إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [متجدد] فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

    فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ
    الحمدُ لله ربِّ العالمين و صلّى اللهُ على نبينا الأمينِ و على آله و صحبِه أجمعين و منْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ.
    و بعدُ، فإنَّ منْ أنفسِ ما أُلّف في العقيدةِ، العقيدةُ الواسطية لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، قالَ الشيخ بن عثيمين رحمه الله : " فكتبَ هذهِ العقيدةَ التي تعدُّ زبدةً لعقيدةِ أهلِ السنةِ و الجماعة فيما يتعلقُ بالأمور التي خاضَ الناس فيها بالبدعِ و كثرَ الكلامُ فيها و القيلُ و القال ".
    و إنّ منْ أنفسِ الشروح على هذا المتنِ الطيب، شرحُ فضيلةِ الشيخِ العلامة محمدُ بن صالحٍ العثيمين رحمه الله تعالى، فقدْ أفادَ و أجاد رحمه الله تعالى، و إنه قد أصَّلَ المسائلَ العقدية و قررَ مذهبَ السلفِ فيها و دحضَ شبه أهلِ الأهواءِ و بدعهم.
    لذا ينبغي لطالبِ العلم الاعتناءُ بهذا الكتابِ الماتعِ النافع، فأحببتُ أن أنقلَ بعضًا منَ الفوائدِ التي تضمنها هذا الكتابُ بغيةَ الانتفاعِ بها، و حتىَ يعمَ النفعُ لإخواني، أسألُ الله التوفيقَ و السدادَ.
    الإيمان بالله
    الإيمانُ باللهِ يتضمنُ أربعةَ أمورٍ :
    1 ـ الإيمانُ بوجودِه سبحانه و تعالى.
    2 ـ الإيمانُ بربوبيتهِ، أي الانفراد بالربوبية.
    3 ـ و الإيمانُ بانفرادِه بالإلوهية.
    4 ـ و الإيمانُ بأسمائِه و صفاتِه.
    و لا يتحققُ الإيمانُ إلا بذلك.
    لكلِّ رسُولٍ كتابٌ
    قالَ الله تعالى { لقدْ أرسلنَا رسُلنا بالبيناتِ و أنزلنا معهم الكتابَ و الميزانَ } ، و هذَا يدلُّ أن كلَّ رسولٍ معه كتابٌ، لكنْ لا نعرفُ كلَّ الكتبِ، بلْ نعرفُ منها صحفَ إبراهيمَ و موسى، و التوراةَ، و الإنجيلَ، و الزبور، و القرآن.
    الإيمانُ بالقدرِ خيره و شره
    أولًا : الشرُّ الذي وُصفَ به القدر هو الشرُّ بالنسبةِ لمقدور الله، أما تقديرُ الله، فكله خيرٌ، و الدليلُ قول النبي صلى الله عليه و سلم : "و الشرُّ ليسَ إليك ".
    ثانيًا : أنَّ الشرَّ الذي في المقدورِ ليسَ شرًا محضًا، بل هذا الشرُّ قد ينتجُ عنه أمورٌ هي خير، فتكونُ الشرِّيةُ بالنسبةِ إليه أمرًا إضافيا.
    صفاتُ اللهِ الفعليةِ
    الصفاتُ الفعليةُ هي الصفاتُ المتعلقة بمشيئته، و هي نوعان :
    1 ـ صفاتٌ لها سببٌ معلومٌ، مثلُ : الرضَى، فالله عز و جل إذا وجد سبب الرضى رضي، كما قال {و إن تشكروا يرضه لكم}.
    2 ـ صفات ليس لها سبب معلوم، مثلُ : النزول إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث اليل الآخر.
    التحريفُ
    التحريفُ : هو التغييرُ، و يكونُ لفظيًا أو معنويًا.
    و الغالبُ أن التحريفَ اللفظي لا يقعُ، فهو يقعُ منَ الجاهلِ، لكنَّ التحريفَ المعنويَّ هو الذي وقعَ فيه أهلُ البدعِ.
    التعبيرُ بالتحريفِ أولَى منَ التعبيرِ بالتأويلِ
    التعبيرُ بالتحريفِ أولَى من التعبيرِ بالتأويلِ في بابِ الأسماءِ و الصفاتِ، هذَا لأربعةِ وجوهٍ :
    1 ـ أنهُ اللفظُ الذي جاءَ به القرآنُ، و التعبيرُ الذِّي عبرَ به القرآنُ أولى منْ غيرِه، لأنهُ أدلُّ على المعنَى، فإنّ اللهَ تعالى قال {يُحَرفُونَ الكلمَ عنْ مَواضِعِه}.
    2 ـ أنه أدلُّ على الحالِ، و أقربُ إلى العدلِ، فليسَ منَ العدلِ أنْ نسمي التأويلَ بغير دليلٍ تأويلًا، بلْ حقُّه أن يسمى تحريفا.
    3 ـ أنَّ التأويلَ بغيرِ دليلٍ باطلٌ، يجبُ البعدُ عنهُ و التنفيرُ منهُ، و لفظُ التحريفِ أبلغُ في التنفيرِ إذْ لا يقبله أحدٌ، و استعماله أليقُ في حقِّ المخالفينَ للسلفِ، كما أنَ لفظَ التأويلِ ألينُ و يحتاجُ إلى تفصيلٍ.
    4 ـ التأويلُ ليس مذمومًا كلَّه، قالَ اللهُ تعالى {و مَا يعلمُ تأويلهُ إلا اللهُ و الراسخونَ في العلمِ} فامتدحهُم اللهُ بأنهمْ يعلمونَ التأويلَ، و قالَ صلى الله عليه و سلم "اللهمَّ فقههُ في الدين، و علمهُ التأويلَ".
    التعطيلُ
    التعطيلُ لغةً : التخليةُ و التركُ.
    اصطلاحًا : إنكارُ ما أثبتهُ الله لنفسِه منَ الأسماءِ و الصفاتِ، سواءٌ كانَ كليًّا أو جزئيا.
    الفرقُ بينَ التحريفِ و التعطيلِ
    1 ـ التحريفُ يكونُ في الدليلِ، مثلا يقولُ رجلٌ في قولِ الله تعالى {بلْ يداهُ مبسوطتانِ}
    "بلْ قوتاهُ"،فهذا محرفٌ للدليلِ و معطلٌ للمعنى الصحيحِ.
    2 ـ التعطيلُ يكون في المدلولِ، مثلا يقولُ رجل في قولِ الله تعالى {بلْ يداهُ مبسوطتانِ} لا أثبتُ اليدَ الحقيقيةَ و لا اليدَ المحرفِ إليها اللفظُ أفوضُ الأمرَ للهِ، فهذا معطلٌ و ليس بمحرفٍ.
    و منْ هنا نعلمُ أنَّ كل محرفٍ معطلٌ و ليس كل معطلٍ محرف.
    التكييفُ
    التكييفُ هو : أنْ تذكرَ صفةَ الكيفيةِ منْ غيرِ تقييدِهَا بمماثِلٍ، و يُسألُ عنه بكيفَ.
    التمثيلُ
    التمثيلُ هو : ذكرُ الشيءِ بمماثلٍ.
    الفرقُ بينَ التكييفِ و التمثيلِ
    الفرقُ بينَ الكييفِ و التمثيلِ :
    1 ـ التمثيلُ هو ذكرُ الصفةِ مقيدةً بمماثلٍ، و التكييفُ هو ذكر الصفةِ غيرَ مقيدةٍ بماثل، فالتكييفُ أعم، إذ كلُّ ممثلٍ مكيفٌ و لا عكسَ.
    2 ـ التكييفُ لا يكونُ إلا في الصفةِ و الهيئةِ، و التمثيلُ يكون فيهما و يكونُ في العددِ كقوله تعالى {اللهُ الذِّي خلقَ سبعَ سمواتٍ و منَ الأرضِ مثلهنَّ}، فالتمثيلُ هنا أعم.
    فيتضحُ لنا أنَّ بينهما عمومٌ و خصوصٌ وجهي.
    أهل السنة لا يكيفون الصفات
    أهل السنة و الجماعة لا يكيفون صفات الله تعالى لأدلة سمعية و عقلية :
    1 ـ الأدلة السمعية : مثل قوله تعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحق و أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، وقال { و لا يحيطون به علما}.
    2 ـ الأدلة العقلية : كيفية الشيئ لا تدرك إلا بإحدى أمور ثلاثة :
    أ ـ مشاهدته.
    ب ـ مشاهدة نظيره.
    جـ ـ خبر الصادق عنه.
    أهلُ السنةِ لا يمثلونَ الصفاتِ
    أهلُ السنةِ يثبتونَ صفاتِ اللهِ تعالى منْ غيرِ تمثيلٍ، و هذَا لأدلةٍ سمعيةٍ و عقلية و فطرية.
    1 ـ السمعيةُ : و هي قسمانِ :
    أ ـ خبريةٌ : كقولِ الله تعالى {ليس كمثله شيء}، و قال {هل تعلم له سميا}.
    ب ـ طلبيةٌ : كقوله تعالى {فلا تجعلوا للهِ أندادًا}، و قال {فلا تضربُوا للهِ الأمثالَ}.
    2 ـ العقليةُ :
    أ ـ لا يمكنُ التماثلُ بينَ الخالقِ و المخلوق، و لو لم يكنْ بينهما منَ التباين إلا أصلُ الوجودِ لكانَ كافيًا، فوجودُ الله أزليٌّ أبدي، و وجودِ المخلوق سُبقَ بعدمٍ و يلحقه فناء.
    ب ـ التباينُ العظيمُ بين صفاتِ الخالقِ و المخلوقِ، فمثلا اللهُ تعالى يسمعُ كل صوتٍ مهما خفي، و المخلوقُ لا يقدرُ على هذا.
    ج ـ الله تعالى مباينٌ للخلقِ بذاتِه، فصفاتُه تابعةٌ لذاتِه، فيكونُ مباينا للخلقِ بصفاته أيضا.
    د ـ تتفقُ بعضُ المخلوقاتِ في الأسماءِ و تختلفُ في المسمياتِ،و هذا يكونُ في المخلوقاتِ من الجنسِ الواحدِ فيكونُ سمعُ واحد منهم أقوى من سمعِ الآخر، و يكونُ هذا في المخلوقاتِ المختلفة الأجناسِ من بابِ أولى فيَدُ الجمل ليست كيدِ الإنسان، فإذا جازَ هذا التفاوتُ في حق المخلوقاتِ فمن بابِ أولى في حق الخالقِ عز و جل.
    3 ـ الفطرةُ : فالإنسانُ بفطرتِه يعرفُ الفرقَ بين الخالقِ و المخلوق، و لولا هذه الفطرةُ ما ذهبَ يدعوا الخالق.
    التعبيرُ بالتمثيلِ أولى منَ التعبيرِ بالتشبيهِ
    التعبيرُ بالتمثيلِ أولى لأمور :
    1 ـ أنَّ القرآنَ عبرَ به قالَ تعالى {ليسَ كمثلهِ شيءٌ}، و ما عبرَ به القرآنُ أولى منْ غيره.
    2 ـ بعضُ الناسِ يصفُ أهلَ السنة مشبهةٌ لأنهم يثبتونَ الصفاتِ، و هناك من لا يفهمُ من التشبيهِ إلا الإثباتُ، فإنْ قلتَ من غير تشبيهٍ فهم منْ غير إثباتٍ.
    3 ـ أنَّ نفي التشبيهِ على الإطلاقِ غير صحيحٍ، فما من شيءٍ من الأعيانِ أو الصفات إلا و بينهما اشتراكٌ في بعضِ الوجوه، و هذا الاشتراكُ نوعُ تشابهٍ، فلو نفيتَ التشبيه على الإطلاق لكنتَ نفيتَ كل ما يشتركُ فيه الخالقُ و المخلوقُ.
    مثاله : الوجودُ يشتركُ في أصله الخالقُ و المخلوقُ، و هذا الاشتراكُ نوعُ تشابهٍ، لكن هناكَ فرقٌ بينَ الوجودَين، فوجودُ الله واجبٌ و وجودُ المخلوقِ ممكنٌ.
    الإلحادُ في أسماءِ الله تعالى
    الإلحادُ في أسماءِ الله تعالى هو الميلُ فيها عمّا يجبُ، و هو أنواعٌ :
    1 ـ أن يسمي الله بما لم يسمّ به نفسه.
    2 ـ أن ينكرَ شيئا من أسمائه.
    3 ـ أن ينكرَ ما دلتْ عليه منَ الصفات.
    4 ـ أن يثبتَ الأسماءَ لله و الصفاتِ، لكن يجعلها دالةً على التمثيلِ.
    5 ـأن ينقلها إلى المعبوداتِ الباطلةِ، أو يشتقَ أسماءَ منها لهذه المعبوداتِ.
    أوصافٌ إذا اجتمعتْ في الخبرِ وجب قبوله
    يجبُ قبولُ ما دل عليه الخبرُ إذا اجتمعت فيه أوصافٌ أربعة :
    1 ـ أن يكونَ صادرًا عن علم.
    2 ـ الصدقُ.
    3 ـ البيانُ و الفصاحة.
    4 ـ سلامةُ القصدِ و الإرادة.

  • #2
    رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

    صفاتُ اللهِ مثبتةٌ و منفيةٌ
    صفاتُ اللهِ تعالى على قسمين : مثبتةٌ و منفية.
    1 ـ الصفاتُ المثبتةُ : هي كلُّ ما أثبته اللهُ لنفسه، و هي صفاتُ كمالٍ، لا تدلُّ على مماثلةِ المخلوق، لأن مماثلةَ المخلوق نقصٌ.
    و الصفاتُ المثبتة تنقسم إلى ثلاثةِ أقسام :
    أ ـ صفاتُ كمالٍ على الإطلاق : كالمتكلم، و الفعال لما يريد، و القادر، و غيرها.
    ب ـ صفاتُ كمالٍ بقيدٍ : هذه لا يوصفُ الله تعالى بها على الإطلاقِ إلا مقيَّدًا، مثل المكر و الخداع و الاستهزاء، فيكونُ في مقابل منْ يفعلون ذلك، مثل قوله تعالى { إنّ المنافقينَ يخادعون اللهَ و هو خادعهم }.
    جـ ـ صفاتُ نقصٍ على الإطلاقِ : و هذه لا يوصفُ الله بها بحالٍ منَ الأحوال، مثل العاجز، و الخائن و الأعمى، و غيرها، لأنّها نقصٌ على الإطلاق.
    و يوجد قسمٌ آخرُ منفصلٌ عن هذه الثلاثة و هو : الصفاتُ المأخوذةُ منَ الأسماءِ، فهي صفاتُ كمالٍ بكل حال من الأحوال.
    2 ـ الصفاتُ المنفيةُ : و هي الصفاتُ التي نفاها الله تعالى عنْ نفسه، و هذا النفيُ ليس نفيًا مجردا، لأنَّ النفيَ المجردَ عدمٌ، بلْ هو نفي متضمنٌ لثبوتِ كمالِ ضدِّه.
    و الصفات المنفية نفيُها على قسمينِ :
    أ ـ نفيٌ عامٌّ (مجمل) : و هدا النفيُ العامُّ يدلّ على كمالٍ مطلق، مثل قولِه تعالى { ليسَ كمثله شيئٌ }.
    ب ـ نفيٌ مفصَّل : و هذا لا يكونُ إلا لسببٍ، مثل :
    1 ـ تكذيب المدعين بأنّ الله اتصفَ بهذه الصفةِ التي نفاها عن نفسِه، مثل قوله تعالى { ما اتخذَ الله منِ ولدٍ }
    2 ـ دفع توهمِ هذه الصفةِ التي نفاها اللهُ عن نفسه، مثل قوله تعالى { و لقد خلقنا السموات و الأرض في ستة أيام و ما مسنا من لغوب}.
    دلالاتُ أسماءِ اللهِ تعالى على الصفاتِ
    الإسمُ له ثلاثةُ أنواعٍ منَ الدلالةِ :
    1 ـ دلالةُ المطابقةِ : و هي دلالةُ اللفظِ على جميعِ مدلولِه، فالاسمُ دالٌّ على المسمَّى به وعلى الصفةِ المشتقةِ منه.
    2 ـ دلالةُ التضمنِ : و هي دلالةُ اللفظِ على بعضِ مدلولِه، فدلالةُ الاسمِ على الذاتِ و حدها أو على الصفةِ المشتقةِ منهُ وحدهَا منْ دلالةِ التضمنِ.
    3 ـ دلالةُ الالتزامِ : و هي دلالةُ الاسمِ على شيءٍ يفهمُ منْ لازمِ لفظِ الاسمِ.
    مثالها : اسمُ الخالقِ :
    أ ـ يدلُّ على ذاتِ اللهِ و يدل على صفةِ الخلقِ، و هذه دلالةُ مطابقةٍ.
    ب ـ يدلُّ على الذاتِ وحدها، أو على صفةِ الخلقِ وحدها، و هذه دلالةِ تضمنٍ.
    ج ـ يدلُّ على العلمِ و القدرةِ، إذ لا يمكنُ خلقٌ إلا بعلمٍ و قدرةٍ، و هذه دلالةُ التزامٍ.

    تعليق


    • #3
      رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

      تعريفُ الإيمانِ لغةً
      يعرّفُ كثيرٌ منَ النّاس الإيمانَ لغة بأنه : التصديقُ، فصدقتُ بمعنى آمنتُ، و هذا القولُ لا يصحُ.
      بل الإيمانُ في اللغةِ : هو الإقرارُ بالشَّيء عنْ تصديقٍ به، بدليلِ أنكَ تقولُ : آمنتُ بكذا، و أقررتُ بكذا، و صدقت فلانًا، و لا تقول آمنتُ فلانا.
      إذًا فالإيمانُ يتضمنُ معنى زائدًا على مجرد التصديق، و هو الإقرارُ و القبولُ المستلزم لقبول الأخبارِ، و الإذعان للأحكامِ.
      معنى "الله"
      اللهُ : علمٌ على ذاتِ اللهِ،المختصُّ باللهِ تعالى، و معناهُ : الإلهُ، و إلهٌ بمعنى مألوهٌ أيْ : معبودٌ، لكن حذفت الهمزةُ تخفيفًا لكثرةِ الاستعمالِ.
      معنى "الصَّمد"
      الصَّمدُ قيلَ معناهُ :
      1 ـ الكاملُ في علمِه، وَ قدرتِه، وَ حكمتِه، و عزته، وَ سؤدُدِه، وَ في كلِّ صفاتِه.
      2 ـ الذِّي لا جوفَ لهُ، فهوَ يدلُّ على غناهُ بنفسِه عنْ مخلوقاتِه.
      3 ـ المصْمودُ إليه، أي الذِّي تصمدُ إليه جميعُ الخلائقِ، ترفعُ إليه حوائجَها، فيحتاجُ إليه كلُّ أحدٍ.
      و الحقيقةُ أنَّ هذه المعاني كلًّها ثابتةٌ، لعدمِ المنافاةِ بينهَا، فهو سبحانه كاملٌ في كلِّ ما يوصفُ به، و مستغنٍ عنْ كلِّ ما سِواهُ، و جميعُ ما سواهُ مفتقرٌ إليهِ.
      تفاضل القرآن
      سألَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلمَ أبيَّ بن كعبٍ، قال : "أيُّ آيةٍ في كتابِ اللهِ أعظمُ؟" فقال له : {اللهُ لا إلهُ إلَّا هوَ الحيُّ القيومُ}، فضربَ على صدرِه، و قال : "ليهنِكَ العلمُ أبَا المنذرِ".
      دلَّ الحديثُ على تفاضلِ القرآنِ، لكن لابدَّ منَ التفصيلِ في هذَا التفاضُلِ :
      1 ـ أمَّا باعتبارِ المتكلِّم به، فإنهُ لا يتفاضلُ، لأنَّ المتكلمَ واحدٌ.
      2 ـ أمَّا التفاضلُ فيكونُ :
      أ ـ باعتبارِ مدلولاتِه و موضوعاتِه.
      ب ـ باعتبارِ التأثيرِ و القوةِ في الأسلوبِ.
      سُورةُ الإخلاصِ تَعدلُ ثُلثَ القُرآنِ
      قالَ النبي صلّى الله عليه و سلمَ لأصحابِه :"أيعجزُ أحدُكم أنْ يقرأَ ثلثَ القرآنِ في ليلةٍ؟ قالوا : كيفَ ذلكَ ؟ قالَ: اللهُ أحد، اللهُ الصَمدُ، تعدلُ ثلثَ القرآنِ" رواه البخاري.
      فهذه السورة تعدل ثلث القرآن في الجزاء لا في الإجزاء، و وجه كونها تعدل ثلث القرآن، أن مباحث القرآن ثلاثة :
      1 ـ خبر عن الله تعالى (توحيد).
      2 ـ خبر عن المخلوقات (قصص).
      3 ـ أحكام.
      و سورة الإخلاص تتضمن المبحث الأول، فهي تتضمن صفات الرحمن تبارك و تعالى.

      تعليق


      • #4
        رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

        تعريفُ الشفاعةِ
        الشفاعةُ لغةً :جعلُ الوترِ شفعًا.
        و اصطلاحًا : هي التوسطُ للغير، بجلبِ مصلحةٍ، أو دفع مضرة.
        فمثلا : شفاعةُ النبي صلى الله عليه و سلمَ لأهلِ الموقفِ، فيها دفعُ مضرةٍ، و شفاعتُه لأهلِ الجنةِ لدخولها، فيها جلبُ منفعةٍ.
        شروطُ الشفاعةِ
        للشفاعةِ ثلاثةُ شروطٍ هي :
        1 ـ إذنُ اللهِ للشافعِ أنْ يشفعَ، و هو إعلامُه بأنهُ راضٍ بذلك.
        2 ـ رضاهُ عنِ الشافعِ.
        3 ـ رضاهُ عنِ المشفوعِ له.
        و قدْ جُمعت هذه الشروطُ الثلاثةُ في آيةٍ واحدةٍ، و هي قولُه تعالى {وَ كمْ منْ مَلكٍ في السَّمواتِ لا تغنِي شفاعتُهم شيئًا إلا منْ بعدِ أنْيأذنَ اللهُ لمنْ يشاءُ و يرضَى} (النجم)، و الرّضى هنا عامٌّ يشملُ الشافعَ و المشفوعَ له.

        تعليق


        • #5
          رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

          إثباتُ العلوِّ للهِ تعَالى
          مذهبُ أهلِ السنةِ و الجماعَةِ أنَّ اللهَ سبحانه و تعالى عالٍ بذاتِه، و أنَ علوَّه منَ الصفاتِ الذاتيةِ الأزليةِ الأبديةٍ، و أدلتُهم في ذلكَ :
          1 ـ الكتابُ : تنوعت أدلةُ العلوِّ في كتابِ اللهِ منها :
          أ ـ التصريحُ بالعلو و الفوقيةِ : قالَ تعالى {وَ هوَ العليُّ العظيمُ} (البقرة)، و قالَ {يخافونَ ربَّهم منْ فوقِهم} (النحل).
          ب ـ صعودُ الأشياءِ إليه : قالَ تعالى {إليهِ يصعدُ الكلمُ الطيبُ} (فاطر).
          جـ ـ نزولُها منْه : قالَ تعالى {تنزيلٌ منْ ربِّ العالمينَ} (الواقعة).
          2 ـ السُّنةُ : تنوعتْ دلالتُها، و اتفقت السنةُ بأصنافِها الثلاثةِ على علوِّه :
          أ ـ القوليةُ : كقوله صلى الله عليه و سلمَ :"و العرشُ فوقَ ذلكَ، و اللهُ فوقَ العرشِ".
          ب ـ الفعليةُ : كرفعِه صلى الله عليهِ و سلمَ يديْه إلى السماءِ في الدعاءِ، كذلكَ في حجةِ الوداعِ فإنه كانَ يشيرُ إلى السماءِ و يقول :" اللهمَّ اشهدْ ...".
          جـ ـ التقريريةُ : كإقرارِه الجاريةَ لما سألها :"أينَ اللهُ؟" قالتْ :" في السماءِ"، فأقرَّها على ذلك.
          3 ـ الإجماعُ : فقدْ أجمعَ المسلمونَ قبلَ ظهورِ هذه الطوائفِ المبتدعةِ على أنَّ اللهَ تعالى مستوٍ على عرشِه و فوقَ خلقِه.
          4 ـ العقلُ : فصفةُ العلوِّ صفةُ كمالِ، و إذا كانتْ صفةَ كمالِ، فإنَّه يجبُ إثباتُها للهِ عزَّ و جل، لأنَّ اللهَ متصفٌ بصفاتِ الكمالِ.
          5 ـ الفطرةُ : ما منْ إنسانٍ يقولُ : يا ربِّ، إلا وجدَ في قلبِه ضرورةً بطلبِ العلوِّ.
          إبطالُ حججِ منِ قالَ أنَّ اللهَ في كلِّ مكانٍ بذاتِه
          إنَّ حججَ القائلينَ بأنَ اللهَ تعالى في كلِّ مكانٍ بذاتِه باطلةٌ، يردُّها السمعُ و العقلُ :
          1 ـ السمعُ : فإنَ الله تعالى قدْ أثبتَ لنفسِه أنهُ العليُّ كما قالَ تعالى {وَ هُوَ العليُّ العظيمُ}، أمَّا الآيةُ التي استدلَّ بها القومَ و هي {وَ هُوَ معكُم أينمَا كنتم}، فيها إثباتُ المعيةِ، إلَّا أن المعيةَ لا تستلزمُ الحلولَ فير المكانِ، كما تقولُ العربُ "القمرُ معنا"، و محلُّ القمرِ في السماءِ.
          و المعيةُ يتحددُ معناها بحسبِ ما تضافُ إليهِ، فالرجلُ يقولُ : زوجَتِي مَعي، وَ هوَ في المشرقِ و هي في المغربِ، و الضابطُ يقولُ للجنودِ : اذهبُوا إلى المعركةِ و أنا معكم، فلا يلزمُ أنْ يكونَ الصاحبُ في مكانِ المصاحَبِ.
          و قد تقتضي المعيةُ الاختلاطَ، كقولِ الرجلِ : متاعِي معي إذَا كانَ متاعُه على ظهرِه، و قدْ لا تقتضي الاختلاطَ إذَا كانَ متاعُه في بيتهِ، فهذِه كلمةٌ واحدةٌ يختلفُ معناها بحسبِ الإضافةِ.
          و منْ ثم نثبتُ معيةَ اللهِ تعالى لخلقِه تليقُ بجلاله تعالى، كسائرِ صفاته.
          2 ـ العقلُ : إذَا قلنا أنَّ اللهَ معنا في كلِّ مكانٍ، فيلزمُ عليه لوازمُ باطلةٌ :
          أ ـ التعددُ أو التجزءُ.
          ب ـ يلزمُ أنه يزدادُ بزيادةِ الناسِ، و ينقصُ بنقصانهم.
          جـ ـ يلزمُ عدمَ تنزيهِ اللهِ تعالى عنْ أماكنِ القاذوراتِ.

          تعليق


          • #6
            رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

            معنى الأوَّلِ و الآخرِ و الظاهرِ و الباطنِ و فوائدُ متعلقةٌ بها
            أولا : هذه الأسماءُ تسمى الأسماءُ المتقابلةُ، و الظاهرُ أنها متلازمةٌ، فإذا قلتَ الأولُ فقل الآخر، و إذا قلت الظاهرُ فقل الباطن، لئلَّا تفوت المقابلةَ الدالة على الإحاطةِ.
            ثانيا : معناها :
            "الأولُ" فسره النبي صلى الله عليه و سلم بقوله :"الذي ليسَ قبله شيءٌ"، و فسره النبي صلى الله عليه و سلم بصفةٍ سلبية لتوكيدْ الأولية (لأن الصفة السلبية تتضمن إثبات كمال ضدها)، و أنها مطلقةٌ و ليست إضافية.
            "الآخرُ" فسره النبي صلى الله عليه و سلم بقوله :"الذي ليسَ بعده شيءٌ"، فهو محيطٌ بكل شيء لا نهايةَ لآخريته.
            "الظاهرُ" من الظهورِ أي العلو كما قال تعالى {هوَ الذِّي أرسلَ رسولَه بالهدَى و دينِ الحقِّ ليظهرَه على الدينِ كلِّه}، و قد فسره النبي صلى الله عليه و سلم بقوله :"الذي ليسَ فوقهُ شيءٌ"، فهو عالٍ على كل شيءٍ بذاته.
            "الباطنُ" فسره النبي صلى الله عليه و سلم بقوله :"الذي ليسَ دونهُ شيءٌ"، و هذا كنايةٌ عن إحاطتِه بكلِّ شيء مع علوه عز و جل، و "الباطنُ" قريبٌ من معنى "القريبِ"، فعلوه تعالى لا ينافي قربَه.
            ثالثا : هذه الأسماءُ تفيد إحاطةَ الله تعالى بكلِّ شيء أولًا و آخرًا و ظاهرا و باطنا، ففيه الإحاطةُ المكانيةُ و الزمانيةُ.
            فائدةُ اقترانِ أسماءِ اللهِ و صفاتِه بواوِ العطفِ
            قال الله تعالى { هوَ الأولُ وَ الآخرُ وَ الظاهرُ وَ الباطنُ } (الحديد 3) هذه الأسماءُ الأربعةُ كلُّها خبرٌ عن مبتدإِ واحد، لكن بواسطةِ حرفِ العطف، و الأخبارُ بواسطة حرفِ العطف أقوى منَ الأخبارِ بدون واسطةِ حرف العطف، و فائدةُ العطف :
            1 ـ توكيدُ ما سبق، لأنَّ العطفَ على ما سبقَ يجعلُه أصلًا و الأصلُ ثابت.
            2 ـ إفادةُ الجمعِ، و لا يستلزمُ تعددَ الموصوف.
            أنواعُ المغايرةِ التي يقتضيها العطفُ
            المعروف أن العطف يقتضي المغايرة، لكن التغاير يكون :
            1 ـ تغاير عيني : مثل قولنا : جاء زيد و عمر و بكر.
            2 ـ تغاير معنوي (تغاير أوصاف) : مثل قولنا : جاء زيد الكريم و الشجاع و العالم.
            3 ـ تغاير لفظي : مثل قولنا : هذا الحديث كذب و مين، فإن الكذب هو المين.
            و العطف الذي في قوله تعالى { هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن } (الحديد 3) هو من النوع الثاني، فإنه تغاير أوصاف لا تغاير أعيان.
            معنى التوكَّلِ
            التوكُّلُ هوَ : صدقُ الاعتمادِ على اللهِ في جلبِ المنافعِ و دفع المضار، معَ الثقةِ به و فعلِ الأسبابِ المأذونِ فيها.
            و لابدَّ فيه منْ أمرين :
            1 ـ أنْ يكونَ الاعتمادُ صادقًا حقيقيا.
            2 ـ فعلُ الأسبابِ المأذونِ فيها.
            أقسامُ التوكُّلِ و أحكامُها
            التوكلُ ثلاثة أقسامٍ و هي :
            1 ـ توكلُ اعتمادٍ و خضوعٍ و عبادة، و هو الاعتمادُ المطلقُ على المتوكَّلِ عليه، فهذا يجبُ إخلاصه للهِ تعالى و صرفُه لغيره شركٌ أكبرُ.
            2 ـ توكلٌ على غيرِ اللهِ بشيءٍ منَ الاعتمادِ، لكن فيه إيمانٌ بأنه سببٌ و أن الأمرَ لله، فهذا شركٌ أصغرُ.
            3 ـ توكلٌ على شخصٍ فيما فوَّضَ إليه منَ التصرفِ فيه، و أنَّ المتوكِّلَ فوقه، فهذا جائزٌ.

            تعليق


            • #7
              رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

              معنى الحكيم
              مادةُ "ح ك م" تدلُّ على معنيينِ :
              1 ـ الحكمُ : فيكونُ الحكيمُ بمعنى الحاكمِ.
              2 ـ الإحكامُ : فيكونُ الحكيمُ بمعنى المُحْكِم.
              فهذا الاسمُ يدل على أن الحكمَ لله، و أن الله موصوفٌ بالحكمةِ، لأن الإحكامَ هو الإتقانُ و الإتقانُ هو وضعُ الشيء في موضعِه.
              أقسامُ حكمِ اللهِ تعالى
              ينقسمُ حكمُ اللهِ تعالى إلى قسمين :
              1 ـ حكمٌ شرعي : و هو ما جاءتْ به الرسلُ و نزلت به الكتبُ من شرائعِ الدين.
              دليله : قولُ الله تعالى {ذلكمْ حكمُ اللهِ يحكمُ بينكمْ و اللهُ عليمٌ حكيمٌ} (الممتحنة).
              2 ـ حكمٌ كوني : و هو ما قضاهُ اللهُ تعالى على عبادِه منَ الخلقِ و الرزق و التدبير، و نحوها من معاني ربوبيته و مقتضياتها.
              دليله : قولُ الله تعالى {فلنْ أبرحَ الأرضَ حتى يأذنَ لي أبي أو يحكمَ اللهُ لِي وَ هوَ خيرُ الحاكمين} (يوسف).
              أنواع الحكمة
              الحكمةُ نوعانِ :
              1 ـ حكمةٌ في كونِ الشيءِ على كيفيتِه و حالته التي هو عليها، كحالِ الصلاةِ فإنها تُسبقُ بطهارةٍ و تُؤدى على هيئةٍ مخصوصة.
              2 ـ حكمةٌ في الغايةِ منَ الحكمِ، حيثُ أن جميعَ أحكامِ اللهِ تعالى لها غاياتٌ حميدة و ثمرات جليلة.

              تعليق


              • #8
                رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

                كمالُ علمِ اللهِ تعالى
                تعريفُ العلمِ : هو إدراكُ الشيءِ على ما هو عليهِ إدراكًا جازمًا.
                و اللهُ تعالى بكلِّ شيء عليمٌ، و علمُ الله تعالى يشملُ الواجبَ و الممكنَ و المستحيلَ :
                1 ـ أما الواجبُ : كعلمه بنفسه سبحانه و تعالى و بما له من صفاتِ الكمال.
                2 ـ و أما الممكنُ : فكلُّ ما أخبرَ اللهُ به عن عبادِه فهو ممكنٌ قال تعالى {يعلمُ ما تسرُّونَ و ما تعلنونَ}، و يعلمُ ما وقعَ و ما سيقعُ قال تعالى {يعلمُ ما بينَ أيديهم و ما خلفهم}.
                3 ـ و أما المستحيلُ : كقوله تعالى {لو كانَ فيهما آلهةٌ إلا اللهُ لفسدَتَا}.
                مفاتحُ الغيبِ
                مفاتحُ الغيبِ هي مبادئُ الغيبِ، و هي خمسةُ أمور :
                1 ـ علمُ الساعةِ : و علمُ الساعة لا يعلمه إلا اللهُ تعالى لا جبريلُ و لا نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه و سلم كما جاء في الحديث :"ما المسؤولُ عنها بأعلمَ منَ السائلِ".
                و علمُ الساعةِ مبدأُ مفتاح حياةِ الآخرة.
                2 ـ تنزيلُ الغيثِ : فاللهُ تعالى هو الذي ينزلُّ الغيثَ فهو يعلمُ وقت نزوله، و نزولُ الغيث مفتاحٌ لحياة الأرض بالنبات.
                3 ـ علمُ ما في الأرحامِ : فاللهُ يعلمُ ما في بطونِ الأمهاتِ من بني آدمَ و غيرهن، و لا يعلمُ ما بطونهن إلا هو، فيعلم ذكورةَ الجنين أو أنوثته و يعلمَ متى ينزلُ و هل يكون شقيا أم سعيدًا، و غيرها من الأحوالِ الأخرى التي يجهلها المخلوقُ.
                و علمُ ما في الأرحامِ مفتاحٌ للحياة في الدنيا.
                4 ـ علمُ ما في الغدِ : و الإنسانُ لا يعلمُ ما يكسبُ لنفسه، فلا يعلمُ ما يكسبُ غيره منْ باب أولى.
                و علمُ ما في الغدِ مفتاحٌ للعملِ في المستقبل.
                5 ـ علمُ مكانِ الموتِ : فالعبدُ لا يعلمُ بأي أرضٍ يموت، مع أنه قد يتحكم في المكانِ فلا يدري بأرضٍ يموت فكذلك لا يدري بأي زمنٍ يموت.
                و علمُ مكانِ الموتِ مفتاحٌ لحياةِ آخرةِ كل إنسانٍ.

                تعليق


                • #9
                  رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

                  لماذا ذكر الله الغيث و لم يذكر المطر؟
                  قال الله تعالى {و ينزل الغيث} و لم يقل المطر، لأن المطر أحيانا ينزل و لا يكون فيه نبات و لا تحيا به الأرض، قال صلى الله عليه و سلم :"ليست السنة ألا تمطروا، و إنما السنة أن تمطروا و لا تنبت الأرض شيئا".
                  معنى الكتابِ المبينِ
                  قالَ اللهُ تعالى {و لا حبةٍ في ظلماتِ الأرضِ و لا رطبٍ و لا يابسٍ إلا في كتابٍ مبينٍ}(الأنعام 59)، و "مبين" منْ أبانَ، وهذه تُستعمل :
                  1 ـ لازمةٌ : تقولُ "أبانَ الفجرُ" أي ظهر.
                  2 ـ متعدية : تقول "أبانَ الحقَّ" أي أظهره.
                  فمعنى "مبين" مُظهَر بَبِّنٌ.
                  هلْ علمُ اللهِ يتجددُ؟
                  قالَ اللهُ تعالى {وَ لنبلونَّكُمْ حتَّى نعلمَ المجاهدينَ وَ نعلمَ الصابرينَ} (محمد 31) ظاهرُ الآيةِ أنَّ علمَ اللهِ يتجددُ، لكنَّ اللهَ تعالى علمَ كلَّ الأشياءِ و كتبهَا في اللوحِ المحفوظِ، فكتبَ كلَّ ما هو كائنٌ إلى يوم القيامةِ، و منْ علمِ اللهِ تعالى أنه يعلمُ هل يصبرُ عبدُه أمْ لا، لكنْ هذا العلمُ السابقُ لا يتعلقُ به ثوابٌ و لا عقابٌ، أما العلمُ المذكورُ في الآيةِ فهو الذي يُجزَى عليه العبدُ و يتعلق به الثوابُ و العقابُ.
                  هل في القرآن شيء زائد؟
                  قال الله تعالى {و ما تحمل من أنثى و لا تضع إلا بإذنه} (فاطر 11)، "من" حرف جر زائد، و معنى زائد أنها زائدة من حيث الإعراب، فإذا حذفت فإنها لا تخل بالإعراب، أما من حيث اللغة فهي مفيدة و تزيد في المعنى، و ليس في القرآن شيء زائد.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

                    أقسامُ الرِّزْقِ
                    ينقسمُ الرزقُ إلى قسمينِ :
                    1 ـ عامٌّ : و هوَ كل ما ينتفعُ به البدنُ، و يكونُ للمسلمِ و الكافرِ و البرِّ و الفاجرِ.
                    و هو نوعان :
                    أ ـ حلالٌ : و هو الطيبُ منَ الرزقِ.
                    ب ـ حرامٌ : و هو الخبيثُ منه.
                    2 ـ خاصٌّ : و هو الذي يقومُ به الدينُ منْ علمٍ نافعٍ و عملٍ صالحٍ و ما يعينُ على طاعةِ اللهِ تعالى.
                    أقسامُ سمعِ اللهِ تعالَى
                    ينقسمُ السمعُ إلى قسمينِ :
                    1 ـ سمعُ الإجابةِ : كقولِ اللهِ تعالى {إنَّ رَبِّي لسميعُ الدُّعاءِ} (إبراهيم 39)، أيْ لمجيبُ الدعاءِ.
                    2 ـ سمعُ الإدراكِ : و هذا ينقسمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ :
                    الأولُ : يرادُ به بيانُ عمومِ سمعِ اللهِ تعالى، كقولِه تعالى {قدْ سمعَ اللهُ قولَ التي تجادِلكَ في زوجِهَا و تشتكِي إلى اللهِ} (المجادلة 1) قالتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها :"الحمدُ للهِ الذي وسعَ سمعُه الأصواتَ، و اللهِ إنِّي لَفي الحجرةِ، و إنَّ حديثها ليخفَى عليَّ بعضُه".
                    الثاني : يرادُ به النصرُ و التأييدُ كقولِ اللهِ تعالى لموسَى و هارونَ {إننِي معكُما أسمعُ و أرَى} (طه 46).
                    الثالثُ : يرادُ به الوعيدُ و التهديدُ كقولِ اللهِ تعالى {أمْ يحسبونَ أنَّا لا نسمعُ سرَّهم و نجواهُم بَلى و رسُلنا لديهم يكتبونَ} (الزخرف 80).
                    و سمعُ الإدراكِ هو منَ الصفاتِ الذاتيةِ لأنه لا ينفكُ عنه، أما سمعُ الإجابةِ و النصرِ و التأييدِ منَ الصفاتِ الفعليةِ لأنه مقرونٌ بسببٍ.
                    معنى "البصيرُ"
                    البصيرُ معناهُ : ذُو البصرِ.
                    و يطلقُ البصيرُ على :
                    1 ـ الرَّائِي : فهو بصيرٌ رؤيةً.
                    2 ـ العليمِ : فهو بصيرٌ علمًا.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

                      اختلافُ النحاةِ في الكافِ في {كَمثلِه}
                      الظاهرُ منها أنَّ اللهَ تعالى ليسَ مثلَ مثلِه شيءٌ، و هذا باطلٌ، لذا اختلفت عباراتُ النحويينَ في تخريجِ العبارةِ على أقوالٍ :
                      1 ـ أنَّ الكافَ زائدةٌ، و تقديرُ الكلامِ :"ليسَ مثلَه شيءٌ"، قالوا زيادةُ الحروفِ في اللغةِ للتوكيدِ أمرٌ مطردٌ، و هذا القولُ مريحٌ.
                      2 ـ أنَّ الزائدَ "مثل" و يكونُ التقديرُ :"ليس كهوَ شيءٌ"، وهذا ضعيفٌ مردودٌ، لأنَّ الزيادةَ في الأسماءِ قليلةٌ جدا أو نادرةٌ بخلافِ الحروفِ.
                      3 ـ أنَّ "مثل" بمعنى صفة و المعنى :"ليس كصفتِه شيءٌ" و هذا ليسَ ببعيدٍ عن الصواب.
                      4 ـ أنَّه ليسَ فيهِ زيادةٌ، فإذا قلتَ {ليسَ كمثلِهِ شيءٌ} لزمَ من ذلكَ نفي المثلِ، و إذا كانَ ليس للمثلِ مثلٌ صارَ الموجودُ واحدًا، و على هذا القولِ فلا حاجةَ لِأَنْ نُقدرَ شيئًا، و هذَا هو الصوابُ و هو أجودُ.
                      أقسامُ فعلِ اللهِ تعالى باعتبارِ المباشرةِ و غيرِ المباشرةِ
                      الفعلُ باعتبارِ ما يفعله اللهُ بنفسه فعلٌ مباشِرٌ، و باعتبار ما يقدِّره على العبادِ فعل غيرُ مباشِر، و لا يصحُّ أن ينسبَ فعلُ العبدِ إلى اللهِ على سبيلِ المباشرةِ، لأن العبدَ هو المباشرُ له، و لكن ينسبُ إلى اللهِ على سبيل التقديرِ و الخلقِ، أما ما يفعله اللهُ بنفسه كاستوائِه على عرشه فهذا ينسبُ إليه فعلا مباشرًا.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

                        أقسامُ إرادةِ اللهِ تعالى
                        تنقسمُ إرادةُ اللهِ تعالى إلى قسمينِ :
                        1 ـ الإرادةُ الكونيةُ (المشيئةُ) : قال اللهُ تعالى {وَ لو شاءَ اللهُ ما اقتتلُوا و لكنَّ اللهَ يفعلُ ما يريدُ}.
                        و هذه الإرادةُ :
                        أ ـ تتعلقُ بما يحبُّه اللهُ و ما لا يحبُّه.
                        مسألةٌ : هلْ أرادَ اللهُ الكفرَ و هو لا يحبُّه؟ الجوابُ نعمْ؛ أرادَه بالإرادةِ الكونيةِ، و لو لم يردْه لم يقعَ؛ كما أنَّ هذا مكروهٌ من وجهِ كونه معصيةً، و محبوبٌ من وجهِ كونِه متضمنا لمصالح عظيمةٍ مترتبةٍ عليه، كحصولِ العظةِ و الاعتبارِ و المجاهدةِ و غيرها.
                        ب ـ يلزمُ فيها وقوعُ المرادِ.
                        2 ـ الإرادةُ الشرعيةُ (المحبةُ) : قالَ اللهُ تعالى {أُحِلتْ لكم بهيمةُ الأنعامِ إلا ما يتلى عليكم غيرَ محلِّي الصيدِ و أنتم حرمٌ إن الله يحكمُ ما يريدُ}.
                        و هذه الأرادةُ :
                        أ ـ تختصُّ بما يحبُّه اللهُ تعالى.
                        ب ـ لا يلزمُ فيها وقوعُ المرادِ.
                        مسألة : قد يريدُ اللهُ الشيء شرعًا و لا يقعُ، فهو سبحانَه يريدُ من الخلقِ أن يعبدوه، و لا يلزم وقوعُ هذا المرادِ.
                        الفرقُ بين الإرادةِ الكونيةِ و الإرادةِ الشرعيةِ
                        1 ـ الإرادةُ الكونيةُ تتعلقُ بما يحبُّه اللهُ و ما لا يحبُّه، أما الشرعيةُ فهي خاصةٌ فيما يحبه الله تعالى.
                        2 ـ الإرادةُ الكونيةُ لابد من وقوعها، أما الشرعيةُ فقد تقعُ و قد لا تقع.
                        3 ـ الإرادةُ الكونية مقصودةٌ لغيرها، كخلقِ إبليسَ ليحصلَ بذلك المجاهدةُ و التوبةُ و الاستغفار؛ أما الشرعيةُ فهي مقصودةٌ لذاتها [هذه الأخيرة نقلتها من : تهذيب شرح عقيدة أهل السنة و الجماعة للشيخ رسلان حفظه الله تعالى].
                        اجتماعُ الإرادتين في المطيعِ و انفرادُ الإرادةِ الكونيةِ في العاصي
                        تجتمعُ الإرادةُ الشرعيةُ و الكونيةُ في حقِّ المؤمنِ المطيعِ، و تنفردُ الكونيةُ في حقِّ الفاجرِ العاصي.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

                          أقسامُ الإحْسانِ و أحكَامُه
                          ينقسمُ الإحسانُ باعتبارِ حكمِه إلى قسمينِ :
                          1 _ واجبٌ : و هو ما يتوقفُ عليه أداءُ الواجبِ.
                          2 _ مستحبٌ : و هو ما زادَ على ما يتوقفُ عليه أداءُ الواجبِ.
                          و الإحسانُ يكونُ في :
                          1 _ عبادةِ اللهِ تعالى : و قد فسَّره النبي صلى اللهُ عليه و سلم فيما رواه الشيخانِ عن أبي هريرةَ حينَ سأل جبريلُ النبيَّ صلى اللهُ عليه و سلم : ما الإحسانُ؟ فقال : "أن تعبدَ اللهَ كأنك تراهُ، فإن لم تكنْ تراهُ فإنه يراكَ".
                          2 _ في معاملةِ الخلقِ : فقد فسره الحسنُ البصري رحمه اللهُ بقوله : "كفُّ الأذَى، وبذلُ الندَى، وطلاقةُ الوجه"ِ.
                          أقسامُ الإقساطِ و حكمُه
                          حكمُه : الإقساطُ هو العدلُ، و العدلُ واجبٌ لقوله تعالى {وَ أَقْسِطُوا} [الحجرات 9].
                          و الإقساطُ يكونُ في :
                          1 _ معاملةِ اللهِ تعالى : فإنه منَ العدلِ أن يشكرَ العبدُ ربه الذي ينعمُ عليه بالنعمِ.
                          2 _ معاملةِ الخلقِ : و يدخلُ في ذلك أمورٌ كثيرةٌ منها : أن يعامِل العبدُ الخلقَ بما يحبُّ أن يعاملوه به، و العدلُ بين الورثةِ، و العدلُ بين الزوجاتِ، و العدلُ في العطيةِ بين الأولادِ و غيرها.
                          فرقٌ مهمٌّ :
                          الإقساطُ ليس هو القسط، فالقسط الجور و الإقساط العدل، ففعل قسط -الذي بمعنى جار- رباعي دخلت عليه همزة النفي أو السلب؛ فنفت عنه معناه –الذي هو الجور- فصار أقسط بمعنى عدل.
                          قال الجوهريُّ في الصحاح : " القُسوطُ: الجَورُ والعدولُ عن الحقّ. وقد قَسَطَ يَقْسِطُ قُسوطاً. قال الله تعالى: {وأمَّا القاسِطونَ لجهنَّمَ حَطَبا} والقِسْطُ بالكسر: العَدْلُ. تقول منه: أقْسَطَ الرجلُ فهو مُقْسِطٌ. ومنه قوله تعالى: {إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطين}.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

                            معنَى التوبةِ و شروطُها
                            التوبةُ : لغة : الرجوعُ.
                            شرعا : الرجوعُ إلى الله من معصيتِه إلى طاعتِه.
                            شروطُ التوبةِ : لها خمسةُ شروطٍ :
                            1 _ الإخلاصُ لله تعالى : بأن يكون الحاملُ على التوبةِ مخافة الله و رجاء ثوابه، لا السمعة و الرياء.
                            2 _ الندمُ على ما فعلَ من الذنبِ : و علامتُه أن يتمنى أنه لم يقعْ منه ذلك.
                            3 _ الإقلاعُ عن الذنبِ : و هذا يكونُ في حق اللهِ تعالى و حق الآدميين، فيتركُه إن كان محرمًا، و يتداركُه إن كان واجبًا يمكن أن يُتَدارك.
                            4 _ العزمُ على عدم العودة : فيكون في نيته أنه لو مُكن له لما عاد إلى هذا الفعل.
                            5 _ أن تكونَ في وقتِ قبولِ التوبة : فإن التوبةَ لا تقبلُ في ثلاثةِ مواضع :
                            أ _ عند طلوعِ الشمسِ من مغربها.
                            ب _ عند الموتِ.
                            ج _ عند نزولِ العذابِ.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ

                              صفةُ المحبةِ
                              يثبتُ أهلُ السنةِ صفةَ المحبةِ لله تعالى، و يعتقدون أن اللهَ تعالى يُحِبُّ و يُحَبُّ، و دل على هذا الأدلةُ النقلية و السمعية :
                              1 _ الأدلةُ السمعيةُ :
                              _ قال الله تعالى {و أحسنُوا إنَّ اللهَ يحبُّ المحسنينَ} [البقرة 159].
                              _ قال تعالى {إنَّ اللهَ يحبُّ التوابينَ و يحبُّ المتطهرينَ} [البقرة 222].
                              _ قال تعالى {قلْ إنْ كنتمْ تحبونَ اللهَ فاتبعوني يحببكُم اللهُ} [آل عمران 31].
                              _ قال تعالى {فسوفَ يأتي اللهُ بقومٍ يحبهُم و يحبونَه} [المائدة 54].
                              2 _ الأدلةُ العقليةُ :
                              إثابةُ الطائعين بالجناتِ و النصرِ و غيرها، يدل بلا شكٍّ على المحبةِ، و ثبتَ عمن سبقَ و لحق أن اللهَ تعالى أيدَ و نصر من عباده المؤمنين و أثابهم؛ فما هذا إلا دليلٌ على حبِّه لهم.
                              أسبابُ محبةِ اللهِ تعالى
                              المحبةُ له أسبابٌ كثيرةٌ من أهمها :
                              1 _ تدبرُ الإنسانِ في من خلقَه و أنعمَ عليه بالنعم، و النظرُ في تدبيرِ الله لشؤونه و أموره.
                              2 _ محبةُ ما أحبُّه اللهُ من الأعمالِ القوليةِ و الفعلية و القلبية، و محبةُ مَنْ أحب اللهُ تعالى.
                              3 _ كثرةُ ذكرِ الله تعالى، حتى يصيرَ القلبُ منشغلا بالله دائما.
                              أسبابُ نيلِ محبةِ اللهِ تعالى
                              لها سببٌ واحد وهو اتباعُ النبي صلى اللهُ عليهِ و سلمَ.
                              شبهُ منْ نفَى المحبةَ و الردُّ عليها
                              أهلُ البدعِ نفوا المحبةَ بناءً على حججٍ واهية، منها :
                              1 _ أن العقلَ لا يدلُ عليها.
                              2 _ أن المحبةَ لا تكونُ إلا بينَ شيئينِ متجانسين؛ فلا تكونُ بين الخالقِ و المخلوقِ و يمكن أن تكونَ بين المخلوقاتِ.
                              الردُّ عليها :
                              أما الأولى : فالرد عليها منْ وجهين :
                              أ _ نسلمُ أن العقلَ لم يدلَّ على إثباتِ المحبةِ بين الخالقِ و المخلوق، و َّ النصَ الصريح دل على ثبوتها؛ و النصُّ دليل قائم بنفسه لا قياسَ معه.
                              ب _ دعوَى أن العقلَ لا يدلُّ عليها مردودٌ، فقد دل العقلُ الصحيح على ثبوتها كما تقدم.
                              و أما الثانيةُ : و هي ادعاؤهم أن المحبةَ لا تكونُ إلا بين متجانسين ممنوعٌ و خطأ؛ بل تكونُ بينَ شيئين بينهما أعظمُ التباين، كما بين الإنسانِ و بعيره أو ساعتِه و نحوها.
                              إثباتُ صفةِ الخلةِ و العلاقةُ بينها و بين المحبةِ
                              نثبت صفةَ الخلةِ لله تعالى كما نثبت له المحبةَ؛ حيثُ قال تعالى {و اتخذَ اللهُ إبراهيمَ خليلا} [النساء 125]، و الخلةُ أعلى أنواعِ المحبةِ و ليسَ فوقها شيءٌ من أنواعِ المحبةِ؛ لأن الخليلَ منْ وصل حبُّه إلى سويداءِ القلبِ و تخللَ مجاري عروقه. و الخلةُ لا تثبتُ إلا لنبينا محمدٍ و إبراهيمَ عليهما الصلاة و السلام.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X