إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

أثر الحج في سلوك المسلم | عبد السلام السحيمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] أثر الحج في سلوك المسلم | عبد السلام السحيمي

    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

    أثرُ الحجِّ في سُلُوك المُسلمِ

    للحج آثار طيبة في سلوك المسلم، ومن هذه الآثار: توجه القلب إلى الله، وإقباله عليه، والإكثار من ذكره، فأول ما يبدأ به الحاج بعد النية هو التلبية: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».

    وهي مأخوذة من لبَّ بالمكان إذا لزمه، فكأنه قال: أنا مقيم على طاعتك وأمرك، غير خارج عن ذلك، ولا شارد عليك.

    ويُردِّدُ هذه التلبية إلى أن يرمي جمرة العقبة، فيكثر من ذكر التلبية وغيرها من أنواع الذِّكر، وهذا يتضمن الإخلاص في العبادة وتعظيم حرماته، والتفكر في كل ما يقرب لديه ويباعد عن غضبه، فيجرد العبادة لله وحده، ويخصصه بها من دعاء، وخوف، ورجاء، وتوكل، وصلاة، وذبح، وأعمال الحج كلها وغير ذلك من أنواع العبادة؛ لأن هذا كله لله وحده، فيكون الحج سببا للإخلاص، وسببا لتجديد ذكر الله والإكثار منه، وهذا من أعظم الآثار.

    ومن الآثار الطيبة: أنه عندما يتجنب محظورات الإحرام ويكف عنها يحمله ذلك عن مكارم الأخلاق، ويبعده عن الترف واللهو والشهوات، ويتوجه للأعال الصالحة، فهو إنما فعل ذلك استجابة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.

    ومن الآثار الطيبة أيضا: أنه يذكِّر بالآخرة، ووقوف العباد بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة؛ لأن المشاعر تجمع الناس في زي واحد، مكشوفي الرءوس من سائر الأجناس، يذكرون الله تعالى، ويلبون دعوته، وهذا المنظر يشبه وقوفهم بين يدي الله يوم القيامة في صعيد واحد حُفاة عُراة غرلا، خائفين وجلين مُشفقين، وهذا يبعث في نفس الحاج خوف الله ومراقبته، والإخلاص له في العمل، والرغبة في طاعته، والبعد عن معصيته.

    ومن الآثار الطيبة: إقامة ذكر الله، قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّما جُعل الطواف بالبيت والسعي بين الصَّفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله».

    ففي الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والوقوف بعرفة ومزدلفة، والإكثار من ذكر الله، ودعائه، واستغفاره في هذه المشاعر الأجر العظيم والثواب الجزيل، وتكفير السيئات لمن أخلص لله تعالى، وصدق في متابعة رسُول الله.

    وإن الحج المبرور سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    «من حج، ولم يرفث، ولم يفسق؛ رجع من ذنوبه كما ولدته أمه».

    وجاء في الحديث الآخر:
    «إن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».

    وإن من الآثار الطيبة: أن الحج سبب للبذل والتضحية وتحمل المشاق، وأنه نوع من الجهاد، قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: «هل على النساء جهاد ؟ قال: نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج، والعمرة».

    وجاء في الحديث الآخر:
    «ولكن أفضل الجهاد: حج مبرور».

    فالحاج جاهد نفسه حنى بذل المال الذي ينفقه في سفره لهذه العبادة، وجاهد نفسه لتحمل مشاق وعناء السفر، وجاهد نفسه بحيث ترك ولده وأهله وأصحابه ووطنه، كل ذلك تقربا إلى الله تعالى، وجاهد نفسه حتى صبر على الطاعة، وجاهد نفسه حتى صبر عن المعصية، وجاهد نفسه حتى صبر على ما يلاقيه في السفر لهذه العبادة، فجميع أنواع الصبر متوفرة فيه،
    «إنَّما يُوفَّى الصَّابِرون أجرَهم بغير حساب»[الزمر: 10].

    ومن الآثار الطيية: أن الحاج يشعر بالأخوة الإسلامية والمساواة، ففي وقوفه بعرفة وغيرها من المواقف مع إخوانه المسلمين مع اختلاف لغاتهم وأجناسهم وألوانهم في صعيد واحد في زي واحد، لا فرق بين رئيس ومرءُوس، وصغير وكبير، وغني وفقير، يُلبون، يُهللون، ويُكبرون، ويتضرعون إلى الله تعالى بقلوب خاشعة، وأيد ممتدة ضارعة بالدعاء، وألسن تبح بذكر الله، والثناء عليه، مما يكون سببا لجلب الرحمة وتكفير الخطايا، فيحس الحاج بمعنى المساواة يتحقق، وهو أن الجميع يرجون رحمة الله، ويتضرعون إلى الله، فالغني والفقير، والقوي والضعيف، والصغير والكبير عبيد لله، محتاجون إليه، فيحس بالأخوة، ويحس بالمساواة.

    وإن من الآثار الطيبة لمن وفقه الله عز وجل لأداء الحج بإخلاص وصدق مع تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم: فإنه يزداد خيرا وتقوى وصلاحا؛ فلذا أشار القرآن الكريم إلى أنه ينبغي للحاج أن يستمر على الإكثار من ذكر الله، والرجوع إليه بعد الحج في قوله تعالى: «فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا»[البقرة: 200].

    فالاستمرار على الذكر والتقوى والطاعة بعد الحج قد يكون سببا لقبول العمل، فالحسنة تجر الحسنة، والطاعة تثمر طاعة لله تعالى، وهذا دليل ـ إن شاء الله ـ على استمرار آثار الحج وأثرها الطيب عل المسلم في حياته.

    هذه كلمة مِن الكلمات الّتي كتبها الشّيخ عبدالسّلام بن سالم السّحيميّ
    ثُمَّ ألقاها في الإذاعة السّعوديّة في حجّ عام 1422هـ في برنامج: "أخي الحاج".

    مِن كتاب
    كلمات نافعة في أُمور مُهمّات

    ص(151-153) طبعة دار المنهاج

    للشّيخ
    عبدالسّلام بن سالم بن رجاء السّحيميّ

    قرأه
    معالي الشّيخ الدّكتور
    صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان

    عضو هيئة كبار العُلماء وعضو اللّجنة الدّائمة للإفتاء

    للفائدة أكثر مع مُحاضرة صوتيَّة
    ماتعة
    للشَّيخ سليمان الرُّحيليّ حفظه الله
    وهي مُفرَّغة على هذا الرَّابط

يعمل...
X