إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

سُنّة رَاشٍدَة لِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيّ فِي صَلَاة العٍيد فٍي المَسْجِد لِضَعَفَة ِالنّاس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مدارسة] سُنّة رَاشٍدَة لِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيّ فِي صَلَاة العٍيد فٍي المَسْجِد لِضَعَفَة ِالنّاس

    الحمد لله وبعد،

    فإنّ من نعم الله على عباده أن يوفقهم لإتباع السنن واقتفائها ومن ذلك ما وقعت عليه منذ سنتين تقريبا مقال في الورقات تكلم فيه صاحبه عن سنّة صلاة العيد في المسجد لضعفة الناس وأهل الأعذار وتوافق هذا ما نراه جميعا من موقف كبار السنّ هنا عندنا في تونس من إحياء سنة الصلاة في المصلى فأردت نقل الآثار وكلام العلماء الذي يتيسر لي لعل مشايخنا يعلقون على كل هذا والله نسأل الإخلاص والقبول:

    أورد البيهقي (توفي سنة 458هـ) في السنن الكبري (434/3) :

    بَابُ الْإِمَامِ يَأْمُرُ مَنْ يصَلِّي بِضَعَفَةِ النَّاسِ الْعِيدَ فِي الْمَسْجِدِ
    رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

    6259 - أَخْبَرَنَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَيْسٍ يُحَدِّثُ عَنْ هُزَيْلٍ، أَنَّ عَلِيًّا

    " أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ يَوْمَ أَضْحَى , وَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا ".

    وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ , وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ رَكْعَتَيِ الْعِيدِ مَفْصُولَتَيْنِ عَنْهُمَا.

    6260 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنبأ الرَّبِيعُ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

    " صَلُّوا يَوْمَ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ , رَكْعَتَانِ لِلسُّنَّةِ , وَرَكْعَتَانِ لِلْخُرُوجِ "

    قَالَ: وَقَالَ الشَّافِعِيُّ حِكَايَةً، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:

    أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ يَوْمَ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ ".

    وَكَذَلِكَ رَوَاهُ بُنْدَارٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

    6261 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ , أنبأ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو غَسَّانَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍ وَاللَّفْظُ لِأَبِي غَسَّانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

    " مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ إِلَى الْمُصَلَّى , قَالَ: وَالْخُرُوجُ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ مِنَ السُّنَّةِ، وَلَا يَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ إِلَّا ضَعِيفٌ أَوْ مَرِيضٌ " , زَادَ مُعَاوِيَةُ: " لَكِنِ اخْرُجُوا إِلَى الْمُصَلَّى وَلَا تَحْبِسُوا النِّسَاءَ ". اهــ

    أورد ابن المنذر النيسابوريّ (توفي سنة 319هـ)
    ذِكْرُ الْخُرُوجِ إِلَى الْمُصَلَّى لِصَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

    2116 - حَدَّثَنَا عَلَّانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:

    كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلَاةُ ".

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالسُّنَّةُ أَنْ يَخْرُجَ النَّاسُ إِلَى الْمُصَلَّى فِي الْعِيدِ فَإِنْ ضَعُفَ قَوْمٌ عَنِ الْخُرُوجِ إِلَى الْمُصَلَّى، أَمَرَ الْإِمَامُ مَنْ يُصَلِّي لِمَنْ تَخَلَّفَ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ الضَّعْفِ فِي الْمَسْجِدِ، وَرُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ أَمَرَ بِذَلِكَ.

    2117 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ،
    عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ، أَنَّ عَلِيًّا، أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْعِيدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ "

    2118 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:

    رَأَى عَلِيٌّ أُنَاسًا يَذْهَبُونَ يَوْمَ الْعِيدِ فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟
    فَقَالُوا: يَأْتُونَ الْمَسْجِدَ،
    فَقَالَ: " إِنَّمَا الْجَمَاعَةُ فِي الْجَبَّانَةِ،
    وَأَمَرَ رَجُلًا فَصَلَّى بِهِمْ وَكَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يَسْتَحْسِنُ ذَلِكَ، وَكَانَ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو ثَوْرٍ يَرَيَانِ ذَلِكَ وَاسْتَحْسَنَ ذَلِكَ أَصْحَابُ الرَّأْيِ.


    وأورد ابن أبي شيبة (توفي سنة 235هـ) في مصنفه :
    كِتَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

    الْقَوْمُ يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ، كَمْ يُصَلُّونَ؟


    5814 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ، قَالَ:
    قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: إِنَّ ضَعَفَةً مِنْ ضَعَفَةِ النَّاسِ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ إِلَى الْجَبَّانَةِ «فَأَمَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ لِلْعِيدِ، وَرَكْعَتَيْنِ لِمَكَانِ خُرُوجِهِمْ إِلَى الْجَبَّانَةِ»

    5815 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
    «أَنَّ عَلِيًّا أَمَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِضَعَفَةِ النَّاسَ فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ»

    5816 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ هُذَيْلٍ،
    «أَنَّ عَلِيًّا أَمَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِضَعَفَةِ النَّاسِ يَوْمَ الْعِيدِ أَرْبَعًا كَصَلَاةِ الْهَجِيرِ»

    5817 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
    قَالَ: «صَلَّى بِالنَّاسِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ رَكْعَتَيْنِ فِي إِمَارَةِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ»

    5818 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، «أَنَّ عَلِيًّا أَمَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ رَكْعَتَيْنِ»

    قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: «يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ»
    فَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ أَبِي لَيْلَى: يُصَلِّي بِغَيْرِ خُطْبَةٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

    5819 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْمَذْكُورِ الْخَارِقِيِّ، قَالَ:
    «صَلَّى بِنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ عِيدٍ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ رَكْعَتَيْنِ وَخَطَبَ»

    5820 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُرَيْفِ بْنِ دِرْهَمٍ، قَالَ:
    «رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي هُذَيْلٍ، يَأْتِي الْمَسْجِدَ الْأَعْظَمَ يَوْمَ الْعِيدِ»

    قال ابن تيمية (توفي سنة 728هـ) في المجموع (102/24) :
    "وَصَلَاةُ الْعِيدِ قَدْ ثَبَتَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ اسْتَخْلَفَ مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ أَرْبَعًا: رَكْعَتَيْنِ لِلسُّنَّةِ وَرَكْعَتَيْنِ لِكَوْنِهِمْ لَمْ يَخْرُجُوا إلَى الصَّحْرَاءِ فَصَلَاةُ الظُّهْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ".

    وَسُئِلَ شيخ الإسلام رحمه الله - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
    عَنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فِي جَامِعِ الْقَلْعَةِ: هَلْ هِيَ جَائِزَةٌ مَعَ أَنَّ فِي الْبَلَدِ خُطْبَةً أُخْرَى مَعَ وُجُودِ سُورِهَا وَغَلْقِ أَبْوَابِهَا أَمْ لَا؟

    فَأَجَابَ:

    نَعَمْ يَجُوزُ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهَا جُمُعَةً لِأَنَّهَا مَدِينَةٌ أُخْرَى. كَمِصْرِ وَالْقَاهِرَةِ وَلَوْ لَمْ تَكُنْ كَمَدِينَةٍ أُخْرَى فَإِقَامَةُ الْجُمُعَةِ فِي الْمَدِينَةِ الْكَبِيرَةِ فِي مَوْضِعَيْنِ لِلْحَاجَةِ يَجُوزُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ؛ وَلِهَذَا لَمَّا بُنِيَتْ بَغْدَادُ وَلَهَا جَانِبَانِ أَقَامُوا فِيهَا جُمُعَةً فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ وَجُمُعَةً فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ.

    وَجَوَّزَ ذَلِكَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ وَشَبَّهُوا ذَلِكَ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَدِينَتِهِ إلَّا فِي مَوْضِعٍ يَخْرُجُ بِالْمُسْلِمِينَ فَيُصَلِّي الْعِيدَ بِالصَّحْرَاءِ وَكَذَلِكَ كَانَ الْأَمْرُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ.

    فَلَمَّا تَوَلَّى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَصَارَ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ الْخَلْقُ بِهَا كَثِيرًا قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إنَّ بِالْمَدِينَةِ شُيُوخًا وَضُعَفَاءَ يَشُقُّ عَلَيْهِمْ الْخُرُوجُ إلَى الصَّحْرَاءِ فَاسْتَخْلَفَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعِيدَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ خَارِجَ الصَّحْرَاءِ وَلَمْ يَكُنْ هَذَا يُفْعَلُ قَبْلَ ذَلِكَ وَعَلِيٌّ مِنْ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي} . فَمَنْ تَمَسَّكَ بِسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...الخ إجابته رحمه الله.

    قال ابن قدامة المقدسيّ (توفي سنة 620هـ) :
    [بَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ]

    [فَصْلٌ يُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ إذَا خَرَجَ أَنْ يُخْلِفَ مَنْ يُصَلِّي بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ]


    (1403) فَصْلٌ: وَيُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ إذَا خَرَجَ أَنْ يُخْلِفَ مَنْ يُصَلِّي بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ كَمَا فَعَلَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

    فَرَوَى هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَوْ أَمَرْتَ رَجُلًا يُصَلِّي بِضَعَفَةِ النَّاسِ هَوْنًا فِي الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ؟

    قَالَ: إنْ أَمَرْتُ رَجُلًا يُصَلِّي أَمَرْتُهُ أَنْ يُصَلِّيَ لَهُمْ أَرْبَعًا. رَوَاهُ سَعِيدٌ.

    وَرُوِيَ أَنَّهُ اسْتَخْلَفَ أَبَا مَسْعُودٍ، فَصَلَّى بِهِمْ فِي الْمَسْجِدِ.

    (1404) فَصْلٌ: وَإِنْ كَانَ عُذْرٌ يَمْنَعُ الْخُرُوجَ، مِنْ مَطَرٍ، أَوْ خَوْفٍ، أَوْ غَيْرِهِ، صَلَّوْا فِي الْجَامِعِ، كَمَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ «أَصَابَهُمْ مَطَرٌ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَصَلَّى بِهِمْ النَّبِيُّ ﷺ صَلَاةَ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ.» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَابْنُ مَاجَهْ.

    هذا ما تيسر نقله ، ثم إنه ليس من كسبي وما اكتفيت إلا بنقل ما كتبه غيرى هنا.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

  • #2
    رد: سُنّة رَاشٍدَة لِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيّ فِي صَلَاة العٍيد فٍي المَسْجِد لِضَعَفَة ِالنّاس

    وفقك الله أخي وبارك فيك!
    لضيق الوقت أقتصر على نقاط يسيرة:

    أولا:
    لابد من التفريق بين أمرين: بين استخلاف علي -رضي الله عنه- مَن يصلي بالضعفة في المسجد فهذا ثابت، وبين أمره للإمام أن يصليها أربعا فهذا محل البحث والتأمل.

    ثانيا:
    أرفع ما ذكرتَ من الأسانيد الثابتة في الأعلى ما أخرجه ابن أبي شيبة:
    5818 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى،
    «أَنَّ عَلِيًّا أَمَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ رَكْعَتَيْنِ»
    وقد أورده زكريا غلام باكستاني في ما صح من آثار الصحابة 1/ 514.

    قلت عاصم: ويؤيد هذه الرواية ما أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي إسحاق السبيعي ، وقد أورده الناقل في الأعلى، مع أنّ الأظهر عدم سماع أبي إسحاق من علي -رضي الله عنه- وإن ثبتت رؤيته له.

    ثالثا:
    قال زكريا غلام باكستاني:
    وما ورد عنه أنه أمر بالصلاة أربع ركعات ففيه نظر ا.هــ كلامه

    قلت : وجه هذا النظر هو الضعف في الأسانيد:
    1- فرواية ابن أبي شيبة:
    5814 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ، قَالَ:
    قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: إِنَّ ضَعَفَةً مِنْ ضَعَفَةِ النَّاسِ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ إِلَى الْجَبَّانَةِ «فَأَمَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ لِلْعِيدِ، وَرَكْعَتَيْنِ لِمَكَانِ خُرُوجِهِمْ إِلَى الْجَبَّانَةِ»
    ورواية البيهقي:
    6260 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنبأ الرَّبِيعُ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " صَلُّوا يَوْمَ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ , رَكْعَتَانِ لِلسُّنَّةِ , وَرَكْعَتَانِ لِلْخُرُوجِ "
    فيها الليث بن أبي سليم وقد اشتد اختلاطه حتى تركه جماعة من الأئمة.

    - وأما ما أخرجه ابن المنذر و البيهقي فقال الأول:
    2117 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ،
    عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ، أَنَّ عَلِيًّا، أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْعِيدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ "
    فمحمد بن النعمان عندي تردد في تعيينه، وضاق وقتي لتتبع المرويات الأخرى.

    لكن يقوي هذا ما أوردتَه في الأعلى
    5816 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ هُذَيْلٍ -[قلت عاصم : صوابه هزيل]-،
    «أَنَّ عَلِيًّا أَمَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِضَعَفَةِ النَّاسِ يَوْمَ الْعِيدِ أَرْبَعًا كَصَلَاةِ الْهَجِيرِ»
    وهذا السند أثبت من الذي قبله وهو كما ترى على سبيل الظن.
    وفيه بحث أيضا من جهة سماع هزيل من علي -رضي الله عنه-.
    وهكذا ما قد يقع من نكارة في رواية أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل.
    فهنا ثلاث عوارض فيه:

    قال مسلم في "التمييز":

    فكل هؤلاء قد اتفقوا على خلاف رواية أبي قيس عن هزيل ومن خالف خلاف بعض هؤلاء بين لأهل الفهم من الحفظ في نقل هذا الخبر وتحمل ذلك والحمل فيه على أبي قيس أشبه وبه أولى منه بهزيل لأن أبا قيس قد استنكر أهل العلم من روايته أخبارا غير هذا الخبر سنذكرها في مواضعها , إن شاء الله . ا.هـ [ص119]

    وجاء في العلل لأحمد :
    870 - سَأَلته عَن أبي قيس عبد الرَّحْمَن بن ثروان
    فَقَالَ هُوَ كَذَا وَكَذَا روى عَنهُ الْأَعْمَش وَشعْبَة وسُفْيَان وَهُوَ يُخَالف فِي أَحَادِيث ا.هــ

    وقال ابن أبي حاتم:
    سألت أبي عن أبي قيس الأودي فقال: ليس بقوي، هو قليل الحديث، وليس بحافظ.
    قيل له كيف حديثه؟ قال: صالح هو لين الحديث
    . ا.هـــ الجرح والتعديل 5/ 218

    أقول:
    وأبوقيس قد خالف ههنا الرواية الأخرى الثابتة علي -رضي الله عنه- فهذا يدفع المرء إلى نوع توقف فيما رواه في مثل هذه الصورة، ولست أطعن في روايته عن هزيل مطلقا فقد خرجها البخاري في صحيحه، ولكن قد يقع فيها ما يُخالف فيه، ولعل هذه منها.

    ومن عجيب ما روي بهذه السلسلة عن علي -رضي الله عنه- ما أخرجه البيهقي في الكبرى وضعفه:
    14018- وَرُوِّينَا عَنْ عَلِىٍّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ أَجَازَ إِنْكَاحَ الْخَالِ أَوِ الأُمِّ. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ : زَيْدُ بْنُ أَبِى هَاشِمٍ الْعَلَوِىُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ : عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ النَّجَّارِ بِالْكُوفَةِ قَالاَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِى قَيْسٍ عَنْ هُزَيْلٍ : أَنَّ عَلِيًّا رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَجَازَ نِكَاحَ الْخَالِ. هَكَذَا قَالَ الْخَالِ.

    ثم ذكر الخلاف على أبي قيس وقال:
    وهذا الأثر مختلف في إسناده ومتنه ومداره على أبي قيس الأودي وهو مختلف في عدالته ا.هــــ

    فخلاصة القول:
    إنّ أبا قيس فيه ضعف من جهة حفظه فيغرب ويخالف، وقد خالف هنا الرواية الأخرى.
    وهكذا قد جاء بهذا الإسناد بعض ما يُنكر سواء مرفوعا كما أشار مسلم أو موقوفا عن علي -رضي الله عنه- كما في هذا الأثر .
    ثم إنّ سماع هزيل من علي -رضي الله عنه- محل شك وتأمل ؛ فلم أجده يصرح بالسماع ولم يثبت سماعه الأئمة بحسب مراجعتي في أمات كتب الرجال الجامعة.
    أخيرا ما ورد من الاختلاف والشك في ذكر هزيل، ورواية الشك أثبت من غيرها، فكل هذا يوجب عند الناظر تردد في إثبات عبادة وسنة يُدعى الناس إليها لا سيما مع مخالفتها الثابت عن علي رضي الله عنه.
    والله تعالى أعلم.

    تعليق


    • #3
      رد: سُنّة رَاشٍدَة لِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيّ فِي صَلَاة العٍيد فٍي المَسْجِد لِضَعَفَة ِالنّاس

      بارك الله فيك يا أبا صهيب ونفع بكـ، وجعلنا مخلصين متبعين عاملين بكل هذا العلم.

      تعليق

      يعمل...
      X