إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مراتب الحقائق في دار القرار موعظة لابن حزم رحمه الله .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقتطف] مراتب الحقائق في دار القرار موعظة لابن حزم رحمه الله .

    { إنما يخشى الله من عباده العلماء } .

    قال ابن حزم رحمه الله :

    فأقول - وبالله التوفيق - :
    .... فتشت على مراتب الحقائق في دار القرار في الآخرة - وإما الدنيا فمحل مبيت بؤسها منقض ، وسورها منسي كأن ذلك لم يكن -
    فوجدتها عشر مراتب
    منها ثلاث هي مراتب الملك، والعلو، والسبق.

    فأولها: مرتبة عالم يعلم الناس دينهم
    فإن كل من عمل بتعليمه أو علم شيئاً مما كان هو السبب في علمه فذالك العالم والمتعلم شريك له في الأجر إلى يوم القيامة على آباد الدهور
    فيا لها منزلة ما أرفعها، أن يكون المرء أشلاء متمزعة في قبره أو مشتغلاً في أمور دنياه وصحف حسناته متزايدة
    وأعمال الخير مهداة إليه من حيث لا يحتسب ومواترة عليه من حيث لم يقدر.
    ويؤيد هذا قوله عليه السلام : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " ، وقوله لعلي : " فوالله يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك من حمر النعم "
    وقوله عليه السلام : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، فذكر عليه السلام ولداً صالحاً يدعو له، وصدقة جارية، وعلماً ينتفع به "
    قوله : " من عمل في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء
    ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده، كتب له مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء "
    ويؤيد هذا قول الله عز وجل: {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} (النحل: 25)، وقوله: {وليحملن أثقالهم} (العنكبوت: 13)

    فأسأل الله أيها الاخوة أن يجعلنا وإياكم من أهل الصفة الأولى، وأن يعيذنا من الثانية.
    فبشروا من سن القبالات والمكوس ووجوه الظلم بأخزى الجزاء واعظم البوار في الآخرة، إذ سيئاتهم تتزايد على مرور الأيام والليالي
    والبلايا تترادف عليهم وهم في قبورهم؛ ولقد كان أحظى لهم لو لم يكونوا خلقوا من الإنس.
    واعلموا انه لولا العلماء الذين ينقلون العلم ويعلمونه الناس جيلاً بعد جيل لهلك الإسلام جملة، فتدبروا هذا وقفوا عنده وتفكروا فيه نعماً
    ولذالك سموا ورثة الانبياء، فهذه مرتبة.

    والثانية: حكم عدل
    فإنه شريك لرعيته في كل عمل خير عملوه في ظل عدله وأمن سلطانه بالحق لا بالعدوان، وله مثل أجر كل من عمل سنة حسنة سنها.
    فيا لها مرتبة ما أسناها أن يكون ساهياً لاهياً وتكسب له الحسنات، وأين هذه الصفة وأما الغاش لرعيته والمداهن في الحق، فهو ضد ما ذكرنا
    ويؤيد هذا قوله عليه السلام : " إن المقسطين فيما ولوا على منابر من نور على يمين الرحمن " ، أو كلاماً هذا معناه .
    فهذه ثانية.

    وأما الثالثة: مجاهد في سبيل الله عز وجل
    فإنه شريك لكل من يحميه بسيفه في كل عمل خير يعمله، وإن بعدت داره في أقطار البلاد
    وله مثل أجر من عمل شيئاً من الخير في كل بلد أعان على فتحه بقتال أو حصر ، وله مثل أجر كل من دخل في الإسلام بسببه أو بوجه له فيه أثر إلى يوم القيامة.
    فيا لها حظوة ما أجلها أن يكون لعله في بعض غفلاته ونحن نصوم له ونصلي.

    واعلموا أيها الاخوة الأصفياء أن هذه الثلاث سبق [إليها] الصحابة رضي الله عنهم
    لأنهم كانوا السبب في بلوغ الإسلام إلينا وفي تعلمنا العلم، وفي الحكم بالعدل فيما ولوا، وفي فتوح البلاد شرقاً وغرباً
    فهم شركاؤنا وشركاء من يأتي بعدنا إلى يوم القيامة وفي كل خير يعمل به مما كانوا السبب في تعليمه أو بسطه أو فتحه من الأرض.

    واعلموا أن لولا المجاهدون لهلك الدين ولكنا ذمة لأهل الكفر، فتدبروا هذا فإنه أمر عظيم، وإنما هذا كله إذا صفت النيات وكانت لله
    فقد سئل النبي عن عمل المجاهد وما يدانيه، فأخبر عليه السلام انه لا يعدله إلا أمر لا يستطاع، فسألوه عنه فقال كلاماً معناه :
    أيقدر أحدكم أن يدخل مصلاه إذا خرج المجاهد فلا يفتر من صلاة وصيام فقالوا: يا رسول الله، لا نطيق ذلك. فاخبرهم أن هذا مثل المجاهد.
    وأخبرهم أيضاً عليه السلام : أن روث وبولها ومشيها وشربها الماء، وإن لم يرد سقيها، كل ذلك له حسنات.
    وسئل عن أفضل الأعمال، فأخبر بالصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد . وسئل عليه السلام عن الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل ليرى مكانه فقال :
    " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو شهيد " أو كما قال؛ وأخبر عليه السلام: أن الأعمال بالنيات.

    فهذه الثلاث المراتب هي مراتب السبق التي من أمكنه شيء منها فليجهد نفسه وما توفيقي إلا بالله عز وجل.
    ومن احب قوماً فهو معهم، فقد قال رجل: يا رسول الله متى الساعة فقال له عليه السلام : " ماذا أعددت لها " فاستكان الرجل وقال:
    يا رسول الله، ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام، ولكني أحب الله ورسوله. فقال له : أنت مع من أحببت؛ أو كما قال عليه السلام.

    وبعد هذه المرتبة مرتبة رابعة، هي مرتبة الحظوة والقربة

    وهي حالة إنسان مسلم فتح الله له باباً من أبواب البر مضافاً إلى أداء فرائضه
    إما في كثرة الصيام أو كثرة صدقة، أو كثرة صلاة، أو كثرة حج وعمرة، وما أشبه ذلك، فهذا له نوافل عظيمة وخير كثير
    إلا أنه ليس له إلا ما عمل، وصحيفته تطوى بموته .
    حاشا من حبس أرضاً أو أصلاً تجري صدقته بعده كما اختار النبي لعمر رضي الله عنه إذ شاوره فيما يعمل في أرضه بخيبر
    فإن هذا أيضاً تلحقه الحسنات بعد موته ما دامت الصدقة.
    ولقد سمعت أبا علي الحسين بن سلمون المسيلي يقول كلاماً استحسنته، وهو انه قال لي يوماً: من كثرت ذنوبه فعليه بكسب الضياع.
    ولعمري لقد قال الحق، فإن الضيعة إذا كسبت من حل ومن ارض مباح اكتسابها، فقد نص النبي أن كل من أكل من غرس مسلم أو من زرعه فهو له صدقة .
    وإذا اكتسبت من غير وجه مرضي، فهي غل وثقل على من اكتسبها.
    فاعتمدوا على ما نص لكم نبيكم عليه السلام، ودعوا كلام الفساق من أهل الجهل الذين يفسدون في الأرض أكثر مما يصلحون.
    فيحكون عن رجل أنه وجد ابنته قد غرست دالة فقلعها وقال: إنا لم نبعث لغرس الدوالي.
    فاعلموا أن هذا الرجل جاهل سخيف العقل مخالف لرسول الله، مهلك للحرث، مفسد في الأرض.
    فهذه مرتبة رابعة، وهي دون المراتب الثلاث الأول.

    ثم مرتبة خامسة: وهي مرتبة الفوز والنجاة

    وهي حالة إنسان مسلم يؤدي الفرائض ويجتنب الكبائر ويقتصر على ذلك
    فإن فعل هذا فمضمون له على الله تعالى الغفران بجميع سيئاته ودخول الجنة والنجاة من النار؛ قال الله تعالى:
    {إن تجتنبوا كبائر مات تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً} (النساء: 31)،
    وقد نص النبي عليه السلام في الذي سأله عن فرائض الإسلام فأخبره بها فقال: والله لا أزيد عليها ولا أنقص،
    قال عليه السلام : أفلح إن صدق، ودخل الجنة إن صدق.

    فهذه المراتب الخمس هي مراتب الزلفى والقربى التي لا خوف على أهلها ولا هم يحزنون.

    ثم بعدها مرتبتان وهما مرتبتا السلامة مع الغرر ، وعاقبتهما محمودة، إلا أن ابتداءهما مذموم مخوف هائل

    وهما حال إنسان مسلم عمل خيراً كثيراً وشراً كثيراً، وأدى الفرائض وارتكب الكبائر، ثم رزقه الله التوبة قبل موته.
    والثانية حال امرئ مسلم عمل حسنات وكبائر ومات مصراً، إلا أن حسناته أكثر من سيئاته. وهذان غررا
    ولكنهما فائزان ناجيان بضمان الله عز وجل لهما إذ يقول: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى} (طه: 82)،
    ولقوله {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية} (القارعة: 6) ولقوله تعالى {إن الحسنات يذهبن السيئات} (هود: 114)،
    ولا خلاف بين أحد من أهل السنة فيما قلنا من هذا.

    ثم مرتبة ثامنة وهي مرتبة أهل الأعراف

    وهي مرتبة خوف شديد وهول عظيم، إلا أن العاقبة إلى سلامة
    وهي حال امرئ مسلم تساوت حسناته وكبائره، فلم تفضل له حسنة يستحق بها الرحمة، ولا فضلت له سيئة يستحق [بها العذاب].
    وقد وصف الله صفة هؤلاء في الأعراف، فقال تعالى بعد أن ذكر مخاطبة أهل الجنة لأهل النار {فهل وجدتم ما وعد ربكم قالوا نعم} (الأعراف: 44)
    ثم قال بعد آية {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون*
    وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} (الأعراف: 46 - 47).

    فهذه الوقفة لا يعدل همها والإشفاق منها سرور الدنيا كله، ولكنهم ناجون من النار داخلون الجنة، لأنه لا دار سواهما، فمن نجا من النار فلابد له من الجنة
    وليتنا نكون من هذه الصفة، فوالله إنها لمن أبعد آمالي التي لا أدري كيف التوصل إليها إلا برحمة الله، وأما بعمل أعلمه مني فلا.

    ثم مرتبة تاسعة وهي مرتبة نشبة ومحنة وبلية وورطة ومصيبة وداهية، نعوذ بالله منها وإن كانت العاقبة إلى عفو وإقالة وخير

    وهي حال امرئ مسلم خفت موازينه ورجحت كبائره على حسناته
    فهؤلاء الذين وصفوا في الأحاديث الصحاح أن منهم من تأخذه النار إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من يبقى فيها ما شاء الله من الدهور
    كما وصف النبي عليه السلام في مانع الزكاة انه يبقى في العذاب الموصوف في الحديث يوماً كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى مصيره إلى جنة أو إلى نار
    فيا لها بلية ما اعظمها
    وكما نص عليه السلام انه سأل أصحابه : " من المفلس عندكم " قالوا: يا رسول الله، الذي لا دينار له ولا درهم، فاخبرهم عليه السلام
    " أن المفلس هو الذي يأتي يوم القيامة وله صيام وصلاة وصدقة فيوجد قد شتم هذا، وقتل هذا وظلم هذا، وأخذ مال هذا
    فينتصفون من حسناته حتى إذا لم يبق له حسنة أخذ من سيئات هؤلاء الذين ظلم فرميت عليه، ثم قذف به في النار.
    وهذا معنى قوله تعالى: {وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون} (العنكبوت: 13)
    فيبقى هؤلاء في النار على قدر ما أسلفوا، حتى إذا بقوا كما جاء في الحديث الصحيح جاءت الشفاعة التي ادخرها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
    وجاءت الرحمة التي ادخرها الله لذالك اليوم الفظيع والموقف الشنيع وأخرجوا كلهم من النار فوجاً بعد فوج بعد ما امتحشوا أو صاروا حمماً.

    والله أيها الاخوة لولا أن عذاب الله لا يهون منه شيء ولا يتمناه عاقل لتمنيت أن أكون من هؤلاء خوفاً من خاتمة سوء
    وأعوذ بالله مما يوجب الخلود ويقتضي جوابه تعالى إذ يقول: {اخسئوا فيها ولا تكلمون} (المؤمنون: 10
    ولكن يمنعني من ذلك الرجاء في عظيم عفوه عز وجل، وأن النفس لا تساعد على أن تعد شيئاً من عذاب الله خفيفاً ولو نظرة إلى النار، أعاذنا الله منها
    فوالله إن أحدنا ليستشنع موقف [جنا] يته أو موقف قصاصه بين يدي مخلوق ضعيف، فكيف بين يدي الخالق الذي ليس كمثله شيء
    والذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء فكيف بنار أشد من نارنا بسبعين ضعفاً
    فتأملوا ذلك عافانا الله وإياكم منها في فعل الصواعق في صم الهضاب وشم الجبال، فإنها تبلغ في التأثير فيها في ساعة ما لا تبلغه نارنا لو وقدناها هنالك عاماً مجرماً
    فكيف بجلود ضعيفة ونفوس ألمة، هذا على أن الحسن البصري رضي الله عنه ذكر يوماً موقف رجل يخرج من النار بعد ألف سنة فقال :
    يا ليتني ذلك الرجل! وغنما تمنى الحسن هذا خوفاً من خاتمة شقاء، وأن يموت على غير الإسلام فيستحق الخلود في النار في الأبد.
    فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يدعو الله أن يميته على الإسلام، وكان الأسود بن يزيد يقول: ما حسدت أحداً حسدي مؤمناً قد دلي في قبره!
    وإنما تمنى الأسود ذلك لأنه إذا مات مسلماً أمن الكفر.

    فهذه المرتبة أيها الأخوة مرتبة نعوذ بالله منها، فقد صح عن النبي عليه السلام أن المرء المنعم في الدنيا يغمس في النار غمسة ثم يقال :
    أرأيت خيراً قط فيقول: لا ما رأيت خيراً قط! هذا في غمسة، فكيف بمن يبقى خمسين ألف سنة يجدد له فيها أضعاف العذاب
    على انه قد صح عن النبي عليه السلام من طريق أبي سعيد الخدري أن آخر أهل النار دخولاً الجنة وخروجاً من النار، وأقل أهل الجنة منزلة
    رجل أمره الله أن يتمنى فيتمنى مثل مُلك مَلك كان يعرفه في الدنيا فيعطيه الله مثل الدنيا كلها عشر مرات
    وهذا حديث صحيح فلا يدخلنكم فيه داخلة لبراهين يطول فيها الكلام ولصغر قدر الأرض وقلته في الإضافة إلى قدر الآخرة وسعتها،
    يعلم ذلك من علم هيئة العالم وتفاهة الأرض في عظيم السموات. ولعمري إن هذه فضيلة عظيمة، لا سيما إذا أفكرنا أنها خالدة لا تنقضي أبداً.
    ولكن إذا أفكرنا فيما قبلها من طول المكث بين أطباق النيران، يتجرعون الزقوم ويشربون الغسلين، ولهم مقامع من حديد، والأغلال في أعناقهم
    والملائكة يسحبونهم على وجوههم، وكلما نضجت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب
    لم يف بذلك سرور وإن جل، ونسأل الله أن يجيرنا وإياكم من هذه المرتبة، آمين .
    فلهؤلاء ذخرت الشفاعة وفي جملتهم يدخل من لم تكن له وسلية، ولا عمل خيراً قط غير اعتقاد الإسلام والنطق به، ولا استكف عن شر قط حاشا الكفر
    على قدر ما يفضل من السيئات على الحسنات يكون العذاب، فأقله غمسة كما جاء في الحديث المذكور منه آنفاً، و[ من ] لم يلج منه عضو في النار
    كما جاء في حديث جواز الصراط، وأكثره الذي ذكرنا أنه آخر أهل الإسلام خروجاً من النار في الحديث المذكور آنفاً.

    وأما المرتبة العاشرة فهي مرتبة السحق، والبعد، والهلكة الأبدية

    وهي مرتبة من مات كافراً، فهو مخلد في نار جهنم لا يخفف عنهم من عذابها، ولا يقضي عليهم فيموتوا، خالدين فيها أبدا، سواء صبروا أم جزعوا، ما لهم من محيص.
    اللهم عياذك، عياذك، عياذك من ذلك، وقد هان كل ما تقدم ذكره عند هذه: " وإنما نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي "
    ثبتنا الله وإياكم على الإسلام والإيمان واتباع محمد عليه السلام .
    فهذا جواب ما سألتم عنه من السيرة المختارة التي أحسد عليها صاحبها، وأتمنى أعاليها، قد لخصتها وفسرتها .

    التلخيص لوجوه التخليص ج3 ص 156 . الشاملة
يعمل...
X