
                  رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

                  أخي الفاضل أسامة أخوك أبا العوام له باع طويل في عملك الذي تتميز به فأستفد منه قدر المستطاع ..والشكر موصول لأخنيا محمد الفاضل ...أخوكم
                  حيَّاكَ اللهُ أخي الحبيب صُهَيب، واللهِ فرحتُ جدًا بهذا، ولعلَّنَا نتواصلُ مع الأخ ونستفيدُ منهُ، فما نحنُ إلاّ في طريقِ البدايةِ والتّعلّم في هذا الباب، أسألُ اللهُ التّوفيق لنا جميعًا ..
                  والأخ مُحمّد الفاضل -جزاهُ اللهُ خيرًا- كما عرفتهُ دائمًا حريصٌ وسبّاق لفعلِ الخير، فهُوَ يتّصلُ بي ويُخبرني بالجديد حول المشاريع .. إلخ ويُرسل لِي أحيانًا حتّى الرّسائل عبر الهاتف .. جزاهُ اللهُ خيرًا وبارك فيهِ ..


                  من عادتي نشر التفريغ أولا على صفحات المنتدى في دفعات ، ثم جمعه في ملف ، وفي ذلك كسب أكبر عدد من المستفيدين ، وبخاصَّةٍ من تفتر همته عن التنزيل ، وكذلك لاستقبال الملاحظات قبل الجمع في ملف
                  كَمْ سُررتُ وكَمْ فرحتُ بعملك هذا أخي، وأنا بانتظار إتْمامِكَ للتّفريغ، وعَمَلُكَ مُتقن جدًا .. أسألُ الله أن يُوفِّقك في إتْمامِهِ قريبًا ..

                  مُحِبُّكُم:/ أبو عبد الرحمن أسامة

                  تعليق


                  • #10
                    رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟


                    الدُّفْعةُ الثَّـانِيَةُ :
                    قالَ الإمامُ أبو عبدِ الله محمَّدُ بْنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ رحمهُ اللهُ تعالَى في صَحيحِه ([1]) :

                    كِـتابُ الْفِـتَنِ
                    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمِ

                    بابُ
                    ([2]) ما جاءَ في قَوْلِ اللهِ تعالَى : (( واتَّقُوا فِتْنةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خاصَّةً )) ([3]) ، وَمَا ([4]) كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيه وعلَى آلِه وسَلَّمَ يُحذِّرُ مِنَ الْفِتَنِ .
                    7048 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا نَافِـعُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْـكَةَ قَالَ : قَالَتْ أَسْمَاءُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ علَيه وعلَى آلِه وسَلَّمَ قَالَ : « أَنَا عَلَى حَوْضِي أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَـيَّ ، فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي فَـأَقُولُ : أُمَّتِي ، فَيَـقُولُ : لَا تَدْرِي ، مَشَوْا عَلَى الْقَهْقَرَى » ، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَـةَ : اللّٰهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ
                    ([5]).
                    7049 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمٰعِـيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ : «
                    أَنَا فَرَطُكُمْ ([6]) عَلَى الْـحَوْضِ ، لَيُرْفَعَنَّ إِلَـيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ ، حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ ([7]) لأُنَاوِلَـهُمُ اخْتُلِجُوا ([8]) دُونِي ؛ فأَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، أَصْحَابِي ، يَقُولُ : لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ » .
                    7050 و7051 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ يَقُولُ : « أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، مَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَداً ، لَيَرِدُ عَلَـيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ » . قَالَ أَبُو حَازِمٍ : فَسَمِعَنِي النُّعْمٰنُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هٰذَا فَقَالَ : هٰكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْـخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ : « إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ ؛ فَأَقُولُ : سُحْقاً سُحْقاً لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي » .

                    الشَّـرْحُ

                    أقُولُ : ( الفِتَنُ ) [ جمعُ فِتْنةٍ ] منَ الفَتْنِ ، وهُو : الابْتِلاءُ ، والظَّاهرُ أنَّ أَصْلَه مِنْ صَهْرِ المعدِنِ ، لا سِيَّما الذَّهبُ والفِضَّةُ ، فيُقالُ : فُتِنَ الذَّهبُ : إِذَا أُدْخِلَ النَّارَ وصُهِرَ ؛ حتَّى يُسْتَخْرَجَ الصَّحيحُ الصَّافي منَ السَّقيمِ الخبيثِ .
                    والفِتْنةُ شَرْعًا لها عدَّةُ طُرُقٍ :
                    * أحدُها : المصَائِبُ ؛ وذٰلِكُمْ لإِظهارِ الصَّبْرِ والاحْتِسابِ ، وفي الحديثِ : (( إنَّ عِظَمَ الجزاءِ معَ عِظَمِ البَلاءِ ، فَمَنْ رَضِيَ فلَه الرِّضا ومَنْ سَخِطَ فلهُ السَّخَطُ )) ([9]) .
                    وقالَ علْقَمةُ ـ وهُو مِن كبارِ أَصْحابِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنْه ـ في قَوْلِه تعالَى : (( وَمَن يُّؤْمِن بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ )) ([10]) : ( هُو الرَّجُلُ تُصِيبُه المصِيبةُ فيَعْلَمُ أَنَّها مِنْ عِندِ اللهِ ؛ فيرْضَى ويُسَلِّمُ ) ([11]) .
                    قَوْلُه ( الرَّجُلُ ) هٰذَا كَثيرٌ في السُّنَّـةِ وفي كلامِ الصَّحابةِ ومَنْ بَعدَهمْ مِنْ نَـقَلةِ الآثارِ ، والمرادُ بِه التَّغْليبُ لا التَّخْصِيصُ ، فكِلا الصِّنْفَيْنِ ـ أعْني : الرِّجالَ والنِّساءَ ـ في هٰذَا البابِ واحدٌ .
                    * الثَّاني : النِّعَمُ الَّتي تَـتْرَى ([12]) علَى العَبدِ ؛ فالامْتِحانُ بِها لإِظْهارِ الشُّكْرِ ، قالَ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ مُشِيرًا إلَى هٰذَا وما قَبْلَه : (( عَجَبًا لأَمْرِ المؤْمِنِ ؛ إنَّ أَمرَه كُلَّه خَيْرٌ ، ولَيْسَ ذٰلِكَ لأَحدٍ إلَّا لِلمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتهُ سَرَّاءُ شَكرَ فكانَ خيرًا لَه ، وإنْ أَصَابَتْه ضَرَّاءُ صَبرَ فكانَ خيْرًا لَه )) ([13]) ، هٰكذَا المؤْمِنُ .
                    * الثَّالِثُ : الشَّهَواتُ والشُّبُهاتُ ، أمْرَاضُ القُلُوبِ الفتَّاكةِ ؛ فإنَّ أمراضَ القُلُوبِ الفَتَّاكةَ الَّتي تُميتُها ومَنِ انْهمَكَ فيها غَفَلَ عنِ الله والدَّارِ الآخِرةِ هيَ الشَّهواتُ والشُّبُهاتُ .
                    فالشَّهَواتُ هيَ : عِشْقُ الـمُحَرَّماتِ ، مِنْ مَكسَبٍ ومَلْبَسٍ ومأكلٍ ومَشْرَبٍ وغَيْرِها ، ومِنها : الوُقُوعُ في شَهْوةِ الفُرُوجِ المحرَّمةِ ، بإصْرارٍ .
                    الشَّبُهاتُ هيَ : البِدَعُ والمحْدَثَاتُ ؛ فإنَّ مَنِ انْسَاقَ وراءَها يُخْشَى علَيْه مِنَ الكُفْرِ ، ومَن حقَّرَ صَغائرَ البِدعِ انْجَرَّ إلى كِبارِها ؛ فاسْتَحلَّ دِماءَ المسْلمينَ وأمْوالَهمْ وأعْراضَهمْ دُونَ [ .... ] ([14]) ، وما أَصْدقَ مَنْ قالَ : ( البِدْعةُ بَرِيدُ الكُفْرِ ) .
                    ولقَدْ حذَّرَ الأئِمَّةُ مِن الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنْهُمْ ومَنْ بَعدَهمْ منَ البِدعِ وأَبانُوا خَطرَها على أهلِ الإسْلامِ ، وبيَّنُوا أنَّ النَّجاةَ مِنها بِلُزُومِ السُّنَّةِ .
                    ويدُلُّكَ على أنَّ صِغارَ البِدَعِ مُهلِكاتٌ ـ فكيفَ كِبارُها ؟! ـ ما أخرجَه الدَّارِميُّ رحمَه اللهُ بِسَندِه عنْ عَمْرِو بْنِ سلَمةَ الهَمْدانيُّ رحمَه اللهُ قالَ : كُنَّا نَجلِسُ على بابِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قبلَ صَلاةِ الغَدَاةِ ، فإذَا خَرجَ مَشَيْنا مَعهُ إلى المسجِدِ ، فجاءَنا أَبُو مُوسَى الأشْعريُّ رضِيَ اللهُ عنْه يَوْمًا فقالَ : أَخَرَجَ أبو عبدِ الرَّحْمٰنِ ؟ قلنا : لا ، لمْ يَخْرُجْ بعْدُ ، فجلسَ معنا ، فلمَّا خرَجَ ابْنُ مَسْعُودٍ قُمْنا إلَيْه جميعًا ، فقالَ أبُو مُوسَى : يا أبا عبدِ الرَّحمٰنِ ، رأيتُ اليَوْمَ في المسْجِدِ أَمْرًا اسْتَنْكرْتُه ، وما رأيتُ ـ والحمدُ للهِ ـ إلَّا خَيْرًا ، رأيْتُ حِلَقًا ، وعلَى كُلِّ حلَقةٍ رجُلٌ يَقُولُ : هَلِّلُوا مِئَةً ، فيُهلِّلُونَ مِئَةً ، يَعُدُّونها بالحصا ـ كما سيأتي ـ ، كبِّرُوا مِئَةً ، فيُكبِّرُونَ مِئَةً ، قالَ : فماذَا قُلْتَ لهمْ ؟ قالَ : ما قُلْتُ لهمْ شَيْئًا ، وأنا في انْتِظارِ رأْيِكَ .
                    علَى ماذَا يدُلُّ هٰذَا ؟ علَى تَوقيرِ الأميرِ ، وعدمِ التَّـقَدُّمِ بيْنَ يَدَيهِ ، وإنْ كانَ المتقَدِّمُ ذَا عِلْمٍ وفِقْهٍ ، واليَوْمَ الأميرُ يُسْعَى إلى أنْ يَكونَ ـ كما يقُولُ العامَّةُ قَديمًا ـ صِفْرًا على الشِّمالِ ! يَومَ كُنَّا صِغارًا إذَا كَتبْنا واحدًا ( 1 ) قالَ : لا ، اجعَلْ صِفْرًا على الشِّمالِ ( 01 ) ، وإنْ أردتَ أنْ تَكتُبَ عشرة اكْتُبْ صِفْرًا على اليَمينِ ( 10 ) ! فهٰذَا الصِّفْرُ على الشِّمالِ لا مكانَ لَه ؛ فيُرِيدُونَ أنْ يَجْعَلُوهُ دُمْيَـةً !
                    مِنْ دُعاةِ الدِّيموقْراطِيَّـةِ ، والحُـرِّيَّـةِ ، والمدَنيَّـةِ ، والوَسَطِيَّـةِ ـ والوسطيَّـةُ مِنهمْ بَريئَـةٌ ـ ، مثلَ الملْتَقَى الَّذي كانَ في الكُوَيتِ ، فألْغاهُ اللهُ سُبحانَه وتعالَى ، سبَّبَ إلْغاءَه ، فيه مَنْ فيه مِنْ صَنادِيدِ الثَّورةِ عِندَنا وغَيْرِهمْ ؛ حتَّى تَعْلَمَ أنَّ هٰؤُلاءِ جُسُورٌ لِلشَّهْوةِ ، جُسُورٌ لِلْبِدَعِ .
                    قالَ : فهلَّا أمرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئاتِهمْ ، وأنا ضَامِنٌ أَنْ لا يَنْقُصَ مِن حسناتِهمْ شَيْءٌ ، قالَ : فَمَشَى ، حتَّى وقَفَ علَى حلقةٍ مِنْ تِلْكَ الحِلَقِ ، قالَ : وَيْحكُمْ ! ما الَّذي تَصْنَعُونَ ؟ ما أَسْرَعَ هلَكَتكُمْ ! هٰذَا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ ، ثِيابُه لَمْ تَبْلَ ، وآنيتُه لَمْ تُكْسَرْ ، وأَصْحابُه مُتوافِرُونَ ، واللهِ إنَّكمْ لَعلَى مِلَّةٍ هيَ أَهْدَى مِنْ ملَّةِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ أوْ مُفْتَتِحُو بابِ ضَلالَةٍ ؟
                    قالُوا : يا أبا عبدِ الرَّحمٰنِ ، والله ما أَرَدْنا إلَّا خَيْرًا ، قالَ : كمْ مِنْ مُرِيـدٍ لِلخَيْرِ لا يُصِيبُه ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ يقُولُ : (( يَخْرُجُ أَقْوامٌ يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجاوِزُ تراقِـيَهمْ )) ، ولا أدْرِي لَعلَّ أكثَرَهمْ مِنكُمْ .
                    قالَ الرَّاوِي عَمْرُو بْنُ سَلَمةَ رحمَه اللهُ : فرأيْتُ عامَّةَ أولٰـئِكَ الحِلقِ يُطاعِنُوننا يَومَ النَّهْرَوانِ ([15]) .
                    سَمِعْتُمْ ؟! بِدعةٌ صَغيرَةٌ في نَظَرِ بَعْضِ النَّاسِ ! تَسْبيحٌ بِالحصَا ، مِئَـةُ تَسْبِيحةٍ ، مِئَـةُ تَكْبِيرةٍ ، مِئَـةُ تَهْلِيلةٍ ، مِئَـةُ تَحْميدةٍ ، بِالحصَا كَذَا ، كُلُّ واحدٍ يقُولُ ، يُسَبِّحونَ تَسْبيحًا جَماعِيًّـا ، وأَيْشٍ ([16]) في هٰذَا ؟! هٰذِه نِهايتُها ، يتقَرَّبونَ إلى الله ـ زعَموا ـ بِقَتْلِ مَنْ ؟ خِيارِ الأُمَّةِ منَ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهمْ ، وفُضَلاءِ التَّابِعِينَ رحمَهمُ اللهُ تعالَى ؛ بدْعةٌ هٰكذَا جَعلَتْهمْ يَسْتَحِلُّونَ دِماءَ الأَخْيارِ مِنَ الأُمَّةِ .
                    بَعدَ هٰذَا أذْكُرُ لَكمْ خُلاصَةَ ما أفادَتْهُ الأحادِيثُ :
                    * أوَّلًا : التَّرجَمةُ : يُشِيرُ بِها البُخارِيُّ رحمَه الله إلى خَطرِ الفِتَنِ ، سَواءٌ كانتْ بِالشَّهواتِ إذَا شَاعَتْ وفَشَتْ ، وانتَشَرَتْ انتِشارًا قلَّ مَن يَسْلَمُ مِنه ، أوِ الشُّبُهاتِ ؛ هٰذِه عُقُوبَتُها ، لا يَسْلَمُ مِنها إلَّا مَنْ سَلَّمَه اللهُ ، ((واتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقابِ )) ([17]) .
                    خطُرُها وعُقُوبَتُها تُصِيبُ الصَّالِحَ والطَّالِحَ ، ويَومَ القِيامةِ يُبْعَثُ الصَّالحُونَ علَى نِيَّاتِهمْ ؛ كما في حديثِ البَيْدَاءِ ، عنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالتْ : قالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ : (( يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ ، فإذَا كانُوا بِبَيْداءَ مِنَ الأرْضِ يُخْسَفُ بأوَّلِـهمْ وآخِرِهمْ )) ، قالَتْ : قُلْتُ : يا رَسُولَ الله ، كيفَ يُخْسَفُ بأوَّلِـهِمْ وآخِرِهمْ وفيهمْ أَسْواقُهُمْ ، ومَنْ لَيْسَ مِنهمْ ؟! قالَ : (( يُخْسَفُ بأوِّلِـهِمْ وآخِرِهمْ ثُمَّ يُبْعَـثُونَ على نيَّـاتِهمْ )) ([18]) .
                    فيا أُولِي الأحلامِ والنُّهَى ([19]) ، احْذَرُوا البِدَعَ والمحدَثَاتِ ، وقدْ سَمِعْتُمُ العِبْرَةَ في الدُّنْيا ، فما العِبرةُ في الآخِرةِ ؟
                    ما تَضَمَّنَتْه هٰذِه الأحادِيثُ : أقْوامٌ مُسْلِمُونَ ، يَعْرِفُهمْ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ بِعلامةٍ ـ وتِلْكُمُ العلامةُ مِنْ آثارِ الوُضُوءِ ؛ الغُرَّةُ في الوُجُوهِ ، والتَّحْجِيلُ في الأَيْدِي والأرْجُلِ ([20]) ، مواضِعَ الوُضُوءِ ـ يُطْرَدُونَ عنْ حَوْضِه ، يُحْرَمُونَ ! (( مَنْ شَرِبَ مِنه شَرْبَةً لا يَظْمأُ بَعْدَها أبدًا )) ، وهٰؤُلاءِ يُحْرَمونَ !
                    والنَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ يَشْفَعُ فيهِمْ ، يَذُبُّ عنهُمْ ، يقُولُ : (( أمَّتي )) ، وفي رِوايةٍ : (( أُصَيْحابي )) ([21]) ، الصُّحْبةَ العامَّةَ ، وليْسَتِ الخاصَّةَ ، والملائِكةُ تقُولُ لَه : يا محمَّدُ ، إنَّكَ لا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ! إنَّهُمْ بدَّلُوا وغَيَّرُوا ، فيقُولُ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ : (( سُحْقًا ، سُحْقًا )) يعْني : بُعْدًا لِـمَنْ بدَّلَ وغيَّرَ .

                    هٰذِه عُقُوبةٌ قبلَ الفَصْلِ بيْنَ العِبادِ ، وأمَّا العُقُوبةُ الَّتي بَعْدَ الفَصْلِ فاللهُ أعلَمُ ([22]) .


                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

                    [1] اعْتَمَدْتُ في ضَبطِ النَّصِّ النُّسْخةَ اليُونينيَّـةَ ، مُصَوَّرةَ طَبعة بولاق المشْهُورةَ ، غيْرَ أنِّي لمْ أُشِرْ إلى اخْتِلافِ الرِّواياتِ المثْـبَـتةِ فيها .
                    [2] تَرْكُ التَّنْوِينِ علَى الإضافةِ لما بَعدَه ، ويَجُوزُ تنوينُه على القَطْعِ ، وكذَا تسْكينُه علَى سَبيلِ التِّعدادِ ؛ فلا يكونُ له إعرابٌ ، انظُرِ : التَّلخيصَ للنَّوَويِّ رحمه الله (1/287 ط طيبة) ، وأوَّلَ الفَتْحِ .
                    [3] سُورةُ الأنفالِ ، الآية (25) .
                    [4] في مَوْضِعِ جرٍّ عطْفًا علَى المضَافِ إليه ، أوْ رَفْعٍ علَى الابْتِداءِ ، ويجُوزُ أنْ تكونَ موصُولةً ، أيِ : الفِتنُ الَّتي كانَ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ يُحذِّرُها أمَّتَه ، وأنْ تكونَ مَصْدَرِيَّةً ، أيْ : وتَحذِيرُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ منَ الفِتنِ وهٰذَا اعمُّ ، وأوْلَى بِالاخْتِيارِ ، والله أعلَمُ .
                    [5] فيه تَفْسِيرٌ للقَهْقَرى ، فهو مَصْدرٌ بِمعْنَى المشْيِ إلى خلْفٍ منْ غَيْرِ أنْ يُعيدَ وَجْهَه إلى جِهةِ مَشْيِه ، انظرِ النِّهاية ( ق ه ق ر ) ، وأنَّ الفِتْنةَ في الارْتِدادِ على الأعقابِ عنْ الدِّينِ والسُّنَّـةِ ؛ فاسْتَعاذَ مِنهُما جميعًا ، وفيه كذٰلِكَ الإرْشادُ إلى ما ينبغي أنْ يكونَ علَيه حالُ المسْلِمِ إِذَا سَمِعَ مثْلَ هٰذِه الآثارِ ، منَ الخوفِ ، والاسْتِعاذةِ بالله جلَّ وعَلا .
                    [6] أيْ : مُتَقَدِّمُكُمْ إلَيْه ، النِّهاية ( ف ر ط ) .
                    [7] أيْ : مدَّ يدَه نَحْوَهمْ وأمالَها إلَيْهمْ ، يُقالُ : أَهْوَى يَدَه وبِيَـدِه إلى الشَّيْءِ لِـيَأْخُذَه ، النِّهاية ( هـ و ي ) .
                    [8] أيْ : اجْـتُذِبُوا واقْـتُطِعُوا ، النِّهاية ( خ ل ج ) .
                    [9] أخْرجهُ التِّرْمِذِيُّ رحمَه اللهُ (ح2396) ، وابْنُ ماجَهْ رحمَه اللهُ (ح4031) ، وحسَّنه الألبانيُّ رحمَه اللهُ في السِّلسلةِ الصَّحيحةِ (ح146) ، وبينَ الجملتيْنِ : (( وإنَّ اللهَ إذَا أحبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ )) ، ورسمُ ( الرِّضا ) بالألفِ القائمةِ هُو المقدَّمُ ، ويجوزُ رسْمُها على صُورةِ الياءِ ( الرِّضَى ) ؛ لأنَّه سُمعَ بالواوِ والياءِ والواوُ أكثرُ ، انظُرْ : أدبَ الكاتبِ (258 ط الرَّسالة) ، و ( السَّخَطُ ) ، و ( السُّخْطُ ) ، و ( السُّخُطُ ) أوجُهٌ صَحيحةٌ كما في التَّاجِ (س خ ط ) .
                    [10] سُورةُ التَّغابُنِ ، الآية (11) .
                    [11] أخرَجَه سَعيدُ بْنُ مَنْصُورٍ رحمَه اللهُ في سُنَنِه (ح2231) وغَيْرُه ، وعلَّقَه البُخارِيُّ رحمَه اللهُ في صَحيحِه بِصِيغةِ الجزْمِ عنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنْه ، وانظُرْ في وصْلِه الفَتْحَ (8/652 ط السَّلفيَّـة) .
                    [12] ( تَـتْرَى ) كفَعْلَى ، وبالتَّنْوينِ ( تَـتْرًا ) أصلُه ( وَتْرَى ) منَ ( الوَتْرِ ) أيْ : متَواتِرًا وهو التَّتابُعُ معَ انقطاعٍ ومُهلَةٍ ، ومجيءُ الشَّيءِ بَعدَ الشَّيْءِ ، وقيلَ : التَّتابُعُ دُونَ مُهلةٍ ، والصَّوابُ أنَّه اسْمٌ وليسَ فِعْلًا ، خِلافًا لما في كلامِ الشَّيخِ حفظه اللهُ ، وهو منَ الأخطاءِ الشَّائعةِ ، قالَ تعالَى : (( ثُمَّ أرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرَا)) [المؤْمِنون : 44] ، فجاءَ مَنْصُوبًا على المصْدرِ أوِ الحالِ ، والتَّنوينُ كذا منْ علاماتِ الاسْمِ ، انظر إعرابَ القرآنِ لِلنَّحَّاسِ (2/241 ط دار الحديث) ، والتَّاج ( و ت ر ) .
                    [13] أخْرَجه الإمامُ مُسْلِمٌ رحمَه اللهُ (ح2999) منْ حديثِ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عنه .
                    [14] كلمةٌ غَيْرُ واضِحةٍ .
                    [15] أخْرَجه الإمامُ الدَّارِميُّ رحمَه اللهُ في سُنَنِه (ح210) ، وصَحَّحه الألْبانيُّ رحمَه اللهُ في السِّلْسِلةِ الصَّحيحةِ (ح2005) ، و (صَلاةُ الغَدَاةِ ) هيَ : صَلاةُ الفَجْرِ ، و ( التَّراقي ) : جمْعُ تَـرْقُوةٍ ، بفَتْحِ التَّاءِ ولا تُضَمُّ ! وهيَ : العُظَيْمُ الَّذي بينَ ثُغْرةِ النَّحْرِ والعاتِقِ ، وهُما تَرْقُوتانِ منَ الجانِبَـيْنِ تكونُ لِلْإنسانِ والحيَوانِ ، والمعْنَى : أنَّه لَيْسَ لهمْ حظٌّ منَ القُرْآنِ إلَّا مُرُورُه علَى اللِّسانِ ، فلا تصْعَدُ قِراءتُهمْ إلى الله سُبْحانَه ولا يَقْبَلُها اللهُ تعالَى ، ولا تَنْزِلُ كذٰلِكَ إلى قُلُوبِهمْ فيَنْتَفِعُوا بِها ويَهْتَدُوا ، انظُرِ : النِّهاية (ت ر ق) ، و( يُطاعِنُونَنا ) أيْ : يُقاتِلُوننا ، والطَّعْنُ القَتْلُ بِالرِّماحِ ، انظُرِ النِّهاية ( ط ع ن ) ، و ( النَّهْروانُ ) : بِتَثْلِيثِ النُّونِ ، مَوْضِعٌ بِالعِراقِ مَعْرُوفٌ ، قاتلَ فيه عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه الخوارِجَ في وَقْعةٍ مَشْهُورةٍ ، انظُرْ : مُعجمَ البُلْدانِ (5/324) .
                    [16] اسْتُعْمِلَتْ قَدِيمًا ، وهيَ نَحْتٌ منْ ( أيُّ شَيْءٍ ؟ ) .
                    [17] سُورةُ الأنفالِ .
                    [18] متَّفَقٌ علَيْه ، أخرجَه البُخارِيُّ رحمه الله (ح 2118 ) ، واللَّفْظُ له ، ومُسْلِمٌ رحمه الله (ح2884)، و( البَـيْداءُ ) : الـمَفازة الَّتي لا شيْءَ فيها ، والمرادُ : بيداءُ المدينة كما عندَ مُسْلِمٍ ، وفي التَّاجِ ( ب ي د ) : ( هي أرْضٌ مَلْساءُ بينَ الحرمينِ الشَّريفَيْنِ بطرَفِ الميقاتِ الـمَدَنيِّ الَّذي يُقالُ له ذُو الـحُلَيْـفةِ ) اهـ ، و ( أسواقُهمْ ) أيِ : العامَّةُ والرَّعيَّةُ الَّذين تسُوسُهمُ الملوكُ ولا أمرَ لهمْ ، و ( من ليسَ مِنهمْ ) : كالـمُكْرهِ ، وابْنِ السَّبيلِ ، كما في رواياتِ مُسْلِمٍ ، والحديثُ مَرْوِيٌّ أيْضًا بألفاظٍ متنوِّعةٍ من حديثِ أمَّهاتِ المؤْمِنينَ حفصَةَ وأمِّ سلمةَ وصفيّـةَ رضِيَ اللهُ عنهُنَّ ، عندَ مُسْلِمٍ وأحمدَ وغيرِهما .
                    [19] أيْ : يا أصْحابَ العُقُولِ و ذَوي البَصَائِرِ ، ولعلَّ الآتي هُو ما يُذْكرُ ( * ثانيًـا ) في خُلاصَةِ فَوائِدِ البابِ ، واللهُ أعلَمُ .
                    [20] الإشارةُ إلى حدِيثِ أبي هُرَيْرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرْفُوعًا : (( إنَّ أمَّتي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيامةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثارِ الوُضُوءِ )) متَّفقٌ علَيْه [البخاريُّ (ح136) ، ومُسْلِمٌ (ح246)] ، وحينَ سُئِلَ : كيفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يأتِ بَعدُ مِنْ أمَّتِكَ يا رَسُولَ الله ؟ قالَ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آله وسلَّمَ : (( أَرأيْتَ لَوْ أنَّ رَجُلًا لَه خَيْلٌ غُرٌّ محَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرانَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ، أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَه ؟ )) قالُوا : بَلَى يا رَسُولَ الله ، قالَ : (( فإنَّهُمْ يأتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ منَ الوُضُوءِ ، وأنا فرَطُهُمْ علَى الحوْضِ )) رواهُ مُسْلِمٌ رحمَه اللهُ (ح249) .
                    [21] عندَ البُخارِيِّ رحمه الله
                    في : كتاب الرِّقاقِ ، بابٌ في الحوْضِ (ح6582) ، وعندَ مُسْلِمٍ رحمَه اللهُ (ح2304) ، وفيه مزيدُ عِنايَـةٍ وشَفقَةٍ منهُ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ بأُمَّتِه ، واللهُ أعلَمُ . وقَدِ اخْتُلِفَ في الـمُذَادِينَ مِنْ أُمَّةِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ : هلْ همْ منَ المرْتدِّينَ الخارِجينَ منَ الملَّةِ ؛ إِذِ امتنَعَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ منَ الشَّفاعةِ لهمْ بَعدَ علْمِه بتبْديلِهمْ ورجُوعِهمُ القَهْقَرَى ؟ أمْ يَشْملُ أهلَ البدَعِ والكبائرِ ، واسْمُ التَّبْديلِ يَقَعُ علَى الفَريقَيْنِ ؛ فيُـذَادُونَ جَميعًا ، ثُمَّ يدْخُلُ غيرُ المرتدِّينَ في عمومِ شَفاعتِه صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ لأَهْلِ الكبائرِ ؟ انظُرِ : الفَتحَ (13/4) ، والتَّذْكِرةَ لِلْقُرْطُبيِّ رحمَه اللهُ (2/710ـ711 ط المنهاج) ، وكلامُ الشَّيخِ حفظَه اللهُ يُشْعِرُ بِاخْتيارِه القَوْلَ الثَّاني ، واللهُ أعلَمُ .
                    * وهُناكَ ذَوْدٌ أعَمُّ مِنْ هٰذَا ، يَشْملُ جميعَ النَّاسِ مِنْ غيرِ أمَّةِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ ، كما في حديثِ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ عندَ مُسْلِمٍ مرفُوعًا : (( وإنِّي لأَصُدُّ النَّاسَ عنهُ كما يَصُدُّ الرَّجُلُ إبِلَ النَّاسِ عنْ حَوْضِه )) ، قالَ العُلَماءُ : وذٰلِكَ رِعايةً منه صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ لِـحَقِّ إخوانِه الأنْبِياءِ علَيْهمُ الصّلاةُ والسَّلامُ ، بإرْشَادِ أتْباعِهمْ إلى ورودِ حِياضِهمْ ؛ إِذْ إنَّ لِكُلِّ نبيٍّ حَوْضًا ، كما عندَ التِّرْمِذِيِّ رحمَه اللهُ (ح2443) : (( إنَّ لِكُلِّ نبيٍّ حَوْضًا ، وإِنَّهمْ يَتباهَوْنَ أَيُّهمْ أكْثَرُ وارِدةً ، وإِنِّي لأَرْجُو أنْ أكونَ أكْثَرَهمْ وارِدَةً )) ، وصَحَّحه الشَّيخُ الألبانيُّ رحمَه اللهُ ، واللهُ أعلَمُ ، انظُرْ : شَرْحَ الطَّحاوِيَّـةِ لابْنِ أبي العِزِّ رحمَه اللهُ ، معَ التَّوضِيحاتِ الجلِيَّـةِ لِلْخُمَيِّس (2/517ـ521) .
                    [22] اخْتُلِفَ في الحوْضِ ؛ هلْ هُو قَبْلَ الميزان والصِّراطِ أوْ بَعْدَهُما ، انظر في ذٰلِكَ : التَّذْكرةَ لِلْقُرْطُبيِّ رحمَه اللهُ (2/703) .


                    ودُفعتانِ إنْ شاءَ اللهُ
                    والسَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

                      عذرا أيها الإخوة
                      مررت بوعكة صحية خفيفة الأيام الماضية ، ولذا توقف العمل .
                      سآتيكم غدا إن شاء الله بالجديد ..

                      تعليق


                      • #12
                        رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

                        قالَ الإمامُ البُخارِيُّ رحمَه اللهُ تعالَى :

                        بابُ قَوْلِ النَّبيِّ
                        صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ : ((
                        سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَها ))
                        وقالَ عبدُ اللهِ بْنُ زَيْـدٍ : قالَ النَّبيُّ
                        صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ : (( اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي علَى الْـحَوْضِ )) (1) .
                        7052- حدَّثَـنا مُسَدَّدٌ حدَّثَنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنا الأَعْمَشُ حدَّثَنا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ سَمِعْتُ عبدَ اللهِ قالَ : قالَ لَنا رَسُولُ اللهِ
                        صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ : (( إنَّـكُمْ سَتَـرَوْنَ بَعْدِي أَثَـرَةً (2) وأُمُورًا تُنْـكِرُونَها )) ، قالُوا : فَما تَأْمُرُنَا يا رَسُولَ اللهِ ؟ قالَ : (( أَدُّوا إلَيْهِمْ حَقَّهمْ وسَلُوا اللهَ حَقَّـكُمْ )) .
                        7053- حدَّثَـنَا مُسَدَّدٌ عنْ عبْدِ الوارِثِ عنِ الجَعْدِ عنْ أبي رَجاءٍ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ عنِ النَّبيِّ
                        صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ قالَ : (( مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِه شَيْـئًا فليَصْبِرْ ؛ فإنَّه مَنْ خرَجَ مِنَ السُّلْطانِ شِبْرًا ماتَ مِيتَـةً جاهِلِيَّـةً )) .
                        7054- حدَّثَـنَا أَبُو النُّعْمٰنِ حدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْـدٍ عنِ الـجَعْدِ أبي عُثْمٰنَ حدَّثَني أَبُو رَجاءٍ العُطارِدِيُّ قالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عبَّـاسٍ
                        رضِيَ اللهُ عنهُما عنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ قالَ : (( مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِه شَيْـئًا يَكْرَهُه فليَصْبِرْ علَيْه ؛ فإِنَّه مَنْ فارقَ الجماعةَ شِبْرًا فماتَ إلَّا ماتَ مِيتَـةً جاهِلِيَّـةً )) .
                        7055- حدَّثَـنَا إسْمٰعِيلُ حدَّثَني ابْنُ وَهْبٍ عنْ عَمْرٍو عنْ بُكَيْرٍ عنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عنْ جُنادَةَ بْنِ أبي أُمَيَّـةَ قالَ : دَخَلْنا علَى عُبادةَ بْنِ الصَّامِتِ وهُو مَرِيضٌ ، قُلْنا : أَصْلَحَكَ اللهُ ، حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِه سَمِعْتَه مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، قالَ : دَعانَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيه وعلَى آلِه وسَلَّمَ فبايَعْناهُ .
                        7056- فقالَ فيما أَخَذَ علَيْنا (( أنْ بايَعَنا علَى السَّمْعِ والطَّاعةِ في مَنْشَطِنا ومَكْرَهِنا ، وعُسْرِنا ويُسْرِنا ، وأَثَـرَةٍ علَيْنا ، وأنْ لا نُنازعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إلَّا أنْ تَـرَوْا كُفْرًا بَواحًا عِندَكُمْ مِنَ اللهِ فيه بُرْهانٌ )) .7057- حدَّثَـنَا محمَّدُ بْنُ عَرْعَـرَةَ حدَّثَنا شُعْبَـةُ عنْ قَتادَةَ عنْ أَنَسِ بْنِ مٰلِكٍ عنْ أُسَيْدِ ابْنِ حُضَيْرٍ أنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ فقالَ : يا رَسُولَ اللهِ ، اسْتَعْمَلْتَ فُلانًا ولمْ تَسْتَعْمِلْني ، قالَ : (( إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَـرَةً ؛ فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْني )) .

                        الشَّرْحُ :

                        هٰذَا البابُ مِنْ كِتابِ الفِتَنِ يتَعَلَّقُ بِالإِمارةِ ، والَّذي يتعلَّقُ بِالإمارةِ أشْياءُ :
                        * مِنها ما يتعلَّقُ بِدِينِه ، كالَّذي لا يُصَلِّي الجماعةَ .
                        * ومِنها ما يتعلَّقُ بِسُلُوكِه ، كأنْ يَكونَ سِكِّيرًا ، خمَّارًا .
                        * ومِنها ما يتعلَّقُ بِخُلُقِه في مُعاملةِ النَّاسِ ، كأنْ يكونُ شَرِسًا سَيِّءَ الخلُقِ ، لا يَقدِرُ أحدًا منَ النَّاسِ قَدْرَه .
                        * ومِنها ما يتعلَّقُ بِعَدْلِه فَيكونَ ظَلُومًا غَشُومًا .
                        * ومِنها ما يتعلَّقُ بِاسْتِئْـثَارِه أوْ إيثَارِه ، فيكونَ مسْتأثِرًا مُؤْثِرًا .
                        وهٰذِه الأُمورُ قَوِيَّةٌ ؛ لا يُطِيقُها أحدٌ ، أعْني : منَ النَّاحيةِ العاطِفِيَّـةِ ، فالنَّاسُ لا يَصْبِرُونَ علَى
                        الضَّيْمِ ، يأنَفُونَ أنْ يُؤْثَرَ بِالـمَناصِبِ مَنْ يَرَوْنَه دُونَهُمْ ، يُحِبُّونَ العَدْلَ ، ولا يَسْتَسْلِمُونَ لِلظُّلْمِ .
                        هلْ هٰذَا لَه عِلاجٌ أوْ لَيْسَ لهُ عِلاجٌ ؟ ومَنِ المعالِجُ ؟

                        أقُولُ :

                        * أَوَّلًا : مَنْ تجرَّدَ لِلسُّنَّـةِ واسْتَمْسَكَ بِما عَرَفَه مِنها لا تَضُرُّه الملَبِّسَاتُ ، ولا المخالَفَاتُ ؛ لأَنَّه مُتجرِّدٌ لِلسُّنَّـةِ ، مَنَّ اللهُ علَيْه بِالميزانِ ، با
                        لقِسْطاسِ المستَقِيمِ ، وهُو : قَبُولُ السُّنَّـةِ ، لَه أوْ علَيْه ، مُنْقادٌ ، مُنْشَرِحُ الصَّدْرِ ، طيِّبةً بِها نَفْسُه ؛ فلا يَضُرُّه أنْ يَرى شُحًّا مُطاعًا ، أوْ إِعْجابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِه أوْ هَوًى مُتَّـبَعًا ، عرَفَ الطَّريقَ فلَزِمهُ .
                        فجاءَ
                        العِلاجُ ، الخطابُ لِـمَنْ يَعْقِلُ الخِطابَ ، وهُو يتلَخَّصُ :
                        * أَوَّلًا في : الصَّبْرِ علَى جَوْرِ الجائِرِ .

                        * ثَـانيًا : أنْ لا يُنازعَ الأَمْرَ أهْلَه ، مَهْما كانتِ الأسْبابُ والـمُبَرِّرَاتُ .

                        ولٰكِنْ هٰذَا لا
                        يَحْذِقُه إلَّا مَنْ مَنَّ اللهُ علَيْه بِالبَصِيرةِ وحكَّمَ السُّنَّـةَ ، ونَـبَذَ الهَوَى ؛ فأخْضَعَ ما يَرِدُ علَيْه لِلنَّصِّ والإِجْماعِ ؛ فَما وَافقَ نَصًّا أَوْ إِجْماعًا قَبِلَه ، وما خالفَه رَدَّهُ .
                        وما أحْسَنَ ما قالَه الإِمامُ الصَّابُونِيُّ أَبُو عُثْمانَ إِسْماعيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ
                        رحمَه اللهُ تعالَى : (( مَنْ أَمَّرَ السُّنَّـةَ علَى نَفْسِه قَوْلًا وفِعْلًا نَطَـقَ بِالحِكْمةِ ، ومَنْ أَمَّرَ الـهَوَى علَى نَفْسِه قَوْلًا وفِعْلًا نَطَـقَ بِالبِدْعةِ)) ؛ انُظُرُوا الآنَ ، هلْ سَمِعْتُمْ صَاحِبَ ثَوْرةٍ يُشْهِرُ السُّنَّـةَ والتَّوْحِيدَ ؟! كلَّا ، أنا ما سَمِعْتُ حتَّى الآنَ !؛ لأنَّ مَنْ كانَ صَاحِبَ سُنَّـةٍ أَصْلُه بَعيدٌ عنِ الثَّوْراتِ ، يَنْأَى بِنَفْسِه نَأْيًا بَعْيدًا ، إِنِ اسْتَطاعَ أنْ يَجْعلَ ما بَيْنَه وبَيْنَ المشْرِقِ جَعَلَ .
                        لٰكِنَّ هٰؤُلاءِ هُمْ دُعاةُ الدِّيمُوقْراطِيَّـةِ والـمَدَنِيَّـةِ ، وحُرِّيَّـةِ التَّعْبِيرِ ، لا يَرَوْنَ إلَّا ما تَهْواهُ عُقُولُهُمْ .فَمِنْ أَنْواعِ العِلاجِ عدَمُ الخرُوجِ علَيْه ، ومِنها تحمُّلُ أَذَى الحاكِمِ وَجَوْرِه ، لٰكِنْ قَدْ يَقُولُ قائِلٌ : ماذَا أَصْنَعُ ؟ ما يُعْطيني حَقِّي ، لا يَنْصُرُني علَى مَنْ ظَلَمني ، لا يَراني شَيْئًا !
                        نقُولُ : ماذَا قالَ لكَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ؟ أنتَ قَدْ سُبِقْتَ بِمِثْلِ هٰذَا ، أَصْحابُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ ماذَا قالُوا لَه ؟ قالُوا : ( يا رَسُولَ اللهِ ، ما ترَى إنْ سألُونا حَقَّهمْ ومَنَعُونا حَقَّنا ؟ ) ، ماذَا قالَ ؟ أقالَ : خُذُوا السِّلاحَ ؟! اخْرُجُوا ؟! أنتُمْ مُحِقُّونَ وهٰؤُلاءِ ظلَمةٌ ؟! قالَ : (( أدُّوا الَّذي لَـهُمْ ، وسَلُوا اللهَ الَّذي لكُمْ )) .لٰكنْ منِ استَحكمَ فيه عقْلُه غلَبَتْ علَيْه الشِّقْوةُ ؛ هٰذِه عُقُوبةٌ دُنْيَوِيَّـةٌ ، فضَلَّ وأضَلَّ .
                        * ومِنَ العِلاجِ أَيْضًا : أنْ لا يُطاعَ إلَّا في طاعةِ اللهِ .
                        * ومِنها : التَّحْذِيرُ مِنَ الخرُوجِ ـ وإنْ حسَّنَه مَنْ حسَّنَه ـ بِوُقُوعِ عُقُوبةٍ دُنْيَوِيَّـةٍ قَبْلَ الآخِرةِ : (( ماتَ مِيتَـةً جاهِلِيَّـةً )) ، هٰذَا لِلتَّـقْرِيبِ ، ( ميتَةً جاهلِيَّةً ) أيْ : لم يَمُتْ علَى السُّنَّةِ ، السُّنَّـةُ أنْ يَلْزَمَ جماعةَ المسْلِمينَ ، أنْ يَلْزَمَ الإِمارةَ ، وهٰذِه القَضِيَّةُ تُسْتَوْفَى ـ إنْ شاءَ اللهُ ـ في شَرْحِ الكِتابِ الثَّاني .


                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        1ــ وصَلَ البُخارِيُّ رحمَه اللهُ حدِيثَ عبدِ الله بْنِ زَيْدٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في : كتابِ المغازي ، بابِ غَزْوةِ الطَّائِفِ (ح4330) .
                        2ـ ضُبِطَ بِوَجْهَيْنِ : ( أَثَـرَةً ) بِفَتْحِ الهمزةِ والثَّـاءِ ، و ( أُثْـرَةً ) بِضَمِّ الهمزةِ وإسْكانِ الثَّاءِ ، وحاصِلُ مَعناه : الاخْتِصَاصُ بِحظٍّ دُنْيَوِيٍّ ، انظُرِ الفتْحَ (13/6) .

                        تعليق


                        • #13
                          رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

                          قالَ الإمامُ البُخارِيُّ رحمَه اللهُ تعالَى :
                          بابُ قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ : (( هلاكُ أُمَّتي علَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ سُفَهاءَ )) (1) .

                          7058- حدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ حدَّثَنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيـدٍ قالَ : أخْبَرَني جَدِّي قالَ : كُنْتُ جالِسًا معَ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ في مَسْجدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ بِالمدينَـةِ ، ومعَنا مَرْوانُ ، قالَ أَبُو هُرَيْـرَةَ : سَمِعْتُ الصَّادِقَ الـمَصْدُوقَ يَقُولُ : (( هَلَكَةُ أُمَّتي علَى يَدَيْ غِلْمةٍ مِنْ قُرَيْشٍ )) ، فقالَ مَرْوانُ : لَعْنةُ اللهِ علَيْهمْ غِلْمةً ، فقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لَوْ شِئْتُ أنْ أَقُولَ : بني فُلانٍ ، وبَني فُلانٍ لَفَعَلْتُ .
                          فكُنْتُ أَخْرُجُ معَ جدِّي إلى بَني مَرْوانَ حِينَ ملَكُوا بِالشَّأْمِ (2)، فإِذَا رآهُمْ غِلْمانًا أَحْدَاثًا قالَ لَنا : عَسَى هٰؤُلاءِ أنْ يَكُونُوا مِنهمْ ، قُلْنا : أنتَ أعْلَمُ .
                          الشَّرْحُ :

                          في هٰذَا الحديثِ فَوائِدُ ، منها :
                          * الفائِدةُ الأُولَى : صَدْعُ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنْهُمْ بِالسُّنّـةِ حيْثُ وَجَدُوا لِذٰلِكَ مَجالًا ، ولَيْسُوا مِنْ أهْلِ التَّشْهِيْرِ بِالحُكَّامِ ، ولَا إِعْلانِ أَخْطائِهمْ في شَتَّى المحافِلِ ، لا في خُطْبةٍ ، ولا في مُحاضَرَةٍ ، ولا في دُرُوسٍ ، لٰكِنْ في مَجالِسَ مِثْلِ هٰذِه ، ولعلَّ أبا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنْهُ أرادَ بِهٰذَا نُصْحَ مَرْوانَ بْنِ الحَكَمِ ؛ فإِنَّه فيه ما فِيه ، وأَحْدَثَ ما أَحْدَثَ .
                          * الفائِدةُ الثَّانيَـةُ : تَسْفيهُ أَهْلِ الثَّوْراتِ ؛ هُمْ سُفهاءُ وإِنْ كانُوا علَى درَجةٍ عاليَـةٍ مِنَ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ ، لٰكِنْ في السُّنَّـةُ لَيْسُوا بِعُلَماءَ ، بلْ سُفَهاءُ ، قَدْ يَكُونُ صَاحِبَ فِقْهٍ ، عالِـمًا بِالتَّفْسِيرِ ، عالِـمًا بِالحدِيثِ ، لٰكِنْ وَقَعَ في السَّفاهةِ ! وهيَ : التَّحْرِيضُ علَى أُولي الأَمْرِ ، وإيقادِ شَرارةِ الـخُرُوجِ ؛ لأَنَّه فَصَلَ ما عِنْدَه مِنْ علْمِ الشَّرْعِ عنْ مَنهجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ ، اسْتَقَلَّ بِنَفْسِه ؛ فأصْبَحَ يُجارِي العَوامَّ ، أَوْ يُغَلِّبُ العَقْلَ علَى الشَّرْعِ ، وكِلا الأَمْرَيْنِ مُصِيبَـةٌ ؛ فسَمَّاهُمْ ( سُفَهاءَ ) .
                          * الفائِدةُ الثَّالِثَـةُ : ورَعُ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنْهُ ؛ قالَ : ( لَوْشِئْتُ لَسَمَّيْتُ ) ، والآنَ يُسَمُّونَ بِدُونِ حياءٍ ، في المحاضَراتِ ، في النَّدَواتِ ، في الـخُطَبِ ، هٰذِه المحافِلُ العِلْمِيَّـةُ .وفي المحافِلِ الإِعْلاميَّـةِ ، كالقَنَواتِ التِّلْفازِيَّـةِ ، والإِذَاعةِ ، والصُّحُفِ ، غَيْرَ مُبالِـينَ بِالعَواقِبِ .أَهْلُ السُّنَّـةِ يَقُولُونَ : لا تُذِلُّوا الحاكِمَ ؛ فإِنَّه سُلْطانُ اللهِ في الأَرْضِ ، الحاكمُ ـ وإِنْ كانَ فيه ما فيه ـ يَدْفَعُ اللهُ بِه أُمُورًا عَظيمةً ، لَوْلَا أنَّ اللهَ أقامَ هٰذَا الحاكِمَ الجائِرَ لَدَبَّتْ وأَفْسَدَتْ وأَهْلَكتِ الحرْثَ والنَّسْلَ (3).
                          كانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُ يَقُولُ : ( والَّذي تَـكرَهُونَ في الجماعةِ .. ) يَعْني : الاجْتِماعَ علَى الأَميرِ الَّذي انْعَقَدَتْ بَيْعَتُه ونَفَذَتْ كلِمتُه ( .. خَيْرٌ منَ الَّذي تُحِبُّونَ في الفُرْقَـةِ ) .
                          والعِبْرةُ مَوْجُودةٌ ، ولَوْ شِئْنا لَذَكَرْنا ، لٰكِنْ ـ إنْ شاءَ اللهُ ـ نذْكُرُ في مَحافِلَ أُخْرَى ؛ حِفاظًا علَى مساجِدِنا منْ بَعْضِ الأَشْياءِ الَّتي تُفَسَّرُ بِأنَّها اسْتِفْزازٌ أوْ كذَا ، أوْ غَيْرَ ذٰلِكَ (4).
                          قالَ الإمامُ البُخارِيُّ رحمَه اللهُ تعالَى :
                          بابُ قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ : (( ويْلٌ لِلْعَرَبِ ن مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ )) .

                          7059- حدَّثَـنَا مالِكُ بْنُ إِسْماعِيلَ حدَّثَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ أنَّه سَمِعَ الزُّهْرِيَّ عنْ عُرْوةَ عنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمةَ عنْ أُمِّ حَبِيبَةَ عنْ زَيْنَبَ بْنَـةِ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُنَّ أنَّها قالَتِ : اسْتَيْقَظَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ : (( لا إلٰهَ إلَّا اللهُ ! وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ؛ فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يأْجُوجَ ومأْجُوجَ مِثْلُ هٰذِه )) وعَقَدَ سُفْيانُ تِسْعِينَ أوْ مِئَـةً ، قِيلَ : أنَهْلِكُ وفينا الصَّالِـحُونَ ؟! قالَ : (( نَعَمْ ؛ إِذَا كَثُرَ الخَـبَثُ )) .
                          7060- حدَّثَـنَا أَبُو نُعَيْمٍ حدَّثَنا ابْنُ عُيَيْنَـةَ عنِ الزُّهْرِيِّ (ح) (5) وحدَّثَني محمُودٌ أخْبرَنا عبدُ الرَّزَّاقِ أخْبرَنا مَعْمَرٌ عنِ الزُّهْرِيِّ عنْ عُرْوةَ عنْ أُسَامةَ بْنِ زَيْـدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ : أَشْرَفَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ علَى أُطُمٍ مِنْ آطامِ المدِينةِ فقالَ : (( هَلْ تَرَوْنَ ما أَرَى ؟ )) قالُوا : لا ، قالَ : (( فإِنِّي لَأَرَى الفِتَنَ تَقَعُ خِلالَ بُيُوتِكُمْ كَوَقْعِ القَطْرِ )) .
                          الشَّرْحُ :

                          أقُولُ : في الحديثِ :
                          * أوَّلًا : حِرْصُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ علَى اسْتِقامَةِ أُمَّتِه علَى السُّنَّـةِ في حياتِه وبَعْدَ مَماتِه ، وهٰذَا ضِمْن ما حذَّرَ بِه صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ مِنَ الفِتَنِ .
                          * ثَـانيًـا : ذِكْرُ العَرَبِ يَحتَمِلُ ـ فيما أرى ـ أمْرَيْنِ :
                          أوَّلًا : أنَّ العَربَ في ذٰلِكَ الوَقْتِ هُمْ مادَّةُ الإِسْلامِ ، حتَّى مَنْ كانَ في وِلايةِ الرُّومِ والفُرْسِ مَشَارِفَها عرَبٌ ، أوْ أكثرُهُمْ ؛ فقالَ : (( وَيْلٌ لِلْعَرَبِ ؛ منْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ )) ، هُو قَرِيبٌ ، وإنْ كانَ النَّاسُ يَرَوْنَه بَعِيدًا .
                          ثانيًـا : أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ جَعَلَ العَرَبَ هُمْ أساسَ الإسْلامِ ومادَّتَه ، حتَّى ولوْ كانُوا [ ... ] (6) ، فهلاكُهُمْ خطَرٌ على بقيَّـةِ إخْوانِهمْ منَ الأعاجِمِ .فالعَرَبُ هُمْ أوَّلُ مَن نزلَ علَيْهمُ القُرْآنُ ، وأوَّلُ مَنْ عرَفُوا مُحكَمَه ومُتشابِهَه ، وأَوَّلُ مَنْ عَرَفُوا مُجمَلَه ومُبَيَّـنَه .
                          * ثَـالِثًـا : في الحديثِ علَمٌ مِنْ أعلامِ نُبُوَّتِه صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ ، وأنَّ اللهَ تعالَى أراهُ :
                          ـ أوَّلًا : ما فُتِحَ مِنْ رَدْمِ يأْجُوجَ ومأجُوجَ ، وهُمْ حيَّـانِ مِنْ بني آدَمَ ، قيلَ : يَنْتَسِبُونَ إلى يافِثٍ بْنِ نُوحٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وسلَّمَ .
                          ـ الثَّـاني : أَراهُ سُبْحانَه وتعالَى عامَّـةَ الفِتَنِ مِثْلَ قَطْرِ المطرِ ، وفي هٰذَا العِبْرةُ ، تتلَقَّاها الأُمَّةُ عنْ نبِيِّها صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ ؛ فيَسِيرُ على هٰذَا التَّحْذِيرِ اللَّاحِقُ كما سارَ علَيْه السَّابِقُ ؛ فيُصْبحُ مَنْ كتبَ اللهُ لَه منَ الأُمَّةِ السَّلامةَ في دِيـنِه وعِرْضِه في مأمَنٍ ونَجاةٍ مِنْ هٰذِه الفِتَنِ .
                          وهُنا سُؤَالٌ : كيفَ يَحْصُلُ ذٰلِكَ ؟
                          هٰذَا يَحْصُلُ بِالعِلْمِ الشَّرْعِيِّ ، فقْهِ الكِتابِ والسُّنَّـةِ ، وعلى سِيرةِ السَّلفِ الصَّالِحِ ، وإلى هٰذَا الإشارةُ بِقَوْلِه صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ : (( مَنْ يُرِدِ اللهُ بِه خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ )) ؛ ومفْهُومُ هٰذَا : أنَّ مَنْ لا يُرِدِ اللهُ بِه خَيْرًا لا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ .
                          وأنْ يكونَ أَخْذُ هٰذَا العِلْمِ عنِ الأكابرِ ، ومَنْ هُمُ الاكابرُ ؟ هُمُ : الرَّاسِخُونَ في العِلْمِ ، الرَّاسِخُونَ في فِقْهِ الدِّينِ ، الَّذينَ عرَفَ النَّاسُّ خواصُّهمْ وعوامُّهمْ حسْنَ نُصْحِهِمْ لِلْأُمَّـةِ ، ومحبَّـتَهمُ الخيرَ لِلْأُمَّـةِ عنْ عِلْمٍ ، هٰؤُلاءِ هُمُ الاكابرُ .
                          قالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ : ( لا يَزالُ النَّاسُ صَالِحينَ مُتماسِكينَ ما أَتاهُمُ العِلْمُ منْ أصْحابِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ومنْ أكابِرِهمْ ) يعْني : أكابرَ النَّاسِ ( فإذَا أتاهمْ منْ أصَاغِرِهمْ هلَكُوا ) .
                          الأصاغِرُ مَنْ هُمْ ؟هُمُ : الجُهَّالُ ، أوْ أربابُ المدرسَةِ الموجُودةِ الآنَ ، هيَ منَ الأصاغِرِ ، المدرسةِ الفَلْسَفِيَّـةِ العَقْلِيَّـةِ ، الَّذينَ يرُدُّونَ النُّصُوصَ الصَّحيحةَ .


                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                          (1) وفي رِوايةِ أبي ذَرٍّ ـ كما في الفتحِ (13/9) زيادةُ ( منْ قُرَيْشٍ ) ، و وصْلُ الحديثِ في البابِ دونَ قَولِه ( سُفهاءَ ) ، وهُو عندَ أحمدَ رحمَه اللهُ (ح7871) وغيره بلَفْظِ : (( إنَّ هلاكَ أُمَّتي علَى يَدَيْ غِلْمةٍ سُفهاءَ منْ قُرَيْشٍ )) ، وتبْويبُ البُخارِيِّ رحمه اللهُ بهذَا اللَّفْظِ ولمْ يقعْ في حديثِ البابِ عندَه لأَنَّه ثابتٌ في الجملةِ وليسَ على شَرْطِه ، انظر الفتْحَ في الموضِعِ السَّابِقِ .
                          و ( الأُغَيْلِمةُ ) : تَصْغيرُ ( غِلْمةٍ ) جمعُ ( غُلامٍ ) ، وتَصْغيرُ ( غُلام ) : ( غُلَـيِّم ) ، و الغُلامُ : الصَّبيُّ منْ حينِ يُولَدُ إلى أنْ يبلُغَ الحلُمَ ، والصَّحيحُ أنَّ المرادَ هُنا : ضَعيفُ العَقْلِ والتَّدبيرِ والدِّينِ وإنْ كانَ مُحتلِمًا ؛ فإنَّ الخلفَاءَ منْ بني أُميَّـةَ لَمْ يكُنْ فيهمْ منِ اسْتُخْلِفَ وهو دونَ البُلُوغِ ، وكذلكَ منْ أمَّروهُ على الأعمالِ ، والله أعلمُ ، انظر الفتحَ .
                          (2) ( الشَّأْمُ ) و ( الشَّامُ ) و ( الشّآمُ ) البلادُ المعروفةُ ؛ سُمِّيتْ بذلِكَ لوقُوعها على مشأمةِ القِبْلةِ ، و ( المشأمةُ ) ضِدُّ ( الميمنةِ ) . انظر اللِّسانَ ( ش أ م ) .
                          (3) قالَ ابنُ المبارَكِ رحمهُ اللهُ : [ من البسيط ]
                          إنَّ الإمامةَ حبلُ اللهِ فاعْتَصِمُوا ....... منه بِعُرْوتِه الوُثْقَى لمنْ دانا
                          كمْ يدفَعُ اللهُ بِالسُّلْطانِ مَظْلَمةً ....... في دينِنا رحمَـةً منه ودُنْيانَـا
                          لَوْلا الإمامةُ لـمْ تأمَن لنا سُبُلٌ ....... وكانَ أَضْعَفُنا نَهْبًا لأَقْوانَـا
                          (4) قالَ ابْنُ بطَّالٍ رحمه الله : ( في الحديثِ حجَّةٌ على تَرْكِ القِيامِ على السُّلطانِ ولوْ جارَ ؛ لأنَّه علَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ أعلَمَ أبا هُرَيْرةَ بأَسْماءِ هؤلاءِ ، وأسماءِ آبائِهمْ ، ولم يأمرْهمْ بِالخُرُوجِ علَيْهمْ معَ إخبارِه أنَّ هلَكةَ الأُمَّةِ على أيدِيهمْ ؛ لِكونِ الخرُوجِ أَشَدَّ في الهَلاكِ وأقربَ إلى الاسْتِئْصالِ مِن طاعتِهمْ ) اهـ ، انظرِ الفتحَ (13/11) .
                          (5) علامةُ تحويلِ السَّندِ ، فهُما طريقانِ يجتمعانِ في أحدِ الرُّواةِ .
                          (6) كلمةٌ غيرُ واضِحةٍ .

                          تعليق


                          • #14
                            رد: فرّغتُ 3 أشرطة من شرح الشيخ عبيد الجابري لـ: &quot;كتاب الفتن من صحيح البخاري&quot; وبقي شريط واحد، فمن يتشجّع ويُفرغه؟؟

                            قالَ الإمامُ البُخارِيُّ رحمَه اللهُ تعالَى :

                            بابُ ظُهُورِ الفِتَنِ

                            7061- حدَّثَنا عَيَّاشُ بْنُ الوَلِيدِ أَخْبَرَنا عبدُ الأَعْلَى حدَّثَنا مَعْمَرٌ عنِ الزُّهْرِيِّ عنْ سَعِيدٍ عنْ أبي هُرَيْرَةَ عنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ قالَ : (( يَتَقَارَبُ الزَّمانُ ، ويَنْقُصُ العَمَلُ (1) ، ويُلْـقَى الشُّحُّ ، وتَظْـهَرُ الفِـتَنُ ، ويَكْثُـرُ الـهَرْجُ )) قالُوا : يا رَسُولَ اللهِ ، أيُّـمَ (2) هُوَ ؟ قالَ : (( القَتْلُ القَتْلُ )) .
                            وقالَ شُعَيْبٌ ويُونُسُ واللَّيْثُ وابْنُ أخي الزُّهْرِيِّ عنِ الزُّهْرِيِّ عنْ حُمَيْدٍ عنْ أبي هُرَيْرَةَ عنِ النَّبيِّ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ (3) .
                            7062 و 7063- حدَّثَنا (4) عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى عنِ الأَعْمَشِ عنْ شَقيقٍ قالَ : كُنْتُ معَ عبدِ الله وأبي مُوسَى فقالا : قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ : (( إنَّ بَيْنَ يدَيِ السَّاعةِ لأَيَّامًا
                            يَنْزِلُ فيها الجهْلُ ويُرْفَعُ فيها العِلْمُ ، ويَكْثُرُ فيها الـهَرْجُ ، والـهَرْجُ القَتْلُ )) .
                            7064- حدَّثَـنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حدَّثَنا أبي حدَّثَنا الأَعْمَشُ حدَّثَنا شَقِيقٌ قالَ : جلسَ عبدُ اللهِ وأَبُو مُوسَى فتحدَّثَا ، فقالَ أبُو مُوسَى : قالَ النَّبيُّ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ : (( إنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعةِ أيَّامًا يُرْفَعُ فيها العِلْمُ ويَنْزِلُ فيها الجهْلُ ، ويَكْثُرُ فيها الهرْجُ ، والـهَرْجُ القَتْلُ )) .
                            7065- حدَّثَنا قُتَـيْبَـةُ حدَّثَنا جَرِيرٌ عنِ الأَعْمَشِ عنْ أبي وائِلٍ قالَ : إنِّي لَـجالِسٌ معَ عبدِ اللهِ وأبي مُوسَى
                            رَضِيَ اللهُ عنهُما فقالَ أبُو مُوسَى : سَمِعتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ ، مِثْلَه ، والـهَرْجُ بِلِسانِ الحبَشَةِ : القَتْلُ .
                            7066- حدَّثَنا محمَّدٌ حدَّثَنا غُنْدَرٌ حدَّثَنا شُعْبَةُ عنْ واصِلٍ عنْ أبي وائِلٍ عنْ عبدِ اللهِ وأحْسِبُه رَفَعَه قالَ :
                            (( بَيْنَ يَدَيِ السَّاعةِ أيَّامُ الهرْجِ ، يَزُولُ العِلْمُ ويَظْهرُ فيها الجهْلُ )) ، قالَ أبُو مُوسَى : والهرْجُ القَتْلُ ، بِلِسَانِ الحبشَةِ .
                            7067- وقالَ أبُو عَوانةَ عنْ عاصِمٍ عنْ أبي وائِلٍ عنِ الأَشْعَرِيِّ أنَّه قالَ لِعَبْدِ الله : تَعْلَمُ الأيَّامَ الَّتي ذَكَرَ النَّبيُّ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ أيَّامَ الـهَرْجِ ؟ نَحْوَه ، قالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ يقُولُ : (( مِنْ شِرارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعةُ وهُمْ أحْياءُ )) .

                            الشَّرْحُ :

                            أقُولُ :
                            البُخارِيُّ
                            رحمهُ اللهُ تعالى حاذِقٌ في التَّرْجمةِ ، يَعْرِفُ هٰذَا مَنْ خَبَرَ كِتابَه ( الصَّحيحَ ) ، وهُنا نَسْتَبِينُ ذٰلِكَ :
                            * أَوَّلًا : ذَكرَ أحادِيثَ التَّحْذِيرِ منَ الفِتَنِ بِصُورٍ مختَلِفةٍ كما سَبَقَ .

                            * ثانِـيًا : أنَّه ذكرَ الأسْبابَ الَّتي تكُونُ بِها الفِتَنُ : رَفْعُ العِلْمِ ، فُشُوُّ الجهْلِ ، كَثْرَةُ القَتْلِ .

                            والفِتَنُ ظَهَرَتْ : أوَّلًا مِنَ المنافِـقِين في عَهْدِ النَّبيِّ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ ، لٰكِنْ لَـمْ تكُنْ لهمْ رايَـةٌ ، مخْذُولُونَ ، وإلَّا فقَدْ كانُوا يُؤْذُونَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ .
                            ثُمَّ ذُو الخوَيْصِرةِ التَّميمِيُّ وهُو أُسُّ الخوارِجِ ، وانظُرُوا في مَطْلَبِه ! اعْتَرَضَ على رَسُولِ اللهِ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ في بَعْضِ قَسْمِ الغَنائِمِ ، أعْطَى أقْوامًا ممَّا أَتَى إليه منْ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنْهُ وهُو مالٌ قلِيلٌ ، فقُرَيْشٌ والأَنْصَارُ قالُوا : يُعْطي صَنادِيـدَ نَجْدٍ ويدَعُنا ؟! قالَ : (( إنَّما أتألَّفُهمْ )) ؛ فسكنُوا رَضِيَ اللهُ عنْهُمْ ، السُّنَّـةُ كانتْ بَرْدًا على قُلُوبِهمْ ، كالمطرِ الَّذي يُصِيبُ الأرْضَ الجرْداءَ الـمُجْدِبَةَ فتَرْتَوِي [ .... ] (5) ، سكنُوا ؛ عرفُوا السُّنَّـةَ .
                            لٰكِنْ ماذَا قالَ هٰذَا الخبِيثُ الشَّيْطانُ ذُو الـخُوَيْصِرةِ ؟ قالَ : اعْدِلْ يا محمَّدُ ! واللهِ إنَّها قِسْمةٌ ما أُرِيدَ بِها وَجْهُ اللهِ !

                            إذَنْ فالمطلَبُ شَرْعِيٌّ أمْ دُنْيَوِيٌّ ؟ المطلَبُ دُنْيَوِيٌّ ، لَيْسَ شَرْعِيًّـا ، انْظُرْ أهلَ الشَّرْعِ ، سادةَ أهلِ الشَّرْعِ ، سكتُوا لَـمَّا عرَفُوا مَقْصِدَ النَّبيِّ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ ، وهٰذَا اللَّئِيمُ الشَّيْطانُ قالَ مقالةَ السُّوءِ : ( واللهِ إنَّها قِسْمةٌ ما أُرِيدَ بِها وَجْهُ اللهِ ! ) ، حتَّى اسْتأذَنَ بعْضُهُمْ ـ قيلَ : هُو خالِدُ بْنُ الوَليدِ رضِيَ اللهُ عنهُ وقيلَ غَيْرُه ـ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ قالَ : دَعْني أضْرِبْ عُنُقَه يا رسُولَ اللهِ .
                            قالَ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ : (( يخرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هٰذَا )) يَعني : منْ نسلِه وعَقِبِه (( أَقْوامٌ تَحقِرُونَ صَلاتَكمْ إلى صَلاتِهمْ وقِراءَتَكمْ إلى قِراءَتِهمْ ، يَـمْرُقُونَ منَ الدِّينِ كما يَـمْرُقُ السَّهْمُ منَ الرَّميَّـةِ )) (6) .
                            والشَّيخُ عبدُ العَزيزِ بْنُ بازٍ
                            رحمَه اللهُ تعالى ـ وهُو إمامٌ أثَرِيٌّ محدِّثٌ فقِيهٌ ـ يُكفِّرُهُمْ ، وأنا صَراحةً أميلُ إلى هٰذَا القَوْلِ لٰكنِّي لمْ أجْرُؤْ علَيْه حتَّى الآنَ .
                            كفَّرَهُمْ ؛ لأنَّهمْ يَسْتَحِلُّونَ دِماءَ المسلِمينَ وأموالَـهُمْ وأعْراضَهمْ [ ... ] (7) .

                            فإِذَا نَظَرْنا أَصْحابَ الثَّوْراتِ : هلْ يَرْفَعُونَ شِعارَ الإِسْلامِ أمْ يَرْفَعُونَ شِعارَ الجاهِلِيَّـةِ والمطالبَ السِّياسِيَّـةَ ؟ يرفعُونَ شِعارَ الجاهليَّـةِ والسِّياسةِ ؛ فما أَشْبَهَ القَوْمَ بِذِي الخوَيْصِرَةِ !

                            ثُمَّ السَّبَئِـيَّـةُ أَتْباعُ عبدِ اللهِ بْنِ سَبَـإٍ اليَهُودِيِّ اليَمَنِيِّ الَّذي أَسْلَمَ نِفاقًا ، ألَّبَ رَعاعَ النَّاسِ مِنْ هَمَجِ التَّابِعِينَ ؛ حتَّى انتَهَى أمْرُهم إلى قَتْلِ الخليفةِ الثَّالِثِ الرَّاشِدِ عُثْمانَ
                            رَضِيَ اللهُ عنْهُ ، لٰكِنْ لَمْ تَكُنْ لَهمْ رايَـةٌ .
                            ثُمَّ تَتابَعَ أهْلُ الثَّوراتِ ، فهٰذِه فِتَنٌ ، وكُلَّما تباعَدَ الزَّمانُ عنْ عهْدِ النُّبُوَّةِ قَوِيَتِ الفِتَنُ ، ولا يَسْلَمُ مِنها إلَّا مَنْ سلَّمَه اللهُ بِالعِلْمِ الشَّرْعِيِّ ، بِفِقْهِ الكِتابِ ، وفِقْهِ سُنَّـةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ ، والحذَرِ مِنَ الكُتُبِ الفِكْرِيَّـةِ الَّتي هِيَ عمُودٌ في التَّكْفِيرِ والخُرُوجِ .

                            وحامِلُ لِواءِ التَّكْفِيرِ في هٰذَا العَصْرِ هُو ( سَيِّد قُطْب ) ، ومَنْ أرادَ أنْ يقِفَ على صِحَّةِ كلامِي فلْيَقْرَأْ كِتابَهُ ( مَعالِمُ في الطَّريقِ ) ، أَقُولُها ولا أَجِدُ غَضَاضَةً ، سيِّد قُطب الَّذي يَصِفُه
                            بَعْضُ النَّاسِ بِأنَّه مُجتَهِدٌ ! نَعَمْ ! هُو مُجتَهِدٌ في الفِكْرِ ، وأمَّا الشَّرْعُ فهُو ضَائِعٌ فيه ، لَيْسَ عِندَه شَيْءٌ .
                            الشَّيْخُ عبدُ اللهِ بْنِ محمَّدٍ الدُّويش أَحْصَى علَيْه في كِتابِه ( التَّفْسِيرِ ) إحْدَى وثَمانِينَ ومِئَـةَ خطِيئَـةً ، فيها : الجبْرُ ، وفيها : تَعْطِيلُ الصِّفاتِ ، وفيها : وَحْدةُ الوُجُودِ ، وغَيْرُ ذٰلِكَ ( 8 ) .

                            فهلْ هٰذَا عالمُ سُنَّـةٍ ؟ هٰذَا عالمُ تَخْليطٍ ، ولٰكِنْ إِذَا اسْتَحْكَمَ العَقْلُ وتَرْكُ النُّصُوصِ اسْتَحْكَمَتْ جَميعُ الشُّبُهاتِ ، فلَمْ يَكُنْ هُناكَ [ .... ] (9) .



                            قالَ الإمامُ البُخارِيُّ
                            رحمَه اللهُ تعالى :

                            بابٌ : لَا يأتي زَمانٌ إلَّا الَّذي بَعدَه شَرٌّ مِنهُ

                            7068- حدَّثَنا محمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حدَّثَنا سُفْيانُ عنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قالَ : أتَيْنا أنسَ بْنَ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُ فَشَكَوْنا إلَيْه ما نَلْقَى مِنَ الحجَّاجِ ؛ فقالَ : اصْبِرُوا ؛ فإنَّه لا يَأتي علَيْكُمْ زَمانٌ إلَّا الَّذي بَعْدَه شَرٌّ مِنهُ حتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ ، سَمِعْتُه مِنْ نبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ .
                            7060- حدَّثَنا أَبُو اليَمانِ أخْبَرَنا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِيِّ (ح) وحدَّثَنا إسْماعِيلُ حدَّثَني أَخي عنْ سُلَيْمانَ عنْ محمَّدِ بْنِ أبي عَتيقٍ عنِ ابْنِ شِهابٍ عنْ هِنْدٍ بِنْتِ الحارِثِ الفِراسِيَّـةِ أنَّ أمَّ سَلَمةَ زوْجَ النَّبيِّ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ قالَتِ : اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ : (( سُبْحانَ اللهِ ! ماذَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الـخَزَائِنِ ، وماذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ ! مَنْ يُوقِظُ صَواحِبَ الـحُجُراتِ ـ يُريدُ أَزْواجَه ـ ؛ لِكَيْ يُصِلِّينَ ، رُبَّ كاسِيَـةٍ في الدُّنْيا عارِيَـةٍ في الآخِرَةِ )) .


                            الشَّرْحُ :


                            الَّذي يَظْهرُ لي مِنْ فِقْهِ البُخارِيِّ
                            رحمَه اللهُ تعالى أنَّه أرادَ بِعَقْدِ هٰذِه التَّرجمةِ [ ... ] (10) ؛ وذٰلِكَ :
                            * أوَّلًا : البيانُ بِأنَّه لا يأتي زَمانٌ إلَّا والَّذي بَعْدَه شَرٌّ مِنهُ ؛ وهٰذَا حتَّى يَسْتَعِدَّ المسْلِمُ لِلتَّحَصُّنِ مِنْ هٰذِه الفِتَنِ الَّتي تَتابَعُ علَى المسلِمينَ بِالفِقْهِ في دِينِ اللهِ ، فكُلَّما قَوِيَّ فِقْهُ الـمَرْءِ في دِينِ اللهِ والْتِزامُه بِالسُّنَّـةِ كانَ في مَأْمَنٍ ، ومَتَى قَلَّ فِقْهُهُ وضَعُفَتْ هِمَّتُه و زَهِدَ في العِلْمِ الشَّرْعِيِّ الَّذي يَقُومُ على الكِتابِ والسُّنَّـةِ وسِيرةِ السَّلَفِ الصَّالِحِ تخطَّفَتْهُ شَياطِينُ الجِنِّ والإِنْسِ ، لا محالةَ .

                            * ثَانِيًـا : في هٰذِه الأحادِيثِ الَّتي تَضَمَّنَتْها التَّرجمةُ الإِشارةُ إلى العِنايَـةِ بأهْلِ البَيْتِ ، فَمَنْ رزَقَه اللهُ فِقهًا في دِينِ اللهِ وتَمَسُّكًا بِالسُّنَّـةِ فلْيَتَعاهَدْ أهْلَ بَيْـتِه ؛ لأنَّهمْ هُمْ أهلُ مَسْؤُولِيَّـتِه وهُو أهلُ مَسؤُولِيَّـتِهمْ ، وهُو مَسْؤُولٌ عنهُمْ .

                            فإنْ نشَّأَهمْ على هُدًى وتَقْوى وسُنَّـةٍ نالَ أجْرَهُمْ وأجرَ مَنْ تناسَلَ مِنهُمْ على ذٰلِكَ ، وإنْ نشَّأَهمْ على غَيْرِ ذٰلِكَ منَ الرَّذائِلِ والشُّبُهاتِ والشَّهَواتِ كانُوا حجَّةً علَيْه يوْمَ القِيامةِ ؛ يَحْمِلُ وِزْرَه و وِزْرَهُمْ ولا يَنْقُصُ مِنْ أوْزارِهمْ شَيْءٌ .

                            قالَ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ : (( إِذَا ماتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُه إلَّا مِنْ ثلاثٍ : صَدقَةٍ جارِيَـةٍ ، أوْ عِلْمٍ يُنْـتَفَعُ بِه ، أوْ ولَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه )) (11) .
                            وقالَ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ ـ في الثَّاني ـ : (( منِ اسْتَرْعاهُ اللهُ رَعِيَّـةً فماتَ وهُو غاشٌّ لَهمْ لمْ يَرَحْ رائِحةَ الجنَّـةِ )) (12) ، وأعظَمُ الرَّعِيَّـةِ أهلُ بَيْـتِكَ .
                            هٰذَا اسْتَفَدْناهُ منْ قَوْلِه
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ : (( أَيْقِظُوا صَواحِبَ الحجراتِ )) ؛ لِيُحَذِّرَهمْ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ ؛ أهْلُ بَيْـتِه ، وهُو صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ يُحَذِّرُ العامَّ والخاصَّ ، حذَّرَ الأقارِبَ والأباعِدَ ، حذَّرَ الأُمَّةَ كُلَّها ؛ فأقامَ اللهُ بِه الحجَّةَ والمحجَّةَ .
                            * وهُنا أَمْرٌ آخَرُ : قَولُه : (( رُبَّ كاسِيَـةٍ في الدُّنْيا عارِيَـةٍ في الآخِرَةِ )) : هٰذَا ممَّا اخْتَصَّ بِه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ نِسَاءَ المسْلِماتِ ؛ يُحذِّرُهُنَّ منَ المعاصِي ، فقَدْ تكونُ امْرَأَةٌ كُسِيَتْ مِنْ نِعَمِ الدُّنيا ما كُسِيَتْ مِنْ جاهٍ ومَنْصِبٍ وغِنًى ، وجَميلِ الملْبَسِ والمطْعَمِ والمشْرَبِ ، لٰكِنَّها تَلْقَى اللهَ تعالى
                            عارِيَـةً يَوْمَ القِيامةِ ، لَيْسَ عِندَها ما يُثَقِّلُ اللهُ بِه مَوازِينَها .
                            وفي الحديثِ الآخَرِ قالَ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ : (( إِذَا صَلَّتِ المرْأةُ خَمْسَها وصَامَتْ شَهْرَها وأطاعَتْ بَعْـلَها وحَفِظَتْ فَرْجَها قيلَ لَها : ادْخُـلِي مِنْ أيِّ أبْوابِ الجنَّـةِ الثَّمانِـيَـةِ شِئْتِ )) (13) .
                            وعنِ ابْنِ عبَّـاسٍ
                            رَضِيَ اللهُ عنْهُما قالَ : ( لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ المتَشَبِّهينَ منَ الرِّجالِ بِالنِّساءِ والمتَشَبِّهاتِ منَ النِّساءِ بِالرِّجالِ ) (14) يعني : الـمُتَرَجِّلات ، في كُلِّ شَيْءٍ ؛ فلْيَحْذَرْ نِسَاءُ المسلِماتِ منَ التَّرَجُّلِ الَّذي يَسْعَى فيه المرجِّلُونَ فهٰؤُلاءِ يُرِيدُونَ أنْ يُلْحِقُوا الأُمَّةَ بِمَنْ هلَكَ مِن بَني إسْرائِيلَ .
                            قالَ
                            صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ : (( إنَّ أَوَّلَ فِتْنةِ بَني إسْرائيلَ كانتْ في النِّساءِ )) (15) ، وهٰؤُلاءِ يُرِيدُونَ مِنْ هٰذِه الأُمَّةِ ـ الَّتي هِيَ أَوْفَى الأُممِ وأكْثَرُها ـ يُريدُونَ أنْ يُلْحِقُوها بِالهالِكينَ مِنْ بني إسْرائِـيلَ ، فالسَّبيلُ عِندَهمْ هُو إخراجُ المرأةِ ممَّا جَعَلَه اللهُ حِصْنًا حَصِينًا لَها ، مِنْ بَيْـتِها ؛ حتَّى تُخالِطَ الرِّجالَ في شَتَّى المجالاتِ .
                            والمقْصُودُ أنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسَلَّمَ يُحذِّرُ خُصُوصًا وعُمُومًا .



                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

                            (1) وفي بَعْضِ رِواياتِ البُخارِيِّ :
                            (( ويُقْبَضُ العِلْمُ )) .
                            (2)
                            معناهُ : أيُّ شَيْءٍ هُوَ ؟ ، وضُبِطَ بِثلاثَةِ وُجُوهٍ : الأَوَّلُ : ما أُثْبِتَ ، وهُو بتَشْدِيدِ الياءِ بِغَيْرِ ألفٍ بعدَ الميمِ ، والثَّاني : مِثْلُه إلَّا أنَّ بَعدَ الميمِ ألِفًا ( أَيُّـمَا ) ، والثَّالِثُ : بِتَخْفيفِ الياءِ ( أَيْم ) ، كما قالُوا : ( أَيْش ) ، وجاءَ بلفظِ ( أيش ) عندَ أبي دَاودَ رحمَه اللهُ ، انظُرِ الفَتْحَ (13/14) .
                            (3) يعْني : أنَّ هٰؤُلاءِ الأرْبعةَ خالَفُوا مَعْمَرًا فجعلُوا شَيخَ الزُّهْرِيِّ رحمَه اللهُ حُميدًا لا سَعيدًا ، وقدْ وَصَلَ البُخارِيُّ طريقَ شُعَيْبٍ في كتابِ الأدَبِ ، وهُنا فائِدةٌ حديثِيَّـةٌ : فصَنيعُه يَقْتَضِي أنَّ الطَّريقَيْنِ صَحيحَانِ ، وأنَّ هٰذَا الاخْتلافَ غَيْرُ قادِحٍ ؛ ذٰلِكَ أنَّ الزُّهْرِيَّ صَاحبُ حديثٍ ، فيكُونُ الحديثُ عِندَه عنْ شَيْخَيْنِ ، ولا يَلْزمُ منْ ذٰلِكَ اطِّرادُه في كُلِّ منِ اخْتُلِفَ علَيْه في شَيْخِه إلَّا أنْ يكونَ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ في كثْرةِ الحديثِ والشُّيُوخِ ، ولولا ذٰلِكَ لكانتْ رِوايَةُ يُونُسَ ومنْ تَابَعَه أرْجَحَ ، قالَه الحافِظُ في الفَتْحِ (13/15) .
                            (4) كذَا في اليُونِينيَّـةِ ، وفي النُّسْخةِ المقْرُوءةِ على الشَّيْخِ حفظهُ اللهُ : ( حدَّثَنا مُسَدَّدٌ حدَّثَنا عُبَيْدُ الله .. ) وهيَ نُسْخةٌ ، والأكثرُ على إسْقاطِ ( مُسَدَّدٍ ) ، قالَ عِياضٌ رحمه اللهُ : ( وهُو الصَّوابُ ) ، قالَ الحافِظُ رحمه اللهُ : ( وعلَيْه اقْتَصَرَ أَصْحابُ الأَطرافِ ) اهـ ، انظُرِ الفَتْحَ ( 13/18 ) .
                            (5) كلِمةٌ غَيرُ واضِحةٍ .
                            (6) أخرجَه البُخارِيُّ رحمهُ اللهُ (ح3344 و ح3610 وح4351) ، في الأوَّلِ ذِكرُ قُرَيْشٍ والأنصارِ ، وفي الثَّاني تَسْميةُ ذِي الخوَيْصِرةِ ، وفيه أنَّ المستأذِنَ في قَتْلِه عُمرُ وفي الأخيرِ أنَّه خالِدٌ رَضِيَ اللهُ عنهُما ، وانظُرِ الجمعَ بينَ الرِّوايتَيْنِ في الفَتْحِ (12/293) ، وهٰذَا في السَّنَـةِ التَّاسِعةِ ، و وقَعَ مثْلُه في السَّنَـةِ الثَّامنَـةِ حينَ كانَ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسلَّمَ يَقْسِمُ غنائِمَ حُنَيْنٍ في الجِعْرانَـةِ ( = الجِعِرَّانةِ ) والمعترِضُ واحِدٌ في القِصَّتَـينِ والمستأذِنُ في قَتلِه في الجعْرَانةِ عُمرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ ، انظُرْ : صَحيحَ البُخارِيِّ (ح4330 إلى ح4337) .
                            والضِّئْضِئُ : الأَصْلُ ، والمرادُ العَقِبُ كما قالَ الشَّيخُ وهُو في بَعْضِ ألفاظِ الحديثِ ، وفي بعضِ رِواياتِ البُخارِيِّ :
                            (صِئْصِئِ ) بالصَّادِ المهملةِ ، وهُو بِمعْناهُ ، انظُرِ البُخارِيَّ (ح3344) والنِّهايةَ (ضئضئ ) .
                            و ( الرَّمِيَّـةُ ) : الصَّيْـدُ الَّذي ترْمِيه فتَقْصِـدُه ويَنْـفُذُ فيه السَّهْمُ ، النِّهاية ( ر م ي ) وهيَ فعيلَـةٌ منَ الرَّمْيِ بِمَعْنى
                            مفْعُولة أيْ مَرْمِيَّـة .
                            (7) كلمةٌ غَيْرُ واضِحَـةٍ .
                            ( 8 ) كِتابُ ( المورِدُ الزُّلالُ في التَّنبِيه على أخطاءِ الظِّلالِ ) طُبعَ طبعاتٍ كثيرَةٍ ، مِنها في المجلَّدِ الثَّالِثِ منْ مجمُوعِ مُؤلَّفاتِ الشَّيخِ رحمَه اللهُ تعالى ، وفهرَسَ لَه مُحقِّقُه فهارِسَ دقيقةٍ تُعينُكَ على تَصْنيفِ الأخطاءِ حسبَ أبْوابِ العِلْمِ ، إلَّا أنَّه أشارَ إلى اسْتِفادتِه منْ فهارِسِ كتابِ التَّكفيرِيِّ المارِقِ ( المقدِسِيِّ ) في نقْدِه للمَوْرِدِ ـ وما كانَ أغْناهُ عنْ ذٰلِكَ ! ـ ولمْ يُعَقِّبْ على ذِكرِه بِبيانِ حالِه ! فَوَجَبَ التَّنبِيهُ ، واللهُ المسْتعانُ .
                            (9) جُملةٌ غَيْرُ واضِحةٍ .
                            (10) كلمةٌ غَيْرُ واضِحةٍ ، وكأنَّـه قالَ : ( التَّسْوِيَـةَ ) .
                            (11) أخْرَجَه الإمامُ مُسْلِمٌ رحمَه اللهُ تعالى (ح1631) .
                            (12) أخرَجَه البُخارِيُّ رحمه اللهُ (ح7150 وح7151) ، ومُسْلِمٌ رحمَه اللهُ (ح142) .
                            (13) أخْرَجَه الإمامُ أحمدُ رحمه اللهُ تعالى (ح1661) ، وصَحَّحه الشَّيخُ الألبانيُّ رحمَه الله تعالى في صَحيحِ الجامِعِ (ح660) .
                            (14) أخرَجَه الإمامُ البُخارِيُّ رحمَه اللهُ تعالى (ح5885) .
                            (15) أخْرجَه الإمامُ مُسْلِمٌ رحمَه اللهُ تعالى (ح2742) .


                            وأرجو ممن يستطيع من الإخوة مراجعة التفريغ على الصوتي للتأكد من المكتوب ولإتمام ما لم أتبينه وتركت مكانه فراغا ، حتى نضمه بعد ذلك إلى ما فرغه الأخ الكريم ونخرجه في ملف واحد إن شاء الله .

                            تعليق

                            يعمل...
                            X