إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

وأما الخطرات مبدأ الخير والشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وأما الخطرات مبدأ الخير والشر

    قال شيخ الإسلام ابن القيم في "الجواب الكافي"

    وأما الخطرات:

    فشأنها أصعب فإنها مبدأ الخير والشر ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم فمن راعي خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب. ومن استهان بالخطرات قادته قهرا إلى الهلكات. ولا تزال الخطرات تتردد على القلب حتى تصير منى باطلة {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} وأخس الناس همة وأوضعهم نفسا من رضي من الحقائق بالأماني الكاذبة واستجلبها لنفسه وتحلى بها وهي لعمر الله رؤوس من أموال المفلسين ومتاجر الباطلين وهي قوة النفس الفارغة التي قد قنعت من الوصل بزورة الخيال ومن الحقائق بكواذب الآمال كما قال الشاعر:

    أماني من سعد رواء على الظما
    سقتنا بها سعد على ظماء برداوإلا
    مني إن تكن حقا تكن أحسن المنى
    فقد عشنا بها زمنا رغدا


    وهي أضر شيء على الإنسان وتتولد من العجز والكسل وتولد التفريط والإضاعة والحسرة والندامة. والمتمني لما فاته مباشرة الحقيقة بجسمه حول صورتها في قلبه وعانقها وضمها إليه فقنع بوصال صورة وهمية خالية صورها فكره وذلك لا يجدي عليه شيئا وإنما مثله مثل الجائع والظمآن يصور في وهمه صورة الطعام والشراب وهو لا يأكل ولا يشرب والسكون إلى ذلك واستجلابه يدل على خساسة النفس ووضاعتها. وإنما شرف النفس وزكاؤها وطهارتها وعلوها بأن ينفى عنها كل خطرة لا حقيقة لها ولا يرضى أن يخطرها بباله ويأنف لنفسه منها.

    ثم الخطرات بعد أقسام تدور على أربعة أصول: خطرات يستجلب بها العبد منافع دنياه وخطرات يستدفع بها مضار دنياه وخطرات يستجلب بها مصالح آخرته وخطرات يستدفع بها مضار آخرته.

    فليحصر العبد خطراته وأفكاره وهمومه في هذه الأقسام الأربعة فإذا انحصرت له فيها فما أمكن اجتماعه منها لم يتركه لغيره وإذا تزاحمت عليه الخطرات كتزاحم متعلقاتها قدم الأهم فالاهم الذي يحشى فوته وأخرى الذي ليس بأهم ولا يخاف فوته.

    بقي قسمان آخران أحدهما: مهم لا يفوت. والثاني: غير مهم ولكنه يفوت ففي كل منهما ما يدعو إلى تقديمه فهنا يقع التردد والحيرة فيه فإن قدم الأهم خشي فوات ما دونه وإن قدم ما دونه فاته الاشتغال به عن المهم وذلك بأن يعرض له أمران لا يمكن الجمع بينهما ولا يحصل أحدهما إلاّ بتفويت الآخر فهذا موضع استعمال العقل والفقه والمعرفة ومن هاهنا ارتفع من ارتفع وأنجح من أنجح وخاب من خاب فأكثر من ترى ممن يعظم عقله ومعرفته يؤثر غير المهم الذي لا يفوت على المهم الذي يفوت ولا تجد أحدا يسلم من ذلك ولكن مستقل ومستكثر.

    والتحكيم في هذا الباب للقاعدة الكبرى التي عليها مدار الشرع والقدر وإليها مرجع خلقت الخلق والأمر وهي إيثار أكبر المصلحتين وأعلاهما وإن فاتت المصلحة التي هي دونها والدخول في أدنى المفسدتين لدفع ما هو أكبر منهافيفوت مصلحة لتحصيل ما هو وأكبر منهما ويرتكب مفسدة لدفع ما هو أعظم منها.

    فخطرات العاقل وفكره لا يجاوز ذلك وبذلك جاءت الشرائع ومصالح الدنيا والآخرة لا تقوم إلاّ على ذلك وأعلى الفكر وأجلها وأنفعها: ما كان لله والدار الآخرة فما كان لله فهو أنواع.

    الأول: الفكرة في آياته المنزلة وتعقلها وفهمها وفهم مراده منها ولذلك أنزلها الله تعالى لا لمجرد تلاوتها بل التلاوة وسيلة. قال بعض السلف: أنزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا.

    الثاني: الفكرة في آياته المشهودة والاعتبار بها والاستدلال بها على أسمائه وصفاته وحكمته وإحسانه وبره وجوده وقد حض الله سبحانه عباده على التفكر في آياته وتدبرها وتعقلها وذم الغافل عن ذلك.

    الثالث: الفكرة في آلائه وإحسانه وإنعامه على خلقه بأصناف النعم وسعة مغفرته ورحمته وحلمه.


    وهذه الأنواع الثلاثة تستخرج من القلب معرفة الله ومحبته وخوفه ورجاءه ودوام الفكرة في ذلك مع الذكر يصبغ القلب في المعرفة والمحبة صبغة تامة.

    الرابع: الفكرة في عيوب النفس وآفاتها وفي عيوب العمل وهذه الفكرة عظيمة النفع وهي باب لكل خير وتأثيرها في كسر النفس الأمارة بالسوء ومتى كسرت عاشت النفس المطمئنة وانتعشت وصار الحكم لها فحي القلب ودارت كلمته في مملكته وبث أمراءه وجنوده في مصالحه.

    الخامس: الفكرة في واجب الوقت ووظيفته وجمع الهم كله عليه فالعارف ابن وقته فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلها فجميع المصالحإنما تنشأ من الوقت فمتى أضاع الوقت لم يستدركه أبدا.

    قال الشافعي رضي الله عنه:"صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين أحدهما قولهم: الوقت سيف فإن لم تقطعه قطعك. وذكر الكلمة الأخرى ونفسك إن أشغلتها بالحق وإلا شغلتك بالباطل" فوقت الإنسان هو عمره في الحقيقة وهو مادة حيا الأبدية في النعيم المقيم ومادة المعيشة الضنك في العذاب الأليم وهو يمر أسرع من مر السحاب فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوبا من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم فإذا قطع وقته في الغفلة والشهوة والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه بالنوم والبطالة فموت هذا خيرا له من حياته وإذا كان العبد وهو في الصلاة ليس له (من صلاته) إلاّ ما عقل منها فليس له من عمره إلاّ ما كان فيه بالله وله وما عدا هذه الأقسام من الخطرات والفكر فأما وساوس شيطانية وإما أماني باطلة وخدع كاذبة بمنزلة خواطر المصابين في عقولهم من السكارى والمحشوشين والموسوسين ولسان حال هؤلاء يقول عند انكشاف الحقائق:

    أن كان منزلتي في الحب عندكم
    ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي
    أمنت ظفرت نفسي بها زمنا
    واليوم أحسبها أضغاث أحلام


    وأعلم أن ورود الخاطر لا يضر وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته فالخاطر كالمار على السلام فإن لم تستدعه فإن تركته مر وانصرف عنك وإن استدعيته سحرك بحديثه وخدعه وغروره وهو أخف شيء على النفس الفارغة بالباطلة وأثقل شيء على القلب والنفس الشريفة السماوية المطمئنة.

    وقد ركب الله سبحانه في الإنسان نفسين نفسا أمارة ونفسا مطمئنة وهما متعاديتان فكلما خف على هذه ثقل على هذه وكل ما التذت به هذتألمت به الأخرى فليس على النفس الأمارة أشق من العمل لله وإيثار رضاه على هواها وليس لها أنفع منه وكذا النفس المطمئنة أشق من العمل لغير الله وإجابة داعي الهوى. وليس عليها شيء أضر منه. والملك مع هذه عن يمنة القلب والشيطان مع تلك عن يسرة القلب والحروب مستمرة لا تضع أوزارها إلاّ أن يستوفى أجلها من الدنيا والباطل كله يتحيز مع الشيطان والأمارة والحق كله يتحيز مع الملك والمطمئنة والحرب دول وسجال والنصر مع الصبر ومن صبر وصابر ورابط واتقى الله فله العاقبة في الدنيا والآخرة وقد حكم الله تعالى حكما لا يبدل أبدا: أن العاقبة للتقوى. والعاقبة للمتقين. فالقلب لوح فارغ والخواطر نقوش تنقش فيه فكيف يليق بالعاقل أن تكون نقوش لوحه ما بين كذب وغرور وخدع وأماني باطلة وسراب لا حقيقة له؟ فأي ولا كمل وعلم وهدي ينتقش مع هذه النقوش؟ وإذا أراد أن ينتقش ذلك في لوح قلبه كان بمنزلة كتابة العلم النافع في محل مشغول بكتابة مالا منفعة فيه فإن لم يفرغ القلب من الخواطر الردية لم تستقر فيه الخواطر النافعة فإنها لا تستقر إلاّ في محل فارغ كما قيل:


    أتانى هواها قبل أن أعرف الهوي
    فصادف قلبا فارغا فتمكنا

    وهذا كثير من أرباب السلوك بنوا سلوكهم على حفظ الخواطر وأن لا يمكنوا خاطر يدخل قلوبهم حتى تصير القلوب فارغة قابلة للكشف وظهور حقائق العلويات فيها وهؤلاء حفظوا شيئا وغابت عنهم أشياء فإنهم أخلوا القلوب من أن يطرقها خاطر فبقيت فارغة لا شيء فيها فصادفها الشيطان خالية فبذر فيها الباطل في قوالب أوهمهم أنها أعلى الأشياء وأشرفها وعوضهم بها عن الخواطر التي هي مادة العلم والهدي وإذا خلى القلب عن هذه الخواطر جاء الشيطان فوجد المحل خاليا فشغله بما يناسب حال صاحبه حيث لم يستطعأن يشغله بالخواطر السفلية فكيف بالعلوية فشغله بإرادة التجريد والفراغ من وإنهم التي لا صلاح للعبد ولا فلاح إلاّ بأن تكون هي قلبه وهي إرادة مراد الله الديني الأمري الذي يحبه ويرضاه وشغل القلب واهتمامه بمعرفته على التفصيل به والقيام به وتنفيذه في الخلق والتطرق إلى ذلك والتوصل إليه بالدخول في الخلق لتنفيذه فيظلهم الشيطان عن ذلك بأن دعاهم إلى تركه وتعطليه من باب الزهد في خواطر الدنيا وأسبابها. وأوهمهم أن كمالهم في ذلك التجريد والفراغ. وهيهات هيهات إنما الكمال في امتلاء القلب من الخواطر والإرادات والفكر في تحصيل مراضي الرب تعالي من العبد ومن الناس والفكر في طرق ذلك التوصل إليه فأكمل الناس أكثرهم خواطر وفكر وإرادات لذلك كما أن أنقص الناس أكثرهم خواطر وفكرا وإرادات لحظوظه وهواه وأين كانت والله المستعان

    ولهذا فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت تتزاحم عليه الخواطر في مرضات الرب تعالى فربما استعملها في صلاته فكان يجهز جيشه وهو في صلاته فيكون قد جمع بين الصلاة والجهاد وهذا من باب تداخل العبادات في العبادة الواحدة.
    وهو من باب عزيز شريف لا يدخل منه إلاّ صادق حاذق الطلب متضلع من العلم عالي الهمة بحيث تدخل في عبادة يظفر فيها بعبادات شتي وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

يعمل...
X