إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

تم [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] تم [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

    الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . أَمَّا بَعْدُ :
    فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٍ .
    ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[النساء: 1].
    ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70-71].
    سيكون بإذن الله تعالى تفريغ لشرح الشيخ أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن مرعي بن بريك حفظه الله تعالى على أحكام الصيام والقيام للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى .
    أسأل الله تعالى أن يعينني على إتمامها ، وأن يجعلها ذخرا لي يوم لا ينفع ما ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
    ويأتي هذا التفريغ بمناسبة حلول شهر شعبان ، فإنه كما يعلم الجميع أن من فقه طالب العلم كما هو كلام العلماء مدارسة العلوم المناسبة في الوقت المناسب ، وخاصة في مثل هذه المناسبة وهي قرب شهررمضان المبارك إن شاء الله تعالى .

  • #2
    رد: التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
    فهذا شيء من مسائل وفتاوى الإمام العلامة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى، وهي تتعلق بمسائل صيام رمضان ، ولهذا أحببت أن أنقل لإخواني في الله بعض ما وجدته من فتاوى هذا العالم الكبير الجليل ، نسأل الله أن يثيبه على ما قدم للإسلام والمسلمين .
    وهذه تعتبر من الصدقة الجارية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور :" إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ -وفي رواية- الْإِنْسَانُ[1] انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ، إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ "
    فهذا من العلم الذي ينتفع به ، وقد صدرت هذه الفتاوى بخطبة من خطب الشيخ يرحمه الله تتعلق بالموضوع إتماما للفائدة ، نسأل الله أن ينفعنا بها ونسأله سبحانه أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، إنه على كل شيء قدير .
    تنبيه :
    هذه الفتاوى والمسائل نقلتها من بعض كتبه منها : فضائح ونصائح وغارة الأشرطة وإجابة السائل وقمع المعاند ، ومن اطلع على فتوى للشيخ رحمه الله من بعض كتبه وبعض أشرطته فليتبعها بهذه وبالله التوفيق .


    [1]قال الشارح حفظه الله : والرواية الصحيحة "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ" .
    قلت -أبو عبد المهيمن- :
    والحديث أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الوصية باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته .
    والترمذي في جامعه في كتاب الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب في الوقف ، وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
    والنسائي في مجتباه في كتاب الوصايا باب فضل الصدقة عن الميت .
    والإمام أحمد في مسنده مسند أبي هريرة رضي الله عنه .
    كلهم من طريق إسماعيل بن جعفر السعدي عن العلاء بن عبد الرحمن الحرقي عن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني عن أبي هريرة .
    أما لفظ "إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ " فقد أخرجها ابن أبي الدنيا في كتابه العيال قال : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " .
    والله أعلم .

    تعليق


    • #3
      رد: التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

      من أحكام الصيام الخطبة الأولى :
      إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
      ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
      ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[النساء: 1].
      ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70-71]
      أما بعد :
      فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ –وفي رواية- وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ .
      هذه الخمسة تعتبر أركان الإسلام ، ومن أعظم نعم الله على عباده أن جعلها مكفرات لذنوبهم ، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان كان إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره واجتهد في العبادة وهكذا كان سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم وشهر رمضان كما أن فيه صحة لجسدك فيه أيضا كسر لشهوتك فقد جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :" يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ "[1]

      قال وإنك لتجد خصائص لشهر رمضان ، فتجد المتصدق وتجد الذاكر وتجد المسبح وتجد المصلي وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول " إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ" . ومعنى" صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ" أنها تغل ، والمراد بالشياطين ها هنا كما جاء مقيدا ، المراد به هم مردة الجن ، وإلا فبقي شياطين الإنس [2] ، ذكرنا هذا حتى لا تقول إننا نجد بعض الخصومات ونجد بعض الفتن في رمضان فبقي صغار الشياطين وبقي شياطين الإنس[3] ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجود الناس –أي من أكرم الناس- وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرىن فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ، كان كريما في جميع أوقاته ، لكن يكون أكرم منها في رمضان ، أكرم منها في غير رمضان [4].


      [1] قال الشارح حفظه الله :
      ويشير الشيخ رحمه الله تعالى إلى ثلاث مسائل :
      أولا : أن الصيام ركن من أركان هذا الدين وبه نعرف أنه يجب على المسلم الاعتناء به ، فإن دينه يقوم على اتمامه والإتيان به على الوجه الذي يحب ربنا ويرضى .
      وهكذا كذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجتهد في هذه الأيام في شهر رمضان ، خصوصا في العشر الأواخر ، يجتهد فيه ما لا يجتهد في أول الشهر ، فكان إذا دخل العشر شد مئزره واجتهد في العبادة كناية عن ابتعاده عن النساء وتفرغه للعبادة واجتهاده في الذكر ، وأشار أن السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا على هذه الطريقة ، ومعناه أنه ينبغي على كل مسلم الاعتناء ، باستغلال هذا الشهر على الوجه الذي يحبه الله ويرضى وأن يأتسي بالنبي عليه الصلاة والسلام ، خير الإئتساء .
      وثالثا : أن في الصيام حكم ، فمن حكمه ما سبق أنه ركن من أركان هذا الدين يَكْمُلُ به هذا الدين وهكذا كذلك يحصل به التقوى وغيرها من الحكم التي تذكر في مواضع ، ومن هذه الحكم أنه صحة للجسد وكسر للشهوة ، فإن الجسد يأخذ اعتداله في طعامه وشرابه ويتخلص من سمومه التي ترد على هذا الجسد أثناء أكله وشربه فبصيامه يكون تخلية هذ الجسد من السموم والفضلات ، ولهذا صار عند الأطباء أن من أنواع إذهاب الداء الصيام ، فإن الصيام علاج لكثير من الأدوية [لعل الصواب الأَدْوَاءِ على وزن (أفعال)] التي تصيب هذا الجسد وهو فيه كذلك كسر للشهوة ومعناه أن الإنسان عنده شهوة تدفعه إلى السوء وتجعله يحوم حول الحرام إلا لم يقع فيه ، لكن بصيامه تنكسر شهوته فيكو بذلك إقباله على الله سبحانه وتعالى ، واستدل الشيخ بحديث عبد الله ابن مسعود ووجه الدلالة فيه ظاهرة في قوله فعليكم بالصيام أو بالصوم فإنه له وجاء أو فعليه بالصوم فإنه له وجاء .

      [2]قال الشارح حفظه الله : يعني موجودة ، بقي شياطين الإنس موجودة ويدل عليه رواية في حديث أبي هريرة أنه تصفد مردة الشياطين أو مردة الجن .
      قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشيخ حفظه الله إلى الحديث الذي رواه النسائي في مجتباه في كتاب الصيام باب فضل شهر رمضان قال :
      ذكر الاختلاف على معمر فيه : أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ .
      عبد الوارث هو : بن سعيد العنبري ثقة ثبت ، أيوب هو : السختياني الثقة الثبت الحجة أبو قلابة هو : عبد الله بن زيد الجرمي ثقة .

      [3] قال الشارح حفظه الله :وبقي أيضا النفس الأمارة بالسوء وبقي أيضا جليس السوء ، والطبع الذي تطبعت به على الفتن ومن الخصام ، فبقيت أمور غير مردة الجن التي تصفد وتغلغل هم مردة الجن ، ولذلك لا تجد في رمضان من الشر ما يقع في غيره من الأشهر الأخرى .

      [4]قال الشارح حفظه الله :يعني يزداد كرمه وجوده عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان عن غيره من الأيام الأخرى .

      تعليق


      • #4
        رد: التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

        قال الشارح حفظه الله : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، نواصل قراءتنا في هذه الكلمات لشيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى ، نستفيد منها وهكذا نتذاكر فيها ما أشار إليه من المسائل في باب الصيام والقيام .
        قال رحمه الله تعالى :
        كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجود الناس ، أي أكرم الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ، كان كريما في جميع أوقاته ، لكن يكون أكرم منها في غير رمضان ، وينبغي لأمته أن تقتدي به صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ونريد أن نبين شيئا ، من أحكام رمضان التي ربما يجهلها بعض الناس ، وربما يجهلها بعض طلبة العلم .
        إنك إذا نسيت في نهار رمضان وأكلت أو شربت فإنه كما جاء في الحديث " ، إِنَّمَا أَطْعَمَكَ اللَّهُ وَسَقَاكَ"[1] ، ولا يلزمك قضاء هذا أمر [2] .
        قال الشارح حفظه الله :
        قال رحمه الله تعالى : ثم بعد ذلك ، قال : هذا أمر ثم بعد ذلك ما لو كنت ببيت ثم تسمع المؤذن وشرعت تأكل ، وعلمت أنك قد أكلت في جزء من النهار ، هذا أيضا نرجو أن لا شيء عليك ولا يلزمك القضاء[3] ،
        قال الشارح حفظه الله :
        قال رحمه الله تعالى : هكذا أيضا لو حصل غيم[4] ،
        قال : وهكذا أيضا من الأمور التي تحصل لبعض ... .
        قال الشارح حفظه الله :
        قال رحمه الله تعالى : هكذا أيضا من الأمور التي تحصل لبعض الشباب الجماع في رمضان يقول الله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ[5] ( قال )وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)[6]
        قال الشارح حفظه الله :
        قال : فلو أن الشيطان وسوس للشخص أو الشهوة النفسية وجامع في يوم رمضان ، فماذا ؟ [7]
        قال الشارح حفظه الله :
        قال : ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقال هلكت ، قال وما أهلكك ، قال وقعت على أهلي في يوم رمضان ، قال هل تستطيع أن تعتق رقبة ؟ قال : لا[8]، قال هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اجلس ، فجلس ، فأوتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعرق من تمر ، فقال خذ هذا وتصدق به ، قال أعلى أفقر مني يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني ، فضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى بدت نواجذه فقال : كله .
        هذا أمر ، ولكن ينظر الفرق بيننا وبين ذلك ، الرجل استشعر المعصية بأنه هلك وفي حديث عائشة في صحيح البخاري قال احترقت يا رسول الله ، استشعر المعصية بأنها حريقة يعني في بعض روايات الحديث قال : احترقت ، اشارة إلى أنه وقع في ذنب عظيم ، خشي على نفسه من الحريق وعذاب الله .
        قال بخلاف كثير من الناس في زماننا هذا يعصب الله سبحانه وتعالى ويضحك ، بل ربما يتبجح في المجالس بأنه فعل كذا وكذا وكذا ، معشر المسلمين فينبغي لنا أننا إذا علمنا يسر دين الإسلام أيضا ينبغي أن نعلم أن الله شديد العقاب ، فلينظر الشخص من يعصي ، فإنه يعصب الله سبحانه وتعالى ، الذي أووجده من ماء مهين ، الفرق بيننا وبينهم كما سمعتم أن قلوبهم كانت معلقة بالله عز وجل ، ونحن أصبحت قلوبنا معلقة بالدنيا إلا من رحم الله سبحانه وتعالى[9] ،
        قال الشارح حفظه الله
        قال رحمه الله تعالى : وفي حديث عائشة في صحيح البخاري ، احترقت يا رسول الله استشعر المعصية بأنها حريقة [10]
        قال الشارح حفظه الله
        قال : قال من الأحكام التي ينبغي أن يتنبه لها وهي أمر تعبدي ، أمر نظري يستوي فيه العالم والجاهل وهو تأخير السحور وتعجيل الفطور ، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول عجلوا الفطر[11]وجاء خارج الصحيح وهكذا السحور[12]، ثم يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسحروا فإن في السحور بركة [13] ، قال السحور الأفضل أن تأخره إلى قبل الفجر بقدر ستين[14] آية تتسحر نصف الليل أو تتسحر في أوائل الثلث الأخير ، أسأل الله العظيم أن يرحمنا وإياكم وأن يتوفانا مسلمين .[15]



        [1] قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشيخ إلى الحديث المتفق عليه والذي :
        رواه البخاري في صحيحه في كتاب الصوم باب الصائم إذا أكل وشرب ناسيا قال : حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا ابْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا نَسِىَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ .
        وفي كتاب الأيمان والنذور باب إذا حنث ناسيا في الأيمان قال : حَدَّثَنِى يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنِى عَوْفٌ عَنْ خِلاَسٍ وَمُحَمَّدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا وَهْوَ صَائِمٌ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ .
        ورواه مسلم في كتاب الصيام باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر قال : وَحَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هِشَامٍ الْقُرْدُوسِىِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ نَسِىَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ .

        [2]قال الشارح حفظه الله
        ويريد الشيخ رحمه الله تعالى أن يبين كذلك أن الإنسان ينبغي أن يجتهد في الخير في رمضان أكثر من غيره ، ومن ذلك الجود ، بجميع أنواع الجود ، من ذلك النفقة بالمال ، ومن ذلك كذلك إطعام الطعام خصوصا في رمضان فإنه شهر فيه من الفضائل ما ليس في غيره ، إذا كان قد حث نبينا عليه الصلاة والسلام على إطعام الطعام وهو من الجود في غير رمضان ، وأنه سبب لدخول الجنة بسلام كما جاء في حديث عبد الله بن سلامأوغيره ، وهكذا كذلك يزداد هذا الفضل في شهر رمضان فقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن من فطر صائما كان له مثل أجره لا ينقص ذلك من أجر الصائم شيئاب. فإنه يكتب له مثل أجره ، وهكذا أنواع البر والجود الكثيرة ، فينبغي للإنسان أن يحرص عليها فإن نبينا عليه الصلاة والسلام كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن ، وهكذا انتقل الشيخ رحمه الله لذكر بعض المسائل الفقهية التي يحتاج إليها في شهر رمضان ، ومن هذه المسائل أن الأكل والشرب بغير عمد لا يفطر سواء كان ذلك عن نسيان كما في حديث أبي هريرة التي أشار إليه فإنه إذا نسي فأكل أو شرب فلا شيء عليه ، إنما أطعمه الله وسقاه ، وهكذا لو أخطأ ، وسيشير إليه بما بعده ، وهكذا كذلك لو أكره ويدل على هذه الثلاثة قول النبي عليه الصلاة والسلام "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " ج
        ---------------------
        أ قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشخ حفظه الله إلى الحديث الذي رواه الترمذي في جامعه في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، - باب قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ أَبِى عَدِىٍّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِى جَمِيلَةَ الأَعْرَابِىِّ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْتُ فِى النَّاسِ لأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلَ شَىْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
        والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه والإمام أحمد في مسنده والدرمي في مسنده والحاكم في مستدركه وقال هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ- وغيرهم .
        تنبيه :
        1. هو ليس على شرط الشيخين أي البخاري ومسلم فإن هوذة بن خليفة الثقفي لم يخرج له الشيخان بل ولم يخرج له أئمة الكتب الست إلا ابن ماجه في موضع واحد في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا ثلاث قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ الرُّؤْيَا ثَلاَثٌ فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَحَدِيثُ النَّفْسِ وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلاَ يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّى .
        2. وفي سماع زراة عن عبد الله بن سلام خلاف :قال ابن أبي حاتم في المراسيل عن أبيه لما سئل : ما أراه ولكنه يدخل في المسند وقال مسلم في الكنى والأسماء في ترجمة زرارة :"سمع أبا هريرة وتميما الداري وسعد بن هشام وعبد الله بن سلام" ، وأخرج له الحاكم في مستدركه والضياء في المختارة ، ويدل ذلك على اتصله عدهما وأن زرارة سمع من عبد الله بن سلامة .
        ب قلت -أبو عبد المهيمن- : الحديث أخرجه الترمذي في كتاب الصوم باب ما جاء في فضل من فطر صائما قال : حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
        والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والدارمي في مسنده .
        ج قلت -أبو عبد المهيمن- : الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب الطلاق باب طلاق المكره والناسي قال : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِىُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِىُّ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِى ذَرٍّ الْغِفَارِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ .
        إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي صدوق يخطئ .
        أيوب بن سويد الرملي ضعيف .
        أبو بكر سلمى بن عبد الله الهذلي متروك الحديث .
        شهر بن حوشب مختلف فيه ويحتاج وحده بحثا مستقل وهو صدوق له أوهام .
        والحديث روي عن عدد من الصحابة منهم عبد الله بن عباس وأبي بكرة وعقبة بن عامر وابن عمر وثوبان وأبي الدرداء وأم الدرداء رضي الله عنهم وروي مرسلا أيضا عن الحسن البصري والشعبي وعطاء وعبيد بن عمير وقتادة رحمة الله على الجميع .
        وروي بلفظ " إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ " أخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب الطلاق باب طلاق المكره والناسي قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم الحديث ، أعله أبوحاتم الإمام بالانقطاع أيضا ؛ فقال ابنه في العلل: لم يسمع الأوزاعي هذا الحديث عن عطاء. أنه سمعه من رجل لم يسمه .
        جاء في كتاب العلل ومعرفة الرجال عن الامام أحمد : سالته عن حديث رواه محمد بن مصفى الشامي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أن الله تجاوزا لامتي عما استكرهوا عليه وعن الخطأ والنسيان . وعن الوليد عن مالك عن نافع عن ابن عمر مثله ، فأنكرهوا جدا وقال : ليس يروا فيه إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم .
        وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسنادٌ صحيح ، إنْ سَلِمَ من الانقطاع ؛ والظاهر : أنه منقطع ... وليس ببعيد أن يكون السقط من صنعة الوليد بن مسلم ، فإنه كان يدلس تدليس التسوية .
        قال السخاوي في المقاصد: رجاله ثقات .
        قال ابن حجر : ورجاله ثقات ، إلا أنه أعل بعلةٍ غير قادحة ، فإنه من رواية الوليد ، عن الأوزاعي ، عن عطاء ، عنه . وقد رواه بشر بن بكر ، عن الأوزاعي ، فزاد : ( عبيد بن عمير ) بين عطاء وابن عباس ... وهو حديث جليل .
        قال ابن كثير في تحفة الطالب : إسناده جيد .
        قال الألباني في الإرواء ( 1 / 123 رقم 82 ) : والمعروف ما ذكره ابن ماجه ... فظاهر إسناده الصحة ، لأن رجاله كلهم ثقات ، وقد اغتر بظاهره صاحب ( التاج الجامع للأصول الخمسة ) فقال ( 1 / 25 ) : ( سنده صحيح ) ، وخفيت عليه علته ، وهي الانقطاع بين عطاء وابن عباس .
        قال ابن عبد الهادي في المحرر : ورواته صادقون ، وقد أُعِلَّ .
        والكلام يطول جدا على هذا الحديث وأختم كلامي بقول الإمام المفسر القرطبي في الجامع لأحكام القرآن قال بعد أن ذكره : والخبر وإن لم يصح سنده ، فإن معناه صحيح باتفاق من العلماء .

        [3]قال الشارح حفظه الله : يعني أنك لو أكلت وأنت لا تدري ، أخطأت أكلت بعد طلوع الفجر ، فكذلك لا شيء عليك ، إن كان من غير تفريط ، بخلاف إذا كان بغير تفريط إذا كان بتفريط فالتفريط شبيه بالعمد ، التفريط فعل شبيه بالعمد ، ولذلك فرق المحققون من أهل العلم بين فعل الفاعل عن تفريط وعن غير تفريط ، فما كان عن ذهول وغفلة ونسيان وخطأ فهذا معفو عنه )رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا( [البقرة : 286] ، وأما ما كان عن تفريط فهو نوع من الفعل العمد ، مثاله لو أن رجلا قام من نومه قبل آذان الفجر الذي نام فيه ، لا يدري بعدأن نام هل أذن المؤذن أم لم يؤذن ، فعمدا لم ينظر إلى الساعة ، وعمدا لم يتحرى ، فذهب فأكل وشرب ، هذا نوع من التفريط ، لا يريد أن ينظر في الساعة إلا بعد أن يأكل أو يشرب مع إمكانه واستطاعته أن ينظر ويتأكد هل دخل الوقت أو لم يدخل ، فهذا لا شك أنه تفريط .

        [4] قال الشارح حفظه الله : أذن المؤذن وبعد أن أذن المؤذن طلعت الشمس ، كذلك أيضا لا يلزمك القضاء ، فقد وقع هذا على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاء في حديث أسماء في صحيح البخاريأ ولم يلمهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعني ولم يأمرهم كذلك بالقضاء .
        طيب هذه المسألة فيها تنبيه كذلك لمعنى آخر وهو إذا أن الإنسان أخطأ بذل الوسع ، فإنه لا شيء عليه ، ولا فرق في ذلك بين الإمساك والفطر سواء أكان في الإمساك يعني في آذان الفجر أو كان كذلك في الفطر أي في آذان المغرب ، إذا بذل الوسع وظن أن الوقت قد أذن له بالأكل والأمر ليس كذلك ، فإنه لا شيء عليه والدليل هذا الحديث ، حديث أسماء لكن ليس في حديث أسماء دليل على أن المفرط يعذر وإنما فيه أن غير المفرط هو الذي يعذر ، الذي يجتهد ويبذل الوسع ، أما المفرط فإنه لا يعذر لنه في الحقيقة تساهل في امتثال الحكم الشرعي
        ------------------------
        أ قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشخ حفظه الله إلى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب الصوب باب إذا أفطر في رمضان ثم طلعت الشمس قال : حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ رضى الله عنهما قَالَتْ أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ غَيْمٍ ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ قِيلَ لِهِشَامٍ فَأُمِرُوا بِالْقَضَاءِ قَالَ بُدٌّ مِنْ قَضَاءٍ وَقَالَ مَعْمَرٌ سَمِعْتُ هِشَامًا لاَ أَدْرِى أَقْضَوْا أَمْ لاَ .

        [5] قال الشارح حفظه الله : طيب عندي الآية ناقصة أو فيها خطأ

        [6] قال الشارح حفظه الله : يريد أن الآية دلت على أن الصائم لا يرفث ، ومن الرفث إتيان النساء ولا يأتي ويباشر أهله حال كونه معتكفا ، وإنما ذلك إذا كان في الليل وفي غير اعتكافه ، يعني في بيته وبهذا يعلم أن الصائم يمنع من اتيان النساء ، أراد أن يستدل بهذا والحديث حديث أبي هريرة كذلك صريح يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِى .أ
        --------------
        أ قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشخ حفظه الله إلى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب الصيام باب فضل الصوم قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِى الصِّيَامُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا .

        [7] قال الشارح حفظه الله : يعني ما حكمه ؟ يريد أن يبين أن عليه كفارة مغلظة ، ليس الإفطار بالجماع كالإفطار بغيره .

        [8] قال الشارح حفظه الله : قال : أي يشتري عبدا ويعتقه لوجه الله :[وهذا من كلام الشيخ مقبل رحمه الله] هذا تفسير أن تعتق رقبة ، هكذا ذكره الشيخ رحمه الله .

        [9] قال الشارح حفظه الله : وفي هذا إشارة غلى أن المسلم ينبغي عليه أن لا يستهين بالمعاصي ، وأن يعلم أن الله جل وعلا الذي شرع هذه الأحكام ورتب عليها هذه العقوبات في الدنيا ، رتب لها عقوبات مثلها في الآخرة ، وكلما كان الذنب أعظم عند الله ترتبت عليه من العقوبات الدنيوية والأخروية ما يناسب عظم تلك المعصية ، فانظر إلى الأكل والشرب ، وانظر إلى الجماع ، الأكل والشرب ليس كالجماع ، ولهذا جعل الجماع فيه هذه الكفارة ،
        أولا : سدا للأنفس الضعيفة أن لا تقع في ذلك فغلضت فيها الكفارة حتى لا يستهين الناس بالصيام بأن يقول القائل أقضي يوم مكانه ، أفطر وأقضي يوم مكانه ، لكن إذا علم أن الله لا يقبل منه أن يقبل يوما واحدا ، بل إما أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين ، لأجل يوم واحد أو يطعم ستين مسكينا ، علم أن الأمر ليس بالسهل ، فإذا كان هذا في الدنيا فما عند الله في الآخرة هو أشد كذلك ، فينبغي للإنسان أن لا يستهين بمعصية الله سبحانه ، ولهذا استشعر هذا الصحابي هذا الأمر فقال : احترقت يا رسول الله .

        [10] قال الشارح حفظه الله : طيب هذا تكرار ، يا حبذا لو تخرج نسخة منقحة أحسن .

        [11] قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشخ حفظه الله إلى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب الصيام باب تعجيل الإفطار قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ .

        [12] قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشخ حفظه الله إلى الحديث الذي رواه أحمد في مسنده فقال : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلاَنَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِى عُثْمَانَ عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ الْحِمْصِىِّ عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلاَلٍ أَنْتَ يَا بِلاَلُ تُؤَذِّنُ إِذَا كَانَ الصُّبْحُ سَاطِعًا فِى السَّمَاءِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِالصُّبْحِ إِنَّمَا الصُّبْحُ هَكَذَا مُعْتَرِضًا ثُمَّ دَعَا بِسَحُورِهِ فَتَسَحَّرَ وَكَانَ يَقُولُ لاَ تَزَالُ أُمَّتِى بِخَيْرٍ مَا أَخَّرُوا السُّحُورَ وَعَجَّلُوا الْفِطْرَ .
        وهذا سند لا يفرح به فيه :
        عبد الله بن لهيعة ضعيف الحديث ، وحتى الذي يصححون حديثه من طريق العبادلة فهذا ليس منه .
        وسليمان بن أبي عثمان التجيبي مجهول .
        وبنفس السند أيضا عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلاَلٍ أَنْتَ يَا بِلاَلُ تُؤَذِّنُ إِذَا كَانَ الصُّبْحُ سَاطِعًا فِى السَّمَاءِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِالصُّبْحِ إِنَّمَا الصُّبْحُ هَكَذَا مُعْتَرِضًا ثُمَّ دَعَا بِسَحُورِهِ فَتَسَحَّرَ وَكَانَ يَقُولُ لاَ تَزَالُ أُمَّتِى بِخَيْرٍ مَا أَخَّرُوا السُّحُورَ وَعَجَّلُوا الْفِطْرَ .
        قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في (( الإرواء )) ( 4 / 32 ، 33 ) :
        منكر بهذا التمام . أخرجه أحمد ( 5 / 146 و 172 ) من طريق ابن لهيعة ، عن سالم بن غيلان ، عن سليمان بن أبي عثمان ، عن عدي بن حاتم الحمصي ، عن أبي ذر ، به .
        قلت : وهذا سند ضعيف ، ابن لهيعة ضعيف ، وليس الحديث من رواية أحد العبادلة ، وسليمان بن أبي عثمان مجهول ، وبه أعله الهيثمي ، فقال في (( مجمع الزوائد )) ( 3 / 154 ) : ( وفيه سليمان بن أبي عثمان قال أبوحاتم : مجهول ) . وسكوته عن ابن لهيعة ليس بجيد . وإنما قلت حديث منكر لأنه قد جاءت أحاديث كثيرة بمعناه لم يرد فيها (( تأخير السحور )) . أصحها من حديث سهل بن سعد مرفوعا بلفظ : (( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار )) . أخرجه بهذا اللفظ أبونعيم في (( الحلية )) ( 7 / 136 ) بسند صحيح . وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في (( المصنف )) ( 2 / 148 / 2 ) إلا أنه قال : (( هذه الأمة )) . وإسناده صحيح على شرط مسلم . وهو عند الشيخين ، والترمذي ، والدارمي ، والفريابي ( 59 / 1 ) ، وابن ماجة ، والبيهقي ، وأحمد ( 5 / 331 و 334 و 336 و 337 و 339 ) بلفظ : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) .انتهى كلام الشيخ - رحمه الله - .
        وأخرج الطبراني في معجمه الكبير حديثا من طريق أم حكيم بنت وادع رضي الله عنها قال : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَتْنَا حُبَابَةُ بِنْتُ عَجْلانَ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي حَفْصَةُ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَاعٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ، يَقُولُ: " عَجَّلُوا الإِفْطَارَ، وَأَخَّرُوا السُّحُورَ " .
        وهذا سند مسلسل بالمجاهيل :
        حبابة بنت عجلان البصرية لا تعرف .
        حفصة بنت عجلان لا تعرف .
        صفية بنت جرير لا تعرف .
        قال عبد الرزاق في مصنفه : عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَ النَّاسِ إِفْطَارًا وَأَبْطَأَهُ سُحُورًا» .صحح إسناده الحافظ ابن حجر كما في الفتح وابن عبد البر كما نقل عنه الحافظ .
        قال الطبراني في المعجم الكبيبر : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُجَاشِعِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكَرْمَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّا مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ الإِفْطَارَ، وَأَنْ نُؤَخِّرَ السَّحُورَ، وَأَنْ نَضْرِبَ بِأَيْمَانِنَا عَلَى شمائِلِنا "

        [13] قلت -أبو عبد المهيمن- : متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه .

        [14] قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشيخ رحمه الله إلى الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده فقال : حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو الأَسْوَدِ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ تَسَحَّرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الصَّلاَةَ قَالَ أَنَسٌ فَقُلْتُ لِزَيْدٍ كَمْ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَالَ قَدْرُ قِرَاءَةِ خَمْسِينَ آيَةً أَوْ سِتِّينَ آيَةً .
        وجاء في صحيح البخاري في كتاب التهجد باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضى الله عنه تَسَحَّرَا فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلاَةِ فَصَلَّى قُلْنَا لأَنَسٍ كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِى الصَّلاَةِ قَالَ كَقَدْرِ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً .
        وأيضل في الصحيح في كتاب مواقيت الصلاة باب وقت الفجر قال : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ سَمِعَ رَوْحًا حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلاَةِ فَصَلَّى قُلْنَا لأَنَسٍ كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِى الصَّلاَةِ قَالَ قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً .

        [15] قال الشارح حفظه الله : ويشير بهذا الشيخ رحمه الله إلى أن من الأحكام استحباب تعجيل الفطر وتأخير السحور فإنه يستحب أن يعجل المسلم بفطره من حين أن تغرب الشمس ويقبل الليل كما قال عليه الصلاة والسلام إذا أقبل الليل من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائمأ ، يعني هذا وقت افطار الصائم . ويقول عليه الصلاة والسلام لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر . هكذا جاء في الصحيحين وفي زيادة خارج الصحيحين ضعفها بعض أهل العلم وحسنها بعضهم ومعناها صحيح باتفاقهم ، لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ، فإن تأخير السحور مما يدل على علامة الخيرية في هذه الأمة في أنها باقية لأنهم على الفطرة وعلى السنة ، ولهذا كان من سنة أهل الكتاب المنتكسة تأخير الفطور وكذلك ترك السحور ، فلذلك ينبغي أن يحرص المسلم على السنة ، ومن شئم أهل البدع أنهم حين تتبعوا البدع حرموا السنن ، فصاروا يتتبعون أهل الكتاب ، مثل الشيعة فالشيعة والرافضة أكثر فرقهم من الزيدية وهم أدنى فرق الشيعة إلى أعلى فرق الشيعة من الباطنية كلهم يؤخرون الفطر حتى تشترك النجوم على سنة أهل الكتاب ، سنة اليهود ، أما سنة النبي عليه الصلاة والسلام فتعجيل الفطر ، وهكذا كذلك السحور من السنة أن يؤخر حتى لو استطاع الإنسان أن يؤخره إلى آخر وقته كان هذا أفضل ، لكن ليس معناه أنه يأكل بعد طلوع الفجر ، لا ، وإنما أن يأكل إلى آخر وقت الفجر ، فما أن ينتهي حتى يؤذن المؤذن بعده بقليل ، وهذا المقصود من الأحاديث التي سيأتي إن شاء الله الإشارة إليها فيما يأتي ، طيب نكتفي بهذا ....
        ----------------
        أ متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
        قال البخاري في صحيحه في كتاب الصوم باب متى يحل فطر الصائم : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِى يَقُولُ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ .
        قال مسلم في صحيحه في كتاب الصيام باب بيان انقضاء الصوم وخروج النهار : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو كُرَيْبٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَاتَّفَقُوا فِى اللَّفْظِ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِى وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ وَغَابَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ .
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 09-Jun-2014, 12:56 AM.

        تعليق


        • #5
          رد: [حصري] التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

          قال الشارح حفظه الله : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ما زلنا في رسالة الصيام والقيام التي جمعت من خطب وفتاوي شيخنا رحمه الله تعالى من كتبه وأشرطته .

          قال :
          الخطبة الثانية :
          الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبد ورسوله
          أما بعد :
          فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة الباهلي[1] رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهزهم لغزوة من الغزوات فقال ابو أمامة يا رسول الله أدعوا الله أن يرزقنا الشهادة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم سلمهم وغنمهم ، فأثروا عليه وهو يقولون : أدعو الله أن يرزقنا الشهادة ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : اللهم سلمهم وغنمهم ، قال أبو أمامة فدلني يا رسول الله على عمل ، قال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له[2] ...
          قال الشارح حفظه الله :
          قال :
          الصوم يعتبر بإذن الله مكفرا لذنوب ويعتبر أيضا صحة لجسمك فكم من مريض يدخل عليه رمضان ثم بعد ذلك يشفى بإذن الله عز وجل بسبب الصيام ، على أن المريض يجوز له أن يفطر ويجوز له أيضا أن يصوم إن كان مقتدرا يقول الله عز وجل ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدّةٌ مِنْ أيَّامٍ أُخَر﴾[ البقرة:184] .
          قال :
          والشيء بالشيء يذكر ، قد تقولون إن قوى ذلك اليوم الذي فاتنا والذي تحقق لدينا أنه من رمضان .
          الجواب : لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أنه أمر بصيام يوم فرطوا فيه لم يرد هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد عرفنا من كتاب الله أن المسافر يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي وأن المريض يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي ولو كان سِنُّهُ توجعه ولو كان به غثيان يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي[3] ...
          قال الشارح حفظه الله :
          قال رحمه الله تعالى :
          .... ولو كان به غثيان يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي [4] ...
          قال : يجوز وليس بواجب[5]
          قال :
          وأن الحائض يجب عليها أن تفطر وعليها أن تقضي ، أما ما عدى هؤلاء الثلاثة فلا بد من دليل[6] ، فصوم اليوم الذي فرط فيه كثير من الناس لا يقضى ولم يرد دليل [7]....
          قال :
          ... وصوم اليوم الذي فرط فيه كثير من الناس لا يقضى ولم يرد دليل أما هذا الذي فرطتم فيه ففيه التوبة إلى الله عز وجل التوبة إلى الله والحذر من غير ذلك فإن صوم يوم خير من الدنيا وما فيها ؟،
          قال :
          روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا[8] .
          قال :
          فاليوم الواحد يعتبر غنيمة لا تعوض [9].
          قال :
          فمن بلغه رمضان عليه أن يحمد الله سبحانه [10] وتعالى وما يدريه أن يكون سببا لكفارة ذنوبه[11]
          قال :
          فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : رغم أنف امرء أدرك رمضان ولم يغفر له
          قال :
          فرمضان يكون سببا لكفارة الذنوب ، بكون سببا لغفران الذنوب أولئك الذين يهملون رمضان ، أو يضيعون الوقت في رمضان وإن كانوا يصومونه ويُعْتَبَرُونَ في غاية من الخسارة : قال نبي صلى الله عليه وسلم من قام رمضان ايمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القد ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
          قال :
          وجبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين[12] يدارسه القرآن في رمضان حتى ينتهي من قراءة القرآن [13] ...
          قال :
          فالله المستعان يا قومنا أن قيام الليل بارك الله فيكم ، وأين حضور مجالس العلم وأين الحرص على الخير ، بل ربما يظهر الشيب في لحية بعض الناس وهو محروم من الخير وهو يقصر في رمضان ركن من أركان الإسلام يتهاون به ، دع عنك ما يعمله شبابنا أصلحهم الله ووفقهم الله من ضياع الوقت في الألعيب على الباصرة [14]
          قال :
          الوقت أغلى من الذهب سنسأل عنه يوم القيامة ، لا تزل قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ومنها عن عمره فيما أفناه ، وفي الحديث نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ ،
          قال :
          الأمر ميسر من فضل الله ينبغي أن تقرب من حلق العلم أو من حلقة العلم ومن طلبة العلم وتستفيد الفائدة الواحدة ربما تغير حياتك ، لا تعتبروا أنفسكم نوعا وطلبة العلم نوعا آخر[15]
          طيب قال رحمه الله تعالى :
          بل أنتم وطلبة العلم شيء واحد التوفيق من الله عز وجل ، والهداية بيد الله عز وجل ، فينبغي لنا أن نرجع إلى الله في هذا الشهر المبارك وأن نعطي رمضان حقه من الخير ، ما يظن الظان أنني أعني يأخذ من الفاكهة الطيبة من الطعام الطيب ومن ذا وذا لسنا نحرم على الناس شيئا أحله الله لهم ، لكنني أعني مجالس الذكر تلاوة القرآن كتاب الله حفظ اللسان ، يعني خصال الخير الذي تتعلمها بحضور مجالس الذكر فهي ترشدك وتدلك على طريق الفضيلة ، والإستقامة والبر والطاعة وهذا أمر مطلوب ، قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة ، في أن يدع طعامه وشرابه .
          قال :
          هذا عابر من فضائل رمضان وإن شاء الله في جمعة أخرى نذكر بعض الأحكام حتى لا نطيل على إخواننا ، نسأل الله العظيم أن يتقبل منا صومنا وأن يتوفانا مسلمين والحمد لله رب العالمين .[16]


          [1] قلت -أبو عبد المهيمن- : قال الإمام أحمد في مسنده : حَدَّثَنَا رَوْحٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِى عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى يَعْقُوبَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِى بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ قَالَ فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا قَالَ ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوًا ثَانِيًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِى بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ قَالَ فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا قَالَ ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا ثَالِثًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِأ قَبْلَ مَرَّتِى هَذِهِ فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ لِى بِالشَّهَادَةِ فَدَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسَلِّمَنَا وَيُغَنِّمَنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَادْعُ اللَّهَ لِى بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ قَالَ فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِى بِعَمَلٍ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ قَالَ فَمَا رُئِىَ أَبُو أُمَامَةَ وَلاَ امْرَأَتُهُ وَلاَ خَادِمُهُ إِلاَّ صِيَامًا قَالَ فَكَانَ إِذَا رُئِىَ فِى دَارِهِمْ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ قِيلَ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ قَالَ فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللَّهُ لَنَا فِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمُرْنِى بِعَمَلٍ آخَرَ قَالَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَ اللَّهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً .

          أخرجه الإمام أحمد في موضعين آخرين وأخرجه مختصر أيضا وأخرجه النسائي في مجتباه والكبرى وابن أبي شيبة في مصنفه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم في المستدرك مختصراب ورواه عبد الرزاق في مصنفه و ابن حبان في صحيحه والطبراني في المعجم الكبير كاملا .
          -------------------
          أ وفي رواية أخرى قال أحمد : حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا مَهْدِىُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى يَعْقُوبَ به إلا أنه قال أَتَيْتُكَ تَتْرَى ثَلاَثًا .
          ب قال في مجتباه في كتاب الصيام باب فضل الصيام : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِىٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مَهْدِىُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى يَعْقُوبَ قَالَ أَخْبَرَنِى رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ مُرْنِى بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ . وفي رواية أخرى عند أيضا فَإِنَّهُ لاَ عِدْلَ لَهُ .
          ورواه أيضا أحمد مختصرا بكلا اللفظين الذين عند أحمد فقال : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى يَعْقُوبَ سَمِعَ أَبَا نَصْرٍ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ عِدْلَ لَهُ أَوْ قَالَ لاَ مِثْلَ لَهُ .

          [2] قال الشارح حفظه الله : وجاء في رواية أنه طلب من النبي عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات فيذهبون فيغزون ويغنمون فيرجع في غزوة أخرى فيقول أدعو الله لي يا رسول الله بالشهادة فيدعوا له ويقول اللهم سلمهم وغنمهم ثلاث مرات ففي الأخير قال أبو أمامة ما قال دلني على عمل فقال عليك بالصوم فإنه لا مثل له

          [3]قال الشارح حفظه الله : ومراد الشيخ رحمه الله والله أعلم ، السن الذي يكون معه مشقة في الصيام ألم السن الذي يكون معه مشقة الصيام وإلا فالتخفيف بالمرض قسمه العلماء إلى ثلاثة أقسام .
          منه ما هو مشقة يسيرة ، فهذه المشقة اليسيرة
          أو قبل ذلك ممكن أن نقسم المشقة إلى قسمين :
          مشقة لا تكان تنفك عن العبادة غالبا ، فهذه ليست سبب في التخفيف مثل الحر في وقت الحر والبرد في وقت البرد بحسب كل بلد في زمانه ومكانه فمثل هذا في الغالب ليس هو محل للتخفيف ، بخلاف الحر الشديد الذي يخرج عن عادة حر البلد فإنه سبب للتخفيف يعني التخفيف يكون في الصلاة وقد يكون في غيره بحسب ما ورد به الدليل ، وهكذا كذلك الرد المعتاد الذي اعتاده أهل البلد ليس هو سبب للتخفيف ما دام هو مما لا تنقك منه العبادة غالبا بخلاف البرد الشديد الذي يخرج عن العادة فإنه يكون به التخفيف ، وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام رخص في مثل ذلك أن يصلى في البيت يعني لأجل شدة البرد وهكذا كذلك هذه المشقة تختلف من مكان إلى آخر ، فمثلا في البلاد الحارة أو البلاد الباردة ما اعتاده أهل البلد من غالب بردهم ليس هو سبب للتخفيف بينما ما تزداد به البرودة سبب للتخفيف فمثلا برودة أهل اليمن ليست بردوة كبرودة مثلا أهل أروبا ، فأهل أروبا ربما ما يأتيهم من البرودة المعتادة هو أشد من بعض البرودة التي عندنا فليس معنى ذلك أن يستمر الترخص عندهم لا ولكن ما خرج عن العادة هو سبب للترخص وهكذا كذلك يقال في سائر المشاق ، ما ينفك عن العبادة غالبا ليس سبب للترخيص وما ينفك عن العبادة بأن يخرج عن العادة فهو سبب للترخيص .
          ثم هذه المشقة تنقسم إلى ثلاثة أقسام (يعني في المرض خاصة) :
          منها مشقة صغيرة يسيرة ليست سبب للترخيص مثل ألم السن اليسير ومثل الغثيان اليسير ونحوه ، فهذا مما ليس سبب للترخص .
          وهكذا منه ما هو متوسط .
          ومنه ما هو شديد ، فالشديد هو سبب للترخص بلا شك .
          والمتوسط هو سبب للرخصة وإن صبر صاحبه فهو أفضل في حقه .
          فيحمل كلام الشيخ رحمه الله على المعنى الثالث أو الثاني : المشقة الكبرى أو المتوسطة ، يعني أنها السبب للترخص في الفطر وفي غيره من الرخص الذي ورد الدليل للترخص فيها .
          ولأهل العلم في هذا تفاصيل تذكر في مواضعها ، وقد مر معنا الكلام في هذا المعنى في أصول الفقه أو في القواعد الفقهية .

          [4] قال الشارح حفظه الله : لأنه مريض .

          [5] قال الشارح حفظه الله : فإذا استطاع أن يصبر ، ولا ضرر عليه فلا بأس صح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كان يخرج لصلاة الجماعة أو خرج إلى صلاة الجماعة وهو يهادى بين رجلين بين العباس وعلي بن أبي طالب وهو مريضأ ، وصح في حديث ابن مسعود وإن كان يؤتى بالرجل وهو يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ، مع أن مثل هذا الرجل الذي يهادى بين الرجلين له الرخصة أن يصلي في بيته ولكن لا يجب ما دام يستطيع أن يجاهد نفسه ولا ضرر عليه ، بخلاف إذا كان ضرر عليه أن تذهب نفسه أو يذهب بعض أعضائه فإنه لا يجوز له أن يهلك نفسه والله يقول ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾[ النساء:29] ففرق ، فالثاني هذا يجب أن يأخذ بالرخصة ، والأول لا يجب بل يجوز .
          ---------------
          أ رواه البخاري في صحيحه كتاب الآذان باب حد المريض أن يشهد الجماعة قال : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ الأَسْوَدُ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ رضى الله عنه فَذَكَرْنَا الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الصَّلاَةِ وَالتَّعْظِيمَ لَهَا قَالَتْ لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِى مَاتَ فِيهِ فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَأُذِّنَ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِذَا قَامَ فِى مَقَامِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّىَ بِالنَّاسِ وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى فَوَجَدَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ كَأَنِّى أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ مِنَ الْوَجَعِ فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ مَكَانَكَ ثُمَّ أُتِىَ بِهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ .
          ورواه مسلم في صحيحه والنسائي في صحيحه وابن ماجه في سننه وعند غيرهم .
          وجاء تعين العباس وعلي رضي الله عنهما في طريق آخر عند البخاري في كتاب الآذان باب حد المريض أن يشهد الجماعة قال : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِى بَيْتِى فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ الأَرْضَ وَكَانَ بَيْنَ الْعَبَّاسِ وَرَجُلٍ آخَرَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَالَ لِى وَهَلْ تَدْرِى مَنِ الرَّجُلُ الَّذِى لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ قُلْتُ لاَ قَالَ هُوَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ .

          [6] قال الشارح حفظه الله : يعني أنه عليه القضاء .

          [7] قال الشارح حفظه الله : يعني لو أن إنسانا أفطر يوما عامدا من غير عذر فرط في ذلك في ايام صباه وطيشه وانحرافه فهل يجوز له أن يقضي ؟ الجواب لا ، بل التوبة لأنه كما قال الشيخ لم يرد فيه دليل بل ورد دليلأ ضعيف ومعناه صحيح في أن من أفطر يوما من غير عذر فليس له كفارة وإن صام الدهر ، وهذا معناه صحيح تؤيده الأدلة وإن كان سنده ضعيف .
          ------------------------
          أ يشير الشيخ حفظه الله إلى الحديث الذي رواه أبو داود في سننه في كتاب الصوم باب التغليظ فيمن أفطر عمدا قال : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ مُطَوِّسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِى الْمُطَوِّسِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ لَهُ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ .
          فيه المطوس ولا يعرف عليه إلا هذا الإسم المطوس ، وهو مجهول .
          والحديث أخرجه الترمذي في جامعه [قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وسَمِعْت مُحَمَّدًا، يَقُولُ: أَبُو الْمُطَوِّسِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ الْمُطَوِّسِ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ] والنسائي في الكبرى وأحمد في مسنده والدارمي في مسنده وعبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما وغيرهم .

          [8] قال الشارح حفظه الله : وهل اليوم المراد به أي يوم وفي سبيل الله في سبيل الله المراد به الإحتساب أم الجهاد ، اختلف أهل العلم في ذلك ، فذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالحديث من صام يوما في سبيل الله أي وهو خارج في سبيل الله كالمجاهد مثلا فإن خرج وهو مجاهد وصام بما لا يضر بالجهاد وهو في خروجه باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا ، ومنه طالب العلم إذا خرج في رحلته في طلب العلم وصام يوما في سبيل الله وهو في سبيل الله الآن وصام يوما ابتغاء وجه الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا وكل ما كان في سبيل الله ومنه الحج كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : الحج من سبيل الله فمن صام في حجه لله سبحانه وتعالى يوما باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا ، هذا أحد تفسيري الحديث وتفسير آخر ، من صام يوما في سبيل الله أي صام أي يوم يبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى باعد بينه وبين النار سبعين خريفا ، وليحرص المسلم على المعنيين جميعا إن تيسر له أن يصوم يوما ابتغاء وجه الله حتى يناله هذا الفضل أو يصوم كذلك وهو في طلبه للعلم أو خروجه للحج أو كذلك في جهاد في سبيل الله أو غير ذلك مما فيه معنى في سبيل الله كتب له إن شاء الله هذا الأجر .

          [9]قال الشارح حفظه الله:والشيخ في هذا يذهب على المعنى الأول أو المعنى الثاني الذي ذكر وهو أنه عام يشمل كل ما حصل فيه الصوم ابتغاء وجه الله .

          [10]قال الشارح حفظه الله : يعني من بلغه ربه جل وعلا .

          [11] قال الشارح حفظه الله : يعني بصومه .

          [12] قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشيخ للحديث الذي مر : عَن ابْنَ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِى رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ

          [13] قال الشارح حفظه الله : يعني أنه كذلك ينبغي للمسلم أن يجتهد في مدارسة القرآن في رمضان وقراءته وتدبره كما جاء هذا المعنى عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عباس .

          [14] قال الشارح حفظه الله : يعني ما نسميه ، لعب الورق أو البطة أو نحوه .

          [15] قال الشارح حفظه الله : هذه نصيحة من الشيخ رحمه الله لعامة الناس في خطبة الجمعة يحثهم على ألا ينعزلوا عن مجالس العلم ولا يجعلوا أنفسهم غرباء عن مجالس العلم وأن مجالس العلم هي لصنف خاص من الناس لا بل هي لكل مسلم ينبغي للمسلم أن يأخذ زاده من العلم كما يأخذ زاده من الطعام والشراب ، فكما أنه لا يستغني عن الطعام والشراب وأن جسده يموت أو يمرض إذا نقص أو عدم عنه الطعام والشراب ، كذلك دينه وروحه يموت أو يمرض إذا نقص عنه العلم والهدى الذي أنزله الله لخلقه لصلاحهم فالعلم حاجة ماسة لكل الناس .

          [16] قال الشارح حفظه الله : وهذا انتهاء كلام الشيخ رحمه الله تعالى في هذه الخطبة التي قرأناها .
          طيب ننظر سؤال واحد ، لإنتهاء الوقت .
          طيب هذا سائل يقول :
          طيب أحبك في الله ، أحبك الله الذي أحببتنا فيه .
          يقول ما نصيحتك لبعض الإخوة الذين ما يقرأون السلام إلا على من يعرفون من إخوانهم ، وما حكم الكبر ؟
          الكبر كبيرة من الكبائر وليس هو من خلق المسلمين والمؤمنين ، والتسليم على من يعرف من علامات الساعة ، بل يجب على المسلمين أن يسلم بعضهم على بعض وإفشاء السلام من سنن الإسلام التي حث عليها النبي عليه الصلاة والسلام ، وحق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه كما جاء في صحيح مسلمأ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، هذا هو الواجب فكيف بطلبة العلم فهم أولى بهذا .

          طيب يقول بعض النساء عندما يضعن في المستشفى الجنين تأمرها الدكتورة بأخذ إبرة زعما بأنها تجعل الجنين القادم في المستقبل خاليا من التشوهات الخُلُقِية ، وقيمة هذه الإبرة ستة عشر ألفا ، فهل هذا الأمر جائز فعله ؟
          الله أعلم هل هذا صحيح ، نساء كثير وضعن في المستشفيات ما سمعنا بهذا ، ما سمعن بأنهن يلزمن بإبرة قيمتها ستة عشر ألفا .
          ايش يا إخوان من حديث عهد بالمستشفيات ؟
          ها ، أحد حديث عهد ؟ إذا أحد حديث عهد ؟
          آه ، نعم .
          أحد يتكلم وهو غير واضح وغير مسموع ...
          يقول الشيخ : ايوا
          ثم يكمل أحد الحضور التكلم ...
          طيب جزاك الله خير ، يقول أخونا خميس : وهو ما شاء الله عنده خبرة في المستشفى كثيرا ، يقول : إذا اختلف دم المولود من دم الأم بأن يكون أحدهما موجب والآخر سالب ، فينصح الأطباء بضرب مثل هذه الإبرة دفعا لمثل هذا المعنى ، فإن كان هذا مجرب وعلم كذلك عند أهل التخصص ، فكما قال النبي عليه الصلاة والسلام أنتم أعلم -بماذا – بأمور دنياكم ، فالقاعدة أن ما لا يخالف الشرع وثبت بالتجربة أنه ينفع فالإسلام يأمر به ، أو ثبت بالتجربة أنه يضر فالإسلام كذلك يطلب الإبتعاد عنه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام أنتم أعلم بأمور دنياكم ، لكن الشأن كل الشأن أن يثبت هذا بالتجربة ويقره أهل التخصص ، فإن ثبت كذلك أنه نافع فينبغي أن يسى إليه أو ضار فينبغي أن يجتنب ، والقاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار .
          طيب نكتفي بهذا القدر وإلى هنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
          --------------
          أ – يشير الشيخ حفظه الله إلى الحديث الذي أخرجه مسلم كما أشار وفقه الله وذلك في كتاب السلام باب حق المسلم للمسلم رد السلام قال : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلاَءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ .
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 11-Jun-2014, 12:26 AM.

          تعليق


          • #6
            رد: [حصري] التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

            في هذه المشاركة أضع خطبة الشيخ مقبل من دون أي تعليق أو تخريج والله الموفق .
            من أحكام الصيام الخطبة الأولى :
            إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
            ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
            ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[النساء: 1].
            ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70-71]
            أما بعد :
            فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ –وفي رواية- وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ .
            هذه الخمسة تعتبر أركان الإسلام ، ومن أعظم نعم الله على عباده أن جعلها مكفرات لذنوبهم ، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان كان إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره واجتهد في العبادة وهكذا كان سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم وشهر رمضان كما أن فيه صحة لجسدك فيه أيضا كسر لشهوتك فقد جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :" يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ "
            وإنك لتجد خصائص لشهر رمضان ، فتجد المتصدق وتجد الذاكر وتجد المسبح وتجد المصلي وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول " إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ" . ومعنى" صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ" أنها تغل ، والمراد بالشياطين ها هنا كما جاء مقيدا ، المراد به هم مردة الجن ، وإلا فبقي شياطين الإنس ، ذكرنا هذا حتى لا تقول إننا نجد بعض الخصومات ونجد بعض الفتن في رمضان فبقي صغار الشياطين وبقي شياطين الإنس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجود الناس –أي من أكرم الناس- وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرىن فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ، كان كريما في جميع أوقاته ، لكن يكون أكرم منها في رمضان ، أكرم منها في غير رمضان .
            كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجود الناس ، أي أكرم الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ، كان كريما في جميع أوقاته ، لكن يكون أكرم منها في غير رمضان ، وينبغي لأمته أن تقتدي به صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ونريد أن نبين شيئا ، من أحكام رمضان التي ربما يجهلها بعض الناس ، وربما يجهلها بعض طلبة العلم .
            إنك إذا نسيت في نهار رمضان وأكلت أو شربت فإنه كما جاء في الحديث " ، إِنَّمَا أَطْعَمَكَ اللَّهُ وَسَقَاكَ" ، ولا يلزمك قضاء هذا أمر.
            ثم بعد ذلك ، قال : هذا أمر ثم بعد ذلك ما لو كنت ببيت ثم تسمع المؤذن وشرعت تأكل ، وعلمت أنك قد أكلت في جزء من النهار ، هذا أيضا نرجو أن لا شيء عليك ولا يلزمك القضاء، هكذا أيضا لو حصل غيم، هكذا أيضا من الأمور التي تحصل لبعض الشباب الجماع في رمضان يقول الله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ( قال )وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) فلو أن الشيطان وسوس للشخص أو الشهوة النفسية وجامع في يوم رمضان ، فماذا ؟
            ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقال هلكت ، قال وما أهلكك ، قال وقعت على أهلي في يوم رمضان ، قال هل تستطيع أن تعتق رقبة ؟ قال : لا، قال هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اجلس ، فجلس ، فأوتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعرق من تمر ، فقال خذ هذا وتصدق به ، قال أعلى أفقر مني يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني ، فضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى بدت نواجذه فقال : كله .
            هذا أمر ، ولكن ينظر الفرق بيننا وبين ذلك ، الرجل استشعر المعصية بأنه هلك وفي حديث عائشة في صحيح البخاري قال احترقت يا رسول الله ، استشعر المعصية بأنها حريقة يعني في بعض روايات الحديث قال : احترقت ، اشارة إلى أنه وقع في ذنب عظيم ، خشي على نفسه من الحريق وعذاب الله .
            بخلاف كثير من الناس في زماننا هذا يعصب الله سبحانه وتعالى ويضحك ، بل ربما يتبجح في المجالس بأنه فعل كذا وكذا وكذا ، معشر المسلمين فينبغي لنا أننا إذا علمنا يسر دين الإسلام أيضا ينبغي أن نعلم أن الله شديد العقاب ، فلينظر الشخص من يعصي ، فإنه يعصب الله سبحانه وتعالى ، الذي أووجده من ماء مهين ، الفرق بيننا وبينهم كما سمعتم أن قلوبهم كانت معلقة بالله عز وجل ، ونحن أصبحت قلوبنا معلقة بالدنيا إلا من رحم الله سبحانه وتعالى ،
            وفي حديث عائشة في صحيح البخاري ، احترقت يا رسول الله استشعر المعصية بأنها حريقة ، من الأحكام التي ينبغي أن يتنبه لها وهي أمر تعبدي ، أمر نظري يستوي فيه العالم والجاهل وهو تأخير السحور وتعجيل الفطور ، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول عجلوا الفطروجاء خارج الصحيح وهكذا السحور، ثم يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسحروا فإن في السحور بركة ، قال السحور الأفضل أن تأخره إلى قبل الفجر بقدر ستينآية تتسحر نصف الليل أو تتسحر في أوائل الثلث الأخير ، أسأل الله العظيم أن يرحمنا وإياكم وأن يتوفانا مسلمين والحمد لله رب العالمين .
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 14-Jun-2014, 12:17 PM.

            تعليق


            • #7
              رد: [حصري] التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

              قال الشارح حفظه الله تعالى :
              بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد :
              فما زلنا في هذه الرسالة التي جمعت لشيخنا رحمه الله تعالى فيما يعلق بأحكام الصيام والقيام .
              قال :
              السؤال الأول : هل تجب نية صيام رمضان أم يكفي نية صيام الشهر كله واحدة ؟ ومتى ذلك ؟
              قال :
              الجواب : النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)) . هذا دليل على أنه لا بد من النية في الأعمال ، فالذي يظهر أن ينوي الشخص في كل يوم ، وليس معناه يقول : نويت أن أصوم يوم كذا وكذا من رمضان ، ولكن النية القصد ، فقيامك للسَحور يعتبر نية ، وإمساكك عن الطعام والشراب يعتبر نية .
              وأما حديث : (( مَنْ لَمْ يُبَيِتِ الصَوْمَ فَلَا صَوْمَ لَهُ ))[1] فإنه حديث ضعيف مضطرب وإن حسنه بعض العلماء ، فالصحيح فيه الاضطراب . [2]


              [1]قلت -أبو عبد المهيمن- : الحديث رواه أبو داود في سننه والترمذي في جامعه والنسائي في مجتباه وفي الكبرى وأحمد في مسنده والدارمي في مسنده وابن خزيمة في صحيحه والدارقطني في سننه والطبراني في معجمه الكبير .
              قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ حَفْصَةَ حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَوْلُهُ وَهُوَ أَصَحُّ، وَهَكَذَا أَيْضًا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ الزُّهْرِيِّ مَوْقُوفًا، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَإِنَّمَا مَعْنَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فِي رَمَضَانَ أَوْ فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ أَوْ فِي صِيَامِ نَذْرٍ، إِذَا لَمْ يَنْوِهِ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يُجْزِهِ، وَأَمَّا صِيَامُ التَّطَوُّعِ فَمُبَاحٌ لَهُ أَنْ يَنْوِيَهُ بَعْدَ مَا أَصْبَحَ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاق .
              قَالَ أَبُو دَاوُد: رَوَاهُ اللَّيْثُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، أيضا جميعا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، مِثْلَهُ، وَوَقَفَهُ عَلَى حَفْصَةَ مَعْمَرٌ وَالزُّبَيْدِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيُونُسُ الْأَيْلِيُّ، كُلُّهُمْ عَنْ الزُّهْرِيِّ .
              وقال الدارقطني في سننه :
              رَفَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ الرُّفَعَاءِ، وَاخْتُلِفَ عَلَى الزُّهْرِيِّ فِي إِسْنَادِهِ.فَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَةَ مِنْ قَوْلِهَا.وَتَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَةَ.وَكَذَلِكَ قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ.وَكَذَلِكَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.وَغَيْرُ ابْنِ الْمُبَارَكِ يَرْوِيهِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ.[ ج 2 : ص 136 ] وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي إِسْنَادِهِ.وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ أَيْضًا، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَوْلَهُ.وَتَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ، وَحَفْصَةَ قَالا ذَلِكَ.وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ .
              فأنت ترى مدى الإختلاف في هذا الحديث .
              والحديث أتى بألفاظ :
              مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ
              مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ
              مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ
              مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ
              ولا تعارض بينهما إذ الليل قبل طلوع الفجر .
              وروي الحديث عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا وموقوفا وعن ابن عمر كذلك .

              [2] قال الشارح حفظه الله : فجواب الشيخ حفظه الله تعالىأ أن النية لا بد منها إستدلالا بعموم الأدلة ، وهكذا كذلك على القول على قول من يصحح هذا الحديث فإنه كذلك ، وعلى القول بضعفه فلا يعني ذلك إمتثال حكم ، ولكن كذلك الحكم يبقى وذلك استدلالا بعموم الأدلة لكن على كلا الأمرين ، يعني على صحة الحديث وضعفه فليس أبدا معنى ذلك أن يكون معنى النية التلفظ بها ، لا تلفظ بها فردي ولا تلفظ جماعي ، فمن التلفظ الفردي أن يقول الإنسان مثلا نويت أن أصوم يوم غد كذا وكذا ، أو الجماعي ما يفعله بعض الناس بعد صلاة التراويح أو بعض صلاة المغرب أو بعد صلاة العشاء على أحوال وعادات يفعلها بعض الناس كل ذلك ليس من السنة بل إن التلفظ بالنية في العبادات كما قال شيخ الإسلام نقص في الدين والعقل ، نقص في الدين لأنه بدعة لم يثبت بها دليل من الكتاب ولا السنة ولا أُثِرَ عن سلف الأمة ونقص في العقل لأنه في الحقيقة تحديث بما تعلم النفس أنها تعمله ، وهذا لغو من الأفعال والأقوال ، واللغو لا يفعله العقلاء ، ولهذا قال شيخ الإسلام : وما مثل المتلفظ بالنية إلا كمثل الرجل يأخذ اللقمة فيقول نويت بأخذ هذه اللقمة أكلها والتقوي بها ومضغها وكذا وكذا إلى آخره . فالمتحدث بفعله في الحقيقة فاعل للغو ولا يفعل اللغو عاقل ، وهكذا الذي يتلفظ بالنية ، يأتي للصلاة ويقول نويت أن أصلي صلاة العصر أربعا حاضرا مأموما ، ماذا أراد بذلك ؟ أيريد أن يحدث نفسه ؟ فنفسه تعلم ذلك ، أم يريد أن يحدث الله عز وجل ، الله أعلم بذلك ، أم يريد أن يحدث الحاضرين ؟ فالحاضرين يعلمون بذلك ، فإذن ما الفائدة من هذا ، هو لغو من الكلام ، فهو في الحقيقة نقص في العقل ونقص في الدين ، وأما ما ينقل عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فهو خطأ نُقِلَ عنه ، فإنهم نقلوا عنه أنه قال إنه لا تصح الصلاة إلا بلفظ ، وهذه العبارة كما وجهها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إنما معناها : لا تصح الصلاة إلا بالتكبير ، هذا مراد الإمام الشافعي ، خلافا للحنفية وأهل الراي الذين لا يقولون بذلك ويؤيد ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام : تحريمها التكبير ، الصلاة ، وفهم بعض المتأخرين من الشافعية أن مراد الإمام الشافعي التلفظ بالنية ، وهذا خطأ ، بل صح عنه رحمه الله تعالى النهي عن ذلك في كتبه كما نقل عنه شيخ الإسلام في مواضع ومعناه موجود في كتابه الأم ، فالتلفظ بالنية من البدع والمحدثات وهو نقص في العقل والدين ، بل إن إمرار لفظ النية على القلب مع العبادات من البدع والمحدثات ، إمرار لفظ النية ليس فقط التلفظ ، حتى إمرار لفظ النية يعني الإنسان قبل أن يؤذن المؤذن يمر على قلبه نويت أن أصوم يوم غد الخميس الموافق كذا وكذا من شهر مضان لعام كذا وكذا ، هذا الإمرار على القلب نقص كذلك في العقل والدين فلا حاجة لإمرار لفظ النية ، فالنية لغة وشرعا : القصد ، القصد المقترن بالفعل ، فأنت إذا قصدت العبادة كان ذلك نية ، تقصد هذه العبادة مقترنا بفعلها حصلت النية المقصودة .
              ------------------
              أ سبق لسان من الشيخ والصواب رحمه الله تعالى .

              تعليق


              • #8
                رد: [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

                قال الشارح حفظه الله تعالى :
                السؤال الثاني : هل هناك ألفاظ لنية الصيام ؟ وهل يجوز الجهر بها ؟ وهل هناك أدعية عند الإفطار ؟ وهل يجوز الجهر بها ؟
                جواب : ليس هناك ألفاظ لنية الصيام ، والصحيح أنه لا يجهر بها في شيء من العبادات ؛ حتى في الحج ، والقائلون بأنه يجهر في الحج لم يأتوا بدليل إلا ما جاء أن الذي قال : لبيك عن شبرمة ؛ فعن شبرمة يحتمل أنه أَحُجُّ عن شبرمة ، والحج بمعنى القصد ، ويحتمل أنه : نويت عن شبرمة، فيقال كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم[1] .
                قال رحمه اله تعالى :
                وأما الأدعية : فمن أهل العلم من يقول : ثبت حديث : ((ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ))[2] ، والذي يظهر أنه لا يثبت حديث في الدعاء بخصوصه ، وإلا فقد ثبت : أن للصائم دعوة مستجابة عند فطره . فأنت تدعو الله بالمغفرة وأن يشفيك ، وإلى ما تحتاج إليه من الأمور[3] .




                [1] قال الشارح حفظه الله :يعني حج عن نفسك ثم حج عن شبرمةأ. وهذا في الحقيقة ليس تلفظ بالنية بل هو شروع في العبادة ، الإهلال بالحج : اللهم إني أهل بعمرة أو أهل بحج ، هذا يسمى في الحقيقة إهلال بالعبادة والحج أوالنسك عمرة ، كما أنك لا تدخل الصلاة إلا بتكبيرة الإحرام فلا تدخل الحج إلا بلفظ ، ليس هو تلفظ إذ لو كان تلفظ لقال نويت أن أحج كذا وكذا وكذا فعلم أن التلفظ بالنية لا يشرع في شيء من العبادات حتى الحج ، وهذا هو الصحيح ، وقوله : لا يجهر بها في شيء ، قلنا : ليس فقط لا يجهر بها بل حتى لا يمر بلفظها على قلبه ولو لم يجهر بها ، فإن ذلك من البدع كذلك ، لأن الإنسان قد يكون تعود بدعة من البدع فيستحي أن يجهر بها بلسانه بعد إذ علم أنها بدعة فيمرها على قلبه مرورها على القلب : بدعة ، إذ أنه يرى أن صلاته لا تصح إلا بهذه النية ، إمرارها على القلب ، وهذا مع ما فيه من المخالفة والنقص كما قلنا في العقل والدين كذلك فيه إضرار بهذا الإنسان إذ يدخله في باب الوسوسة ، كم من الناس يدخلون في باب الوسوسة بسبب ماذا ؟ بسبب التلفظ بالنية .
                --------------------
                أ – رواه أبو داود في سننه في كتاب المناسك باب الرجل يحج عن غيره قال : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِىُّ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِىِّ الْمَعْنَى وَاحِدٌ قَالَ إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَزْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ قَالَ مَنْ شُبْرُمَةَ قَالَ أَخٌ لِى أَوْ قَرِيبٌ لِى قَالَ حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ قَالَ لاَ قَالَ حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ .
                وأخرج الحديث ابن ماجه في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والطبراني في الأوسط والكبير وغيرهم .
                واختلف في رفعه ووقفه والكلام فيه يطول وليس هذا موضعه إذ نحن مع الصيام الحاصل أن ممن رجح وقفه الإمام أحمد وابن معين وابن المنذر والطحاوي .

                [2] قلت -أبو عبد المهيمن- : الحديث رواه أبو داود في سننه والنسائي في الكبرى ومن طريقه ابن السني في عمل اليوم والليلة والبزار في مسنده المعلل والدارقطني في سننه والحاكم في مستدركه .
                قال البزار : وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم إلاَّ مِن هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
                وقال الدارقطني : تَفَرَّدَ بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ . وتابعه الحافظ وأقره على تحسين الإسناد .
                وقال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا بِالْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ وَمَرْوَانَ بْنِ الْمُقَنَّعِ .[مروان بن المقفع لم يحتج به البخاري ولا مسلم ولم يخرجوا له والحسين بن واقد لم يخرج له البخاري إلا تعليقا .]
                وحسن إسناده العلامة محدث العصر الألباني رحمه الله .

                [3] قال الشارح حفظه الله :يعني ... وهذا من فقه الشيخ وأدبه في الخلاف ، الشيخ رحمه الله يرى أن الحديث ضعيف ومع ذلك أنظروا ماذا يقول ، قال : فمن أهل العلم من يقول : ثبت حديث ((ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ ... )) إلى آخره ، يعني إن شئت قلت بذلك إن كنت مع هؤلاء ، قال والذي يظهر –يعني عندي- والعلم عند الله لا يثبت حديث في خصوصه ، يعني لم يثبت حديث في دعاء خاص عند الإفطار لكن يدعو الإنسان ما شاء من الأدعية بحسب ما يناسب حاله ومقامه .


                طيب ننتقل إلى الأسئلة .
                1. يقول بعض المؤذنين في بلدتنا هذه يؤذنون الفجر قبل هذا التقويم الصحيح بثلاث دقائق أو دقيقتين ، هل نمسك معهم أو لا نبالي بهم ؟
                الجواب : إذا استيقنت أنهم يؤذنون قبل الوقت الصحيح فلا تبالي بهم ، لا تبالي بهم فأنت تمسك على الوقت الشرعي الصحيح واحرص على هذا .
                2. يقول هل الغيبة تشمل غير المسلمين أم لا ؟
                الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ، أي المسلم أما غير المسلم فإن كان ذكره بما فيه لمصلحة فهو جائز وإن كان لغير مصلحة فهو من القيل والقال الذي نهيت عنه ، هو من القيل والقال الذي نهيت عنه ، ويخشى كذلك أن يكون من الهوى والله عز وجل حذرك من الهوى لأنك تهوى التشفي بذكر عيوب الآخرين ، فلا حاجة لك لذلك ، فإذن لا فائدة من ذكر هذا ، ولو كان الكافر الحربي ليس له حرمة ، مع العلم أن الكافر غير الحربي من المستأمن والذمي وهكذا كذلك من كان بمعناه له حرمة فينبغي أن تحافظ .
                3. يقول ما حكم تنبيه الإمام للمأمومين قبل الصلاة بإغلاق الجوال ؟
                إذا كان هنالك حاجة لذلك ، فلا بأس وإذا كان لا حاجة لذلك لا تكون من سنة الإمام كل صلاة يقول : أغلقوا الجولات ، لا ما في حاجة لذلك ، أما إذا لزم الأمر ، رأى بعض الجولات تعمل أو رأى أناس يتساهلون فلا بأس أن ينبه أحيانا .
                4. يقول هل يجوز إغلاق الجوال أثناء الصلاة ؟ وهل هناك حد للحركة ؟
                الجواب : نعم يجوز إغلاق الجوال أثناء الصلاة ، وليس هناك حد للحركة ، ولكن كل حركة تخرج المصلي كونه مصليا يمنع منها ، وأما الحركة اليسيرة التي يكون بها إلاق الجوال فهذا مما لا بأس به ، بل قد يجب حتى لا يشوش على المصلين ، وأما تحديد الحركة بثلاث حركات هذا لم يثبت .
                5. يقول ما رأيكم بالتسمية باسم رمضان ؟
                جائز ، ما فيه دليل يمنع أن يسمى أحد برمضان ، وأما حديث رمضان اسم من أسماء الله فهو ضعيف أ، لم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام .
                6. يقول هل الثوب الذي أصابه شيء من الروائح الكحولية نجس ؟
                الصواب أنه ليس بنجس ، حتى لو أصابه الخمر ، والصحيح أن الخمر ليس بنجس ولكنه رجس وفرق بين الرجس والنجس ، الرجس الخبيث والنجس هو الذي ليس بطاهر لكن ينبغي للإنسان أن يتنزه عن الرجس ، يعني عن الشيء الخبيث .
                ----------------
                أ – أخرجه ابن عدي في الكامل قال : حَدثنا علي بن سعيد، حَدثنا مُحمد بن أبي معشر، حَدَّثني أبي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال رسول الله صَلى الله عَليه وسلم: لا تقولوا رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا شهر رمضان.
                وقال: لا أعلم يروي غير أبي معشر بهذا الإسناد.
                وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق أبي معشر به .
                وأخرجه البيهقي من طريق ابن عدي في السنن الكبير في كتاب الصوم باب ما روي في كراهة قول القائل : جاء رمضان ، وذهب رمضان قال : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا ابْنُ نَاجِيَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ. ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، وَأَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّامِغَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا تَقُولُوا رَمَضَانُ، فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ "،
                وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَازِنُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ هُوَ نَجِيحٌ السِّنْدِيُّ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدْ قِيلَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ قَوْلِهِ، وَهُوَ أَشْبَهُ .
                والخلاصة أن في السند ابن أبي معشر هو : محمد بن نجيح بن عبد الرحمن السندي صدوق وأبوه نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف وقد قال ابن حبان فيه : كان ممن اختلط في آخره عمره وبقي قبل أن يموت سنتين في تغير شديد لا يدري ما يحدث به فكثر المناكير في روايته من قبل اختلاطه فبطل الاحتجاج به .
                7. يقول هل يجوز الآذان والإقامة في الجماعة الثانية بعد أن صلى الناس جميعا الصلاة المفروضة ؟
                الجواب : إن لم يؤذن ولم يسمع الآذان فيؤذن ويقيم لقول النبي عليه الصلاة والسلام "فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ"أ
                8. يقول لدينا امرأة عجوز تجاوز عمرها المائة عام وهي في حالة من الخرف العجز يتعذر عليها آداء الصيام والصلوات ، فنرجوا إفادتنا ما الواجب تجاهها ؟ هل كفارة الإطعام ؟ أو ماذا ؟ وهل يجوز إخراج كفارة الإطعام نقودا ؟ نرجوا الإفادة بشكل مفصل وجزاكم الله خيرا .
                وأنت جزاك الله خيرا ، ونسأل الله عز وجل أن يختم لنا ولهذه المرأة ولسائر الحاضرين والمسلمين بحسن الختام أما جواب هذا السؤال فإن كانت هذه المرأة قد رفع عنها القلم بفوات وذهاب عقلها بهذا الخرف فإنه لا شيء عليها ، لا صيام ولا صلاة ولا كفارة من إطعام أو غيره لقول النبي عليه الصلاة والسلام "وضع -وفي رواية – رفع القلم عن ثلاثة " ومن هؤلاء قال "المعتوه حتى يفيق" وهكذا الكبير في السن إذا خرف وذهب عقله رفع عنه التكليف ، وأما إذا كان عقله موجودا أو يذهب ويأتي فإنه يجب عليه عند ذلك إن لم يستطع الصيام الإطعام على أوليائه كما قال سبحانه ﴿وعلى الّذِين يطِيقونه فِدْيةٌ طعام مِسْكِينٍ﴾[ البقرة:184] والخطاب لمن يعقل الخطاب وأما من لا يعقل الخطاب فليس له هذا الخطاب ، فالخطاب للذي يعقله إن كان لا يستطيع الصيام فإنه ينتقل إلى الإطعام وأما من لا يعقل الخطاب فليس عليه لا صيام ولا إطعام وهكذا كذلك الصلاة ، إن كانت تعقل في وقت ولا تعقل في وقت آخر فالوقت الذي تعقل فيه تصلي بحسب ما يتيسر لها ، إن استطاعت أن تتوضأ توضأت ، ما تستطيع تتيمم ، إن استطاعت أن تصلي قائمة صلت قائمة ، ما تستطيع تصلي قاعدة ، ما تستطيع تصلي على جنب ﴿فاتّقوا اللّه ما اسْتطعْتمْ ﴾[ التغابن:16] "وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ" وكما قال كذلك عليه الصلاة والسلام "صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ" حديث عمران المشهور والله تعالى أعلم .
                طيب نكتفي بهذا القدر وإلى هنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
                -------------------
                أ – متفق عليه .
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 28-Jun-2014, 01:47 AM.

                تعليق


                • #9
                  رد: [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

                  قال الشارح حفظه الله تعالى :
                  بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصجبه وسلم .
                  سئل شيخنا رحمه الله تعالى قال السائل :
                  [السؤال الثالث :] إذا استيقظ شخص بعد طلوع الفجر من النوم من أول أيام رمضان ، فأكل وهو لا يعلم بأن هذا اليوم رمضان فأُخبر بعدها فهل له أن يصوم أو يُفطر ؟
                  جوابٌ : نعم يصوم ولا يضره لأنه ظن بقاء الليل ، فيصوم وصومه صحيح [1].

                  [1] قال الشارح حفظه الله :وجواب الشيخ يحمل على ما إذا كان لا يعلم بدخول الصبح ، ولكن الظاهر أن سؤال السائل أنه لا يعلم بدخول رمضان ، فإذا كان الأمر كذلك فيسدل له بما يناسبه ، وهو ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه بالصيام في يوم عاشوراء أن يمسكوا في وسط النهارأ ، وذلك لا يعني أنه يسقط عنهم القضاء ، لأنه في الحقيقة أفطروا ذلك اليوم ، فإذن من كان لا يدري بدخول رمضان عليه فأكل أو شرب ثم تبين له أن هذا هو أول يوم من أيام رمضان ، فالصحيح والله تعالى أعلم أنه يجب عليه مواصلة الصيام ، يمسك بقية يومه للحديث الذي سمعناه وهو كذلك عليه القضاء لأنه أفطر ذاك اليوم .
                  ----------------------
                  أ – يشير الشيخ حفظه الله إلى الحديث المتفق عليه من حديث سلمة الأكوع حيث رواه البخاري في صحيحه في كتاب الصوم باب إذا نوى بالنهار صوما قال : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلاً يُنَادِى فِى النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أَنْ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلاَ يَأْكُلْ .
                  ويلاحظ أن هذا الحديث من ثلاثيات البخاري رحمه الله تعالى اي أنه ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث رجال :
                  أولهم : أبو عاصم : وهو الضحاك بن مخلد النبيل .
                  ثانيهم : يزيد بن أبي عبيدة الأسلمي مولى سلمة .
                  ثالثهم : الصحابي الجليل سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي رضي الله عنه .
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 28-Jun-2014, 01:47 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

                    قال الشارح حفظه الله :
                    السؤال الرابع : هل للشخص الذي يشك في دخول رمضان أن يصوم يوماً قبله ؟
                    جواب : من الحنابلة من يقول ذلك ، لكن الصحيح أنه لا يصام[1] لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : (( لا تقدموا رمضان بيوم ولا يومين ))[2] . وجاء عن عمار بن ياسر[ رضي الله عنه :] من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم [3]. فالصحيح أنه لا يُصام[1] ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً[4])) .
                    فلم يبق شيء بعد هذا البيان[5] .



                    [1] قال الشارح حفظه الله : يعني يوم الشك .

                    [2] قال الشارح حفظه الله : يعني بصيام يوم ولا يومين .
                    قلت -أبو عبد المهيمن- : أخرجه البخاري معلقا قال : باب هَلْ يُقَالُ رَمَضَانُ أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ وَمَنْ رَأَى كُلَّهُ وَاسِعًا وَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَالَ لاَ تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ .
                    ورواه مسندا في كتاب الصوم باب لا يتقدمن رمضان يصوم يوم ولا يومين قال : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ .
                    ومسلم في صحيحه في كتاب الصيام باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَلِىِّ بْنِ مُبَارَكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ .

                    [3] قلت -أبو عبد المهيمن- : أخرجه البخاري معلقا قال : باب قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا وَقَالَ صِلَةُ عَنْ عَمَّارٍ مَنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم .
                    ووصله الحافظ ابن حجر كما في تغليق التعليق قال : وأما حديث عمار، فقرأت على عبد الله بن عمر الحلاوي: أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ حَفَنْجَلَةُ، أنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَأُتِيَ بِشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ، فَقَالَ: كُلُوا، فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ عَمَّارٌ: " مَنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم "
                    ورواه أبو داود في سننه في كتاب الصوم باب كراهية صوم يوم الشك قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عَمَّارٍ فِى الْيَوْمِ الَّذِى يُشَكُّ فِيهِ فَأُتِىَ بِشَاةٍ فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ فَقَالَ عَمَّارٌ مَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم .
                    والحديث أخرجه كذلك الترمذي في جامعه والنسائي في مجتباه وابن ماجه في سننه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في مستدركه –وقال هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وهو ليس كذلك إذ أنه لم ترد رواية لأبي خالد الأحمر عن عمرو بن قيس الملائي ولا لعمرو بن قيس عن أبي إسحاق ولا لصلة بن زفر عن عمار بن ياسر رضي الله عنه - .

                    [4] قلت -أبو عبد المهيمن- : حديث متفق عليه رواه البخاري في كتاب الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم وإذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا قال : حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضى الله عنه يَقُولُ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّىَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ .
                    ومسلم في صحيحه في كتاب الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيه الهلال وأنه إذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يوما قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلاَّمٍ الْجُمَحِىُّ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ يَعْنِى ابْنَ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمِّىَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ .

                    [5] قال الشارح حفظه الله : ومعناه : أنه لا يجوز أن يصام يوم الشك إلا فيما كان يصومه الإنسان ، أما يصومه من أجل الشك فهذا عين المعارضة لحديث النبي عليه الصلاة والسلام بل للأحاديث الكثيرة المروية عنه .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

                      قال الشارح حفظه الله : قال :
                      السؤال الخامس : وإذا نام شخص قبل الإفطار ولم يستيقظ إلا في صباح اليوم الثاني فهل عليه أن يواصل صومه أو يُفطر ؟
                      جـواب : عليه أن يواصل صومه ، فقد حدث هذا لقيس بن صرمة ، فقد كان يعمل وكان في أول ما فرض الصوم أنه إذا نام فلا يُباح له الطعام ـ أي إذا نام في الليل قبل أن يأكل ـ فلا يُباح له الطعام فرجع إلى امرأته وقال : هل من طعام ؟ قالت : لا ، ولكني أذهب وأطلب لك طعاماً ، فرجعت وقد نام فقالت له : خبت وخسرت أو بهذا المعنى ، ثم ذهب يعمل إلى نصف النهار وغشي عليه[1] ، ثم أنزل الله سبحانه وتعالى: ﴿أحِلّ لكمْ ليْلة الصِّيامِ الرّفث إِلىٰ نِسائِكمْ ۚ هنّ لِباسٌ لكمْ وأنْتمْ لِباسٌ لهنّ ۗ علِم اللّه أنّكمْ كنْتمْ تخْتانون أنْفسكمْ فتاب عليْكمْ وعفا عنْكمْ ۖ فالْآن باشِروهنّ وابْتغوا ما كتب اللّه لكمْ ۚ وكلوا واشْربوا حتّىٰ يتبيّن لكم الْخيْط الْأبْيض مِن الْخيْطِ الْأسْودِ مِن الْفجْرِ ۖ ثمّ أتِمّوا الصِّيام إِلى اللّيْلِ ۚ ولا تباشِروهنّ وأنْتمْ عاكِفون فِي الْمساجِدِ ۗ تِلْك حدود اللّهِ فلا تقْربوها ۗ كذٰلِك يبيِّن اللّه آياتِهِ لِلنّاسِ لعلّهمْ يتّقون﴾[2] [ البقرة:187]


                      [1] قال الشارح حفظه الله : يعني من التعب ، لأنه واصل صيام يومين .

                      [2] قال الشارح حفظه الله : ووجه الشاهد أنه أمر بالمواصلة فكذلك لو أن إنسانا نام يؤمر بالمواصلة ، فإن مرض واضطر فالضرورات تبيح المحظورات لأنه يكون عند ذلك حكمه حكم المريض ، والأصل أن يصابر ويواصل ما استطاع إلى ذلك سبيلا .

                      تعليق


                      • #12
                        رد: [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

                        قال الشارح حفظه الله : قال :
                        السؤال السادس : وإذا كان الشخص يتسحر فأذن المؤذن فهل يجب عليه أن يلقي ما في فمه أم يأكله ؟
                        جواب : أما الذي في فمه فلا يلقه ، ولكن لا يأكل شيئاً بعده ، إلا الماء لما جاء في سنن أبي داود قال عن أبي هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إِذَا أَذَّنَ المُؤَذِنُ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِ أَحَدِكُم فَلْيَأْخُذ مِنْهُ حَاجَتَهُ ))[1] . فلا بأس أن يشرب إذا أذن المؤذن بشرط أن يكون الماء على يده . [2]

                        [1] قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشيخ رحمه الله إلى الحديث الذي رواه أبو داود في سننه في كتاب الصوم باب في الرجل يسمع النداء والإناء في يده قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ مِنْهُ .
                        حماد هو : حماد بن سلمة البصري .
                        والحديث أخرجه أحمد في مسنده والدارقطني في سننه والحاكم في مستدركه -وقال هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وهوليس كذلك فلم ترد رواية حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو في الصحيحين - .
                        قال ابن لأبي حاتم في كتاب العلل : وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ روحُ بنُ عُبادة أ ، عن حمّادٍ ، عن مُحمّدِ بنِ عَمرٍو ، عن أبِي سلمة ، عن أبِي هُريرة ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أنّهُ قال : إِذا سمِع أحدُكُمُ النِّداء والإِناءُ على يدِهِ فلا يضعهُ حتّى يقضِي حاجتهُ مِنهُ.
                        قُلت لأبِي : وروى روحٌ أيضًا عن حمّادٍ ، عن عمّارِ بنِ أبِي عمّارٍ ، عن أبِي هُريرة ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثلهُ ، وزاد فِيهِب : وكان المُؤذِّنُ يُؤذِّنُ إِذا بزغ الفجرُ.
                        قال أبِي : هذانِ الحدِيثانِ ليسا بِصحِيحينِ ، أمّا حدِيثُ عمّارٍ فعن أبِي هُريرة موقُوفٌ ، وعمّارٌ ثِقةٌ ، والحدِيثُ الآخرُ ليس بِصحِيحٍ.
                        وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام":(وهو حديث مشكوك في رفعه في الموضع الذي نقله منه. قال أبو داود: حدثنا عبد الأعلى بن حماد - أظنه عن حماد - عن محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله فذكره.
                        هكذا في رواية ابن الأعرابي عن أبي داود "أظنه" عن حماد. وهي متسعة للتشكك في رفعه وفي اتصاله، وإن كان غيره لم يذكر ذلك عن أبي داود، فهو بذكره إياه قد قدح في الخبر الشك، ولا يدرؤه إسقاط من أسقطه، فإنه إما أن يكون شك بعد اليقين، فذلك قادح، أو تيقن الشك، فلا يكون قادحا، ولم يتعين هذا الأخير، فبقى مشكوكا فيه) ا.هـ
                        وقال العلامة ابن القيم في "حاشية السنن":(هذا الحديث أعله ابن القطان بأنه مشكوك في اتصاله. قال: "لأن أبا داود قال أنبأنا عبد الأعلى بن حماد أظنه عن حماد عن محمد بن عمرو عن أبي هريرة فذكره) ا.هـ
                        واختلف عن حماد فرواه :
                        1- روح بن عبادة (أحمد ، والطبري في تفسيره ، والبيهقي في الكبرى)
                        2- وعبد الأعلى بن حماد (أبو داود ومِن طريقه الدارقطني في سننه ، والحاكم)
                        3- وغسان بن الربيع (أحمد)
                        4- وعبيد الله العيشي (البغوي في الجزء الثاني من حديث حماد بن سلمة)
                        5- و 6- وعفان وعبد الواحد بن غياث (الحاكم)
                        كلهم عن حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.
                        • ورواه روح بن عبادة أيضاً (أحمد ، والبيهقي في الكبرى) وكذلك عبد الواحد بن غياث (الحاكم) كلاهما عن حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة مرفوعاً.

                        • ورواه عبد الأعلى أيضاً، عن حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قوله. (البغوي في الجزء الثاني من حديث حماد بن سلمة 26).

                        وقد قال النسائي كما نقله مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال ((حمقاء أصحاب الحديث ذكروا من حديثه حديثا منكرا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: «إذا سمع أحدكم الأذان والإناء على يده».)) .
                        وقد ذكره الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله في أحاديث معلة ظاهرها الصحة مع ذكر قول ابن أبي حاتم فيما نقله عن أبيه .

                        وممن صحح الحديث الحاكم في المستدرك وعبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى وابن حزم في المحلى وشيخ الإسلام كما في شرح العمدة والعلامة الألباني كما في صحيح أبي داود الكتاب الأم وسلسلته الصحيحة .
                        وقد حكى بعض العلماء أن الحديث منسوخ .
                        قال ابن عبد البر في التمهيد :(( وفي هذا دليل على أنّ السحور لا يكون إلا قبل الفجر، لقوله: "إن بلالاً ينادي بليل". ثم منعهم من ذلك عند أذان ابن أم مكتوم، وهو إجماع لم يخالف فيه إلا الأعمش فشذ، ولم يعرج على قوله، والنهار الذي يجب صيامه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، على هذا إجماع علماء المسلمين، فلا وجه للكلام فيه ا.هـ))
                        وقال في "التمهيد":
                        (وقد أجمع العلماء على أن من استيقن الصباح لم يجز له الأكل ولا الشرب بعد ذلك).
                        وقال النووي "شرح صحيح مسلم":
                        (في هذه الأحاديث بيان الفجر الذي يتعلق به الأحكام، وهو الفجر الثاني الصادق).
                        وقال العلامة ابن القيم في "حاشية السنن":
                        (وذهب الجمهور إلى امتناع السحور بطلوع الفجر وهو قول الأئمة الأربعة وعامة فقهاء الأمصار وروى معناه عن عمر وابن عباس.
                        واحتج الأولون بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم". ولم يكن يؤذن إلا بعد طلوع الفجر، كذا في البخاري، وفي بعض الروايات: "وكان رجلا أعمى لا يؤذن حتى يقال له: "أصبحت أصبحت".
                        ------------------
                        أ - روايته هي التي أخرجها الإمام أحمد والطبري في تفسيره والبيهقي في سننه الكبير .
                        ب – ذكر بن حزم في المحلى أن الذي زاد هذه الزيادة هو عمار بن أبي عمار .

                        [2] قال الشارح حفظه الله :
                        وهذا الحديث كان شيخنا رحمه الله يحسنه كما ها هنا ولكن تراجع عن تصحيحه مؤخرا فأخره في الأحاديث المعلة ، ذكره في أحاديث معلة ، فقد رجح ابن أبي حاتم وغيره وقفه على أبي هريرة ، وقد اختلف أهل العلم في العمل بهذا المعنى فمن أهل العلم من قال بما في هذا الحديث استدلالا به ، ومن أهل العلم من لم يقل به إعتمادا على تصحيح هذا الحديث أو تضعيفه ، بل بعضهم حتى مع ضعفه مرفوعا وصحته موقوفا لا يزال يقول به لأنه يقول أن هذا ليس من قيبل الرأي ، فأبو هريرة لا يفعل ذلك ولو كان موقوفا إلا بشيء علمه عن النبي عليه الصلاة والسلام .
                        فالأمر في هذا واسع فهو خلاف بين أهل العلم من أهل العلم من يقول به ومن أهل العلم من لا يقول به ، وإذا استطاع أن يحتاط الإنسان فهو أحوط وأكمل وأبرأ .

                        تعليق


                        • #13
                          رد: [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

                          قال الشارح حفظه الله : قال :
                          السؤال السابع : هل ثبت من فضل للشخص الذي يموت في هذا الشهر ، وأنه يدل على صلاح الميت ؟
                          جواب : ورد[1] ولكنه لم يثبت . [2]


                          [1] قلت -أبو عبد المهيمن- : وجدت حديثا رواه أحمد في مسنده قال : حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ قَالاَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّىِّ عَنْ نُعَيْمٍ قَالَ عَفَّانُ فِى حَدِيثِهِ ابْنِ أَبِى هِنْدٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَسْنَدْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم إِلَى صَدْرِى فَقَالَ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ حَسَنٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ .
                          حسن هو : الحسن بن موسى الأشيب . ثقة .
                          عفان هو : عفان بن مسلم الباهلي . ثقة ثبت .
                          قال الحافظ في المطالب العالية : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ، قَالَ عَفَّانُ فِي هَذَا: ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا.....
                          فَذَكَرَهُ، وَرَوَاهُ الْحَارِثُ مُطَوَّلًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ فِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ فِي بَابِ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ .
                          وأظن أن الشيخ يقصد الحديث الذي رواه البزار في مسنده المعلل المشهور بالبحر الزخار قال : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْحَارِثِ النَّمَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ خُتِمَ لَهُ بِصِيَامِ يَوْمٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ»
                          قال البزار رحمه الله : وَلَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وَلَا عَنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ .
                          وفي السند بشر بن آدم البصري صدوق فيه لين ، و الحسن بن عجلان بن أبي جعفر الجفري تركه غير واحد منهم ابو داود السجستاني وأحمد بن حنبل والنسائي .

                          [2] قال الشارح حفظه الله : يعني لم يثبت حديث صحيح صريح في فضيلة الموت في شهر رمضان ، لكن من مات على عمل صالح فيرجى له أكثر ، من مات وهو صائم ، من مات وهو يصلي ، من مات وهو يقرأ القرآن ، ليس كمن مات وهو في معاصي أو في مباح حتى ، فقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن المرا يبعث يوم القيامة على ما مات عليه ، الإنسان يبعث يوم القيامة على ما مات عليه فمن مات وهو ملبي يبعث ملبيا يوم القيامة ، ومن مات وهو يصلي يبعث مصليا يوم القيامة ، ومن مات وهو يقرأ القرآن يبعث وهو يقرأ القرآن يوم القيامة ، ومن مات وهو يشرب الخمر والعياذ بالله أو يغني أو يلعب ويلهو ويعبث فيبعث على ما مات عليه يوم القيامة .

                          تعليق


                          • #14
                            رد: [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

                            قال الشارح حفظه الله : قال :
                            السؤال الثامن : ما حكم المرأة الحامل إذا أفطرت في رمضان خوفاً على جنينها ، والمرأة على رضيعها ؟
                            جواب : اختلف العلماء ، فمنهم من يقول : يجب عليها أن تقضي ومنهم من يقول : تقضي وتُكفر ، ومنهم من يقول : ليس عليها قضاء وعليها كفارة [1]، ومنهم من يقول : ليس عليها قضاء ولا كفارة ، ويستدل بحديث أنس بن كعب الكلبي[2] أنه قدم إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال له : (( كُلْ )) قال : إني صائم ، قال : (( أما علمت أن الله وضع شطر الصلاة عن المسافر ، والصوم عن الحامل والمرضع )) ، فاستدلوا بهذا على أنه ليس عليها شيء . والذي يظهر لي أن عليها القضاء فقط ، فلا تلزمها كفارة ، ولا تجزئ ، فيلزمها القضاء لقوله تعالى :
                            ﴿ أيّامًا معْدوداتٍ فمنْ كان مِنْكمْ مرِيضًا أوْ علىٰ سفرٍ فعِدّةٌ مِنْ أيّامٍ أخر ۚ ﴾[ البقرة:184][3]


                            [1] قال الشارح حفظه الله : يعني الإطعام .
                            [2] قلت -أبو عبد المهيمن- : يشير الشيخ رحمه الله إلى الحديث الذي رواه أبو داود في سننه في كتاب الصوم باب اختيار الفطر قال : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ الرَّاسِبِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِىُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ إِخْوَةِ بَنِى قُشَيْرٍ قَالَ أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْتَهَيْتُ أَوْ قَالَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَأْكُلُ فَقَالَ اجْلِسْ فَأَصِبْ مِنْ طَعَامِنَا هَذَا فَقُلْتُ إِنِّى صَائِمٌ قَالَ اجْلِسْ أُحَدِّثْكَ عَنِ الصَّلاَةِ وَعَنِ الصِّيَامِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ شَطْرَ الصَّلاَةِ أَوْ نِصْفَ الصَّلاَةِ وَالصَّوْمَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَعَنِ الْمُرْضِعِ أَوِ الْحُبْلَى وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعًا أَوْ أَحَدَهُمَا قَالَ فَتَلَهَّفَتْ نَفْسِى أَنْ لاَ أَكُونَ أَكَلْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
                            والحديث أخرجه الترمذي في جامعه -وقال حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَلَا نَعْرِفُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ هَذَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ، وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ تُفْطِرَانِ وَتَقْضِيَانِ وَتُطْعِمَانِ.- والنسائي في مجتباه والكبرى وابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده وابن خزيمة في صحيحه وعبد الرزاق في مصنفه .
                            [3] قال الشارح حفظه الله : والأمر كما سمعنا إختلف أهل العلم في الحامل والمرضع على أقوال كثيرة ، ورجح الشيخ رحمه الله أن عليها القضاء فقط فلا تلزمها كفارة ، وهذا ما يدل عليه ظاهر الأدلة ، وزاد بعض أهل العلم أنها إذا تتابع عليها الحمل والرضاع وكثرة القضاء فيجوز لها أن تطعم عن كل يوم مسكين ما دامت لا تستطيع ولا تطيق القضاء لكثرته فإن المرأة إذا تراكم عليها القضاء في سنة هي حامل فأفطرت وأخرى نفاس فأفطرت وأخرى مرضع فأفطرت ، ويجتمع عليها من الحيض ما يجتمع فيتراكم عليها ....أ السنين بل ربما في السنة الواحدة أيام كثيرة فإذا كان كذلك وهي ضعيفة لم تستطع الصيام مع وجود زوجها ، هنا رخص بعض أهل العلم لها الإطعام فقط ما دامت لا تستطيع القضاء لعموم قوله سبحانه ﴿ وعلى الّذِين يطِيقونه فِدْيةٌ طعام مِسْكِينٍ ۖ ﴾[ البقرة:184] فهي ممن يلحقها هذا الحكم بتراكم القضاء عليها .
                            ---------------------
                            أ – كلمة غير مفهومة .

                            تعليق


                            • #15
                              رد: [حصري] تفريغ التعليق على رسالة فتاوى الصيام والقيام للشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد الله بن بريك .

                              قال الشارح حفظه الله : قال :
                              السؤال التاسع : ما حكم من أصابها الحيض وهي صائمة قبل الإفطار بفترة بسيطة[1] ؟
                              جواب : يجب عليها أن تقضي ذلك اليوم ، إذا كان المؤذن يؤذن على الوقت ، أما إذا غربت الشمس وجاءها الحيض والمؤذن لا يؤذن إلا مثل أذان الشيعة وقد أظلمت السماء فصومها صحيح ، ولا يجب عليها القضاء[2] .

                              [1] قال الشارح حفظه الله : والأفضل أن يقول بفترة قليلة ، لأن البسيط في اللغة الواسع فهو بمعنى الكثير ، لكن اشتهر هذا في عرف الناس وهو على خلاف الأفصح في اللغة .

                              [2] قال الشارح حفظه الله : إذن نفصل في الوقت إذا كان ظهور الحيض قبل غروب الشمس وتحلة الفطر فإذن عليها القضاء لأنه من مبطلات الصيام ، وأما إذا كان ظهوره بعد دخول الوقت ولو لم يؤذن المؤذن فآذان المؤذن لا يعتبر في مثل هذه الحالة ، لأن العبرة بماذا ؟ بدخول الوقت ، ليس بآذان المؤذن ، المؤذن قد يخطئ في الآذان ، لكن العبرة بدخول الوقت .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X